Desiĝner


ليس سخطاً بقدر ما هو مأزق يصعب الخروج منه و البقاء فيه


إحدى مضاعفات التورط به هو القلق .

و بصيص الأمل لم ينقطع

أنرتَ أستاذي

ŢαŢμαŊα

سيكون ذلك من دواعي سروري و تحقيقا لشيء من أحلامي الكثيرة الكبيرة .

أشعر بالإعياء مما قرأته

لا أدري كيف يسمح الشخص لنفسه أن يتجرد من القيم الإنسانية

و يحوّل الكلمات إلى سيف يجرح به الآخرين بعشوائية و غوغائية

أحياناً

من قسوة الحيرة

و قلة الحيلة

نختار اتباع آثار الوهم

حتى مع إدراكنا بأنه مجرد وهم

و أنه سيفضي للسراب

نستمر

و نواصل نقش الخطوات

و صياغة الأسباب

التي قد لا تبرّر كل ما نفعله

لكننا قد نعتبرها محاولة

لاستفراغ طاقة تثقلنا

لتبديد حزمة مشاعر ترهقنا

فنركض

على طريق اللاشيء

في سبيل لا شيء

و لا طائل مما فعلناه

إلا تضاعف الحيرة

و زيادة في التعب

ليكون الصباح

مثل هذا الصباح الحزين

الذي لم تشرق فيه شمسكَ

و كنت أظن كل هذا النور من ضوئكَ

لكنه كان مجرد سراب تمثَّل في وجوه العابرين

كانت لك مواعيد و مواقيت تنظم يومي و تحدد مواعيدي


حتى خلودي للنوم كان رهن جفنيكَ متى ما استسلمتَ للنوم

و حدث أن اختل النظام و اختفى ظلّكَ و ابتلعتني غربتك ثمّ نَفتني لأقرب شاطئ

لتعمّ الفوضى


تماما كما يجري على الشعوب التي يتنازل ملكهم عن عرشه

و لا أحد من بعده أهل لمكانه

يجدون أنفسهم في نفق مظلم

و تخبط تام

آخر رسالة كتبتها خلال الشهر الفائت


و دونت فيها خلاصة أفكار و هواجس خمس سنوات مضت


اختزلتها و كأنها ملخص لما لم أظن أنه سيحدث قط

فحدث

اختصرت التفاصيل العظيمة و الأحداث الجسيمة

لم أسمح لقطرة دمع أن تفسد الورق أو ترتيب الأفكار

اعتمدت الوضوح و الصراحة و المباشرة

كتبت ما يجب ألا يُقال

و ذكرت ما كان علي قوله في أوانه

ثم

طويتها

و أرسلتها للعنوان نفسه : صندوق الرسائل المحفوظة

تعلّمت الأناة منكما

أبي كان يمشي ببطئ و نحن نتبعه و لا نتقدم عليه

فعلّمنا الصبر و التأني و التماس العذر لمن حولنا

و أنت أكسبتَني مهارة الانتظار الطويل بلا أمل

دون أن يتملكني اليأس حتى لو غلبني لوهلة

و ها أنا

أمكث هنا دونَكما

أحدكما ميت

و الآخر على حافة الفقد يبني لي مدينة