مُلاحظة ..
هذه قصة واقعية لرجل قتل عائلته من أجل الجنة،
لأنه خاف عليهم من الابتعاد عن الجنة.
ففي سنة 1971 بالتحديد في التاسع من نوفمبر في نهار هذا اليوم،
كان كل شيء طبيعي وعادي،
إلى أن أتى جون ليست وأطلق النار على أمه وزوجنه وأطفاله الثلاثة،
من جون ليست ؟ وما قصته ؟ هُنا سنعلم، من فضلكم تابعوا القصة.


‏


*

*

*


كان جون يعيش في ولاية مشقن وهي نفس الولاية التي ولد فيها، وكان الطفل الوحيد لأمه وأبيه ومن هنا نفهم أنه كان مُدلل والطفل الذي لا يرفض له أي طلب، اعتاد جون على الإلتزام بالشعائر الدينية وتمسك بها منذُ أن كان صغيرًا، حيث ورث هذا عن أبيه، كان يذهب للكنيسة كل يوم ويتعلم الشعائر الدينية هناك، وعندما كبر إلتحق بالجيش حُبًا في خدمة وطنه. شاركَ بالحرب العالمية الثانية بكل شجاعة، وفي ذلك الوقت إلتقى بِـ هيلين موريس وأحبها وتزوج منها في سنة 1951، وعاش معها ومع أمه في بيت واحد حتى أنجب ثلاثة أطفال.

‏

كانت العائلة مُسالمة وهادئة وسعيدة ولا يقومون بأذية أي أحد، وكان جون يشتغل مُحاسب في أحد الشركات، وسنة بعد سنة حصل على ترقيات عديدة من مشرف عام إلى رئيس ثم إلى مدير لخدمات المحاسبة وأصبح وضعه المادي جيد جدًا فإشترى لعائلته قصرًا كبيرًا يتكون من تسعة عشرة غرفة كبيرة في ولاية نيوجيرسي، ولكم صورة حقيقية للقصر في ذلك الوقت.

‏

لكن بعد أعوام من النجاح الكبير فقد جون وظيفته بشكل مفاجىء، ولم يستطع أن يتعايش مع الواقع حيث أنه كان عظيمًا وفجاءة يخسر كل شيء، فأخفى ذلك عن عائلته وعن كل الناس، فقد كان في ساعات الدوام يذهب إلى محطة القطار ويقرأ الصحف ويحتسي القهوة ثم يعود إلى المنزل وكأنه كان في العمل. لقد تعامل مع الموضوع بكُل برود ولامُبالاة، لكن بدأ جون بالإفلاس وتراكمت عليه الديون.
وفي أحد الأيام أخذ جون مسدسه وتوجه إلى غرفة أمه في الطابق العلوي وأطلق رصاصة على رأسها ثم توجه إلى الطابق السفلي إلى المطبخ حيث كانت زوجته وأيضًا أطلق رصاصة على رأسها وقتلها، وبعدها جلس لينتظر الضحايا الأخرى وهم أطفاله، فريد ريك وعمره ثلاثة عشر سنة وبيتريشا وعمرها ستة عشر سنة، ثم سمع ضحكات أطفاله في صالة المنزل وهذا يعني أنهم جاءوا من المدرسة فتوجه نحوهم وأطلق عليهم النار دون أن يروه ودون أن ترف له عين، وهذه صورة للأطفال.

‏

بعد كل هذا لم يشعر بالندم أبدًا، بل دخل إلى المطبخ حيث جثة زوجته الغارقة بالدماء وقام بتحضير وجبة ليأكلها، وجلس في صالة المنزل وبدأ يأكل بينما ينظر إلى أطفاله وأرواحهم تخرج منهم، وكأنه يقوم بمشاهدة أحد الأفلام. لكم أن تتوقعوا كم كان حقير! ... وبعدها قام بتغير ملابسه وذهب إلى مدرسة ابنه الثالث والذي كان آخر ضحاياه، كان ابنه يلعب كرة القدم وقام بتشجيعه وكأنه لم يحصل شيء، بعدها عاد مع ابنه إلى المنزل وقتل المسكين طلقات عديدة ليتأكد من أنه مات، وهذه صورة ابنه.

‏

وبعدها وبكل برود جمع الجثث ووضعم في أكياس في قاع القصر، ما عدا أمه فقد أبقاها في غرفتها ونظف البيت وأخفى آثار الدماء، لكن الوحشية في أنه نام تلك الليلة في القصر مع الجثث.
في اليوم الثاني شغل الراديو على تراتيل دينية، الغريب بأن الناس لم يكتشفوا ولم يلاحظوا فقدانهم لأنهم كانوا منعزلين وليسوا مختلطين بالمُجتمع، وهنا تصرف جون بذكاء وأرسل إلى مدارس أولاده رسالة تتضمن على أنهم سيسافرون لمدينة أخرى لهذا لن يحضروا إلى المدرسة، وقام بإيقاف توصيل الحليب والبريد، وأغلق حسابات البنك له ولأمه، وبعد أيام لاحظ الجيران أن أضواء القصر تكون مشتعلة دائمًا نهارًا وليلاً دون حركة في المنزل، وبعد شهر احترقت الأضواء من تلقاء نفسها، فأشعروا الجيران بشيء غريب، وقاموا بالإتصال بالشرطة وعندما حضرت الشرطة سمعت تراتيل دينية تخرج من الردايو والجثث مرتبة بجانب بعضها عند الراديو، ورسالة مكتوب فيها لقد قتلتُ عائلتي حتى أحافظ على طهارة أرواحهم. فتأكدت الشرطة من أن جون هو من فعل هذا، غير بصماته الموجودة في كل مكان.



قبل أن يخرج جون من منزله أخذ جميع صوره وقصّ رأسه من جميع الصور العائلية، حتى لا تتمكن الشرطة من التعرف عليه أو نشر صوره لتعرفه الناس، بحثت الشرطة لكن دون فائدة، إلا أن مرت عشرة أشهر حيث احترق قصر جون ، وعندما حضرت الشرطة عرفت أن النار كانت مُفتعلة ويوجد هناك من هو مُتعمد وأشعلها، وهذه صورة للقصر وهو يحترق.

‏

وبعد بحثٍ طويل دام أشهر دون أي دليل وجون مُختفي عن الأنظار، تعقّد الأمر وأصبح ذلك المكان كئيب يخاف الأطفال منه، وبعد مدّة وجدت الشرطة دليل قد يوصلهم إلى جون، فقد وجدت سيارة عائلة جون أمام أحد المطارات، ولكن عند البحث لم يجدوا اسم جون في أي رحلة خرجت من الولاية، أين ذهب ؟ أصبحت هذه القصة مُعقدة ويتكلم عنها جميع الناس الصغار والكبار، لكن سأصدمكم بما كان يفعله جون في تلك الآونة، كان يتنقل من مدينة لمدينة بحُرية وعمل طبّاخ في فندق ومُحاسب في شركة وانضم لمجموعة من المُتدينين في الكنيسة، السؤال هنا، كيف تمكّن جون من التنقل والذهاب والعمل بسهولة ؟ سأقول لكم، لقد قام بتغير هويته من جون إلى روبرت كلارك وهو أحد أصدقائه في الجيش، وتزوج من امرأة اسمها ديلورس لكنها لا تعلم أي شيء عن ماضيه الأسود.
مرت ثمانية عشر سنة ولم يعثر على جون أبدًا، والشرطة فقدت الأمل. في سنة 1989 استعانت السلطات الأمريكية بنحّات ليقوم بنحت وجه جون تقريبيًا واستعانوا أيضًا بعُلماء النفس ليساعدوا في تحليل شخصيته وشكله، حيث افترضوا أنه قد يكون يرتدي نظارات بعد ثمانية عشر عامًا، وعلامات كبر السن بارزة على وجهه.

‏

‏

وبعد الإنتهاء منه قاموا بنشره وصنف على أنه من أكثر المجرمين طلبًا في أمريكا، وهذا كان الأمل الأخير لديهم، وهنا جون عندما سمع بالأخبار وخاصة أن التمثال يشبهه كثيرًا خاف، لكن زوجته لم تشعُر بشيء فقد كانت واثقة منه مع أن التمثال يشابه زوجها جدًا. بعد أيامٍ قليلة لاحظت امرأة الشبه الكبير بين التمثال وبين جارها وهو جون، فبلغت الشرطة وهي مُترددة. وفي صباح اليوم التالي جاءت الشرطة وألقت القبض على جون. وهذه صورة لجون عندما قامت الشرطة من اعتقاله.

‏

في المحكمة اعترف جون بكل شيء دون تردد ودون أي خوف وبكل برود، وقال بأنه قد قام بقتل عائلته من أجل أن يدخلوا الجنة فقد خاف على امرأته لأنها في الفترة الأخيرة ادمنت على الكحول وابنته بتريشا أرادت أن تدخل مجال التمثيل والتمثيل في نظره حرام، فخاف عليهم من أن يتجهوا في طريق خاطىء بعيدًا عن الجنة، ولكن أمه !! ما دخلها وأبناءه الآخرين لماذا قتلهم ؟ قال جون بأنه خاف على أمه وأولاده من الحزن على فقدان الأم وبيتريشا لهذا رحمهم من رؤية تلك الأيام، لكن جون هذا القذر لماذا لم ينتحر هو ؟ لماذا قتل عائلته البريئة ؟ لقد قال بأنه يريد أن يعطي لنفسه فرصة ثانية بالتوبة وإن مات فقد هذه الفرصة. انظروا إلى هذا المتوحش يفكر في نفسه قبل أن يفكر بأقرب الناس إليه، ولأنه لم تكُن علامات الندم تظهر عليه أثناء الإدلاء بشهادته فلم يتعاطف معه القاضي وحكم عليه بالسجن لمدى الحياة. وفي الواحد وعشرين من مارس في سنة 2008 مات جون موتة طبيعية في زنزانته وهو يرتل التراتيل الدينية، وهنا انتهت قصة جون التي شغلت بال الناس في أمريكا بإنتهاء حياته.

*

*

*

اكتبوا لي رأيكم في ما فعله جون وهل شهادته كانت مقنعة ؟.
بالنسبة لي فهو أقذر إنسان سمعت به أذني،
ولا أوافق الشهادة التي قالها فهي ظلم كبير بحق مستقبل أطفاله وحياة أمه وزوجته.
أتمنى أن تكونوا أستمتعتم بالقِراءة، شكرًا لكم.