يأتي فصل الخريف حاسماً كالسيف البتّار

لتفقد الطبيعه جزء نضراً من حيويتها ..وتخسر
الأشجار أوراقاً صفراء كانت خضراء برفق إحتضنتها

تحزن الاشجار وربما تنهار حزناً وفقداً لأغصان طالما
إكتست بالازدهار .. أيعق أن تبكى مثلنا الأشجار؟
كسائر الكائنات الحيه تتساقط دموعها خلسه دون ان نشعر
وهي تكتسي باللون الأصفر ليقترب رحيل الأوراق وتعاني مثلنا
ويلات الفراق…تدفن احزانها تحت جذورها بصمت وان تعالى صراخها سراً
خشيه ان تحبط بهجه ثمره او تؤرق منام عصفوراً اتخذ من غصن لها عشاً ووطن
في كل خريف كانت للأشجار أمنيات ان يكون كل خريف آخر فصل ولا يعود كم
من اغصان يابسه واوراق صفراء بائسه، حاولت جاهده ان لا يجهض أملها الموت
وان تبقي ثابته قويه ولا ينتهي بها الحال ان تصير كومه ذكريات علي أرصفه الامس

وتمتزج بالطرقات لتشكل لوحات مضمونها الغيابات وكم من فراق. لم يستشعره من مر
بدروب الصمت دون ان تحدث ضجيجاً علي أزقه العمر……ليتنا كالشجر نستطيع ان نتجاوز الألم
ونستبدل اوراقاً سقطت بوطن للعصافير ونمحو الذكريات الحزينه بذكريات سعيده وتغرد بطمأنينه
لتحاول ان نمحى ما نفق من تلك الذكريات
اللهم سعاده في كل قرار وثبات كتلك الأشجار