مشاهدة النسخة كاملة : لَا صَخَبْ ..!
موقفٌ واحد كفيلٌ بإحراق يومي ..
أحياناً تشعر و كأنه محرمٌ عليكَ أنْ تعيشَ لحظات الفرح ..
كم يوماً عليّ أنْ أقطعهُ لأصلَ إليكَ يا والدي ؟..
آه ، ما أحرَّ الشوق !..
•
•
.
أنا بحاجةٍ ماسةٍ لقلمي و دفتري ..
أشعر بالحروف تنتفض بينَ سبابتي و ابهامي ..
الواو تلك .. ربما هي إلهامي !..
أكرهكِ جداً .. و أكرهُ الغياب
الفراق
الوداع
الموت
الصمت
و كل ما يجعل المكان فارغاً منه
أكرهكِ لأنكِ لا ترحمينَ قلبي ، لأنكِ تؤلميني زمناً طويلاً
أتوعك حزناً ، أبكي وحدةً
و أبحر في ماضٍ حنون ..
من فرط حنانهِ أتوق .. يقتلني الحنين
لكل لحظةٍ مرت على قلبي كلفافةِ حرير ..
أكرهكِ لأنكِ لم تعلميني أن أستجمعَ نفسي
أن أتصلب !
أتقوّى ..
لا أبالي للكلامِ السامِ .. و لا أتلوّى ..
أكرهكِ لأنكِ حينَ قصمتيني لم تقتليني ..
لم تنزفيني
لم تتركيني للهباء ..
لم تخرجيني عن دائرةِ المتألمين
أكرهكِ لأنّ سهامكِ لا تتوقف
لا تستقر
لا ترحم
أكرهكِ لأنكِ حينَ سرقتيني ..
لم تسرقيني كلي ..
أنا حينَ أكرهكِ !..
أكرهُ نفسي
أكره أنفاسي
و كل دقيقةٍ أمضيها في الماضي ..
هَلْ نَتَقاسَم الْحُب ؟
أمْ يَتَقاسمُنا هُوَ ؟!..
بعضُ الشعور لا يمكن أن يُعبرَ عنه الكلام ..
يبقى في القلبِ حتى السقم ..
حينَ أفكرُ في السنواتِ الماضية ..
في البلاء الذي استنزفَ مني صبري و احتمالي
أ أكونُ ملامةً حينَ أقترفُ ذنباً واحداً صغيراً ؟!..
أيقاسُ صبري بذنبي ؟!..
أنا ما زلتُ أحتمل .. ما زلتُ أتمالكُ نفسي ..
ما زلتُ على أملِ التجاوز
على أملِ أن ينتهي كل شيء ..
ألمْ أخبرك ؟!..
صرتُ أترددُ كثيراً حينَ أنوي الكتابة !
ذاكَ التعطش إلى مصافحةِ دفتري غَرَب !
غربَ و تركني بلا حول ..
بتُّ كالضالة
بلا هوية
بلا شغف!
أقرع السطور بأنملةٍ حائرة ..
هذا التأمل لا يستجدي الفكر
و الشعور ما عادَ صاخباً ..
فأنا تغلبتُ على انهزامي أخيراً !..
أهجرُ أقلامي و أوراقي
أهجر ذكرياتي و أفكاري
أهجرُ قلبي !..
و كل مشاعري
و أسكنُ لكوبٍ ساخن
ألسعُ فيهِ الصمت بالنشوة ..
هكذا الحال
هكذا طعمُ الإنتصار !..
أ ليسَ كذلك !؟
زهوري تحبطني ، كلما ذبلت و رحتُ للإعتناء بها و سقيها
وجدتها مستمرةً في الذبول !..
أوراقها سقطت ..
و لونها شحب !..
تجعدت ، و جفت عروقها ..
أخبرتني الشمس أن لا أحزن ..
فغداً ستحيا في موسمٍ جديد !..
تأملتها مفكرة ..
هل ستساعدني الظروف ؟!..
كثيراً ما تعثرت ..
كثيراً ما انكببتُ على وجهي ..
كثيراً ما نشجت !..
صرخت ، ناديت ، تأوهت ..
يرتجف قلبي خوفاً
وحدةً
حيرةً و شتاتاً ..
أديرُ رأسي هنا
و هنا
و هناك !..
و لا أثر ..
فالكلُّ تخلّى و ولّى ..
و أنا تائهة في الغربة ..
أينَ الجميع ؟!..
أينَ الكف التي أمسكت بي طول الطريق ؟..
تعبت !..
و أنتَ الذي لم يجعلني أعرفُ معنى التعب
معنى الوحشة
معنى الإغتراب ..
كنتَ الأنيس ..
كنتَ الأمان
كنتَ أعذبَ حديث !..
فاليومَ خبا صوتك !
اليوم غاب ظلك
اليوم ..
اعدمَ جسدك ..
و أنا أعدمت •
وَ أيُّ الأبْواب يا أبَتَاهُ أطْرُق ، و كُلّها لا تُؤدّي إلَيك ؟!..
لا أحبُّ الملامةَ و لا العتاب ..
و أكرهُ الصمت !..
أكره اللا مبالاةِ و التهميش ..
و لا أعرفُ المعاملةَ بالمثل !..
فأنا غيثٌ يهطلُ على الجميع !..
لا أكف و أمتنع غضباً و تحيزاً
هناك مجالٌ دائماً
و فرصة دائماً
و عمرٌ قصير لا يحتملُ الغضب و الكره ..
عليَّ أنْ أمتهنَ الجنون !..
لأجنّ أكثر ..
و أغرقَ أكثر ..
أنْ أشعلَ نارَ الغيرةَ ناراً أكبر
أن أحبّ أكثر
و أكثر
و أكثر
و كل ذلكَ أشعلهُ للفراغ ..
للا شيء !..
فقط ..
....... أكثر !..
هالة ضبابية تحيطني ..
صدقني !..
لستُ بتلكَ الدرجة من الوضوح !..
مهما اتضحت !..
لم أضع رأسي على وسادتي إلا هروباً ..
أحملق بصمتٍ في سقفِ الغرفة ، و أغرق في دوامةٍ عارمة بالأفكار ..
يقودني الصمتُ دائماً إليكَ و إليّ ..
إلى بعدك ، و إلى نفسي الغريبة ..
إلى شتاتي و زحامي الذي أضلّ فيهِ !
أفقدُ سُبُلي ..
أفقدُ الطريقَ إلى الشمس !
للواحةِ التي تأخذني إليها حينَ تعود ..
أشتاقُ جداً للسماء
أشتاقُ للرمال
للبحيرة
للخريف
لقطراتِ المطر
للصورة التي لا أراها إلا من خلالِ عينيك ..
•
•
تنهيدة من أعماقِ صدري أطلقها
و أصدُّ عن أحلام يقظتي ، و أغمضُ عيناي ..•
أ يجوزُ لي أنْ أعتكف ؟..
احتضاراً و انتظاراً لأستشف !
دليلاً إلى بعضي التّلف ..
أ يجوز لي أنْ أقف ..
أرتّلَ عمري المنزهق !
أرتبني ، أجملني ،
و أسكنُ قلبي المرتجف
•
•
أ تُراني هَطِلتُ على شُباكِك ؟..
أو تزاحمتُ غيوماً في سمائك ؟!..
أو مررتُ ورقةً قذفها إليكَ بردُ الخريف!
أو تسربتُ إليك ، كذكرى في لحن ؟
انتفاضة في حرف
و حنين .. في أغنية !..
.
.
إلى الحمقاء ..
"ألا تكفيّن ؟!.."
يغريني صفوَ الماء ، لأعبثَ به ..
قد تتفاجأ كثيراً حينَ تعود للماضي !..
تتفاجأ من نفسك ، من حرفك ، من مشاعرك ، من انهمارك
مما كنتَ عليهِ سابقاً !..
نتغيرُ كثيراً تحتَ ظروفٍ قليلة ..
الزمن المنقضي لم نشعر بهِ رغم طوله !..
أليست عشرُ سنوات .. فترةٌ طويلة !؟..
أعطني الضوء الأخضر
لأضيء اللونَ الأحمر !..
فأنا متقدة
أريدُ الإندفاع ..•
أنا لا أجيدُ الترتيب ، بل أجيدُ البعثرة !..
أثيري بعضاً من البهجة
في قلوبٍ لم تعد تؤمنُ بالفرح !..
بعضُ النصوص ملغمة ، مسمومة ..
تمزق أجزاءك و تفسدُ ساعاتِ يومك ..
السعادة قد تبعثها عبارة صغيرة .. كصباح الخير ..
" ممتنة لوجودكم يا من كنتم في صبحي السعادة "
أتذكَّرُ ذلكَ الوقت الطويل الذي مضى
كل التفاصيل ، كل ما دارَ بيننا
كلّ ما جَمعَنا و فرّقنا .. و عادَ جَمَعنا ..
أتذكّرُ البدايةِ التي لمْ تكُن كالبدايات
و النهايةِ التي لم تكن كالنهايات ..
و أفكرُ أنَّ العمرَ ماضٍ دونَ توقف
ماضٍ بأي شكلٍ كان ..
أحسبُكَ أفرطتَ حباتِ اللؤلؤِ من حبلك !..
و أفرطتَ العمرَ الماضي
و جمعتَ أحجاراً أخرى جديدة ..
لطالما جهلتُ أي الأحجارِ تعقُد !..
فيروزاً ، أو زمرداً ..
أيُّ دخانٍ أثارتهُ نيرانك القرمزية ..
أيّ لغةٍ تكتبُ بها ، و تجيدها ؟!..
أيُّ الأشخاصِ أنت !..
أي عمرٍ مضيت ؟!..
أي حلمٍ ، أي اسمٍ ، أيّهم أنت ؟!..
هل ينامُ المرءُ قريراً و قلبهُ وَجل ؟!..
ما ملكتُ وعداً و لكنّي انتظرت ..
حتى تنبّهتُ لدويِّ اللؤلؤِ الذي يقرعُ الأرضَ انتثاراً !..
ممتعٌ ، أن أكونَ عندكَ طالبة ..•
مساءُ الصمت ..
مساءٌ دونَ انتظار ..
دونَ ارتياح
دونَ وجهة معينة ..
نافذةٌ أغلقتها ، فمنعتُ عني دفءَ الشمس
غرفتي مثلجة ، مظلمة ..
تتخبطُ خطواتي في أرجائها ..
أتعثرُ حيناً ، و أبكي حيناً ، و أتمالكُ حيناً ..
أغلقتُ نافذتي .. لأنّ الشمسَ ما عادت تطول داخلي
لأنها انحرفت عن مسارها إليّ
لأنّ رغبتي في الدفءِ انجلت ..
ها أنا أحتضنُ الجدران الصماء
قد تقتلني برودتها أو تقتلها برودتي !..
تركتُ ورقةً على الطاولة في آخرِ ساعةٍ للشمس ..
أغربي ، و أنا سأبصركِ ..
ليتَ لعقلي أن يتوقف ، أن يتخلى عن التفكير مرةً تلو مرة ..
مريضٌ مسك ، و مَرَضُهُ مزعج !..
سلامٌ عليك ، و على روحِكَ التي تغرَّبت عليك ..
سلامٌ على حديثك .. و سلامٌ على سلامك
سلامٌ على ليلكَ و نهارك ، على أرضكَ و وردك ، و كلَّ أفكارك ..
شاركني سُقمي بطريقتك ، كما لو أنَّنا نتقاسم الهموم !..
وعدتُ نفسي دائماً بالأفضل ، لكنني كلما تمعنتُ في ما حولي وجدتُ نفسي بعيدة جداً عن وعدي !..
ما زلتُ غيرُ قادرةً على السيرِ في الطريقِ المرسوم !..
خريطة واضحةُ التفاصيل .. واضحةُ المعالم
واضحةٌ فيها كنوز السعادة ..
كلما حططتُ أناملي على معالمها ابتأست !..
لا شكّ أنني بحاجةٍ لخطوةٍ أولى ، خطوة ثقيلة ثابتة
تساعدني على التقدم ..•
أتفاءلُ باللون الأخضر ، و لطالما جئتَ بالثمارِ من الجنة
فمنَ المؤكّد .. أهديتني خيراً !..
شكراً لعينكَ التي ترعاني ..•
حتى قطراتِ المطر تجيد التربيتَ على كتفيك !..
كلّ شيءٍ في الحياة ، يمكنهُ أن يواسيك ..
تنهيدة طويلة ، بطول المسافة التي بيننا ..
أعِرني حِبْراً ؛ لارتِشَافِ قلمي
أعِرني شُعوراً و نَبْضاً .. فَقد بَدَأتْ حِكايتي ..
أعرنِي من نورِ الصَّبَاح
و عطرِ الوردِ و لونِه ..
أعرنِي من حُمرةِ الشَّفَق
من عُذوبةِ الْغَدير
من حَلاوةِ الشَّهدِ و طعمِ السُّكَّر ..
أعرنِي فَصْلاً جديداً
فصلاً مُخْتَلَق ..!
يَحْملُ معالمَ جَدِيدة ، و طقسٍ جديد •
يكفي أنْ تحمِل ألمكَ معك ، أو أن تمضغهُ و تبتلعهُ في صمت
يكفي أنْ تحلّقَ بعيداً في الاتجاهِ المعاكس ..
فكلّ الاتجاهاتِ طُرق ، كلها دروبٌ متشابهة
كلها تحملُ بداياتٍ و نهايات ، مهما اختلفت تضاريسها ..
أشياء تافهة قادرة على أن تبعثرني حينَ لا أكون في أفضل حالاتي ..
تجعلني أقف ، أقفُ في صمتٍ شديد
أتأملُ حولي .. أتعثرُ بفكرةٍ واحدة
لكنها كثيرة الوجوه !
متشعبة و كم تهتُ في أطرافها اللا منتهية !
كلما أدرتُ رأسي .. أجدني في ذات المكان
احتاجُ لأن أغربَ بنفسي بعيداً
لعلي لا أعود لذاتِ النقطة !..
أريدُ الانسلاخَ من روحي ..
أريدُ أن أكونَ شيئاً جديداً فارغاً ..
جاهلاً ، طفلاً ، و ربما مجنوناً ..
مررتُ لأتأمل البياض فقط ..
لأمرر يدي على سطحِ الورقة و أمضي ..
أرسمنا كيفَ أشاء ، و بالطريقةِ التي أحب .. أكتبك ..
فأصوِّركَ قمراً ، أو بحراً ، أو حلماً ..
أو فارساً ..
أو طيفاً ألوذ إليه ..
أرسمكَ خريفاً ، ورقةً تهبها الرياحُ نحوي ..
ترافقني في سيري ..
أرسمكَ شتاء ، قطرةٌ تهطل على قلبي ..
تغسلني ، و تبهجني ..
أرسمكَ موجاً يبعثرني ..
ينثر الأصداف حولي ..
و يسحبني إلى عمقهِ الدافئ ..
أرسمكَ كيفَ أشاء
كيفَ أحب !..
لأنّكَ يومي ..
اقفلي على ذاتك ، اقفلي كل الأبوابِ و النوافذ ..
لا تهاجري ، أو تسافري ..
لا تبحثي عن النسائم !..
فبعضها ملوثة ، تتسللُ إليكِ حتى الوباء ..
كوني دائماً بعيدة .. فقط بعيدة ..
كُلِّي منصهر ، فاغسلوني بماءِ النار ..
الأيامُ ليست متشابهة ، مهما بدت كذلك
نحنُ بحاجةٍ للقليل من السعي فقط ؛ لندركَ الاختلاف فيها ..
و الأزهارُ أعيتها تقلّباتِ الفصول ..!
مغلّفة بالبرودة
هذهِ الليلة ..
هناك دوماً زاوية من بين كل الزوايا
ترى أنها الأجدر لأن تكون لكَ متكأ لعزلتك
لا أستطيعُ الاندماج
مهما حاوَلت !..
الليلُ مُعتم ، لولا القمر !..
تَقتني مِنَ البستانِ وردةً واحدة !..
صَدَدتُ عَنْ قلَمِي ذاتَ يوم
وَ حينَ عُدتُ إليهِ
عُدتُ مُحمّلةً بالْكَثيرِ مِنَ الشّغَف !..
.
.
فَليَعفو عَنّي الْوَرَق ..
و ماذا أبقت لنا الدنيا
حينَ سلبتنا أعزّ ما نملِك ؟..
لا شيء غيرَ العزاء و الرثاء ، على نفوسِنا الثاكِلة ..
و بينما يَركضُ بِنا العمْر ، يتعثّر !..
تمضي بِنا الأيام
لكِنها تمضي سُدى
فنحنُ لا نزالُ واقفين
نُضمّد الجُرح إثْرَ عَثْرتِنا !..
إنّنا حينَ نَتَهرّبُ مِن صَخَبِ ما حولَنا
يُداهِمنا صخبُ داخِلِنا
فلا مَفَر ..•
كُل الغصونِ تساقطتْ
غُصنٌ تلوَ الغصن !..
أسيرُ فوقَ انكساراتها
لكمْ هيَ شديدةُ اليباس
أنزَفَتْ أقدامي ..
لمْ تكتحِل عينا الحياة !
إنها حزينة .
آهٍ يا شرودي
إلى أين أخذتني ؟ ..
رفعتُ عينيّ إلى السماء
تأملتُ القمرَ و النّجوم
السماء جميلة !..
و لكنها على غير العادة
أثارت في قلبي الحزن .
لَمْ أختَر أنْ أكونَ امرَأة
و لا أدْري إنْ كنتُ قَدْ خُلِقتُ رجُلاً .. هل هَانَ الأمر !
رُبّما هانَ الأمرُ لو كنتُ قَدْ خُلِقتُ نصفَ إنساناً
فبعضُ النّعمِ نقمة !
قرأتُ ذاتَ مرةٍ عنْ امرأةٍ عانتْ مِنْ مرضٍ في القَلب !
و حينَ اضطرّتْ لزراعةِ قلبٍ .. حملتهُ في حقيبةٍ على ظهرها !
أتساءل .. هلْ فقدتْ عواطفها و مَشاعِرها ؟!
لا أريدُ أنْ أكونَ دونَ قلبْ
و لا أريدُ أنْ أكونَ دونَ عاطفة
أريدُ أنْ لا أعانِي و حَسْب .
أنّ الأمرَ أشبهُ بالتنفّسِ تحتَ الماء
أشبه باغترافِ الماءِ بالغربال
أشبهُ بشربِ المياه المالحة !..
أَخشَى أنْ تَطرِفَ عينَاي
أخشَى أنْ أدْمَعَك !..
اخْتَرعوا الْكَثِير مِنَ الأشْيَاء
لَمْ يَستَطِعوا اخْتراع شيءٍ يَنْزَع الشُّعور !
مَا أبأسَهم !
لا أستطيع أنْ أخطوَ خطوة وَاحِدة للأمام
وَ كأنّي عَالِقة
إنّني عالقة و لا أرْغَبُ فِي الخَلاص !
كمَا البَقاءُ مؤلِم
الخلاصُ مؤلمٌ أيضاً ..
أحببتُ الفجر
إنّهُ يُهدِيني الفرصةَ يوماً بعدَ يوم
آه .. باتت الأمانِي صَغِيرة
وَ القناعةُ بها عظيمَة
و أثرها المؤلم يزدادُ يوماً بعدَ يوم ..
أنّى للصّدى تِلكَ السطوَة ؟!
صداً يفتكُ بِسَراب
و كلاهُمَا يبْتَلِعُ الآخَر
كِلاهُما يتلاشَيَان
عَدا ذاكَ الوَجع
يتَضخّمُ اعتِصَاراتَ قلْب !
وَكَأنّهُ وَقَعَ إلى مَا لا نِهايَة ..
ستبقى الفكرةَ الأولى المُسعِفَة لنُفوسِنا الضَّجِرة
( أقلامُنا )
فِي بَعضِ الأحيان
يكونُ جسرُ العبورِ قَلَم !
و المُشكِلة
هذا الجِسرُ ليسَ لهُ نِهاية
و لا يبلغ الغاية تماماً .. أبداً ..
و باتَ للصَّمتِ ، قَرعٌ مُخِيف !..
قَد تَتَمادى بِنا المَشَاعِر
فَتتجَاوَز الصّدرِ ؛ لِتَكونَ فِي الجَسَدِ مَرَض
" أنَا مَرِيضةٌ بِك .. مَرِيضةٌ حَقَّاً ! "
ها أنا أجولُ تحتَ أوراق الصَّفصافِ المتدلِّية
يأخذنِي أرِيجُها لعبَقِ الماضِي
فأشدّها بيَدِي
أقرِّبُها مِن أنفِي
أستنشِقُ عطرها بقوة
فكأنّما عِطرُها يأخُذُنِي مِن وَعيي
للغَرَقِ بك ..
ها هيَ نَسائمُ الرَّبيع تهزُّ الأغصَان
لِتُثِيرَ بِرقَّتِها حَنِيني
لِتُحرّكَ كُلّ عواطِفِي
ليعُودَ النّبضُ فِي تَلَهّفِهِ إليك
إنَّنِي في صراعٍ مُحتَدٍّ مَعَ الزَّمن
وَ كَم أُشفِقُ على شَوقِي
شوقِي الذي لا يَكُف عَن اللهاث
كَمُصابٍ يُعِيقُهُ النَّزيف
و لا يُريدُ التَّوَقفَ عنِ العَدو .
كُلَّما نَظَرتُ إلى القَمَرِ أرَاك
فَهُوَ كأَنت .. تلوحُ مِنَ البَعِيد
فِي غروبٍ وَ بزوغ
فِي تواريٍ و ظُهور !
في تناقُصٍ .. و ازدياد
هَذِه أنا المأسورَةُ بِك
أحِنُّ إليكَ تَحتَ الشَّجَر
و أئنُّ عليكَ عِندَ القَمَر
و أذكُرُكَ فِي هُروبِي المُستَمِرّ إلى الصَّمت
وَ ما عفى عنِّي الصَّمت !..
اقتَصَّ مِنِّي حينَ شَرّدَنِي فِي متاهاتِ الليل
حينَ ضَجَجتَ بِداخِلي
فَفِضتَ وَجَعاً و ألَماً ..
سأُغَادرُ الصَّفصافَ وَ القَمَر
سأعودُ لأورَاقِي و أقلامي
لأنثُرَكَ رذاذَ عِطرِ ياسمينَةٍ حديثَةَ التّفَتُّح
لأستَرجِعَكَ حُبّاً و شوقاً
وَ حَنِيناً و شَغَف .
شكتني أقلامِي
حينما حمّلتُها مَرارَة أيامِي
فهجرتُها طويلاً طويلاً
و لا أذكُرُ تماماً ذاك الذي دعانِي للعودَةِ إليها ..
مُحاطَةٌ أنا بالصَّمت
فلا أجدُ سوى أفكاري تتقافزُ فِي رأسي
فتستفزّنِي لتدوينِها
فمتى
أتحرَّرُ مِن أفكاري ؟..
و متى أتحَرّرُ مِن أعبائي
متى ؟
.
.
( وَ لَكِنِّي لا أُحِبُّنِي .. لا أحِبُّنِي .. ) ..
السَّيرُ دونَكَ يَجْعَلُ الوَقتَ رَتِيباً بِشَكلٍ مُبالَغٌ فِيه !
خُصوصَاً .. فِي اللَّيالِي الطَّوِيلَة ..
لا أَتُوقُ لِشَيءٍ الآنَ ، أكثَرَ مِنَ السّيرِ تَحتَ سَماءِ اللَّيل
سَأطْوِيهِ بِخطُواتٍ حَالِمَة
مُتَأمِّلَة
و رُبّمَا رَمَقتُ السَّمَاء بِحَنِين !
.
.
لُفَّ رَأسِي بِكَثِيرٍ مِنَ الأحادِيث
لا تُفلِتْهُ أبَدَاً ..
ليتَنا نَقفِزُ للتّوارِيخِ البَعِيدَةِ بِمَشِيئتِنا
ليتَنَا شيءٌ آخَر !..
ضَوءً
أو ظَلامَاً !..
لا يُهِم
المُهِم أنْ لا نَكُونَ شَيئاً يَشعُر ..
شيئاً لا قَالَبَ لَه
وَ لا عَقْلَ
و لا قَلبْ .
لا أُجِيدُ السَّيطَرة .. وَ لَكِنَّنِي أتَعَلَّم ..•
قَلبِي يرتَجِف
فلا أكتُب ..•
وَ ماذا عَنِّي ؟..
ألا أسْتَحِقُّ صَبَاحَاً ضاحِكاً ؟!..
شَمْسٌ تَتَشَدّقُ باسِمَةً لأجلِي ..
ضِياءً يَختَرِقُ صَدرِي
وَ روحٌ أُخرَى أشعُرُها فِي قَلبِي ..
ماذَا عَنِّي ؟..
وَ قَدْ مَاتَ الْحَرفُ مِنْكَ ..
وَ ظَفَرَ الهَجرُ بِي
وَ سَخِرَ الانتِظَارُ مِنّي !
ماذَا عَنِّي ؟..
حِينَ حَدَّثتُ أزهَارَ الصّبحِ عنْكَ بالأمس
وَ سألتْنِي اليَومَ عَنكَ !..
وَ عَنْ سِرّ حُزنِي .
كل الأشياء حولَكَ ساكِنة
وَ وحدهُ .. إحساسُكَ يحييها ..•
كل شيءٍ مُلقَى ..
السَّاعة
الرُّزنامَة
و حتَّى أنا !..
تُفكّرُ فِي الهَرَبِ مِنْ كُلِّ شَيء ؟!..
مَهلاً !..
كَيفَ الهرَبُ مِنْ نَفسِك ؟!..
كيفَ تَتَجَرّدُ مِن روحِكَ بِمَا فِيها
مِن مِزَاجِكَ و فِكرك
كيفَ تتخلَّى عَنْ ألَمِك ؟
عَنْ صَمتِك
عَنْ حُزنِك
كَيفَ تخلُقُ كَيانَاً جَديداً فِي عُمقِك ؟
لا أريدُ العودَة وَ لَكِنَّنِي أعود ..
وَ لكِنَّنِي أعود
كُلَّما تَقهقَرَ القلبُ أمَامَ عظمةِ محبَّتِهم
وَ جَمَالِ مشَاعِرهِم
وَ صِدقَهم ، وَ وَفاءهم
التُّوليب لقلوبِكُم النَّقيّة :نبض::نبض:
إنَّهُ مِنَ السَّيء
أنْ يقودُك العبَث
أن يكونَ العبَثُ وَحدَه ، هُوَ مَنْ يقطَعُ الوَقت
وَ يُزِيحُ الصَّمتْ !
حتى السَّعادَة ، تُفقِدُنا عُقُولُنا أيضاً !
نتَوَقّف
وَ نَعجزُ عنِ الاستِمرار
وَ تبقى اللُّغة مُعطَّلة
و تشرُدُ الأفكَار .•
ذَلِكَ الألَمْ ، يَقصِمُنِي مِنْ نِصفِي .•
كل شيءٍ يحترق
حتى محابِرُنا
طالها لهيبُ مشاعِرنا
بَعضُ المشَاعِر بحاجةٍ لمُناوَرةٍ خفِيفة
لِنُسيطِرَ عليها ، و نُخضِعُها تحتَ تنهِيداتِنا !
لسنَا دوماً الغالِبون
لكِننا ليسَ مُنهَزِمون أيضاً .•
انفخُ على محبرتِي تعويذةً كل صباحٍ و مساء
فيدور الحبرُ حائراً !
بينما يُشفِقُ الورقُ على الحبر المُقيّد فِي سجنه !
" انتظر ، حتى يُحرِّرُكَ الشوق ، و يصيحُ القلبُ مِن حنينِه
عِتقُكَ على يدِ الحُب .. فاكتُب أنينه ! "
.
•
إنّنِي أخشى عَلى نَفسِي
أَنْ تَتَمرَّدَ على نَفسِي !
أنْ تُفلِتَ مِنِّي ، أنْ لا أُحسِنَ الإمسَاكَ بزِمامها
أنْ أرَانِي يوماً
شيئاً غرِيباً عَنّي
لا يُشبِهُنِي !
•
مُصَابة
بِضرْبَة شوق ..
" اللهمَّ ارفَع عنّي !"
إنَّنِي فِي بعضِ الأحيان
أرانِي كطفلٌ لم يتعلّم الكلام
وَ كأنَّنِي بِحاجةٍ لِمَن يُلَقِّنُنِي إيَّاه
أنّ يُرشِدَنِي لأطلِقَ صوتِي
أنّ يَدُلّنِي عَلى طَرِيقةِ البوح
تِلكَ التِي يسمونَها " فَضفَضة "!
قَدْ هَجرتُها
فَضاعَ مِنّي الصَّوت
قَد أطلقتُ صمتِي كَطائرٍ حُر
إنما عاد ليحُطَّ على رأسِي
يَنقُرُ جلدِي
يُمزِّقُ اكتَافِي
ليُذِقَنِي طَعمَ الكِتمَان
فأحدِّثُ نَفسي
" الصَّمتُ سِماةُ الصَّابِرين
الصَّمتُ حِكمَة
الصَّمتُ نَجاة "
.
امتِنانِي
لِكُلِّ مساءٍ يجيئنِي بِك
وَ صَباحٍ يحملكَ فِي أنفاسه
و لكلِّ نظرةٍ منكَ أقرأ فيها " أحبّكِ "
•
•
" أحبّكَ "
•
اتمم عليَّ يا رَب
هَذهِ السَّعادة♥️
و ارزُقها لكل أخوتِي و أحبَّتِي
يَدُ الزَّمانِ
هِيَ يَدِي
وَ لسوفَ تُبتَر !
ساعاتُ نومي لا تُقارن بساعاتِ صحوي
أنا مُنهدَّة
كُل شيءٍ يذوب
إلا دَاخِلي
لا زالَ بارداً
.
.
بياضُ الغيمِ ككُتلِ الثلج
وَ كل ما هو أبيضٌ يوحِي بالبرودة
فِي فصلِ الشتَاء !
طابعُ الأبيضِ دَموي
مُرعبٌ ، قاتِل
كأكفانِ الموتى
كقطبٍ بلا شَمس
"صَباحُ البرد"
vBulletin® , Copyright ©2000-2024,