مرة وأخرى ..

و الرحيل هو عنواني الوحيد
وصندوق رسائلي فارغ إلا من صدأ الحديد
والصوت البعيد.

مرة وأخرى ..
بلا مناديل ملونة
تحرك أحداقي الساكنة
كتفي لا تبللها دموع عاشقة.

مرة وأخرى ..
في ليلة قمرية تقبلني عذراء
تَترنم بالحانِ حُزنها السوداء
وترحل.. لتكون كحكاية العنقاء.

مرة وأخرى ..
وفيفالدي يسكنني ب مقطوعة الخريف
وليس من نغمة حانية تعيد الربيع لموسم الزفاف
قبل أن أبدأ رحلتي إلى صيف الجفاف.

مرة وأخرى ..
تُهاجر من أعشاشهاِ القلوب
كرحلة الطيور من الشمال إلى الجنوب
وضحكات طفولة يطويها الغياب.


مرة وأخرى ..
ولا أغفو على شجن الكمان
وبحة صوت الزمان
فما أكثر ما يغادرني هذا المكان.

أأرحل مع النهار؟

أو تحت جنح الظلام؟
.
.
.
.
.
.
بل
سأبقى بانتظار وردة رخام
يحملها لي الحمام....

مرة وأخرى ..
تنتحر الشمس خلف الأسوار
ويغفو على وجهي نهار
ويمتصني باربوس إلى جحيم ثقبه في الجدار.

مرة وأخرى
غيّرت لوني وكذلك الطرقات
وتعبت لفرطِ ما ركضت خلف الأمنيات
لأبقى كحقيبة سفر على أرصفةِ القطارات

مرة وأخرى ..
أسير كما هي حالة هذيان
وتتشابك حولي الكلمات كالأغصان
وكأني ما ملكت حنجرة قبل هذا الأوان.

مرة وأخرى
يمتد هذا البحر وفاء لذاكرتي فيّ وفيها
أحتفظ بشال حرير منحسر عن كتفيها
فهي لم تأخذ بعد من حول خاصرتي يديها.


نهار آخر ..

نَهَار صَامِت وآخر
بِتَثَاقُل يَأخُذنِي لِمَسَاءٍ لا يُستباح فَيه حَرَفِي
ليُمتعني اوفيد بِمَسخ كائناتي.

...لَم تَعُد تَملِكني
مُذ عدت لا أتَذكُر أحلام ليلي..

نَهَار وآخر...
وما مِن فوضى عَارِمَة تُنظمنِي
ولا رِيَاح عَاتِيَة فتَقتَلِعني .
ولم تسَتَفَق الأَمنيَات بعد فيّ
ولا أجِد الصَّبر يُعَلمنِي سِوى الحِرمان.

نَهَار وآخر...

ضمائر جَافَة مِن حَولِي
وأَجد عَاطِفَة التَّجرد أُمثولة دَاخِلي
ولا شِيء فِي البحرِ البعيد سوى زُرقَة
وأُخرَى لَم أَخبر بِها نَفَسي بعد.