الإيمان



هو مادة الحفظ التي تضمن للفكر و القضية و الدين حياة ممتدة


حتى لو داخلها الجدل في من له الحق حسب رأي المتخاصمين


لكن حقيقة وجودها لا تُمس

و عمرها يتحول إلى رصيد مفتوح لا أجل حتميّ له


بالعامية نقول : ما ضاع حق وراه مطالب !


و الحقيقة أن القضايا التي تتعلق بالهوية و الانتماء و المصير


يتوارث الأجيال راية المطالبة بها



و لو أن رجلاً واحداً آمن و حمل هذه الراية


سيثير انتباه الجمع ليتساءلوا : ما به ؟



سيثير إعجابهم تمسكه و جهاده للحفاظ عليها

و راية الفلسطينيين مذ ذاك لم تسقط


رغم الخذلان


رغم التقاعس


رغم التجبّر


رغما عن كل أنف


رفرفت


شاء من شاء


أو أبى من أبى

يقال : الذيب ما يهرول عبث


و إن كنت على يقين بأنهم ضباع في طبعهم الخسة و الدناءة و لا يملكون صفات تجعلنا نعدّهم من صفوف الإنس

هم و من يتبعهم و يتابعهم شياطين بهيئة بشر


و على مدى التاريخ


هم يهرولون و في رؤوسهم فكرة عدائية متوارثة

في ظاهرها عداء للأديان أو المسلمين


لكن في باطنها عداء لله سبحانه و كل من يؤمن به

إقصاء دَور الدين في بناء المجتمعات هدف رئيس

و بناء مؤسسات و كيانات علمانية تفصل الأديان في مسيرة المجتمع هي حتما معاداة للرب

الذي وضع للبشر خط سَير من المفترض أن يؤمن للناس معيشة و تعايش سلمي

ضمن مؤسسة اجتماعية إنسانية لها قوانين و قيود و حدود و ضوابط تتفوق على

الصورة التي رسمها أفلاطون للمدينة الفاضلة

لكن مهما حاول الشيطان المتخفي بجلد بعض البشر

من طمس الحقيقة و رسم الواقع حسب أهواءه و ما يخدم نواياه


فلله الأمر من قبل و من بعد في إزالة الغشاوة أو الزيف


و سينصرهم و لو بعد حين


و إن تخلى الكون كله عنهم


لكل إنسان موعد

و من رحلوا لاشك رأوا مقاعدهم

على يقين


بأنها أحد القضايا الإنسانية التي لم و لن تموت


نموت نحن


و تبقى حتى يأخذ كل ذي حق حقه


الدكتورة


وجودك أعطى لبساطة الموضوع و الطرح زخم و قيمة مضاعفة


أنتِ و أخواتك المخلصات


لكن في الدار مقام لا يحتله أحد


و تلك الدار هي نفسي التي تحبك و تحترمك

نارا


أشكر كلماتك و حضورك الداعم و المشجع


تحياتي