جئتكِ في صباح العيد وحدي ..
أبحث عن طفلٍ كان يشبهني ..
كان وجهه وجهي وصوته صوتي..
كان اسمه اسمي وقلبه قلبي ..
لكن روحه ما عادت روحي ..
ولاضحكته تشبه الآن ضحكتي ..
فهل رأيتِه ..!
هل مررتُ بكِ في صباح العيد ..!

حين نشعر أنّ داخلنا فارغٌ جداً ..
وأن ما نفعله هو لِملءِ الفراغ فقط ..
وأن كل ما نعيشه هو وقتٌ يعبر ..
لتكتمل مسيرة الحياة معنا ..

حينها نضطر أن نفتح باباً جديداً ..
أن نحلم حلماً جديداً ..
وأن نرحل نحو أمنية جديدة ..

فلا يستطيع الكائن البشري أن يعيش على الهامش ..
ويبقى متوقعاً على ذاته ..
مهما حاول أن يعتاد هذه الهامشية في حياته ..
مهما حاول أن يكتفي بما لديه ..
وأن يرضخ إلى ما عنده ..

يعود دوماً إلى نوعِ من التمرد على ذاته ..
وتعود دوماً حشرية الإنقلاب ..
ضد طبيعة الظروف التي أحاطته وتحيط به ..!

للصباح دوماً له لغته الخاصة ..
تفاصيله الخاصة ..
طقوسه الخاصة ..
همساته الخاصة ..
فهو يحمل لي كثيراً من الأمل في عقلي .. وقلبي..
وكل أحاسيسي ..

قد يكون النعاس لم يزل يشبك نفسه مع عيوني ..
ولكني أُزيل اثره عنها بمجرد تذكري أنه صباحٌ جديد .. وأمل جديد ..

فيبدأ صوت النهار يناديني..
يجعلني أستعجل الخروج الى الشمس والحياة..
ويرفض ان ابقى قابعأ على وسادتي ..

وفصل الربيع ..!

اَااااهٍ كم أنت عجيبٌ أيها الفصل..
كيف تجعلني افضل مما أنا فيه..
وكيف تمنحني الحلم ..
والالوان..
والاحساس انني أملك كل الحياة بين يدي ..

فكل عام يعود الربيع ليحتل كثيرا من اوقاتي..
ويأخذ معه كثيرا من ذكرياتي..

ولهذا كم اعشقك يا فصل الربيع..

صباحك ورد منعش أيها الصباح الربيعي ..!

يُغريني حضورك ..
بِعِناقك .. بِاحتضانك ..
لتَبُثّي أنفاسك إلى رِئَتي ..

فأَجدني ..
أنثُر المكان حولي..
فَرَحاً..
شَوقاً ..
دِفئاً ..
ضَحِكاً ..
هَمْساً ..
هَذياناً ..
وجُنوناً ..


حتّى لو لم تَكُوني حاضِرَة ..
أشعر بِك ..
أراكِ دَوماً ..
أشعُر بِك دوماً حَولي ..
مَعي بكل تفاصِيلك ..

أشعُر بحضوركِ بي ..
بِروحك ..
بإحساسك..
بكُلِّ مشاعرِك ..

أشعُر بِكِ ..
بشكلٍ كبيرٍ ..
غريبٍ ..
عجيبٍ ..
لا تَفسيرَ لَهُ عِندي ..
فقد نسَجتُكِ من دِفءِ حُروفي وجُنُونِ هَمَسَاتي ..

تفرَّدتِ على عَقْلي ..
وتَربّعتِ عَلى عرش قَلْبي ..

لا أُرِيد أنْ تَكوني أَمَامي ..
ولا خَلفي ..
ولا أنْ تكُوني في وَسَطِ مَعْمَعَةِ الزِّحَام ..

أرَدْتُ دَوماً أنْ تَكونَ يَدَكِ بِيَدي ..
تتَشابَك أَصَابِعنا معاً باحتضانٍ دافيء ..

أرَدْتُ دَوْماً أنْ أشعُرَ بِدفءِ أنْفاسَك تُنعِشُ رِئَتَيّ ..
ومَسَاماتُ جَسَدكِ تَحْتَكُّ بِجَسَدي ..
وبَأنِّي دَافيءٌ جِداً كَدِفْيءِ قَلْبكِ وَروحك ..!

متى ألتقيكِ يا مهجة القلب ..
يا حياة الرّوح ..

متى ألتقيكِ ..
لتُمرّري لقلبي بعض رذاذ نبض ..
لكي يرتوي من العطش المتراكم به ..

متى ألتقيكِ ..
لتُمرّري لقلبي كثيراً من حُب ..
لتقتلع مسامير النبضات الشّاردة القابعة فيه ..
..
..
متى ألتقيكِ ..
فوحدك فقط ..
تجعلي جفافَ قلبي أقلّ تَصَحُّراً ..
وأكثر غياباً ..
وإنحساراً ..

متى ألتقيكِ ..

متى ..!