"العودة إلى القرآن ومجالسة أنواره، أشبه بالعودة من صحراء قاسية تناثرت فيها الوحشة، وبسط عليها الظلام عباءته !
‏حتى إذا تفضل الرحمن سبحانه وبحمده فأجلس عبده بين يدي كلامه العظيم، أنار قلبه فاطمأن وسكن، وسكتت عنه الحيرة وزال القلق".

قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله

‏واعلم أن الله تعالى إذا نظر إليك وعلم أنك قد جعلته معتمدك وملجأك، وأفردته بحوائجك دون خلقه؛ أعطاك أفضل ما سألته، وأكرمك بأكثر مما أردته.
‎

‏هائل ورائع ولا منتهى له في العظمة ذلك الشعور بأن تسعى إلى الله من باب يحبه؛ فتجده يغرقك من باب تحبه لطفًا وجبرًا ورضًا وسرورًا..

فتناجيه:
يارب أتيتك حين أتيتك إذ ليس لي إلاك أطمئن به وأهتدي، فأعطيتني فوق الهدى والأمان رزقًا آخر يذاع عنه بين الخلق بالجبر، لكنه في نفسي فوق هذا بمعانى كثيرة، أحسها ولا تسعفني لغتي في تبيانها، يارب رغم أني لا أحسن توصيفها‏ إلا أن جميعها تدل على أنك الله الأكرم والأعظم والأعلم بخفينا منا، وأنك أنت الله لا إله إلا أنت، الواحد الأحد، الفرد الصمد، ولا معبود بحق إلاك ..!

۞يا أيُّها الإِنسانُ ما غرَّكَ بِربِّكَ الكريم۞

وقفة صادقة مع هذا النداء الرباني كافية إلى إعادة النظر في علاقتنا مع الله.

اللهم غرني كرمك ورحمتك وعفوك فأعف عنا ياكريم ..