عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-19, 10:26 AM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:46 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي قصّة عجيبة في غضّ البصر ..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصّة عجيبة في غضّ البصر ..
خرجَ العبد الصالح سليمان بن يسار رحمه الله
من بلدته مسافراً ومعه رفيق له فانطلقوا
إلى السوق ليشتري لهم طعاماً وقعد سليمان
ينتظره ..
وكان سليمان بن يسار وسيماً قسيماً من أجمل الناس
وجهاً وأورعهم عن محارم الله ..
فبصُرت به أعرابيّة من أهل الجبل فلما رأت حسنهُ
وجماله انحدرت إليه وعليها البرقع
فجاءت فوقفت بين يديه فأسفرت عن وجهٍ لها كأنه
فلقة قمرٍ ليلة التمام ثم قالت : هبني ..
فغض بصرهُ عنها وظن أنها فقيرة محتاجة تريد طعاماً
فقام ليُعطيها من بعض الطعام الموجود لديه
فلمّا رأت ذلك قالت له : لستُ اريد هذا طعاماً إنما اريد مايكون بين الرجل وزوجته ..
فتغيّر وجه سليمان وتمعّر وصاح فيها قائلاً :
لقد جهزّك إبليس ..
ثم غطى وجهه بكفّيه ودسّ رأسه بين ركبتيه وأخذ
بالبكاء والنحيب ..
فلما رأت تلك المرأة الحسناء أنه لا ينظر إليها سَدلَت
البرقع على وجهها، وانصرفت ورجعت إلى خيمتها ..
وبعد فترة جاء رفيقه وقد اشترى لهم طعامهم فلما رآى سليمان عيناهُ من شدّة البكاء وانقطع صوته
قال له : مايبكيك ؟!!
قال سليمان : خيراً .. ذكرت صبيتي وأطفالي !!
فقال رفيقهُ : لا .. إن لك قصة إنما عهدك بأطفالك منذ
ثلاث أو نحوها ..
فلم يزل به رفيقه حتى أخبره بقصة المرأة معه
فوضع رفيقه السفرة، وجعل يبكي بكاء شديداً
فقال له سليمان : وأنت مايُبكيك ؟؟
فقال رفيقه : أنا أحقّ بالبكاء منك ..
قال سليمان : ولم؟؟
قال : لأنني أخشى أن لو كنت مكانك لما صبرتُ عنها
فأخذ سليمان ورفيقه يبكيان ..
ولما انتهى سليمان إلى مكة وطاف وسعى أتى الحجر واحتبى بثوبه فنعس ونام نومة خفيفة
فرأى في منامه رجلاً وسيماً جميلاً طولاً له هيئة حسنة ورائحة طيبة ..
فقال له سليمان : من أنت يرحمك الله ؟؟
قال الرجل : أنا يوسف النبيّ الصديق ابن يعقوب ..
قال سليمان : إن في خبرك وخبرِ امراةِ العزيز لشاناً عجيباً
فقال له يوسف عليه السلام : بل شأنك وشأن الأعرابية أعجب !!!
( من كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (191/2)


قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
وفي غض البصر فوائد :
أولا : تخليـص القلب من ألـــم الحسرة
فمن أطلق نظره دامت حسرته ..
ثانياً : أنه يورث القلب نوراً وإشراقاً يظهر في
العين وفي الوجه وفي الجوارح ..
ثالثا ً: أنه يورث صحة الفراسة فإنها من النور وثمراته ..
رابعاً : أنه يورث قوة القلب وثباته وشجاعته .
خامساً : أنه يفتح له طرق العلم وأبوابه ويسهل عليه
أبوابه ..
سادسا ً: أنه يخلص القلب من أسـر الشهوة فإن الأسير أسير الشهوة ..
سابعاً : أنه يخلص القلب من سكر الشهوة ورقدة الغفلة.
قال بعض السلف :
إن الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله ..
[روضة المحبين ص : 94] ..