‏كثيرة هي الكلمات التي أخذها العامة في مختلف بقاع الأرض على أنها تصب في نهاية الأمر بمجرى المعنى الواحد ،،ومن هذه الكلمات كلمة الحيادية والوسط ،، فقد يقول أحدهم "أنا محايد" ليعبر عن أوسطية أو توسط موقفه او رأيه أو أسلوبه في الحياة.

‏ولو ابتعدنا عن المعنى الحرفي أو اللغوي لكل من كلمتي الحيادية والوسطية أو الوسط ودققنا في واقعية كل منهما لوجدنا فرق الشاسع ما بين المعنى المتوسط والحياد.

‏وقد يتمثل التوسط في اسلوب حياة ومنهج سلوك ما بين طرفي نقيض.
‏ فالوسطية إذا حاله مشاركة ،، حالة تفاعل مع المحيط حالة حية مستمرة فيها مد وجزر الأخذ والرد بصورة دائمة،، وهي حالة جدا ضرورية لاستمرار وحياة كافة الحالات الأخرى على مختلف مواقعها من أقصى تطرف الأول إلى أبعد نقاط التطرف الأخير ،،

الوسط أو التوسط حالة تمثل نقطة ارتكاز امتصاص مصادمات ومفاجآت كافة أطراف التناقض،،
فالوسطية إذن حالة إيجابية وغلاف وعنوان ومحتوى صريح وواضح.
‏إذا كانت هذه الوسطية أو التوسط ماذا إذن عن الحيادية أو الحياد؟!
فهي وإن اعتبرها البعض موقف إلا أنه موقف الهارب أو العاجز الذي اختار الحيدة عما يدور حوله،،
فهو لازمع ولا ضد،، ولا ترد ولا يجرؤ على التعبير عن أي توجه ايجابي يمكن استثماره باتجاه بناء رأي أو إقامة أيديولوجية أو أي نشاط فعال.