المكان ضيق؛
كل الأماكن ضيقة على اتساعها..! النافذة أوسع من الغرفة، والباب أوسع من البيت، وقلب الإنسان أوسع منه وهذا من لطف الله!

أتودد لكل ما أقابله من بشر وحجر وشجر؛ أكتشف قدرة جديدة وعجيبة على الحديث بلا انقطاع؛ يبدو للحظة أن كل شيء مألوفًا لعيني وقلبي كأنني تركت بعضًا مني هنا في زمان مضى والآن عدت ومددت يدي إليه فالتقطته والتقطني!

حكـايا ◦●
من رحم الماضي وُلدتْ!

‏أحتاجُكِ كي أَعبر
‏لستُ ضريرًا، ولكني مُستوحشٌ..
‏وهذا الدربُ مُعتمٌ!

تذبحني اللحظاتُ التي كان يجب أن أحتضنك فيها ولم أفعل..!
التفاصيلُ والمؤامرات الصغيرة والشقاوات التي كان يجب أن أتورّط فيها معك ولم أفعل.. القُبٓل والمذاقات التي كان يجب أن أرتشفها من شفتيك ولم أفعل.. الضحكات والدموع التي كان يجب أن أقتسمها معك ولم أفعل..!

كلمة أحبك التي كان يجب أن أظل أصرخ بها وأغنيها وأرسمها على كل الحوائط والمرايا والمناديل الورقية وكشاكيل الأولاد وظهور المقاعد في سيارات الأجرة.. ولم أفعل!

لن يخبرك أحدٌ أنّه يعيش مع زوجته حياة طيّبة يملؤها السّكن والمودّة لكنّه سيخبرك بالمشكلات بينهما، ولن يعلمك أنّه اشترى سيّارة لكنّه سيسرد لك أعطالها ومشاكلها وارتفاع تكلفة تسييرها، وسيحدّثك عن صعوبة تربية الأولاد وطلباتهم التي لا تنتهي لكنّه لن يخبرك عن الفرح برؤيتهم وشعور احتضانهم.

في الواقع، وعلى مواقع التّواصل هكذا هم النّاس!
يفعلون ذلك لأسباب تتعلّق بهم قد تكون دينيّة أو اجتماعيّة أو نفسية، المهمّ أن تدرك أنّ الحقيقة الكاملة لن تظهر لك ولا يهمّك أن تظهر لك، فلا تجعل من حكايات الآخرين وتجاربهم السّيئة مانعًا لك من فعل ما ترى أنّه نافعٌك..
اعقلها وتوكّل.
فلا شرّ في الحياة خالص، ولا خير خالصٌ إلا تقوى الله تعالى وعبادته.

ثم نُدرك أن القوة ليست في التمسّك، إنما في التخلّي.