في احد الأيام البعيدة، وفي إحدى المناسبات العائلية، تهجم أحد معارفي على قوقعتي الخاصة، وانتهك خصوصية غرفتي، وفتش في ادراج مكتبي، وقرأ كل ماخطته يداي، وبعد أن أشبع فضوله ونال مايكفيه، خرج من الغرفة ظافرًا، مزهوًا بنفسه، تاركًا خلفه عالمي الصغير حانِقٌ مغتاظ من هذا الطفيلي الكبير، وفي نهاية تلك الأمسية عدت إلى غرفتي وقد انهكتني المجاملات، وانا أجهل ماحل بها في غيابي، وبكل حُمق وبلاهة لم انتبه لما أرادت مني ان أراه، ولم أفهم أن هناك شيءٍ متغير في الأجواء، ومرت الايام وأنا لا آزال كالمغفل وغرفتي لاتزال تسخط مني، حتى التقيت الشخص ذاته ثانيه، وحينها وأخيرًا أدركت ماحدث وأبصرت كل شيء، فقد كان يتصرف بغرابة معي ويتحدث برموز وتلميحات وأحيانًا يقتبس بعض كتاباتي في منتصف الحديث، لم أحتج وقت أطول للفهم، فقد علمت كل شيء، إحتدمت غيظًا وامتعضت وانفعلت، والأسواء والاردأ انه كان يتظاهر بأنه يفهمني وفجأة يريد أن يصبح أجدرُ أصدقائي وأنيسي، مر وقت طويل على هذه المسالة وقد تعلمت درسي فلا أبرح حتى أغلق غرفتي وأحسن إقفالها، ورغم هذا لاأزال أشعر بالغضب والقهر كلما تذكرت، لو تعرض أحدكم للموقف ذاته فماذا تفعلون؟

عن الخصوصية



نفتقدها في عالمنا الذي لا يعترف بها


منذ انتهاكنا لخصوصية الطفل و هو في مهده فتتداوله الأيدي التي تعكر مزاجه


و مرورا بالكثير

حتى نشيخ و نحن نناضل من أجل خصوصيتنا

حتى نُضطر لأن نحول غرفنا إلى ثكنة عسكرية تعمل بحفنة من المفاتيح و الأرقام السرية

و نعمد للتمزيق و نبتكر فنون التخفي و الإخفاء و الاختفاء




سلحفة


تجربة سردتها بصدق

و خبرة مضافة لسلسلة قادمة من التجارب


تحياتي

انا شخصيا ماعندي شيء اخفيه عن احد
لذلك مايهمني من يبحث ورائي
ماهو معين الا الزين
وحقيقة لو بنعيش بهالفكر نخاف على اشيائنا ونخبيه ونتحرز لاحد يشوفها بنرهق انفسنا ونستنزف طاقاتنا ولن نشتطيع انجاز شيء
نحن نسير للامام ولا نلتفت