منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree8Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-02-21, 07:11 AM   #25
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:46 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



خلافة علي بن أبي طالب:

ظنَّ المتآمرون أنهم قضَوْا على الدولة الإسلاميَّة العملاقة، ولكن خاب ظنُّهم بعدما تمَّت بيعة عليٍّ بالخلافة عقب استشهاد عثمان بن عفان, وبعد إلحاح شديد من الصحابة؛ حتى يَقْبَل قيادة الأُمَّة في مثل هذا الوقت العصيب, فذهب بعض الصحابة إليه، فقالوا: إن هذا الرجل قد قُتل، ولا بُدَّ للناس من إمام، ولا نجد أحدًا أحقَّ بها منك؛ أقدم مشاهد، ولا أقرب من رسول الله . فقال عليٌّ: لا تفعلوا فإني وزير خير من أمير. فقالوا: لا والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك. قال: ففي المسجد فإنه ينبغي بيعتي ألاّ تكون خَفِيًّا، ولا تكون إلا عن رضا المسلمين.

فقال عبد الله بن عباس: فلقد كرهت أن يأتي المسجد كراهية أن يُشْغَبَ عليه، وأبى هو إلاّ المسجد، فلما دخل المسجد جاء المهاجرون والأنصار فبايعوا وبايع الناس. ولولا إسراع بيعته لأدَّى ذلك إلى فتنٍ واختلافات في جميع الأمصار، فكان من مصلحة المسلمين أن يَقْبَل عليٌّ البيعة مهما كانت الظروف المحيطة بها.

لقد كان مقتل عثمان سببًا مباشرًا في خَلْقِ أزمةِ فتنةٍ كبرى، تضاربت فيها الآراء وتباينت فيها وجهات النظر، واختلفت الاجتهادات في الوسيلة للانتقام من الخوارج الذين قتلوا عثمان .

فقد رأت طائفة من الصحابة أن أوَّل واجب على الأُمَّة هو الثأر لخليفتها الشهيد والقِصاص من القتلة الآثمين، ورأى آخرون أن أول ما ينبغي هو اجتماع الكلمة، واسْتِتْبَاب الأمن، والصبر حتى تهدأ الأحوال وتنكشف ذيول المؤامرة، ثم يكون استئصال شأفتها وقطع دابر دواعيها.

ورأت طائفة ثالثة أن يُؤثروا العافية، وألاّ يكونوا طرفًا في أي نزاع، فبدأ الخلاف بين عليٍّ وطلحة والزبير والسيدة عائشة جميعًا؛ بسبب التعجيل بالقِصاص من قتلة عثمان، ولم يكن خروجهم إلى البصرة إلا لهذا الغرض.

ثم تحرَّك معهم سبعمائة رجل من أهل مكة والمدينة، انضمَّ إليهم بعض المؤيِّدين حتى وصل عددهم ثلاثة آلاف، بحثًا عن مكان مناسب وأكثر بعدًا عن نفوذ الخلافة، فاتَّجهت أنظارهم إلى البصرة، فحثُّوا أهلها على مساعدتهم في معاقبة قتلة عثمان .

وانقسم مجتمع البصرة إلى قسمين؛ قسم قاتل مع عليٍّ وساند والِيَه عثمان بن حُنَيْف، وقسم آخر تعاطف مع طلحة والزبير وعائشة ، ونتيجة لذلك انهزم عثمان بن حُنَيْف والِيَ البصرة، وتمَّ الاستيلاء على البصرة وقُبض على واليها، وزُجَّ في السجن، ولكن عائشة -رضي الله عنها- تدخَّلت وأطلقت سراحه...

لنا لقاء آخر إن شاء الله


 


قديم 12-05-21, 07:30 AM   #26
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:46 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الثأر لمقتل عثمان:

بدأ طلحة والزبير وعائشة إرسال الرسل إلى أهل الشام وأهل اليمامة وأهل المدينة لحثهم على إقامة حدِّ الله على قاتل عثمان، وعندها قرَّر عليٌّ مغادرة المدينة والاتِّجاه نحو الكوفة لتكون مقرًّا له؛ لكونها في نظره مُسْتَقَرَّ أعلام ورجال المسلمين العظام؛ ففيها أبو موسى الأشعري، وابن مسعود، وغيرهم، فأرسل عليٌّ إلى واليها أبي موسى الأشعري لتجهيز الرجال للقضاء على الفتنة، ولكنَّه تحفَّظ على طلب علي ،،، لأنه كان يرى أن تجهيز الرجال سيُوقِع المسلمين في فتنة (صمَّاء عمياء) كما كان يسمِّيها، فطلب أبو موسى الأشعري من الكوفيين أن يغمدوا سيوفهم ويقبعوا في بيوتهم؛ حتى تزول الفتنة، ولكن عليًّا تجاور أبا موسى الأشعري، فأرسل ابنه الحسن فعزله عن الكوفة، وكوَّن جيشًا منها بلغ تعداده عشرين ألفًا.

ثم اتَّجه صوب البصرة، وبدأ التفاوض مع الزبير وطلحة وعائشة ، فأرسل إليهم طالبًا منهم لمَّ شمل الأمة بعودة الأمور إلى نصابها وإعادة بناء وَحدة المسلمين، ولكن الزبير وطلحة وعائشة كانوا يرَوْن أن الإصلاح لن يتمَّ إلا بالثأر من قتلة عثمان .

وقد أبدى طلحة والزبير مرونة كبيرة إزاء مهمَّة القعقاع خشية وقوع أوَّل مواجهة عسكريَّة بين الإِخْوَة، ثم عاد القعقاع إلى عليٍّ وقد نجح في مهمَّته، وأَخبر عليًّا بما جرى معه، فأُعجب بذلك، وأوشك القوم على الصلح، كرهه من كرهه، ورضيه من رضيه.

علم المتآمرون أتباع ابن سبأ ومَن أعانهم على قَتْل عثمان ببوادر الصلح فقرَّروا إفساده، فاجتمعوا وتشاوروا واختلفوا، ثمَّ اتفقت آراؤهم على أن يفترقوا فرقتين، ويبدءوا بالحرب، فيغير الفريق الذي في معسكر عليٍّ على طلحة والزبير ومن معهما، ثم يقوم الفريق الذي في معسكر طلحة والزبير بإثارة الحمية في نفوسهم؛ حتى تشتد الحرب بين الفريقين فتقع الفتنة كما يريدون.

معركتا الجمل وصفين:

جَرَتْ فتنة معركة الجمل سنة (36هـ) على غير اختيار من عليٍّ ولا من طلحة، وإنما أثارها المفسدون بغير اختيار السابقين.

وانتهت المعركة بهزيمة جيش طلحة والزبير وعائشة، حيث أُصيب الأول بسهم في ركبته، فانسحب من المعركة ليموت في البصرة، بينما قُتل الزبير، ودارت معركة أمام الجمل الذي يحمل عائشة رضي الله عنها، فتنبه عليٌّ إلى ذلك، فأمر بعقر الجمل، فتوقَّف القتال، وأُعطي البصريون الأمان، ثم أمر علي بحراسة عائشة رضي الله عنها حتى تعود إلى المدينة، وقد مات من جيش البصرة عشرة آلاف ومن جيش عليٍّ خمسة آلاف.

واستقرَّ عليٌّ بالبصر شهرًا، ثم انتقل منها إلى الكوفة، ولما استقرَّ عليٌّ أرسل الصحابي جرير بن عبد الله البَجَلِيَّ إلى معاوية يدعوه إلى بيعته، وكتب معه كتابًا إلى معاوية يُعْلِمه باجتماع المهاجرين والأنصار على بيعته، ويخبره بما كان في معركة الجمل، ويدعوه إلى الدخول فيما دخل فيه الناس.

ولم يكن من سياسة معاوية العجلة، فتأنَّى في هذه المسألة وجمع رءوس أهل الشام يستشيرهم، ثم دعا عمرو بن العاص ليشهد تلك المشورة، فأبوا أن يُبايعوا حتى يُقتل قتلة عثمان، أو أن يُسلَّم إليهم قتلته.

معركة صفين:

أعلم معاويةُ جَرِيرًا برأي أهل الشام، فعاد إلى عليٍّ وأخبره بما قالوا، فاستعدَّ عليٌّ لغزو الشام؛ لإدخالها في طاعته، فجهَّز جيشًا قوامه خمسين ألفًا، ونزل بهم صِفِّينَ، وسار معاوية بجيش قِوَامه سِتُّون ألف مقاتل، ثم دار القتال بين الجيشين، ولكنَّه دار في حدود ضيِّقة على هيئة كتائب صغيرة تُرْسَل فتقاتل اليومَ ثم تعود، وقد تجنَّب الجيشان القتال بكامل الجيش؛ خشية الهلاك والاستئصال، وأملاً في وقوع صلح بين الطرفين تُصان فيه الأرواح والدماء.

وما إن دخل شهر محرم حتى بادر الفريقان إلى الهدنة، فأرسل عليٌّ إلى معاوية يدعوه إلى الدخول في الجماعة والمبايعة مرَّة أخرى، ولكن معاوية ردَّ عليه بنفس الردِّ السابق، فعادت الحرب على ما كانت عليه من قتال الكتائب الفرق خشية الالتحام الكُلِّيِّ.

اشتبك الجيشان في معركة فاصلة كثر فيها القتل، وقُتل فيها عمار بن ياسر الذي جاوز التسعين عامًا، ورغم سنِّه كان يستنهض الهمم للحرب, ولكنَّه كان بعيدًا كلَّ البُعد عن الغلوِّ، فقد سمع رجلاً بجواره يقول: كفر أهل الشام. فنهاه عمار عن ذلك، وقال: إنما بَغَوْا علينا، فنحن نقاتلهم لبغيتهم؛ فإلهنا واحد، ونبيُّنا واحد، وقبلتنا واحدة.

وكان أشدُّ أيام القتال هي الأيام التسعة الأخيرة من هذه المعركة، وأشدُّها آخر ثلاثة أيام، لا سيما بعد مقتل عمار بن ياسر ، وفي الليلة التي سُمِّيت بليلة الهرير.

وقد قُتل من جيش عليٍّ بن أبي طالب خمسة وعشرون ألفًا, وقُتل من جيش معاوية بن أبي سفيان خمسة وأربعين ألفًا، أي نصف الجيش, فكان مجموع القتلى والشهداء سبعين ألفًا من كلا الطرفين, ولم يجتمع للمسلمين قطُّ منذ بدء الدعوة ونزول الرسالة حتى هذه اللحظة جيش قوامه سبعون ألفًا, وهو عدد القتلى والشهداء في هذه الموقعة, وكانت خسارة فادحة للمسلمين، لم يتوقَّعها أحد على الإطلاق ممن شارك في القتال, سواءٌ من طرف عليٍّ أو معاوية ....


 


قديم 12-06-21, 08:11 AM   #27
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:46 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



قصة التحكيم وظهور الخوارج:

استمرَّ القتال على أشُدِّه طَوَال الليل, وبدأت الكفَّة ترجح بشدَّة لصالح عليٍّ , وبدأت الهزيمة تدبُّ في جيش معاوية, وكان النصر وشيكًا، عندئذٍ فكَّر "عمرو بن العاص" في حيلة تُخرج جيشه من هذه المشكلة, فأشار على "معاوية" أن يرفع المصاحف, في إشارة إلى تحكيم كتاب الله فيما حدث, وذلك حتى لا يزيد القتل بين المسلمين, ففعل معاوية ذلك, ورضي عليُّ بن أبي طالب وأكثرية جيشه بأمر التحكيم, وأخرج كلا الجيشين رجلاً منهم للتحكيم, فخرج " عمرو" من جيش معاوية, و"أبو موسى الأشعري" من جيش عليٍّ، والتقى أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص -رضي الله عنهما- في مكان (صِفِّين), وبدآ يفكِّران في كيفية إيجاد حلٍّ لهذه المعضلة التي ألمَّت بالمسلمين، فاتَّفقا ابتداءً على كتابة كتابٍ مبدئي يضع أُسُس التحكيم, ولن يكون هو الكتاب النهائي. فكتبوا: "هذا ما تقاضي عليه عليُّ بن أبي طالب, ومعاوية بن أبي سفيان، أننا نزلنا عند حكم الله وكتابه, ونُحْيِي ما أحيا الله, ونميت ما أمات الله, فما وجد الحكمان في كتاب الله عَمِلا به, وما لم يَجِدَا في كتاب الله، فالسُّنَّة العادلة الجامعة غير المتفرِّقة".

ثم ذهب كلٌّ من الحكمَيْنِ إلى كل فريق على حِدَةٍ, وأَخذا منهما العهود والمواثيق أنهما -أي الحكمين- آمنان على أنفسهما وأهليهما, وأن الأُمَّة كلها عونٌ لهما على ما يريان, وأن على الجميع أن يُطيع ما في هذه الصحيفة. فأعطاهم القوم العهود والمواثيق على ذلك, فجلسا معًا, واتَّفقا على أنهما يجلسان للحُكْم في رمضان من نفس العام، وكان حينئذٍ في شهر صفر سنة (37هـ)؛ وذلك حتى تهدأ نفوس الفريقين، ويستطيع كلُّ فريق أن يتقبَّل الحكم أيًّا كان، وشهد هذا الاجتماع عشرة من كل فريق, وممن شهد هذا الاجتماع عبد الله بن عباس, وأبو الأعور السُّلَمِيُّ, وحبيب بن مسلمة, وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد. وخرج الأشعث بن قيس, والأحنف بن قيس رضي الله عنهما، وهما من فريق عليِّ بن أبي طالب ، وقرأ الأشعث بن قيس الكتاب على الفريقين, فوافق الجميع على هذا الأمر, وبدءوا في دفن الشهداء والقتلى, يقول الزهريُّ: كان يُدفن في كل قبر خمسون نفسًا؛ لكثرة عدد القتلى والشهداء.

كادت الفتنة -بهذا الرأي الأخير حول التحكيم وتهدئة الأوضاع الثائرة- أن تنتهي, إلا أن فرقة من جيش عليٍّ , لما رجعت إلى الكوفة أخذت تُردِّد مقولة: "أتحكِّمون الرجال في دين الله؟" وأعلنوا غضبهم من أمر التحكيم قائلين: لا حكم إلا لله.

ظهور الخوارج:

لما عاد عليُّ بن أبي طالب إلى الكوفة, سمع رجلاً يقول: ذهب عليٌّ ورجع في غير شيء!! وفي هذا لوم له على أمر التحكيم. فقال عليٌّ t: لَلَّذِين فارقناهم خيرٌ من هؤلاء، وبلغ عددُ مَن يردِّد كلمة: "لا نحكِّم الرجال في دين الله, ولا حكم إلا لله"، اثني عشر ألف رجل, وكان أكثرهم من حفظة القرآن الكريم, وسُمُّوا بالخوارج؛ لأنهم خرجوا عن طاعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب , وقد تنبَّأ بهذه الطائفة الرسول العظيم ، وهذا من دلائل نبوَّته القائل: "تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عِنْدَ فُرْقَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ". فلم يكن من عليِّ بن أبي طالب إلا أن ذهب إليهم ليحاورهم, ويردَّهم بالتي هي أحسن, وناقشهم فيما أخذوه عليه, ثم أرسل إليهم حَبر الأُمَّة "عبد الله بن عباس" , فلما دار هذا الحوار بين عبد الله بن عباس t وبينهم على مدار ثلاثة أيَّام, رجع منهم أربعة آلاف وتابوا على يديه, وعادوا معه إلى الكوفة, فكانوا مع عليِّ بن أبي طالب ، أما الباقون الذين عاندوا ولم يرجعوا عمَّا هم عليه فقد ظلُّوا يتردَّدون على الكوفة، ويتردَّد عليهم رسلُ عليِّ بن أبي طالب لإقناعهم, ولكن دون جدوى.

ومع مرور الوقت، وقرب عقد المجلس الذي سيتمُّ فيه التحكيم، بدأ هؤلاء يتعرَّضون لعليِّ بن أبي طالب بما لا يليق، وخرجوا عن دائرة النقاش المهذَّب, وبدءوا بالسباب والشتائم, وعليٌّ يصبر عليهم, ويردُّ عليهم بالتي هي أحسن تجنُّبًا للفتن, واستمرَّ الوضع هكذا يزداد يومًا بعد يوم، حتى قام له رجل منهم, وهو يخطب، فقال له: يا عليُّ، أَشْرَكْتَ الرجالَ في دين الله, ولا حكم إلا لله. وتنادَوْا من كل جانب: لا حكم إلا لله. فقال علي بن أبي طالب : هذه كلمة حقٍّ أُريد بها باطل. ثم قال: إن لكم علينا ألاّ نمنعكم فيئًا ما دامت أيديكم معنا، وألا نمنعكم مساجد الله, وألا نبدأكم بقتال حتى تبدءونا. ثم بدءوا يُعرِّضون بتكفير عليِّ بن أبي طالب , فقابله رجلٌ منهم يومًا، وقال له: يا عليُّ، لئن أشركت ليحبطَنَّ عملك، ولتكونَنَّ من الخاسرين. فقرأ علي بن أبي طالب قول الله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ} [الروم:60].

ثم اعتزل هؤلاء القوم الكوفة بالكلية, ولجئوا إلى مكان يُسمَّى النهروان، ومكثوا فيه، ولم يدخلوا الكوفة بعد ذلك، فلما رأى أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب t أن أمرهم بدأ يزيد، ويُشكِّل خطورة على المسلمين، بعث إليهم يقول لهم: قد كان من أمرنا وأمر الناس ما قد رأيتم, فقفوا حيث شئتم حتى تجتمع أُمَّة محمد ، وبيننا وبينكم ألاّ تسفكوا دمًا حرامًا, أو تقطعوا سبيلاً أو تظلموا ذميًّا - يهوديًّا أو نصرانيًّا- فإنكم إن فعلتم فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء, {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} [الأنفال: 58].

ومكث الخوارج في النهروان بعيدًا عن الكوفة, وفي هذا التوقيت كان جيش الشام مستقرًّا دون خلاف مع معاوية بن أبي سفيان .

لنا لقاء آخر ان شاء الله


 


قديم 12-11-21, 07:29 AM   #28
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:46 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



اجتماع المحكمين في دومة الجندل:


جاء شهر رمضان سنة (37هـ), فأرسل عليُّ بن أبي طالب إلى دومة الجندل 400 فارس, معهم أبو موسى الأشعري, وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما, وأمَّر عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ على الصلاة. وأرسل معاوية 400 فارس إلى أرض دُومَة الجندل، معهم عمرو بن العاص ، وكان معهم من رءوس الناس عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما، والمغيرة بن شعبة ، وكان معهم أيضًا عبد الله بن عمر بن الخطّاب رضي الله عنهما، ولم يكن مع معاوية في القتال،

ولكنه كان ممن اعتزل الفتنة، وإن كان يرى أن عليًّا على الحقِّ, وإنما كان حينئذٍ في الشام، فجاء مع الوفد الذي أرسله معاوية للتحكيم. وقد تمَّ اختيار دُومَة الجندل للتحكيم؛ لأنها تقع في مسافة متوسِّطة بين الكوفة، والشام فهي على بُعْد تسع مراحل من كلٍّ منهما.

وتجمَّع المسلمون على اتِّفاق خلاصته أنهم سيلتقون تارة أخرى في العام المقبل بدُومَة الجندل, وحتى هذا العام يظلُّ لكل من عليٍّ ومعاوية رضي الله عنهما ما تحت أيديهم من بلاد المسلمين، إلا أن الخوارج -عليهم من الله ما يستحقُّونه-لم يَرُقْهم هذا الأمر, ولم يرضَوْا بالتحكيم, بل اشتدَّ أمرهم وخطرهم أكثر, وبلغ بهم الأمر لدرجة تكفير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب , واستباحة دمه، هو وكل مَن رضي بالتحكيم.

جمَّع الخوارج قواهم في مكان يُسمَّى النهروان, وقرَّروا الخروج إلى المدائن في شمال شرق الكوفة, لكنهم غيَّروا وجهتهم لقوَّة المدائن ومَنْعَتِها واتَّجهوا إلى مكان آخر قريب من الكوفة، وبدءوا يعيثون في الأرض فسادًا فيقطعون الطرق, ويقتلون المسلمين بحجة أن من رضي بالتحكيم فهو كافر مرتدٌّ يجب قتله، وقتلوا عبد الله بن خباب بن الأرتِّ, وقتلوا زوجته مع أنها كانت حاملاً.

موقعة النهروان:

فلما زاد فُحشهم وكثرت جرائمهم قرَّر عليُّ بن أبي طالب أن يقاتلهم, فخرج لهم بجيش كبير, ولكنه قبل أن يدخل معهم في قتال أراد t أن يجنِّب المسلمين شرَّ القتال بعد ما حدث في موقعتي الجمل وصفِّين, التي قُتِلَ فيهما أعداد كبيرة من المسلمين, فأرسل إليهم مَن يدعوهم للعودة إلى طاعة أميرهم, يحكم بينهم فيَقْتُل مَنْ قَتَل أحدًا من المسلمين, ويعفو عن مَنْ لم يقتل، ولكنهم لم يرتدعوا, ولم يتراجعوا, بل أصرُّوا على موقفهم, وكان عددهم لا يتجاوز أربعة آلاف رجل, وبدأ القتال بين الفريقين,

وثبتوا ثباتًا عجيبًا حتى قُتل منهم ستمائة, وجُرح أربعمائة, وبعد انتهاء المعركة سريعًا, سلَّم علي بن أبي طالب t الأربعمائة إلى ذويهم ليداووهم, وردَّ أسلابهم, وأعطاهم فرصة أخرى للتوبة, وسُمِّيت هذه المعركة معركة النهروان (38هـ).

أما في الشام فكان الوضع مختلفًا,؛ فجيش معاوية يطيعه تمامًا, ولم يكن هناك أي حالة خروج عليه , كأن هذا ابتلاء من الله تعالى لعلي بن أبي طالب .

استشهاد علي ومبايعة الحسن بن علي:

لم يكفَّ الخوارج الخروج على عليٍّ وقتاله, بل تآمروا على قتله أيضًا!! فاجتمع ثلاثة منهم على مؤامرة قتل الثلاثة الذين قاموا بالتحكيم, وهم (عليٌّ، وعمرو، ومعاوية), وكان هؤلاء الثلاثة هم: عبد الرحمن بن ملجم الكندي, والبرك بن عبد الله التميمي, وعمرو بن بكر التميمي, وتواعد ثلاثتهم على يوم واحد هو يوم السابع عشر من شهر رمضان لتنفيذ مخطَّطهم، وانتظر عبد الرحمن بن ملجم فجر اليوم الموعود (17 من رمضان سنة 40هـ) حتى خرج عليُّ بن أبي طالب من بيته لصلاة الفجر,

وأخذ يمرُّ على الناس يوقظهم للصلاة, وكان لا يصطحب معه حُرَّاسًا, حتى اقترب من المسجد فضربه شبيب بن نجدة ضربة وقع منها على الأرض, لكنه لم يمُتْ منها, فأمسك به ابن ملجم, وضربه بالسيف المسموم على رأسه, فسالت الدماء على لحيته، ومات شهيدًا ، في حين فشل الآخرون في قتل معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما.

لنا لقاء آخر ان شاء الله


 


قديم 12-13-21, 07:55 AM   #29
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:46 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحسن خليفة للمسلمين:


لما استُشهد عليُّ بن أبي طالب اجتمع أهل العراق، وبايعوا الحسن بن عليٍّ رضي الله عنهما؛ ليكون خليفةً للمسلمين، فكان t ورعًا تقيًّا عالمًا مجاهدًا، حيث جاء قيس بن سعد بن عبادة -وكان تحت إمرته على أَذْرَبِيجَان أربعون ألف مقاتل كلهم قد بايع عليًّا على الموت قبل استشهاده- فجاء يقول للحسن : امددْ يدك نُبَايِعْك. فلم يردَّ عليه الحسن، ولم يرضَ بهذا الأمر، ولم يكن يريده؛ لأنه يعلم أن وراءه الدماء الكثيرة، ولكن مع إصرار قيس بن سعد بن عبادة قَبِل t البيعة (17 من رمضان سنة 40هـ)، وهو يوم وفاة علي بن أبي طالب .

أمَّا أهل الشام فبعد استشهاد عليِّ بن أبي طالب لم يجدوا بديلاً لخلافة المسلمين غير معاوية بن أبي سفيان ، فبويع بالخلافة من قِبَل أهل الشام، وأصبح للمسلمين -ولأول مرَّة- خليفتان؛ أحدهما في الشام، والآخر في العراق، وهذا لا يستقيم شرعًا، ولا يصحُّ في الإسلام، بل ينبغي أن يكون للمسلمين خليفة واحد، يسمع له الجميع ويطيع.

تنازل الحسن بن علي عن الخلافة:

التحرك نحو الشام:

كان الحسن بن علي لا يحبُّ القتال، فلما تولَّى الخلافة رغِب في الكفِّ عن القتال، وحقن الدماء، وعدم الدخول في معارك بين المسلمين، لكنَّ أهل العراق أصرُّوا على قتال أهل الشام وعلى رَدِّ الإمارة إلى العراق، وثاروا كعادتهم عليه ، واجتمعت الألوف المؤلَّفة على أمر قتال أهل الشام، والقتال وإن كان له تأويل شرعي، إلا أنَّ فيه مخالفة للإمام، وقد خَشِيَ الحسن من فتنة مخالفة كل هذه الجموع، فخرج على رأس جيش لقتال أهل الشام وهو كارهٌ لهذا الأمر، وعَلِمَ معاوية t بخروجه فخرج له بجيشه.

وعند اقتراب الجيشيْن كان الصراع شديدًا في داخل نفس الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فهو غير راغب في القتال، ويريد أن يحقن دماء المسلمين، فأرسل رسائل إلى معاوية بن أبي سفيان يطلب منه أن يرجع عن رأيه، ويدخل في جماعة المسلمين ويبايعه على الخلافة، لكن معاوية كان يرى أنَّ هذه فرصته التي ربما لا تتكرَّر لأخذ الثأر من قتلة عثمان بعد أن يكون أميرًا على جميع المسلمين، وكان جيش العراق القادم مع الحسن بن علي جيشًا ضخمًا كبيرًا، وخاصَّة بعد أن قُتل النصف من جيش معاوية في موقعة صفِّين، وكانوا راغبين في القتال، وقد بايعوا الحسن على الموت.

وعندما رأى معاوية ضخامة جيش الحسن ، قرَّر أن يرسل رسوليْن للمحاورة والمشاورة، فأرسل إليه عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر، فذهبا إليه وجلسا معه.

فقال الحسن : إن هذه الأمة قد عاثت في دمائها.

فقال له الرسولان: إنه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويُسالمك.

فقال الحسن : فمن لي بهذا؟

فقالا له: نحن لك بهذا. فسُرَّ بذاك الحسن، وكان يرغب في هذا الأمر...

لنا لقاء آخر ان شاء الله


 


قديم 12-16-21, 07:59 AM   #30
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:46 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



تنازل الحسن عن الخلافة :

قرَّر الحسن بن علي بن أبي طالب أن يقوم بخطوة من أخطر الخطوات في تاريخ الأُمَّة الإسلاميَّة، وهي خطوة جريئة لا يُقْدِم عليها إلاَّ رجل ذو نفس طاهرة طيِّبَة كالحسن ، فقرَّر أن يتنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان ، وهو راضٍ تمامًا، وهو في غاية القوَّة، فقد كان جيشه يَفُوقُ جيش الشام بكثير، وكان باستطاعته أن يُبِيد جيش الشام عن آخره، ولكنَّه أراد أن يحقن الدماء بتنازله عن الخلافة لمعاوية .

فأرسل الحسن رسالة إلى معاوية بتنازله عن الخلافة على أن تُحقن دماء المسلمين، وعلى أن ترجع الجيوش دون قتال ودون حرب, وبهذا أصبح معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين الشرعي بعد الحسن بن عليٍّ ، الذي ظلَّ أميرًا شرعيًّا للمسلمين مدَّة ستَّة أشهر.

وصدق فيه حديث أبي بَكْرَ الذي قال فيه: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ، وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً وَعَلَيْهِ أُخْرَى، وَيَقُولُ: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ"


والحمد لله رب العالمين


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 08:08 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا