۞فما ظَنُّكُم بِرَبِّ العالمين۞

اعلم يا عبدالله أن الظن بالله ما هو إلا جيشان يتصارعان في صدرك، فريق يظن ويتوقع الخير، والآخر يظن ويتوقع الشر، بأيهما كانت الغلبة فهي لك ومن نصيبك!
ألا فظنوا بربكم خيراً،

اللهم ارزقنا حسن الظن بك وحسن التوكل عليك ..

الدعاء من العبادات التي تقربنا من الله تعالى، وتجعلنا من عباده المتقين.

اللهم تقبل دعائنا، ووفقنا لطاعتك، واجعلنا من أهل الجنة.

۞ولن يُؤخِّرَ اللَّهُ نفسًا إِذا جاءَ أجلُها۞

من ذا الذي يعلم يقيناً ماذا بقي له من عمر أو عمل؟ فلا تقعد مهما تقدم بك السن أو غلبك الضعف والمرض عن عملٍ صالح تلقى به مولاك،

اللهم اجعل عملنا في رضاك إلى أن نلقاك ..

صلاحٌ بصلاح ..
قال مطرف -رحمه الله-:
«صلاح القلب بصلاح العمل
وصلاح العمل بصحة النية».
[حلية الأولياء، أبو نعيم].

ذكر ابن إسحاق في خبره عن يوم بَدْرٍ قال: ثم خرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى النّاس فحرّضهم، ونفل كل امرئ منهم ما أصاب. وقال: ‏"‏والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجلٌ، فيُقْتَل صابرًا محتَسِبًا، مقْبلًا غير مُدْبر، إلا أدْخَله الله الجنّة‏"‏. فقال عمير بن الحمام ـــ أحد بني سلمة، وفي يده ثمرات يأكلهن: بخ بخ! فما بيني وبين أن أَدْخُلَ الجنّة إلا أن يقتلني هؤلاء؛ فقذف التمر من يده، وأخذ السيّف، فقاتل القوم حتى قتل، وهو يقول: [الرجز]

۞إن تَكونوا تَألَمونَ فَإِنَّهُم يَألَمونَ كما تَألَمونَ وتَرجونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرجون۞

هذا تشجيعٌ لنفوس المؤمنين وتحقيرٌ لأمر الكفرة، نشترك معهم في الجراح، ونتميز عنهم برجاء الأجر وحسن الظن بالله،

اللهم اشدد وطأتك عليهم واكفِ إخواننا إياهم بما شئت وكيفما شئت ..