^
المكتوب هو :
" ياصاحب الهم
ان الهم منفرج "

كنت اود ان نزل خاطرة لي في قسم الابداع
ولكن لاني سبق ونزلت خاطرة لي
وتم نقلها تعسفاً إلى غير القسم
وكأني سرقتها ..
لذلك سوف انزلها هنا
وكذلك هناك ابيات لي
سوف انزلها هنا
حتى اتجنب نقلها لمكان آخر ..

ً
ً

كَانَ هُنَاكَ غَيْركَ
لَكِنْ لَمْ تَسْتَقِرْ عَيْنٌ اِخْتِيَارِيٍّ إِلَّا عَلَيْكَ

كَانَ هُنَاكَ فَاتِنَاتٌ مُثِيرَاتٌ
وَلَكِنْ لَمْ يَلْفِتْ اِنْتِبَاهِي غَيْرَكَ

كَانَ هُنَاكَ اَلْكَثِيرُ وَالْكَثِيرُ
وَلَكِنْ كُنْتِ أَنْتِ
أَكْثَر مِنْهُنَّ وَأَعْظَمَ مِنْهُنَّ
وَأَجْمَلَ مِنْهُنَّ وَأَرْقَى مِنْهُنَّ

كُنْتَ بِحَقّ اَلْأَمِيزْ وَالْأَعْذَبَ وَالْأَحْلَى

وَحِينَمَا أَدْرَكَتْ بِأَنَّ بُوصَلَةَ مَشَاعِرِكَ
تَتَّجِهُ إِلَى قِبْلَةِ حَرَم قَلْبِيٍّ
وَأَنَّكَ أَنْتِ نُسُكُ حُبِّي
وَقَدَاسَةِ حِلْمِي
وَالْأَمَانِ وَالرِّهَانِ

اِنْطَلَقَتْ بِكُلِّي إِلَيْكَ
وَتَرَكَتْ مَا كَانَ مَعِي
وَمَا كَانَ عِنْدِي

تَرَكَتْهُمْ كُلّهُمْ مِنْ أَجْلِكَ
وَاكْتَشَفَتْ أَنَّكَ لَسْتُ لَيّ فَقَطْ
بَلْ كُنْتُ لَيّ وَلَحْظِيٌّ
وَلِقَدْرِي وَرُوحِي وَحَيَاتِي

وعِنْدَهَا أَتَيْتُ إِلَيْكَ أُهَرْوِلُ شَغَفًا
وَفِي يَدِي وَرَدَّ أُخْفِيهُ وَرَائِي
لَمْ أَكُنْ أَشْعُرُ بِأَقْدَامِي
وَانَا اِمْشِي إِلَيْكَ
بَلْ كُنْتُ أَشْعُرُ
بِأَنِّي أَطِيرُ وَأَطِيرُ

وَاقْتَرَبَتْ وَاقْتَرَبَتْ
وَعِنْدَمَا وَصَلَتْ إِلَيْكَ اِلْتَفِتِي إِلَيَّ
وَابْتَسَمَ اَلتُّوتُ فِي شَفَتَيْكَ
وَتَفَتَّقَ اَلْوَرْدُ فِي خَدَّيْكَ
وَانْبَلَجَ اَلصُّبْحُ مِنْ أَسَارِيرِ جَبِينِكَ

وَرَأَيْتُ فِي عَيْنَيْكَ
أَحْلَامَ اَلسُّلْطَانِ اَلْعَنِيدِ
وَنَشْوَةُ اَلسِّينْدَرْلَا اَلْعَاشِقَةَ
وَتَمَرُّدِ اَلْفَتَاةِ اَلشَّقِيَّةِ اَلْأَبِيَّةِ

حِينَ اِبْتَسِمِي
أَفْتُر ثَغْرُكَ اَلسَّاحِرُ
وَأَسْفَرَ عَنْ اَلْبَرْدِ وَالثَّلْجِ
وَعَنْ بُسْتَانِ اَلْوَرْدِ
اَلَّذِي تِسُورْ كُلَّ مَلَامِحِ ثَغْرِكَ
وتَسيّد جَميع مَنَاطِقِهِ

وَعِنْدَهَا دَخَلَتْ فِي دَوَّامَةِ اَلذُّهُولِ
وَإِحْسَاسِ اَلدَّهْشَةِ وَنَشْوَةِ اَللِّقَاءِ

وَلَمْ أَشْعُرْ بِنَفْسِي
إِلَّا وَأَنَا أَمَامَ صَرَّحَ مُمَرَّدٌ مِنْ نُورِ
مَطْعَمٍ بِالرِّقَّةِ وَالْعُذُوبَةِ وَالدَّلَالِ
مَحْفُوفٍ بِهَيْبَةِ اَلنَّظْرَةِ وَرَشَاقَةِ اَلْقَوَامِ
مُنْغَمِسٍ فِي اَلنُّعُومَةِ
واَللَّطَافَةِ وَالْأُنُوثَةِ

وَعِنْد كُلِّ ذَلِكَ تَوَقَّفَتْ وَوَقَفَتْ
وَيَدِي خَلْفَ ظَهْرِي
مُمْسِكًا بِالْوَرْدِ
وَيَوْمِ أَنْ هَمَمْتُ بِالْحَدِيثِ
لَمْ أَسْتَطِعْ وَتَعَطَّلَتْ لُغَةُ اَلْكَلَامِ

وَتَعَطُّلِ كُلِّ شَيْءِ
إِلَّا شَيْءٌ وَاحِدٌ … !
هُوَ إِحْسَاسِي بِفَرْحَةٍ تَلَاقَيْنَا

وَلَكِنِّي تَحَامَلَتْ عَلَى قَلْبِي
وَأَخْرَجَتْ يَدِي مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي
وَهِيَ مُمْسِكَةٌ بِالْوَرْدِ
وَقَدَّمَتْهُ اَلِيكْ
وَامْتَدَّتْ يَدَيْكَ وَأَخَذَتْ اَلْوَرْدَ

اَلْوَرْدَ اَلَّذِي كَانَ قَلْبِي مِخْتِبِىْءْ فِيهِ
وَحِيْن قُبْلَتَيْ تِلْكَ اَلْهَدِيَّةِ
قَبْلَ اَلتُّوتِ اَلْوَرْدِ
وَابْتَسَمَتْ وَابْتِسْمُتِي
وَكُلَّنَا لَهْفَةٌ وَكُلَّنَا شَوْقٌ
وَكُلُّنَا أَحْلَامٌ وَآمَالُ وَأُمْنِيَاتُ

ثُمَّ تَرَاجَعَتْ لِلْوَرَاءِ وَانْعَطَفْتَ
وَعُدْتُ إِلَى حَيْثُ كُنْتُ . . !

عُدْتُ وَأَنَا اُنْظُرْ إِلَيْكَ
وَكُلِّي يَبْغِيكَ وَيَمِيلُ إِلَيْكَ

نَعِمَ .. اِخْتَرْتُ اَلْعَوْدَةُ وَالرُّجُوعُ
لِأَنِّي وَعَدَتْ قَلْبِي
أَنْ أَوْصَلَهُ إِلَيْكَ
وَأَعُود أَنَا فَقَطْ
وَهَاءَ أَنَا قَابِعٌ فِي حُجْرَتِي اَلْآن
جَسَدًا بِلَا قَلْبٍ . .


ِ

ً
لكنها قطعة من نور
زبرجدية الروح

شفافة حساسة كالورد
اصيلة كالذهب

شهية ممتعة
جميلة متمنعة

صافية كالسماء
طاهرة كالنقاء

خجولة حيية
طفولية القلب رضية

تغار في صمت
وتحب في صمت

فاتنة ساحرة مثيرة
جميلة ناعمة مطيرة

تثور في لحظة
وتسكن في لحظة

يتعبها الغضب
ويرضيها العتب

تنزوي في دلال
وكلها شوق وخيال

لا تعرف الحقد ولا الضغينة
ولا الانتقام والاقتصاص

سريعة الانفعال
جميلة الأفعال

عذبة الصفات
رائعة الأوصاف

ِ

ً
ً


تذكرت حينما دلفت الى موضوع المفقودين
واخذت اتأمل واتساءل واقول :
طالما هم ليسوا موجودين وغائبين
لماذا نكتب أسماءهم ..!
لماذا اساساً نفقدهم ..!
لماذا نتذكرهم في خضم مشاغل الحياة ..!
لماذا نفرح بعودتهم وتواجدهم ..!

ووصلت الى القناعة التامة
بأننا نتذكرهم لأنهم متواجدين

كيف متواجدين ؟
متواجدين في ذاكرتنا
واحاسيسنا وتفكرينا
ليس ضروري يكون تواجدهم
تواجد حب وغرام وميول
لا لا .. لكن قد يكون تواجد معزة
تواجد اعجاب وارتياح وتناسب
تواجد طيبة تواجد إنسانية وعشرة

ولانهم ولابد سيمرون على الموضوع
- اعني موضوع المفقودين -
ويتلمسون اسمائهم من ضمن المفتقدين
لان هناك طاقة تخاطر تجعلهم يأتون
وتجعلهم يشعرون بأن هناك من افتقدهم

نحن يا سادة .. بشر
لنا احاسيس ومشاعر

نحن كائن مدني الطبع
لا نستطيع ان نعيش الوحدة
كالسمكة التي لا تستطيع
ان تعيش في غير البحر

نحن يا سادة .. نحب الأهتمام
نحن يا سادة .. نعشق المهتمين
والانسانيين والحنونين والطيبين

نحن يا سادة .. نحب احياناً ان نغيب
وفي رواية نحب ان نتعمد الغياب
حتى نرى مكانتنا عند غيرنا
ونشعر بمدى أهميتنا
واهمية تواجدنا

ليس بالضرورة ان يكون الغياب
لأجل كل ما ذكرت ..!
لأننا احياناً قد نغيب غياب قصري
غياب اضطراري اجباري
غياب خارج عن ارادتنا
ومع كل ذلك فإننا ومع هذا الاضطرار
نتشوف وتشرئب أعناقنا الى رؤية مكاننا
ومعرفة حجم قدرنا عند من كنا معهم
وهل فقدونا بالفعل
ام انهم بمجرد غيابنا تناسونا ونسوا
وبمجرد غيابنا انتهى سيناريو الإهتمام
والتفاعل والتواصل والسؤال
وتحولوا وانتقلوا إلى سيناريو آخر ..!

هكذا نحن بنو البشر
مفطورون على حرارة التواصل والاتصال
وعلى البقاء في القلوب والعقول والذكريات
ومهما ابعدنا الغياب ونأت بنا الظروف
إلا اننا نتساءل في ذواتنا وفي خلواتنا
هل افتقدونا ..!
هل شعروا بغيابنا ..!
هل حنوا لتواجدنا ..!
هل لازلنا من ضمن اهتمامهم ..!
هل لنا مكانة عندهم ..!

لا احد يكابر ويغالط نفسه وفطرته
ويقول لا يهمني احد
ولا اريد ان يتذكرني احد
ولا اهتم لمثل هذه الأمور

هذا القول ضرب من التناقض الكاذب
لأننا ما تواجدنا هنا إلا لأن المكان مأهول
ويتواجد فيه من نبادله ذات المشاعر
ومن هو متنفس لفضفضاتنا ومشاغباتنا
ومن هو بمثابة النبض لقلوبنا
ومن هو التفكير لعقولنا
والاحساس لمشاعرنا

ولو كان المكان خالٍ من الناس
ومن الأشباه ومن الملائمين والتوائم
ما بقينا فيه ولا فكرنا في العودة اليه

نحن يا سادة .. كالمكعبات
والتي تتصل ببعضها
نحن يا سادة .. نمثل عملية التكامل
وليس عملية التساوي
ولسنا على خط مستقيم
لاننا لو كنا على خط مستقيم
فلن نلتقي ابداً

ولو كنا على خط واحد
ما توافقنا ولا تكاملنا ولا تفاهمنا
ولا حتى انسجمنا والتحمنا وارتحنا

هنا وفي هذا المكان
المهرب والمأوى والمتنفس
هنا الاستراحة من واقع مللنا روتينه
وطقوسه ومشاكله
ورسميته وعاداته وتقاليده

من واقع ربما يمن علينا الضحك والتسليه
وربما يحرم علينا ابداء المشاعر
وربما يحرمنا من إبراز مواهبنا وقدراتنا
والاستمتاع بطفولة قلوبنا
وشقاوتنا البريئة وعفويتنا الصادقة

الواقع يريد منا الجدية والالتزام
ولا يقبل القسمة على اثنين

يريد منا الكد والتعب والتفاني
وآداء الواجبات المفروضة علينا
يريد منا اداء دور المنافق الاجتماعي
وان نكون قوالب للمثالية والادعاءات
وآلات تعمل بلا كلل وتنتج بلا توقف
وأجساد تستهلك وتبتذل وتعصر

لذلك نهرب منه الى هنا والى غير هنا
حتى نجد مساحة للحرية الذاتية
وحتى نتخلص من قيود العيب
والانتقاد والنظر بعين واحدة

نهرب الى هنا تحت اسماء وهمية
ورمزيات مختلفة وأقنعه مؤقته

والسبب ليس الخوف او التلون او غيره
ولكن لاننا نحب ان نأخذ راحتنا
ونحن متنكرون ومتوارون ومستترون
لاننا حقيقة لو عُرفنا هنا
فسوف ينقلب المنتدى لواقع
وهو الذي هربنا منه انفاً ..


ِ