|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-01-23, 05:08 PM | #1 | ||||||||||||||||||||||||||||||
|
هل اخترت مسارك المهني بنفسك حقًا؟ الجميع حسبني مجنونًا! إذ كيف أتخلى عن وظيفة آمنة في مجال (المحاسبة) لأعمل كاتبًا مستقلًا. أعترف:: لم يكن قرارًا سهلًا؛ رغم أن كتاباتي جيدة حدّ تنصيبي [عميد المقالة العربية] ومع ذلك، تفرض عليّ طبيعة العمل المستقل تحمّل فترة من عدم الأمان المالي. وكثيرًا ما فكرت بالعودة للوظيفة التقليدية. عدا أنني أثبّت على اختياري -كل مرة- بفضل حديثٍ دار بيني وشخص أثقّ به جدًا. التقينا ذات صباح ممطر في مقهى. وبعد أن استمع إليّ وأنا أسرد قائمة الإيجابيات والسلبيات التي رسمتها في ذهني، سألني سؤالاً أنهى حيرتي:
ساعدني السؤال على التفكير في حافزي الداخلي الجوهري؛ هل أنا شغوف بالكتابة، أم مجرد شخص يُحب تلقيّ الثناء على نصوصه؟ هل أردت ممارسة اللعبة المنتهية أم اللانهائية؟ [ تحدثت عنهما في موضوع سابق ]قررت الاستمرار في الكتابة، وأنا سعيد بذلك حقًا. لقد ساعدني ذاك الشخص على إدراك أنني كنت مهتمًا بالكتابة لذاتها ولأن الآخرين يحتاجونني، ولست باحثًا عن بعض كلمات الثناء. ولولاه -بعد فضل الله سبحانه- لمّ خصصت وقتًا لأسأل نفسي عما يهمني، بغض النظر عن تصورات الآخرين. ولما أستطعت هجر حسابي في تويتر حُرر الحساب لمخالفته قوانين المنتدى لم أفهم يومًا عبارة [أحبب ما تعمل حتى تعمل ما تحب] أو نسختها المطوّرة: ربما لأنني اكتشفت شغفي بالكتابة منذ البداية، وكان الانتقال من (مدّون) إلى (كاتب محتوى مستقل) مسألة وقتٍ فحسب. على العموم، التقيت ضمن (العالم الحقيقي) عشرات الأشخاص ممن حققوا تقريبًا كل الأهداف المرسومة لهم، فقط ليدركوا أنهم كانوا يفوزون بلعبة لم يستمتعوا بلعبها! لماذا نتسلق سلالم -وظيفية- لا نريد حقًا أن نقف عليها؟ ذُهلت حين وجدت الإجابة في كتاب Games: Agency As Art للفيلسوف والباحث في تصميم الألعاب من جامعة يوتا (سي. ثي نغوين C. Thi Nguyen) واسمح ليّ، عزيزي القارئ، بتلخيص فهمي: تبني معظم الألعاب الإلكترونية عالمًا بهدفٍ واضح و(إنجازات مرتبيّة Rankable): يتوجب على {باك-مان Pac-Man} التهام كل النقاط. ماريو مُكلّف بإنقاذ الأميرة (ضمن مهمة شِبه أبديّة!). تقدم ألعاب الفيديو ما يسميه نغوين "مستوى مغرٍ من وضوح القيمة": تحصيل نقاط هزيمة الوحش ثم الفوز. تعد ألعاب الفيديو، من جوانب عديدة، ألعاب الجدارة الحقيقية الوحيدة التي يمكننا ممارستها؛ يلعب الجميع ضمن حدود بيّنة، وبذات مجموعة المدخلات، ليفوز الأمهر. حياتنا المهنية .. مختلفة فلعبة العمل التي نمارسها وفقًا لساعات عملنا: تأتي أيضًا بقيمها ومقاييسها الخاصة. يُقاس النجاح بمقدار المال الذي تجنيه لشركتك/لنفسك. في حين تُحدد الترقيات والمكافآت والعلاوات طريقك نحو النجاح، مثل النقاط على طول خريطة {باك-مان Pac-Man}. يكمن إغراء هذه المقاييس في بساطتها. يقول نغوين في كتابه:
بعبارة أخرى، يسهّل أن تتبنى قيم اللعبة عوض اللعب وفق قيمك الخاصة. وذاك احتجاز القيمة باختصار. ولأزيدك من الشعر بيتًا، لاحتجاز القيمة شواهد عديدة من حياتك اليومية: يشترك أحدهم في (فيتبيت Fitbit) لرغبته بتحسين لياقته، لكن سرعان ما يغدو مهووسًا بزيادة خطواته إلى الحد الأقصى! يسعى آخر ليكون أستاذًا جامعيًا بغيّة إلهام طلابه ولكن يبدأت تركزه يتشتت نحو عدد مرات الاستشهاد بأبحاثه. أنا وأنت، ألم ننضم إلى تويتر (أقصد X) لأننا أردنا التواصل مع الآخرين؟ ولكننا -الآن- منشغلان بمدى انتشار المحتوى. اسأل نفسك ذاك السؤال: إذا كان بمقدورك تحقيق الشيء الذي "يُفترض" أنك تريده، ولكن لا يمكنك إخبار أحد أنك حصلت عليه، فهل ستظل تريده؟ ربما يساعدك هذا السؤال وحده في التعرف على اللعبة التي تلعبها، وتحديد ما إذا كانت اللعبة التي تريد الفوز بها أم لا. | ||||||||||||||||||||||||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||