منتديات مسك الغلا | al2la.com

منتديات مسك الغلا | al2la.com (/vb/)
-   قصص وروايات لا تحكمها أرض أو حدود ( رواياتُنا ) (https://www.al2la.com/vb/f90.html)
-   -   دعوة للمشاركة بقصة .. (https://www.al2la.com/vb/t125458.html)

الْياسَمِينْ 01-22-23 07:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفاضل (المشاركة 3366247)
مد الجالس أمامه يده والبسمة ما تزال مندهشة في خارطة وجهه، مسح على رأسه بتودد ثم ربت على كتفه.. لم يعره انتباها.. قال للمرة السابعة محاولا انتشاله من لجشته المتلاطمة: وحد الله.. " لم ينبس بينما ردد الجالسون" لا إله إلا الله.. ‏رفع يديه عن وجهه لحظة توقف القطار، ألقى نظرة من النافذة وأسرع نحو الباب، أسرع الثاني خلفه والساعة التي أهدته فرح إياه متدلية بين أصابعه، مشيرا إليه بها ناحية الرف حيث لا تزال حقيبته، ‏وفي اليد الثانية تشبث بذراعه، تعلل ممتعضا أنه سيموت عطشا..

لو تركه سيرجع فلا يجد القطار، جاهد ليقنعه وجاهد الآخر ليفلت منه، أخرج لسانا جافا خشنا يلحس به شفتين ميتتين.. ‏تحرك القطار كعقرب ساعته، نظر إليه شزرا.
‏تمنى لو يرمي بنفسه فتزيل العجلات المتوحشة ما به، لولا تذكره آخر كلمات أبيه المحتضر، و ما تعلق بذهنه ‏من خطبة يوم الجمعة الماضية، ارتمى بجوار النافذة، جلس الآخر مبتسما تكلم كثيرا، وتكلم الذين بجانبه أكثر، لم يلتفت، وأطرق مزموم الشفتين يجتر ذكريات متماوجة .

أثر 01-23-23 06:43 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الْياسَمِينْ (المشاركة 3366332)
لو تركه سيرجع فلا يجد القطار، جاهد ليقنعه وجاهد الآخر ليفلت منه، أخرج لسانا جافا خشنا يلحس به شفتين ميتتين.. ‏تحرك القطار كعقرب ساعته، نظر إليه شزرا.
‏تمنى لو يرمي بنفسه فتزيل العجلات المتوحشة ما به، لولا تذكره آخر كلمات أبيه المحتضر، و ما تعلق بذهنه ‏من خطبة يوم الجمعة الماضية، ارتمى بجوار النافذة، جلس الآخر مبتسما تكلم كثيرا، وتكلم الذين بجانبه أكثر، لم يلتفت، وأطرق مزموم الشفتين يجتر ذكريات متماوجة .


"‏اليوم انتهى الشقاء، معيدا أم محاسبا كبيرا في أحد البنوك أو شركات الاستثمار، رغم ما في التدريس الجامعي من وجاهة ألا أن العمل محاسبا سيجعلني أغوص لشوشتي.. في الملايين، لا يهم أن أمتلكها، يكفي أن أعيش معها صباحا ومساء.." ‏
ضحك ماء فيه فسكت من حوله.. اناهز الجالس أمامه الفرصة فقال مبتسما: ‏الحمد لله ما أجمل وجهك وهو يضحك! لم يعره انتباها، أو لعله لم يسمع، لقد غرق في ذكريات مره..

الْياسَمِينْ 01-24-23 09:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أثر (المشاركة 3367601)
"‏اليوم انتهى الشقاء، معيدا أم محاسبا كبيرا في أحد البنوك أو شركات الاستثمار، رغم ما في التدريس الجامعي من وجاهة ألا أن العمل محاسبا سيجعلني أغوص لشوشتي.. في الملايين، لا يهم أن أمتلكها، يكفي أن أعيش معها صباحا ومساء.." ‏
ضحك ماء فيه فسكت من حوله.. اناهز الجالس أمامه الفرصة فقال مبتسما: ‏الحمد لله ما أجمل وجهك وهو يضحك! لم يعره انتباها، أو لعله لم يسمع، لقد غرق في ذكريات مره..

نشأ في أسرة معدمة بإحدى قرى الجنوب..
‏أبوه يخدم في مزرعة العمدة نهارا، وفي "الدوار " حتى ينفض السمر بعد منتصف الليل، ذاق الأمرين ليعلمه، و ذاق هو أكثر في مشواره الطويل.. ‏كانت المرحلة الأخيرة أشقها عذابا وألما، لم يشتر كتابا واحدا، ما يرسله أبوه كل شهر يكفي بالكاد لدفع أجرة حجرة خانقة تحت السلم بأحد الأحياء المتهالكة، ووجبة واحدة من الطعام يوميا لثلاثة أسابيع على أقصى تقدير، وكان باقي شهر موزعا بين بيوت الزملاء..

أثر 01-25-23 11:28 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الْياسَمِينْ (المشاركة 3370454)
نشأ في أسرة معدمة بإحدى قرى الجنوب..
‏أبوه يخدم في مزرعة العمدة نهارا، وفي "الدوار " حتى ينفض السمر بعد منتصف الليل، ذاق الأمرين ليعلمه، و ذاق هو أكثر في مشواره الطويل.. ‏كانت المرحلة الأخيرة أشقها عذابا وألما، لم يشتر كتابا واحدا، ما يرسله أبوه كل شهر يكفي بالكاد لدفع أجرة حجرة خانقة تحت السلم بأحد الأحياء المتهالكة، ووجبة واحدة من الطعام يوميا لثلاثة أسابيع على أقصى تقدير، وكان باقي شهر موزعا بين بيوت الزملاء..


عادت دمعاته تنحدر فرفع يديه يخفي بهما وجهه، حلم كثيرا " بالامتياز " الذي لم يحققه أحدا منذ خمس سنوات، لعله يكون الأول بجدارة، واصل الليل بالنهار لم يحصل إلا على "جيد جدا " تخلف مجموعه درجتين، لا بأس، فهو الأول على الدفعة، شعر يومها بيديه تطول حتى تمسك السحاب، كاد رأسه يتحطم حين ارتطم أثناء قفزه بسقف الحجرة الذي لم يكن سوى السلم الذي بنيت الحجرة أسفله.. جعل يصرخ من شدة الفرح :
" ‏اليوم سآكل ثلاث مرات في اليوم، بل خمس مرات ستودع أسرتي الفقر والضنك إلى الأبد، سأرسل لهم نصف راتبي شهريا، سيمتلئ البيت باللحم والفاكهة، سأسكن في أفخم العمارات، سأتزوج "فرح" تلك الأفعى الحسناء ، لن يجرؤ أبوها على رفض موظف بالبنك ، سوف، وسوف، سوف.

الْياسَمِينْ 01-25-23 12:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أثر (المشاركة 3371844)

عادت دمعاته تنحدر فرفع يديه يخفي بهما وجهه، حلم كثيرا " بالامتياز " الذي لم يحققه أحدا منذ خمس سنوات، لعله يكون الأول بجدارة، واصل الليل بالنهار لم يحصل إلا على "جيد جدا " تخلف مجموعه درجتين، لا بأس، فهو الأول على الدفعة، شعر يومها بيديه تطول حتى تمسك السحاب، كاد رأسه يتحطم حين ارتطم أثناء قفزه بسقف الحجرة الذي لم يكن سوى السلم الذي بنيت الحجرة أسفله.. جعل يصرخ من شدة الفرح :
" ‏اليوم سآكل ثلاث مرات في اليوم، بل خمس مرات ستودع أسرتي الفقر والضنك إلى الأبد، سأرسل لهم نصف راتبي شهريا، سيمتلئ البيت باللحم والفاكهة، سأسكن في أفخم العمارات، سأتزوج "فرح" تلك الأفعى الحسناء ، لن يجرؤ أبوها على رفض موظف بالبنك ، سوف، وسوف، سوف.

بحث عن عمل ‏، تابع إعلانات الصحف ، كلما ذهب إلى بنك أو شركة امتحنوه في مناهج غير مقررة، من أنت؟ هل معك تزكية من احد، هل للأسرة أرصدة في البنوك، متى تمتلك من الطيران والعقارات؟
في كل مرة يخرج منكس الرأس مذبوح الكرامة، قاطعا على نفسه العهود والمواثيق المغلظة ألا يعود، ثم ما يلبث أن ينسى.. ها هو محشور وسط سبعة وستين وتسعمائة خريج، جاءوا من كل الأنحاء، نجح منهم في الاختبار الأول ثلاثة وسبعون، كان هو أحدهم، سيعقد لهم اختبار ثان لتعيين عدد لن يتجاوز أصابع اليد الواحدة، صالة كبيرة ذكرته بامتحانات الكلية، جاء الوجوم مع ورقة الأسئلة، كل منهم ينظر إلى من حوله بذهول، أسئلة ما أنزل الله بها من سلطان.

الفاضل 01-25-23 05:16 PM

جاري الكتابة


الساعة الآن 04:11 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا