((7))

وكان الليل من دونك بلا ورد وبلا الوان
كأنك في البُعد خذتي من أغصانه نواويره !!

هي غابت وغيبت كل جمال بحياته،،

كانت معنى ورمز للجمال المنعكس على حياته ،، تُشكل ربيع حياته،، بوقت يمكن ما تبان مآثر الجمال كان يراها مرج من زهور ،،


في الليل عادة لا تُرى الأزهار والورود بوضوح لكنه كان يراها ورد وزهر واضح فهي النور اللي يلغي كل ظلمة أو عتمة شعور ،،


نشوف كيف عبر إيليا أبو ماضي عن المحبوبة بزهر الأقحوان
كسر انبتته غابات الغرام
يقول:

يا لآمالي الغوالي! يا لأحلامي الحسان!
طوت ****** سري فانطوت معه الأماني
ضاع لما ضاع شيء من كياني بل كياني
في صباح مستطير كمصباح المهرجان
لبست فيه الروابي حلة من أرجوان
وتبدّى الغاب من أوراقه في طيلسان
ساقني روح خفي نحو ذيّاك المكان
فإذا بالسرّ أضحى زهرة من أقحوان

//

الليل غدا من دونها فاقد للدلالة اللونية ،، موحش مظلم ،، حالك السواد كما أتضح في الأبيات السابقة ،، وكأن جمال الطبيعة اقتبس من جمالها انعكاس جماله ،، لنرى عيون العاشق كم تبدو هُنا فمنظاره يتحدد وفق لحالته النفسية ،،

وما أجمل تعابير
لسان الدين بن الخطيب

بإبراز الدلالات اللونية
قوله:

نَبِّهْ نَدِيمَكِ لِلصَّبُوحِ وَهَاتِهَا
كَالشَّمْسِ تُشْرِقُ مِنْ جَميِعِ جِهَاتِهَا

وَاصْرِفْ بِصِرْفِ الرَّاحِ هَمّاً كَامِناً
وَاحِي السُّرُورَ تَنَعُّماً بِحَيَاتِهَا

صَفْرَاءُ نُسْفِرُ عَنْ حَبَابِ كُؤُوسِهَا
رَقَّتْ فَرَاقَ لَنَا الزَّمَانُ بِذَاتِهَا


وَكَأَنَّمَا بَيْنَ النَّدَامَى أَطْلَعَتْ
بَدْراً بِجُنْحِ اللَّيْلِ مِنْ آيَاتِهَا

//


غابت لتغيب حس الجمال الوجودي ،، نفى عن الوجود الجمال لأن من تهبه الجمال غابت والحقيقة غيابها أثر على نفسيته شخصيا،،


غابت ليفقد الليل مظهر زينته ،، فلا ورد ولا زهر ،،
والنوار هو نوع من أنواع الزهر كما أنه يعني النور والضياء ولدينا دلالة اللون والورد

فأيها قصده الشاعر من كلمة النواوير؟؟؟


لنأخذ المعنى من سياق الجملة التي وُضعت بها الكلمة لقد ربطها شاعرنا "بالأغصان " والورد هو الأنسب ربطا بالطبع بالأغصان،،

لو تمعنا بها لأدركنا أن الأغصان لا تنمو دون ضوء فمن عملية التمثيل الضوئي جزء أساسي في تلك العملية الضوء لتكوين مادة الكلورفيل "اليخضور" لذا أرى أن قصدهما معا محتمل جدا ،، ليصبح المعنى أجمل بكل أبعاده،،

لننظر الآن إلى الجمال البلاغي:


وكان الليل من دونك: استعارة حيث شبه الليل كإنسان يحتاج رفيق وسلوى اللي هي الحبيبة ،، الغرض منها: بيان حالة التعيس من دونها،،


بلا ورد وبلا ألوان: كناية عن جمال حضورها فهي منظار جمال الحياة بالنسبة له،،،

كأنك في البُعد خذتي من أغصانه نواويره: كناية إنها تعني جمال حياته ودونها تغيب كل تلك المظاهر،،


//
و
روعة ابدعت
،،،