"أوجاعُك وهُمومَك التي تظُنها جِبالًا فوق صدرك رَكعات الوِتر كفيلةٌ بمُدَاوَاتِهَا"

‏من ألزم نفسه -يومياً- بورد وافر من القرآن، وحرص على التمسك به، سيلحظ تغيراً ظاهراً في نمط حياته دون أن يرتب لهذا التغير أو يخطط له.
القرآن يعيد كل شيء في حياتك إلى نصابه، وإلى وضعه الأحسن الأقوم.
﴿ إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾

"الاستغفار من أكبر الحسنات فمن أحس بتقصير في قوله أو عمله أو حاله أو رزقه أو تقلب قلبه فعليه بالتوحيد والاستغفار"

قال عُبيد بن عُمير:

تَسبِيحة بِحمد الله في صَحيفة مُؤمِن خَير له مِن جبال الدنيا تَجرِي معه ذَهَبًا.

سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

"لا يوجد نداء لصلاة الوتر لكن هناك ربٌ ينادي: هل من داعٍ فأستجيب له؟ وهل من مستغفر فاغفر له؟ ، ان لمن تكن من المصلين فكن من المستغفرين"

عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : " لا يتوضأ رجل مسلم، فيحسن الوضوء، فيصلي صلاة إلا غفر الله له ما بينه وبين الصلاة التي تليها ".

۞وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ۞

الكلام الحسن من أعظم ما يغرس الود، ويُبطل كيد الشيطان وتحريشه بين الناس،

اللهم اجعلنا من المحسنين قولاً وعملاً ..

"وأَلنَّا لهُ الحديد"
الذي ألان الحديد على قسوته قادر على أن يلين كل أمر صعب ويجعله هينا لينا سهلا ميسرا فثق بربك وتوكل عليه

۞وآخِرُ دعواهُم أنِ الحَمدُ لِلَّهِ ربِّ العالمين۞

يقول ابن القيم رحمه الله:

‏لمكانة الذكر يستمر مع العبد حتى في ‌ الجنة ⁩،

اللهم اجعلنا من أهل الفردوس الأعلى ......

‏تلك البركة المقرونة بالقــرآن لا شيء يُعادل ثمنها، وتذوق حلاوة نفعها..
نجد البركة في اتساع أرواحنا، وامتداد النّور من حولنا..
سعة في الأقوال والأفعال..
في عقد فكرةٍ طارئة، وحلّ مشكلةٍ غامضة..!
صدقًا من تذوقها سَيُدمن ملازمتها.
يارب في كنف القرآن حتى نلقاك.....

البلاء في الطاعة
كَانَ يَزِيدُ بْنُ مَيْسَرَةَ يَقُولُ:
«لَا تَضُرُّ نِعْمَةٌ مَعَهَا شُكْرٌ وَلَا بَلَاءٌ مَعَهُ صَبْرٌ وَلَا بَلَاءٌ فِي طَاعَةٍ، طَاعَةُ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ نِعْمَةٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ»
{الزهد لأحمد بن حنبل }

هذا القرآنُ عَجَب !

تقرؤه كسير الخاطر فتُسلّيك آياتُه، تأوي إليه مِن وحشة الناس، فتؤنِسُك خلواتُه، وإنْ بعثرت الدنيا قلبك بهمومها جمعهُ القرآنُ عليك، وإنْ سلبت سكينتَك بزُخرُفِها ردّها القرآنُ ردًّا جميلًا إليك ....

"في جوف الليل هباتٌ لا ينالها إلا عبداً قام بين يدي الله داعياً مُصلياً ، تذوقوا جنة الدنيا وأضيئوا ليلتكم ب ‌" الوتر والاستغفار"

‏من أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور، استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي صلّ الله عليه وسلم يدعو به:

اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر
رواه مسلم.
‏
الوسائل (٢٣).

ما يأس زكريّا بالرغم من كثرة دواعي اليأس
وهن عظمه ، واشتعل رأسه شيباً ، وكانت امرأته عاقراً ،
لكنّه ظلّ يُحسن الظن بربه
(ولم أكن بدعائك ربّ شقيا)
فلا تيأس من رحمة الله مهما صعبت أمورك وتعسرت

{ثمَّ السبيلَ يسَّرّه}
الأصل في الحياة اليُسر، مهما صعُبَت، والعُسر والشِّدَّةُ عارِضة،القلبُ المُنكسِر المُتألِّم سيجبُره الجبَّار، الطَّريقُ المسدود سيفتَحُه الفتَّاح، أمورُك المعوجّة ستستَقيم، أوجاعُك ستُشفى، أنتَ مُلكٌ لله، فليطمئن قلبك.....

۞وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى۞
‏لا شيء يضيع عند ربك، فعندما يرى من نفسك إقبالاً على الخير لا يحفظ لك عملك فقط، بل يزيدك ويسهل لك خيراً آخر،
‏اللهم اهدنا وزدنا من هداك واجعل عملنا في رضاك .....

"لا يوجدُ شعور في العالم، يفوقُ شعورَ الاطمئنان الذي يحدثهُ القرآن في النفس، حينمَا تجدُ آيةً تصفُ حالك، وآيةً يُنجيك الله بها من أحزانك"

‏ولا بدَّ للعبد من أوقات ينفرد بها بنفسه ، في دعائه وذكره وصلاته وتفكره ، ومحاسبة نفسه وإصلاح قلبه ، وما يختص به من الأمور .....

بما أنّ الصَّبر..
هو "فَنُّ التََمَسُّكِ بالأمَل"، واللّحظة هِيَ "فَنُّ صناعة العمل" كان لِزامًا على المُحبّ ألّا يتفرّغ، بل يتفرَّع، بين بناءِ ودعاء، قَد علَّمَتنا (الضُّحى) أنّ البزوغَ لا يأتِ إلّا بعدَ ليلٍ سَجى، والمعنى لا يُعرَفُ إلّا بضدّه، فَمَن ألِفَ الكَسَل ضَيّع العَمَل، ومَن اعتادَ التسويف ضَيَّع التّشريف.

وقد عَلَّمَنا ابنُ القَيّم: أنه "قد أجمع عقلاء كل أمّة عَلى أنَّ النَّعيم لا يُدرَكُ بالنَّعيم وأنَّ مَن آثَرَ الرّاحة فاتَتهُ الرّاحة، وأنّهُ بِقَدر الأهوال واحتمال المشاق تكون الفَرحةُ واللَّذة، فلا فَرحة لِمَن لا هَمَّ لَه، ولا لَذّة لِمَن لا صَبرَ لَه، ولا نَعيمَ لمن لا شَقاءَ لَه، ولا راحة لِمَن لا تَعَبَ لَه"
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا)

أكثر الناس راحة وسعادة واطمئنانا هم أهل الذكر."أَلا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئِنُّ القُلوب"

مــفـــتــاح الــســعــادة كــلـمـة

مفتاحُ السعادة كلمةٌ، وراية الفلاح جملةٌ، فالكلمه والعباره والجملةُ هي:
لا إله إلا الله. محمد رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه.
سعادةُ من نطقها في الأرض :أن يقال له في السماء :صدقت:{والذِى جآء بالصدق وصدق به}.

وسعادة من عمل بها :أن ينجو من الدمار والشنار والعار والنار:{وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم}.

وسعادة من دعا إليها : أن يُعان ويُنصر ويشكر:{ وإن جندنا لهم الغالِبون}.
وسعادة من أحبها: أن يرفع ويُكرم ويعز:{ ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}.
هتف بها بلال الرقيق فأصبح حراً:{ويخرجهم من الظلمات إلى النور}

وتلعثم في نطقها أبو لهب الهاشمي، فمات عبداً ذليلاً حقيراً:{ومن يُهِنِ الله فما له من مُكرِم}

أنها الإكسير الذي يحول الركام البشري الفاني إلى قمم إيمانيه ربانيه طاهره:{ولكن جعلنه نوراً نهدى به من نشآء من عبادنا}

اطمئن إذا كان لك نصيب في شيء، سيغير الله كل الموازين لتحصل عليه

‏قال ابن القيم: إذا أراد الله بعبد خيرًا سلبه رؤية أعماله الحسنة من قلبه، والإخبار بها من لسانه، وشغله برؤية ذنبه، فلا يزال نصب عينيه حتى يدخل الجنة.....

"شكاوي السجود لا تُرد"

‏قال ابن القيم - رحمه الله -:
‏فإن الرزق والأجل قرينان مضمونان ، فما دام الأجل باقياً كان الرزق آتياً .
‏فوائد الفوائد ٧٢

قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى
إذا منع الله عباده المؤمنين شيئا تتعلق به إرادتهم
فتح لهم بابًا أنفع لهم منه وأسهل وأولى
وهذا من لطفه
قال تعالى:
{وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ
لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ
مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ}
فنهاهم عن تمني ما ليس بنافع
وفتح لهم أبواب الفضل والإحسان
وأمرهم أن يسألوه بلسان الحال.
القواعد الحسان - صـ 124

"سيمطر الله سماءك بما كنت تدعوه،سيأتي الله بالبشائر،سيضحك قلبك يوماً،
فالدعاء سهم له أمد،ولابد لهذا الأمد أن يحين"

ذكر بعض أهل العلم؛ أن الله استثنى في القرآن (وعوداً) كثيرة وعلقها بالمشيئة، كالإغناء والإجابة والرزق

فقال{فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء}
{فيكشف ما تدعون إليه إن شاء}
{يرزق من يشاء}

..أما وعده تعالى لمن شكر فقد ذكره بلا استثناء فقال

(لئن شكرتم لأزيدنكم)

۞وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا۞

ستقبل على الله وحيداً ‏لا أهل، لا أصحاب، لا أحباب، سيرافقك عملك فكن ذا أثر حسن،

اللهم يسر حسابنا ويمن كتابنا ..

اخفض ضجيج العالم ، وارفع صوت القرآن

قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله
رائحة الإخلاص كرائحة البخور الخالص، كلما قوي ستره بالثياب، فاح وعبق بها .
{شرح حديث «إن أغبط أوليائي»}.

﴿إليه يصعد الكلِم الطَّيب﴾
من قراءةٍ وتسبيحٍ وتحميدٍ وتهليلٍ وكل كلام حسن طيب، فيُرفع إلى اللّه ويُعرَض عليه ويثني اللّه على صاحبه بين الملأ الأعلى.
- تفسير السعدي رحمه الله.

إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم

تجّردوا من الدُنيا وزُخرفها تجردوا من الحياة وأشخاصها.. مامن عبدٍ يرفعُ يديه لله يُناجيه ويردهما خائبتين أو صِفرا !

عيشوا لذّة المُناجاة الجُمعة قبل الغروب
واستشعروا أن دعواتكم لاتذهب سُدى ، لا تعود بالخيبة والحُزن!
تتعاملون مع ربٍ من أسمائه الرحيّم،المُعطي،الكريم،الرحمٰن، الكبير..
لا تجعلوها تذهب جُفاءً ادعوا الكّريم ولا تقنطوا وتيئسوا من روحِ الله
فإن ماعندنا ينفد، وماعند الله باقٍ ....

{يوم لا يغني ‌مولى ‌عن ‌مولى شيئًا ولا هم ينصرون}
قال قتادة: «انقطعت الأسباب يومئذ يا ابن آدم، ‌وصار ‌الناس ‌إلى أعمالهم، فمن أصاب يومئذ خيرًا سعد به آخر ما عليه، ومن أصاب يومئذ شرًّا شقي به آخر ما عليه».
تفسير الطبري (21 / 52)

قال تعالى :
فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا"
ثِقْ بأن لله في تأخير الأعطيات حكمة وإن غابتْ عنك وفي المنع رحمة حتى وإن لم تدركها
فمع الوقت ستدرك أن الله أراد لك خيراً مما أردته لنفسك
اللهم يا من لا يهزم جنده ولا يخلف وعده ولا إله غيره كن لإخواننا في غزة وبلاد الشام عوناً ونصيراً ومعيناً وظهيراً

اللهم نسألك في هذا اليوم أن تجعل من فقدناهم في أرقى مراتب الجنان .. اللهم نور مرقدهم وعطر مشھدهم وطيّب مضجعهم وآنس وحشتهم ونفس كربتهم وقِهم عذاب القبر وفتنته يااارب

﴿وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ﴾
آية وحدة قادرة تطمن الإنسان أنه مهما عثى عليه الطريق وجار عليه، الله سيناوله لذة الوصول ورؤية هذا السعي حتى إن طال ذلك، كل ساعٍ لسعيه دارك....

‏استعدوا لرمضان من الآن ومن اللحظة هذه، أحيطوا أنفسكم بالصحبة الصالحة أو حتى بمُتابعة حسابات من ترجون منهم خيرًا، من كان مُقصّرًا فليعمل لإصلاح نفسه، اجعل قلبك يدخل في رمضان وهو قريب من الله وإيمانك قد زاد، حتّى تعيش شهرًا مختلف ليس كأي رمضان عشته سابقًا.....

قال ابن حجر -رحمه الله-:


"من كان صادق النية لا يقع إلا في خير ولو قصد الشر فإن الله يصرفه عنه؛ ولهذا قال بعض أهل المعرفة من صدق مع الله وقاه الله، ومن توكل على الله كفاه الله."