أتمني أحياناً الهروب ..
الهروب إلى لا مكان..
حيث لا ألم ..
لا اشتياق..
لا فراق..
لا تفاصيل ..
وربما لا مشاعر ..

ولكن ..!
أين ذاك اللا .. مكان ..!

في العمق تحتلني أشياءك التي لا تفارقني..
يحلتني..قلبك الذي علمني الحب..
والدفء..
والحياة..

في العمق تسكن أشيائي المرتبطة بك..
أراها في كل ثانية من يومي..
أرحل من خلالها إليك وانتِ بعيدة..
أشعر بكِ من خلال ذاكرتنا معا..

فكل ما حولي مرتبط بك..
قلبي..
يداي..
كلماتي..
تفاصيلي ..
حتى ملابسي وعطوري..
كل ما في عالمي يخبرني عنك..
يروي لي حكاياته معك..

حتى تعقيدات الأشياء حولي تعرفك..
كل شيء يخصك في مكاني..
يشاركني بك..
يحتل جزءا كبيرا منك ..

كم أشتاقك بعمق..
كم يحفر الشوق ذاته في قلبي وجسدي..
كم..
وكم ..
وكم أنا تائه .. ضائعٌ دونك..!


فأنتِ لقلبي دواءً..

ولجسدي دفئا..


تفاصيلي كلها تتعب دونك..

فوحدك فقط من تجعل حتى تفاصيلي الصغيره تحتاج اليك ..!

منذ زمن وأنا أُعانق الأحلام العنيدة على سريري قبل نومي ..
وأثمل في سكرة حلمي ..
وأتمنى أن لايأتي النوم لجفوني ..
فقط ..
كي تستمر الفرحه الوهمية ..

رغم أنّي لا أعرفك ..
لكنني اتخيلك كأسطورة حب ..
وككل من لا أجد له معنى في الكلام ..
وأغوص .. وأغرق في الأحلام ..
حتى تأتيني صحوةُ الغفوة ..
فأغير إتجاه عيني التي ثبتت مكانها لبرهة من الزمن ..
وأتنهد على حلم أيقظ المشاعر ..
فتتحرك أمواج الأَهات بعيني وصدري ..
ولكن قلبي يمنعها من التحرر .. والانعتاق ..
وأقول أين أنتِ ..!
ومن أنتِ ..!
ومتى سنركب سفينتنا الشراعية ..
لنتجاهل العالم العنيد الذي تجاهلنا لزمن ..
ولم يأبه لنا وبنا ..!

وفي النهاية ..
جاءت السفينة ..

ولكن للأسف ..
لم يأتِ الربّان ..!

تبقى منسياًحتى تولد في
ذاكرة أنثى
لماذا في ذاكرة أنثى؟
لأن ذاكرة بعضهن تحتضنك عمراً
بل وتحتضنك حياً أو ميت

تراودني هلوسات جنون ..
أفكر فيها بشيءٍ أكبر جداً ..جداً .. من المستحيل ..!

أن أسترق لحظات من يومي..
ومن نومي..

ومثلها من وقت سعادتي..

ثم أجمعها ..
ليُصبح لي يوماً ثامناً في الأسبوع..

هو لها فقط ..

لا أحد يفتقدني..
ويذكرني فيه ..

فقط ..
أنا .. وهيَ..
ويومنا الثامن ..!

سلامي لكِ ..
سلامي لكِ أينما حللتِ ووطأتِ ..
سلامي لنبض قلبك نبضة نبضة ..

كم أشتهي الإقامة الجبرية في أعماقك ..
أن أصبح دماً ينساب في أوردتك و شرايينك ..

سلامي لكِ ..
سلامي ﻷنفاسك همسة همسة ..

كم أشتهي أن أكون شهيقاً وزفيراً فيها ..

سلامي لكِ ..
سلامٌ .. سلام ..!