يا جمال هذا الصباح بكم

و القهوة و الشاي و العصير على حساب أخونا الفيلسوف

شكرا لنوركم الممتد

بالأمس فقط عدت من غَيبَتي الطويلة

و غيبوبتي التي اخترتها بكامل احتياجي

خضتُ خلالها معارك مع الذات و معاركَ معه و معارك مع الآخرين

و لم ينتصر أحد

لكننا جميعنا خرجنا بحصيلة ما

خبرة ما

خرجنا صفر الأيدي

و لكن لم نخرج بقلوب فارغة

فقط قمنا بإحداث بعض الفوضى لنرتّب الفوضى

الآن

كلّ حيّ حيث يجب

لكن ربما ليس حيث يحبّ

( و عسى أن تحبّوا ،، تخبرنا بأننا أجهل من أن ندرك ما قد تؤول إليه الأمور !

عمتَ مساءً يا زائر




أنت و أنا نستحق كأس من العصير الطازج في هذا الطقس الحار

ما لم تكن من قاطني المدن الباردة

عموما أهلا بك

للمساء أجواء جميلة

عندما يكون رفيق الأمسية

إنسان يفهم معاني الصمت

فليس كل سكوت صمت

و لا كل صمت كلام

و لا كل كلام حديث

و لا كل حديث يستحق الإنصات

أما حين تحضر أنت

كل ما سبق و غيره يستحق الانتباه التام

و إهمال الحياة كلها

في سبيل سويعة نقضيها سويّة

لا نتبرّم فيها من القيود التي حالت بيننا

بل نشكرها لأننا اختبرنا فيها أنفسنا

صبرنا

قوتنا

صدق مشاعرنا

جوهر حبّنا و حقيقته

حدودنا التي رغم مرور السنوات لم يبدو لها سقف أعلى

لا زال في النفس متسع للصبر على حكم القدر

و لا زال الأمل موجوداً

أننا ربما التقينا في ظروف أفضل

ربما انزاحت كل العثرات أو بعضها

و صار السفر إليّ ميسّراً

و الطريق إليكَ معبّداً

و الله أعلم

إلى ذلك الحين

يبقى المساء موعدنا المؤجل المعجَّل

الذي يتأهب لحضورنا بعد المغيب ، بعد طول غياب

في ثنايا الذاكرة التي تخص حقبة زمنية ممتدة


من قبل أن ندرك أننا على هذه الأرض


قبل أن أعرف أن حلمي يمشي على الأرض


و قبل أن تفهم لماذا قُدِّرت لكَ غُرباتكَ الثلاث

في صفحات تلك الفترة التي أدين لكَ بالكثير من الامتنان

لأنك جعلتني لما تبقى من عمري أشعر بالاكتفاء التام

كامرأة كانت تسعى للعثور على ذاتها

ك أنثى تبحث عن النقص الذي جعلها تعرج في خطواتها التي استقامت بكَ و إليك

في الذاكرة التي تخصك

مواقف

لا تُنسى

و بالأحرى لا أفكر بتناسيها و لن أسمح لنفسي ان أنساها

فما نحن لدى الآخرين إلا كثير من الصدق من خلال مواقف تختبرنا و تُخبِرنا من نكون

و كنتَ أنت !!

و لا سواك !!

لا أحب القمم


أحب أكثر أن أكون في ظلال الوقت و زوايا المكان الهادئة

أن أمارس تحدّي البقاء تحت وطأة الصمت أطول فترة ممكنة

مع ممارسة الحياة المعتادة و كأني أكثر امرأة ثرثارة في المكان

حتى يتأفف الهواء من ضوضاء أفكاري المتصارعة

و ينطفئ قنديل الرغبة في الكلام لدى كل القابعين على حافة الليل

و هم يستعدّون لموتةٍ أخرى

الهدوء لا يقتلني كما يفعل بالبعض

و أصبح بالأوج و أنا هنا

لا يقطع هذا السكون الداخلي إلا أنين اشتياق عظيم

أُعِيره كل إحساسي

و بالكاد يغنم من فمي بكلمة

حتى نغرق معاً في بحر السكوت