نعم..
ولا اخفيك سراً..
فمنذ اللحظة الأولى من غيابك..
افتقد قلبي النبض ..
وافتقد عقلي الضجيج ..
وافتقد جسدي الدفء ..
وافتقدت شفاهي الابتسامة..
وفمي افتقد طعم الشهد ..
وافتقدت عيوني البريق ..

أصبح كل شيء لا طعمٌ له ..
لا نكهة ..
لا رائحة ..
لا لون ..

الليل أصبح مثل النهار ..
العتمة مثل الضوء ..
الصوت مثل الصمت ..
الحياة مثل الموت ..

كل الأشياء أصبحت في غيابك عادية جداً ..
لا جديد فيها ..
لا اختلاف فيها ..
كل شيء حولي أصبح غريب .. غريب ..

أصبحت الاشياء حولي أكثر روتيناً ..
الحياة أكثر مللاً ..
والوقت أكثر طولاً ..

الساعة لم تعد تسير ..
ولم تعد تركض لتلحق عمري الهارب مني دونك ..
توقفت في زاوية واحدة ..

سقطت في الفراغ رغم امتلاء وقتي بالأشياء ..
اتوسد ذراعي أنا ..
صدري أنا ..
كتفي أنا ..
أغفو كطفل غاب عنه حضن أمه ..
وتركته عارياً من الغطاء ..
ومن الدفء ..

كثير البرد ..
أنام وبقلبي كثير أحلام بك ..
وكثير أمنيات ..
وكثير ذكريات ..
وقليل قليل كلمات ..!

حينَ تكوني .. فقط أكون ..
لا أكون ولن أكون إلا حين تكوني ..
ولن أعود كما أنا إلا حينَ تعودي ..

عُودي ..
عُودي لأستعيد ذاتي معك ..
أستعيد نبض قلبي ..
جَسدي ..
شِفاهي ..
ابتسامتي ..
مَرَحي ..
ذاكرتي ..
أمَلي ..
تفاؤلي ..
أحْلامي ..
واقِعي ..
وحتّى حُروفي وهَمساتي ..

أنتِ فقط ..
تُعيدي كُلّ أشيائي التّائهة الضّائعة مِنُي ..

فلتَعلمي وتُدركي ..
عندما تكوني ..
لا شَيء يوازي قيمة اللحظات معك ..


فَـ ..
أنتِ لحظات صَباحي الجميل ..
شمسي التي تُشرقُ من عَينيكِ ..
قهوتي التي أرتشفها من شفتيكِ ..

أنتِ نهاري ..
أنتِ مَسائي ..
أنتِ قَمري ..
أنتِ ليلي ونُجومي ..

أرجو الله ان تكوني كلك بخير..

عُودي إليَّ لأعُود لي ..

عُودي ..!