منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-15-21, 06:27 AM   #283
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:29 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 270 »
السيرة النبوية العطرة (( خطبة الوداع 3 ))
__________
أيها الناس إنما المؤمنون إخوة [[ ركز الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - على رابط الأخوّة ليتلاحم المؤمنون، ويرتبطوا برباط العقيدة، ويقدموه على غيره من روابط النسب والدم، وكان هذا الرابط من أهم دعائم قيام الدولة الإسلامية في المدينة بعد الهجرة، وقد اهتم الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار بعد بناء المسجد، وأرشدهم الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - أن يتعاملوا بروح الأخوة، وبالأخلاق المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ]] .

ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه - ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد. [[ لماذا يخص النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه العبارة بالمال ؟؟ لأن أغلب القضايا التي تُفرق بين الناس اليوم سببها المال ، فإذا ما دخلت المادة بين الأب وابنه أفسدت علاقتهما ، وإذا دخلت بين الأخوة أفسدت علاقتهم ،وكما يقال {{ الفلوس تغير النفوس }} ،

لذلك يجب أن تُدار الأموال بين الناس وفق أحكام الشريعة ، فلا اعتداء على أموال الناس ، ولا هضم لحقوقهم المادية ، وقد حث الإسلام على مساعدة الفقراء و المحتاجين ، وفرض الزكاة على أموال الناس وفق شروط معينة حتى تعيش الأمة الإسلامية بتكاتف و محبة و أخوّة ]] .

فلا تَرجعنّ بعدى كافراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنّة نبيّه ، [[ وقد ترَكْتُ فيما بينكم، ما لن تَضِلُّوا بعده بعد التَّمسُّكِ به والعمَلِ بما فيه، إنّه القُرْآنَ العظيم، وفي رواية أخرى أنه لم يذكُرِ السُّنَّةَ؛ لأنَّ القُرْآنَ مُشتملٌ على العملِ بها، فيلزَمُ مِن العملِ بالكتابِ العملُ بالسُّنَّةِ ]] .

وأنتم تُسألون ( وفي لفظٍ مسؤولونَ ) عني ، فما أنتم قائلون ؟
[[ بمعنى ستُسألون عن تبليغي لكم رسالة الإسلام ،فبأيِّ شيءٍ تُجيبون؟ ]] ، قالوا : نشهدُ أنك قد بلَّغْتَ رسالاتِ ربكَ ، وأدَّيْتَ ، ونصحتَ لأُمَّتِكَ ، وقضيتَ الذي عليك . فقال بأصبعِه السبابةِ يرفعُها إلى السماءِ ويُنْكِتُها إلى الناسِ :

اللهمَّ اشهد ، اللهمَّ اشهدْ . [[ أي أشار بالسَّبَّابةِ يرفَعُها إلى السَّماءِ ويُنزلها إلى الأرضِ ويقولُ: اللَّهمَّ اشهَدْ على عبادِك بأنَّهم أقرُّوا بأنِّي قد بلَّغْتُ الرسالة و نصحتهم ]] .

أيها الناس إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، كلكم لآدم ؛وآدم من تراب ، وإنّ أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى

[[ هنا رفع شعار المساواة بين الناس: إن الناس كلهم من آدم، وآدم من تراب، وأنهم سواسية كأسنان المشط، لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى، فالتقوى هي معيار القبول عند الله ، وسفينة النجاة يوم القيامة هي التزام طاعة الله وطاعة رسوله، هذه القاعدة السامية التي أقرها الإسلام قبل خمسة عشر قرنًا،

فهل يوجد نظام في العالم يطبق هذه القاعدة؟ فماذا نشاهد في هذه الأيام؟ نشاهد التمييز العنصري، ونرى القوانين الأرضية والابتعاد المتعمد عن القوانين الربانية، نشاهد التفرقة والتمييز على أساس غير التقوى، لقد ألغى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - كل ألوان التمييز العنصري، وداس عليه بقدميه، وذلك قبل أربعة عشر قرنًا من الزمان، في حين أن بعض الدول التي تزعم أنها متقدمة لا زالت تفرق بين مواطنيها بحسب اللون أو الجنس، كما نرى الغطرسة والتجبر والتكبر من الدول الكبرى ضد الشعوب المستضعفة ]] .

ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد ، قالوا نعم – قال فليبلغ الشاهد الغائب.
أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية، ولا يجوز وصية في أكثر من ثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر. من ادّعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل.

[[ لم ينس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يوصي المسلمين بالتخلص من عادات الجاهلية في توزيع التركة، ودعاهم إلى احترام أحكام المواريث، وتقسيم الإرث بما شرع الله تعالى في كتابه للحفاظ على العلاقات الأخوية، وللبعد عن الظلم ، فلا يَجوزُ أن يُوصيَ أحَدٌ بجُزءٍ مِن الميراثِ لوارثٍ له حظٌّ ونصيبٌ في الميراثِ ،

كذلك إنَّ المولودَ يُنسَبُ لصاحبِ الفراشِ وهو أبوه ، و" للعاهِرِ الحجَرُ"، أي للزَّاني الرَّجمُ بالحجَرِ، وقيل: المقصودُ بالحجَرِ الخيبةُ والخُسرانُ، "وحِسابُهم على اللهِ تعالى" ، ومَن ادَّعى أبًا ليس بأبيه، ومَن انتَمى إلى قومٍ وهو ليس مِنهم، فجَزاؤُه أنَّ اللهَ يَلعَنُه لعنًا مُتواصِلًا إلى يومِ القيامةِ، واللَّعنُ هو الطَّردُ مِن رحمةِ اللهِ.]]
ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد ، قالوا نعم .

قال فليبلغ الشاهد الغائب ؛ فرب مُبلّغٍ أوعى من سامع " . وبذلك يكون - صلى الله عليه وسلم – قد وضع كلامه أمانة في أعناق من سمعوا ، وفي أعناق جميع الأجيال ، فكل جيل عليه أن يبلغ من بعده . ونحن نشهد يا رسول الله أنّك بلّغت الرسالة و أدّيت الأمانة ، ونصحت الأمّة و كشفت الغمة - صلوات ربي وسلامه عليك - .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 06-16-21, 06:28 AM   #284
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:29 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 271 »
السيرة النبوية العطرة (( حجة الوداع / ج9 - الإفاضة من عرفات - ))
__________
انتهت خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي خطبها في عرفة و المعروفة {{ بخطبة الوادع }} ، ثم أذّن بلال لصلاة الظهر وأقيمت الصلاة فصلى بهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتين سراً ، [[ أي لم يجهر بالقراءة ،أي ليست صلاة جمعة – وقلنا سابقا إنّ يوم عرفة صادف يوم جمعة ]] ، ثم أمر بلالا أن يقيم الصلاة ، فصلى بهم أيضا ركعتين صلاة العصر قصراً وجمعاً

[[ جمع تقديم ]] ، ثمّ تلا – صلى الله عليه وسلم -على أصحابه قوله تعالى : {{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً }} ، حيث نزل بها جبريل لتوّه، وبعض الناس يعتقدون أن هذه الآية هي آخر ما نزل من القرآن !! لا يا أحبة ، نزل بعدها آيات كثيرة ، وآخر ما نزل كان قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بأيام ، وهو قوله تعالى : {{ وَاتَّقُوا يَومًا تُرجَعُونَ فِيهِ إِلى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفسٍ مَا كَسَبَت وَهُم لا يُظلَمُونَ }} .

ثم أمر الناس أن يأخذوا راحتهم حتى تذهب حدة الشمس ،لأن الوقت ظهر ، ثم ركب - صلى الله عليه وسلم - ناقته القصواء واتجه بها إلى وسط عرفة المعروف {{ جبل الرحمة }} ،حتى أتى الصخرات العظام الكبار، فأسند صدر ناقته إلى الصخرات و يمم وجهه إلى الكعبة ، وأخذ يدعو ربه، ويستغفر، ويبكي ويدعو لأمته ، فمازال يدعو حتى سقط القرص ، [[ يعني غابت الشمس ]] ،

مع أن الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، لكنه يدرك تماما فضل يوم عرفة وقبول الدعاء فيه ؛ فأراد أن يعلمنا معنى العبودية لله ،(( وللأسف في أيامنا هذه يكون الناس على عرفة في الخيام وهي مكيفة ، وفيها ما لذ وطاب من الطعام و الحلوى و العصائر الباردة ؛ والخدمة خمس نجوم ؛ خاصة {{ الحج المميز }}

وما أدراك ما الحج المميز؟! بالآخر بيقولوا بعض الناس : ازهقنا !! متى رح ننزل عن عرفة !! مطولين !! ونحن بأمس الحاجة ليغفر الله ذنوبنا )) .


فما زال - صلى الله عليه وسلم - يدعو ويستغفر لأمته ويبكي وهو مستقبل الكعبة ، ولم يصعد جبل الرحمة كما يفعل البعض اليوم ، ويؤذون الناس حيث تسقط الحجارة عليهم!! وبعضهم لا بد أن يكتب اسمه على العامود الأبيض !!لا يا أخي ؛ هذا ليس من السّنّة أبدا .


وعندما سقط القرص تماماً ، لم يأذن – عليه الصلاة و السلام - بصلاة المغرب، وعندما بدت العتمة أخذ طريقه وهو يقول للناس : أفيضوا عباد الله مغفوراً لكم لقد غُفر لكم ما مضى فاحرصوا على ما بقي [[ أي احرص على بقية عمرك ، فالحاج يرجع بإذن الله كيوم ولدته أمّه ، أي لا ذنوب عليه ]] .

فلما أفاض - صلى الله عليه وسلم - أبطأ ناقته ، وأخذ يرفع كلتا يديه للناس و يحثهم على السكينة وعدم الإسراع في طريقهم للمبيت بمزدلفة [[ مثل ما كنا نشوف حوادث الإفاضة من عرفة، بسبب سرعة الناس و التزاحم ، وبختنقوا وبموتوا لأنه كلّ همهم أصير حاج فقط !! دون التفقه بأعمال الحج ومعانيها!! ]] فلما وصل – عليه الصلاة و السلام – إلى {{ مزدلفة }} ،

أمر أن ينزل الناس ، ولم يأمر أن ينصبوا الخيام ؛ فنزل وصلى بهم المغرب والعشاء جمعا وقصرا .
ثم اضطجع - صلى الله عليه وسلم - قليلاً ، لم ينم ، ولم يأمر الناس بالنوم ، ولم ينههم ،فمن نام فهو خير ، ومن لم ينم أيضا فهو خير، وأذن - صلى الله عليه وسلم - للضعاف وللنساء ولمن له واجب في مكة كبني عبدالمطلب [[ كانت مهمتهم سقيا الحجيج ]] ،

فرخص لهم أن يغادروا مزدلفة بعد منتصف الليل - قبل الفجر- رفعاً للمشقة عنهم . وبقي - صلى الله عليه وسلم - فيها إلى أن طلع الفجر، فصلى بالناس ، ثم وقف عند المشعر الحرام يدعو الله ويستغفر ، ثمّ أفاض من مزدلفة إلى منىً قبل شروق الشمس .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 06-16-21, 06:30 AM   #285
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:29 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 272 »
السيرة النبوية العطرة (( حجة الوداع / ج10 - الجمرة الكبرى ، النحر - ))
__________
أفاض – صلى الله عليه وسلم - من مزدلفة إلى منىً قبل شروق الشمس ، وعندما وصل إلى منى قال ل (( عبد الله بن عباس )) : (( القِطْ لي حصًى ، فلَقطتُ لَه سبعَ حصَياتٍ هنَّ حصَى الخَذفِ ،[[ أي حجم حبة الحمص ]]

فجَعلَ ينفضُهُنَّ في كفِّهِ ويقولُ : أمثالَ هؤلاءِ فَارْموا . ثمَّ قالَ : يا أيُّها النَّاسُ إيَّاكم والغُلوَّ في الدِّينِ ،فإنَّهُ أهْلَكَ من كانَ قبلَكُمُ الغلوُّ في الدِّينِ )) ، لأنّ ما يميز الأمة الإسلامية عن باقي الأمم هو طاعتهم المطلقة لله -عزوجل - فلا نعظم الأشياء لذاتها ، لكنها معظمة لدينا لأن الله أمر بتعظيمها فقط ؛

و طاعة الله المطلقة هي أكبر امتحان من الله لعباده: فنطوف حول الكعبة بأمر الله ، و نبتعد عن الربا بأمر الله ، ونصوم بأمر الله ، و سيدنا إبراهيم – عليه السلام - أراد أن يذبح ابنه بأمر الله. . . ورمي الجمرات بأمر الله ؛ وهو شيء معنوي وليس حسيا [[ يعني الشيطان مش قاعد في الحوض الآن حتى نرجمه و نقتله ، و البعض بسب عليه بكلمات نابية !! ]] ، فلا داعي للغلو ورمي أحجار كبيرة أو التلفظ بألفاظ غير لائقة ، فالغلو أهلك الأمم السابقة .

إذن توجه الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - إلى الجمرة الكبرى، وهناك رمى سبع حصيات ، وكان يقول : " الله أكبر" مع رميه لكل حصاة ، ثم استقبل البيت ودعا الله ما شاء الله له أن يدعو .


ثم توجه إلى المنحر ، ومنى كلها منحر ، وقد أعُدت له الإبل ، وكان الذي تطوع أن يرعى الإبل هو {{ سهيل بن عمرو - رضي الله عنه - }} أتذكرون هذا الاسم ؟؟ في صلح الحديبية رفض أن يكتب (( بسم الله الرحمن الرحيم ))،

ورفض أن يكتب (( محمد رسول ))، وقال للنبي : لو نعلم أنك نبي ما حاربناك ،[[ أسلم يوم حنين رضي الله عنه ، وها هو اليوم يتطوع أن يرعى إبل النبي – عليه الصلاة و السلام - ويُنصّب نفسه خادماً له ]] ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يا سهيل، قدمها واحدة واحدة ، لا تجعل واحدة ترى منحر أختها ، ثم يقول لأصحابه : من كان له بدنة ينحرها فليسقها الماء قبل أن ينحرها

[[ ما بيصير تذبحها عطشانة ] ، وليحدّ خنجره بعيداً عن عينها ، [[ حتى لا تعذّبها قبل الذّبح ]] ، ليسمع أعداء الإسلام ويعلموا ما هو الإسلام : [[ لقد وضع لنا الإسلام - قواعد الرفق بالحيوان قبل 1400 عام ، فأين أنتم يا من تنادون بالرفق بالحيوان ؟

ارفقوا بحقوق الإنسان أولاً ، ولا تميزوا بين البشر، فالإسلام كرّم الإنسان ، ورفق بالحيوان ، فيجب أن تعلموا أن الإسلام حضارة لكل زمان و مكان ]] .

فوقف - صلى الله عليه وسلم - وأخذ حربة بيده ، وأخذ سهيل يقدمها واحدة واحدة "معقولة ":[[ أي يدها الشمال إلى فوق مربوطة ، وواقفة على رجليها ويدها اليمين ]] ، ثم يضرب بالحربة في منحرها وهو يقول : بسم الله ، الله أكبر .
قال تعالى : {{ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ }} ،

[[ سميت الناقة "بدنة" لأنها أكبر الأنعام من البقر والماعز والخرفان فهي الأكبر ذبيحة ]] ، {{فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ}} [[صواف أي قائمة]] {{ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا }}،[[ أي بعد أن ذبحتها وهي واقفة واضجعت على الأرض ]] ،

{{ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }} ،[[من السنة أن يأكل الإنسان من أضحيته و يطعم " القانع " وهو الذي لا يسأل الناس ولو كان محتاجا ،و" المعتر" وهو الذي يطلب الناس لفقره ]] .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 06-18-21, 06:36 AM   #286
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:29 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 273»
السيرة النبوية العطرة (( حجة الوداع / ج11 - تحلله - صلى الله عليه وسلم - من الإحرام - ))
__________
وبعد أن نحر- صلى الله عليه وسلم - دعا الحلاق ، وجلس بين يديه وكان اسمه {{ معمر بن عبدالله }} - رضي الله عنه – ويروي لنا معمر في بعض كتب السيرة قائلا : (( لمَّا نحرَ رَسولُ الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - هَديَه بمنًى أمرني أن أحلِقَه، قال: فأخذتُ الموسى فقمتُ على رأسه، قال: فنظر رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - في وجهي، فقال لي : يا مَعمَرُ، أمكَنَك رسولُ الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - من شَحمةِ أذُنِه، وفي يدك الموسى، فقلت:

واللهِ يا رسولَ اللهِ، إن ذلك لَمِن نِعَمِه عليَّ ومِنَّتِه، قال: أجل ، إذَن أقِرَّ لك، قال: ثم حلقت شعر رأسه - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - )) . إنها ثقة وأمانة ، " معمر " مسلم جديد ، أسلم يوم فتح مكة ، وهومن الذين قال لهم النبي: " اذهبوا فأنتم الطلقاء "، فمن يدري أيغدر بالنبي أم لا يغدر ؟! ولكنها فراسة النبي ، ولم يأمر أحداً من المهاجرين والأنصار أن يحلق له شعر رأسه مع أن فيهم من يحلق

ويروي أنس بن مالك – كما ورد في صحيح مسلم – : (( لَمَّا رَمَى رَسولُ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ - الجَمْرَةَ ، وَنَحَرَ نُسُكَهُ وَحَلَقَ ، نَاوَلَ الحَالِقَ شِقَّهُ الأيْمَنَ فَحَلَقَهُ، ثُمَّ دَعَا أَبَا طَلْحَةَ الأنْصَارِيَّ فأعْطَاهُ إيَّاهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ الشِّقَّ الأيْسَرَ، فَقالَ: احْلِقْ فَحَلَقَهُ، فأعْطَاهُ أَبَا طَلْحَةَ، فَقالَ: اقْسِمْهُ بيْنَ النَّاسِ )) .

فقد طلب النبي - صلى الله عليه وسلم – من أبي طلحة (( أن يقسم شَعره بين الصحابة )) ، إذن التبرك بآثار النبي- عليه الصلاة و السّلام - سُنّة لا غبار عليها ، وقد رأينا كيف كان الصحابة يتبركون بماء وضوئه – صلى الله عليه وسلم - وهذه واردة عند البخاري ومسلم وغيرهم من علماء الحديث ، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : (( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس اجمعين )) .

وحب النبي – عليه الصلاة و السلام – ليس فيه مغالاة ، فنحن نرى في زماننا هذا كيف تكالبت الأمم على معاداته و الإساءة إليه ؛ فنحن بحاجة إلى أن نحث الناس على زيادة محبتهم لله ورسوله ، لذلك عكفنا على كتابة دروس السيرة [[ هذا الحبيب - السيرة النبوية العطرة - ]] و أمضينا في ذلك قرابة العام حتى تعرف أجيالنا والأجيال القادمة أكثر و أكثر عن هذا النبي العظيم – صلوات الله وسلامه عليه – و تقتدي بأخلاقه في كل أفعالهم ، فإذا لم يعرف الناس سيرة رسولهم؛ فكيف لهم أن يعيشوا بسعادة؟؟ وكيف لهم أن يواجهوا أعداء الإسلام ؟! وكيف لهم أن يزدادوا حبا له و يجعلونه أحب من أهلهم و أموالهم و الناس أجمعين ؟!


إذن فالتبرك بآثار النبي - صلى الله عليه وسلم - كشعره وعرقه وسؤره جائز باتفاق أهل العلم ؛ لما ثبت من الأحاديث الصحيحة في ذلك ، وهذه الفضيلة خاصة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وليست لأحد غيره ، فلا يقاس غيره عليه . وقد جعل الله تعالى في آثاره - صلى الله عليه وسلم - البركة ، وما يرجى به الخير والنفع في الدنيا والآخرة ، وأجاز النبي - صلى الله عليه وسلم - التماس البركة في آثاره ، وليس ذلك من الشرك - والعياذ بالله - لأنه من الأخذ بالأسباب الشرعية ، ولأن الذي أجازه هو الذي حارب الشرك ومنع كل الطرق المؤدية إليه ، بخلاف التبرك بآثار غيره ، فإنه بدعة مخالفة لهدي أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ذريعة إلى التعلق الشركي بغير الله تعالى .


وبعد أن حلق - صلى الله عليه وسلم - وتحلل من إحرامه ، وقف الناس يسألونه ، ويستفسرون منه عن أشياء قاموا بها في الحج و أشياء لم يقوموا بها وذلك ليتفقّهوا في دينهم ، ويعرفوا أحكام حجّهم أكثر و أكثر، ثمّ انطلق – صلى الله عليه وسلم - إلى بيت الله الحرام، فطاف فيه طواف الإفاضة راكباً بعيره، وبعدها اتجه إلى مِنى، فصلى فيها الظهر والعصر، وبات هناك ليلة الحادي عشر، وانتظر حتى إذا غابت الشمس بدأ بالجمرة الصغرى فرمى بسبع حصيات ، ثم اتجه إلى جهة الوادي ودعا ، ثم رمى الجمرة الوسطى بسبع حصيات واتجه مرةً أخرى جهة الوادي ودعا ، ثمّ رمى الجمرة الكبرى من بطن الوادي فأتم بذلك الرمي بالجمرات، وبات ليلة الثاني عشر في منى أيضا، ولم يتعجل، وبعدها أمر الناس بطواف الوداع.

ثم عاد إلى المدينة المنورة ، وانتهت بذلك حجة الوداع .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 06-19-21, 07:54 AM   #287
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:29 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 274»
السيرة النبوية العطرة (( غدير خم ))
__________
قلنا إن علي - رضي الله عنه - أرسله النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن، وذكرنا ذلك في الجزء " ٢٦١ " وبداية القصة باختصار عن حديث غدير خم الذي جعل من المسلمين مذاهب وفرقا للأسف :

قلنا خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - لحجة الوداع ، وأرسل لعلي أن يلحق به إلى مكة ومعه أموال الصدقة التي جمعها ، فخرج علي - رضي الله عنه - مع أهل اليمن ، وفي الطريق قال علي لمن معه من أهل اليمن : اسبقوني وألحق بكم ، وأوصاهم أن لا يقربوا أموال الغنائم ، وأن لا يركبوا على إبل الصدقة ، ثم وضع لهم أميرا عليهم وانطلقوا ، فلما لحق بهم علي - رضي الله عنه - وجدهم في الطريق قد ركبوا الإبل، ولبسوا من ثياب أموال الصدقة ، فغضب علي - رضي الله عنه - وعنفهم ، فانزعجوا وتضايقوا وظنوا أن عليا قد بخل عليهم .

فلما وصلوا مكة؛ جاء أهل اليمن يشتكون من علي - رضي الله عنه - للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقالوا له : كان علي شديد علينا ، وقابض يده!! فرضّاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن علي ، وأنه لا يجوز استخدام أموال الصدقة ، وانتهى الأمر .

الآن كثر بين الناس القال والقيل في هذا الموضوع [[ ولا تظنون أن القال والقيل من صفات زماننا فقط!! بل هي صفات بني البشر منذ أن خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة ، بِلغتنا اليوم : بيعملوا من الحبّة قبّة ،وانتشر الخبر بين الناس وأخذت البهارات تنرش، وأبصر علي شو عامل مع أهل اليمن لحتى زعلانين منه؟!]]، انتهى حج النبي - صلى الله عليه وسلم - ورجع إلى المدينة المنورة ، وكان - وقد انتشر وشاع الكلام بين الناس عن علي وأهل اليمن - ،

وعندما وصل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى {{ غدير خم }} ((يبعد عن مكة حوالي 200 كم ))، وصل إلى هذا المكان بعد خمسة أيام من السّير، في هذا المكان من هم الذين كانوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؟؟ أهل المدينة ومن حولها من قبائل العرب فقط ؛ فأهل مكة بقوا في مكة ، و أهل الطائف ذهبوا للطائف ، الآن ما بقي معه إلا أهل المدينة والذين حول المدينة ، فكان الآن من المناسب أن يتكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن موضوع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - مع أهل اليمن ، [[ لأن الموضوع خاص تقريبا ، فلماذا يشغل النبي العرب الحجاج الذين أتوا من القبائل البعيدة بهذا الموضوع ؟؟ ]] .

إذن لاحظنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يتكلم عن هذا الموضوع لا في عرفة ولا منى ولا مزدلفة ، [[ فلو كان الموضوع عاما ومهما ، لكان تكلم عنه في خطبة الوداع ]] !! ، فترك النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الموضوع حتى رجع ، وبعد مضي قرابة خمسة أيام أثناء السفر في طريق العودة ، وصل النبي – عليه الصلاة و السلام – بمن بقي معه من الحجّاج {{ غدير خم }} ، يروي لنا < زيد بن أرقم الذي كانت بداية الدعوة في دار أبيه > ويقول :

لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حجة الوداع ، ونزل غدير خُمٍّ - وقد شاعت قائلة في علي – [[ يعني سمع كلاما كثيرا عن موضوع علي – رضي الله عنه - مع أهل اليمن ]] ، فركب النبي - صلى الله عليه وسلم - ناقته ، وخطب بالناس ، فبعد أن حمد الله و أثنى عليه، قال : (( إنِّي تارِكٌ فيكُم ما إن تمسَّكتُمْ بِهِ لن تضلُّوا بَعدي أحدُهُما أعظَمُ منَ الآخرِ: كتابُ اللَّهِ حَبلٌ ممدودٌ منَ السَّماءِ إلى الأرضِ. وعِترتي أَهْلُ بيتي، ولَن يتفرَّقا حتَّى يَرِدا عليَّ الحوضَ " أي يمرّوا " فانظُروا كيفَ تخلُفوني فيهِما )) .

"وعِتْرتي أهلُ بيتي"، أي: أحبُّوا أهل بيتي، وتَمسَّكوا بما كانوا عليه ، واهْتَدُوا بهَديِهم وسِيرتِهم، وعِترتُه - صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم - هم أزواجُه ونِساؤُه وقرابتُه، ولد العبَّاس، وولد عليٍّ، وولد الحارث بن عبد المُطَّلب، وسائر بني أبي طالب من الَّذين ساروا على طَريقِه و اتّبعوا سُنَّته، فلهُم الحبُّ والتَّكريمُ والتَّوقيرُ والإحسانُ إليهم، وعليٌّ – رضي الله عنه - ليس هو العِترة وحده – كما تدّعي بعض الطوائف، وسيِّد العِترة هو رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - .

كما أنّ أهل بيته في الأصل: هم نِساؤه - صلَّى الله عليه وسلَّمَ - وفيهنَّ الصِّدِّيقةُ عائشةُ - رضي الله عنهن – جميعًا ؛ وتخصيص بعض الطوائف (أهل البيت) في الآية بعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، دون نِسائه - صلَّى الله عليه وسلَّمَ – هذا تحريف لآياتِ الله تعالى من أجل أن ينتصروا لأهوائهم ، فكيف يهاجمون السيدة عائشة – رضي الله عنها – وهي من آل بيت النبي – عليه الصلاة و السلام - ؟! والله قد برّأها من فوق سبع سماوات ، فعلا لا يعرفون إلا الكذب ، والكذب فقط لنشر معتقداتهم الدخيلة على الإسلام .

إذن بعض الطوائف والناس الذين اتبعوهم قد اهتموا بيوم غدير خم اهتماما هائلا، وجعلوا له عيدا !! حتّى أنهم جعلوا " يوم غديرخم " أعظم من يوم عرفة، وبنوا عليه عقائدهم، وشرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله، بل وطعنوا في جناب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وافتروا عليه، ونسبوا إليه ما لم يقله، وكفّروا أصحابه ، و أوّلوا كلام المصطفى – صلى الله عليه وسلم – في غدير خم تأويلا خاطئا وكاذبا، و زادوا عليه كثيرا في رواياتهم الكاذبة ،

وقالوا إنّ هذا الحديث كان إشارة لخلافة علي - رضي الله عنه – بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم - ، واعتبروا أن {{ أبا بكر و عمر وعثمان }} - رضي الله عنهم - جميعا قد اعتدوا على علي ، وسلبوا منه حق الخلافة بعد موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .


وقد جاء في رواية للترمذي في حديث غدير خم : [[ من كنت مولاه فعلي مولاه ]]. والمراد بذلك : المحبة والمودة وترك المعاداة ، وهذا الذي فهمه الصحابة - رضوان الله عليهم - حتى قال عمر لعلي - رضي الله عنهما - : هنيئا يا ابن أبي طالب ؛ أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة . وليس المراد بذلك الخلافة، و الدّليل أنه - صلى الله عليه وسلم - أطلق ذلك في حياته ولم يقل : فعلي بعد موتي مولاه ، ومثل هذا الأمر العظيم (( الخلافة )) يجب أن يُبلّغ بلاغا مبينا لا يكفي فيه لفظ محتمل مجمل من النبي – عليه الصلاة و السلام - ؛ ولفظ (( المولى )) في لغة العرب يقع على المالك ، والناصر ،والمحب ، والحليف ، والعبد ، والمعتر ، وابن العم ، والصهر [[ يعني تقول فلان مولى فلان يعني :

سيده وأيضا تقول فلان مولى فلان يعني عبده وتقول فلان مولى فلان يعني حليفه وهكذا. . . ]] ، ثمّ ما الذي يمنع النبي - صلى الله عليه وسلم – لو أراد أن يعلن أنّ عليّا خليفته ؟ أكان خائفا من الناس أن يرفضوا كلامه وهو الذي نزل فيه : {{ ما ينطق عن الهوى }} ؟! ؟

فالصحابة يصدّقونه و يؤمنون بما أنزل عليه حقّ الإيمان ؛ ولو ذكرت لكم صفات الصحابة وبالذات الخلفاء الراشدين الأربعة لَهِمتَ على وجهك إعجاباً بكل تلك الصفات ، ولقلت لي : زدني زدني ، فكلهم أعلام وشموس عظام

وكُــلُّهُم مِن رسـولِ اللهِ مُلتَمِـسٌ غَرفَا ... مِنَ البحرِ أو رَشفَاً مِنَ الدِّيَـم
ولكنّ تلك الطائفة الكاذبة التي قالت إنّ الصحابة سلبوا الخلافة من علي؛ قد حرفوا كلام النبي – صلى الله عليه وسلم – كما فعلوا ذلك مرارا وتكرارا عبر تاريخهم الطويل الحافل بالكذب و الافتراء و التزوير .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 06-26-21, 06:13 AM   #288
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:29 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 275 »
السيرة النبوية العطرة (( الأيام التي تسبق وفاته - صلى الله عليه وسلم - ))
__________
رجع - صلى الله عليه وسلم - من مكة بعد حجة الوداع إلى المدينة المنورة بعد أن ودع القبائل العربية التي جاءت للحج معه ، فلما وصل للمدينة ونظر لبساتينها من بعيد قال : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ،لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، آيبون تائبون عابدون، ساجدون لربنا حامدون ، لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده .

والبعض قد يخطر في باله سؤال : مضت على غزوة الخندق سنوات ، وفُتحت مكة ، وكثير ممن كانوا مشركين يوم الأحزاب قد دخلوا بالإسلام ، ومازال النبي - صلى الله عليه وسلم - يردد في كل موقف {{ وهزم الأحزاب وحده }} ، وهناك كثير من أصحابه كانوا مع المشركين ، ومن ضمنهم مثلا (( خالد بن الوليد )) الذي حاصر المدينة مع المشركين يومها ، وغيره الكثير ممن أسلموا بعد ذلك ؛ فعندما يقول النبي {{ وهزم الأحزاب وحده }} ، أليس في ذلك تجريح ولمز لبعض الصحابة ؟ فهم كانوا من الأحزاب ؟؟

هنا نقول : يجب معرفة أن الدين فوق ذلك كله ، والإسلام لا يعرف مجاملات الأشخاص على حساب الدين ، و {{ السيرة للتأسي لا للتسلي }} ، فإن كانوا مؤمنين حقاً ، فإنهم سيدينون لله بفضله عليهم أن هزمهم من غير أن يُقتَلوا على أيدي الصحابة ، ثم هداهم للطريق المستقيم ولم يموتوا على كفرهم ، فلقد هزمهم بالريح ، وليس فيه لمز ولا عتاب ولا تجريح لأحد .

ثم دخل - صلى الله عليه وسلم - مدينته واستقبله من كان فيها ، ولما استقر بمدينته فاجأ أصحابه و زوجاته ببرنامج جديد لحياته في المدينة؛ وذلك من حيث الإكثار من تعليمهم ومجالستهم وقيام الليل والصيام ، فقد كثف عبادته - صلى الله عليه وسلم - من صيام وقيام ،

مع أن الله قسم له صلاة الليل : {{ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً }} . تقول السيدة عائشة : كانَ رَسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ - إذَا صَلَّى قَامَ حتَّى تَفَطَّرَ رِجْلَاهُ، قالَتْ عَائِشَةُ: يا رَسولَ اللهِ، أَتَصْنَعُ هذا، وَقَدْ غُفِرَ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ؟ فَقالَ: يا عَائِشَةُ ، أَفلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟! .

وصام - صلى الله عليه وسلم - وصالاً [[ الوصال معناه عدم الإفطار عند أذان المغرب ، بل مواصلة الصيام إلى اليوم الذي يليه وهكذا ...]] وشاع الخبر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أمضى صائماً ثلاثة أيام بلياليها ولم يفطر ؛ فأخذ أصحابه يواصلون ، فلما علم بحالهم قال : (( إيَّاكم والوصالَ إيَّاكم والوصالَ . قالوا : فإنَّكَ تواصِلُ يا رسولَ اللَّهِ !قالَ : إنِّي لستُ كَهَيئتِكُم ، إنِّي أبيتُ يُطعمُني ربِّي ويَسقيني )) .

كذلك أخذ - صلى الله عليه وسلم - يكثف في جلوسه مع أصحابه كالمودع لهم ويبشرهم بالجنّة ، ويحذّرهم من النّار ؛

فها هو يقول لبلال : (( يا بلَالُ، حَدِّثْنِي بأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ في الإسْلَامِ؛ فإنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بيْنَ يَدَيَّ في الجَنَّةِ. قالَ: ما عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِندِي: أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُورًا، في سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إلَّا صَلَّيْتُ بذلكَ الطُّهُورِ ما كُتِبَ لي أَنْ أُصَلِّيَ )) . [[ بلال الذي عُذّب على رمال مكة الملتهبة من أجل هذا الدين وهو يقول أحدٌ أحد ، ها هو الآن قد حجز له مقعدا في الجنة ، ويخبرنا بأهمية دوام طهارته ، وفي كل طهر صلاة نافلة و تعبُّد لله – ما دامت الصلاة متاحة - ]] .

طبعا هذا لا يعني أن بلالًا يدخل الجنة قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة، لحديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - :

(( قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح، فيقول الخازن من أنت ؟ فأقول محمد، فيقول بك أُمرت لا أفتح لأحد قبلك )) . فالجنة لا يدخلها أحد قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة ، اللهم اجعلنا من أهلها نحن و آبائنا و أبنائنا وأقاربنا وجيراننا و أصدقائنا و معلّمينا الخير و المسلمين أجمعين .

وفي صفر من السنة الحادية عشرة للهجرة، وقبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بخمسة عشر يوماً، أَمّر النبي – عليه الصلاة و السلام - {{ أسامة بن زيد }} على سرية لغزو الشام ، وكان عمر أسامة بن زيد – رضي الله عنه - [[ قيل ١٧ وقيل ٢٠ عاما ]]، وكان في الجيش عدد من كبار الصحابة من –

مهاجرين و أنصار - فكان فيهم {{ أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد}} فعلام يدل هذا ؟؟ يدل على تأكيد النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمته أن للشباب أمكانيات هائلة يجب أن تُستغل، فهم عماد الأمة ، ومصدر مؤثّر من مصادر قوّتها .

ولكن تكلم الناس في ذلك وقالوا : يستعمل غلاما على كبار الصحابة ؟؟ وعلم - صلى الله عليه وسلم - بما يتكلم به الناس ، فجاء في الحديث :
بَعَثَ النبيُّ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - بَعْثًا، وأَمَّرَ عليهم أُسامَةَ بنَ زَيْدٍ ، فَطَعَنَ بَعْضُ الناس في إمارة زيد ، فقال – عليه الصلاة و السلام -

: (( إنْ تَطْعَنُوا في إِمَارَتِهِ [[ يُرِيدُ أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ ]]، فقَدْ طَعَنْتُمْ في إِمَارَةِ أَبِيهِ مِن قَبْلِهِ، [[ فقد كان زيد بن حارثة أميرا على المسلمين في غزوة مؤتة ]] ، وَايْمُ اللهِ إنْ كانَ لَخَلِيقًا لَهَا، [[ يعني زيد جدير بالإمارة ]] ،

وَايْمُ اللهِ إنْ كانَ لأَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَايْمُ اللهِ إنَّ هذا لَهَا لَخَلِيقٌ، [[ يُرِيدُ أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ أيضا جدير بالإمارة ]]، وَايْمُ اللهِ إنْ كانَ لأَحَبَّهُمْ إِلَيَّ مِن بَعْدِهِ، فَأُوصِيكُمْ به فإنَّه مِن صَالِحِيكُمْ )) .
ومن هنا لقّب الصحابة أسامة بن زيد {{ الحب بن الحب }} رضي الله عنهما وعن الصحابة أجمعين .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 07:31 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا