الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-21, 08:57 AM   #158
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:29 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 145 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بدر الكبرى / ج3 ))
______
قال تعالى : {{ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ }} أول شيء هو معيّة الله ، [[ إذا معيّة الله مش موجودة حتى الملائكة ما بينفعوا للمعركة ]] ، ودور الملائكة هو تثبيت المؤمنين ، ثم سيُلقي الله الرعب في قلوب الكافرين ، فقد أذهلتهم شجاعة المسلمين . ثم يعلمهم الله أن يضربوا كل بنان [[ أي أصابعهم ]] كي تسقط منهم السيوف ، ثم يأسرهم المسلمون . إذن يا أمة الإسلام : من الذي يدير المعركة ضد أعدائنا ؟؟ إنه الله .. الله ، لذلك علينا أن نلجأ إليه في كل وقت ، عندها لن تُخيفنا دبابات وطيارات و صواريخ الأعداء مهما بلغت قوتها .

تقول بعض الروايات : فما راع أبو بكر إلا والنبي يسل سيفه ، ويثب في درعه [[ أي ينهض إلى المعركة ]] وهو يقول {{ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ }} . يقول أبو بكر : والآية نزلت ونحن في مكة ، فوالذي بعثه بالحق ما علمت تأويلها إلا يوم بدر.

هذه ثقتنا بالنبي ، النصر آت بإذن الله يا أمة الإسلام ، ويوم بدرأعظم درس للأمة كلها ، اليوم نقول: نحن قليل ،نحن ضعاف القوة !! لا يوجد عندنا أسلحة فتّاكة و معدات هائلة مثل العدو !! تذكرون كل هذا ولكن للأسف ، نسيتم {{ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا }} ، لم تعرفوه حق المعرفة، غرتكم الحياة الدنيا ومتاعها ، فنسيتم الله فأنساكم أنفسكم .

وهكذا بدأت معركة بدر بهذا الحماس والإيمان المطلق بالله ، والتوكل عليه والأخذ بالأسباب ، فقاتل الصحابة - رضوان الله عليهم - في بدر بكل شجاعة وإيمان بالله ورسوله ، ولم تمنع القرابات والأرحام أن ينتصر المؤمنون لله ، وأثبتوا أن الحق لا مجاملة فيه ، ففي ظل اشتداد المعركة يلتقي

{{ أبو عبيدة – عامر بن الجراح -}} مع أبيه وجها لوجه ، أبوه مع قريش ، وهو مع المسلمين ، وتحرك الدم في عروق أبي عبيدة بن الجراح ؛ إنه أبي !! فابتعد عنه ، لأنه لا يريد أن يكون هو قاتل أبيه ، فلما ابتعد أبو عبيدة عن والده ؛ سمع أباه يصرخ في المعركة : أين محمد ؟؟ دلوني عليه !! لا نجوت إذا نجا ؟؟ فلما رآه أبو عبيدة ؛ غضب ورجع مسرعاً إلى والده وقال له : يا عدو الله ! تنشد رسول الله ، وتريد قتله ؟! فرفع سيفه وأطاح برأسه ، وقيل نزل فيه قوله تعالى :

{{ لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخِر يُوادّون مَن حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كَتَبَ في قلوبهم الإيمان وأيّدهم بروح منه ويُدخلهم جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إنّ حزب الله هم المفلحون }} .

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أوصى أصحابه قبل بدء المعركة قائلا : إن رجالا خرجوا في هذا الجيش مكرهين لا حاجة لهم بقتالنا ،فمن لقي منكم العباس بن عبد المطلب فلا يقتله ، بل يأسره [[ عم النبي ]] ، ومن لقي أبا البختري بن هشام ، فلا يقتله [[ تذكرون هذا الاسم ؟

كان لا يؤذي النبي في مكة ، والذي ضرب أبا جهل يوما على رأسه وشجه عندما كان أبو جهل يمنع حكيما من إدخال الطعام للشعب ، وقال له : ما رأيت في العرب لئيما مثلك ! وقام بنقض الصحيفة ]] لم ينسها له النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكنه قُتل في بدر، قتله صحابي اسمه {{ المجذر }} -

رضي الله عنه – فقد أراد أن يأسره ولكن أبا البختري رفض وطلب القتال فقتله المجذر .
و يُروى أنّ أبا حذيفة بن عتبة - رضي الله تعالى عنه – أنه سمع قول النبي - صلى الله عليه وسلم – : " من لقي منكم العباس فلا يقتله ، ومن لقي البختري فلا يقتله " وكان قد قُتل أبوه و أخوه وعمه في المبارزة بداية غزوة بدر، فقال أبو حذيفة : أنقتل آباءنا ، وإخواننا ، وعشيرتنا ، ولا يقتل العباس بن عبد المطلب ؟!!! والله لأن لقيت العباس لألجمنه السيف ألجاماً .

[[ يعني أحط السيف بفمه و أمزع رأسه ]] ، وسمع النبي مقالته ، فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى وجه عمر بن الخطاب قائلا: يا أبا حفص !! أيضرب وجه عم رسول الله بالسيف؟ يقول عمر : والله إنه لأول مرة يكنيني النبي بأبي حفص !! فقال عمر : يا رسول الله ، دعني أضرب عنق هذا المنافق . فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا ، لا يا عمر .

يقول أبو حذيفة : ما زلت أتخوف تلك الكلمة. . . [[ المؤمن يخطئ ولو كان صحابياً ، فالعصمة فقط للأنبياء ]] ،

قُتل أبوه في المبارزة ، ولما أرادوا حمله إلى قليب بدر مع القتلى ، نظر النبي - صلى الله عليه وسلم – إلى وجه أبي حذيفة - رضي الله عنه - وإذا هو قد تغير !! فقال له : يا أبا حذيفة ، أدخلك شي من قتل أبيك ؟ قال : لا والذي بعثك بالحق ، ولكن كنت أعلم من أبي رأيا وحلما ، فأحببت أن يكون في الإسلام ، فكرهت ما مات عليه . فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم -لأبي حذيفة بخير .

يقول أبو حذيفة : مازلت أتخوف تلك الذلة ، وأقول : لا يكفّرها إلا شهادة في سبيل الله . فما كانت معركة إلا ويكون أول الصفوف ، حتى مات في معركة الردة يوم اليمامة رضي الله عنه وأرضاه .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم