شَوْقٌ إلَيكِ، تَفيضُ منهُ الأدمُعُ،
وَجَوًى عَلَيكِ، تَضِيقُ منهُ الأضلعُ
وَهَوًى تُجَدّدُهُ اللّيَالي، كُلّمَا
قَدُمتْ، وتُرْجعُهُ السّنُونَ، فيرْجعُ

من أين جاءت هذه الساحرة
واثقة هادئة مكابرة
عيونها كالمدن المحاصرة
اجفانها نوارس مهاجرة
فزجت الجيوش بالجيوش
وهزت التيجان والعروش
ولاعبتني لعبة خاسرة

كيف استطاعت هذه الناهدة
تنسل بين اضلعي كنمرة مراودة
فأربكت اسرابنا كلها
وافزعت قطعاننا كلها
واقتنصتها دفعة واحدة

كيف استطاعت هذه الحسناء
ان تحتكر حلاوة النساء
فأسرفت في الخصب والنماء
وفجرت مسارب الضياء
وعلمتني ان روعة الاشياء
حازت عليها امرأة واحدة

حسنُها في العيون حسنٌ وحيد
فلها في القلوب حبٌ وحيد
سحرته بمقلتيها فأضحت
عنده والذميمُ منها حميد
خُلِقَتْ فِتْنة ً: غِناءً وحُسْناً
مالها فيهما جميعاً نديد
ليت شعري إذا أدام إليها
كَرَّة َ الطَّرْف مُبدىء ٌ ومُعِيدُ
أهي شئٌ لاتسأم العين منه؟
أم لها كلَّ ساعة تجْديدُ
لا يَدبُّ الملالُ فيها ولا يُنْـ
ـقِض من عَقْد سحْرِها تَوْكيدُ
حسنُها في العيون حسنٌ جديد
فلها في القلوب حبٌ جديد

لَسنا نُسَمّيكِ إِجلالاً وَتَكرِمَةً
وَقَدرُكِ المُعتَلي عَن ذاكَ يُغنينا
إِذا اِنفَرَدتِ وَما شورِكتِ في صِفَةٍ
فَحَسبُنا الوَصفُ إيضاحاًّ وَتَبيينا
إِن كانَ قَد عَزَّ في الدُنيا اللِقاءُ بِكُم
في مَوقِفِ الحَشرِ نَلقاكُم وَتَلقونا
سِرّانِ في خاطِرِ الظَلماءِ يَكتُمُنا
حَتّى يَكادَ لِسانُ الصُبحِ يُفشينا
وَلَو صَبا نَحوَنا مِن عُلوِ مَطلَعِهِ
بَدرُ الدُجى لَم يَكُن حاشاكِ يُصبينا
عَلَيكِ مِنّا سَلامُ اللَهِ ما بَقِيَت
صَبابَةٌ بِكِ نُخفيها فَتَخفينا

“أحبك أنت يا أملا
كضوء الصبح يلقاني
أمات الحب عشاقا
وحبك أنت أحياني
ولو خيرت في وطن
لقلت هواك أوطاني
ولو أنساك يا عمري
حنايا القلب تنساني
إذا ما ضعت في درب
ففي عينيك عنواني”