تعالوا اكشف لكم عن احلامي وأمنياتي !
ولكن دعوني قبلها احدثكم عما أحب !
وأقص عليكم من طفولتي !
لاعليكم فقط أقرؤا وجاروني ، علكم تعرفون ما أصبوا اليه !
منذ اللحظة الأولى التي دخلت مع باب المدرسة إلى يومنا هذا وقلبي معلق بها !
قد تستغربون ان قلت لكم أحب المدرسة لدرجة اني أكره الإجازه !
وقد تتعجبون اكثر إن علمتم بأني اكملت مابعد الثالثة متوسط بالمدارس الليلية الأهلية حتى تخرجت !
تلك المدارس التي يرتادها الأميين والفاشلين دراسياً !
ولم أكن يوماً قبل ذلك أقل من الخمسة الأوائل !
تناقضات في احوالي الدراسيه فأنا اعشق المدرسة وكنت دائماً متفوق فيها ، ومع ذلك قضيت نصفها مع الشياب والهالكين دراسياً !
قد يكون هذا إنعكاس ظروفي والحمذلله والشكر على ماكان وعلى مايكون وماسيكون !
كنت حينما ولدت إبن لرجل في الخمسين وأم أوشكت على الإنخراط في سن العجز ، وكنت ولله الحمد والشكر نعمة لهما بعد وفاة عدد من الإخوة اللذين سبقوني بعضهم عاش ليوم او لإسبوع بالكثير وبعضهم لم يرا النور أبداً !
كنت فرحة أبي لدرجة ما إن بدأت أخطي أولى خطواتي ، حتى حملني معه إلى حيث يذهب ويجيء ، لدرجة انه يسمح لأمي بالذهاب لعملها ويأخذني معه لعمله ، كان من فرحته يأخذني معه في سفره و " كشتاته " حتى ، وانا لم أنطق حروف الهجاء كلها بعد !
كان " أميّاً " يعمل " فرّاش " في كلية المعلمين وكنت معه دائماً في عمله ، كان دائماً يقول لي " العلم والدرس لاتخليهن " يوصيني وانا لا أفقه مايقول حينها فأنا في بالكاد اكمل عامي الثاني ، ولكنه يدرك بأني سأذكر كلماته يوماً وسأفهمها !
زرع ذلك " الأميّ " حب العلم والتعلم في قلبي ، حتى قضيت حياتي إلى هذه اللحظة اعشق " المدرسة " واتحسر على ايام غياباتي او ايام تحولي لمدارس الفاشلين !
منذ صغري أحلم بالدكتوراة ، او حتى بعلم " الدكاترة " ولا اعلم لماذا اتمسك بهذا الحلم ، رغم ان شهادتي أهلية ليليّة في عرف مجتمعنا هي ليست الا ( عن قولت معه ثانوي ) !
لكني لازلت أطمح وأحلم بذلك وسأحظى به ان شاء الله ، ذلك الأمي هو من أسس بقلبي حب العلم والتعلم والاقتداء بالمتعلمين !
ذلك الأمي الذي توفي بعد أربعة اعوام او خمسة من ولادتي وبعد ان " نحت " مايريده ان يراه بيّ بعامين "!
قبل فترة أنهيت اختبار القدرات بنسبة ٨٢% ولله الحمد والمنّة ، ولم تكن صدفة بل انا مدرك لأجوبتي واختياراتي وايضا هو اختباري الاول وليست عن تجربة مسبقة وخبرة !
فلذلك أسعى في عامي القادم لتكملة مسيرة سطرها ابي رحمه الله ، علّي أحقق ماكانت تشتهيه نفسه !
شكراً لك لأنك رفعت سقف طموحي ، وشكراً لك لأنك جعلت فيَّ ما أحارب لأجله !
يوما ما سينادوني الدكتور وحينها لن أجعلهم ينادوني الا بإسمك ، فلتيحا بداخلي وإن غاب جسدك وصوتك وقُبضت روحك ، فأنت فخري وعزي وإنتمائي ماحييت !
شكراً لأبي " الأميّ " ، وإن شاء الله سأقابله يوم القيامة بما يفخر به !
طفله الصغير " يوسف " !
( اهمس/ــي لإبنك ماتطمح ان تراه فيه بإذنيه وإن كان وليداً بالكاد يفتح عينيه ، غدا سيكبر همسك /ــي في عقله ويجعله يطمح لأكثر من ذلك ، صدقني ماتبذره في عقل هذا الطفل حديث الولادة اليوم ، ستحصده غدا دون ان تدرك ذلك ) !