-




‏أقولُ دَعني، وأعني لاتخلّيني!
‏وأدّعي الصبرَ والأيامُ تكويني
‏أقولُ دَعني وأرجو أن تُكذّبها
‏وأن تصدّقَ ما ترمي بهِ عيني
‏وأن تساعدَ أجزائي وتجمعها
‏وأن تلملمَ أشلائي، وتؤويني
‏وأن تسامحَ ما أهذي بهِ وجعًا
‏وأن تظلَّ معي حزنًا وعافيةً
‏بدافعِ الحبِّ تبقى لا لترضيني

-






‏أقولُ دعني،
‏و "دعني" كم تعذّبُني
‏وكم يزيدُ عذابي لو تجافيني
‏وكم يمزّقُ قلبي ما أخبئهُ
‏خوفًا عليكَ، ويُدميني كسكّينِ
‏إذا رأيتَ جراحاتي مُسنّنةً
‏وإن رأيتَ حروفي كالثعابينِ
‏وصحتُ دعني !
‏فلا تذهب وخذ بيدي
‏ولا تدعني لأحزاني فتُنهيني

-





‏وضمّني ضمّةً تقتصُّ من وجعي
‏حتّى تُضَمَّ دمانا في شراييني
‏حتّى تثورَ بكاءاتي وتُخمدَها
‏حتّى بدفئكَ ما أبكيهِ تُنسيني
‏وادفن بصدركَ آهاتٍ أُغالبُها
‏وامسح بكفّك دمعاتي، وواسيني
‏أقولُ دعني،
‏فلا تأبهَ بها أبدًا
‏وهاتِ كفّكَ في كفيَّ واحويني

-





‏أنا الغريبُ لا ملجا ولا وطنٌ
‏وفيكَ لاقيتُ أوطاني.. عناويني
‏فلا تكن كبلادي في أذيّتها
‏ولا تكن كبلادِ الناسِ، تَنفِيني !
‏أقولُ دعني،
‏وأعني : كن معي سندًا
‏أرجوكَ إن قلتُ دعني، لا تخلّيني!

-





‏يَا رَبّ فِي القَلبِ همٌّ ليسَ يَرفَعُهُ
‏إلَّاكَ يَا كاشِفَ الأحزَانِ وَالكُرَبِ
‏يَستَأسِدُ الهَمُّ فِي صَدرِي فَأدفَعُهُ
‏بالذِّكرِ وَالدَّمعِ والإلحَاحِ فِي الطَّلبِ
‏هَذَا الرَّجاءُ وهَذا البَوحُ تَسْمَعُهُ
‏فلا تُخيِّبْهُ وَاحلُلْ عُقدَةَ التَّعَبِ

-






‏إذا جَفاكَ خليلٌ كنتَ تألفُهُ
‏فاطلُب سِواهُ فَكُلُّ النَّاسِ إخوانُ
‏وإن نّبَت بِكَ أوطانٌ نَشَأُتَ بها
‏ فارحَل فكلُّ بِلادِ اللهِ أوطانُ