قالوا لي تحدث
في احدى الجلسات،
وفي كلمات لهذا وذاك قام أحدهم وأشار إلي طالبا مني التحدث،
وقفت افكر بما سأتحدث، وماذا أقول؟
فخطر ببالي أن أتحدث بالسياسة خاصة بإن الجميع يتحدث بها حتى جارنا المطعمجي يتحدث بها بطلاقة،
ففتحت فمي لكني قبل أن أبدأ كلامي وجدت ذلك الشخص يدقق النظر الي عرفته فلا زلت اتذكر ذلك الرجل صاحب المعصم المكسر بسبب القيود التي كانت بيده،
بلعت ريقي ونشف حلقي قبل أن أبدأ،
فغيرت رأي وذهبت للحديث عن الأقتصاد وقبل أن تنطق شفتاي توجهت عيناي إلى ثوبي فإذا قماشه ياباني، والى الشماغ فإذا مكتوب عليه (made in England)
حتى حذائي صيني، وأفتخر بإن ملابسي الداخلية صناعة إسبانية،
فعن أي اقتصاد سأتحدث هل عن الصناعات الكبرى فهي في بلادنا ليست أكثر من تجميع،
ولا زال صاحبنا ذلك ينظر إلي بتمعن يالا ذلك المعصم المكسر.
انتقلت وقررت أن أتحدث بأمور الدين فبعث الي أحدهم يسألني عن حكم دم البق والحيض،
وأتبعه بسؤال آخر عن حكم الجلوس مع النساء في زمن الحرب،
أما السؤال الاول فقلت له واجب على النساء معرفة احكام الدماء لكن هلا سألتني عن حرمة دماء المسلمين في فلسطين وسوريا والعراق واليمن... وغيرهم من بلاد المسلمين.
أما جواب السؤال الثاني فلا زال ذلك الرجل يرمقني بنظراته آه ماذا فعل بي ذلك المعصم .
غيرت رأي لأتحدث عن حكايات العشق والعاشقين تحدثت عن جمال البدر واكتماله،
وتحدثت عن جمال الهلال وانحنائه،
وعن الزهور والجبال والسهول،
ولكني ختمت كلامي بمقولة أحد الصالحين إذا اردت النجاة في هذه الحياة فاعصي هواك والنساء
هنالك تقاذفت باتجاهي أحذية الإناث،
وانا لا ادري هل كانت تقصدني ام تقصد صاحبنا ذاك صاحب النظرات -الامير-
فأنا لا استطيع أن اقول سوى ذلك فقد رأيت عاقبة صاحب اللسان الطويل.

مما يسرني ويشجعني مرورك بين كلماتي وأحرفي جزاك الله خيرا على مرورك العطر

لكل مقام مقال يجب أن نعرف متى نتكلم ومتى نصمت لأننا في زمن يفضل أن تسكت فيه عن الكلام والنصح فلا أحد يهتم والكلمة محسوبة عليك فالسكوت أفضل واستمتع بحياتك واترك الباقي للخالق هو مدبر الأمور وبيده مقاليد السماوات والأرض ...

دمت بخير أخي...