وعلى مرأى الغيمة الخجولة التي تطرق نافذة غرفتي ..
وحبات المطر التي تطلي زجاج شباكي بلون المطر ..
أكتب إليكِ فتاة الخدر ..
أكان الحب زلة "قلب" وكبوة "وقت" ؟
هل حقًّا خدعنا الزمان والمكان بلقائنا فأرسل الأقدار انتقامًا ؟
أهل كانت عقوبةٌ مغلظة لليلة الأولى حين أخبرتك بأن عيناك من وحي الخيال ؟

ما كانت نبضات قلبي تستحق هذه البعثرة ..
ولا شهقةً تتدحرج بحنجرتي مستغربة ..
ما كنت أسعى للفرح لتنتقم مني الأيام ..
كنت أسعى إليكِ أنتِ .!!

فتاة الخدر ..
حين كنا في غياهب النسيان ..
ظلان في ظهر الزمان ..
كنت أخبرك بأن المجرة لو تخطئ فتقذف بي وبك نحو كوكبٍ آخر ..
على طريقة التقاء حواء بآدم ..
فتصبحي بعيني كحواء بعيون آدم ..
فأراكِ كل النساء ..
ونون النسوة ..
والمثنى الذي لا يتثنى ..
ولا غيرك يستحق أن ينادى باسم التأنيث من بنات جنسك ..

صباح الخير أيها العابرون من هنا ..
إطلالة بسيطة ونكهة " كوب شاهي " محبوك جدًّا ..
قبل بداية يوم مليء بالأعمال والاجتماعات والنقاشات الهندسية " المزعجة أحيانًا " ..

على بُعدِ خطوتين من الذبول ..
وانطفاء سيجارةٍ أنهكت أنفاسي ..
أكتب قافيةً لك مكسورة ..
كنظرتي التي تخدرت في عيناي ..
أنثر بقايا الحلم على وجه الريح بعدما صار رمادًا ..

على غرار المحاولة الأولى مني لك ..
تعالي لنتصرف كأننا غريبين لا يعرف أحدنا الآخر ..
اعتبريني كراكبٍ بجانبك في قطارٍ يتجه نحو عملك ..
أو اعتبريني بائع الفواكه تحت العمارة التي بها شقة والدك ..
تعالي نمحو خطأنا حين كتبنا اللقاء بحبرٍ من شفق ..
ونسينا أن الشمس تغيب وإن طال بقاؤها .!


فتاة الخدر ..
على نغمة الوجع يرقص حرفي ..
عميقٌ هذا الجرح كبركانٍ إندونيسي يثيره أبسط شيء ..
تيبس رجائي في جوف قلبي وضاع بين انحناءات صدري ..
وتيقن كل ما بي أن ما بي سيبقى سرمديا إلى يوم يبعثون ..
وأن كل تلك القصص التي حدثت كانت وجعًا مؤجلًا ..
فيا راحلةً خلف اللقاء ..
بعيدةً عن شواطئ التوقعات ..
وغريبةٌ في بلاد المفاجآت ..
حين تعودي يومًا ؟
أخشى بأن يصيبني كما أصاب طلال حين رحل وهو يغني لمحبوبته " الله يردك لي يا مطول غيابك "..


شيء من الخاطر

ميادة حناوي لما قالت :
بيقولوا الأيام بتداوي .. ويقولوا الصبر جميل
وانا يعني قلبي مش ناوي .. ودموعي من كلمة تسيل

ما كانت تتكلم عن نفسها ,, هي كانت تقول الناس تكذب عليك ما راح تنسى اللي غاب .!

الدقيقة الأولى بعد الفراق ..
حيث شهقة الغياب تتحرش بحنجرتي ..
بعيدًا عن عيون الوشاه أرتب ملامحي ..
أزيل علامات الخذلان من مقلتاي ..
أفرك عيناي باستماتة لأزجر وقع الرحيل ..
هناك ..
حين تبدد الخيال وقُذف الحلم خلف حواف الأمنيات ..
حينها تدحرج الليل من كفوف الشمس ..
وسكن تحت أهدابي ورمى ظله تحت عيناي .!
أواه .. كلمة قلتها بعدما تمنيت لو أكون نسيا منسيا ..
لعل لي بجذع نخلة كي يأتيني الفرج ..
أو قميصًا يرد لي سنين عمري التي مضت ..
ولكن لم أجد هذا وذاك فلست شخصًا نبيا ..
إن أنا إلا بقايا شخص ليس له هوية ..
فأنا أنتمي للأعوام السحيقة وإن كنت شابًّا ..
ومن صلب الروايات المروية على لسان مكتئبٍ روسي ..