03-04-18, 02:03 PM
| #19 | |||||||||||||||
 
|  الجزء الأول (( 1 )) العنوان : راجع حسابك ’’’ العنوان ,, جميل جداً لم تتضمنه أحد أبيات القصيدة ’ لكنه عبر عن كشف حساب ’ حساب مع الذات للذات ’ حساب لبث حكمة من خلال أشخاص مروا في دنياك لتخرج حكمة من زمن , زمن التجربة الذاتية فالتجربة الذاتية هي الأصدق والأقوى ’’عنوان قبل أن يخطو الشخص في عالمه يجب أن يعي أن ليس كل ما سيصادفه سيعشقه ’ وليس كل ما في الرؤية العينية صحيح بتجرده من معناه الحقيقي ’’ هناك به من حكمة الزمن الشيء الكثير ’’ أحسنت به ’’ المقدمة : غلطان بحسبك أكيد غلطان إن كنت ما تحسب غدر الليالي إحذر من الأيام لو كنت شبعان انتبه تقول الوقت مُرَّة صفالي نجد بمقدمتك بدأت بتقديم النصيحة ’ والرأي من خلال خبرة تكونت عبر الزمن ’ فلم يكن الثمن هين كي تخلص لهذه النصيحة ’ وتسدي بها الرأي’ فأنا أرى أنك توجه خطابك للعموم ’ لا تقصد شخص بعينه ’ تلك القصيدة التي حدثت بها الذات للذات ’ لكنها خرجت من إطار الحديث الذاتي ’ عندما أصبحت سطور قصيدة ’ عل وعسى يستفيد منها من يريدون العبرة والاعتبار ’ فتأكد كلمة (( غلطان )) مرتين وكأنك شعرت إن من يتمتعون بشخصيتك القديمة كثيرين ’ وكأنهم اختاروا نفس طريقة تفكيرك ’ لذا أعطيتهم نهاية ذلك الطريق كيف ستكون , فهو طريق يحسبه صاحبه صحيح وهو خاطئ ’ فهناك من الأمور ما يضعها الفرد في حسبانه ’ لكن تكون النتيجة عكسية ’ وتفاجأت بغير السار ’ وتأتي على غير هواه ورغبته ’ لذا نرى التكرار في كلمة (( الغلطان )) ’ فلإنسان يراجع حساباته إذا بدا له خطأ ما كان عليه , كما هو حالك الآن ’ أرى يأس وخيبة أمل في المقدمة ’ معناها جميل ’ لكن خطها داكن حزين ’ وهنا أسقطت صفة (( الغدر )) على الليالي ’ والليالي لا تغدر ولا تخون ’ هنا أتذكر قول الشاعر (( نعيب زماننا والعيب فينا )) ’ فعلا الأيام والليالي لا تتغير قاطنيهم من البشر هم من يتغيرون فركنت كما سلف الأخريين بإلقاء اللوم على الجمادات قاصداً البشر بها ’ وهنا تأتي لبيت اخر في مقدمتك , من باب (( التحذير )) من باب لفت (( الانتباه )) فهي حكمة لا زالت تحت تأثيرها ’ فإنك تضع حساب آخر لوقت الرخاء الذي عادة الإنسان به لا يشعر بمشقة العيش ’ فالرفاهية تبعده عن مجال التفكير كثيراً ’ فالإنسان هنا يجب أن يضع في الاعتبار ’ إن هناك تقلب للأحوال ’ فلا أحد يدوم حاله ’ هنا تخص (( فترة الرغد والرفاهية )) من العيش ’ حيث ترى أن الجميع حولك ’ ولا تشعر بخطر القادم ’ وكذلك مرة أخرى تركن للتحذير والتنبيه من خطر اعتقاد الإنسان إن الوقت معه ’ تعود مرة أخرى تلصق التهمة (( بالوقت )) وهو جامد وعبارة عن تاريخ ويوم ’ لكنك تقد أهل الوقت وتقلب الأحوال ’ فلا تضمنهم ’ ولا تعتقد إن (( المر )) يصفى لك ’ هنا المر به صفة الطعم ’ للدلالة على تقلب حالك بشكل كبير غير متوقع ’ فالمرارة تنسب للأيام التي يمر الشخص بها بصعوبة مقيتة يكرها ’ وبالتأكيد تعني أهل الزمن ’ الذين كانوا برفقتك فلم يكون بهم نقاء ’ ولا هم ممن يستحقون أن يشكلوا في حياتك (( الصفوة )) المختارة ’’ كمية من التشاؤم على الرغم من روعة تصويرها ’ لكنهها تشاؤمية من درجة عالية المقام ’ روعة في مقدمتك ,, الصور الفنية والأساليب والمحسنات : ((غلطان بحسبك أكيد غلطان )) : كناية عن سوء التقدير ,, ((غدر الليالي )) : استعارة تصريحية ’ شبهت الليالي بالغدر ’ الغرض منها بيان صفة البشر من حولك ’’ ((لو كنت شبعان)) : كناية عن رغد العيش ,, (( لا تقول )) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه : نهي ’ أداته : لا ’ الغرض منه : النصح والإرشاد ’’ ((الوقت مُرَّة صفالي)) : استعارة تصريحية , شبهت الوقت كالإنسان في صفاءه ’ الغرض منها بيان تتبدل حالك إلى الأسوء ,, (( مرة صفالي )) : كناية عن ضيق العيش فهو مر كالعلقم ,, روعة الصور ومتنوعة ’’ الأبيات : (3 – 4 ) (( حالة الماضي )) يا صاحبي قد عشت من قبل سلطان ظنيت هذا الكون ملكي لحالي ما كان لي أعداء الكل خلان والهم ما قد خطر لحظة في بالي نركن لبيتين ’’ لنرى الماضي كيف كانت أنت فيه ’’ فتصف حالك بأنك عشت حياة كحياة السلاطين ’ هنا نرى كم كانت حياتك ناعمة متنعمة فحياة (( السلاطين )) كذلك ’ فنحن حتى في وصفنا العام لما نرى أحدهم جالس بأريحية ’ وبتنعم نقول له (( مسلطن )) أو (( عايش عيشة ملوك )) فأنت كنت مع من حولك في حالة الرخاء لا الشدة ’ تحس إنك (( ملك زمانك )) هنا نستدل الرغبات كانت متاحة ’ الحياة سهلة وميسرة ’ لدرجة إنك كنت تشعر إنك مالك هذا الكون الفسيح ’ وبالتأكيد الكون ليس ملكتً لأحد ’ لكن المجاز هنا يخبرنا عن مدى رغد المعيشة التي كنت بها ’ كما نستدل من البيت الذي يليه عن كثرة عدد الأشخاص المحيطين بك ’ ففعلا في حالة الرخاء يكثر الأصدقاء وتعدادهم ’ فلم تشعر بعداوة ’ أو كراهية من قبل أحدهم ’ أرى هنا صفة أخرى صفة (( حُسن الظن )) وهي مطلوبة ’ لكن يبدو إنك جاوزت الحد في الثقة مما ولد الغدر من أحدهم ’ ولم تكن واضع ذلك في تقديرات حساباتك ’ فقد كنت ترى الكل (( إخلاء )) والخليل هو الحبيب المقرب إلى الذات بدرجة كبيرة من المحبة المخصصة بالتميز والتفرد ’ لهذا لقب النبي إبراهيم ( عليه السلام ) خليل الله ’ لأنه سبحانه وتعالى أحبه واصطفاه ’ روعة الانتقائية اللفظية هنا راقت لي ’ وتكمل إنك أبعد ما كنت عن عالم الهموم ’ فعلا تلك صورة واقعية الإنسان في لحظات السعادة والرخاء ’ لا يحس بالهم بل على العكس تماما يشعر بالراحة التامة ’ فلم يخطر ببالك ما سيكون , روعة ,, الصور الفنية والأساليب والمحسنات : ((يا صاحبي قد عشت من قبل سلطان )) : أسلوب إنشائي طلبي , نوعه : نداء , أداته (( يا )) ’ الغرض منه إظهار التحسر والندم ,, ((عشت من قبل سلطان )) : كناية عن رفاهية المعيشة ,, ((الكون ملكي لحالي)) :استعارة مكنية شبهت الكون كمنزل أو قصر يمتلك ’ الغرض منها بيان رغد العيش ,, الأبيات : ( 5 – 6 ) (( ما أكثر الأصدقاء حين تعدهم لكنهم في النائبات قليل )) واليوم جار الوقت يا أخوان كيف ؟ ليه ؟ .. ما عاد ينفع سؤالي وينكم يا أحباب ؟ يا صحاب ؟؟ يا عز خلانِ؟ اليوم عرفت كانوا أصحاب مالي هذين البيتين جاءوا للتعبير عن معنى (( ما أكثر الأصحاب حين تعدهم لكنهم في النائبات قليل )) ففعلا الأصدقاء لا يتميزون اليوم بالكثرة ’ بل باتت سمتهم الندرة ’ فلو حظيت بعدد من الأصدقاء بأقل من تعداد الأصابع العشر أنت محظوظ لو اتسموا بالصدق ’ والصبر معك والتجلد عن النوائب والمصائب ’ وضيق العيش والحال ’ ومرة أخرى تعاتب وتلوم الزمن (( اليوم جار )) فهنا تسقط أطباع أهل زمنك على الزمن الذي حواكم بالرفقة والصحبة ’ فالوقت لا يظلم ولا يعتدي ’ الجور والظلم صفة بشرية بحته ’ هنا ظهر الأسلوب الاستفهامي ’ الذي يعلن عن غضبك ’ عن ألمك ’ عن استغرابك ’ فتركن للقول كيف تبدل ما كان؟؟ بل لماذا يتبدل من الأساس ؟؟ ’ لترثي نفسك ’ لتحاول أخفاء مرارتها بإجابة مختصرة جداً ’ فلم يعد للسؤال بل لكثرة الأسئلة معنى وفائدة ’ فنجد إنك تنظر للحياة بنظرة سوداوية فطالما إن أيامك الخوالي لن تعود كما كانت فلا تريد كثرة طرح الأسئلة الذاتية للذات وكأنك تجلدها وتعذبها ’ فتتجه للاستفهام لأصحاب الأمس ’ لمن غادروا حياتك ’ لكن تركوا آثارهم بادية عليها ’ فتناديهم بلفظ الاستفهام ( أين ) ثم تختار لهم صفات (( المحبة ’ والرفقة اللصيقة ’ الخلان )) تخاطبهم بإحساس الماضي ’ لا مفارقة اليوم ’ نراك تنشد ماضيك أن يعود ’ لكن قدرك تغير معهم وبهم ’ وعندما لم تجد الإجابة الشافية ’ حيث أثبتت تجربتك إنك لن تجد ما يرضيك ’ أدركت مرارة الحقيقة إن من كنت تظنهمأصدقاء الأمس وخلانه ’ هم بشخصهم هم أعداء اليوم ومنهم من غدر , منهم من رحل وهجر وصد ولم يكترث ’ لذا خلصت إن ما كنت تخاله من وجود الرفقة لم يكن حقيقة ’ اكتشفت لا يوجد في حياتك صداقة ’ على الرغم إن الواقع ليس بتلك السوداوية التي رسمتها ’ فهناك الرفقة الصالحة لكن أنت هنا تبين سوء الاختيار ليس إلا ’ بعدم تميز معادن من حولك ’’ روعة المعنى رغم الحزن الذي جاء فيه ’’ الصور الفنية والأساليب والمحسنات : (( جار الوقت )) : استعارة تصريحية ’ شبهت الوقت كالظالم في جوره وظلمه ’ الغرض منها بيان تقلب حالك إلى الأسوء ,, (( يا أخوان )) : أسلوب إنشائي طلبي , نوعه : نداء , أداته (( يا )) ’ الغرض منه تقديم النصح (( كيف ’ ليه ( لماذا ) )) : أسلوب إنشائي طلبي , نوعه :استفهام ’ أداته : كيف ’ لماذا ’ الغرض منهما الاستنكار ,, ((وينكم )) : أسلوب إنشائي طلبي , نوعه :استفهام ’ أداته : أين , الغرض منه إظهار التحسر والندم ,, (( يا أحباب ’ يا صحاب ’ يا خلان )) : أساليب إنشائية طلبية ’ نوعها : نداء , أداته (( يا )) ’ الغرض منها : أظهار الأسف والحسرة ,, جميلة الصور جداً ’’’ الأبيات : (7 – 8 – 9 ) (( معاناة الذاهبين )) الجيد من تلقاه إن كنت تعبان يواسيك ويفرح إن كنت سالي والغسل لا ترتيجيه إن كان ما كان ما فيه معروف من الضمير خالي عانيت من وقتي أشكال وألوان وسقتني الأيام مر وحالي ونتقل لأبيات جديدة تفرز في مجموعتها ’ معانٍ لمعاناتك جراء تبدل أوضاع الحياة ’’ فنجد الجيد (( الزين )) هو من تجده وقت العسر لا اليسر ’ أحنا بعاميتنا نقوله المحزم ’ أو أخ تحطه على يمناك ’ أو العضيد ’ كلها مناسبة للسند ’ وتقوية الذات في أوقات العسر والشدة ’ هنا تبرز المعادن الحقيقة ’ هنا تختبر وتبلى الأنفس ’ فكلمة (( التعبان )) تشير لمرحلة العسر ’ كما إنها توحي لنا عن مدى ما عانيته ومدى حاجتك لهم ’ كنت تحتاج وقوفهم معك في عز الأزمات ’ للمواساة وكأنهم السند في تلك المرحلة ’ كنت تحتاج إلى السلوى لتفرح معهم ’ كما كان الحال سابقا ً , فأنت تحتاجهم في العسر واليسر لا اللين والسهل فقط روعة التعبير هنا ’ وأمام كلمة (( الغسل )) وقفت حائرة بقصدك من خلفها حقيقة لم أفهمهما لكن من سياق البيت أرى إمكانية الذي غسل مخه وكأنه غدا شخص آخر ’ وأرى معنى آخر ألا وهو الذي يتصف بصفة قلة الوفاء ’ فالمعنى كما أراه ’ وإن كان لا فتوضيحك يكمل هنا ’ لأكمل نادري الوفاء ومن يتصفون بصفة فيها الخسة لا ينتظر الإنسان من خلفهم أي خير ’ ولأركن لمعنى رائع هنا في أبياتك ’ أنت وضحت صورة صفة من تسيره مصالحه لا صداقته راقت لي تلك الصورة جداً ’ فهذا النوع يتصف بإنعدامية الضمير ’ ومعنى ذلك التجرد من إنسانيته ’ فالإنسان سمته العليا إن الضمير الحي يؤنبه فيعود لأدرجها سريعا ’ أما من أعطى الضمير راحة لن تجد فيه ما تأمله ’ فأبعد ما يكون عن جملة (( عند حسن ظنك )) هذا النوع راق لي التصوير ’’ لأن هذا النوع مهما تبدل حالك لا يسيره إلا رغباته الذاتية ’’ ثم نأتي لأصناف المعاناة نجدها قاسية مريرة ’ وهي ليست على نمط واحد ’ وشكل معين ’ نجد هناك ألم فراق ’ ألم هجر ’ نجد خسارة مادية ’ نجد هجر محبوبة ’ هذا ما لمسته مما تقدم ’ ومن هذا البيت ’ لذا معاناتك كانت مأساوية بشدة ’’ وما أروع القادم (( مر وحالي )) روعة تبين واقعية حياة البشر فلا سرور يدوم ولا حزن مستمر ’ روعة لكن من الصياغة العامة نجد المساحات الواسعة للحزن ’ لربما هنا سبب إن أوقات السعادة تمر على الإنسان سريعة ’ عكس لحظات الحزن بطيئة ثقيلة كم راق لي هذا الشطر ’’ الصور الفنية والأساليب والمحسنات : ((الجيد من تلقاه إن كنت تعبان )) كناية عن الصفوة الصادقة ,, ((أشكال وألوان)) : كناية عن المعاناة الكبيرة في حياتك وتنوعها ’’ ((وسقتني الأيام مر وحالي )) : استعارة مكنية شبهت الأيام كالكأس الذي يروي الغرض منها بيان تشتت حالك بين حزن وفرح ’’ (( مر وحالي )) : طباق إيجابي ’’’ جميلة الصور خاصة آخر شطر ’’’ | |||||||||||||||
| |
|
03-04-18, 02:05 PM
| #20 | |||||||||||||||
| الجزء الثاني (( 2 )) الأبيات : (10 – 11 ) (( اعتداد وفخر بالذات )) " المستحيل " إن قال خليه عنوان ما يستوي المهموم ومن كان خالي ما تنني الريح في الأشجار غير عيدان وماني من اللي تكسره سود الليالي هذين البيتين روعة روعة روعة ’ الفخر من الأغراض الشعرية السائدة ’ وهنا تميز كبير ’ فتركن في بدايتها لوضع اسمك التعبيري (( نك نيم )) المنتدى فترمز لنفسك المستحيل وليس منتظره فأنت ترى نفسك الاستحالة ’ ولكن استحالة ماذا ؟؟ سنعرفها في البيت الذي يليه ’’ لكنك هنا فخرك روعته تتجلى إنك إن تحدثت وحكيك بالقول ’ تصبح (( عنوان )) والعنوان ما يعلو الموضوع نفسه ’ كم راق لي أسلوب الفخر هنا وكأنك في أعالي الأشياء لا أسفلها ’ فأنت تنفع عنوان والله روعة التعبير هنا ’ فمن أعطاك تلك المكانة هي تلك الهموم التي صقلتك فالمرتاح الذي يحظى برغد ورفاهية الحياة ’ غير من صقلته التجربة ’ وقومت اعوجاجه الآلام ’ كالسيف يزيد قوة بتعرضه للنار المستعرة ’ أنا راق لي البيت خاصة الشطر الأول منه ’ ونأتي لبيت كله بما حواه مثل الروعة في غايتها ’ نرى هنا تقريب الصورة الذهنية من خلال الطبيعة وما تحويه ’ فتقول إن الريح لا ينثني لها إلا الهش من الشجر وتشير إلا (( العيدان )) وهي الأغصان الصغيرة الضعيفة جداً ’ وكأن الشموخ والعزة هنا لا تحني الرأس ’ روعة التعبير فعلا تلك الهامات العزيزة الشامخة لا تحني الرأس لا تقبل الذل والمذلة ’ كم راق لي التصوير ’ ولنكمل الروعة الكبيرة فأنت كالشجر بساقه الصامدة لا تحني الرأس ’ لريح مثلها بشر حاولوا إذلالك ’ ولا تكسرك (( سود الليالي )) والله روعة سود الليالي هذه الليالي التي ترمز إلى ضيق الحال ’ إلى الوحشة , إلى الوحدة كل تلك الأزمات لم تكسرك أنا أرى هذين البيتين فكرة قصيدة رائعة بنفسها ’ لكن على الرغم من ذلك نجد ترابط النسيج ’ بمعنى لا نحس بغرابة من التنقل من غرض لأخر ’ بل على العكس تماما ’ ترابط بين أبيات قصيدتك ,, روعة الصور الفنية والأساليب والمحسنات : ((خليه عنوان )) : كناية عن الاعتداد بالنفس ورفعتها ,, (( مهموم وخالي )) : طباق سلب (( مهموم – لا مهموم )) ((ما تنني الريح في الأشجار غير عيدان )) : كناية عن الشموخ ,, ((تكسره سود الليالي))استعارة مكنية ’ شبهت الليالي كقوة تكسر ’ الغرض منها بيان الظروف القاسية التي مرت بك لم تضعفك ’’ روعة الصور ’’ الأبيات : (12 – 13 – 14 ) (( نحن من نرفع ذواتنا لا أموالنا )) احذر من اللي بالأمس كان حفيان وفقره تبدل وصار رأس مالي تلقاه خايف يرجع كما الأمس جيعان يعاملك مثل العبد أفهم مقالي لا تحسب إن المال يجعلك إنسان أدري تقول عني إني خيالي ثم تأتي لأبيات رائعة بشدة ’ تبين من خلالها الأتي توجه في صورة حكمة زمن ’ فتوجه بحرصشديد الحذر لمن أتاه الغنى فجأة ’ نحن نطلق عليه في مفهومنا العامي الدارج (( محدث نعمة )) أي الحديث عهد الغنى ’ ولا ينطبق هذا الوصف على الجميع فكم من إنسان عصامي صنع نفسه وبنى نفسه بنفسه ’ لكن المقصود هنا فئة مما كأن الغنى فاجأها فغير توجه الأخلاق بها’ فقد كان بالأمس يشتكي من ضيق العيش ’ ورمزت له (( حفيان )) هو لفظ عامي دارج ’ و(( الحافي )) عادة يرمز لمن لا ينتعل بقدميه (( أعزكم الله )) الحذاء أو ما شابه لذا وكأن حال الأقدام تشير لمدى التنعم ’ وكأنك بدأت من أخمص القدمين لأعلى ’ فالفقر ليس عيب ’ العيب هنا تشير لفقر الأخلاق وهو الشيء الرائع في المعنى ’ أن يصبح الإنسان غنياً ليس عيبا ’ بل هو حق مشروع وإلا لما فتح رب العالمين باب السعي وطلب الرزق ’ العيب أن يحدث بك غنى المال ’ فقر الأخلاق ’ هذا الإنسان يعامل الأخريين بفوقية ’ وكأنهم أرقاء له ’ وكأنه استعبدهم ممن يليهم كعمال ونحوه ’ لا يدرك أن زمن الرق مُحي ’ وأن الناس يعملون نظير أجر ’ يعامل الأخريين باستعلاء ’ على الرغم من أن الكثيرين ممن يملكون أموال طائلة لا يتعاملون بتلك الفوقية فكرم أخلاقهم ’ فاق صيت غناهم المادي ’ فأصبحوا أغنياء بهما ’ فهنا جاءنا فهم المقال وقد كان ما قد تقدم أحسنت ’ هذا الشخص حديث النعمة في حالة خوف دائم من أن يعود لعهده السابق ’ فيرفض الفقر ويجاهده بقوة ’ ولجهلة يلجأ للتسلط من باب امتلاك السلطة بها ’ روعة التصوير ’ وهنا نركن للحكمة الرائعة ’ إن إنسانيتنا الحقيقة هي من تعلي القدر والشأن لا أموال نقدية وعينية ’ من المؤكد المال مهم ’ فهو وصف (( بالزينة )) في سورة الكهف ’ لكنه وسيلة لا غاية ’ تُعساً لمن جعله غايته ووسيلته ’ ففقد معنى إنسانيته وسموه الحقيقي رائع جداً ’ وثم تركن للقول إنك بهذا القول سيحسبك الكثيرين إنك تتحدث من باب الخيال ’ عهلى الرغم من الواقعية ’ ولا نراه خيال فليس معنى امتلاكك للمال أنك تمتلك كل شيء ’ ولكن قلت (( إني خيالي )) لفئة محددة تقيس الناس بأموالها وتتناسى أخلاقها وأفعالها ’ لكن هناك معيار الأخلاق الذي يصنع الإنسانية والمحبة أقوى روعة ’’’ الصور الفنية والأساليب والمحسنات : ((كان حفيان )) : كناية عن الفقر المدقع ,, ((رأس مالي )) : كناية عن الغنى بالأموال (( يعاملك مثل العبد )) : كناية عن الغطرسة والتسلط ((لا تحسب إن المال يجعلك إنسان )) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه : نهي ’ أداته : لا ’ الغرض منه : النصح والإرشاد ’’ (( إني خيالي )) : كناية عن المبالغة ’’ | |||||||||||||||
| |
|
03-04-18, 02:08 PM
| #21 | |||||||||||||||
| الجزء الثالث (( 3 )) الأبيات : (15 – 16 ) (( عفة النفس )) لا تسأل الناس وإن عطوك باتهتان ما غير ربك بالعطاء لا يبالي اترك الحقد ناره مثلما البركان يا سعد قلب اللي من الحقد خالي ثم تركن إلى معنى رائع آخر ’ تشير إلى عفة النفس ورفعتها عن الطلب من الناس ’ هنا تشير للطلب المادي في العطاء ’ وللدلالة لإن قضاء الحاجات من خلاله ’ فنوعية الناس التي تعطي (( بتهتان )) هي كمطر ينزل ثم ينقطع , ثم يعاود الهطول بتقطع ’ هؤلاء الناس عطاءهم غير ثابت فيه تقطع ’ والإنسان الكريم لا يقطع عطاءه ’ بل على العكس يكون عطاءه منهمر دوما ’ روعة , وهنا توجه من يطلبون بذات هذه النوعية التوجه لمن رزقهم فهو الذي يداه مبسوطتان كل البسط ’ هو موزع الأرزاق ’ أنا أرى عدد من الملامح أرى إن الناس الذين كانوا حولك تنطبق عليهم هذه الصفة ’ وأرى معنى جداً رائع وصف رائع للمتعففين كما جاء في سورة البقرة الآية ( 273 )قال تعالى : (( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً ))فهم من الفئات التي تستحق النفقة عليها لا تعرفهم إلا بحالهم ’ لكنهم أعزاء نفس فبكف السؤال ’ روعة التصوير ’ ثم نأتي إلى بيت آخر قمة في الروعة بتنحية الأحقاد والضغينة جانباً ’ ففعلا وواقع الحاقد لا يؤذي أحد بقدر ما يؤذي نفسه ’ فكلما كثر خير الناس أتعب نفسه بالحقد ’ فيأكل بنفسه مثل النار الحامية كالبركان والله روعة روعة التصوير ’’ ومن ثم تقول إن من خلا قلبه من تلك الأحقاد والضغائن بات سعيداً ’ وذلك فعلياً ’ عندما تتطهر نفسك من الضغائن والحقد ’ كأن القلب به من البياض ما يعطيك من السعادة وراحة البال مما يفتقده أهل الحقد والضغينة أحسنت وبشدة هنا ’’ الصور الفنية والأساليب والمحسنات : ((لا تسأل الناس وإن عطوك باتهتان )) : : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه : نهي ’ أداته : لا ’ الغرض منه : النصح والإرشاد ’’ ((عطوك بتهتان )) : كناية عن العطاء المتقطع ’’ ((بالعطاء لا يبالي )) : كناية عن العطاء دون قيد ,, ((الحقد ناره مثلما البركان )) : تشبيه , شبهت الحقد كنيران البراكين ’ الأداة : مثل ’ غرض التشبيه بيان الارتفاع في التدمير ’’ (( يا سعد )) : أسلوب إنشائي طلبي , نوعه : نداء , أداته (( يا )) ’ الغرض منه بيان الراحة والسعادة جميلة الصور ,,, الأبيات (17) (( الحر )) احذر تهين الحر خليك فهمان يرد الإهانة ولو كنت صعب المنالي ما أروع هذا البيت ’ حيث أفردت له مساحة خاصة له ’ فالحر ولد حراً ليبقى كذلك ’ شامخ لا يقبل الإهانة ولا الاستحقار ’ خُلق وهو يعلم معنى الحر في أبداء الرأي واحترام الغير ’ تربى على ذلك وظل عليه ’ لذا أهانته ليست بالهينة اليسيرة ’ ونأتي للشطر الثاني من البيت الذي به روح الثأر ’ روح الانتقام رغم أني أرى الحر أقرب للصفح والتجاهل منه للثأر من أي كان ’ لكن مما ألمحه هنا إن الإهانة كانت واجبة الرد ’ ومن شخص يرد عليه بمعنى أنه ذو قيمة اذا كان الثأر منه يوازي علو مكانته ’ لا حقارة موضعه ’ أو وضاعته ’ فمن وجه الإهانة للحر له عواقب وخيمة ’ حتى وإن خال نفسه بمنأى وفي أمان لا بد للحر أن يأخذ كرته من فرار من فر’’ حتى وإن أعتقد إنه مستحيل الوصول إليه روعة التصوير حضرت هنا ’’ الصور الفنية والأساليب والمحسنات : ((احذر تهين الحر خليك فهمان )) : كناية عن العاقبة الوخيمة ’’ (( صعب المنالي )) : كناية عن البعد والاستحالة ’’’ رائعة ’’ الخاتمة ((التوجه للخالق دون سواه )) أحفظ الله يحفظك أصح يا غفلان لو راح عمرك للرجعة ما في مجالي يا الله أنا جيتك تايب وندمان أسألك يا رحمن ترأف بحالي ثم تركن إلى التذكير بالله واللجؤ إليه في خاتمة الأبيات فهي حكمة مختلطة بالتوجه لدعاء رب السماوات والأرض ’ فتطلب من الغافل اللاهي بحياته العودة إلى ربه ’ لأنه لا محالة سينفرط عقد السنين ’ وسيذهب العمر والعمر إن ذهبت أيامه استحاله عودتها معروفة ’ فالأيام لا تعود بالأعمار ’ ثم تلجأ أنت شخصيا بتوجيه الدعاء لله ’ فتعلن عن التوبة الصادقة وماأروع ذلك التصوير ’ فالتوبة الصادقة فعلا تقترن بالندم وهو الكره لمعاودة الأفعال التي تبت عنها ’ كما يكره أن يرمى الإنسان بالنار ’ وتطلب الرحمة والرأفة بحالك ’ هنا كأن كل نصحك ختامه من الأولى أن توجهه لنفسك ’ فأنت ترى إنك الأحق بأن تختص لنفسك بالدعاء ’ نعم أحسنت وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ’’ جميل جداً ’’ الصور الفنية والأساليب والمحسنات : ((يا غفلان )) : أسلوب إنشائي طلبي , نوعه : نداء , أداته (( يا )) ’ الغرض منه النصح والارشاد ((يا الله أنا جيتك تايب وندمان )) : أسلوب إنشائي طلبي , نوعه : نداء , أداته (( يا )) ’ الغرض منه أبداء الحسرة والندم ’’’ ((يا رحمن )) : أسلوب إنشائي طلبي , نوعه : نداء , أداته (( يا )) ’ الغرض منه بيان رحمة الله الواسعة ’’ عشت أجواء قصيدة رائعة ’’ كما أسلفت فاجأتني بهاا ’ وذكر (( بنت قطر )) كان له مفعول رائع على النفس ,, ففي فترة ماضية قبل أن يردف شعرائنا الكبار الرد على رد ليّ كان يسبقه ببنت قطر حيث الإدراك بذلك الفخر فمن القلب شكرا ,, وليس بينهما أو إنما حرف العطف (( ثم )) فبنت قطر )) ثابت والأخر متغير حسب جمالية ما أرى شاعرنا الكبير أتمنى أن أرى قصائد من هذا المستوى وأعلى لو أمتلك حق التوثيق لاعتبرت هذه أول قصيدة موثقة لك ’ والسابقة أول بداية فعلية لك رائعة أبدعت بها صح لسانك ’ سلمت يمناك مرت من هنا الجادل ’’’ | |||||||||||||||
| |
|
03-04-18, 08:41 PM
| #22 | ||||||||||||||||||||||||||||||
 
|
تحياتي لمرورك العطر | ||||||||||||||||||||||||||||||
| | |||||||||||||||||||||||||||||||
|
03-04-18, 08:51 PM
| #23 | ||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد مختصر وراقي قرقي رونقك الباهي يالمبدع تحياتي لك مع خالص ودي | ||||||||||||||||||||||||||||||
| | |||||||||||||||||||||||||||||||
|
03-04-18, 08:57 PM
| #24 | ||||||||||||||||||||||||||||||
|
انا الاسعد بمرورك وتحليلك المختصر يدل على عقل راجح تحياتي لسمو فخمتك | ||||||||||||||||||||||||||||||
| | |||||||||||||||||||||||||||||||
