12-17-20, 11:16 AM | #1 | |||||||||
|
" حوار مع توأمي "
هذا حوار افتراضي متواضع ، وكأني به أحاور " توأمي " ، راجياً أن تنال الفائدة به : دخلت في حوار مع توأمي بعدما رأيته شارد الذهن قاطعاً فيافي الأفكار ، قلت له : ما بك تفكر ؟ قال : في حال الأمة أرثي وأنكر ، أنكر ذاك الضياع التي تعيش فيه ، بذاك التنظير الذي به تُخدر الجمع الغفير ! نرى الغرب تُسبر البر والبحر ، وتغزو الفضاء ، وما لذاك التقدم من قرار ، ونحن لا نزال نتحدث عن الحيض والنفاس ، ومايُبطل الصلاة ! حينها قاطعته وقلت له متعجباً : رويدك وما دخل هذا بذاك ؟! قال : أما ترى وتسمع ما يُقال وما يقوله ذاك المتربع على المنابر؟! وذاك الجالس المحاضر !! قلت : وما دخلهم فهم ينطقون بما يعلمون ولكل واحد منهم اختصاص ! ثم تعال : مالي أراك وغيُرك تتربصون بتلك الشريحة وتتركون هذا وذاك ممن هم يقبعون في ذاك الاختصاص ! فما دخل المتخصص في الشرع بالابتكار والاختراع ؟! تلعثم قليلا ، ولكن أعقب ذاك بالكلام فقال : هم دعاة : الدعة و الزهد وترك الحياة و الدعوة للموت و انتظاره وهم يتنفسون الحياة ! قلت له : أتعلم بأن هناك من هم من أمثالك كثير ؟ ممن يتجاوز قولهم فعلهم ليلقوا الملام للبعيد والقريب ، ولكن تعال : برأيك هل للذين تُسدد عليهم سهم نقدك يد للخروج من ذاك " التكلس " الذي قيد العقول التي تبني الأمم ؟! لترتقي في العلياء ! هل أعطوهم الصلاحيات أن يكونوا هم القادة ،ولهم الأمر والنهي والاختيار ؟! كي نجمعهم في قفص الاتهام ، ونُعلن عريضة الشكاية لنُقيم عليهم الحساب والعقاب ! قال توأمي : لا . ولكن لما لا يحاولوا الدخول ليغيروا العقول ليكسروا الجمود ، قلت له مُقاطعاً : هل تظن بأن لهم التأثير؟! وأن الجميع سيكون لهم مُطيع ؟! قال : نعم ، فتلك هي الحقيقة التي لا يعتلي ظهرها غبار الجحود والتنكير . قلت له : دعنا نعقد المقارنة على القاعدة التي وضعتها في بداية حديثك ليكون الحوار موضوعي ومنطقي، فبالرغم أننا توأمان غير أن فكري وفكرك وتوجهي وتوجهك على كفتي نقيض ! أنت أليقيت الكرة في ملعب مشائخ العلم والدعاة ، وأنهم هم سبب البلاء والجهل المذاع ، ألا تشاطرني الرأي ؟ بأن القرون الماضية كان لأولئك الذي تدعوهم وتُسميهم بأنهم رعاة الحيض والنفاس قادوا الجحافل وغاصوا في بحر العلوم فكانوا للعلم منابر ، وعلى الأمة جمعاء أصحاب فضل فيما هو موجود الذي لا ينكر ذاك غير ذو جحود ؟! لنا في تلك الحقبة التي يُسميها الغرب "القرون الوسطى " عندما كان العلم وأهله يُذبحون " ، ليُطمس العقل والتفكر ويُشنق ، وفي المقابل كان العلم في أوجه في " الأندلس في يد أهل الإسلام " ، فأناروا العقول وأخرجوها من ربقة الظنون والشكوك ، حتى من ذاك ترجموا ما يكتبون من أراد أن ينهل منها العلوم ، ليترجموها من " العربية للاتينية "، أقتصر على ذاك كي لا نُسهب في التاريخ ، الذي يُكذب كل من يُشكك بتلك الحقائق التي عليها شهود ! من ذاك يولد هذا السؤال وعليك أن تُجيب ؟ لماذا تأخرت دول الاسلام " اليوم" عن مواكبة تلك النقلة النوعية لتكون في ذيل قائمة الأمم ، لتصنف من الدول النامية التي تجاوزت عصورالظلام لتأتي بالظلام وذاك الفكر الرجعي الذي يدعو للنوم والسبات الطويل ؟!! _ أطرح هذا السؤال تجّوزا مُسلما به جدلاً لأواصل معك المسير _ " هنا قطع الحديث صوت "الأذان" ليكون الفاصل من بعده نواصل الحديث " . | |||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||