عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-15, 09:48 AM   #2
مرجانة

الصورة الرمزية مرجانة
~ رونق التوليب ~

آخر زيارة »  05-13-24 (11:32 AM)
المكان »  في ثنايا أحرفي
الهوايه »  قراءةُ النثرِ ، و كتابتُه .
اللهُمَّ برَحمَتِكَ .. أعِنّا .
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



،،،، الجزء الأول ،،،،



أنا "أماندا" ، فتاة تبلغ الثانية والعشرين من العمر ، أدرس في معهد الطب ، أعيش مع أخي "ألفريد" الذي يكبرني بخمسِ سنواتٍ في منزلٍ قريب من المعهد .. لست فتاة يميزها شيء ، أنا فتاة عادية جداً ، لستُ طاغية الجمال ، ولا متفوقة كثيراً في دراستي رغم اجتهادي .. حياتي ليس فيها ما يثير منذ طفولتي ، لكنني سأبدأ معكم ، مع أول صبحٍ مثير!

كنت قد خرجت في الساعة السابعة والنصف من المنزل و حقيبتي معلقة على كتفي ، أمشي بخفة كالمعتاد ، تروقني حركة الشارع في الصباح ، الناس وازدحام السيارات .. أشعر بالنشاط والحيوية كلما علت الشمس وازدادت اشعتها .

دخلت إلى المعهد وسرت إلى القاعة التي اكتظت بزملائي ، ألقيت التحية عليهم واتجهت نحو مقعدي لأجلس
وضعت حقيبتي ، نظرت إليَّ صديقتي المقربة "سارة" الجالسة بجانبي

- صباح الخير "أماندا" .. كيف حالكِ ؟
- بخير ماذا عنكِ؟
- جيدة

ثم أضافت بصوتٍ خافتٍ وهي تقرب وجهها من وجهي

- كيف حال "ألفريد"؟

أجبتها بسخرية

- يبلغكِ تحياته


احمرت وجنتيها وقالت بسعادة

- حقاً!؟

ضحكت وأجبتها

- "ألفريد" لا يلقي بالاً لأحد يا عزيزتي ، آسفة لأجلك

عبست وجهها وضربتني على كتفي قائلة بحنق

- أنتِ سيئة ، ألا يمكنكِ أن تجمليني أمامه؟! ، تكلمي عني دائماً عنده ، إمتدحيني وتغزلي في عيني الزرقاوين و شعري الأشقر ، سيجن جنونه بي لو تفعلين .

لم أتمالك نفسي عن الضحك ، ضحكت بصوتٍ عالٍ كما هي عادتي ، وسرعان ما توقفت عن الضحك حينما أحسست بإصبع "إليزا" على كتفي
نظرت إليها ، فقالت باشمئزاز

- متى ستعقلين؟ ، صوتكِ مرتفع متى تنوين التصرف كأنثى حقيقية يا "آماندا"!؟

رفعت حاجباي ونظرت إليها باستهجانٍ قائلة

- عذراً آنسة "إليزا" ، هل أزعجت سمعكِ الرقيق؟ ، لم أقصد يا رقيقة

صدت عني بحركةٍ ملؤها الغرور وابتعدت عني حيث الفتية ، قالت "سارة" باستياء

- كم هي كريهة! ، أستغرب لما هي محبوبة من الشباب .
- دعيها عنكِ ، إنهم مفتونين بغرورها فقط .


ومددت يدي إلى درج الطاولة و أخرجت المرآة ورفعتها أمام وجهي قائلة و أنا أعبث بغرتي

- أنا أجمل منها بكثير ، لكن العمى قد أصابهم عند غرورها ، لا يفقهون شيئاً في مقاييس الجمال !
- أنتِ محقة ، حسناً سأذهب لرؤية "فرانك" وعدني بإحضار روايةٍ جديدة اليوم .

قالت هذا ونهضت من مقعدها
أما أنا أنزلت المرآة وأعدتها إلى الدرج ، ولامست يدي حينها ورقة ، تساءلت ماهي فأمسكت بها وسحبتها إلي ، فعلت وجهي الدهشة! .. كان ظرفاً أبيض!

قلبته لعلني أعرف من هو صاحب الظرف ، ولأتأكد إن كان لي أو لا ، فلست معتادةً على تلقي الرسائل بهذه الطريقة في المعهد
ولكن المفاجأة كانت ، عندما قرأت السطرين عليه

إلى العزيزة "آماندا"
رسالة من معجب

انبهرت كثيراً ! .. احسست بحرارةٍ تعتلي وجهي ، احكمت القبض على الظرف وأعدته بسرعة إلى الدرج ، كان قلبي يقفز بين أضلعي بذعرٍ شديد .. حاولت تمالك نفسي ، أخذت نفساً ثم نظرت إلى زملائي من حولي ، حاولت التأكد إنه لم يلحظني أحد ، ولم تقع العيون على الرسالة التي بيدي

كان الجميع لاهياً في اهتمامه والبعض الآخر بالحديث ، احسست بالطمأنينة ، وعدت لأسحب الظرف من جديد وقد عاود قلبي انتفاضه ، قرأت من جديد

إلى العزيزة "آماندا"
رسالة من معجب

تساءلت بحيرة

- من معجب! .. أحقاً هناك من هو معجبٌ بي؟! ، أو أنها رسالة من عابثٍ يحاول الضحك علي والتسلي معي؟


رفعت بصري من جديد ابحث عن عينين تراقباني ، ولكن لم يكن هناك من يراقب ولم يكن هناك ما يشير على ان أحدهم يترقب مني أن أسحب الظرف وأشرع في قرآءته ، أيكون الأمر جدياً؟! ، ليس مقلباً من زملائي أو .. أو "سارة"! .. "سارة"! ، لا لا يعقل أن تكون "سارة" ، لو أنها هي لظلت بجانبي تترقب اللحظة التي أخرج منها الظرف لترى ما تصنعه المفاجأة على وجهي
همست بداخلي

- لأفتح الظرف ، وأرى ما كتب

فتحته بحذرٍ والتوتر سيطر علي ، أخرجت منه ورقة بيضاء ، فتحتها ويداي ترتعشان ، لكن المفاجأة .. أنني لم أجد بها كلماتاً ، ولا حروف .. بل كانت فقط ، بالخط الكبير والعريض

علامة استفهام !

=============

في المساء عند السادسة ، كنت في غرفتي أمسك بالورقة البيضاء ، التي توسطتها علامة إستفهامٍ كبيرة بالخط الأسود .. كانت الربكة تستولي علي كلما وقعت عيناي على مافي الورقة

- استفهام! .. ماذا تعني؟ ، يبدو ذلك لغزاً مثيراً .

تذكرت تصرفات زملائي اليوم ، لم يتصرف أحد معي على غير طبيعته ، وكذلك "سارة" ، كنت أتوقع أنها مزحة من أحد أو إحدى الزملاء ، لكنني الآن أستبعد ذلك
رفعت الورقة أمام عيني

- استفهام! .. ألم يحلو لك أيها المعجب سوى أن تكتب علامة استفهام!؟ ، ماذا تعني؟!

وضعت الورقة على طاولتي وهمست بحزن

- تريدني أن أتساءل عن من تكون؟! ، لقد أثرت فضولي كثيراً


ابتسمت لنفسي وسرحت في خيالي

- لا بأس ، كل شيء سيكشف عما قريب ، أنا!؟ ، "آماندا" لدي معجب! ، لم أتخيل ذلك ، لم أحلم قط بأني سأثير اهتمام أي أحد ، من تراه يكون ذلك المفتون؟

وضحكت لنفسي وقد بدأ الأمر يعجبني فعلاً ، كان ذلك مثيراً للإهتمام
طرق أخي الباب هذه اللحظة ودخل قائلاً

- هيا "آماندا" ، العشاء جاهز

بدا علي الإرتباك ، فتخيلاتي أخذتني للبعيد وطرق الباب فاجأني ، ويبدو أن "ألفريد" لاحظ ذلك فسألني

- أنتِ بخير؟

نهضت من كرسيي وتقدمت نحوه

- نعم بخير ، مرهقة وحسب

ذهبنا معاً على طاولة العشاء ، أخي طاهٍ ماهر وهو يمارس الطهي كهوايةٍ له ، يتسوق بنفسه لاحتياجات المطبخ ولا يحب أن أشاركه الطهي أبداً ، إنه يبدع فيه حقاً!
كنت دائماً أتناول طعامه بشيهة كبيرة ، لكن الليلة ، وربما بسبب الرسالة لم تكن شهيتي كبيرة ككل مرة ، كنت أشرد بعقلي دون وعيٍ لتلك الرسالة التي قلبتني رأساً على عقب!

- "آماندا" ألم يعجبكِ الطعام؟

نظرت إليه بعد أن فقت على صوته من شرودي وقلت


- بلى أعجبني ، سلمت يداك

ابتسم أخي برضاً ، فسألته

- "ألفريد" ، لو وصلتك رسالة من مجهول ، وفي الرسالة علامة إستفهام .. ماذا تعتقد أنها تعني؟

توقف أخي عن الأكل ، ورأيت في عينيه الدهشة والإستغراب ، ثم قال

- علامة استفهام ، فقط !
- فقط!

ابتسم و قال

- من المخبول الذي قد يرسل علامة استفهام؟!

اصابني الارتباك من قول "ألفريد" ، حقاً ذلك غريب ولا يفكر فيه عاقل! .. أجبته

- لا أعرف

ضحك قائلاً

- من أين جئتي بهذا الآن؟
- رسالة وصلتني ، من معجب .. لا تحتوي سوى علامة استفهام

ارتفعت حاجباه ، وقال

- معجب! ، ويكلف نفسه بأن يرسل إليك ورقةً بيضاء تحتوي علامة استفهام!؟

احمر وجهي خجلاً ، لا أعرف لما شعرت بأن أخي يسخر مني


- هذا ما وصلني حقاً
- إنه عابث ، مجرد شاب تافه ، أو إحدى زميلاتكِ أردن صنع مقلباً فيكِ ، ربما كانت تلك .. صديقتكِ .. ما اسمها؟!
- تعني "سارة"؟
- نعم لعلها هي ، تبدو خطيرةً ولا يستهان بها

ضحكت من كل قلبي وقلت

- لا أنا اجزم أنها ليست من فعل ذلك .
- على كل حالٍ يا عزيزتي "آماندا" ، لا تكترثي ، إن كان هنالك أمر فسيتضح .. لا ترهقي نفسكِ مع عبث أحدهم .

وأضاف ساخراً

- هم .. علامة استفهام !

=================

ما كنتُ استطيع التجاهل كما طلبَ أخي ، وصرت متشوقةً أكثر ليوم الغد .. لعله يحمل لي رسالةً أخرى منه .

جلست الصباح وتجهزت للمعهدِ على عجل ، ودعت أخي بعد أن تناولت معه الفطور مرغمةً ، فهو لم يسمح لي بمغادرة المنزل دون تناول الفطور .
اجتزت الطرقات بسرعةٍ وحماسٍ ونفاذِ صبر ، وبعد أن وصلت إلى المعهد اتسعت خطواتي السريعة تشق طريقها نحو القاعة ، دخلت .. لم يكن هناك الكثير من الزملاء ، ألقيت التحية ، واتخذت مقعدي وقلبي يرتعش بين أضلعي ، وضعت حقيبتي ومددت يدي إلى الدرج ، كنت خائفة

خشيت أن لا أجد رسالةً أخرى تعرفني عليه ، ولكن خوفي انجلى ، فلقد أحسست بالظرف وسحبته على عجل .
كان هذه المرة ظرفاً أنيقاً من ورقٍ مورَّد ، ابتسمت بسعادة وأنا أنظر إليه ، قلبته وقرأت السطرين

إلى العزيزة "آماندا"
رسالة من عاشق

أصدرت ضحكةً خفيفة دون أن أشعر ، وسرعان ما تمالكت نفسي ، حدقت حولي أتفحص زملائي ، لست محط اهتمامهم كما يخيل إلي

عدت بنظري إلى الظرف ، وقلبي تزداد سرعته

من عاشق!؟ ، هل تحول الإعجاب إلى عشقٍ في أمسية؟!

تحمست كثيراً وددت فتحه لقراءة مافيه ، لكنني متوترة وقلقة
أخشى أن أفقد طبيعتي لو قرأت المحتوى ، لكن هل سأبدوا طبيعيةً لو أجلت قراءتها؟!
سيشرد عقلي كثيراً بها ، يتغلبني فضولٌ شديد لما كتبَ داخلها ، أتراه أفصح عمن يكون؟
كل ما أتمناه أن لايكون مقلباً ومزحةً سخيفة من زملائي

وبين الرغبة والرهبة ، قررت أن أقرأ الرسالة في المنزل
أدخلتها بحذرٍ في حقيبتي وأطبقت عليها جيداً وقلبي يكاد يطير سعادة

لا أعرف لما استهوتني الرسالات ، لكن أرجو أن لا يخيب أملي بعد قراءة الرسالة .