الموضوع: { وليالٍ عشر } ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-19, 08:18 AM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:10 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي { وليالٍ عشر } ..



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الليلة الأولى

كانَ الصّالحونَ يستَحوُن من الله أن يكون يومهم مثلَ أمسِهم !
وأن تُرفع الأعمالُ في طي الغيوبِ بلا زيادة ..
تراهم يتفقَّدون أيامهم .. فيضعونَ فيها و لو مِثقالَ شَعيرة حَبٍ ؛ ليرجَحَ ميزانُ اليوم عن ميزانِ الأَمس !

رُبّما تبدو الحبّة في نظرك خفيفةً ..
لكنَّ النّهار بها أصبحَ مختلِفاَ ؛ ولو قليلاًَ !

فكيفَ كان حالٌهم إذن مع زمنٍ ؛ هو من أحبٌّ الأزمان إلى الله ؟

لقد كان الحياءُ في نفوسِهم يشتَدّ أن يلقوا الله بصحيفةٍ ؛ تُشابه في ملامِحها صحيفةَ العام الذي مضى .. أو تُقاربه ..
إذ للقربِ خطواتٍ ؛ لا يجوز أنْ تَتكرّر !

فتراهم في مواسم القربِ مشغولين بحفظِ الجوارح ف( إنّ من حفظ جوارحه، حفظ الله عليه قلبه) ..
ولا هم لهم إلا القرآن يقيناً بأنه (‏"ما جعل عبدٌ القرآن هَمّه، إلا كفاه الله ما أهَمّه."

فتذكـَّر أيها المشتاق للدِّيـار المقدسة ...
لئن سارَ الرَّكب الى جبلِ المَغفرة والرحمة .. فقد جعل الله لنا نحن أيضاً سَـيراً !

قال ابن رجب الحنبلي :
( هذه أيـّامٌ جعلها الله مشتركة بين السّائرين والقاعدين ، فمَن اغتنمها في بيتِه ؛ كان أفضل ممن خرج للجهاد من بيته ) !

لذا كان سعيدُ بن جبير رحمه الله تعالى .. إذا دخلت العشر من ذي الحجة اجتهد اجتهاداً ؛ حتى ما يَقدِرُ عليه أحد ..
وكان يقول :
( لا تُطفئوا سُـّرَجكم فيها ) !

أشعلوا السُّرج في لياليكم ..
عسى أنْ تشعلَ لكم أنوارَكم على الصّراط !

واجتهدوا ..
فَلرُبّ قاعدٍ خيرٌ من ألفِ ساعٍ ..
والله من بعد ؛ يعلم صـِدقَ النّيات وخَفَيّ الَّدمَعات !


د.كــِفاح أبو هَنّـود