الموضوع: هذا الحبيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-19-21, 07:54 AM   #287
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:30 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 274»
السيرة النبوية العطرة (( غدير خم ))
__________
قلنا إن علي - رضي الله عنه - أرسله النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن، وذكرنا ذلك في الجزء " ٢٦١ " وبداية القصة باختصار عن حديث غدير خم الذي جعل من المسلمين مذاهب وفرقا للأسف :

قلنا خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - لحجة الوداع ، وأرسل لعلي أن يلحق به إلى مكة ومعه أموال الصدقة التي جمعها ، فخرج علي - رضي الله عنه - مع أهل اليمن ، وفي الطريق قال علي لمن معه من أهل اليمن : اسبقوني وألحق بكم ، وأوصاهم أن لا يقربوا أموال الغنائم ، وأن لا يركبوا على إبل الصدقة ، ثم وضع لهم أميرا عليهم وانطلقوا ، فلما لحق بهم علي - رضي الله عنه - وجدهم في الطريق قد ركبوا الإبل، ولبسوا من ثياب أموال الصدقة ، فغضب علي - رضي الله عنه - وعنفهم ، فانزعجوا وتضايقوا وظنوا أن عليا قد بخل عليهم .

فلما وصلوا مكة؛ جاء أهل اليمن يشتكون من علي - رضي الله عنه - للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقالوا له : كان علي شديد علينا ، وقابض يده!! فرضّاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن علي ، وأنه لا يجوز استخدام أموال الصدقة ، وانتهى الأمر .

الآن كثر بين الناس القال والقيل في هذا الموضوع [[ ولا تظنون أن القال والقيل من صفات زماننا فقط!! بل هي صفات بني البشر منذ أن خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة ، بِلغتنا اليوم : بيعملوا من الحبّة قبّة ،وانتشر الخبر بين الناس وأخذت البهارات تنرش، وأبصر علي شو عامل مع أهل اليمن لحتى زعلانين منه؟!]]، انتهى حج النبي - صلى الله عليه وسلم - ورجع إلى المدينة المنورة ، وكان - وقد انتشر وشاع الكلام بين الناس عن علي وأهل اليمن - ،

وعندما وصل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى {{ غدير خم }} ((يبعد عن مكة حوالي 200 كم ))، وصل إلى هذا المكان بعد خمسة أيام من السّير، في هذا المكان من هم الذين كانوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؟؟ أهل المدينة ومن حولها من قبائل العرب فقط ؛ فأهل مكة بقوا في مكة ، و أهل الطائف ذهبوا للطائف ، الآن ما بقي معه إلا أهل المدينة والذين حول المدينة ، فكان الآن من المناسب أن يتكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن موضوع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - مع أهل اليمن ، [[ لأن الموضوع خاص تقريبا ، فلماذا يشغل النبي العرب الحجاج الذين أتوا من القبائل البعيدة بهذا الموضوع ؟؟ ]] .

إذن لاحظنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يتكلم عن هذا الموضوع لا في عرفة ولا منى ولا مزدلفة ، [[ فلو كان الموضوع عاما ومهما ، لكان تكلم عنه في خطبة الوداع ]] !! ، فترك النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الموضوع حتى رجع ، وبعد مضي قرابة خمسة أيام أثناء السفر في طريق العودة ، وصل النبي – عليه الصلاة و السلام – بمن بقي معه من الحجّاج {{ غدير خم }} ، يروي لنا < زيد بن أرقم الذي كانت بداية الدعوة في دار أبيه > ويقول :

لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حجة الوداع ، ونزل غدير خُمٍّ - وقد شاعت قائلة في علي – [[ يعني سمع كلاما كثيرا عن موضوع علي – رضي الله عنه - مع أهل اليمن ]] ، فركب النبي - صلى الله عليه وسلم - ناقته ، وخطب بالناس ، فبعد أن حمد الله و أثنى عليه، قال : (( إنِّي تارِكٌ فيكُم ما إن تمسَّكتُمْ بِهِ لن تضلُّوا بَعدي أحدُهُما أعظَمُ منَ الآخرِ: كتابُ اللَّهِ حَبلٌ ممدودٌ منَ السَّماءِ إلى الأرضِ. وعِترتي أَهْلُ بيتي، ولَن يتفرَّقا حتَّى يَرِدا عليَّ الحوضَ " أي يمرّوا " فانظُروا كيفَ تخلُفوني فيهِما )) .

"وعِتْرتي أهلُ بيتي"، أي: أحبُّوا أهل بيتي، وتَمسَّكوا بما كانوا عليه ، واهْتَدُوا بهَديِهم وسِيرتِهم، وعِترتُه - صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم - هم أزواجُه ونِساؤُه وقرابتُه، ولد العبَّاس، وولد عليٍّ، وولد الحارث بن عبد المُطَّلب، وسائر بني أبي طالب من الَّذين ساروا على طَريقِه و اتّبعوا سُنَّته، فلهُم الحبُّ والتَّكريمُ والتَّوقيرُ والإحسانُ إليهم، وعليٌّ – رضي الله عنه - ليس هو العِترة وحده – كما تدّعي بعض الطوائف، وسيِّد العِترة هو رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - .

كما أنّ أهل بيته في الأصل: هم نِساؤه - صلَّى الله عليه وسلَّمَ - وفيهنَّ الصِّدِّيقةُ عائشةُ - رضي الله عنهن – جميعًا ؛ وتخصيص بعض الطوائف (أهل البيت) في الآية بعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، دون نِسائه - صلَّى الله عليه وسلَّمَ – هذا تحريف لآياتِ الله تعالى من أجل أن ينتصروا لأهوائهم ، فكيف يهاجمون السيدة عائشة – رضي الله عنها – وهي من آل بيت النبي – عليه الصلاة و السلام - ؟! والله قد برّأها من فوق سبع سماوات ، فعلا لا يعرفون إلا الكذب ، والكذب فقط لنشر معتقداتهم الدخيلة على الإسلام .

إذن بعض الطوائف والناس الذين اتبعوهم قد اهتموا بيوم غدير خم اهتماما هائلا، وجعلوا له عيدا !! حتّى أنهم جعلوا " يوم غديرخم " أعظم من يوم عرفة، وبنوا عليه عقائدهم، وشرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله، بل وطعنوا في جناب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وافتروا عليه، ونسبوا إليه ما لم يقله، وكفّروا أصحابه ، و أوّلوا كلام المصطفى – صلى الله عليه وسلم – في غدير خم تأويلا خاطئا وكاذبا، و زادوا عليه كثيرا في رواياتهم الكاذبة ،

وقالوا إنّ هذا الحديث كان إشارة لخلافة علي - رضي الله عنه – بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم - ، واعتبروا أن {{ أبا بكر و عمر وعثمان }} - رضي الله عنهم - جميعا قد اعتدوا على علي ، وسلبوا منه حق الخلافة بعد موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .


وقد جاء في رواية للترمذي في حديث غدير خم : [[ من كنت مولاه فعلي مولاه ]]. والمراد بذلك : المحبة والمودة وترك المعاداة ، وهذا الذي فهمه الصحابة - رضوان الله عليهم - حتى قال عمر لعلي - رضي الله عنهما - : هنيئا يا ابن أبي طالب ؛ أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة . وليس المراد بذلك الخلافة، و الدّليل أنه - صلى الله عليه وسلم - أطلق ذلك في حياته ولم يقل : فعلي بعد موتي مولاه ، ومثل هذا الأمر العظيم (( الخلافة )) يجب أن يُبلّغ بلاغا مبينا لا يكفي فيه لفظ محتمل مجمل من النبي – عليه الصلاة و السلام - ؛ ولفظ (( المولى )) في لغة العرب يقع على المالك ، والناصر ،والمحب ، والحليف ، والعبد ، والمعتر ، وابن العم ، والصهر [[ يعني تقول فلان مولى فلان يعني :

سيده وأيضا تقول فلان مولى فلان يعني عبده وتقول فلان مولى فلان يعني حليفه وهكذا. . . ]] ، ثمّ ما الذي يمنع النبي - صلى الله عليه وسلم – لو أراد أن يعلن أنّ عليّا خليفته ؟ أكان خائفا من الناس أن يرفضوا كلامه وهو الذي نزل فيه : {{ ما ينطق عن الهوى }} ؟! ؟

فالصحابة يصدّقونه و يؤمنون بما أنزل عليه حقّ الإيمان ؛ ولو ذكرت لكم صفات الصحابة وبالذات الخلفاء الراشدين الأربعة لَهِمتَ على وجهك إعجاباً بكل تلك الصفات ، ولقلت لي : زدني زدني ، فكلهم أعلام وشموس عظام

وكُــلُّهُم مِن رسـولِ اللهِ مُلتَمِـسٌ غَرفَا ... مِنَ البحرِ أو رَشفَاً مِنَ الدِّيَـم
ولكنّ تلك الطائفة الكاذبة التي قالت إنّ الصحابة سلبوا الخلافة من علي؛ قد حرفوا كلام النبي – صلى الله عليه وسلم – كما فعلوا ذلك مرارا وتكرارا عبر تاريخهم الطويل الحافل بالكذب و الافتراء و التزوير .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم