اصمت قليلا


و تأمل في وجوه العابرين


و ملامح اللاهثين خلف السراب


في سيماهم تعب متراكم

و سعي حثيث نحو الفراغ


القمم منصوبة لأولئك الذين يعشقون الصدارة


و حيازة المقاعد الأولى


حتى لو كان العرض سخيفاً لمهرج لا يجيد تحسين مزاجك


أما الوجه الذي لا أملّ من الحملقة فيه

هو وجه رجل مغمور يعشق السفوح و يبني له فيها ملاذ مؤقت

لأنه مؤمن بأنه على وشك الرحيل

حتى لو أقام في ذات المكان حفنة أعوام

التأمل في وجه هذا الإنسان يعلمك الغوص في الفراغ

لتخرج و على كتفيك فراشات فكر تلاحق ضوء الواقع

لتشتعل

و حين تقرر

ستتلفت


و لن تجد الرجل الذي فكرت أن تسأله : هل من مزيد. !!

لا عَجب


في زمن الأعاجيب !





لا شيء يستحق العتاب

و لا الاستفهام

و لا حتى الاهتمام





أنثري بذوركِ


و الغياب لن يمنع الماء

قاتَل الله الفضول العبثي


و أهلا بالفضول المنطقي

في موقف حدث بين رجل و زوجته

حين كانا جالسين في أحد المطاعم على طاولة في الهواء الطلق

دخلت امرأة مع طفليها و كانت متحيرة في اختيار الجلوس داخل المطعم أم بالقرب من الزوجين بالهواء الطلق
فــ ( تليقف ) الزوج و نصحها بأن تجلس ( برّه ) ليتسنى للطفلين أن يلعبا على المساحة الخضراء القريبة

فحدجته الزوجة بنظرة نارية : و انت شكو تنصحها !!

فاختارت المرأة أن تجلس داخل المطعم

فهل تعتقدون أن السبب لقافة الرجل أم تعليق الزوجة ؟!

اللافتات كلها بدأت تشير باتجاه واحد



سأتأخر قليلاً


سأعد كوب شاي آخر

و أحتسي الوقت المتبقي

سأضع مكعبات الفكر بدلاً عن السكّر

و إن كان ضرر الأفكار يفوق ضرر السكر


و سأذوبها بالثرثرة باتجاه الرياح القادمة من الفراغ

و أُحدِث دوامة صغيرة

و زوبعة عابرة


لن تثير حتى غبار النفوس العالقة المتعلقة في ماضٍ سقيم


أيها القلم

لا مزيد من النداءات

لن نرجو من الأحجار أكثر من أن تترصص لتبني الجدار المؤجل منذ أعوام


و سأدندن بأغنية حليم : أي دمعة حزن لا لا لا


و التي أحاول أن أسد بها قنوات الدمع منذ أيام


و لا أجيب الصمت

الذي شُلََت أطرافه عن طرق كل الأبواب


حتى باب السلام

و باب الحنين


كلها خُلِعت


و حل محلها حجر القلوب


الشاي


نعم كدت أنسى أنني سكبت شاياً عقيماً و مذاقه لاذع

و مرارته لن تفوق مرارة هذا الشعور المقيم .

أحب في ( أمل. )

أنها لا تقف في المناطق الرمادية


يا أبيض يا أسود



في عالم الواقع عندي صديقة تجمعنا صداقة أعوام طويلة جدا منذ المرحلة الابتدائية

و هي تشبه شخصية أمل. تقريباً

و رغم أننا متناقضتين لكن متفاهمتين جداً

كأن السنوات نحتتنا بحيث صرنا نتحمل هذا الاختلاف و التناقض

و ربما لأننا متفقتين في الفكر و المبادئ و القناعات