لا أجرؤ على الحب من جديد ..
ولا أجرؤ على الإقتراب كثيراً ..
ولا أجرؤ على الإنغماس في لحظة حنين دافئة..
ولا أجرؤ على اشباع جوع قلب يحتاج الى الحياة..
ولا اجرؤ على نسيان ذاكرة أشبعها الزمن بالأشياء..
ولا اجرؤ على المحاولة من جديد لإنجاب قصيدة حب ..
او لإفشال عقم حرف..
او لهزم جليد البوح..

ولا أجرؤ على الإعتراف أنّي احتاج إليها..
حين يحتلني الغياب..
ويسرقني الواقع منها ومني..
ويرافقني الملل بعيداً عنها..

ولا أجرؤ على الإعلان أمام قلبي..
أنها أصبحت جزءاً حقيقياً منه ..
ترافقه في كل ما يشعر به..!

من أين أتيت ؟....

...

أمنت كثيراً بالحب منذ صغري..
كنت أعتبره الإحساس الأجمل..
الشعور الأروع..
الحكاية الأعذب..

كنت أبني حوله احلاماً كثيرة ..
أصنع منه قصوراً مذهبة..
حدائق ورد ..
شواطيء فرح..
لحظات لهفة..
شفاه تبتسم حتى للحجر..
حتى للطير في السماء..

اعايشه على وسادتي..
بين أوراقي..
في زوايا كل الأمكنة التي تمتليء بأقدامي..

أعيشه .. ولو وهماً ..
ولو خيالاً ..
ولو أمنية من تراب..
من هواء..
من غبار..

كنت اكبر وهو يكبر داخلي..
واحلامي عنه تكبر معي..
وعشاقه يسافرون في مخيلتي البريئة..

كنت منذ صغري عاشقاً جداً للحب..
لذاك الحب البسيط..
الجميل..
الطاهر..

فكان شكل الحب كبيراً في نظري..
كان حجمه عظيماً في قلبي..
في ذاكرتي..
في حياتي..

أكبر من مجرد جسد رجل وإمرأة ..

اعظم من مجرد قبلة عابرة على شفاه يتيمة..

كان إحساساً مدهشاً ..
يحول الارض إلى بقعة ضوء..
فتنير كل شيء ..
كل شيء..
كل شيء..
حتى أعماق القلوب..

ااااااهٍ كم كنت اعشق ذاك الحب ..
الذي اختفى مع مرور الزمن..!

ذاك الحب ..
الذي اصبح كالثوب العتيق..
فلم يعد يليق بهذا العصر العنكبوتي ..!

الرصاصة التي لم تقتلني ، استخدمتُ
‏رأسها لـ أحمر الشفاه ..

الطقس مناسب لأحبك مرة أخرى..