المفاجآت السعيدة أحد المسرات

و لكن

بعض القلوب لا تصمد أمام المفاجآت و قد تتوقف لثوان


أو للأبد

أحياناً عليك أن تقطع شعرة معاوية

التي تجعلك تحاول المشي باعتدال على طريق شديد الالتواء و التعرج

فيضطرك للانحناء و العرج حتى لا تقع


بعض الوقوع يكفيك السير على حافة مهلِكة

بس تساؤل :

هل بعض القيم و العادات و التي لا تواكب انفتاح المجتمعات السلوكي و الديني و الفكري على مجتمعات أخرى

يجعل هذه القيم و العادات صعبة التطبيق أو غير مناسبة أو نوع من التخلف ؟

التساؤل تبادر لذهني بعد أن استنكرت احدى صديقاتي قيام اخت زوجها بوضع صورة احد رجال العائلة لتهنئته بنيله درجة الدكتوراة في تخصص نادر و نشرتها في ( حالة ) الواتساب

و انشقت الآراء إلى مؤيد لاستنكارها و معارض لها بدعوى أن الزمن تغير ؟


ألسنا نحن أدوات الزمن الذين ساهمنا بتغييره ؟

خلك واقعي و اعترف انه تطبيقنا العملي للدين اختلف عن الدين الذي جاء به رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام

بدءًا من عبث بعض رجال الدين به و تهافت الناس على البحث عن أي مبرر لتقليد الأديان الأخرى فيما يعجبهم
و استغلال المظهر الديني بما يخدم أهداف خاصة قد تسيء للدين و تضلل الناس
و المظهر سواء باللباس أو الشكل و بالكلام و الأفكار و تبنّي الدين و كأنه حامٍ له


نحن نحتمي بالدين و نتمسك به كمعتقد للتقرب من الله

أما الدين فلا يحتاج لمن يحميه و يكون عليه قيّماً يكفر من هم ليسو على هواه و يمجّد من يوافقون أهواءه الدينية و الفكرية و العقائدية

الأصل في الدين أن تبدأ بنفسك

و متى ما وجدت و تيقنت و تأكدت من أنك مؤهل لتحاسب غيرك أو تشكك في عقيدته أو التزامه أو إيمانه

و هذا ما لا أظن أن أحداً يبلغه مالم يهبه الله العصمة ليكون مؤهلا ليقول أنك ناقص

لكننا نعيش في زمن حتى الفاسق يستطيع أن ينتقد عقائد الناس و يقيّم دينهم و عبادتهم

و الإعلام لعب لعبة قذرة حين استغل فكرة المناظرات و النقاشات الفكرية و الدينية لا ليدك الناس الحقائق


لا

بل لتشيع الفتن و يتناحر الناس و يعطي كل شخص لنفسه الحق في قول. أيه من خلال فكره الناقص و عقده النفسية

وسائل التواصل و الإعلام أصبحت ساحة لخوض معارك لا تنتهي و لا تؤدي لنتائج واضحة

الكل خاسر فيها و لا يحصد النصر إلا الشيطان الذي - والله أعلم - ضحكته لا تفارق سحنته الكريهة

التهم نرميها جزافا على القريب و البعيد

حتى في محيط الأسرة الواحدة منحنا لأنفسنا الحق في المحاسبة وإنزال العقوبة على من يختلف معنا في تفصيل ما يراه الشخص من منظوره

نحن لا نريد لأحد أن يستخدم عقله

نريد فقط أتباع عبيد لا يفقهون ما يقرؤون و يرددون ما لا يفهمونه

و الله كرمنا بالعقل لنستخدمه

لا لنكون مجرد تابعين كالبهيمة نُساق سوق القطيع في عالم يثير الاشمئزاز و الهلع و الخوف مما يجري فيه من ظلم و فساد و استهتار

تفكر بتجرد عن التبعية

لكن قبل ذلك تسلح بالدين الحق دين الله و ليس الدين الذي وضعه الناس و فصلوه على مقاييس الموضة الزمنية التي تساير العصر الذي هم فيه

أكتب المقال أعلاه دون تزكية لنفسي أني على الحق و أني أمثل الطريق الصحيح لا و الله
فأنا لا زلت على أمل و رجاء أن يغفر لي ربي ملايين الخطايا و الذنوب و الزلل التي قمت بها

لكن

بين الحين و الحين نحتاج لوقفة .. لعلنا نعدل مسارنا و لو قليلا

كان في ممثل يقول في مشهد بالفلم : احنا بتوع الليل و آخره


أنا أقول اليوم : احنا بتوع النهارمن أوله لآخره

من بعد لفظ تنهيد عميق من أعمق بقعة في النفس


تلك التي قد تسمى ( الخاطر ) اللي يجنح بالنفس و لا نسمح له بالطفو نحو سطح الكلام و البوح :




هلا



شلونكم !



مابي أتحلطم !