لا شك ان الثقافة مطلب مهم لرقي الأمم وقاعدة صلبة لشعب واع متعلم ولكن بوجهها المشرق النير الذي يسعى إلى الرفع من مستوى تفكير أفراد المجتمع فينعكس ذلك على طريقة التعامل فيما بينهم فتتقارب خطوط أفكاره فينشأ بذلك مجتمعاً واعياً متماسكاً .
ولكن وللأسف فقد أطل علينا وجه قبيح لتلك الثقافة وجه مشوه ومسخ لذلك الوجه المنير .
في كل يوم يطل علينا كاتب أو كاتبة في جريدة او مجلة او بإصدار مجلد او كتيب جديد بمقالات وكتابات منمقة تحمل في ظاهرها الإصلاح وتحمل على عاتقها مهمة تحرير المجتمع من الجهل والتخلف وربما اقحمت بعض الآيات وبعض الأحاديت النبوية في هذه التظاهرة الإصلاحية ومن خلال سعي حثيث إلى كسب أكبر عدد ممكن من الأصوات التي تجهل المغزى الحقيقي والنية المبيتة لتغيير واقع ذلك المجتمع .
إن هذه المقالات والكتابات وإن كان ظاهرها الإصلاح إلا انها تدس في باطنها السم الزعاف الذي يقتل كل مبادئ الدين وتحمل بين طياتها سكيناً لكي تنحر بها العفاف من الوريد إلى الوريد.
كيف لا وقد صرنا في زمن اختلطت فيه المعايير
كثيرا ما تجد صور ومصطلحات براقة لكنها في الحقيقة لا تعكس الحقيقة
فماذا نقول وقد أصبح
الجهاد تطرفا
والاستسلام سلاما
والعمالة تعاونا
والكفر فكرا
والعهر فنا

ماذا نقول وقد اصبح بعض من كتابنا هم من يطلق الأحكام ويصدر الفتاوى ؟
إنهم ينادون بالتخصص كل في مجاله !!!
ثم ينازعون علماءالدين في ثوابته .

ينادون بحرية الرأي والرأي الآخر !!!
ثم يصادرون جميع الآراء التي تخالف قولهم .

ينادون بالإصلاح وتحرير المرأة !!!
وهم إلى الإفساد أقرب .

لقد فضحهم الله سبحانه وتعالى ووصفهم على حقيقتهم فقال سبحانه ( واذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون )

إنهم المنافقون في كل زمان ومكان يظهرون في الأوقات الصعبة وعند المواقف الحرجة فيزيدون الطين بلة وينكأون جراح الأمة .


بقلمي ...

تسلمي اختي شاكر لك تواجدك واضافتك

لا أستطيع إلّا أن أقول لك : أنت نادر ولك من اسمك نصيب ، بل أنت عملة علميّة ذهبية نادرة بين كتّابنا في زماننا هذا ـ ولا أمامي إلّا أن أسأل الله العزيز الحميد الغفور الرحيم ـ أن يحرّم النار على يديك ، وعلى بنانك الذي سطّرت به هذه المقالة القيّمة ـ وهي مقالة نابعة ، من قلب مؤمن ، ومن لسان طاهر ، منطلق بقول يرضاه الله تعالى في عالي سمواته ـ ويرضاه رسوله ، كما أوصانا صلى الله عليه وسلم بحجته بكتاب ربة ـ وكما تركنا صلى الله عليه وسلم ، على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلّا هالك .