أستل قلمي
من غمد السكون
لأعزف ألحان هواي
أمام مرآتي وحيدًا
غداة أفلتتني يد الهوى
لأهوي في الحنين
سبعين خريفًا
مستوحشٌ ولستُ
بغربةٍ عن داري

الأماني قدم ناظر عيوني مثل طيف
والحظوظ العاثرة عذبت عمر انطوى

ما يحس بضيقتك غير من قلبه نضيف
صافي وأنقى من أنسام عذبات الهوا

والله إن الحزن له في وسط صوتي حفيف
شاربن من ضيم وقتن عاجز عنه الدوا

اشهد ان الفقد فارس معه شلفا وسيف
شيب عين اللي من الفقد والفرقا طوى

يامن الموت الحمر من وقف فوق الرصيف
ومن مشى في زحمة السير ياتيه الأذى

المواقف بعضها ما لها ند ووصيف
تكسر الرجل اللي في عزة وانهوى

والحمول الكايدة شالها المتن الصليف
ما تراخى يوم حاله من أحزانه ذوى

والمواقف في ابن آدم لها وقعن مخيف
عزتي للي تلوع به الهم وكوى

ليتها كانت علي مزنتن في فصل صيف
كانت ما ضرت خفوقن من الهم ارتوى

اه يا قلبن نزف دمع لين أصبح كفيف
كنه دقت نظرته صوت ذيبن لاعوى

دق بيباني ورحبت به ترحيب ضيف
متكل بالله ومنهو اتكل به ما غوى

رحمتك يا خالق الكون بالقلب الرهيف
في نهارن نجتمع به تحت عرشك سوا


ل أ.د تركي بن عبد الله السكران

أحيانا نريد أن نجتنب كل شيء
حتى أنفسنا نتحاشي كتابة
ما يجول بخواطرها
أشعر بالفتور فلا شيء بعيني جميل

كأن بيننا ما بعدت السماء عن الأرض
وإن بين قلبي وقلبك كخيط الحرير
متجاوران في الهوى حد الإلتصاق

وينهالُ دمعُ العينِ كالغيثِ مرسلٌ
وكلُّ الأنـــامِ في اللَّيالي هواجــعُ

أولِّي بوجهي حـــينَ تزدادُ كربتي
لــربٍّ يرى ما بالفـــؤادِ وسامعُ

أحلــتُ إليهِ الآنَ كـــربةَ خافقي
وليسَ لهـــا من دونِ ربِّيَ دافعُ

سألتــكَ يامن بالسَّـــرائرِ عالــمٌ
غياثًا لِما جــادت بهنَّ المدامعُ

فحسبي دعــاءٌ أنتَ أهلُ جوابهُ
ضنيتُ ولم تبرح عليَّ الفواجــعُ

وأورثتُ منَ القلبِ البئيسِ صبابةً
لها في دجى اللَّيلِ البهيــمِ نوازعُ

فواحســـرةً ما للفـــؤادِ غيــاثه
إذا ما تصيبُ القلبَ كثرُ الروائعُ

تطبَّبتُ بالهجرانِ والنَّأيِ والنَّوى
فألفيــتُ قلبي من أؤلاء لجـازعُ

فأينكَ يا صبري على ما وجدتَّهُ
كروبًا تجافيني بهـنَ المضـاجعُ

بحر الطويل

كنت وما زلت ذاك الشخص
المتلقي كل طعنة دون أدنى خطيئة
إن القلب ليورثنا حصيلة من ظننا فيه خيرا

قال أبو فراس الحمداني

وقلبتُ أمري لا أرى ليَ راحةً
إذا البينُ أنساني ألحَّ بيَ الهجرُ

فعدتُّ إلى حكمِ الزَّمانِ وحكمها
لها الذنبُ لا تجزى بهِ وليَ العذرُ