من القصص التي تعرفت فيها على رجال لحظياً يُشترون بسبائك الذهب

قبل كم يوم كنت واقف عند محل مغسلة ملابس في إنتظار العامل لأنهاء كوي ملابسي
وفي لحظة الإنتظار كان هناك رجلاً بدوره ينتظر كوي ملابسه فأخذت أطراف الحديث معه

بدأنا بالسوالف كأي سوالف بين إثنين غرباء
حتى تطمن لي وتطمنت له
ثم وجدته يكلمني عن حياته وخصوصياته مما أجبرني إسلوبه أن أبادله نفس الإسلوب
إنتهى عامل المغسله من كوي ملابسي وكوي ملابسه ولكن لم نأبه له لأن الحديث بيني وبين الرجل كان شيق جداً

رغم أنها علاقه لحظيه ولكننا حسينا بها كأننا نعرف بعض منذ سنوات
فضفض لي بما لديه وأنا كذلك فضفضت له بما لدي
وفي الأخير هو إستفاد مني إحساس الأمان والطمئنينه والفائده المعرفيه وأنا كذلك إستفدت منه بنفس ما إستفاد مني ، بدون أن يحمل أحداً منا على الآخر شيء .

وبعد قرابة 45 دقيقه من الحديث كانت من أجمل وأسرع الدقائق علينا
عزمني في منزله على كوب شاهي لكونه قريب من المكان ولكني رفضت بحجة أن هناك من ينتظرني ، فأصر بدلاً عن ذلك كرماً منه آن يدفع حساب كوي ملابسي بنفسه ووافقت له ، ثم ودعته وودعني ورحلنا عن بعض للأبد إذناً بذلك للعوده غرباء كما كنا .

هذي قصه من ملايين القصص التي تعرفت فيها على أشخاصاً لحظيين عشت معهم أجمل وأمتع اللحظات التي لا تنسى .

صدقت العرب حين قالت :
ستُبْدي لكَ الأيّامُ ما كنتَ جاهلاً
ويأتِيكَ بالأخبارِ مَن لم تُزَوِّدِ

ويَأتِيكَ بالأخبارِ مَنْ لم تَبِعْ له
بَتاتًا، ولم تَضْرِبْ له وقتَ مَوعِدِ

طرفة بن العبد البكري الوائلي

الحياة اقصر من أن نضيعها
في البحث عن صديق حقيقي
كن صادقا صدوقا مع الناس
تجدهم ينجذبون لك ويودون صداقتك
وبالنهاية انت ليس بحاجة الا لله