عرض مشاركة واحدة
قديم 11-17-23, 04:44 PM   #1
الْياسَمِينْ

الصورة الرمزية الْياسَمِينْ

آخر زيارة »  04-29-24 (05:01 PM)
المكان »  أرض الصداقة والسلام
الهوايه »  فنون الأدب / السفر/ الفروسية/ الكراتيه

 الأوسمة و جوائز

Icon N3 ابوو عبدالله مطلوب هنا






سأتجرد من كوني امرأة أنتمي لجنس النساء اللاتي تعتقد جازما بأن لا امرأة مستثناه من هذه الآية ، لأقول لك في منطقة هادئة لا يداخلها أي ميل للمبارزة الكلامية التي قد لا تخدم الحقيقة بقدر ما تصيب الوعي الإنساني بعدوى التضارب والتناقض….
فحواء التي خلقت من آدم أخذت عنه ومنه شتى عناصر مكوناتها البشرية ، فهي امتداد له وتعبير دقيق عما فيه من خلجات ونوازع وميول وطبائع..
فهي إذن ليست من جبلة مغايرة لجبلته التي فطره الله عليها، والفرع إن شئنا الدقة صورة معبرة عن الأصل، لأنه بعض منه..
ثم من بعد ذلك دعني أسألك ألم يضرب الله مثلا للذين آمنو مريم ابنة عمران وامرأة فرعون، وفي معيتهما تدخل " أم موسى" وأم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وخديجة وأمهات المؤمنين ورابعة العدوية ونساء كثيرات حفل التراث الإنساني بأسمائهن ورفع لهن ذكرهن ؟!
يا سيدي أبووو عبدالله..
ماذا أنت قائل في امهاتنا وأمهاتكم اللائي ضربن أسطع الأمثال في الطهر والنقاء والوفاء وصيانة العهود وحسن التبعل لأزواجهن وحسن الأمومة لأولادهن وبناتهن؟!
إن الاستثناء هو أحد الأمور التي تشفع للقاعدة في أن تكون ذات تمايز يسمو بها فوق الهبوط إلى درك النيل من قدرتها على تأكيد الحق والحقيقة..
وإلا فتعال معي لنستعرض الواقفين على الضفة الأخرى من النهر- إن صح التعبير- من الرجال..
أليس فيهم فرعون وهامان وآزر عم إبراهيم وأبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوة يوسف والنمرود ونيرون وأبرهة الأشرم ومسيلمة الكذاب وهتلر وستالين ونابليون وغيرهم كثير؟!
فإن كان كيد النساء قد ارتكب أفعالا في شأن وقائع محددة لم تهدد الجنس البشري ولم تعرض شعوبا بأكملها للدمار والاندثار، فإن من ذكرت لك ومعهم هولاكو وجنكيز خان وقادة الحملات الصليبية قد دمروا مدنا بأكملها وثلوا عروشا وحضارات وأبادوا شعوبا عن بكرة أبيها وعاثوا في الأرض فسادًا إشباعا لمطامح شخصية ذهبت بعد ذلك أدراج الرياح .
أفلم يقل رسولنا الكريم : " إن النساء شقائق الرجال"؟!
ودلالة المعنى واضحة في جماليات لغتنا العربية كذلك فإن لفظة " الأم" تعني فيما تعنيه دلالات إنسانية تمتد وتتشعب في كل منحى من مناحي حضارتنا وتراثنا وحياتنا .
إلا أن الأمر الذي دعاني لتأمل ما كتبته أخي أبو عبدالله هو تساؤل عما يمكن أن يكون الهدف أو الغاية من وراء تطعيم وجدان القراء بمعان كنا قد اعتقدنا أننا تجاوزناها والزمن الحضاري يوشك أن يدور حول منعطف هذا القرن، فماذا عساه يريد؟
وماذا تراه قد أضاف إلى وعينا من أدوات ومناهج تصلح أن تكون أسسا للتأملات الإيجابية المناقضة لبناء فكريات ومفهومات تعيننا على تجاوز المماحكات الفكرية إلى الاجتهادات المتماسكة المتسقة التي تقيم عالما من الفكر الإنساني النبيل الذي يتسع لقبول الأنثى والرجل في رحاب التسامح والمحاسنة والمودة والرحمة التي جعلها الله ركائز للعلاقات القويمة ..

وبس الياسمين من أسبانيا الجميلة


 

التعديل الأخير تم بواسطة الْياسَمِينْ ; 11-17-23 الساعة 05:10 PM

رد مع اقتباس