عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-16, 12:45 PM   #1
الملك المتواضع

الصورة الرمزية الملك المتواضع

آخر زيارة »  05-04-17 (04:30 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي المعارك الأدبية



في بدايات القرن العشرين كان هناك صراع ثقافي في مصر غير عادي بين الفلاسفة والأدباء
والمثقفين .. فكانت مصر تعيش نهضتها رغم بعض النقص في جوانب .. وبعض الموضوعات
الغريبة والتي يدار حولها الجدل مثل التعلق بالنهج الغربي يتزعمه سلامه موسى في وقتها ومن
بعده زكي نجيب محمود وعن تحرير المرأة مثل قاسم أمين والتشكيك في القرآن مثل طه حسين.
وجميع المناظرات والصراعات كانت فائدة للأجيال القادمة في اللغة والدين والتاريخ وغيرها ..
ومما أتذكره جيداً كلمات محمد عمارة في لقاء له يقول كان بائع الجرائد يجول ويقول مقالة في
الرد على فلان ومقاله في الرد على آخر .. لأن الصراع كان على منتهاه .. ومن ضمن كتب
المناظرات كتاب " تحت راية القرآن " لمصطفى صادق الرافعي وفيه رد على طه حسين عندما
شكك في القرآن في كتابة " في الشعر الجاهلي " فكان رد الرافعي يجعلك توقن أن طه حسين
لم يكن أديباً ولا مفكراً بالعكس أنتحل الكتاب وسماه باسمه وكان يجدف في الظلام .. ومن أبدع
فصول الكتاب " فلما أدركه الغرق " وفيه الرافعي ينتهج أسلوب الكتابة بطريقة كليلة ودمنه..
ومن كتب المناظرات كتاب " على السفود لرافعي نفسه وهو يرد على عباس محمود العقاد وفيه
هجوم وشتم حتى أن هذا الكتاب طبع مره واحدة ورفض الرافعي أن يطبع من جديد لأنه تحسف
على ما ورد فيه .. ومن كلماته في الكتاب وللسفود نار لو تلقت ,, بجاحمها حديداً ظن شحما ,,
ويشوي الصخر يتركه رماداً ,, فكيف وقد رميتك فيه لحما ؟ .. وسبب تأليف الكتاب أن العقاد
هاجم كتاب أعجاز القرآن في كتابة " ساعات بين الكتب " والتقى حسب ما كتب سعيد العريان
في كتابه " الرافعي " أن الرافعي سأل العقاد لماذا هاجمت كتابي فبدأ العقاد يشكك في اعجاز
القرآن ويقول الرافعي " ولو كان طعنه وتجريحه في الكتاب نفسه لهان علي ولكن حديثة عن
الكتاب جره إلى حديث آخر عن القرآن نفسه وعن إعجازه وإيمانه بهذا الإعجاز " ولا ننسى
أن العقاد تغير وهذا الكلام في بدايات عشرينيات القرن العشرين والعقاد توفى في الستينيات
وألف عدد كبير من الكتب في الدفاع عن الإسلام والقرآن واهم كتبه " حقائق الإسلام وأباطيل
خصومة " ..أنتقل إلى أخر كتاب وهو "أباطيل وأسمار" لمحمود شاكر وهذا الكتاب الكل ينصح
فيه .. الشيخ الحويني ينصح فيه الدكتور محمد العوضي يقول هذا الكتاب قرأته مرتين وموضوع
الكتاب رد على المفكر لويس عوض وعلى جهالاته في التاريخ واللغة العربية وزور في مقالاته
مثل أن المعري تكلم عن الحروب الصليبية والمعري ولد قبل الحروب الصليبية .. ودفع محمود
شاكر الثمن طالما أنه يدافع عن اللغة والدين والتاريخ فسجن ثم لويس عوض مر على جميع
الأدباء في مصر لكي يدافعون عنه .. الكلام يطول عن المناظرات والحوارات التي دارت في
ذاك العهد إلا أن كل مناظرة ومعركة ثقافية تعطيك تدفق في المعلومات ولمحات قد لا تركز
عليها لو قرأتها منفصلة عن موضوع المناظرات ..
وشكراً .................................................. ..............................................