عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-18, 10:04 PM   #1
المحور

الصورة الرمزية المحور

آخر زيارة »  اليوم (09:53 AM)
المكان »  السعوديه

 الأوسمة و جوائز

افتراضي خمسة أصناف لا تناقشهم ولا تجادلهم || بأي حال من الأحوال وفي أي أمر كان



بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله والصلاة السلام علي رسول الله نبينا محمد وعلي اله وصحبه .



الحمد لله علي نعمه الاسلام

خمسة أصناف لا تناقشهم ولا تجادلهم || بأي حال من الأحوال وفي أي أمر كان*




الأول : السفيه والمُنحط :



هذا الصنف لم يُخرج نفسه من قذارة نفسه فهل سيخرج معك بنتيجة مستقيمة ، وبماذا سوف يأخذ ويعطي معك والعفن يسكنه ، فمثله لا قيمة له ولا عبرة بقوله ؛ وبميزان ( أنزلوا الناس منازلهم ) فمثله لا منزل ولا نُزل له أصلاً ؛ فضلاً عن أن يكون في القاع ، وهو أردى أنواع الجهل ، قال جل ثناؤه : { وأعرض عن الجاهلين } ، وعلى هذا النهج سار العقلاء والحكماء .



قال الحافظ ابن عبد البر : ( كان يُقال : لا تمار حليما ولا سفيها ، فإن الحليم يغلبك ، والسفيه يؤذيك ) ، [ بهجة المجالس - ٢/٤٢٩ ] .




الثاني :



المتعنت والمكابر :


هذا الصنف حتى لو عرف الحق والصواب فإنه لا يتبعه مكابراً عن الحق واعراض عنه ، فالنقاش معه معدوم الفائدة لأنه ولو رأى الدليل والبرهان ما أنصفه ، قال الخطيب البغدادي : ( فإنه لا يقدر على نصرة الحق إلا مع الإنصاف ) ، [ الفقيه والمتفقه - ٢/٢٨ ] .


وقال ابن حزم : ( وإياك وسؤال المتعنت ومراجعة المكابر الذي يطلب الغلبة بغير علم ، فهما خلقا سوء ، دليلان على قلة الدين وكثرة الفضول ، وضعف العقل وقوة السخف ، وحسبنا الله ونعم الوكيل
...
[ مداواة النفوس - ٨٤ ]





الثالث المتطفل :



هذا الصنف لا علم لديه ولا قصد لديه ، إنما يناقش من باب التطفل ، فهو لا يريد الحق ونحوه إنما يريد النقاش في حد ذاته .


قال الجويني : ( وقوم دأبهم التطفل في المناظرة ، يستنكفون عن السؤال ، او لقصورهم فيه ، ولم يبلغوا مبلغ أن يسألوا ، وربما لا يفهمون أكثر ما جرى ، ينتظرون فرصة احد الخصمين على الآخر فيأخذون في الشغب والصياح ، إيهاما منهم لمن حضر المجلس من العوام وأهل النقص أنهم من جملتهم ، وهم صفر من صناعتهم ، فهؤلاء يعدون من جملة أهل الجدل ) ، [ الكافية - ٥٥٩ ]




الرابع المجبول على الخلاف :



هذا الصنف عمقه الداخلي لا يرضى إلا أن يخالف من أمامه ، ولو ظهر الحق والدليل والبرهان ولَم يبقى شك في ذلك ؛ تجده يخُالف ، فمهما حصل فإنه يختار خلاف ما اختاره الذي أمامه ؛ قال ابن حزم : ( واحذر من مكالمة من ليس مذهبه إلا المضادة والمخالفة ) ، [ التقريب لحد المنطق - ١٩٦ ] .


وقال الطرطوشي : ( إذا رأيت إنساناً جُبل على الخلاف ، إن قلت نعم قال : لا ، وإن قلت لا : قال : نعم ، فألحقه بعالم الحمير ، فإن دأب الحمار إن أدنيته بعد ، وإن أبعدته قرب ) ، [ سراج الملوك - ٢٥٩ ] .



الخامس المقلد:


هذا الصنف لا اختيار له ولا قرار بذاته إنما يمشي على قول غيره ، فمثله ولو ظهر له البرهان المبين ما تبعه وخالفه بكل جرأة ؛ فقط لأنه يتبع شخص يقول خلاف هذا القول ، أو ينتهج منهج خلاف الحق ، فهو يتبع الأشخاص وليس الدليل والبرهان ، فمهما شرحت له وأوضحت لن يقول لك سوى أنا على مذهب فلان ، فلا تتعب نفسك معه.



قال ابن القيم : ( وأما الجاهل المقلد فلا تعبأ به ولا يسوءك سبه وتضليله ، فإنه كنباح الكلب ، فلا تجعل للكلب عندك قدرا أن ترد عليه كلما نبح عليك ، ودعه يفرح بنباحه ، وافرح أنت بما فضلت به عليه من العلم والإيمان والهدى ، واجعل الإعراض عنه من بعض شكر نعمة الله التي ساقها إليك وانعم بها عليك ) ، [ الصواعق المرسلة - ٣/١١٥٨ ] .


فخذها قاعدة في جميع محطات حياتك في التعامل مع الناس ؛ لا تناقش إلا من اجتمعت فيه هذه الصفات الستة : ( المؤدب ) ضد السفيه والمنحط ، ( المُنصِف ) ضد المتعنت والمكابر ، ( القاصد للأمر ) ضد المتطفل ، ( المُتبع للدليل ) ضد المجبول على الخلاف ، ( المجتهد ) ضد المقلد .




والله اعلم



اللهم علمني ماينفعني وزدني علما



اللهم أعذوبك من العلم لا ينفع وقلب لا يخشع .


سبحانك اللهم بحمدك اشهد ان لا اله لا انت استغفرك واتوب اليك .