و حتى نصيب الحل


علينا أن نملك طاولة لنضع المشكلة عليها أمامنا


طاولة بمفهوم المواجهة و تقليبها على كل الوجوه

قد نضطر لتشريحها

و نتعمق في أشياء لا نحب أو لا نميل للكشف عنها

لكن قد يكمن الحل في هذه المجازفة

لندرك أن الخوف

هو المشكلة الحقيقية

الذي يحول المشكلة العابرة إلى معضلة تغرقنا

الأمر الذي نتهرب منه اليوم

و ندّعي أنه انتهى

سيظهر بصورة أو أخرى في زمن قادم

ليثير قلقنا في وقت نعتقد أننا أقرب فيه للهدوء

ربما ما فعلتُه ( أنا ) بالأمس كان خطأ في غير أوانه

لكن بعض الأخطاء حتى نصحح مسارنا

يجب أن نرتكبها

فالنار لن يتجنبها الطفل إلا حين يلسعه لهبها

و إلا فالفضول يبقى قائماً

ما دامت التجربة مؤجَّلة

نصف القلق اختفى


عندما مددت يدي نحو لهيبكَ


و ما تبقى


لم يعد يزعجني


و يبقى للقليل من القلق لذة


خصوصاً إذا كان القلق متعلقاً بإنسان يهمنا أمره

و لا زلتُ ألتقي بوجوهِكَ


و أضمّها إلى صدري


كالأيتام الذين حرمتهم الحياة من أمومتي


أحبكَ

يا نجيبَ قلبي

و هذا ما قد يحدث

عندما نفتح النافذة في يوم عاصف

لا أعني الطق و اتجاه الرياح

بل رياح الذكرى و عصف المشاعر و الأذهان

أحياناً نحن بحاجة لأن نحكم غلق أفواهنا

و إحكام وصد قلوبنا

و لتحدث كل الكوارث الصغيرة و الكبيرة داخلنا

و لن يرى أحداً حتى جدولاً على الخدين

ستُرى الإشراقة التي أعتني بإبدائها

و ابتسامة قديمة جداً جداً ورثتها عن والدي

تُبقي الأمور في قبضتي

و تجعل الحلول ممكنة

أما الأمور العالقة

فحنجرتي كفيلة بإبقائها كالغصّة

لا تُنسى و لن أبتلعها

أحتفظ بها ليوم آخر

قد أكون فيه أكثر صلابة

كلما طفِقتَ تبحث عن ذاتِكَ المختبئة فيك الهاربة منكَ إليكَ

تأمل في عيني

و اغرق فيهما

لقد أودعتَ ذاتك يوماً ما فيهِما

و مذ ذاك

أغلقتُ أجفاني و باب قلبي و قطعت وعداً لنفسي

أنه لا أحد سيأتي بعدكَ

حتى لو مضيتَ بكل ما تبقى مني و منكَ

لن تزعجني العزلة

لن أملّ الوحدة

فكل الأنس كان بكَ و لكَ و معكَ

كل هذه المظاهر ليست إلا

مظاهر

كالأصباغ التي تضعها امرأة ضجِرة من الحفلات

فقط لتَضيع في الفوضى

و لا يسألها أحد : ما بكِ ؟

إنه أكثر الأسئلة إزعاجاً لمن يتكتّم