|
موضوع مُغلق |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-14-15, 08:38 AM | #151 | |||||||||||||||||
•~ رونق التوليب ~•
|
،،،، الجزء الثالث عشر ،،،، لعلّ ما قاله أخي "ألفريد" صحيح ، أعرفُ جيداً أن "ريكس" يحبني ، و هو لا يتردد أبداً في إظهار حبه لي . لكن ما لم أكن أعرفه ، أنَّ قلبي بدأ بالتعلق به ، و ربما أحبه حقاً! في أحد الأيام ، و في المعهدِ بالتحديد ، كنتُ و "سارة" و "فرانك" في القاعة ، كالعادة يتحدثُ الإثنان عن الرواياتِ و الكتب الذين تشاركا في قراءتها .. فيتناقشان فيها ، لا يروقني طبعاً حديثهما .. فلا تستهويني تلكَ الروايات و لا الحديث في شيءٍ أجهله .. و قفتُ من مقعدي قائلة - أنا ذاهبة . قالت "سارة" - إن كنتِ ذاهبة للمقصف فانتظرينا ، سنأتي معكِ . - لا لن أذهبَ إلى المقصف ، سأذهبُ لـ "ريكس" ، جئتُ متأخرةً هذا الصباح و لم أره . - حسناً أبلغيه سلامي . - حسناً . و غادرتُ القاعة إلى حيثُ قاعة "ريكس" .. و عند باب القاعة ، أستوقفني مشهدٌ أمامي . كان "ريكس" جالساً في مقعده .. يتبادل الحديث و الضحك مع فتاةٍ واقفة قباله ، بدت لي فتاة مستهترة .. مظهرها يعكس ذلك ، كانت تضع الكثير من المساحيق على وجهها ، كانت كثيرة الضحك ، جريئة جداً في طريقة حديثها معه .. تمايلها و خيلائها . لم أشعر بالراحةِ أبداً لها ، و ضايقني أن "ريكس" متفاعلٌ جداً مع حديثها ، و كأنها تستهويه! و لكن ما غاظني أكثر ، حينما انحنت إليه و قبلته على وجنته! اتسعت عينايَ دهشةً ، و احمر وجهي غضباً و حنقاً منهما ، بل من "ريكس"! لماذا يسمح لها بأن تلتصقَ منه هكذا ، و أيضاً تقبله!؟ انسحبتُ بهدوء و استندتُ على الجدار بجانبِ باب القاعة ، أقطب جبيني بغيظٍ و غضب .. شعرت بدقات قلبي تتسارع ، و ألمٌ و ضيقٌ شديد في صدري . بعد دقيقة من الإنتظار ، خرجت الفتاة مبتعدة ، و بعدها خرج "ريكس" .. وقعت عيناه علي فتوقف بقربي و قال بسرور - "آماندا" أنتِ هنا؟! ، كنتُ أخشى تغيبكِ هذا اليوم ، لم تأتي هذا الصباح . رفعتُ بصري إليه في صمت ، و مازلتُ مقطبة الجبين .. و الغضبُ واضحٌ على وجهي . لاحظ "ريكس" غضبي ، فعقد حاجبيه و قال متسائلاً - عزيزتي ما بكِ ، لستِ بخير .. هل حصلَ أمرٌ ما ؟! لم أتفوه بكلمة ، لم أعرف ماذا أقول بالتحديد .. كنتُ ؤأنبه بعيناي فقط دون التكلم ، و قد أحس بذلك فقال بقلق . - " آماندا" ماذا هناك ، لما ترمقيني هكذا؟! نطقتُ أخيراً و بحدة - من تلكَ الفتاة التي كانت تضحكُ معكَ منذُ قليل ؟ - تعنين "جيسي"؟ قلتُ بانفعال - لا يهمني اسمها ! ، كيف تسمحُ لنفسكَ بالضحكِ مع فتاةٍ مستهترةٍ مثلها؟! ، ثم! ... رأيتها تقبلك! ، كيف تجرؤ؟! ، و كيفَ تسمحُ لها بذلك؟! قال بهدوءٍ موضحاً - معكِ حق ، "جيسي" فتاة مستهترة و ليست جيدة ، إنما هي زميلة مقربة ، أرادت التحدث معي فشاركتها الحديث ، هذا كلُّ ما في الأمر! قلتُ و أنا أرفعُ حاجباي - زميلة مقربة! ، تقبلك!؟ - هي هكذا دائماً ، تقبلُّ الجميع . قال هذا و ضحك باستخفاف ، بينما ظلت عيناي تحدقان فيه بلوم .. فاقتربَ مني أكثر و همس قائلاً و البسمةُ في شفتيه - هل تغارين ؟! وقعت عليّ هذه الكلمة كالماء البارد المسكوب فوق رأسي ، أحسستُ بقلبي ينقبض ، و الإرتباك أصابني و أخذني الذهول و أنا أحدقُ في عينيه .. قلتُ بامتعاضٍ بعد أن استعدتُ زمامي - هذا ليسَ وقت الإستظراف . اتسعت ابتسامة "ريكس" و قال بإلحاح - أجيبيني حقاً ، هل انتابتكِ الغيرة؟! اشحتُ وجهي عنه بصمتٍ و خجل .. فقال بسعادةٍ واضحة - طالما أصابكِ الخجل ، و طالما لزمتِ الصمت .. فالإجابة نعم ، يا إلهي .. لا أصدق! ، كم أنا سعيد! نظرتُ إليه بتعجبٍ و قلتُ بصوتٍ منخفض - هل جننتَ يا "ريكس"؟! قال و قد لمعت عيناه الزرقاوتين - جننت؟! ، لما لا يصيبني الجنون؟! ، طالما تغارين على "ريكس" فأنتِ مولعةٌ به! ، كنتُ أطمح لسماع ذلك منكِ. أصدرتُ ضحكةً عالية ، لم استطع منع نفسي عن الضحك ، و قلتُ بعدها - تفسرُ الأمور على هواك ! قال بهمسٍ هاديء و هو يحدقُ في عيني - لا أبداً ، لستُ كذلك .. لكن عينيكِ تفضحانك فلا تنكري! خفقَ قلبي بقوة ، فأبعدتُ بصري عن عينيه للحظات ، ثم نظرتُ إليه باستحياءٍ و قلت بصوتٍ منخفض - أنا لم أقل شيئاً ، فلا تكن واثقاً . - عيناكِ سبقتكِ ، همستها في أذني ، سمعتها منها قبل أن تنطقَ بها شفتيكِ .. ترى ، هل يحقُ لي أن أطبع قبلةً على و جنتيكِ الآن؟ اتسعت عيناي دهشةً منه ، صعد الدم إلى وجهي خجلاً ، فقلتُ بانفعال - هللا تعقلتَ "ريكس"! ، كف عن طيشك ! أصدرَ ضحكةً خفيفةً و قال - أمازحكِ يا عزيزتي ، هيا بنا ، أشعر بجوعٍ شديد لم أشعر به من قبل . ابتسمتُ إليه و مددتُ يدي نحو كفه أمسك به قائلة - هيا بنا . و سرنا ، و سرتُ معه بنبضٍ في قلبي لم يهدء .. لقد تمكن مني "ريكس" أخيراً ، و لقد سلمتُ إليه قلبي هذا اليوم ، فضحتني غيرتي ، و عيناي التي لم تعد تطيق غيابه عنها . اهتمام "ريكس" الدائم بي جعلني انسى كل ما حدث ، أشعرني بالراحة و الطمأنينة ، أخذني إلى بر الأمان ، على ضفاف قلبه ، حتى هويت فيه ! ============= في المساء ، كنتُ في غرفتي أهاتف "سارة" و أحدثها عما حصل مع "ريكس" في المعهد ، كنتُ قد سردتُ لها ما حدث .. حتى علقت قائلة - في الواقع ، سعيدة جداً لأجل "ريكس" . - لماذا؟! - لأن قلبكِ العنيد أخيراً حطم قيده و تيّم فيه . قلتُ معترضة - تيّم فيه ! ، هذهِ الكلمة أكبر حجماً مما في قلبي ناحية "ريكس" . - ماذا تعنين؟! قلتُ بعد تفكير - اهتم به ، أحب الحديثَ معه ، أحبُ لطفه ، كلامه العذب يثير مشاعري أحياناً .. شخصٌ اعتدته و لا يمكنني الإستغناء عنه ، ربما كان إعجاباً .. ربما ولعاً كما قال "ريكس" ، لكن ليسَ لدرجةِ التيم! - حسناً طالما وصلَ الحال بقلبكِ عند الولع ، فسيصلُ بالتأكيد عند الهيام و التيم . عضضتُ على شفتي خجلاً ، و بدأ نبضي يضطرب .. و قلت بهدوء - هل يمكن؟! - يمكن!؟ ، بل أجزم! في هذه اللحظة ، جاءني خطٌ ثانٍ على الهاتف ، فنظرتُ إليه .. فإذا به "ريكس"! قفز قلبي بين أضلعي ، فقلتُ بسرورٍ و ارتباك - "ريكس" يطلبني على الخط ، سأغلق الآن و اهاتفكِ فيما بعد . أجابتني بخبث - مجرد إعجاب إذاً ها؟ .. لقد تعدى قلبكِ الولع و توقفَ عند العشق . قالت ذلكَ و انفجرت ضاحكة ، ضحكتُ في داخلي و قلت لها بانزعاج - غبية ، إلى اللقاء . و أغلقت منها و حادثتُ "ريكس" - مساء الخير . - مساءٌ عسلي كعيني "آماندا" الجميلة . ابتسمت بخجل ، و قلتُ بهدوء - كيفَ الحال ؟ - بخير ، ماذا عن فاتنتي ؟ بدون تفكير ، أجبته - فاتنتكَ هائمة! - هائمة! ، أين و بصحبةِ من يا ترى؟ صمتت ، و ازدادت ضربات قلبي ، لم أجرؤ على إخبارهِ بأني هائمة فيه و معه! ، فقلتُ محاولةً تغيير مجرى الحديث - مع "سارة" ، كنتُ أتحدثُ معها منذ لحظات . - يجب على "سارة" أن تتخلى عنكِ منذ اليوم لأجلي ، حتى لا تسرق مني وقتكِ . - غيرُ ممكن! ، و إن تخلت فأنا لا أستطيعُ التخلي عنها . - لندع "سارة" جانباً ، و لنتحدث عن " آماندا" العزيزة .. وتابع الكلام ، و تابعتُ معه الإصغاء و شاركته الكلام .. و كالعادة ، يؤخذنا الحديث من وقتنا ، ننسى معه الزمن ، فيطول بنا الحديث الممتع . مما لا شك فيه ، أني حقاً تخطيتُ الإعجاب ، مع مرور الأيام .. بات "ريكس" بالنسبة لي هاجساً محبب . ازددنا قرباً و تودداً و تلاطفاً ، كنا لا نفارق بعضنا في المعهد إلا في ساعات الدرس ، صار يصطحبني في طريق العودةِ إلى المنزل ، و أنا صرت أحبُ مشاكساته ، حتى جنونه و غباءه .. أراه رائعاً في إسلوبهِ و تصرفاته ، نعم .. لم يعد "ريكس" مجرد صديق .. بل كان أكثرَ من ذلكَ بكثير! ============== بعد شهرٍ تقريباً و في أحد الأيام ، وبينما كنتُ في المعهد صباحاً .. استقبلني "ريكس" كالعادة ، تبادلنا تحية الصباح .. ثم مضينا إلى القاعة و نحن نتبادلُ أطراف الحديث .. دخلنا القاعة ، و كانت "سارة" جالسةً تنتظرني على مقعدها . اقتربنا منها و ألقينا عليها التحية ، فأجابت على مضضٍ ، مما أثار قلقي و قلق "ريكس"! جلستُ بجانبها على مقعدي قائلة - لا تبدين بخير يا عزيزتي ، ماذا هناك؟! نظرت إلي ثم إلى "ريكس" باضطراب ، و هي لا تزال تلزم الصمت . قال "ريكس" - "سارة" ما الأمر؟! ، ما الذي يقلقك؟ تنهدتْ بصعوبة ، ثم رفعت يدها التي كانت تمسك بظرفٍ مورد ، ظرفٌ أميزهُ جيداً و أعرفه! اتسعت عيناي حينما وقعت عليه ، و هوى قلبي من شدة المفاجأة! ، إنها رسالة من ذلك المجهول! ادرتُ رأسي نحو "ريكس" ، الذي نظر إلي بارتباك ، ثم أعدتُ النظر نحو "سارة" ، و ازدردتُ ريقي و قلتُ بصعوبة - من أينَ جئتِ بها؟! - وجدتها تطلُ من درج طاولتك عند مجيئي . - هل قرأتها؟ - لا . و مدت الرسالة إلي ، حدقتُ في الظرف ملياً .. متردده كثيراً من أخذه . نظرتُ إلى "ريكس" الذي كان يحدق في الظرف بصمتٍ و هدوء ، لم أفهم نظراته تماماً ، لكن بدى في صمته ضيقٌ و انزعاج ، و ذلك كان يزيد من ترددي و ارتباكي . بعد تردد ، قررتُ أخذ الرسالة .. فمددت يدي ببطءٍ إليها ، و التقطتها من يد "سارة" بارتباكٍ شديد . نظرت إليه ، كان مكتوباً على الظرف ، كما اعتاد أن يكتبَ دائماً إلى العزيزة "آماندا" رسالة من ..........؟ كان هناكَ فراغٌ و استفهام ، لم يكتب من معجبٍ أو من عاشق ، و هذا ما يؤكد تخليه عني ، لما يرسلُ إليَّ إذاً بعد كل هذا الوقت؟! ، ماذا يريد؟ انتابني فضولٌ شديد لمعرفةِ ما كتبه ، و لما تحتويه تلك الورقة المطوية بداخل هذا الظرف . هممتُ بفتحها ، و لكني توقفتُ بعدَ أن رأيتُ "ريكس" ينصرفُ بخطى سريعة إلى الخارج . ناديتهُ بسرعةٍ قائلة - انتظر "ريكس"! و أسرعتُ باللحاق به ، لا شكَ أنه تضايقَ لأخذي هذه الرسالة و لرغبتي بفتحها ، لكنني رغبتُ بقراءتها لمجرد إشباع فضولي لا أكثر! ، ليسَ لشوقي إليه! تبعته بسرعةٍ و استوقفته من ذراعه قائلة - "ريكس" مابك؟! ، لما غادرتَ هكذا!؟ استدار إلي و هو يقطب جبينه و قال بانفعال - حتى تقرئيها براحةٍ أكبر ، وجودي يربككِ على ما يبدو . أخذتُ نفساً محاولةً تبديد توتري ، و قلتُ بهدوء - أبداً "ريكس" ، وجودكَ بقربي دائماً يقويني . - ما زلتِ تحملينَ مشاعر لذاك المختبيء . - ليسَ صحيحاً . - تهتمين لأمره؟! قلتُ بنفاذ صبر - "ريكس" مابك؟! ، كل ما في الأمر أنه يثيرني الفضول لمعرفةِ ما تحتويه رسالته! قال ساخراً - تعتقدينَ أنه كتبَ ماذا؟! ، يسألُ عن أخباركِ لمجرد السؤال؟! ، أم يسأل عن دراستكِ كيف تسير؟ حملقتُ في عينيه بغضبٍ ، فقال - تعرفينَ أنه أكثرَ من ذلكَ صحيح ؟ ، إقرئيها .. لعلكِ تسترجعين أيامكِ الماضية . استفزتني كلماته كثيراً ، فقلتُ بانفعال - سأقرأها بالتأكيد ، لأني إن لم أعرف ما بها فلن أتوقفَ عن التفكير .. سوف تستحوذُ على عقلي كله! حدقّ في عيني بعينينٍ غاضبتين ، ثم استدار ذاهباً دون أن ينطقَ بكلمة! تنهدتُ بحرقة و ألم ، قلبي عاود يعصف بجنونٍ في داخلي .. لماذا "ريكس" ؟! ، لما تغضبُ مني لأجل رسالةٍ صاحبها لم يعد يعنيني ، لما لا تثقُ بي!؟ و نظرتُ إلى الرسالةَ بيدي بحزن ، و قلت في نفسي متسائلة - ما الذي جعلكَ تكتبُ لي الآن؟! ، ماذا تريد؟ و عدتُ أدراجي إلى القاعة ، دخلتُ بهدوءٍ و جلستُ على مقعدي بصمت ، فسألت "سارة" - ماذا حدث؟ ، ما به "ريكس"؟ و ضعت الرسالة في درج الطاولة و قلت - هو غاضبٌ لأني أفكر في قراءةِ الرسالة ، يعتقد أني أهتم لأمره ، و أنه لا زال بقلبي مشاعر اتجاهه . قالت "سارة" بانفعال - أريدُ أن أعرفَ فقط ، لما يرسلُ إليكِ الآن؟! ، ألم يطلب منكِ عدمَ مراسلته؟! .. يجبُ أن تمزقي هذه الرسالةَ و لا تعيريها اهتماماً أبداً أبداً! - أتساءل مثلك ، و هذا ما يثير فضولي لمعرفةِ ما كتبه ! - "ريكس" لا يستحقُ يا "آماندا"! نظرتُ إليها باستنكارٍ قائلة - أنا لن أتخلى عن "ريكس" أبداً! ، و ليسَ لأني أريد قراءة رسالته يعني أني أشتاق إليه! ، لا تضخما الأمر رجاءً ، هو لا يهمني .. يجبُ أن تفهما ذلك جيداً . رمت "سارة" بظهرها على مسند المقعد قائلة - هذا جيد . و رميت بظهري أنا الأخرى على المسند متأففه ، أفكر كيف أتصرف لأجل "ريكس" . ============== في الإستراحة ، أخذت الرسالة بين يدي و صرتُ أنظر فيها بشرود ، قالت لي "سارة" - ستقرئين الرسالة الآن؟ نظرت إليها مفكرة ، ثم هززت رأسي قائلة - لا ، بل سأذهب لرؤيةِ "ريكس" . - سآتي معكِ . - هيا . و نهضنا من مقعدينا ، غادرنا القاعة إلى الفناء .. بحثنا عنه و لم نجده ، فتوجهنا إلى المقصف و بحثنا عنه .. و أيضاً لم نجده! ، فقررنا أخيراً الذهاب إلى قاعته لعلنا نجده ، و فعلاً .. عثرنا عليه هناك ، كان جالساً يقلبُ أحد الكتب ، و بدا عليه الملل و الضيق . دخلنا و اتجهنا نحوه ، نظر إلينا وهو يقطب جبينه ، فوقفنا أمامه قالت "سارة" - هذا أنت؟! ، كنا نبحث عنك منذُ ربع ساعة! أغلقَ الكتاب أمامه و قال - ماذا عندكِ ؟ تكلمتُ حينها بلطفٍ قائلة - "ريكس" ، أما زلتَ غاضباً؟ قال ببرودٍ يكمن فيه الغضب - ذلكَ لا يعنيكِ ، لا يهمكِ كما أخبرتني . - أنا لم أقل ذلك! قلتُ هذا و أخرجتُ تنهيدةً قصيرة ، و أردفت - أنا لم أقرأ الرسالة ، و لن أقرأها . - لا ، إقرئها .. إن لم تفعلي فستستحوذ الرسالة على عقلكِ ، و ستفكرين فيها طولَ الوقت و لن يريحكِ ذلك .. عن إذنكما . يا إلهي! ، هذا هو يحاول استفزازي من جديد! تضايقت من كلامه و انزعاجه المبالغ فيه ، من المفترض أن يتناسى الأمر طالما أني لن أقرأها ! قال هذا و قام من مقعده ، تجاوزنا ذاهباً للخارج ، لكني لحقتُ به و أمسكتُ بذراعه قائلة - انتظر أرجوك . سحبَ ذراعه بقوة من يدي و قال بصوتٍ غاضب - لا تمسكي بي! فاجأني صراخه و نظراته الغاضبة ! ، لم أرهُ مسبقاً غاضباً هكذا . توترتُ كثيراً و أحسستُ بالخوف ، صار صدري يعلو و يهبط سريعاً .. بينما قال بنبرةٍ حادة - عودي إليه إن أحببتِ .. لكن انسي "ريكس" لم أصدق ما قاله! ، ما الذي دهاه؟! .. أهكذا ببساطة يخيرني بينه و بين ذاك؟! ، ببساطة يحاول الإنسحاب من حياتي ، هل من السهل عليه أن يتخلى عني بهذه السهولة!؟ ، أهذا هو الحب الذي يدعيه؟ تجمعت دموعي حول حدقتي انظر إليه بذهول! .. بينما تابع سيره مغادراً . قالت "سارة" بقلق - ما الذي أصابه؟! لم أتمالك نفسي ، و لم أنتظر أكثر ، لحقتُ به حتى تقدمته و وقفتُ قبالته قائلة بغضب شديد - اسمعني! نظر إليّ و هو يعقد حاجبيه ، فرفعت يدي التي تمسك بالرسالة و ضربتُ بها على صدره ضرباتٍ متتالية و أنا أقول بغضب - لم أقرأ الرسالةَ حتى الآن لإجلك ، و لن أقرأها كما أخبرتك .. صاحب الرسالة لا يعنيني أمره منذ ذاك اليوم! ، أنتَ و حدكَ من يعنيني ، أمركَ فقط ما يهمني! .. متمسكةٌ أنا بكَ يا "ريكس" لمَ لا تفهمني؟! . قلتُ ذلكَ ثمَ أمسكتُ بالرسالة بكلتا يدي و مزقتها بقهرٍ شديد ، ثم رميتُ بقصاصات الرسالة أرضاً و نظرتُ إليه بعينينٍ اكتسيتا بالدموع ، و قلت بحدة - هل هذا يرضيك؟! لزم الصمت و هو ينظر إلي بدهشة ، مرت أوقاتٌ كثيرة غضبت فيها عليه لكن لم يسبق أن كنتُ مندفعةً في غضبي و انفعالي لهذا الحد! كانت أنفاسي تتلاحق و دموعي تنحدر على و جنتي ، همستُ قائلة - أحبكَ يا "ريكس" ، و لا اهتم لأحدٍ سواك . همس باسمي بهدوء - "آماندا" . تقدمتُ إليه و عانقتهُ بحرارةٍ ، كنتُ بحاجةٍ لعناقه ، لأشعره بحبي و اهتمامي به .. كنت بحاجةٍ لدفئه ، للشعور بحبه لعل ذلك يخفف عني قليلاً . همستُ قائلة - لا تفعل بي ذلكَ يا "ريكس" ، لا تقسو عليّ أرجوك . بادلني العناق ، أحسستُ بذراعيه تطبقان علي بكل ما ؤتيت من قوة ، و همس في أذني بدفء - لم أكن أقصد يا عزيزتي ، أعتذر . - لا تكرر ذلك ، ثق بي رجاءً . - أثق بكِ يا حبيبتي ، أثق بكِ . طال بنا العناق ، و طال انسكاب دموعي بالعتاب ، و طال همسه بالإعتذار . كان ذلكَ أول عناقٍ و أجمله ، كان متقداً ، جياشاً .. أختلطت فيه الكثير من العواطف و المشاعر . أذكر أن "سارة" عزيزتي قد شاركتني بذرف الدموع ، و البسمة في شفتيها لأجلنا . و أنا و "ريكس" ، تبادلنا الإبتسامات و الضحكات ، و افترقنا بجسدينا كلٌ إلى درسه ، وترك كلٌ منا جزءً من قلبهِ عند قلبِ الآخر . | |||||||||||||||||
|
10-14-15, 09:02 AM | #152 | ||||||||||||
| جزء رائع جدا بدات الاحداث بالتقدم اخيرا ارجوا ان تكملي الجزء القادم مساءا ^_^ وكانك تعلمين ان نقطة ضعفي هي قلة الصبر هههه تحيتي لك مبدعتنا مرجانه | ||||||||||||
|
10-14-15, 09:30 AM | #153 | ||||||||||||||||
|
ماشاء الله وتغار بعدنا ماحبينا عادي هي يوم كان تقهر ريكس بالاستفهام حقها جداً عادي كان حلال لها حرام ع غيرها يعني عياره اماندا وش قد ما احبها انا هذه يبيني اوديها عند السيده منشن بدل سالي تكرفها كم يوم وترجعها لريكس باقي اللحين نطمن ع ساره والفريد وش بيكون نهايتهم مع بعض او ضد بعض مرجانه اسرعي لنا بالنهايه اخاف يرجع الاستفهام لقلبك | ||||||||||||||||
|
10-14-15, 09:33 AM | #154 | |||||||||
| رائع ربما قربت نهاية القصة لأن أحداث الأكشن بدأت من هذا الجزء الله يعطيكـ العافية ،،، | |||||||||
|
10-14-15, 09:35 AM | #155 | ||||||||||||||
|
ممادري ماحبيت اريكس وب مرتاحه لوجوده في حياة أماندا ! بانتظارك عزيزتي | ||||||||||||||
|
10-15-15, 03:25 AM | #156 | |||||||||||||||||
•~ رونق التوليب ~•
|
شكراً لتعقيباتكم الجميلة ، و متابعتكم المبهجة لقلبي ، بعد قليل ، الجزء الرابع عشر كونوا بالقرب | |||||||||||||||||
|
موضوع مُغلق |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه للموضوع : رواية بقلمي بعنوان "استفهام" . | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
"لورينتي": "ريال مدريد" للنهايه .. إيقاف "البارسا" صعب .. و"كريس" اكثر من "ميسي" !!! | Bus News | قسم الرياضه العربيه والأجنبيه - sports | 0 | 02-07-11 06:40 PM |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||