منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-18-16, 08:11 PM   #25
general

الصورة الرمزية general

آخر زيارة »  05-02-24 (02:57 PM)
المكان »  في ظل سلمان الحزم
الهوايه »  قصص العالم الاخر ( الجن )

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



- الحب الأسطُوري ٢٧
استمريت لوحدي في البحث عن القطط السوداء المطلوبة لعدة ايام، ولكني لم استطع القبض الا على قط واحد فقط خلال هذه الايام …حتى يئست من امكانية جمع ست قطط اخرى. فكرت انه يجب ان اتوقف عن البحث … ذهبت الى ذلك المسمى “نور”، هذا العفريت او “
المتعفرت” ,الذي يعيش كابناء البشر، لم اجد صعوبة في العثور عليه، ولما راني اخذ يضحك ويقول لي :
ـ “كيف حالك يا ابو البساس” .
ـ ارى انك تتابع اخباري .
ـ “كيف لا فاخبارك تهمني يا حسن ولا صعوبة في معرفتها، فالكل يعرفها …”
واخذ يضحك وقال:
ـ “يكفيبني ان اسال أي شخص عن حسن “ابو البساس” حتى يخبرني انه قريبا سيبدأ بالمواء ,لا تغضب يا حسن فانا امزح معك “..
ـ ولكن ما العمل الان فانا لم استطع ان اجمع سوى قط واحد، وبصراحة لا استطيع الاستمرار في هذا الجنون. فاما ان تجد لي طريقة، واما ان انسى الموضوع نهائيا واتخلص من كابوس اسمه القطط .
ـ “بسيطة انه موضوع في غاية السهولة، فهناك عدة طرق لذلك، ولا تحتاج لكل هذا العناء والمجهود الذي بذلته”.
ـ وبما انك تعرف ان هذا الموضوع بسيط، فلماذا لم ترشدني منذ البداية ؟
ـ لانك يا حسن لم تسألني، ولو انك سالت لحصلت على الاجابة.. المهم، الامر بغاية البساطة، فقطط “الكاتو” الجن ان تم القبض على واحد منها تسارع بقية القطط لانقاذه، وما عليك الا ان تعد المصيدة بعيدا عن الاضواء …
وشرح لي الطريقة بالتفصيل وقال :
ـ “لكني احذرك من النظر في عيونها، وخاصة وهي مجتمعه والا فعليك السلام “.
ذهبت في المساء، واعددت المصيدة وجهزتها بالطريقة التي افهمني اياها نور، ونجحت الخطة كما رسمها لي نور، وحصلت على ما اردت واكثر، ولاتاكد اكثر من ان القطط التي جمعتها المصيدة هي من الجن او قرائن الجن على الارض فصلتها كل على حده وسلطت
ضوءا اخضر على عيونها بعد ان اخذت احتياطي خوفا من سيطرتها علي، وكلما سلطت الضوء على عيون احداها تبدا عيونه تتقلب الى اكثر من لون وبسرعة تعكس اشكالا غريبة لم اعهدها في القطط العادية، وهكذا جمعتها في قفص مقسم الى سبعة اقسام بحيث لا يرى
القط منها القط الاخر. وقمت بوضع القفص في المخزن الموجود بجانب المنزل، وتسللت الى غرفتي بحذر وهدوء حتى لا اوقظ احدا…وما ان اغلقت الباب وادرت وجهي لاتناول بيجامتي المعلقة في الخزانة، حتى بدات الغرفة تمتليء بالدخان الابيض الكثيف الذي لم اعهده
من قبل، حين كانت تظهر الجنية غادة او اختها ,لم اشعر باي نوع من الخوف او المفاجاة، فقد كنت متيقنا من ظهور الجنية مرح وخاصة بعد ان اتم اجمع القطط.
واستمر الدخان بالتزايد دون ان استطيع ان احدد مصدره، واخذت انتظر تلاشي الدخان كالعادة، ولكن هذه المرة لم تكن كالمعتاد، فقد طال انتظاري ونفذ صبري والدخان لم يتلاشى بعد …تمالكت اعصابي، وادركت ان الجنية مرح تخطط لشيء ما، ربما هذا اسلوب جديد من
اساليبها، فهي تحب ان تظهر في كل مرة بطريقة غير متوقعة…وما هي الا لحظات حتى بدا الدخان يتلاشى، وكأنه لم يكن موجودا اصلا، ولكن هذه المرة لم يظهر من وسط الدخان شيء…فقلت: ربما غيّرت رأيها. ولا اخفي ان املي قد خاب، فانا فعلا مشتاق لرؤيتها،
وحاولت ان اتظاهر باني لا اهتم بأمرها ان هي ظهرت او لم تظهر …
توجهت الى السرير بعد ان ارتديت البيجاما لانام، مع علمي باني لن استطيع النوم قبل ان اراها، ومرت ساعة حسبما اعلم كانها عشر ساعات، حتى بدات اسمع موسيقى هادئة جدا، لم اسمع مثلها من قبل، وبدات تظهر بالغرفة اضواء خافتة تصاحب الموسيقى، ليدق قلبي
معها، واشتاق لظهورها، واخذت الافكار تتسابق في راسي حول طريقة ظهورها، الا ان ظهورها كان اسرع من الافكار، ظهرت تسير بخطى واثقة خطوة وراء خطوة ، كملكة تحكم الدنيا لا تابه بمن حولها، كان شعرها الاسود الطويل الناعم المجنون يتطاير مع نسمات
الهواء المنبعث من النافذة، وكان نسمات الهواء ما هبت الا من اجل ان تطير شعرها، ليخفي ويظهر كتفها الايسر الذي لا يحجبه الا خط رفيع، مال الكتف بلا مبالاة معلق به ثوبها الاسود القصير المشدود حول جسدها
، والذي تظهر من خلاله مفاتن جسدها الممشوق، ليتناسب مع لون الشعر ولون العينين الشهوانيتين، وشفاهها المتحدية لكل قوانين الكون، ونظراتها التي اخترقت جدار قلبي وانستني حقدي وغضبي الدائم عليها، وكانها تعلم بانني لا استطيع الصمود امامها للحظات …لم
اتمالك نفسي وقررت ان اقفز من مكاني واعانقها، ولكن يبدو انها قرات افكاري، وكانت اسرع مني وقالت بكلمات هادئة:
ـ “لا تفعل …”
وبخفة جلست على المكتب، ووضعت اقدامها على الكرسي، ورفعت ساقا فوق الاخرى، لا ادري هل لتخفي مفاتن ساقيها ام لتزيدهما اغراء، قالت الجنية مرح :
ـ” لم آت الى هنا يا حسن كي اعانقك”..
كانت كلماتها وطريقتها في الحديث كصفعة وجهتها لي، لاستيقظ من حلمي الجميل…واعادت الي غضبي مجددا وكرهي لغرورها وعجرفتها .
قالت :
ـ “لا يهمني ان كنت تحبني او تكرهني، فانا لا اسعى لان تحبني او لأن تكرهني” .
قلت وانا مستفز بما تقوله:
ـ لم اكن لارغبك لو لم تسعى انت لذلك بنظراتك وحركاتك واسلوبك، وحتى ثوبك ما كنت ترتديه بهذه الطريقة الا لاغرائي، ولعلمك: انك انت التي تسعين الى ذلك، وما انا الا بشر ولن انكر انني انجررت قليلا خلف عواطفي، ولو كانت واحدة غيرك وتصرفت بطريقتك
لحدث نفس الشيء، فلا تظنين انك شيء مهم او مميز .
قالت ساخرة :
ـ” طيب يا روحي لا تنجر وراء عواطفك كثيرا، وبلاش عصبية، وان كنت مهمة او غير مهمة، فانا اعلم قيمة نفسي، ولا يهمني رايك او راي احد …وان كان ثوبي وحركاتي تغريك، فهذا لا يعنيني كثيرا، وقد صدقت بقولك انك لست الا بشر، فلا تنسى انني مرح، وانت يا
حسن مجرد بشر ،وحينما اقرر ان اعبث واتسلى قليلا، فانا مرح، ومرح هي التي تقرر، واما الان فانا لم احضر لاتحدث معك بهذه السخافات البشرية، بل هناك موضوع اهم بكثير “.
قلت لها ولم استطع تحمل استفزازاتها واهاناتها المتلاحقة :
ـ اسمعي ايتها الجنية.. عفوا اسمعي يا حضرة الجنية مرح، لا يهمني ان اسمع مواضيعك المهمة، ولا يوجد ما يستحق ان اضيع وقتي في سماعه، ومنك انت بالذات، فعلي ان انام الان، فالى اللقاء يا حضرة الجنية مرح ..
ضحكت مرح بطريقة واثقة، وكانها بضحكاتها تقول لي:” لم تنجح باستفزازي” وقالت لي :
ـ” دع عواطفك جانبا وفكر قليلا بعقلك، واسمعني جيدا، وقرر بعدها، لقد اجتزت الخط الاحمر يا حسن بالقائك القبض على القطط، وغدا ستذهب الى حتفك بقدميك ان رافقت “نور” الى “بوابة الشر”، لانك لن تذهب الى هناك حيا “…
قلت لها وانا اقاطع حديثها :
ـ بلى، سأدخلها، وساحصل على القوة، وستصبحي انت يا مرح مجرد خادمة عندي .
ضحكت مجددا بصوت عال خيل الي انه ايقظ اهل البلد جميعا وقالت :
ـ “هل انت غبي لهذه الدرجة، لتظن ان نور ،هذا الحقير، سيدعك تدخل، او انك تستطيع التفوق والتغلب عليه ؟ انه قادر على قتلك في اية لحظة يريدها، وانت لا تستطيع ذلك، اتعلم لماذا ايها الاحمق؟ لانه من المستحيل قتله، افهمت ايها الغبي؟ نور ليس مثلك، ولا يمكن
لبشري ان يقتله، لانه ليس من البشر، وان كنت تظن بانه لو امكنك القضاء على جسده فستكون نهايته، فانت مخطيء، وهذا غير صحيح، وحتى لو اعتقدت انك ستقتله، فأن هذا سيكون وكأنك لم تفعل شيئا، فنور لا يقضي عليه الا من ابناء عالمه، هكذا هي الطبيعة”…
نظرت اليها وضحكت وقلت لها :
ـ اعلم جيدا ما الذي تقولينه، ولدي طريقة خاصة لن يعرفها احد، حتى انت …
وبسرعة بدات افكر باشياء عادية حتى لا تستطيع مرح قراءة افكاري ومعرفة خطتي .
رمقتني مرح بنظرة حادة وخيل الي بأنها ستصفعني بكفها على وجهي..
ـ “فعلا، انت احمق، ولن تفهم، صحيح ان لديك الخطة؟ هل تود ان اقول لك ما هي خطتك السرية الذكية العبقرية؟ تعتقد انت يا حسن بأنك إن قمت بقتل ستة قطط بدل سبعة، وتركت القط السابع حياً ليهاجم نور لتستغل أنت الوقت لتمر عبر “بوابة الشر” فانك غبي احمق
”.
قلت لها مذهولاً:
ـ ولكن كيف عرفت يا مرح بان هذه خطتي بالرغم اني كنت حريصا اشد الحرص على ان لا اجعلها تمر في مجال قراءة الافكار، مع علمي انكم تقرأون الافكار بسهوله .
ـ “لانك لم تحسن اخفاء افكارك بطريقة صحيحة، ولا تنسى ان الطريقة التي تعلمتها لاخفاء افكارك طريقة قديمة، استطيع ان اتجاوزها بسهولة، ولكن ليست المشكلة بمعرفتي انا عن خطتك، ولكن المشكلة نور، لا بد انه استطاع ان يعرف هذه الخطة، وقد استعد لها”.
قلت للجنية مرح :
ـ لا اعتقد ان نور قد علم بها، فلم يظهر ذلك.
ضحكت وقالت :
ـ “وكيف تستطيع ايها البشري ان تحدد ان كان نور عرف خطتك ام لا، وان كان قد عرف، فهل سيظهرلك انه عرف، ام انه سيقول لك “عيب يا حسن تضحك علي “؟ كلا يا حسن، لن تستطيع ابدا ان تعرف كيف يفكر، وكيف يخطط هذا المخلوق، فهو متفوق عليك في كل
المجالات ولا امل لك بالانتصار عليه، ولكني سامنحك فرصة واحدة وحيدة، لم امنحها من قبل لبشري، ان قبلتها، فقد نجوت، وان لم تقبلها فقد هلكت” .
ـ وما هي هذه الفرصة يا مرح .
ـ “ستتصرف انت يا حسن كما اقول لك، وسنتولى نحن مشكلة نور، وسنسمح لك بالعودة الى حياتك الطبيعية، وسننسى كل ما حدث في الماضي، ولن نتعرض لك وسنسهل لك شؤون حياتك ما حييت” .
ـ وكيف اصدقك واصدق وعودكم انتم معشر الجن، وما الضمان لذلك .
ـ” لم نعد احدا من قبل وخنا هذا الوعد، ولم نعاهد احداً ونكثنا بعهودنا، هكذا نحن وسنبقى”.
ـ وزوجتي الجنية غادة ماذا سيحصل معها؟ هل ساراها مرة اخرى ؟.
رمقتني الجنية مرح بنظرة صارمة وقالت بحزم :
ـ “حسن لقد قلت سننسى الماضي بكل ما فيه، فهل فهمت” ؟
ـ عرضك جميل ومغر ولكني لست اوافق عليه يا مرح، وانا شخصيا اؤمن بان الاعمار بيد الله وحده، وان كان الله قد كتب علي ان اموت اليوم او غدا ،فهذا قدري،ولذا فإن عرضك مرفوض يا مرح .
ـ “وهل رفضك هذا من اجل عيون غادة؟ ام من اجل القوة التي تحلم ان تحصل عليها بعد دخولك بوابة الشر يا حسن؟” .
ـ من اجل غادة فقط ، ولا شيء غير غادة، فان كنت ساستعيد غادة فسافعل كل شيء واي شيء.
قالت مرح وهي تضحك :
ـ “ومن اجلي انا، الن تفعل شيئاً”؟ .
ـ كلا يا مرح فما انت الا جسد واغراء، ولا انكر انك استطعت السيطرة علي عدة مرات، ولكن غادة شيء اخر، لا مجال لنزعه من قلبي، وان استطعت ان تنزعي قلبي من مكانه فستبقى غادة فيه.
ضحكت مرح وقالت :
ـ انا مرح يا حسن، وفي عالمي يقولون ان مرح مجنونة، وهي على استعداد لعمل أي شيء لارضاء غرورها، وفعلا فقد صدقوا فيما قالوا. فانا مجنونة، وساقدم لك هذا العرض، ليس من اجلك بل من اجل ارضاء غروري كما يقولون …وهذا هو عرضي يا حسن: ساسمح لك
بالتفكير فيه للحظة واحدة فقط، لا اكثر وهذا عهد مني…ان ما ستختاره سيتحقق، فهل انت على استعداد لسماع عرضي”.
ـ نعم يا مرح اني مستعد .
ـ”اسمع يا حسن ,غادة حبيبتك وحياتك وزوجتك، وكل شيء لك في هذه الدنيا، ومن اجلها تقول انك ستضحي بكل شيء، ودخول “بوابة الشر” قد يجعلك تحصل على قوة الشر الهائلة والتي لا حدود لها، وبصفتي وباسمي انا مرح حارسة ابواب الشر وبموجب صلاحيتي،
اعاهدك انني ساحقق لك احدى هذين الطلبين فماذا تختار الان وبسرعة يا حسن” .
ـ لقد اخترت دخول “بوابة الشر” يا مرح فأوف بوعدك .
ضحكت مرح وقالت:
ـ “لك ذلك يا ابن البشر، واختيارك كان اختيار بشر، فالحب والتضحية ليست من صفاتكم انتم بني البشر”.
وسقطت دمعتين من عينيها.. وقالت:
ـ “لك ذلك يا حسن، وبالغد ستحقق ما اردت ” .
رفعت راحة يدها اليسرى ومسحت الدمعة التي سقطت من عينها، والتي ما زالت اثارها باقية على وجنتها بكبرياء لم اعهده من قبل، وعيونها ما زالت مفتوحة متسعة الحدقتين وكانها تقصد ان تقول لي في صمت الكلام “الدموع ليست ضعف “، ولم اكن استطيع ان اخفي
عليها ولا على نفسي بان تلك الدمعتين اللتين سقطتا من عيونها قد استطعن ان يهززن قلبي حزنا عليها، وكاني فعلا لا استطيع ان ارى هذه المخلوقة ضعيفة وقد اعتدت على رؤية القوة فيها .
شعور بالحزن وخجل من نفسي على ما قررت. هل انا فعلا حقير الى هذه الدرجة لاتخلى عن حبي وحياتي غادة في لحظة واحدة من اجل قوة لا ادري ما الذي ستحمله لي معها ,لا ادري كيف استطيع ان اكذب الجنية مرح بالاوصاف التي استمرت بوصفي بها طوال الوقت
فما حدث يثبت اني اناني لدرجة لا يتصورها عقل، فانا احب غادة ،اعشق غادة، كل شيء في حياتي غادة، ومن اجلها افعل كل شيء فكيف بلحظة واحدة لا يهمني امرها وما سيحدث لها واختار نفسي، واعشق ذاتي، ومن اجل نفسي لا يهمني احد، ليس غريبا ان تكرهني هذه
الجنية، فلا تفسير لما افعل أو فعلت، الا اني ارخص من دمعة واحدة سقطت من عيني الجنية مرح، هذه الجنية المغرورة المتعجرفة القوية الشريرة، الا انها تاثرت من موقفي الرخيص تجاه اختها غادة، وبحثت لنفسي عن مبررات لما فعلت لارضي نفسي، ولاطفىء النار
المشتعلة بداخلي والتي اشعلتها اثار دمعة بقيت على وجنة مرح، ولكن هل هناك مجال للتراجع؟ وان كان هناك فهل سأتراجع؟ اسال نفسي واجيب نفسي، ولا مجال للسيطرة على الجزء السيء بداخلي والذي يسيرني، “لقد وصلت فلا تتراجع مهما كان السبب”. ولما كنت
اسرح في الخيالات واحاور ذاتي، عادت عيوني التي هربت من مواجهة عيون مرح لتلاقيها من جديد، وتجدها ممتلئة بنظرات الاحتقار….
والشفقة ، وكأنما كانت بداخلي، واستمعت لحواري مع ذاتي، وابتسمت مرح ابتسامة صفراء مستهزأة مستحقرة، وقالت وهي تحرك يدها وتبعد خصلة شعر غطت وجهها :
ـ” حسن يا ابن البشر، لا داعي لان ترهق نفسك بعتاب ذاتك، فما تفعله سيكون عبثا، فانت بشر، صحيح اني تاثرت للحظة من قرارك برغم من معرفتي المسبقة به، فانا ايضا لدي مشاعري واحاسيسي، حقيقة اني لم اتاثر كثيرا بالعذاب الذي لاقته اختي الصغيرة غادة من
اجلك، ولا حتى بمصيرها المشؤوم بوجودها بسجن “قبة النور” ايضا بسببك، فهي قد ضحت لانها ارادت وتحملت عواقب ما فعلت من اجلك، ولاقت العذاب بسعادة، ربما ارادت لحظات حب حقيقية وغريبة، فلن الومها الا على شيء واحد فقط، كل ما فعلته من اجل من؟
ولمن؟ من اجل بشر. واي نوع من البشر هذا الذي يستحق كل هذه التضحية؟
مسكينة غادة اتمنى من كل قلبي ان تموت قبل ان تعرف ماذا فعل حبيبها من اجلها، مسكينة يا غادة… مسكينة يا غادة…” وبحركة سريعة خفضت مرح راسها الى الامام ليسقط شعرها الطويل على وجهها ويخفيه، ورفعت يدها وابعدته عن وجهها ببطء، ولم يخف علي بانها
قامت بتلك الحركة لتخفي وتمسح دموعا حبيسة في عيونها حتى لا اراها، على الرغم من ان نبرتها الحزينة كانت تحمل مع كل كلمة او حرف دمعه او اكثر تتسابق لتسقط من عيونها.
وبقوة غريبة كانت تحبسها، وكانت كل كلمة تقولها واسمعها كخنجر مسموم يغرز في جسدي، واتمنى لو ان الحياة تتوقف او ان الارض تنشق وتبلعني من خجلي من نفسي… ورمقتني مرح بنظرة وقالت بصوت هادىء:
ـ “حسن، انا فعلا اسفة، فليس من حقي ان اغضب عليك او ان الومك, فهذه طبيعة البشر، والوقت قد فات وحدث ما حدث وما هي الا ساعات وستحقق ما اردت, ستدخل “بوابة الشر”، فحسب ما اعرف وبناء على حسابات زمنية تجهلها انت ،فـ “بوابات الشر” جميعها
ستبدأ بالظهور مع اشراقة الشمس القادمة، وستفتح مع غروب الشمس, وستبقى مفتوحة الى شروق الشمس وهذا هو الوقت المناسب الذي ينتظره نور وهو مستعد لذلك, وكما وعدتك سنقبض نحن على نور، وساسمح لك بدخول بوابة الشر” .
ـ ولكن كيف ستفعلين ذلك؟
ـ “هذا هو عملي انا، وانت ما عليك الا ان تسمح لنا بالتحكم بدماغك وبجسدك لساعات قادمة”. ضحكت وقلت لمرح:
ـ افهم كلامك انك تريدين ان تدخلي بجسدي (جني ) او كما اسمع بدك تلبسيني جني .. فابتسمت مرح باستهزاء وقالت:
ـ “انتم بنو البشر تقولون وتفكرون باشياء غريبة وغير معقولة، ولكنك انت يا حسن تعلم بان هذا لا يحدث ولا يمكن ان يحدث الا في خيالكم وافكاركم الغبية , أما أنا لا يهمني بما ذا تفكرون وماذا تعتقدون او تصدقون، فهذا شانكم انتم، ما سنفعله نحن هو اتصال كامل مع
دماغك، يسمح لنا بالتحكم فيه، ومن ثم بجسدك دون اية معارضة من طرفك، وبارادتك الكاملة لمدة زمنية قصيرة”. قلت لها وقد انتابني الذعر والخوف من هذه الفكرة المجنونة ومن مخاطرها وما قد يحدث لي بسببها :
ـ هل تستطيعين يا مرح ان تفعلي هذا دون موافقتي ورغم ارادتي.
ـ “نعم يا حسن لو اردت انا ذلك، ولكنك تستطيع ان تقاوم، واي شخص اخر على اطلاع ولو بسيط سيعلم بان دماغك تحت السيطرة، ولهذا ان تم بموافقتك فلن تقاوم انت، ولا يستطيع احد ان يكتشف ذلك، ولا ننسى اننا نتحدث عن نور، وهو ليس مجرد احد، هو يعلم بهذه
الامور اكثر من أي شخص اخر”.
ـ تظنين انني مجنون إلى هذا الحد لاسمح لكم انتم الجن بالسيطرة علي وتسييري كما تشاؤون، وخاصة انت يا مرح، ونار الانتقام مشتعلة بداخلك، وتبحثين عن أية فرصة للانتقام مني؟ فعلا انت مجنونة ان كنت تظنين اني ساوافق على هذا الجنون واذهب الى حتفي
بارادتي… اعطيك الفرصة لتقتليني بسهولة ايتها الجنية المغرورة. واخذت مرح تحرك وتداعب شعرها وتنظر في كل الاتجاهات، وكان من الواضح انها تخفي الاضطراب والغضب الذي اعتراها، ونظرت الي بفي هدوء مشحون بالغضب …
ـ “اسمع يا حسن لقد عاهدتك بصفتي واسمي “…
قلت لها غاضبا وساخرا: ـ انا اسف، انسيت انك عاهدتني بصفتك واسمك، وهذا يكفي ان تكوني صادقة؟ (شو انت بتفكريني اهبل)ساقول لك اذهبي انت وصفتك واسمك ومن منحك هذه الصفة والاسم ومعك كل الجن والعفاريت والقرود ايضا الى الجحيم . ولم اكمل نطق
كلمة الجحيم، حتى بدأ الشرر يتطاير من عيني الجنية مرح وتتحول من لون الى اخر بشكل مرعب، وترفع يديها الى فوق لتهب في الغرفة رياح لن ابالغ ان قلت انها اعاصير، طرحتني على الارض, وحركت كل شيء بداخل الغرفة من مكانه، واخذ زجاج النوافذ يتحطم
امامي وكل شيء في الغرفة يتطاير ويتحطم ,حتى الكراسي بدات ترتفع وتضرب بالحائط وتتكسر الى اجزاء, والخزانة والمكتب والسرير كل شيء في غرفتي المنكوبة نال نصيبه من هذا الاعصار الآتي من المجهول, وانا احاول ان احمي وجهي وجسدي من القطع
المتطايرة والتي تصيبني تارة وتضرب بجسدي تارة، حتى ان احد الكراسي قد تحطم على جسدي, وانا في رعب شديد وقد الصقت جسدي بالحائط حتى لا تحملني الرياح، وعيوني التي امتلأت بالرعب تراقب الجنية مرح وهي ما زالت واقفة في وسط الغرفة، ترفع يداها
الى فوق وشعرها الطويل يتطاير في كل الاتجاهات، وقد شكل مع ثوبها مظلة غريبة زادت على هذا الجو الغريب مزيجا من الرعب والخوف مما سيحدث بعد ذلك، وبقيت مرح واقفة وكانها تسمرت بالارض… لا شيء يحركها وكل شيء يتطاير من حولها ولا يصيبها، في
هذه اللحظات الطويلة كساعات او ايام شعرت بان الدنيا قد قلبت راسا على عقب، وادركت اني ميت لا محالة، واخذت ادعو الله ان ينقذني من هذا الهلاك , وتذكرت ان مثل هذا حدث لي في السابق ولم يكن الا وهم وخيال وخدعه يستخدمها الجان لاخافة البشر. وبدأت
استعيد شجاعتي ، هذا ان بقي منها شيء، بعد ان اقنعت نفسي بان ما يحدث ما هو الا خدعة، فانا اعلم بان الجن لا يملكون قوة المادة ولا يستطيعون تحريك شيء، فهم الذين قالوا لي ذلك ,نعم اكيد انها خدعة ولكني اشعر بالام في جسدي من جراء ارتطام القطع المتناثرة التي
ارتطمت واصابت جسدي …كيف يحدث ذلك ان كانت خدعة ,ربما هو مجرد شعور واهم سيزول وسيعود كل شيء كما كان وكأن شيئاً لم يحدث وبدأت احاول استعادة قواي وشجاعتي لاواجه هذه الخدعة.
احاول ان اقف الا ان الرياح القوية تحملني وتلقي بي في طرف الغرفة الاخر لارتطم بالجدار واصرخ من الالم ,ولم اجرؤ ان اكرر المحاولة من جديد، فما يحدث في هذه اللحظات غريب، لم اكن اعتقد بامكانية حدوثه في السابق وما عاد بامكاني ان افعل شيئاً، الا الانتظار
لما سيحدث بعد ذلك، ولأعرف ان كانت هذه خدعة ام حقيقة، ولا ادري كم انتظرت حتى بدأت الرياح تهدأ تدريجيا ثم توقفت….
… ونظرت الى مرح وقد سقط شعرها عشوائيا على وجهها وجسدها وتوقف كل شيء، واخذت اتحرك وانتظر ان يعود كل شيء في الغرفة كما كان وتحركت مرح من مكانها واخذت ترتب شعرها وتسير في انحاء الغرفة،او الذي كان في السابق غرفة والتي اصبحت الان
حطام، وتوجهت مرح باتجاه النافذة واتكات على طرفها ,ولم استطع ان اقف وفضلت الجلوس على الارض بعد ان لم يبق شيء اجلس عليه. وقالت مرح بهدوء وبكلمات واثقة :
ـ”لقد تجاوزت حدودك يا حسن وتجرأت على التطاول على عهودنا ورموزنا، ولو كان الامر بيدي لجعلت منك مثلا لكل البشر.فعهودنا ورموزنا اسمى من ان يتطاول عليها بشر ويبدو ان تهاوننا معك جعلك تظن من نفسك شيئاً، انت لا شيء يا حسن، ولن تكون الا مجرد
جرذ استلقى على الارض مرعوبا في لحظات شعر فيها بالخطر، واعلم يا حسن انك مهما علمت عن عالمنا فانت لا تعلم شيئاً، ولو اردنا قتلك لكان هذا بسهولة، وباي وقت، ولكن ما حماك ويحميك طول هذه المدة هي عهودنا وقوانيننا التي نحترمها ولا نتجاوزها، فنحن لا
نتدخل في شؤون البشر الا بقدر تدخلهم في شؤوننا ,وفي المرة القادمة التي سيجرؤ لسانك على لفظ ما تلفظت به سيكون هذا اخر ما تنطقه، وهذا درس صغير مما نستطيع ان نفعله نحن ان اردنا ذلك, وساتركك الان وسالاقيك بعد قليل، حيث وضعت القطط”.
واختفت مرح في رمشة عين وكانها حلم وتلاشى. تركتني مشدوها لا افهم شيئاً فالنوافذ محطمة وكل ما في الغرفة محطم بطريقة غريبة جدا ولو اردت انا ان افعل هذا بالغرفة لاحتجت ربما لاكثر من شهر . كيف حدث هذا في لحظات؟ لا ادري ..ولكن ما حدث يعني انهم
يستطيعون التحكم بالمادة لو ارادوا ذلك، وهذا فعلا معناه انهم قادرون على قتلي… ووسط هذه الدوامة، بين ما اعلمه عن قدرة الجن في السابق، وما حدث امامي اختلاف كبير وتناقض لا يستوعبه عقلي. ولكن لماذا لم يقتلوني في السابق، وهم حسب ما رايت يمتلكون قوة
مباشرة لذلك, هل فعلا قوانينهم تحرم ذلك؟ وهل احترامهم لقوانينهم كبير الى هذا الحد؟ وماذا افعل الان ولم يعد لي خيار الا بالثقة بهم وبعهودهم الغريبة . تركت الغرفة كما هي محطمة او مدمرة، بالرغم من علمي انها ستثير في الصباح الاف التساؤلات عند الاهل حينما
يرونها لانه من المستحيل اخفاء آثار ما حدث، وتوجهت الى حيث القطط (الجن )حبيسه في المخزن المجاور للبيت، وفتحت الباب، وخطوت الخطوة الاولى وقد خيم على المكان صمت رهيب ممزوج بحزن، لم يكن هناك داع لان اشعل أي ضوء، فبرغم الظلام الدامس الا
اني كنت ارى كل شيء, وكأن نوراً خافتاً ينبعث من مكان مجهول، وكانت الجنية مرح تحدق بي من حيث وقفت صامتة وتجول بعيونها في ارجاء المخزن، وخاصة على القفص المغطى، والذي بداخله القطط ,نادتني وطلبت ان اخرج القطط من القفص، ولكني تجمدت في
مكاني من الخوف، ولم استطع الاقتراب من القفص، وابتسمت مرح وقالت:
ـ “لا تخف يا حسن فهي لن تؤذيك، افعل ما اقوله لك..”.
اقتربت من القفص وفتحت ابوابه الواحد تلو الاخر، واخذت القطط تخرج منه بهدوء وتجلس مصطفة تحت اقدام الجنية مرح، ولاتأبه بوجودي او انها امرت ان لا تنظر الي لسبب ما، وجثت الجنية مرح على ركبتيها برقة وحنان تنظر الى القطط بمحبة كبيرة لا وصف لها
كانها تنظر الى اطفالها الصغار بعد فراق طويل، واخذت تداعب القطط بنعومة ورقة الواحد تلو الاخر وابتسامة عريضة ساحرة على شفتيها، في هذه اللحظات من المحبة والحنان والرقة ,لا ارى في الجنية مرح الا ملاكاً ,حتى القطط كانت تشعرني بحركاتها بالمحبة
والاحترام الذي تكنه لهذه المخلوقة الغريبة ,اكثر من ساعة وانا اراقب هذا المنظر الساحر الغريب… الجنية مرح والقطط من حولها في جو من المحبة، وفي لوحة يعجز فنان عن رسمها, ويبدو ان مرح قد ادركت ان الشمس اقتربت من الشروق، وقفت مرح على اقدامها
واخذت القطط تعود الى القفص لوحدها الواحد تلو الاخر بنظام وبخطى واثقة، الا قط واحد بقي بجانب اقدام مرح، وجلس مستعدا وكانه يهم للانقضاض علي، وعيونه مسلطة علي بشكل غريب، واقتربت مني مرح، وامسكت بيدي وطلبت مني ان اجلس على الارض مقابل
القط وقالت :
ـ “انظر في عيونه يا حسن ولا تخف.”. وفعلت، وبدات ارى عيونه تتحول من لون الى آخر، ومرح ما زالت تتكلم معي:
ـ حسن …ستتم عملية الاتصال معك الان ,ان كنت لا تريد فلا تفعل شيئاً رغما عنك، وكل ما عليك فعله هو ان تغمض عينيك ..وان اردت، استمر بالنظر في عيون القطط..”. وبدون خوف، واصلت التحديق في عيون القط الماثل امامي، وبدأت ارى اشياء كثيرة داخل
عيونه, واشعر اني في عالم اخر او اني تحت تأثير مغناطيسي. وللحظات لم اعد ارى القط، ولا ارى الا عيونه، وما هي الا لحظات حتى ادركت اني انظر في عيون شخص اخر، وليس قطا. والغريب في الامر، والذي لم استوعبه، بأني اشعر بأني انظر في مرآه لا ارى
فيها الا عيوني انا، فانا انظرفي عيوني انا . شعور غريب ينتابني، اختفى كل شيء من امامي، اذكر انه كان هناك قط يحدق بي ولكنه اختفى…انظر الى الخلف وارى مرح تقف حيث وقفت في بداية نظراتي الى القط …قالت لي مرح:
ـ لقد تمت عملية الاتصال يا حسن, الا تشعر بأفضل من السابق؟”.
ـ رغم اني لا افهم شيئا مما حدث الا اني واثق بك يا مرح .”.
ـ” ثق بنفسك اولا يا حسن، والان ساذهب واذهب انت للراحة ولا تخف فهناك من سيرشدك بما تقوم به حتى تنتهي المهمة .”.
ـ ” أمرك يا مرح، سافعل، ولكن في القفص ست قطط فقط، والمطلوب سبع قطط .”. ضحكت مرح وقالت: ـ اعلم ذلك جيدا، اذهب انت، وساطلب انا ان يحضر قط ليحل مكان الذي لم يعد الى القفص..”.
واخذت مرح تضحك وخرجت انا ,وكان هناك من يامرني بالخروج ،ولا ادري ان نمت او لم انم، ولكن الساعات مرت بسرعة من شروق الشمس الى وقت ما قبل الغروب، وانا انتظر نور، حتى حضر وقال لي:
ـ حسن، اليوم سنتوجه الى “بوابة الشر”، فهل انت جاهز؟”.
قلت له: ـ ” نعم، انا جاهز..”. طلب مني ان احضر القطط، وان اضعها في صندوق السيارة الخلفي , ولفت انتباهي ان نور قد احضر سيارة غريبة نوعا ما, فقد جهز صندوقها الخلفي باشياء غريبة لا يمكن ان تكون بالصدفة ، وركبت بجانب نور، وسار نور يقود السيارة
وهو يبتسم، ويحدثني بامور كثيرة، وبعد ساعة او ساعة ونصف، وصلنا بالقرب من جبال تقع في احد الاماكن من البلاد، وطلب مني نور ان اسير على قدمي ياتجاه مكان بين الجبال، اشار اليه بيده وان لا انظر الى الخلف مهما كان السبب, واخذت اسير حتى وصلت الى
المكان، ونظرت حولي وكانت المفاجاة التي لم اتوقعها … اين اختفى ولماذا اختفى, واذا بصوت يناديني وكانه ات من مكان بعيد، ايقنت انه صوت (نور)،ولكن من اين مصدره؟ لم اعلم، ولكني سمعت الصوت بوضوح يقول لي:
ـ” سر الى الامام عدة خطوات وقف …”. جاءني الصوت من جديد وقال :
ـ “اتعلم اين تقف الان يا حسن!!! “.
قلت : ـ “نعم اعرف …انا اقف امام بوابة الشر ، رغم عدم رؤيتي لشيء…”. قال صوت (نور):
ـ “هل انت مستعد للبدء يا حسن ؟”.
ـ “نعم انا مستعد .”.
ـ “هل ترى القمر يا حسن ؟…انظر اليه وانظر الى ظلك على الارض .” فعلت ذلك ونظرت الى الارض لارى ظلي، ولكن ما اثار دهشتي اني وجدت (ظلين )لخيالي، فقلت له:
ـ” الى أي ظل يجب ان انظر ؟”.
ـ “لا يهم الى أي ظل تنظر !!الان عليك بالسير بين الظلين عدة خطوات الى ان ترى خمس ظلال بدلاً اثنين .”. سرت عدة خطوات حتى رايت لي على الارض خمس ظلال. قال صوت نور دون ان اراه :
ـ “رائع يا حسن رائع، والان اخبرني كم خطوة سرت .”.
ـ لا ادري ولم اعدها فقال : ـ “انا ساخبرك لقد سرت ثلاث عشرة خطوة، وهذا ما كان مطلوباً ان تفعله .”.
ـ “اذا جيد”. ـ “نعم هذا جيد من ناحية، ومن ناحية اخرى فهو سيء .”. ـ “وما هو السيء في الموضوع .” قال وهو يضحك :
ـ السيء هو اني طلبت منك ان تسير عدة خطوات ولم احدد لك كم خطوة يجب ان تسير…انت يا حسن قد سرت ثلاث عشرة خطوة وهذا فعلا ما كنت ساطلبه منك لو لم تفعل ذلك …فكيف ستفسر لي ذلك يا حسن الذكي ؟”.
ـ “انها صدفة ، مجرد صدفة .”.
ـ” نعم انها مجرد صدفة …..هيا استعد بعد قليل ستفتح بوابة الشر وسندخلها معا انا وانت فقط يا حسن .”.
ـ “ماذا تقصد وهل هناك شخص اخر معنا .”.
ـ لا تهتم بالذي اقوله لك يا حسن، المطلوب منك فقط ان تنظر امامك ولا تتحرك من مكانك حتى لا تهتز الظلال، وستظهر امامك “بوابة الشر” لعدة دقائق قبل ان تختفي، ومنها سنمر يا حسن انا وانت فقط” .
ـ “ولكن اين انت يا نور؟ اني لا اراك ، اين انت ؟” ضحك نور وقال :
ـ “انا قريب منك يا حسن، وساظهر في الوقت المناسب”. وما ان اكمل نور كلامه حتى بدأت أعمدة من الدخان تصعد من الارض بكثافة كبيرة، وبعدة الوان بل بمئات الالوان الممزوجة معا وراحت تزداد كثافة اكثر فاكثر لترسم قوسا كبيرا يصل الى السماء، واستمر الدخان
بالتصاعد لترسم عدة اقواس اخرى, الواحد خلف الاخر، لتشكل رسما يبهر الابصار، وتوقف الدخان واختفى، لارى امامي اقواساً من عدة الوان، الواحد خلف الاخر، عليها الاف الرسوم المنقوشة بدقة وحرفية متناهية وكان الوفا من الفنانين قد عملوا على صنعها عبر
الاف السنوات …كانت الاقواس تحيط بي من كل جانب، واصبحت انا وسطها . وعبر الالوان التي تحيط بي سمعت صوت نور يضحك ويقول :
ـ آلان يا حسن، انت في وسط اقواس، وكل ظل من ظلالك الخمسة يشير الى قوس، وكل قوس خلفه عدة اقواس، في نهاية القوس الاخير توجد بوابة …وكل بوابة تدخلك الى مكان، وبوابة واحدة فقط تدخلنا المكان الذي نريد، وعليك ان تقرر أي الظلال ستتبع.”.
ـ “ولكن كيف ساعرف أي الظلال يجب ان اتبع ؟”.
قال نور : ـ” ببساطة انظر الى الظلال بسرعة، والظل الثابت غير المتحرك، هو الذي ستتبعه .”.
ـ “لماذا انت بعيد ولا اراك؟ لماذا لا تدخل معي ؟”. …..
قال نور : ـ “لا استطيع الا بعد ان تقرر، لان هذه البوابات لا تفتح الا للبشر والان قرر بسرعة قبل ان تختفي الاقواس ويذهب تعبنا هباء .
" نظرت الى الارض وقررت فورا، واشرت الى القوس الذي سادخله ,وما ان اشرت بيدي نحوه حتى بدات الاقواس تتحرك من جديد، وتتحول الى دخان يختفي في باطن الارض …الا قوسا واحدا فقط بقي امامي، وهو القوس الذي اشرت اليه، وحتى الظلال الخمسة التي
رسمت على الارض بفعل انعكاس ضوء القمر اختفت هي الاخرى، ولم يبق الا ظل واحد وهو المتجه باتجاه القوس الباقي. سمعت صوت نور يقول :
ـ” عظيم يا حسن لقد نجحت، والان انت امام “بوابة الشر”، وعدة خطوات فقط وتصبح في عالم الشر، وان لم نتعاون معا فلن نستطيع ان نجتازها، وسنضيع بداخلها مئات السنوات هذا ان لم نهلك”. قلت له :
ـ هيا اذن اظهر، لماذا تختفي؟ ودعنا نمر منها بسرعة .”. قال نور دون ان اراه : ـ “ساظهر يا حسن ولكن لدي مفاجاة صغيرة لك قبل ان تدخل.”. قلت له :
ـ “وهل هناك مفاجآت اخرى .”.
ـ نعم سانقل لك هذه الرسالة فاصغي اليّ جيدا …!!”. وبدات اسمع صوتا لا ادري مصدره … يا الهي انه صوت امي تبكي وتقول:” سيقتلني يا حسن …”. لم احتمل سماع بكائها فصرخت بنور:
ـ “ايها الحقير وهل هكذا كان الاتفاق .”. قال نور :
ـ “كلا لم يكن هذا الاتفاق وحتى هذه اللحظة لم افعل بها شيئا، ولكني ساقتلها في اية لحظة اريد…وانت يا حسن من اخل بالاتفاق ولست انا، ام تظنني اؤمن بالصدفة؟ فان اردت ان تعيش امك فقرر الان ..اولا عليك بان توقف الاتصال مع مرح، وفورا اطردها من خيالك،
فكر بامك فقط …فكر بامك فقط…واخذت اسمع صوت امي تبكي.. ارجوك يا حسن افعل ، ارجوك يا حسن افعل ,وانتفض جسمي وشعرت بدوار رهيب وبدا العرق يتصبب من كل انحاء جسمي وشعرت بألم فظيع في راسي. اغمضت عيوني وبدا الالم يزول تدريجيا حتى
زال كليا، وفتحت عيوني ورايت “نور الجني ” يقف امامي وهو يبتسم ابتسامة المنتصر وقال :
ـ” لقد نجحت يا حسن والان فكر بدماغ حسن وليس بدماغ المغرورة مرح, والان قبل ان ندخل القوس الاول اود ان ترى هذه الصورة حتى تستطيع التفكير جيدا. رفع نور كف يده ووضعها امام عيوني، ارى صورا غير واضحة، ومن ثم اصبحت واضحة وكاني انظر الى
شاشة تلفزيون ,ارى امي في غرفتها ويحيط بها ثلاثة اشخاص غرباء، لم ارهم من قبل، وارى في عيونهم حقدا و غضبا، وفهمت ان نورا يحاول ان يفهمني ان حياة امي بيده ويستطيع ان يفعل بها ما يشاء، ولكن احساسي قال ان في الامر خدعة ما .
قال نور : ـ “ما اقصده يا حسن بما رايت ان مرح لم تقل لك واخفت عليك ان (نوراً )ليس لوحده، وان لم تفعل ما اقول فسيكون مصير امك معروفا لديك…الان يا حسن سر الى الامام لندخل القوس، وساكون انا خلفك ولا داعي لتنظر الى الخلف .”.
سرت عدة خطوات حتى اصبحت داخل القوس وانا اشعر بان نور يسير خلفي، وما ان دخلت القوس حتى اختفى ولم اعد اراه ,نظرت حولي ولم ار الا الفضاء، وكاني بهذه الخطوات قد وصلت احد الكواكب في السماء، فامامي فضاء ومن حولي فضاء لا يتناهى، لا ادري
ان كان حقيقة ام خيالا, توقفت ولم اكن اعلم، ماذا يجب ان افعل حتى قال لي نور:
ـ “سر خمس خطوات الى الامام، وخمسة الى اليمين، وخمسة الى الخلف، وتوقف.”. ففعلت، وظهر امامي قوس اخر اصغر حجما من سابقه، فقال لي نور: ـ ادخله.. فدخلته ووجدت نفسي في نفس المكان الذي دخلت منه في المرة الاولى، تحيط بي نفس الجبال، وكاني لم
ادخل القوس ابدا، الا ان المنظر يدل على اني موجود في نفس المكان، ولكن قبل سنوات طويلة وكان ذلك واضحا باختفاء الكثير من الاشياء التي كنت اراها على مدى نظري والتي وجدت حديثا واذ بصوت الجني نور يحثني على السير ويقول :
ـ سر خمس خطوات يسارا وخمس خطوات الى الامام.. ففعلت، وظهر امامي قوس اخر بشكل مختلف ,وطلب مني ان ادخله ,ففعلت، ووجدت نفسي قد دخلت في عالم اخر، او مكان اخر لم اشهد مثله من قبل، وفي هذا المكان لم اكن اشعر بجسدي ولا بالصندوق الذي احمله،
والذي حبست بداخله القطط. عاد نور وطلب مني ان اسير ثلاث عشرة خطوة الى الامام واتوقف, ففعلت، وظهر امامي قوس اخر بشكل مختلف، فدخلته ووجدت نفسي في ساحة عريضة جدا تحيط بها عشرات الاعمدة، ومن بعيد تظهر امامي بوابة ضخمة جدا، وقبل
البوابة خمسة اقواس الى جانب بعضها البعض،استطعت ان ارى البوابة من خلال الاقواس الخمسة ,اما الساحة، فهي مرصوفة بحجر لونه اسود، والاعمدة التي تقدر بالمئات، لها عشرات الالوان المختلفة . ضحك نور بصوت عال وكانه قد جن وقال:
ـ “ها قد وصلنا يا حسن فما علينا الا اجتياز احد هذه الاقواس وبعدها سنصل الى البوابة وبعد قليل سنعرف أي قوس ستدخل ،لان احد الاقواس فقط هو الذي يوصلك الى البوابة، اما بقية الاقواس فستدخلنا الى طريق لا عودة منها الى الابد …والان يا حسن جاء دورك،
فانا قد ادخلتك كل الاقواس وما كان بامكانك دخولها بدوني، اما القوس الاخير فانت الذي ستدخلني فيه، لان هذا البلاط مخصص للبشر، ولا استطيع السير عليه بدون مساعدتك.”.
ضحكت وقلت لنور : ـ “ولماذا اساعدك سادخله لوحدي .” ضحك نور وقال :
ـ لن تعرف أي قوس ستدخل ،وان عرفت فلن تستطيع فتح البوابة بدون مساعدتي، وقد قلت لك انا وانت مرتبطان معا حتى ندخل البوابة، وبعدها افعل ما شئت ولكن ايضا لا تنس امك المسكينة.”.
قلت لنور: ـ” وماذا افعل الان ؟”.
ـ “اخرج قطا من الصندوق واذبحه ودع دماءه تسيل باتجاه القوس وبعدها اخرج قطا اخر واذبحه، وكرر العملية سبع مرات على عدد القطط التي معك حتى تصل القوس، فانا استطيع فقط ان اسير فوق دماء القطط دون ان يعترضني أي خطر .”. نظرت الى الصندوق،
حيث حبست القطط، واخذت يداي ترتجفان، كيف ساقوى على ذبحها وباي منها سأبدأ؟
…ربما هذا، واي قط منهن يا الهي سيكون قرين (غادة)؟..هذا مستحيل، فقبل الوصول الى هذه النقطة كنت اعتقد اني استطيع، ولكن على ارض الواقع هذا مستحيل …يا الهي انقذني، لا اريد قوة الشر، ولا اريد شيئا …اخرجني يا الهي من هنا ,اللعنة عليك يا مرح الغبية،
لقد وثقت بك وبذكائك، وها انا في” ورطة” لا مثيل لها……


 


قديم 01-18-16, 08:13 PM   #26
general

الصورة الرمزية general

آخر زيارة »  05-02-24 (02:57 PM)
المكان »  في ظل سلمان الحزم
الهوايه »  قصص العالم الاخر ( الجن )

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



- الحب الأسطُوري ٢٨
اخذ نور ينادي علي: ـ “هيا حسن، لا مجال للتفكير ,لا مجال للتراجع، ان لم تفعل ستكون نهايتنا ,هيا يا حسن لا تابه لحياة القطط، اما ان نموت او تقتلها ,هيا يا حسن، اما دخول البوابة او انك ستبقى في هذا المكان حبيسا للابد، هيا يا حسن لا تدع مجالا للخوف، اسرع يا حسن، ان لم تفعل سنموت، لا خيار امامنا، اما حياتك او حياة القطط هيا يا حسن …”. لم اشعر بنفسي الا ويدي تمتد بسرعة الى الصندوق، وتخرج احد القطط، وبسكين حاد اقوم بذبحه لتسيل دماؤه بكل الاتجاهات بغزارة كبيرة لتمتلأ يداي وثيابي والارض بلون احمر…واخذت اصرخ وابكي واضحك بجنون واسير واخرج قطا اخر واذبحه بجنون واصرخ بصوت عال، وتسيل دماؤه واسير خلفها وخلفي نور، وتمتد يدي واخرج قطا اخر من الصندوق ولكني اسمعه يقول:ـ “حبيبي حسن “.. وترتجف يداي ويسقط القط من يدي، ويظهر دخان كثيف وتظهر من وسطه مرح، وتخرج بقية القطط وتحيط بنور، ونور قد تسمر مكانه مرعوبا، وانا لا ادري ما حصل، ومرح تنظر الى نور والحقد والكره في عيونها، وتنظر الي باشمئزاز كبير، ودماء القطط التي ذبحتها قد غطاني من راسي الى اخمص قدمي، لم اتمالك نفسي وبدات اتقيا ولم استطع ان اقف على قدمي وسقطت على الارض اسبح بدماء القطط، وما زال نور متسمرا وعلامات الذهول على وجهه، والقطط المتبقية تحيط به من كل الاتجاهات…ومرت لحظات رعب وخوف رهيب وكأن الدنيا قد توقفت, فلا احد يتحرك من مكانه، حتى زال الصمت بضحكه هستيرية اطلقها الجني نور، واخذ يصرخ: ـ “ايتها المجنونة، لقد هزمتني بجنونك …”. ويضحك بطريقة هستيرية ويردد نفس الجملة، ومرح تقف تنظر اليه بشموخ وكبرياء وقوة وغرور، لم تستطع ان تخفي فرحتها ولا ابتسامة النصر التي ارتسمت على شفاهها …ونور ما زال يضحك، وانا غارق في دماء القطط، لا افهم ما يحدث حولي ولا اقوى على الحراك، وعيوني تتجول ما بين الجني نور والجنية مرح والقطط . وتوقف نور عن الضحك، واخذ يخاطب الجنية مرح قائلا:ـ “كونته” حبيبتي المجنونة، لم اكن اتصور انك بهذا الجنون .”. قالت له مرح : ـ “اسمي مرح يا … قال لها نور : ـ “انت “كونته” وستبقين في نظري “كونته”، حتى لو استبدلت اسمك الف مرة، ولكني لم اتصور انك بهذا الذكاء والجنون . قالت مرح لنور : ـ “وانا ايضا لم اتصور انك بهذا الغباء … قال لها نور : ـ “نعم انا غبي لانه كان يجب ان لا انسى ان جنونك لا حدود له، وها هو جنونك قد انتصر علي، ولكني لا افهم كيف نجحت .”. قالت مرح وهي تضحك : ـ “انت لم تعد تملك شيئا …، لقد خسرت كل شيء، ولكني سأمنحك عدة دقائق لارضي بها غروري، واشرح لك كيف استطعت ان اجعل نهايتك على يدي وكم انت كنت غبيا (يا استاذي).” اتذكر حين علمتني وانا صغيرة بان لاشيء يكون دون ثمن، واننا يجب ان نتوقع غير المتوقع دائما، ام نسيت انك كنت استاذي قبل ان تصبح متمردا .”. قال نور لمرح : ـ “لم انس اني كنت حبيبك، وانه كان يجب ان تكوني زوجتي، لم ولن انس اجمل الاوقات التي قضيناها معا.” صرخت مرح بانفعال كبير وقالت لنور : ـ انت حقير اناني لقد تخليت عني وتركتني وحيدة …حكمت علي ان انزع قلبي من بين ضلوعي ,حكمت علي بسنوات من العذاب والالم، لقد رجوتك ان لا تذهب …ولكنك ذهبت…بكيت من اجل ان تبقى معي، وانت لم ترحمني ولم تشفق علي …تخليت عن كل شيء من اجل ان تحصل على القوة …وانا خسرت حياتي كلها من اجل ان ابحث عنك من اجل الانتقام منك، وها قد حققت ما اريد…انت لا شيء…ولم تحصل على شيء ومصيرك فقط سيكون العذاب والى الابد .”. قال نور : ـ “ما زلت تحبينني يا مرح وانا اعلم ذلك .”.ضحكت مرح وقالت لنور : ـ احبك؟ وانت من داس على قلبي .وانت من دمر حياتي؟ نعم، كنت احبك ,كنت اعشقك ,كنت كل شيء في حياتي، كنت استاذي فعلمتني كيف اضحك وكيف ابكي ,علمتني كيف احب .ولكن الست انت من علمني كيف نخلص لعالمنا وقواعده ونحترم قوانينه وان لا نتجاوزها …وانت يا استاذي اول من تجاوزها وتمرد عليها من اجل القوة . قال نور : ـ “كونته حبيبتي” انا لم اتخل عنك ابدا، لقد قلت لك سأعود من اجلك، ورجوتك ان تنتظري حتى اعود ,نعم، انا تجاوزت القوانين، نعم انا تمردت ولكن من اجل من ؟؟؟ اليس من اجلك يا (كونته)؟ لماذا نبقى مكتوفي الايدي حتى يدمر (البشر )عالمنا، حتى يتحكموا بمصيرنا بغبائهم ,لماذا لا نحكمهم نحن ,فنحن افضل منهم واقوى منهم ،وهم مجرد مخلوقات تافهة، انا لم افعل شيئاً من اجل نفسي، بل من اجلكم جميعا …كونته حبيبتي: انت صغيرة ولا تدركي حقيقة الخطر الذي سيواجهنا من البشر”. قالت مرح : ـ انا اسمي مرح… مرح… وليس (كونته)الصغيرة التي عرفتها ولا تنسى اني اليوم (حارسة ابواب الشر ) التي اوقعت بك ,ايها الاستاذ، عفوا ..العالم كبير ,وفي الحقيقة انت لست اكثر من (متمرد )مطلوب القبض عليه .”.قال نور : ـ “كونته”يا صغيرتي ,يا حبيبتي، اعلم في أي المراكز انت، واعلم القوة والنفوذ التي تملكينها، ولا يدهشني كيف وصلت بهذه السرعة لتصبحي (حارسة ابواب الشر ),ولكن بغرورك وكبريائك وجنونك هل سترضين ان تصبحي (خادمة للبشر ). صرخت مرح ، انا لست “خادمة للبشر”، انا لست خادمة لاحد ولن اكون. قال نور وهو يبتسم :ـ لا تكذبي يا (كونته),انت تعرفين الحقيقة، فهذه البوابة سيدخلها احد البشر، وان لم يكن اليوم فربما غدا، او بعد عام، او بعد الف عام، وانت تعرفين ذلك جيدا .حينها ستكوني خادمة، مجرد خادمة تلبي رغباته وطلباته ،ولماذا نذهب بعيدا …انظري الى حسن الذي قتل اثنين من ابناء عالمك، وانظري الى هذا الغبي الملطخ بالدماء ,فان دخل هذه البوابة فستصبحين انت مجرد خادمة له ,ليامرك بان تذهبي او ان تحضري. انظري يا (كونته)، انظري يا مرح المجنونة انظري اليه ,انظري الى الدماء ,فلو لم يسعفك الحظ لكانت هذه الدماء دماؤك.”……..
نظرت مرح باتجاه حسن نظرات مليئة بالتقزز والقرف .. واكمل نور حديثه:ـ ” كونته”، حبيبتي.. القرار الان بيدك … قرري يا “كونته”، النظام الذي يحكم عالمنا مليء بالثغرات التي ستحولنا لعبيد للبشر، فهل نطيع هذا النظام ام نسعى لتغييره مهما كان الثمن؟ انا يا “كونته” لم اتركك، لم اتخلى عنك حتى ولو للحظة ,لقد كنت املي، كنت كل شيء لي. اتذكري يا كونته اليوم الاول للقائنا، و الدرس الاول الذي علمتك اياه عن النظام وتقديسه، لأن النظام هو اساس عالمنا، وبدونه ينهار، اتذكري حينما سألتك لماذا قررت الانضمام الى صفوف ” الكاتو ” ولم تدري ماذا تجيبين وقتها لانك كنت صغيرة، وحينما اعدت السؤال عليك، اجبت: “لان سلطة “الكاتو” هي التي تحافظ على عالمنا”، وحينما سألتك:” هل ستحافظين عليه انت” ,اجبت :”دوما”. وما دمت لم امت، اعيد عليك السؤال الان يا “كونته”، بعد مرور هذه السنين الطويلة، وبعد ان اصبحت في مجلس “الكاتو”، ومئات التلاميذ الذين درسوا معك في ذلك الوقت لم ينجح احد منهم ليصل الى رتبة مراقب خارجي وأنت وصلتها: هل بهذه الطريقة تحافظين على عالمك؟ هل بأمكاننا أن نحافظ على عالمنا يا كونته بإعطاء الفرصة لان يحكمنا يوما احد البشر؟؟!…انا لم اتمرد يا “كونته “ولم اخاطر بنفسي من اجلي , انت تعلمين انني كنت من كبار العلماء، وكنت استطيع ان احيا كيفما اشاء وبراحة وهناء، دون الاهتمام بما سيحدث في المستقبل…”كونته”، لقد علمتك اكثر من عشر سنوات عن الحياة، وعن عالمنا وعن عالم البشر ,عشر سنوات كاملة وانا اعلمك، حتى استطعت اعدادك لتكون صالحه للانتقال الى صفوف “الكاتو”، انا الذي قررت انك تصلحين ,ولو لم اقرر لما استطعت ان تبدأي معهم، لقد احببتك بجنون, وقد طلبت منك وقتها ان نتزوج وتبتعدي عن حياة الكاتو، وتنضمي الى سلك اخر من خلاله تستطيعين ان تخدمي عالمك، ولكنك لم توافقي وقتها، ولم تفكري الا في نفسك، اتذكرين يا “كونته”؟ اتذكرين؟!…”.اجابته مرح : ـ لم انس …، لم انس شيئا، ولكنك حينما طلبت مني ان تتزوجني لم اعارض ولم امانع، بل كنت سعيدة، كنت اسعد من في الوجود، ولاني وقتها لم اكن شيئا امامك، كنت مجرد تلميذة صغيرة انهت مرحلة الاعداد لتبدأ خطواتها الاولى كعاملة تحت التجربة في “الكاتو”, وانت كنت العالم الكبير الذي خرج ويخرج مئات التلاميذ، كنت ذو شأن ومكانة .طلبت منك ان تعطييني فرصة صغيرة لاثبت وجودي وبعدها سأتخلى عن كل شيء من اجلك ،اما انت فكنت تصر ، وانت تعلم ان الزواج ممنوع للمنتسبين “للكاتو” الا بعد التخرج، وبعدها وافقت ان تؤجل الزواج الى ما بعد ان اتخرج واحصل على تثبيت في صفوف “الكاتو”، لقد كنت انت لي القوة والامل والثقة التي جعلتني اصمد واتحمل كل الصعاب من اجل النجاح والتخرج، لتفتخر بي وتعلم اني استحقك، ولكنك تخليت عني وعن كل شيء جميل، واختفيت دون وداع، لقد تركتني وانا في امس الحاجة اليك، سنوات طويلة مرت وانا ابكي وانتظر عودتك، ولا اعلم الى اين ذهبت، ولم يكن احد ليجيبني على سؤالي، ولكنني كنت متأكدة انك ستعود الي وتحتضنني وتمسح دموعي . مرت السنوات ونجحت وتخرجت، وبدأت رحلتي في صفوف “الكاتو”، حتى استطعت الوصول الى رتبة مراقب خارجي في “الكاتو”، وقتها تمنيت ان تكون موجوداً لتفرح معي، وتفخر بي، ولكن المفاجأة الكبرى والصدمة التي لم افق منها بسهولة، كانت حينما بدأنا نتعلم حكاية المتمردين وكيف نواجههم ، وحينها اطلعت على اسماء المتمردين وعلمت انك احدهم, بل انك اخطر المتمردين، وحينها فقط علمت حكايتك، وكم شعرت باني ساذجة حينما كنت اظن انك اختفيت في مهمة سرية من اجل مصلحة عالمنا ,لأعلم بأنك تمردت على كل شيء من اجل نفسك، وانك على استعداد لتدمير عالمنا من اجل بقائك، وقتها فقط مات قلبي، ولم يعد يهمني الا ان اقضي على كل المتمردين واولهم انت …،حبي لك جعلني اكون شيئا لتفخر به، وكرهي لك جعلني اريد ان اكون كل شيء لاقضي عليك، حقدي عليك اعطاني القوة والنجاح ،لأقبض على عشرات المتمردين، وارتفع من مكانه الى مكانه اعلى، وضحيت بكل شيء في حياتي، ووصلت الى حلمي الكبير، واصبحت عضوا في مجلس “الكاتو”، هذه المكانه التي لم تحلم بها ولم تنجح بالوصول اليها ,ومنها قررت ان اصبح “حارسة ابواب الشر” لاحصل من خلال مكانتي هذه على المزيد من القوة والنفوذ والحرية في اتخاذ القرار, ولا اخفي ان الهدف وراء سعيي لاكون حارسه “ابواب الشر”، هو علمي الاكيد من خلال دراسه نفسيتك وطرق تفكيرك التي تبدو واضحة في كتبك ودراستك، انك ستسعى لاقتحام احدى هذه البوابات،وعلى الرغم انه مستحيل علينا المرور منها لطبيعة تكوينتنا، وان البشر هم الوحيدون الذين يستطيعون المرور منها، الا اني آمنت بأنك ستجد الطريقة لتعبر هذه البوابة، لتحطم المستحيل، وتكون اول الكونيين في عالمنا الذي استطاع تجاوزها, لقد امضيت سنوات من عمري وانا ادرس كل شيء يخصك، لأعلم ما هي الطريقة التي ستفكر بها، لقد ظن مجلس “الكاتو” بكامل اعضائه ان القبض عليك هو ضرب من المستحيل، واعدوا خططهم فقط لافشال اية خطة ستقوم بها، لقد امنو بأنهم بحاجة لمعجزة للقبض عليك، ولكني انا تلميذتك الصغيرة لم افقد الامل ولو للحظة واحدة باني قادرة على القبض عليك، وكنت على استعداد لأن اقامر بحياتي مقابل هذا ,وفعلت، ولأنك لم تؤمن بأن هناك من هو اذكى منك, فقد هزمت، لقد سيرت الامور انت كما ترغب، ولكنك لم تكن تعلم بأني انا الذي كنت اسعى لاجعلك تصل الى هذه المرحلة، لقد ظننت اني أقامر بانك لن تكتشف ان حسن مسير، واننا سندخل من خلاله معك البداية، لم تكن تظن ولو للحظة واحدة اني ساقامر بحياتي وارهن نهايتها بحركة واحدة من يد هذا المجنون البشري، لقد اعددت هذه الخطة وانا اعلم، وحتى القطط التي قتلت تعلم بأن املها في الحياة ضئيل جدا ويتوقف على مزاج حسن وباي القطط سيبدا, فلو اسعفك الحظ لكان اختار القط الذي يمثلني وهكذا كنت انا خسرت كل شيء وانتهيت وانت انتصرت ولكن حظك التعس جعلني اخرج واسيطر على الامور واحقق النصر الذي لم يستطع ان يحققه احد بعالم الكونين ويا استاذ المثل والقيم ايها المتمرد لقد سعيت لتدمير عالمنا، ومن اجل ذاتك وحب العظمه في داخلك، وها انت تسقط امام النظام والقانون الذي يحمي عالمنا .والان اقولها بكل فخر واعتزاز باسمي انا مرح حارسه ابواب الشر ممثله سلطة “الكاتو” اعيدك الى…”. قاطعها نور وقال: ـ ” مهلا يا “كونته”…”. ردت مرح : ـ “خاطبني بلقبي واسمي!!!” قال نور: ـ “كونته حبيبتي، اسمعيني للحظة…” صرخت مرح : “خاطبني بأسمي ولقبي”. وبلهجة الهزيمة قال نور: ـ” سيدتي الحارسه مرح، امنحيني لحظات اتكلم بها قبل ان تصدري امرك بأعتقالي واعادتي.”. ضحكت مرح ساخرة من نور وقالت: ـ ومن قال لك انني ساعتقلك واعيدك، واتظن ان عالمنا بنقصه ان يعود اليه خائن متمرد، ليضيع الوقت في محاكمتك؟ انا سأنهيك.. سأقتلك.”. قال نور: ـ ” ولكن القوانين لا تسمح لك بذلك، ومن حقي ان احاكم، ولا يوجد قانون يسمح بأصدار حكم الانتهاء “الموت”.” قالت : ـ “انا التي اقرر، ولدي الصلاحيات التي تعطيني الحرية بأتخاذ القرار الذي اراه مناسبا، ولهذا سأقتلك.”. قال:ـ ” ولكن هذا مخالف لكل القوانين التي تمثلينها.” قالت :ـ القوانين التي تتحدث عنها انت ولم تحترمها وتمردت عليها، انا احترمها جيدا، ولكنك نسيت ان هذه البقعة التي تقع عليها “بوابة الشر” ،لا تخضع لسيطرة سلطتنا، ان القوانين ليست نافذة فيها. وهذا ليس السبب الوحيد، فالقانون قد اجاز لنا بعد ان تم تعديله بأمر من “المسؤول الاول” بالقضاء على أي متمرد اندمج وسيطر على جسد بشري…”. ابتسم نور وقال :ـ ” انا على استعداد للموت، وخاصة إن كنت انت قاتلتي, فيكفيني ان تلميذتي هي التي ستقتلني ,من اجلك غامرت بحياتي وتمردت، ومن اجل ان لا يكون ابناءنا عبيداً للبشر، يأمرونهم كيف يشاؤون، افضل ان اموت الان وبأمر منك، على ان اعيش اليوم الذي ارى فيه ابناء عالمي خدام للبشر, وسيأتي يوم وتعلمين ويعلم الجميع بأني قد ضحيت من اجلكم”. قاطعته مرح قائلة: ـ ” كفاك مكابرة ،اتظن ان كلامك هذا يؤثر بي؟ كفاك كذبا، فانا اعلم كل شيء, واعرف ان حجة الاندماج مع البشر من اجل السيطرة عليهم هي حجة فارغة، لقد اطلعت على هذه الدراسات التي تذرعتم بها لتخفوا المطامع الذاتية في داخلكم, وانا اؤيد القرار الذي اتخذه حكماء عالمنا بمنع الاندماج مع البشر، وانت؛ الم تفكر ولو للحظة بحجم الخطورة التي ستلحق بنا لو حصل هذا الغبي الذي اصطحبته معك على قوة الشر، وخاصة انه الشخص الغير مناسب لذلك.”قال نور : ـ البشر جميعهم واحد ولا فرق بينهم ,فما الفرق بين حسن وغيره من البشر ؟؟ ألن ياتي يوم ويدخل هذا المكان احد البشر ويمتلك القوة، لتكوني انت اول خادمة له ولنزواته البشرية، تظنين ان هناك فرقا بين البشر؟ جميعهم في النهاية يلتقون بحب ذاتهم وتعظيمها مهما اختلفت الوسائل والاساليب, فالطيب لا يختلف عن الشرير ,والمفكر لا يختلف عن الجاهل ، نزواتهم واحدة ، والقوة والعظمة هي الالهة الوحيدة التي يعبدونها بوعيهم وبغير وعيهم .”. قالت مرح : ـ ” صحيح انه سيأتي يوم ويدخل احد بني البشر هذه البوابة .. ولكن هذا البشري ان دخلها، فأنه يستحق ان يدخلها لانه استطاع الوصول للتميز ,وهذا الشخص لن يشكل خطورة، لا على عالمنا ولا على عالمه ,بل هو الذي سيسير بنا نحو مستقبل افضل، ولا وجود للمقارنة بين البشري “حسن” والشخص الذي سيستطيع المرور من هذه البوابة يوما ما. “. قال نور : ـ رائع يا “كونته” .. رائع يا صغيرتي !! صرخت مرح :ـ للمرة الاخيرة احذرك، ان اردت ان تخاطبني فخاطبني بأسمي ولقبي، فأما الصغير فهو انت، فلا تنسى في اللحظات الاخيرة المتبقية لك من اكون انا ومن تكون انت؟؟ “. قال : ـ” لم انس، ولا زلت اذكر انك ” الحارسه “، ولكن يذهلني تحولك السريع من كره البشر واحتقارهم الى حبهم وتمجيدهم، ام انك من اليوم تمهدين للمستقبل الذي ستصبحين فيه خادمة “للسيد الجديد” الذي سيحكم عالمنا ويتحكم في مصيرنا؟ “. ردت مرح :ـ “انتهى وقتك ، وقد تحدثت بما فيه الكفاية، وقبل ان اصدر امري بإبادتك، اود ان اقول لك باني لم احب البشر يوما، ولن احبهم، وان كان هناك من هو افضل منا فسنعرف ذلك، وانا لم اكن ولن اكون خادمة لأي أحد كان، من البشر أوغير البشر .. وخسارة لو انك لم تتمرد ضد العالم الذي تنتمي اليه لكنت اليوم تشغل منصبا في مجلس ” الحكماء ” … والان وداعا ايها الخاسر … يا…”. قاطعها نور وقال : ـ اسمعي يا مرح : قاطعته مرح وقالت : ـ ” لقد قلت لك انتهى وقتك ، ولا اريد سماع أي شيء …” بأسمي انا مرح حارسة ابواب الشر ..وبموجب الصلاحيات الموكلة الي..آمر بحضور “العقرب ” الى هذا المكان .”. مرت دقائق من الصمت الرهيب خيمت على المكان بعد صدور امر مرح، .. ونور تسمر في مكانه من الخوف، لا ينطق بكلمة واحدة، والقطط تحيط به وتحدق به وكأنها تشله عن الحركة، وانا اجلس واستمع للحديث الذي يدور بين الجني نور والجنية مرح، وفي لحظات وبعد ما يقارب الخمس دقائق من اصدار امر مرح، ظهرت عشر اعمدة من الدخان الابيض، وكأنها خرجت من الارض واصطفت امام مرح. ضمت مرح يدها اليمنى واصابع كفها الا الابهام واشارت باتجاه اعمدة الدخان المصطفة وقالت: ـ ” بأسمي انا مرح …..
ـ “بأسمي انا مرح حارسة ابواب الشر، وبموجب الصلاحيات الموكلة الي، ولانه لا توجد اية طريقة للقبض على هذا المتمرد واعادته الى عالمنا ليخضع للمحاكمة، آمر العقرب بأبادته، وابادة الجسد البشري الذي يسكنه، لصعوبة فصله عنه .. الامر نفذ… نفذ… ابيدوه ، ابيدوه .”. وباقل من لمح البصر دبت الحياة بالاصنام “السبعة الصفر ” الساكنة، واحاطوا بنور من كل الجوانب ونور يصرخ: ـ” ايتها الساقطة، ايتها الحقيرة، لقد خدعتني ،لماذا يا كونته ،لماذا يا ملعونة، ان أنا انتهيت فسيولد الف الف نور وسننتصر …”. اخذ صوت نور يتلاشى وما زال “السبعة الصفر” يدورون حوله، ومن سرعة دورانهم حوله لم استطع ان ارى ماذا يفعلون ولكن صراخه يدل على الم فظيع لا مثيل له، حتى القطط اقشعر بدنها لما رأت، ودب الخوف في قلبي، وعلمت بأن الدور علّي بعد نور، ومرح ما زالت ترفع يدها وهي تبتسم بخبث وكبرياء، حتى توقفت الدوامة التي احدثها “السبعة الصفر” ليختفي نور من الوجود. لا ادري كيف واين اختفى، وما هي الطريقة التي قتلوه بها، انزلت مرح يدها من جديد، وعادت الاصنام ” السبعة الصفر” لتصطف من جديد في مكانها دون حراك. اقتربت مرح من القطط وجلست على الارض، والتفت القطط حولها واخذت تداعبهم وتتحدث معهم بحنان الامومة، وتقول: ـ ” شكرا لكم لقد نجحنا، وهذا بفضل موافقتكم على التضحية من اجل عالمنا، انا اسفة على ما حدث لـ”روتو” و”بوتو”، اللذين قتلهم هذا اللعين ـ واشارت بيدها نحوي ـ لن ننساهم الى الابد، من اجل عالمنا يجب ان نفعل كل شيء، والان انتهت مهمتكم، وتستطيعون العودة الى الحياة الطبيعية.
واخذت تقبل القطط، والقطط فرحة من حولها ،وتتسابق مع بعضها من الذي سيجلس في حضنها وسيقترب منها اكثر، وهي تضحك بسعادة لا مثيل لها، وتقول : ـ ” والان بعد انتهاء مهمتنا بنجاح سننصرف الى احتفال النصر والنجاح معا .”. وقفت مرح على اقدامها وسارت عدة خطوات، ورفعت يدها اليسرى مرة اخرى وقالت
: ـ بأسمي انا مرح حارسة ابواب الشر وبموجب الصلاحيات الموكلة الي ولانه لـم تكن هناك اية طريقة للقبض على ” المراقبين ” “القطط” بعد ان تمردوا لاعادتهم الى عالمنا ومحاكمتهم امر العقرب بابادتهم فورا الامر نفذ .. الامر نفذ… ابيدوهم…أبيدوهم .”. وما هي الا لحظات حتى دبت الحياة فيهم من جديد، وتحركت الاصنام “السبعة الصفر” نحو القطط، والتفت حولها كعاصفة، ولحظات من الصراخ انتهت معها حياة هذه القطط، وانا لا افهم ما هو السبب لابادتهم، ولكني تأكدت ان دوري هو الاتي ان كانت القطط قد ابيدت، ولم اشعر بالراحة الا بعد ان رفعت مرح يدها وامرت “السبعة الصفر” بالانصراف، لتظهر فورا ثلاثة اعمدة من الدخان تدور حول الاشخاص “السبعة الصفر” ليتحولوا الى دخان ثم يختفوا ,وساد الصمت والهدوء في المكان الذي لم يبق فيه الا انا والجنية مرح، وما زلت صامتا مذهولا مما رايت وسمعت, انظر تارة الى مرح التي تقف بزهو وكبرياء، وتارة الى الساحة والاعمدة والاقواس العجيبة، افكر بما حدث، ولماذا حدث؟ وبماذا تفكر هذه المخلوقة التي في كل تصرف لها تحدث مفاجأة، فهي تبكي متى تريد وتبتسم متى تريد، اية مخلوقة هذه؟ اقتربت مني مرح ،ومع اقترابها لمحت في راسي فكرة سريعة اكدت لي ان مرح لا تنوي قتلي، ولو كانت تنوي لفعلت، ولا بد انها بحاجة الي في شيء ما، وكل ما حدث امامي افقدني الشعور بالخوف وزاد من شجاعتي، وقررت انه ان كان لا بد من الموت فليكن، ولكني ساموت بقوة وكبرياء.. ثورة وبركان تفجر في داخلي افقدني الشعور بقيمةاي شيء، حتى نفسي والحياة والاحلام والطموح، اصبحت اشعر بلا مبالاة تجاه كل شيء، حتى الجنية مرح وجبروتها وقوتها امام الشعور باللامبالاة الذي اصابني لم تعد شيئاً، لا ادري في تلك اللحظات هل مشاعري واحاسيسي ماتت؟ ام انا ميت واعيش بحياة اخرى؟ ام ان هذا المكان العجيب والمسمى ببوابة الشر افقدني خواصي الانسانية ,ام اني تعرضت لصدمة مما رأيت ونسيت الجزء الذي يتحكم بالاحساس من دماغي، لا ادري ما سبب التغيير المفاجيء الذي حدث لي، وكل ما اعرفه اني ” حسن ابن البشر”، لقد فقدت احساسي بكل شيء. اقتربت مني مرح، ووقفت انا على اقدامي امامها بلا مبالاة او احساس اوشعور لوجودها، قالت وابتسامة النصر على شفاهها: ـ لو اردت ان اقتلك يا حسن لفعلت ذلك بسهولة، ولكنك تعاونت معي، وانا عاهدتك ان لا اؤذيك، وها انا اصون عهدي. حسن انت حر فيما تفعل، اللعبة انتهت، وصديقك المسمى “نور” انتهى من الوجود، واصبح جزءاً من الماضي، ماتت معه مئات الاسرار التي يعرفها عن عالمنا والتي كانت تشكل خطورة، نور انتهى وانهى معه الخوف، ولا انكر انك ساعدت يا حسن في انجاح ذلك، وانا عاهدتك وانا عند عهدي..”. ضحكت وقلت لها: “عن أي عهد تتحدثين انت؟ لقد كذبت وخدعت وخنت يا مرح. قتلت نور وكذبت وتدعين بانه لا توجد طريقة لاعادته الى عالمك, وحتى ابناء عالمك قمت بقتلهم دون سبب …انا لا افهم ما السبب الذي دفعك لقتلهم، وكيف تمردوا لتقتلينهم، الم تكوني منذ لحظات تداعبينهم وتقبيلنهم ؟”.
ضحكت وقالت: ـ الامر طبيعي، هناك نهاية لكل شيء، ان لم تكن اليوم فستكون يوما ما، ونور كان يجب ان يباد، فلماذا التعب واعادته ومحاكمته، فانا افترضت اني لم استطع القبض عليه، ولم تكن هناك طريقة اخرى، عندها كانت لدي الصلاحيات لابادته، وبصراحة لو اعدته الى عالمي وحاكموه وبقي في السجن، فأنه كان سيبقى بالنسبة لي ذكرى وساذكره دائما،وقد اشتاق لرؤيته، ولهذا قررت ان يموت، انا ضحيت بحياتي لاقبض عليه، ولهذا اشعر أني صاحبة الحق الوحيدة في اخذ حياته، وهو يستحق ذلك، ولا وقت لدي لاعادته، فهناك اشياء اهم وبما اني املك صلاحية الابادة، فأني احب ان استخدمها بطريقتي انا..اما القطط، فقلت لك ان لكل شيء نهاية، فما الفرق ان ماتوا الان أوبعد الف عام، فهم في النهاية سيموتون، ولنفترض انك قتلتهم كما قتلت القطين اللذين سبقاهما ، او ان مكان أي منهم كان هو مكان القطين اللذين ماتا، الم يكونوا قد ماتوا؟ ولنفترض انهم تمردوا، ففي هذه الحالة انا املك صلاحية ابادتهم، وبصراحة اكثر، هذا اليوم وما حدث اليوم لا يعرفه احد الا انا وانت، فهو اصبح جزء من الماضي وانتهى، ولا اريد ان اذكره او يذكره احد…”. قلت لها : ـ ” والاشخاص “السبعة الصفر” الن يذكروه؟”. ضحكت مرح وقالت: ـ “انهم مجرد قوة ابادة لا دخل لهم في أي شيء مهما كان الا ان يتلقوا الاوامر، ويبيدوا من يُأمروا بابادته، فهم صمموا ودربوا على الابادة ولا شيء غير ذلك، اصنام متحركة تبيد بلا رحمة وبلا تفكير الا بتحقيق الهدف، وانا اخذت صلاحية باستخدامهم متى اريد، ولا احد غيري يستطيع التحكم بهم، فانا مرح التي يثق بها وبقدراتها الجميع، وانا مرح التي لم افشل في شيء حتى الان، ولهذا منحوني هذه القوة، التي بها سأحكم يوما مجلس “الكاتو” بكامله، ولسخرية الايام، فان هذا السلاح الفتاك قد شارك نور بنفسه منذ سنوات طويلة في تطويره، وها هو احد الذين اسُتخدم ضدهم هذا السلاح الفتاك، لم يكن مسموح باستخدامه بأمر من مجلس الحكماء ولم يسمح حتى للمجلس بكامله بأن يستخدمه، بل صدرت الاوامر للعلماء بالبحث عن اية طريقة لابادته والتخلص منه سريعا، ولكن بما ان القانون لا يسمح بالقتل، وخاصة انهم بالاصل من ابناء عالمنا وليس لهم ذنب انهم صمموا بهذه الطريقة، فقد تم حجزهم، وجمدوا كاصنام حتى يجد العلماء الطريقة المناسبة لانهاء هذه المشكلة .. وانا مرح بذلت الجهد لسنوات طويلة ليسمح بأستخدامهم لمواجهة مشكلة المتمردين بأجساد بشرية، وان الخطر الذي سيجلبه المتمردون يفوق خطر هذه الفرقة، واستخدم هذا السلاح للمرة الاولى بسيطرة واوامر مشتركة من مجلس الحكماء ومجلس “الكاتو” معا، وهكذا تبين ان له دور كبير جدا وفعال، واستطاع مجلس “الكاتو” ان يأخذ صلاحيته لوحده، على شرط ان لا يستخدم الا بأمر من جميع اعضاء المجلس، ومرت سنوات اخرى حتى استطعت ان اقنعهم بانه سيكون فعالاً اكثر لو اننا استطعنا ان نصدر له اوامر سريعة ومباشرة، بدلاً من الاوامر الجماعية، وهكذا ومع الوقت استطعت ان استحوذ عليه، واملك الصلاحية بأستخدامه.
قلت لها : ـ “مرح انت وقحة لدرجة كبيرة “. قالت : ـ “وانت لا شيء ويكفيك شرفا اني اتحدث اليك ” ـ ” ويل لعالم انت منه يا مرح “. ـ “ويل لك انت يا حسن ان انا غضبت ” ضحكت وقلت : ـ “وماذا بوسعك ان تفعلي؟ ستقتلينني؟ لن تستطيعي يا مرح، انا وانت نعرف ذلك جيدا”. ” ولم تظن ذلك؟ فلو اردت قتلك لفعلت ذلك في لحظات، ولكني اصون عهدي “. ـ “لو كانت المسألة متعلقة بالعهود لكنت ميتا منذ زمن، ولكن الموضوع يتعلق بشيء ما تفكرين فيه وتسعين اليه، وانت بحاجة الي حتى تحقيقه، وبعد تحقيقه سيكون دوري قد انتهى، اليس كذلك يا مرح؟ “. ـ “شاطر يا حسن، هذا صحيح، وانا فعلا بحاجة اليك، والشيء المضحك فعلا انني انا مرح بحاجة الى “واحد مثلك”، وهذا هو السبب الحقيقي وراء صبري عليك كل هذه المدة الطويلة يا حسن.”. ـ “وما هي حاجتك الي ؟”
تنهدت وقالت : ـ “حلم نور منذ سنوات طويلة، هو ما اريده !” ـ “ايتها الداهية اللعينة، والله لقد شعرت بذلك منذ البداية، لقد علمت انك تخططين لشيء كبير.. ما اغباني وما اغبى المسكين نور ، مرح، صدقيني انت داهية .”.
قالت ساخرة : ـ “انتم اغبياء لا شك في ذلك، ولهذا استطعت ان اسخركم للوصول للهدف.”.
قلت لها : كيف تفكرين ؟.. لا ادري أي عقل شيطاني تمتلكين ، والله ان قوة الشر التي تتحدثين عن وجودها وراء هذه الاقواس لا شيء امام هذا الدماغ الذي تحملينه .. وان كان هناك قوة شر حقيقية فهي في دماغك انت يا مرح .اتعلمين يا مرح؟ ينتابني شك ولو حتى كان بسيطا بانك ستقتلينني حتما .. يجوز اليوم او غدا، وهذا ما اقرأه في عيونك منذ البداية ، ورغم كل هذا، الا انني على استعداد ان اساعدك باي شيء استطيعه للوصول الى النهاية التي تسعين انت اليها فقط، لا لشيء وانما لاعرف ما هي النهاية، وكيف ستكون ، لا تتفاجئي يا مرح مما اقول، فانا ابن بشر، وانت تعرفين كل شيء عنا، ولكن هناك جوانب مخفية لم تستطيعوا بعد الوصول اليها، الان لم يعد يهمني شيء، لا القوة ولا الحب ولا حتى السعادة، ولا أي شيء اخر سوى شيء واحد يشدني فقط، معرفة النهاية , يجوز ان يكون حب الفضول هو الذي يتملكني ، نعم انه حب الفضول القاتل، ولكن لا يهم، لا اريد شيئا سوى ان افهم.. ابتسمت مرح وقالت
: اسمع، لا يمكن لشيء ان يستمر كما هو، فكل شيء يتغير وفق الظروف والاحداث التي تحيط بنا ، كما انه يوجد قواسم مشتركة كثيرة بيننا وبين البشر، الا وهي الحلم بالمستقبل ، والاحلام يا حسن تتغير يوميا، فاليوم نحلم بشيء ما للغد، وعندما يأتي الغد نحلم بشيء آخر لليوم الذي يليه.. حسن، ان القاسم المشترك الاقوى هو الفضول ، الفضول لمعرفة المجهول…فقوة الشر المخفية خلف هذا الباب، والتي لا يعرف حقيقتها احد، او ما هي او كيف شكلها او ما هي طبيعتها، اثارت الفضول والخوف معا .. الفضول من هذه القوة، والخوف الممزوج بالفضول. من الذي سيمتلكها ويستطيع بها ان يدمر ان اساء استخدامها العالم او يجعله افضل ان اجاد استخدامها …هذه القوة يا حسن بقيت اسطورة مستحيلة، لا يمكن الوصول اليها، ولكن علمنا بأن احد من البشر سيصل الى هذه القوة، وكان من المعروف ان أي من ابناء عالمنا لا يمكن ان يحصل عليها لان هذا مستحيل، وهذا بسبب خواصنا، لهذا لم يكن احدنا يفكر او يحلم بالوصول اليها، وكل ما كان يشغلنا هو المحافظة على عالمنا وعلى عالم البشر لارتباطه بعالمنا، وبعد ان تمرد نور وهو من كبار العلماء والاساتذة المتخصصين في عالم البشر، وعاش بين البشر واستطاع ان يجمع المتمردين من حوله ليشكل بهم قوة يستطيع بها السيطرة في المستقبل، والحرب المستمرة بين سلطة عالمنا والمتمردين، والتي دارت معظمها على الارض، واخطر هذه الحروب كانت مع المتمردين الذين استطاعوا استغلال اجساد بشرية ليملكوا الخواص البشرية وخواص ابناء عالمنا معا، والنصر كان دائما لسلطة الكاتو، ولهذا بقي المتمردون في حالة من التشرد الكامل، وهذه القصة طويلة وجذورها منذ الاف السنين تتجدد دائما مع تمرد احد جديد من الجيل الجديد، وهذا ليس موضوعنا، لم اكن انا احلم بالشيء الكبير في حياتي، فقط اردت ان اكون واحدة لها شأن بسيط، او استطاعت ان تحقق شخصها.. ولكن حبي الكبير لنور، استاذي، في سنوات تمهيدي للبداية، وبعد ان اختفى ،جعلني اهتم بكل صغيرة وكبيرة تخصه، وحينما سنحت الظروف وكشفت الامور امامي، وعلمت انه تمرد، بدأت ابحث عن كل الاسباب التي تدفع عالما كبيرا ذو شأن مثل نور والذي كان بأمكانه الوصول الى اعلى مراكز السلطة في عالمنا وهي مجلس الحكماء الى التخلي عن كل شيء والمخاطرة والتمرد، والاندماج مع جسد بشري، واحتمال العذاب الذي سيعانيه بسبب هذا الاندماج. لقد كان المفهوم الشائع ان هؤلاء العلماء حينما تمردوا فعلوا ذلك حبا باظهار صدق نظريتهم ,بأن السيطرة على البشر من خلال قانون الاندماج هي التي ستمنع حدوث كوارث، واعتبروا بانه اصابهم جنون العلم والمعرفة، وانا شخصيا اقتنعت بهذه النظرية وبهذا السبب للتمرد من قبل اشخاص ذو شأن ومكانه، ولكني لم اقتنع بأن نور بالذات يسعى لتحقيق نظرية علمية من خلال الاندماج، وحبي وتعلقي بنور اثار بداخلي الفضول الذي جعلني ابحث عن كل شيء يخص نور لادرسه، لعلي اجد اجابة لما فعل .. امضيت سنوات وانا اقرأ واحلل الدراسات التي اعدها نور، وكم كان هذا صعبا لان هذا ليس مجالي، وانه مجرد كلام علماء لا يفهمه الا العلماء، ولكني بذلت المستحيل حتى بدأت المس ان نورا يسعى لشيء مستحيل، الا وهو دخول بوابة الشر والحصول على القوة، ليكون اول ابناء عالمنا الذين استطاعوا دخول هذه البوابة التي توصل الى القوة ومن هنا بدأ اهتمامي بقوة الشر وبدأت بالبحث لافهم ما هي، وعلمت بانها المستحيل، ولكن ثقتي بعقل نور الكبير الذي لا يمكن ان يحلم بشيء الا اذا كان عنده امل ولو واحد بالمليون من قدرته على تحقيقه، اصابني مرض حلم نور، وبدأت افكر وخططت حلمي مستندا الى هذا الحلم، حلم الجنون، وامضيت سنوات طويلة من العمل الشاق، والذي ضحيت من اجله بكل شيء، لاستطيع الوصول الى مكانة حارسة ابواب الشر بجدارة، وساعدني الحظ بان الحارسة القديمة قد انهت مدتها في حراسة احدى البوابات، وكانت فرصتي ونجحت وصلت الى هذه البوابة، وشاءت الصدفة السيئة والسعيدة، ان تأتي انت بطريقي واختي الوحيدة، والتي هي اغلى ما عندي والتي اهملتها لسنوات طويلة، تتزوجك وتصبح من المطلوبين للقانون، وهكذا وجدت من هذه الصدفة السيئة، فرصة سعيدة لاستغلالك لتحقيق هدفي بالوصول الى نور، وساعدت بكل الطرق وبمنتهى الحذر نورا دون ان يدري لجره للوصول الى هذه البوابة، وكم كان هذا شاقا ومتعبا، وكان حلم نور الجنوني في دخول بوابة الشر، والذي وجد الطريقة من خلال استغلالك، واستطاع ان يفك رموز الابواب، وجعلني استغل عقله ومعرفته في ان ادخل انا من خلاله البوابة، ولم يكن يتوقع هو ذلك، وبصراحة، بدونه لم اكن استطيع دخول هذه البوابة رغم اني حارستها، وهكذا دخلت عبر حلم نور وانتهى نور وبقيت انا. انهت مرح كلامها، ولا اخفي انني كنت مبهورا من ذكائها وقدراتها العجيبة، وقلت لها: ولكن كيف سندخل البوابة الاخيرة ونور الوحيد الذي يستطيع فك رموزها . قالت : سنسير عبر الساحة انا وانت معا، حتى نصل الاقواس الخمسة الصغيرة التي تسبق البوابة الرئيسة، وعندما نصل ساشرح لك . قلت لها : هيا بنا نسير بدلا من اضاعة الوقت. واردت ان ابدأ بالسير باتجاه الاقواس الخمسة، ولكنها امسكت بيدي وقالت : انت مجنون اتظن الامر بهذه البساطة ؟. ولم لا، عدة خطوات ونصل الاقواس .. ضحكت مرح وقالت : فعلا انك ساذج، اتظن ان المسافة بينك وبين الاقواس عدة خطوات، وان الامر بهذه البساطة، خطوة واحدة نخطوها بالاتجاه الخطأ ستكلفنا عشرات السنوات حتى نصل الاقواس… سأشرح لك كيف ستمر ، انظر الى الساحة جيدا، انها مرصوفة بالاحجار السوداء، ولا فرق بين حجر واخر، والاعمدة تحيط بالساحة من كل الجوانب، وللاعمدة ظلال انعكست على الحجارة لا تراها بسهولة … يجب التركيز حتى تراها، وان اخطأت ودست على احد هذه الظلال، فستختفي الساحة، وتسقط في فضاء لا نهاية له، لهذا يجب ان تحذر، واثناء سيرنا على الحجارة المرصوفة، ستظهر بجانب الاعمدة وحوش وحيوانات مفترسة، ان اخطأت ودست بقدميك اكثر من حجر، فستهجم علينا، وستكون نهايتنا، ولهذا قبل ان تضع قدمك على حجر اخر، يجب ان ترفعها عن الحجر السابق، وايضا كلما تقدمت باتجاه الاقواس، ستتعرض لهجوم من وحوش او من اشكال مختلفة، لا تخف، بل لا تأبه لوجودها، وكلما تقدمت اكثر،و لامست قدمك حجرا، سيسقط من مكانه، اياك ان تفقد توازنك، وضع قدمك في الفراغ مكان الحجر، ولا تخف، فالحجر لم يختف في الحقيقة، وكلما تقدمت، ستجد ان على الحجر الذي يجب ان تدوس عليه شيء يمنعك من ان تدوسه، فلا تتردد ودس عليه مهما كان، وايضا ستشتعل نار لم تر لها مثيلا في حياتك، ستشعر بحرارتها فلا تتراجع بل اقتحمها ، وفي المرحلة قبل الاخيرة، ستتحرك الاعمدة وتهتز، لتلامس ظلالها في كل لحظة اكثر من حجر، وهنا انت بحاجة الى كامل تركيزك ولدقة كبيرة جدا، اما المرحلة الاخيرة قبل الوصول الى الاقواس، فهي المرحلة الصعبة جدا، والتي تحتاج الى ارادة قوية جدا، وعندما نصل الى تلك المرحلة بسلام سأقوم بشرحها لك .. اجلس الان واسترح وخذ الوقت الذي تحتاجه وعندما تشعر انك على استعداد، سنمضي في رحلتنا .. اطرقت قليلا افكر بهذه الاهوال والمصاعب التي يجب ان امر بها، ولكني لم استطع ان اتخيل حدوث كل ما ذكرته في هذه المسافة القصيرة، فالمسافة حيث اقف وحيث سأبدأ وبين الاقواس التي اراها امامي لا تتجاوز عشرة امتار، أي انه يمكن قطعها بدقائق او باقل . اخذت ما احتاج من الراحة وقررت البدء بثقة عالية بالنفس، ورغم صعوبة الامور، الا اني تصورتها سهلة… وقفت على قدماي، وقلت لمرح: اني مستعد للبدء . قالت لي: انا واثقة من قدرتك يا حسن على اجتياز هذا الامتحان الصعب، سأكون معك خطوة بخطوة، ولكن لن تراني، ولا تحاول البحث عني ولا تحاول ان تتحدث بصوت عال، ان اردت ان تحدثني فأفعل ذلك بدماغك، دون أي استخدام للصوت او الهمس، سأرشدك خطوة بخطوة وساكون معك، لن تسمع صوتي ولا تحت أي ظرف، ولكن ان حصل وسمعت صوتي، فلا تصغي اليه، قد تحدث مفاجآت لم احك لك عنها، فكل ما هو مطلوب منك ان تسيطر على نفسك وان تتعامل كأن لا وجود لها . قلت لها
ـ” اني على استعداد وانا جاهز.” اقتربت مني، ووضعت كفيها على خدي، واخذت تنظر في عيوني وتقول: ـ “حسن ثق بانك قادر .. ثق بانك قادر.”. واعادت علّي كل ما قالته ،تشرح الخطوات التي يجب ان اتبعها، وما زلت اصغي واحدق في عيونها حتى وجدت نفسي احدق في فراغ، اسمع صوتها دون ان اراها، لا اسمع صوتها من خلال اذناي، بل من خلال دماغي، وكأنها اصبحت فيه او اني احدث نفسي .. ـ “حسن هل انت مستعد؟” اجبتها: ـ “نعم انا مستعد …”. ـ “اذن هيا سر يا حسن، ضع قدمك اليمنى ثم اليسرى بجانبها على الحجر الاسود، ولا تتحرك، جيد يا حسن، ساعيد تحذيرك: اياك ان تسرع، هيا.. هل ترى الظل المنعكس؟ انه واضح الان، اقفز عنه بقدمك اليمنى على الحجر الذي يليه، جيد يا حسن…”. وهكذا كررت المحاولة مئة مرة، ولم يكن من الصعوبة رؤية الظلال، ولكن الغريب ان الاقواس ما زالت بعيدة، او ان المسافة التي قطعتها لم تقربني من الاقواس، استعددت للخطوة التي تليها، وصوت مرح يرشدني بهدوء وثقة عالية، ولكن الظلال لم تعد ترى بسهولة، ولهذا كنت اقف دقائق لاتأكد من رؤيتها، وبعد ان تبينت الظل قررت القفز، لا تفاجأ بمئات الحيوانات التي تحيط بي من كل جانب، وكأني دخلت عالما اخر، انظر الى الخلف وكل شيء قد اختفى، فضاء واسع شاسع لا نهاية له خلفي، خطوة واحدة فقط الى الخلف وتكون نهايتي، ولا ادري ان كان هذا وهم او حقيقة، ولكني اشعر بأنه حقيقة. أنظر حولي لارى حيوانات لا تبعد عني الا امتاراً قليلة، حيوانات منها ما اعرفه وعهدته مثل النمور والقطط، ومنها ما لم اره في حياتي، ولم اسمع عنه، كقرود لها مخالب وانياب وراس كبير، وحيوانات بثلاثة ارجل وباربعة وخمسة وعشر ارجل، واشكال تشبه الانسان الا ان الراس يشبه رأس الضبع، لها قدمان واربعة ايدي، حيوانات ومخلوقات غريبة كثيرة، اشتركت جميعها بالتأهب والاستعداد للهجوم، ومرح تحدثني: ـ “لا تخف.. لا تخف يا حسن.. لن تهجم عليك حتى لو اقتربت منها، والان حاذر ولا تجعلها تشتت ذهنك، ان دست على اكثر من حجر ففي هذه الحالة فقط ستهجم، حاول ان لا تنظر باتجاهها .. ركز مع الظلال فقط، وركز في ان ترفع قدمك قبل ان تضع قدمك الاخرى على حجر، هيا يا حسن..”. ورايت ظلين متتاليين ، فقالت: ـ “اقفز عنهما الاثنان الى الحجر الثالث، ستنجح..” وفعلت، وكررت العملية اكثر من خمسين مرة، والحيوانات ما زالت تحيط بي، الا انها بدأت تصدر اصواتا مختلفة وغريبة، كادت تفجر رأسي، ووددت لو اني استطيع ان اضع اصابعي في اذني حتى لا اسمع صوتها .. خطوات اخرى ،واختفت جميع الحيوانات من حولي، وتنفست الصعداء وسرت خطوة تلو الخطوة بهدوء، وفجأة ودون سابق انذار، هجمت علي مجموعة من القرود، خلفها نمور وقطط وضباع ووحوش كثيرة ومتنوعة، للحظة اردت الهرب، الا ان صوت مرح صرخ بي وقال: ـ ” اياك ان تلتفت الى الخلف .. اياك.. قف مكانك ولا تتحرك .. انظر اليها ولا تغمض عينيك، لا تخف يا حسن، واياك ان تفقد توازنك …اياك .”. بدأت اسمع اصواتا مخيفة آتية من خلفي، وحيوانات مفترسة، ما هي الا خطوات وتفترسني، وصوت مرح يحذرني … بدأت الحيوانات تقفز علي الواحد تلو الاخر، ومع كل قفزة اشعر بأن هذه نهايتي ، خوف يتملكني وجسدي تتساقط منه حبات من عرق … حيوانات تقفز باتجاهي، وعندما يصلني يختفي كأنه لم يكن ، ورغم قناعتي بأن ما اراه ما هو الا وهم وخيال، الا ان الطريقة التي تهاجمني بها هذه الحيوانات تجعلني اشعر بحقيقتها، واشعر بأن الاول ان لم يؤذني فإن الثاني سيفعل، ولا ادري كم مر من الوقت وانا اتعرض لهذا الهجوم الوهمي الحقيقي، هل هي ساعة ام يوم ام عام ؟. انتهى الهجوم، وطلبت مني مرح ان التقط انفاسي وارتاح قليلا وأقف، وبعد ان كررت العملية وسرت عدة خطوات، رفعت قدمي، وقبل ان ادوس بها على البلاطة، اختفت البلاطة من تحت قدمي ،وشعرت بأني ساسقط في هاوية ، ولكن الحظ اسعفني في اقل من رمشة عين، ولم انقل قدمي، لتستقر مكان الحجر حيث كنت ارى الفراغ، ولكن تحت قدمي شيء صلب.. ومرح تشجعني، ليزداد الشعور بداخلي بأن الحجارة التي تختفي قبل ان ادوسها موجودة. سرت بسهولة وثقة أكبر، حتى وجدت امامي ناراً كأنها الجحيم، لم ار في حياتي نارا اعظم منها، لم اشعر بالخوف من النار التي امامي رغم ترددي من طلب مرح ان اقتحمها ولا اخاف، فهي لن تحرقني، ولكن كلما اقتربت اخذت اشعر بحرارتها اكثر ،وبدأت اتأكد بانها حقيقية اكثر من كونها وهمية، ولكني كنت استجمع شجاعتي واسير، ومرح تشجعني … اقتربت من النار واذ بصوت مرح يصرخ بي بصوت عال: ـ “عد الى الخلف بسرعة يا حسن .. عد واستدر الى الخلف يا حسن… لا تتقدم .. لا تتقدم !!”
وفي محاولتي للتراجع اتاني صوت مرح من جديد، تنبهني، وصرخت بي قائلة : ـ “لا تصغ للصوت الذي سمعته يا حسن، اكمل طريقك..اكمله يا حسن .”. وقعت في حيرة من امري بين صوت مرح الذي يدعوني للعودة الى الخلف، وبين صوتها الذي يحذرني من الاصغاء للصوت، لياتيني صوتها يؤكد لي بانها من دعتني للمضي قدما حيث قالت لي : ـ ” يا حسن لقد حذرتك من كل صوت تسمعه حتى لو كان صوتي، فهذه خدعة البوابات يا حسن…” شجعني صوتها واقتحمت النار بثقة، وحاولت ان اسرع لاتفادى حرّها ، نجحت في عبورها وتوقفت بعدها لالتقط انفاسي ونظرت الى الاقواس لاشعر انها قريبة .. قريبة جدا .. جدا. وبدأت استعد للمضي قدما، فالتفت حولي لاتبين محيطي، فصعقت حينما رايت عشرات الظلال تتحرك الواحد تلو الاخر ، نظرت الى الاعمدة ورايتها تهتز بقوة، وحينما نظرت الى الظلال مرة اخرى علمت في قرارة نفسي باني هالك ولا ريب . اخذت احدث مرح قائلا لها : ـ” ان من المحال ان استطيع تجاوزها !” لكن مرح تقول لي : ـ “بل تستطيع يا حسن، ركز قليلا فقط… ركز يا حسن !!” عدت انظر الى الظلال مرة اخرى فوجدت انها تتحرك الواحد تلو الاخر بسرعة كبيرة، الواحد تلو الاخر وبأقل من رمشة عين، لم اكن استطيع ان ارى الحجر الا والظلال تمر عليه، وهي تغطي اكثر من عشرين حجراً او اكثر، وكأنها مروحة كهربائية، دب اليأس في قلبي على الرغم من تشجيع مرح المستمر لي، حتى صرخت بها: ـ “كيف… كيف يمكن هذا… مستحيل… مستحيل ان امر دون ان المس الظلال..”. فقالت مرح: ـ لا تخف، ان ركزت بصرك جيدا وقفزت قفزات سريعة جدا ستتجاوزها، لم اقتنع بما قالت، وكلما حاولت ان اقنع نفسي بكلامها، وجدت انه من المستحيل، مرت اكثر من ثلاث ساعات ولم تنجح مرح بأقناعي، حتى انها هي قد يئست من تلك المحاولة ، مما زادني يأسا واحباطا لشعوري بأن مرح لا تجد الوسيلة لاخراجنا من هذا المأزق، مرت ساعات اخرى، والارهاق والتعب قد استوليا علّي، حتى قالت مرح : ـ “حسن لا توجد الا فرصة واحدة فقط، وهي ان اسير انا في جسدك”. ـ “كيف ؟” ـ “ملكني دماغك بأرادتك لا تحكم فيه حتى استطيع ان اسير جسدك.”. خفت من كلام مرح وطلبها خوفا اشد من خوفي في الساعات الاخيرة، ولكنها قالت : ـ “لا داعي للخوف، لا يوجد شيء يستحق الخوف، فلو اردت شيئا بك لفعلت ، ولكن لا توجد غير هذه الطريقة .. هيا يا حسن، دعني اتحكم بدماغك بالكامل، لا يوجد لدينا وقت حتى اطرد التعب من جسدك واستطيع ان اسير من خلال استخدام الطاقة الكاملة للدماغ.”. استسلمت لها ونفذت ما طلبت وفقدت الاحساس بوجودي .. ووجدت نفسي خارج الظلال. لم اشعر بشيء ولم اع ما حدث الا عندما ما خاطبتني قائلة : ـ ” لقد نجحنا يا حسن، عد لطبيعتك الان .”. شعرت وكأنها خرجت من رأسي، حاولت تذكر ما حصل، ورايت كيف قمت بقطع الظلال بسرعة غريبة دون الشعور بوجودي ، لم افهم كيف فعلت هذا ولكني سألتها: ـ “كيف حدث ذلك يا مرح ؟”. ـ “ان قوة دماغك البشرية قادرة على صنع المعجزات، فبتحكمي به استطعت ان الائم وزن جسدك بالجاذبية الموجودة في المنطقة، واستطعت ان ابرمج بصرك وخطواتك بما يتلاءم مع سرعة دوران الظلال، واستخدمت الحواس الاخرى والطاقة الكامنة التي لا تستطيع استخدامها لاعطائك القوة والسرعة… “وهكذا نجحت في ذلك، والان انت امام الاقواس، وبقيت مرحلةواحدة وينتهي التعب والارهاق”. ـ ما هي ؟ ـ انها المرحلة الصعبة التي ستسير بها حتى تصل الاقواس، صحيح انك ترى ان المسافة عدة خطوات، ولكن المسافة في الحقيقة اكثر من ذلك بكثير ، ان نجاحك بهذه المرحلة سيعتمد على قوة ارادتك ! يجب ان تسير بلا توقف مهما كان السبب حتى تصل، وان توقفت للحظة واحدة ولاي سبب كان فستكون نهايتنا معا، مهما رايت ومهما سمعت، اياك ان تتوقف .”. ـ وهل هناك ظلال او امور اخرى . ـ “لا، لا توجد ظلال ولا أي شيء اخر ولكن الخطر الحقيقي هو ان تتوقف … فقط سر ولا تهتم”. ـ ” انا على استعداد .”. ابتسمت وقالت : ـ “كلا خذ قليلا من الراحة الان، وان اردت ان تنام قليلا فلك ذلك، وبعد ان تتاكد من انك جاهز سنسير.”. ارتحت عدة ساعات وبدأت اسير بأتجاه الاقواس التي اراها بالعين لا تبعد عني خمسة او عشرة امتار فقط. بدأت اسير واسير واسرع وابطىء حتى بدأ العرق يتصبب من كل جسدي، والتعب والارهاق يصيبني دون ان اصل. مرت ساعة وساعات وفي كل لحظة اظن اني وصلت، لكني لم اصل، انظر حولي، واجد بأن المسافة تزداد ولا تنقص .. مرت عشر ساعات ولم يعد جسدي يقوى على حملي ، وعدة ساعات اخرى مرت وبدأت اجر قدماي جرا وانا عطش وجائع ، ساعة تلو الساعة ومرح تقول لي اصبر .. اصبر، ولكن العطش استولى علّي ولم تعد قدماي قادرة على حملي ، انظر الى يميني فارى واحات ماء، لم اشعر بنفسي الا وانا اسير بأتجاهها .. ومرح تحذرني وتصرخ بي : ـ ” اياك والاقتراب”. اصبحت امر من واحة الى اخرى، وارى انواع الطعام بما لذ وطاب ومرح لا تزال تحذرني وتشجعني.. ولا تزال الصور الغريبة تدور من حولي ، صور غريبة لفتيات وينابيع ماء وحدائق ازهار لا ادري ان كنت اهذي ام ان الذي اراه حقيقة . لم اشعر بنفسي الا وانااستلقي على الارض بجانب الاقواس … ومرح تجلس بجانبي، فتحت عيني، وعلمت منها انني قد نجحت بالوصول ،وانني قطعت مسافة استغرق قطعها من الوقت سبع وعشرون ساعة ، واني نمت بعد ذلك الجهد اكثر من عشر ساعات. كانت مرح فرحة مسرورة ، فشردت بذهني بعيدا عن انتصار مرح، وجلت ببصري انظر الاقواس الضخمة التي ابهرتني رؤيتها، وسرح خيالي بمقارنة نفسي معها لاشعر بنفسي نملة تقف بجانب احد الاهرامات .. وقفت على قدميّ، نسيت كل التعب والجوع والعطش وكانه كان وهما ليس اكثر، تأملت مليا تلك الاقواس الخمسة العملاقة والبوابة التي خلفها وكانها تكاد تلامس الغيوم بارتفاعها، فقلت والفرح يعتريني: ـ “وصلنا يا مرح وصلنا ..!!”. ردت علّي : ـ ” اقتربنا .. اقتربنا من الاقواس اكثر …”. واخذت انظر الى البوابة التي خلفنا ، تلك البوابة الضخمة الجميلة الملونة بالاف الالوان الممزوجة معا بتناسق فني جميل جدا ، او ربما هي الوان جديدة لم ارها من قبل ..صور ورسومات منقوشة بحرفية على البوابة لا تعد ولا تحصى ، عشرات الالاف من الصور التي تمثل بحارا واشجارا ، حيوانات ونجوما واقمارا وبشرا ونباتات واسماكاً وغيرها مما لا يوجد له في قاموسي تسميات، فكل واحدة تجذبني للتأمل فيها وفي ابداع نقشها، واذ انتقلت الى الاخرى اجد مزيجا مميزا من الابداع واذا عدت الى الاولى اجدها اختفت او اني اتوه بين الاف الصور والرسومات فلا اجدها ، تملكني شوق عظيم للاقتراب من هذه البوابة، شيء ما يشدني بجنون للاقتراب منها، لا اعلم هل هو جمال رسوماتها ام ماذا ؟ التفت صوب الجنية مرح، واخذت احثها على الاسراع : ـ “هيا يا مرح هيا ..”. ـ الى اين ياحسن ؟ اتريد الدخول الى البوابة ! لا تستعجل يا حسن، فأولا يجب ان تعرف أي الاقواس يجب ان تدخل حتى تصل الى البوابة .”. اخذت مرح تنظر الى الاقواس وتسير بالقرب منها وهي تفكر .. للمرة الاولى ارى على وجهها علامات الحيرة والقلق، اردت ان اسالها: “ما الصعب بدخول الاقواس وكل الاقواس تؤدي الى البوابة؟ وهذا ما هو واضح للعين، ولكني فضلت الصمت، اذ اني شعرت بسذاجة سؤالي، وتذكرت انها قالت ما قاله نور منذ البداية: بأن قوسا واحداً هو الذي يوصل الى البوابة، اما بقية الاقواس فهي تدخل الى اللا نهاية … وبلمحة عين نظرت الى مرح، ورايت الحيرة التي تتملكها، فشعرت ان مرح لا تعرف أي قوس من الاقواس يجب ان ندخل، او ان هناكمشكلة كبيرة، انتظرت قليلا حتى اقتربت مني مرح وابتسمت بخبث: ـ واضح ..
واشارت بيدها نحو الاقواس وقالت : ان دخلنا هذه الاقواس والبوابة فستسقط نظرية المستحيل.. فقلت : ماذا تقصدين بإن دخلنا فهل من الممكن ان لا ندخل؟ . ضحكت وقالت : وماذا ستخسر انت؟ يكفيك انك وصلت ورايت ما لم يره انسان قبلك .. اما انا فأن لم ادخل فقد خسرت كل شيء .. فبرقت عيناها واخذت تضحك وتقول : اتعلم يا حسن ان فشلنا فانت الذي ستربح، لاننا سنتساوى معا في النهاية ، فسنذهب انا وانت الى نفس المصير الملعون في النهاية .. وماذا سنفعل يا مرح .. ضحكت وقالت : لا ادري ماذا سنفعل ، ولا توجد اية طريقة لمعرفة القوس الذي يجب ان ندخله، حتى نور المجنون لا يعرف كيف ، امامنا احتمال من خمسة، اما ان ننجح او نهلك..ولكن نور قال انه يعرف كيف يدخل البوابة .. ضحكت وكان باديا انها تضحك من القهر: ربما نور يعرف كيف يدخل البوابة، ولكن الاقواس هي المشكلة. نور كان واثقا من قدرته على دخولها.. لا ادري، ربما .. لا ادري، ما عرفته في السابق ان هذه الاقواس يجب ان تكون تحت حراسة من نوع معين ، ولكن المفاجيء لي ان الاقواس بدون حراسة، وهذا ما يحيرني .. لماذا لا توجد حراسة على الاقواس ؟ لماذا؟ لو كانت توجد حراسة فانا واثقة من قدرتي على تجاوزها، ولكن ان تترك الاقواس بلا حراسة، فهذا الذي يقلقني .. ما ادراك انها بلا حراسة ؟! ربما هناك حراسة ولكنها لا تظهر او لا نراها .. وهذا ما يقلقني اكثر، فلو اسعفنا الحظ ودخلنا القوس المقصود الموصول بالبوابة، فكيف سنتجاوز الحراسة وانا لا استطيع ان احدد ما هي نوعيتها، واي خواص لها وما هو العقل الذي يديرها .. كنت اعلم ان الحراسة موجودة على هذه الاقواس، وقد وجدت منذ عشرات الالاف من السنين وقبل اجيال عدة ،لقد راهنت انها حراسة قديمة لم تتطور، ولهذا يمكن تجاوزها رغم انه يقال عنها انها حراسة لا يوجد ولم يوجد اقوى منها في عالمنا، ولا يمكن هزيمتها، وكل هذا لم يقلقني، فانا مرح واثق بقدراتي، ولكن اين هي … واستمرت مرح في الكلام مرة وبالضحك مرة وبالصراخ مرة اخرى.. مرة تسير باتجاه الاقواس وتعود الي وتحدثني وتجلس بجانبي، ومرة تعود وتقف وتسير، حتى انها اخذت تكلم نفسها، وانا صامت لا ادري هل اضحك ام ابكي ، استلقيت على الارض بالقرب من الاقواس وغفوت لاستيقظ لأرى مرح كما تركتها قبل نومي، تسير وتمشي،تقف وتجلس، تضحك وتصرخ ، لم ارها منذ ان عرفتها تتصرف بهذه الغرابة وبهذه الطريقة.. انقضى اليوم الاول ونصف اليوم الثاني ونحن على حالنا، والغريب اني لم اكن اشعر بحاجة الى الطعام او الشراب، ولكن النعاس هو الذي كان يسيطر علي، فما ان اصحو قليلا حتى اشعر بحاجتي للعودة للنوم، ربما كان هذا بسبب القلق واليأس الذي اصابني من هذه النهاية، او ربما السبب شعوري الغريب باللامبالاة او بأني لن اخسر شيئا .. ثلاثة ايام مرت علمت بمرورها من رؤيتي للقمر، ولم يتغير شيء، والوضع كما هو في اليوم الاول .. لا ادري ما خطر ببالي، فصرخت على مرح وقلت لها: نور كان يعلم الطريقة التي يستطيع بها دخول الاقواس، انا متأكد يا مرح بان نور يعلم .. ان كان نور وجد الطريقة فانا ساجدها. وعادت الى حالتها الاولى وعدت انا للنوم ولم اصح الا ومرح توقظني بعنف وتقول لي : سأعرف الان ان كان نور قد علم بالطريقة …هيا يا حسن ركز معي، اترك لي دماغك لاعود به الى الماضي لعلي استطيع ان اجد شيئا . وافقتها ولم ابد أية معارضة ، جلست امامي وضعت يديها على رأسي برقة ولطف، وطلبت مني ان انظر في عيونها، واخذت تذكرني باليوم الاول للقائي بنور. بدأت اشعر باني اثنان ولست واحدا.. جسد يجلس امامهافي الحاضر، وانا نفسي مع نور في الماضي لحظة بلحظة كلمة بكلمة من لحظة معرفتي به الى نهايتها المؤلمة الى لحظة قتله على يد مرح. رفعت مرح يديها عن راسي وبدأ النشاط يعود الى جسمي .. اطرقت مرح بالتفكير قليلا وقالت: لقد وجدتها ، نور كان بحاجة اليك ،ولم يكن يفكر بقتلك قبل دخول البوابة .. لو لم يكن بحاجة اليك لقتلك !!! فوجودك هنا لم يكن فقط من اجل قتل القطط ليسير على دمائها ويتجاوز بها الممر ، بل لانه بعد تجاوز الممر كان بحاجتك لتوصله الى الاقواس … وكما كان هو بحاجة الى دماء القطط، كان بحاجة الى دمك انت ليعبر عليها الى الاقواس والبوابة ، فخواص دمك هي التي يحتاجها لانه دم بشري، وهذه البوابة خصصت للبشر فقط .. شيء رائع وبشرى سارة اتودين انت الان ذبحي لتحصلي على دمي .. انا لا استطيع قتلك، ولكني استطيع الحصول على دمك، ولا اعتقد ان نور كان يفكر بهذا، والا لما فكر بادخالك البوابة بعد الاقواس .. ولكن اخرج القليل من دمك يا حسن لنجرب هيا.. هيا يا حسن. ضحكت وقلت لها : كيف ساخرج لك دمي يا مرح ؟. اجرح يدك .. اجرح قدمك، لا يهمني كيف، المهم عندي الدم.. ففعلت وجرحت اصبعي ومزقت قطعة من القميص الذي ارتديه ومسحت القطعة بالدم وقلت لها : خذي ..!!! نظرت الي بأشمئزاز وقالت: ابعد هذا القرف عني، هيا اذهب واجعله يلمس احد الاقواس .. ففعلت ولكن لم يحدث شيء، وعدت اليها اضحك ولا اخفي اني اضحك من قهري . جرب إلقاءه داخل احد الاقواس أي قوس تريدين .. لا ادري، القه داخل أي قوس تريد .. اقتربت من احد الاقواس والقيته، وما كدت القيه حتى اختفى من امام عيني وكاني القيه في عالم اخر، ابتسمت وعدت اليها، وما هي الا خطوات حتى اهتزت الارض، وبدأ دخان كثيف ذو لون اخضر بالخروج من الاقواس الخمسة بكثافة كبيرة، عدت وقفت بجانب مرح اترقب ماذا سيحدث بعد الدخان، وحينما امعنت النظر وجدت ان من كل قوس يخرج دخان كثيف بلون مختلف عن الاخر، استمر تصاعد الدخان لعدة دقائق وبدأ يتلاشى ليظهر على مدخل كل قوس شخص يرتدي عباءة بيضاء وذو شعر ولحية غلب عليها اللون الابيض، وكان واضحا عليهم كبر السن، تميزوا بمهابة وقار كبير، حتى اني شعرت ان النور يشع من وجوههم، متشابهين الى حد كبير ولكن ليس بالشبه الكامل، طلتهم تبعث الراحة والطمأنينة في النفس الى ابعد الحدود، ترى في ملامحهم الخير والمحبة، حتى اني اردت ان اقبل اياديهم ابداء للاحترام الشديد والكبير الذي اشعر به تجاههم، هيبتهم وقارهم كان باديا انه اثر على مرح ايضا، فهي لم تكن تنظر اليهم بكبريائها المعهود، بل كان يتضح الاحترام بعيونها. لم يتحرك الاشخاص الخمسة من اماكنهم ولم يلتفتوا الينا وكأنهم لا يرونا او انهم يتجاهلون رؤيتهم لنا، او انهم ينتظرون شيئا. التفت الى مرح وقلت لها: هل هؤلاء هم حراس الاقواس؟ وهل هؤلاء هم الحراس المرعبون الذين تحدثت عنهم .. قالت : نعم يا حسن.. نعم ،لا ادري ماذا افعل، لا ادري اية مصيبة هذه جلست على الارض وضعت رأسها بين كفيها واطرقت بالتفكير، وبدا عليها الحزن الشديد وكأن مصيبة كبرى قد حلت بها… جلست بجانبها وفوجئت بانها تبكي، حزنت عليها وضعت كفي على شعرها، وسالتها: ما بك يا مرح؟ الا انها استمرت بالبكاء دون ان ترفع راسها، هذه الجبارة لا يمكن ان يكون بكاؤها هذه المرة مصطنعا، الحيت عليها بالسؤال .. فأجابت: مصيبة يا حسن.. واستمرت بالبكاء، ودفعت براسها الى صدري، واخذت اداعب شعرها وهي تبكي، وبين الدموع تتفوه بكلمات متقطعة تزيد من حيرتي… ليتني لم افعل .. ليتني بقيت كما انا. الى اين أوصلت نفسي؟ ماذا سافعل؟ ليتني بقيت كونته الصغيرة، كلا لن افعل، ساعدني يا حسن، لا اريد شيئا، اريد ان اعود كما كنت.. صمتت وشعرت انها غفت على صدري، بذلت جهدي ان لا اتحرك حتى لا اوقظها، حتى استيقظت لوحدها، ونظرت الي وكأن عيونها تسال عن الذي حدث. وعادت وقفت على قدميها، واخذت تتمشى وهي شاردة الذهن، وانا اترقب ماذا سيحدث وقالت لي بنبرة حزينة: اما ان ندخل البوابة، او نبقى هنا حتى نصاب بالجنون ونموت، فلا مجال للعودة الى الخلف.. اذا لندخل .. فانالا افهم ماذا يحدث ولماذا تبكين، الا تمتلكين طريقة ؟. كلا، لدي الطريقة، ويا ليتها لم تكن لدي. وانتهت قبل ان افهم هذا الموقف …استغربت من كلامها اكثر، ولكني شعرت بان اللعبة ليست لعبتي، ولم اكن اريد ان استبق الاحداث، طلبت مني ان استعد لدخول القوس، وابتعدت عني عدة خطوات، ورفعت يدها بالطريقة التي سبقت مقتل نور، وفورا علمت انها تفكر باستدعاء قوة الابادة الاصنام السبعة لتقتل حراس الاقواس فصرخت بها .. لا تفعلي يا مرح ، انزلت يدها وكانها استجابت لصراخي وطلبي، واخذت تبكي ..ولكنها صرخت بي قائلة : اخرس ولا تتدخل فلا يوجد ما تخسره ، ورفعت يدها من جديد وهي تبكي والدموع تتساقط من عينيها . وقالت : بأسمي انا مرح حارسة ابواب الشر وبموجب الصلاحيات الموكلة الي وبما اني انا الحاكمة الواحدة الوحيدة للعقرب آمره بالحضور الى هذا المكان وفورا … سادت دقائق من الصمت اجواء المكان ليتكرر المشهد القديم من جديد امامي، وصعدت اعمدة الدخان العشرة، وظهر من بينها الاشخاص السبعة الصفر .. وقفوا كالاصنام، واختفت الاعمدة الثلاثة الاخرى، ولم اشعر بنفسي ، رغم شعور اللامبالاة الذي اصابني وانا ارقب ما يحدث، الا ودموعي تسقط حزنا على مصير هؤلاء الخمسة، وماذا سيحدث لهم، ولكن الاغرب من ذلك ان مرح تبكي وهي حزينة اكثر مني عليهم، ورفعت مرح يدها من جديد وقالت: بأسمي انا مرح … قاطعها صوت آت من بعيد مخاطبا اياها: ماذا تفعلين يا مرح … بدا الخوف على وجه مرح ولم تستطع ان تنطق بكلمة … ماذا تفعلين يا مرح ؟ تبين لنا مصدر الصوت …انه صادر عن شخص قادم نحونا من الخلف، في ملامحه الوقار وكبر السن، ولكنه كان اصغر سنا من هؤلاء الذين يقفون على الاقواس، وكان يرتدي عباءة مقصبة بلون قريب الى الذهب، ذو شعر طويل، ولحية غزاها الشيب، يسير بخطى واثقة وبكبرياء يفوق كبرياء مرح بمرات… اقترب منا وما زالت مرح رافعة يدها مستعدة لاصدار اوامرها للعقرب بالهجوم …وقال : ماذا تفعلين يا مرح ؟ نكست مرح رأسها الى الارض، وخفضت يدها وقالت بصوت هادئ يدل على الاحترام والخوف معا:الحكيم دابارا ، كيف وصلت الى هنا؟ .. وكيف استطعت الدخول؟…. رد الحكيم : على اثرك فقط استطعت الدخول، هل جننت يا مرح ؟ لماذا يا مرح ؟ لماذا فعلت كل هذا ؟ من اجل ماذا ولم تخونين الامانة والثقة .؟. قالت : انا لم اخن، لقد فعلت كل شيء من اجل عالمنا، لقد قدمت الكثير وضحيت من اجلكم بالكثير !! و… و … !!!. قاطعها الحكيم وقال : امن اجل دخول هذه البوابة قتلت ابناء عالمك الذين احبوك!!.. قالت مرتبكة: انا لم اقتل احدا، ( قومارن ) متمرد ومن واجبي ان ابيده لأنه يشكل خطرا
قال : كان يجب ان لا تقتليه يا مرح .. والمراقبون يا مرح، لماذا قتلتهم ؟ هل يشكلون خطرا يا مرح؟ الم يخلصوا لك ويطيعوا اوامرك حتى المجنونة منها .؟!! بدا الخجل على وجه مرح، واستمر في كلامه: لقد علمت منذ البداية ان جنون العظمة الذي يسيطر عليك لا بد ان يقودك الى الانتحار من اللحظة الاولى التي حصل فيها مجلسالكاتو على صلاحيات استخدام العقرب .. علمت انك ستسعين الى اقناعهم للحصول على صلاحيات العقرب لوحدك، لقد اخطأوا ، ولم نكن نستطيع ان نمنعهم، ولكننا تتبعناك يا مرح ولم اشك للحظة بان جنون العظمة الذي اصابك منذ كنت بدرجة مراقبة الا وسيقودك الى الهاوية، لقد كنت متفوقة وناجحة، وكنا نتمنى في مجلس الحكماء ان نكون مخطئين، وان تكون تصرفاتك مجرد نزوات …
سنين طويلة ونحن نتبعك يا مرح، ولم نستطع ان نثبت أي شيء يدينك، ولم يكن بالامكان ان نمنعك دون دليل واحد حينما توجهت لتصبحي حارسة لابواب الشر، علمنا ان طموحك الكبير لا يمكن ان يتوقف عند هذا الحد، وان هدفا ما برأسك تسعين اليه .. والان يا مرح ماذا تريدين ان تفعلي اكثر؟
لقد وصلت الى الاقواس، وعلمت من هم المسؤولين عنها، وايضا لم تتراجعي، بل دفعك جنونك للتطاول اكثر؟.
قالت مرح بعد ان اجهشت بالبكاء: لم استطع ان اتوقف، لا خيار امامي اما ان ادخل او ان انتهي ..
قال: يا مرح، يا ابنتي، لقد دخلت خلفك الى هذا المكان لاعيدك الى عالمك، هيا يا مرح تعالي معي وانا ساخرجك من هذا المكان..كفاك يا مرح .. صرخت مرح وقالت: كلا لن اعود، لن اسجن، ولن امضي بقية حياتي بقبة النور ، كلا لن اعود . قال لها : السجن خير لك وافضل مما تنوين فعله، عودي معي يا ابنتي فهذا افضل لك .. صرخت: لا اريد .. لا اريد، انا مرح .. لا اريد ان اسجن، لا يهمني ما سيحدث، ومرح تفضل الموت على ان يكون مصيرها قبة النور. قال لها : استحلفك بمكانتي ان كنت ما زلت تحترمينها، واستحلفك بصلة القرابة التي تربطني بك .
قالت : كلا يا جدي لن اعود معك …
قال لها : وماذا ستفعلين ان لم تعودي ؟ استأمرين العقرب بأن يقتل هؤلاء وانت تعلمين من هم، أوتظنين ان العقرب قادر على الاقتراب منهم، ربما لو امرته فهو قادر على ان يقتلني انا في لحظات، ولكن هم، فبأشارة واحدة من احدهم سيعود العقرب ويبيدك، افهمت يا مرح، لا تكوني مجنونة، انت تعلمين من هم ..
قالت : كلا، العقرب ملكي انا لوحدي، ولا احد يامره الا انا ..
ضحك الحكيم وقال : يا ابنتي لم يصمم العقرب ليتطاول عليهم، وانت تعلمين من يكونون.
قالت والشرر يتطاير من عيونها وكأنه اصابها مس من جنون: ابتعد ايها الحكيم، ابتعد يا جدي قبل ان ابيدك انت ايضا، وابيد كل من يقف في طريقي أيا كان.. قال الحكيم : افعلي ما شئت يا ابنتي… والتفت الي وقال: وانت يا ابن البشر ما الذي تسعى اليه .؟
قلت له : انا لا اسعى للحصول على شيء، ولا اعرف ماذا اريد، انا مجرد طرطور بوسط الى هذه اللعبة الغريبة !.
قال : اسمع يا ابن البشر، هل تريد ان اخرجك من هنا ؟.
قلت له : نعم ولكن قل لي قبل ذلك، من يكون هؤلاء الذين تتحدثون عنهم؟
قال الحكيم : يكفيك انك رأيتهم ولا داعي للمعرفة اكثر، هيا لأخرجك معي .. صرخت مرح وقالت : لا تذهب معه يا حسن، لن يتركوك بحالك، ولا تنس انك قتلت اثنين من عالمنا .. لا تذهب ياحسن. نظرت الى الحكيم دابارا
وقلت له : اصحيح ما تقوله مرح .. ساذهب معك ولكن عاهدني اولا واقسم لي بانكم لن تتعقبونني وستتركوني بحالي؟!! قال الحكيم : لا اعاهدك بشيء، ان اردت الخروج معي فهيا، وان اردت البقاء فأبق .. ماذا قررت يا ابن البشر، هل تريد ان اساعدك للخروج من هنا ؟
قلت : ان بقيت مع مرح ساموت، وان خرجت معك ساموت، فهل تخيرني أي موت اختار ؟!! قال : نحن لا نقتل احدا … قلت : اذا عاهدتني ايها الحكيم ان تتركوني بحالي ساخرج معك . قال : لن اعاهدك بشيء، ونحن لا نتدخل في حياة احد، لقد قتلت اثنين من ابناء عالمنا وهذا لن يمر بسهولة، ولكني ساساعدك قدر استطاعتي .. فكرت قليلا وتذكرت القطط التي قتلتها باوامر من الجني نور، وما مر علي من مصاعب وقلت له: ايها الحكيم المحترم انا لم اخطط ولم اتآمر ولم اقتل ابناء عالمك، هم الذين فعلوا ذلك ودفعوني لذلك، انا لم اتدخل في حياتكم، انتم الذين فعلتم وقلبتم حياتي الى جحيم، وصدقني على الرغم من ان اللعبة ليست لعبتي واني مجرد اداة لا اكثر ولا اقل، الا انني اشعر بمتعه غريبة في ان اعرف اكثر، ولا مانع في ان اقامر بحياتي من اجل خطوة واحدة خلف هذه البوابة العظيمة، لهذا سابقى مع مرح حتى النهاية، وشكرا لك ايها الحكيم على عرضك بمساعدتي.. هز الحكيم دابارا راسه وقال: يابني هذه البوابة ليست لك وليست لي ولا لها، لهذه البوابة صاحبها الذي سيدخل منها يوما ما، فابتعد يابني..
والتفت باتجاه مرح وقال يا ابنتي تراجعي فانت تسعين خلف سراب . هزت مرح راسها وقالت: لا خيار لي… لا خيار . قال : يا ابن البشر، ويا حارسة ابواب الشر ،خيرتكم فاخترتم ولكم ما اخترتم .. واستدار وسار بخطى واثقة وعاد من حيث اتى، ونحن نتبعه بعيوننا حتى اختفى عن الانظار، ولفت انتباهي ان الحكيم دابارا اشاح بنظره كل الوقت الذي حدثنا فيه ، ولم ينظر الى الاقواس او البوابة حتى ولو نظرة خاطفة. سألت مرح عن سر هؤلاء الذين ظهروا على الاقواس الخمسة، وما سر بكائها حينما راتهم، والندم الذي اصابها، وعن كلام الحكيم دابارا عنهم ؟ وقلت لها : ان الاقواس تحرسها قوة حراسة لا تهزم، وانا ارى ان على الاقواس اشخاصا لا يبعثون على الخوف، بل على العكس، يبعثون على الطمأنينة والسلام ….. من هم يا مرح ولماذا تخشينهم؟ قالت بلهجة حزينة: لا تسالني عنهم يا حسن، لا تسألني، كفاني الما، ودعني اقتل ما تبقى بداخلي من مشاعر او اقتل نفسي وارتاح من هذا الموقف الذي انا فيه .. لاحظت في هذه الاثناء ان مرح تتحاشى النظر ايضا باتجاه الاقواس، وحينما تخطف نظرة سريعة تنكس راسها الى الارض خجلا واحتراما ، ولم يبد عليها الخوف منهم، ولكن شيئا اكبر من ذلك، فمرح لم تخش الوحوش، ولا تلك الامور التي تخيف، ولم ارها ترتعش او تهتز امام أي موقف … وما يحدث يثير فضولي اكثر بسر هوية هؤلاء الاشخاص ؟ تململت مرح وسارت عدة خطوات وخاطبتني قائلة بعد ان مدت يدها اليسرى: انظر يا حسن الى هذه اليد التي بها سافعل ما لم يفعله احد من قبل، وستصبح يدي هذه مثلا عبر الاجيال، وربما يقولون اقذر من يد مرح، او اقوى من يد مرح، فليقولوا ما يقولونه وليحدث ما يحدث، فاسمي لن يزول الى الابد.. رفعت يدها اليسرى وضمت اصابعها الا السبابة والابهام، والاشخاص السبع الصفر يقفون امامها كالاصنام. قالت بلهجة عنيفة: بأسمي انا مرح حارسة ابواب الشر، وبموجب صلاحياتي وبما انني الحاكمة الوحيدة والمخولة بتحريك واصدار الاوامر للعقرب بما اقرره واراه مناسبا، آمركم بأبادة هؤلاء الاشخاص الخمسة ابادة كاملة . الامر نفذ .. الامر نفذ . . ابيدوهم … !!! اخذت تصرخ بجنون وبصوت عال: ابيدوهم ..أ بيدوهم .. ابيدوهم .. تحرك العقرب باتجاه الاقواس الخمسة بسرعة، وللحظة اردت ان اغمض عيني حتى لا ارى المجزرة الرهيبة التي ستقع لهؤلاء، ولكن الفضول، او ربما لانني اعتدت رؤية القتل بهذه الطريقة الغريبة ، بدأت اجد متعة في ذلك ، أخذت انظر واترقب، كان الاشخاص الصفر السبع يسيرون بسرعة لا مثيل لها باتجاه الاقواس الخمسة لابادة من عليها .. لحظات هي او ثوان، ومئات الصور تمر بمخيلتي لما سيحدث، والاشخاص الصفر يسيرون باتجاه الهدف، والاشخاص الخمسة اصحاب الهيبة والوقار لم يبد عليهم أي جزع او خوف، وهم يرون العقرب متجها اليهم، وبخفة وهدوء، وبطء وثقة، حرك الشخص الاول من الاقواس الخمسة يده حركة صغيرة بالكاد ارتفعت، او ان اصابعه هي التي تحركت، لتعود الاصنام السبعة بسرعة فاقت سرعة ذهابهم، ليحيطوا بنا من كل الجوانب، ومرح مذهولة مما ترى، وكأنها لا تصدق عيونها ، يلتفون حولنا على شكل دائرة، يسيرون بخطوات متسارعة لتضيق الدائرة علينا اكثر واكثر، حتى ان الدائرة بالكاد تتسعنا انا ومرح بعد ان جرى تضييق الدائرة ، واقتربنا من بعضنا البعض، كل هذا حدث في لحظات او ثوان.. الرعب والخوف الذي برق في عيون مرح وبدا على وجهها ، زاد يقيني باننا هالكون، والافكار التي تدور براسي بسرعة تفوق سرعة الضوء، كلها تركزت حول الطريقة التي سيبيدوننا بها .. اغمضت عيني وبدأت ادعو الله ان يغفر لي، ولم يخطر ببالي او لم يكن عندي امل بان ادعو لنفسي بالنجاة من الموت، بقيت على حالي هذا لدقائق ، ثم تجرأت وفتحي عيوني لارى وجه مرح المرعوب، والسبع الصفر يحيطون بنا، ولكنهم تحولوا لاصنام جامدة، لا يبدون أي حركة ولا يتركون لنا مخرجا نخرج منه، مضى وقت طويل وانا ارقب ولا أتكلم حتى فتحت فمي وقلت لمرح : لقد صدق الحكيم دابارا واخطأت انت ..
لم اخطيء انا ..


 


قديم 01-18-16, 08:14 PM   #27
general

الصورة الرمزية general

آخر زيارة »  05-02-24 (02:57 PM)
المكان »  في ظل سلمان الحزم
الهوايه »  قصص العالم الاخر ( الجن )

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



- الحب الأسطُوري ٢٩
او ما زلت تكابرين ..
كلا، الم اقل لك ان نهايتنا ستكون واحدة..
ضحكت مرح وضحكت معها، وما اجمل الضحك في وجه الموت اللعين، اخذت اضحك وتضحك مرح معي، وكم كانت مشاعري متناقضة وغريبة، فانا انظر لمرح خائفا عليها من ناحية، ولكني مسرور لأحساسي بأن مرح مثلي وليست افضل مني ، وستلاقي معي نفس
المصير.. وتعالى صوت ضحكاتنا وكأن جنونا قد اصابنا. ولم يعد هناك ما نفعله بدل الترقب الا السخرية والضحك على مصيرنا المشؤوم .. مرح ، ليش جماعتك لهلأ ما فغصونا ؟.
مش عارفه، كان لازم يعملوا هيك ..
وهو انت لسة عارفة اشي ؟. آه، في اشي انا بعدي عارفتوا … سالتها : شو هو ها الاشي الي انت عارفتيه يا عرافة زمانك ؟
انو اكيد لازم يفغصونا… ضحكت بصوت عال وضحكت معها .و قلت لها : طيب شو رايك ترفعي ايدك وتعملي شويةحركات ، زي اللي كنت تعمليها بلكي عفوا عنا…
فات الاوان مش راح ينفع … أي بس جربي .. وقولي انا مرح الحارسة.. والكلام اللي انت حافظتيه ، مش راح تخسري اشي، بلكي ردوا عليك .
مش راح ينفع يا حبيبي، مش راح ينفع ..
. قلت ساخرا : أي يالله يا مرح دبري حالك، ولا نسيتي انك مرح ، ومرح لما بدها إشيء… بتعملوا ..
كان زمان هلأ انا مرح الى حتنفغص معك
مش لو انك شاطرة رديتي على الحكيم دابارا ورحتي معاه وانا روحت على داري مش كنا ارتحنا؟
ردت ايضا بسخرية : شو يا حسن انت بدك انسجن طول عمري؟ شو انا مجنونة. ابدا معاذ الله تنسجني، شو هم مش عارفين انك مرح .. شو يا حسن انت زعلان يا حبيبي على شأن رح نتفغص سوا .
ابدا ، معقول انا اكون زعلان بالعكس الفرحة مش سايعتني .. شفت، انا حققتلك اللي عمر حد ما حلم فيه .
بصراحة مزبوط، طيب قولي لي ليش انت ما تختفي زي كل مرة ولا تتحولي لدخان، ما انت دايما بتعملي هيك ..
يا روحي، مع الصفر اللي حولينا ما في شيء بينفع الا انك تسكت، حتموت يعني ح تموت ..
وتلاشى الضحك والمزاح وعدنا للحقيقة المرة التي تنتظرنا.. الموت المحتم على ايدي هؤلاء الاصنام الصفر، التي لا ندري متى وكيف سيبيدوننا. واخذت اشتمها: لعنة الله عليك وعلي يا مرح لماذا لا يسرعوا ويقتلوننا حتى ارتاح.. واخذت اصرخ في وجوههم: لماذا تقفون
كالاصنام؟.. هيا اقتلونا … اقتلونا.. واصبت بنونة من الغضب، واخذت اصرخ والعن واشتم، وانا مستفز من الصمت الذي يقتلني في كل لحظة الف مرة، وانا انتظر ان تتحرك هذه الاصنام لتبيدنا، ولكن لا حياة لمن تنادي، وامسكت مرح يدي لتهديء من روعي
وتقول: كفى يا حسن ..ارجوك لن ينفعك الصراخ، يبدو ان الاوامر لم تصدر لهم لابادتنا، والا لحدث ذلك منذ وقت .. ومن يصدر الاوامر الان ؟ اشارت بيدها باتجاه الاقواس وقالت : هم من يملكون القرار ومصيرنا بيدهم ولا ادري ماذا ينتظرون.. وانت.. الست خائفة ؟
قالت بصراحة : كنت في البداية خائفة، اما الان فأنا لا اشعر باي نوع من الخوف، لا يوجد شيء لاخسره، وقد فعلت ما اريد انا ولم انجح، وكنت اعرف ان نهايتي ستكون سيئة ان لم انجح، فلماذا اخاف .. ان كان يجب ان اموت ساموت بشجاعة .. لم اعرف الهزيمة يوما،
ولن اعرفها حتى في موتي ونهايتي، لقد فشلت في وصولي لهدفي، ولكني لم اشعر بالهزيمة لأن الذي هزمني يستحق ذلك ..
والان يا مرح ماذا سيحدث؟ هل سننجو ام سنموت… ومتى… ولماذا الانتظار …. لكل شخص نهاية، هي اتية لا محالة، فلا تهرب من نفسك واجهها، واستقبل النهاية بقوة وشجاعة، ولا تدعها تهزمك .. افهم من كلامك ان لا امل ؟. نعم يا حسن لا يوجد امل، فالسبع الصفر
لا يتحركون الا للابادة والقتل، وقوانين عالمنا تسمح لهم بابادتنا، وهؤلاء بالذات بعد القانون وقبله، وانا وانت قمنا بالقتل، كل على طريقته، وتجاوزنا الممنوع، ودخولنا الى هذه المنطقة بالذات، بوابة الشر ، يسمح بابادتنا تلقائيا وبغض النظر عن كل ما ذكرت، فنحن قد
علقنا هنا، ولا طريق للعودة، ولا طريق للتقدم، وايضا بهذه الطريقة قد انتهينا. انت قتلت، هذا صحيح، ولكني انا لم افعل هذا بمحض ارادتي،أنتم سيطرتم علي ودفعتموني لذلك، فما ذنبي انا ؟. لا تكن كالاطفال، لقد قتلت بمحض ارادتك ولم يجبرك احد على ذلك، ولا حتى
نور،صحيح ان هناك تأثير، ولكن حتى هذا بمحض ارادتك وانتهى، انت تعلم ذلك جيدا . قلت لها ولم يتبق من الكلام ما يقال الا أي كلام والسلام، لاهدار الوقت حتى يحين موعد الاعدام: اصدقيني يا مرح، هل كنت فعلا ستقتلينني لو نجحنا ودخلنا بوابة الشر. كنت سافعل
ذلك، لا لاي سبب، ولكن لانك كنت الشاهد الوحيد على قتل نور والقطط، ولو وقعت في ايديهم فسيعرفون كل ما حدث من خلال دماغك، ولكن بعد حضور الحكيم دابارا الامر لم يعد سرا، ومجلس الحكماء علم بالامر ، فلم تعد هذه الفكرة قائمة، ولم يعد لدي سبب لقتلك، لانك
لا شيء، ولا تشكل اية خطورة من أي نوع..
سألتها: لماذا لم تقتلي الحكيم دابارا وكان بامكانك ذلك وخاصة انه قد عرف، لماذا تركتيه يذهب؟.
لم اكن لافعل ذلك ابدا، فهو ليس مجرد حكيم، انه جدي والد والدتي، ولنقل لو اردت ان اقتله فماذا كنت ساستفيد، ان علم الحكيم فهذا يعني ان مجلس الحكماء بأسره قد علم، وماذا تظنني؟ انا لا اقتل يا حسن لمجرد القتل، ان لم يكن السبب يستحق ذلك ما كنت افعل.
ماذا يوجد خلف هذه البوابة بالضبط ؟
أجابت : انا لا اعلم، كل ما اعلمه انه هناك توجد قوة الشر، وكل من ملكها يستطيع السيطرة على عالمنا، فهذه القوة تمتاز بخواص عالمنا وعالمكم، وهي سر دفين منذ الاف السنين ..
ومن هؤلاء الذين ترددت كثيرا لتقومي بقتلهم .. انهم السر الاكبر المختفي منذ ازمان، ولا اريد الحديث عنهم، ولا تسالني .. اصدقيني يا مرح، هل كذبت علي بأي شيء يخص غادة .؟.
كلا يا حسن، لم اكذب عليك بخصوصها، فغادة احبتك فعلا وضحت من اجلك وسجنت، وهي الان موجودة في السجن الذي لا يخرج منه احد، ولم يكن بمقدوري مساعدتها برغم مكانتي العالية في عالمي، وغادة اختي فعلا، وكانت بالنسبة لي اهم شيء في حياتي رغم اني كنت
استسخفها دوما، واعتبرها ضعيفة، لقد كانت رمزا للحب والعطاء مثلما كنت انا رمزا للقوة والشر، ولا اخفي اني كنت احيانا اقلدها، ولكنها كانت تكره سلطة الكاتو، وكانت تكره النظام، لقد كانت تشعر دائما بان عملي في سلطة الكاتو قد اخذني منها وابعدني، ولو كنت
بجانبها واعطيتها الوقت لما تورطت معك، وكان هذا مصيرها، ويا للسخرية: رمز الحب انتهى في سجن، ورمز الشر كان سينتهي في نفس المكان ولكنه سينتهي الى الابد، وانت يا حسن محظوظ، فبسببك انتهت غادة الحب، وامامك ستنتهي مرح. سألتها: لو سألك هؤلاء
الاشخاص قبل ان يقتلوك: ماذا تتمنين، فماذا ستطلبين ؟. ان لا يعرف احد قصتي وما فعلت.. وانت يا حسن ماذا كنت ستتمنى ؟ ان يتركوا غادة وبصدق لا اريد شيئا اخر .. لو حصلت على قوة الشر لكنت استطعت ان اخرجها من محنتها… فأطرقت بالتفكير وانا اتأمل هذه
المخلوقة، واتساءل في نفسي عن حقيقة مشاعري تجاهها، هل انا اكرهها ام احبها ، اشعر انها سبب دماري ونهايتي، اتأملها وهي تقف امامي، والسبع الصفر حولنا،واننا في أي لحظة سنصبح جزءا من الماضي، واقفة تنظر الى السماء شاردة الذهن، انا اعلم بل على
يقين، بانها حزينة وخائفة ومهمومة ومرعوبة اكثر مني بكثير، ولكنها حتى اللحظة الاخيرة تحاول ان لا تظهر امامي ضعفها وهزيمتها، حتى وهي تنتظر الموت تتصنع الانتصار، وكانها تقول: لن تهزموني حتى في موتي، لن تروا الهزيمة، انا اعلم ان الحقيقة غير ذلك،
وارى انها تود ان تبكي وتبكي على النهاية التي وصلت اليها، لا افهم لماذا اشفق عليها اكثر من اشفاقي على نفسي، وانا اواجه نفس المصير، هل لاني ابن بشر ومشاعرنا نحن البشر متناقضة تتأثر بالموقف والحدث الذي نحياه، وتتغير مشاعرنا في كل لحظة وحسب
الظرف، او ان اشفاقي سببه انها كانت مثالا للقوة التي لا تهزم واصبحت في لحظات لا شيء؟.. اتأملها من جديد، من اخمص قدميها حتى راسها في جو من الصمت الرهيب في انتظار الموت.. فجأة.. دبت الحياة في السبع الصفر ،وتحركوا ودب الذعر والخوف في قلبي
لدرجة ان ساقاي لم تعد قادرة على حملي، وسقطت على الارض، وقلبي يخفق ويدق بقوة، ومرح رفعت راسها الى فوق واغمضت عيونها وقفت بشموخ وكبرياء.. تحرك السبع الصفر مزق الصمت، ومزق معه قلبي، في لحظات، او اقل من لحظات، وددت ان اصرخ فلم
استطع، لان صوتي لم يتحرك من حنجرتي، تخيلت كيف سيقتلونني ، تحرك الرجل الاصفر وابتعد عنا ما يقارب المائة خطوة وقف، لحقت به المرأة الصفراء، ولحق به الرجل الاصفر الثاني، ولحقته المرأة الصفراء الثانية، ثم الرجل الاصفر الثالث، وهكذا دواليك،
حتى وقفوا جميعا بجانب بعضهم البعض، وقاموا بالاصطفاف على شكل رقم ثمانية بالعربية، ومرح ما زالت ترفع راسها وتغلق عيونها .. امسكت بساق مرح وهززتها، لم تتحرك، امسكت بها بكلتا يدي لالفت انتباهها لما يجري، ولكنها وقفت ساكنة، صرخت بها قائلا :
انظري يا مرح … فتحت عيونها ونظرت الي، لم تر السبع الصفر.. ذهلت والتفت الى حيث ركزت عيوني واخذت تترقب معي، وانا لا افهم ما يحدث، هل ابتعدوا حتى يهجموا علينا ويبيدوننا، تخيلتهم كالثور في حلبة المصارعة كيف يبتعد ويستعد للهجوم … ثم يهجم . انهم
الان يصطفون استعدادا للهجوم، تخيلت انهم وقفوا على شكل رقم ثمانية ليشكلوا مقصا ليقصوننا، او انهم يتشاورون عن كيفية الطريقة التي سيبيدوننا بها، لحظات حتى بدأوا يغوصون في بطن الارض رويدا رويدا، الاقدام ثم السيقان، لم يعد يظهر منهم سوى الرؤوس،
وهم على نفس الطريقة التي اصطفوا بها، ثم اخذ ما ظهر منهم بالغوص في عمق الارض، حتى اختفوا تماما، وبعد ذلك ظهر دخان عبق المكان الذي اختفوا فيه، واخذ الدخان يدخل خلفهم في جوف الارض ايضا، حتى اختفى . اخذت اسأل مرح كالاطفال الصغار : وين
راحوا .. وين راحوا ؟. ومرح لا تجيب، اخذت انظر حولي لأتأكد إن كنت احلم، واحث مرح ان تكلمني، ولكن مرح جلست على الارض واجهشت بالبكاء كطفلة صغيرة، وبصوت عال، بعد ان اخفت وجهها بكفيها، واخذت تبكي بحرقة وبطريقة هستيرية، تهز راسها
وتضرب بيدها على فخذيها وتعيد كفيها على وجهها، وتبكي ودموعها تسقط بغزارة ، لم ار في حياتي مثل هذا البكاء وهذا الحزن، الا مرة واحدة قبل سنين طويلة، حينما بكت خالتي ونحن ندفن ابنها الذي مات في حادث سير، ومرح ما زالت تبكي، حتى ان ما اراه امامي من
تصرفات مرح قد انساني كل لحظات الخوف والموت التي مرت قبل دقائق، واخذت اصرخ فيها: ارجوك ..كفى.. كفى.. ماذا حصل؟ ..ماذا حصل ؟… قالت وهي تبكي: لن يقتلونا.. لن يقتلونا تفاجأت من كلامها وقلت: ولماذا تبكين؟. فنظرت الي ورمقتني بنظرة فيها كل
حزن الدنيا ودموعها وضعفها ويأسها وقالت :
ـ ” لقد قتلوني بهذه الطريقة اكثر من قتلهم لي لو فعلوا .”.
ذهلت اكثر ،ولم استطع ان افهم هذه الجنية ولا تصرفاتها الغريبة، وقفت تتحدى الموت بكبرياء وشموخ، ولم تسقط لها دمعة واحدة، واصابها الحزن والضعف حينما علمت انهم لا ينوون قتلها، انا لم اعد افهمها. مضى وقت حتى عادت مرح الى حالتها الطبيعية، الحزن ما
زال يخيم على الاجواء، ويظهر بوضوح على ملامح مرح وفي عيونها. بدأت اسالها لعلي افهم ما يحدث، ولا يوجد احد يفسر لي هذه التصرفات الغريبة غيرها … قلت : ـ “مرح ماذا حدث .. وماذا يحدث وماذا سيحدث ؟”.
ـ ان ما رايت وحدث “للسبع الصفر” هو انه اعيد تجميدهم من جديد، واعادتهم الى مكانهم الاول الذي كانوا فيه، وانهاء دورهم وسحب القوة منهم ليتم ابادتهم، وهذه هي الطريقة المتبعة في انهاء الشيء او قبرة، وايضا لقد قرروا ان لا يقتلونا، وهذا واضح من خلال ما
حدث، “فالسبع الصفر” لا يحضرون ويظهروا ويتحركوا الا للابادة، وهذه هي المرة الاولى التي يتحرك بها ” الصفر” ولا يبيدون، لقد قرروا ان لا يقتلونا يا حسن..” قلت مستغربا والفضول يشدني لمعرفة حقيقة هؤلاء : ـ “من هم يا مرح؟ “.
ـ “هم يا حسن السر الاكبر المختفي منذ ازمان، ولو بقيت تسألني طول عمري لن اجيبك ..!”.
ـ ولماذا ؟
ـ “لا تسألني ارجوك ؟!!”.
حيرتني اكثر واكثر بالغموض الذي يحيط بهؤلاء وبحقيقتهم وبوصفهم بالسر الذي اختفى منذ ازمان، ويئست من ان احصل منها على اجابة تروي ظمأ فضولي فسالتها : ـ “والان ماذا نفعل ؟”. ردت قائلة : ـ ” انا حائرة يا حسن، انا حائرة لا ادري ماذا نفعل، اشعر بضياع
لم اعهده من قبل، قل لي انت ماذا نفعل؟ قل لي..”.
ابتسمت وضحكت: ـ “انا اكبر “طرطور” في الوجود اقول لها ماذا تفعل يا لسخرية الاقدار مرح تسألني انا ماذا نفعل..”. وسألت نفسي فعلا ماذا يمكن ان نفعل؟ التفت بأتجاه الاقواس من حيث تقف، وكان الاشخاص ذو الهيبة والوقار قد اختفوا، فقلت لها: ـ ” انظري يا
مرح جماعتك اختفوا، ولمعت برأسي فكرة خاطفة، فقلت لها: انهم لا ينوون قتلنا فلم نخاف.”.
ـ ” نعم لا ينوون قتلنا، ولكن لن يمنعونا ان نقتل انفسنا، فان كانت هناك منطقة ممنوعة ومن يدخلها يموت فسنموت .”.
ـ ” كلا يا مرح ان احساسي يقول لي ان هناك شيء اكبر من ذلك بكثير، ويبدو لي ان كل ما علمتيه في السابق لا يتعدى امورا بسيطة في عالم كبير. تعالي فلا يوجد شيء نخسره …”.
ابتسمت مرح وقالت: ـ “ودار الزمن يا حسن لتسير مرح خلفك، هيا لنرى اين سيقودنا احساسك ..”. سرنا باتجاه الاقواس الفارغة، وسالتها: ـ “أي قوس يؤدي الى بوابة الشر؟”
ـ” لا اعلم، ماذا يقول لك احساسك ؟”.
ـ “هيا خلفي..”. واردت ان ادخل القوس الثالث، فامسكت بكتفي وقالت: ـ يا مجنون الى اين ؟ اتريد ان تدخل البوابة برغم ما حدث . ـ “نعم وهل هناك بديل اخر، ان ارادوا ان يمنعونا سيفعلوا، فلم لا نجرب .”. ـ “ولكن ان دخلنا القوس الخطأ، فسنتوه طوال العمر، وسنموت
ونحن نبحث عن مخرج ولن نجده.”. قلت لها : ـ “سيري خلف احساسي وسنعرف النتائج بعد ذلك.”. هزت راسها وابتسمت وقالت: ـ “هيا نرى احساسك الى اين سيقودنا..”.
خطوت لادخل القوس الثالث فظهر امامي شاب وسيم بهي الطلعة يرتدي زياً كزي اهل الباكستان، لونه ابيض موشح بثلاثة خطوط ذهبية، وعلى شفتيه ابتسامة ساخرة وقال : ـ ” اذهب وادخل من الباب الثاني.” وقفت امامه مبهوتا وهو يبتسم ساخرا، شدتني مرح من
قميصي الى الخلف
وقالت: ـ “هيا ندخل من القوس الثاني” ، فنظرت اليها وقلت: ـ “لا تكوني غبية، احساسي يقول انه القوس الثالث، وبما انه ارشدنا الى القوس الثاني فمعنى هذا انه لا يريدنا ان ندخل من عنده لانه القوس الصحيح..”. ارادت مرح ان تتكلم ولكني قاطعتها وقلت : ـ “تعالي
لاريك صدق كلامي، سنجرب ان ندخل من القوس الرابع او الخامس او الاول لأثبت لك انهم لن يمنعونا من دخولها لانها الاقواس الخطأ، وهذا ما يريده.”. اندفعت باتجاه الباب الرابع ولم اكن انوي دخوله، وما ان وقفت امامه حتى ظهرت امامي فتاة ترتدي فستاناً موشحا
باربعة خيوط ذهبية..يا الله ما اجملها، بهرني جمالها، وتصنمت انظر لذلك الابداع والجمال الخلاب الذي يأخذ العقل، جسمها متناسق ووجها كاستدارة القمر او ابهى، ابتسمت ساخرة وقالت: ـ ” لقد قال لكم ان تدخلوا من القوس الثاني فادخلوه.” فشدتني مرح بقوة، وامسكت
يدي وقالت: ـ هيا الى القوس الثاني. سحبت يدي من يدها بقوة، واتجهت الى القوس الخامس، ولحقت بي، وظهر امامي شاب بهي الطلعة، جميل، يرتدي نفس الزي، موشح بخمسة خطوط، ضحك وقال لنا : لقد قالوا لكم : اذهبوا من القوس الثاني، فافعلوا. وركضت مسرعا
باتجاه القوس الاول ومرح تصرخ علّي: ـ كفاك عنادا لا تكن احمقا.. ووصلت القوس الاول وظهر لي شاب يشبه زميله بعض الشيء، بنفس الزي، الا ان ثوبه موشح بخيط واحد بدل خمسة وكان يضحك ساخرا منا بشكل مميز، وقال وهو يضحك: ـ “لقد قالوا لكم ادخلوا
من القوس الثاني فلماذا لا تفعلوا؟”. يئست ووقفت حائرا، وشدتني مرح غاضبة وقالت : ـ هيا، كفاك غباء،ماذا تريد ان تثبت ، هل تريد ان تثبت ان احساسك صادق بالقوة؟ هيا الى القوس الثاني. وطلبت منها ان تتمهل، وقلت لها : ـ ان في الامر خدعة ما واحساسي
يقول… قاطعتني وقالت: ـ اسمع يا حسن انت حمار وغبي، لا تعمل حالك شاطر اكثر من اللازم ،هيا لندخل القوس الذي اشاروا اليه، لو ارادوا ان لا ندخل لمنعونا، وهم ليسوا بحاجة لخداعنا، من تظن نفسك ليضيعوا الوقت بخداعك، انتم البشر غريبي الاطوار .”. قلت لها
: ـ هيا سادخل معك وسنرى من فينا الصادق .. وصلنا الى القوس الثاني وظهرت بمدخله فتاة رائعة حسناء جميلة..اشارت بيدها وقالت بهدوء ورقة ونعومة: ـ تفضلوا، اهلا وسهلا بكم … وقفت كالصنم امامها مبهورا بجمالها…كررت كلامها، ويبدوا اني قد نسيت نفسي،
ولم اشعر الا بمرح “تلكزني” بكوعها وتقول لي: ـ ” تحرك لا تقف كالصنم .”. تحركت وانا التفت الى الخلف تجاه الفتاة، وكأن عيوني لا تريد ان تفارقها, وما هي الا لحظات حتى وجدنا انفسنا امام تلك البوابة العملاقة العظيمة .. يا الله… كم هي عجيبة، فعلا انها من
عجائب الزمان، فلا بد ان الالاف قاموا ببنائها عبر الاف السنين، فكل لون ونقش عليها يأخذ العقل الى عالم الابداع والفن والجمال اللامحدود. لمست بيدي النقوش التي نقشت بدقة وحرفية لم ار مثلها، وحتى الجنية مرح التي رأت كل العجائب وقفت صامتة مبهورة امام هذه
اللوحة الفنية العظيمة . ـ اعتقد اني بحاجة الى سنوات لارى كل الرسومات المنقوشة.. التفت الى مرح وقلت لها : ـ “هيا بنا نفتح البوابة وندخل !” ضحكت وقالت: ـ ان فتح مثل هذه البوابة بحاجة الى الف رجل فكيف سنفتحها؟ ولا اعتقد يا حسن اننا في موقف يسمح لنا
بأن نفتح البوابة او نقرر أي شيء، يجب ان ننتظر، ولا شيء نملكه سوى الانتظار.”.
وما ان اكملت كلامها حتى ظهر من اسفل يسار الباب، ومن اسفل يمينه، بابان صغيران بالمقارنة مع حجم الباب الاصلي، وكانهما ثقب في اضخم باب عند البشر ,وخرجت من البابين الصغيرين فتاتان جميلتان، وكأنهما توأم في كل شيء, اشارت الاولى الى مرح وقالت لها
: ـ “تفضلي اهلا وسهلا ..” واشارت الثانية الي وقالت: ـ ” تفضل اهلا وسهلاً…” نظرت انا ومرح الى بعضنا البعض، وخاصة ان كل واحد منا سيدخل بوابة صغيرة من اتجاه مختلف. ترددت قليلا، وغمزتني مرح بطرف عينها تحثني على الذهاب مع الفتاة… فعلت،
وكذلك هي، وما هي الا لحظات حتى اصبحنا خلف البوابة من الداخل والتقينا، وبقيت الحسناوتين برفقتنا، وكانت خلف البوابة ساحة مزينة باعمدة تشبه الساحة الاولى التي دخلناها في المرة الاولى الى حد كبير. طلبت منا الحسناوات ان نسير.. سرنا، وبعد عدة خطوات
نظرت الى الارض، وكان على البلاط انعكاس ظل احد الاعمدة، فقفزت عنه بحركة لا شعورية، فنظرت الفتاتين الواحدة الى الاخرة بابتسامة “ولكزتني” مرح وقالت: ـ بس هبل.. وبعد دقائق، طلبت الفتاتان منا بعد ان وصلنا الى نهاية الساحة ان ننتظر قليلا، وعادتا من
حيث اتين، واثناء انتظارنا سألت مرح: ـ” لماذا لم يفتحوا لنا الباب وادخلونا من ابواب صغيرة من اسفله؟ ولماذا ادخلونا كل من باب مختلف؟؟؟”
قالت مرح: ـ اعتقد ولا اجزم بان السبب وراء دخولنا من ابواب مختلفة بسبب الاختلاف بين عالمينا, فانت من عالم وانا من اخر..”
وابتسمت وقالت ساخرة: ـ اما لماذا لم يفتحوا لك الباب الرئيس فيبدو انهم لم يعرفوا من تكون، وما هي مكانتك، اخطأوا سامحهم ..” ما عرفوا انك حسن “.
فهمت من سخريتها ان الباب لا يفتح الا لذي شأن كبير، ومن بعيد لمحنا فتاة وشاب اقتربا منا، واشارا لنا ان نذهب معهم . سارا امامنا ونحن خلفهما في طريق في وسط حديقة كبيرة ، وكانا يتحدثان ويتمازحان ويتضاحكا بلغة لم اسمعها من قبل، ولم افهمها فسألت مرح: ـ ماذا
يقولون؟؟
قالت لي: ـ “وماذا يعنيك ذلك, انت فضولي اكثر من اللازم، انهما يتحدثان بامور غير هامة ,ماذا تريد، ان اترجم لك؟ حاضر يا حسن : هي تقول له انها ستذهب مع صديقتها غدا ,وهو يقول لها : لا تنسي ان تخبريها بما اتفقنا عليه .وهي تقول:كلا لن اقول لها. وهو يرد
عليها: لن تفعلي هذا بي وهي تقول حتى ترى، وهو يهمس بأذنها وانا لم اسمع ما همس به ، ولا استطيع ان اترجم، وهي ترد طيب حتشوف، وهو بيضحك والضحكة ليست بحاجة الى ترجمة، وكذلك هي تضحك، هل تريد ان اكمل لك ترجمة ما يقولانه؟ هل الامر مهم؟”
قلت لها: ـ لا شكرا، لقد فهمت بما فيه الكفاية . بعد عشرة دقائق من تحركنا، وصلنا الى بيت كبير وكـأنه القصر، ولكن ما لفت الانتباه ان هذا البيت مصنوع من الزجاج بكامله، الابواب الجدران الشبابيك السقف، وكذلك الارض مرصوفة بزجاج…فتح لنا الشاب البوابة ,
وقال: ـ تفضلوا … دخلنا البيت، وعاد الشاب والفتاة من حيث اتيا، يتمازحان ويضحكان ويتحدثان بلغتهما الغريبة , اخذت اتأمل البيت، وكأنه اية في الجمال والذوق الرفيع، جلسنا على المقاعد لعدة دقائق، حتى اقبل شاب يرتدي الاسود بالاسود، اقترب منا ودون ان يتكلم,
وبأشارة من يده فهمنا انه يطلب ان نرافقه. سرنا خلفه عبر ممر واسع الى ممر ضيق، ودخلنا صالة ضخمة مليئة بمئات المقاعد ونوافير الماء ,قاعة من الكبر بحيث تتسع لألف شخص مجتمعين معا ,والغريب ان البيت حجمه من الخارج، لا بدل على انه يتسع لمثل هذه
القاعة. اشار الشاب الاسود لنا باشارة فهمنا منها انه يطلب منا الانتظار, انتظرنا خمس ساعات ، وبعد ذلك حضرت الينا فتاة وطلبت منا ان نرافقها, سرنا معا ما يقارب النصف ساعة بين ممرات وصالات ضخمة تبهر الابصار بجمالها، وكأن هذا المكان يسكنه الملوك .
وصلنا الى حديقة ضخمة لم ار في حياتي ولا في احلامي اجمل منها، باشجارها وبأزهارها وبتناسقها، والعجيب ان هذه الحديقة لم تكن خارج البيت بل داخله, وهناك طلبت منا الفتاة ان ننتظر ,وعادت من حيث اتت، وما كادت تغيب عن ابصارنا حتى حضر شخصان يبدو
عليهما انهما قد بلغا السبعين من العمر. تحدث احدهم وطلب ان نرافقه, سرنا لاكثر من ساعة بين اشجار طويلة وعملاقة، لم استطع ان اميز اين يصل ارتفاعها، لا ادري هل هذا بسبب الظلام، ام انها نمت داخل هذا البيت العجيب؟ بطريقنا نور يضيء المكان بلون اخضر
لا ادرك مصدره، ربما كان انعكاس الشمس على لون الاشجار الخضراء لينعكس هذا النور ..دون سابق انذار او رؤية مسبقة وجدنا انفسنا امام سورحجري لا اول له ولا آخر، ولا تصل رؤية العين الى اين ينتهي طوله او ارتفاعه، طلب منا احد الرجلين ان ننتظره،
وعادا من حيث اتيا… السور مبني من حجارة عملاقة، وباشكال هندسية جميلة ذات الوان داكنة، فن معماري دمج فيه الماضي بالحاضر، احجار برزت، واحجار مالت من جانب متقاربة ومن جانب متباعدة، وانا أتأملها، فجأة، تحركت سبع حجارة من الصف السفلي للسور،
محدثة صوت صرير قوي، وفتحت من خلفها سبع بوابات، وكان هاتفا نادانا ان ندخل، او قوى خفية دفعتنا للدخول خلف النور المنبعث من داخل الابواب، دخلت من بوابة دون قرار مني، وكذلك فعلت مرح، ودخلت من بوابة اخرى غير التي دخلت منها، ووجدنا انفسنا خلف
السور، ولم يكن من الممكن ان نرى شيئا بسبب الضباب الكثيف الذي ملأ الجو. لم اكن ارى مرح، واظن انها ايضا لا تراني .. بدأ الضباب يتلاشى، و الشمس تظهرمن وسط السماء لتملأ المكان نورا، لم تحتمل عيوني نور الشمس الساطعة, فوضعت كفاي على عيوني
لاحميهما من اشعة الشمس، خاصة واني لم ارها منذ وقت ليس بقصير، حرارة الشمس اقوى من التي اعتادها جسمي، وكان المكان اقرب الى الشمس من أي مكان اخر على الارض. ظهر هذا على الارض المحروقة الخالية من أي نوع من انواع الحياة، والممتدة على طول
البصر، لم يكن هناك ظل نستظل به، حتى السور لاظل له، وظله بالاتجاه الاخر للسور . الابواب التي دخلنا منها اغلقت من خلفنا، ولم نعد نستدل مكانها. نظرت الى مرح ونظرت الي، ونفس السؤال عندي وعندها، هل هذه هي النهاية؟ لم تتأثر مرح من حرارة الشمس،
انما نور الشمس الساطعة لم تعد تحتمله اكثر، فهي تهرب بعيونها وتخفيها، وتبذل كل الجهد لتحمي عيونها، وكان عيونها لم تعتد مثل هذا النور، فقلت لها: ـ هل خدعونا ليوصلونا الى هذا المكان؟ وهل هذه ارض جهنم التي سمعنا عنها؟ ـ “لا اعتقد ذلك، لو ارادوا ايصالنا
الى هذا المكان لفعلوا هذا منذ البداية بلحظات دون عناء، اصبر لنرى ماذا سيحدث”.
ـ لا اعتقد اني سأحتمل اشعة الشمس لساعة واحدة. ـ “لا خيار امامنا الا الانتظار والصبر، فلا مكان نذهب اليه وانا اعاني ما تعانيه وربما اكثر منك، فانا لم اعرف الشمس طوال حياتي ،ولا استطيع ان احبها الا في الظل، فان كانت قدرة احتمالك للشمس ساعة فقدره
احتمالي لها اقل من ذلك بكثير”. ـ يبدو انهم عمدوا الى ذلك حتى نذوق نفس العذاب”. فردت:
ـ ” لا اعتقد انهم يسعون الى ذلك”. لم اعد احتمل، وكذلك مرح، اردت الجلوس على الارض ولم احتمل حرارتها، وفضلت الوقوف، نظرت من حولي ووجدت ان الارض قد تغيرت، ملامحها سوداء جرداء محروقة، حتى الصخر والحجر لم يخف ما حل عليه من فعل الشمس،
انها لا بد ان تكون ارض جهنم الجرداء الحارة اللا متناهية. قلت لمرح: ـ لما لا تخلعي ثوبك لنرفعه بايدينا ونستظل به من الشمس وتحمي عيونك، فحرارة الشمس لا تؤثر بجسدك مثلي انا.
فابتسمت وهي تظلل عيونها بيديها وقالت: ـ” ا ن طلبك مهين” .
ـ وما الاهانة في طلبي، اتخجلين؟!!
ـ ” لو اني لا اعرف مدى سذاجتك لرددت عليك الرد المناسب”. فوجدت في هذا الحديث متعة قد تستطيع ان تلهيني عن العذاب الذي انا فيه، واردت ان اكمل حديثي الا ان انفتاح باب بالسور لفت انتباهنا وقطع حديثنا، انفتح باب من السور وخرج منه رجل طويل القامة، في
ملامحه القوة والشدة والحزم، وكأنه قائد جيوش العالم، سار باتجاهنا وطلب منا بلهجة الامر ان نتبعه. كان يسير وكأن الارض ترتعد من تحت اقدامه… تبعناه المسافة تزيد عن المئة متر، فوجدنا انفسنا تحت ظل يحجب الشمس، وكان هذا الظل مظلة خفية لم نكن لنرها،
وتحت هذا الظل طاولة شبه مستديرة، ومجموعة من الكراسي يزيد عددها عن عددنا، مصنوعة من الحجر الاحمر من الرخام، طلب منا ان نجلس، او بالاحرى، امرنا بحزم ودونما مجاملة ان نجلس ، جلسنا وكان الجو رطبا، فاردت ان اساله، ولكن قبل ان انطق الكلمة الثانية
بعد الاولى قال لي بطريقة تحقيرية: ـ ” اصمت ولا تتكلم”.. تغيرت ملامح مرح وبدا عليها الامتعاض للطريقة التي عاملني بها، وظهر الكبرياء المعتاد في عيونها، ربما كان هذا لانها شعرت بانه سيعاملها بالمثل لو انها تكلمت ، نظر الينا هذا الشخص وقال:
ـ “انا “برصاد” الحارس الاول لهذا السور، والمساحة التي يمتد اليها ظله، وانتم الان تجلسون في منطقة مسؤوليتي، ولم يحدث منذ ان استلمت قيادة السور ان استطاع احد ان يخطو خطوة واحدة خلفه، او حتى يلمسه من الخلف أيا كان ومن أي عالم كان، وكان يكفي التفكير
في ان يجتازه احد لتكون نهايته، ولكن لقد صدرت لي الاوامر ان اسمح لكم بدخوله، وبرغم ان هذا يؤلمني الا اني نفذت الاوامر، وكنت اتمنى لو انكم وصلتم الى هنا ولم تكن هناك اوامر تقيدني، لكنت جعلت منكم شيئا من لا شيء، و”صراره”(بحصة) صغيرة في احدى
حجارة هذا السور، واتمنى ان تسنح لي الفرصة يوما لالقاكم من جديد، وتكون لي الحرية لافعل بكم ما اشاء، والان اطلبوا ما شئتم مما استطيع ان انفذه وارحلوا من هذا المكان، واني احذركم، بانه لو غربت الشمس واشرقت ،وانتم لم تتجاوزوا حدود ظل السور فساعيدكم
الّي لتعرفوا من هو “برصاد”، سأعيد عليكم كلامي حتى يكون واضحا، وان لم تفهموا شيئا فأسالوا حتى تفهموا، غدا حينما تشرق الشمس سيكون للسور ظل، ولو كانت قدم احدكم ما زالت على الظل فان لي الحرية لاعيدكم وافعل بكم ما اشاء، هكذا هي الاوامر، وانا اتمنى
ان لا تنجحوا وتتخطوا ظل هذا السور، حتى استطيع ان استضيفكم في جهنم “برصاد”، افهمت يا حسن يا ابن صفية، ويا “كونته” ابنة نازك”؟ فهزت مرح راسها باستخفاف وكانه لم يعجبها ان يخاطبها باسمها الحقيقي. فرد اليها هو ايضا النظرة بنظرة اشمئزاز وقال: ـ
"الان ساحضر لكما الطعام والشراب ،لان جسدكم سيحتاجه في هذه البقعة".. وبعد لحظات حضر عدة اشخاص يحملون في ايديهم اطباقا مختلفة فيها من جميع اصناف الطعام الذي اعرفه، وفي اطباق اخرى طعام لم اعهد مثله من قبل، وضعوا الاطباق على الطاولة
وانصرفوا دون كلام، وكنت فعلا قد شعرت بالجوع والعطش منذ لحظة خروجي من السور، وكأني عدت الى وضعي الطبيعي، الاطباق والشراب التي امامي كانت تختلف عن تلك التي وضعت امام مرح، بدأت اكل بشراهة واشرب ولا ابالي بوجود احد، وبعد ان اخذت
حاجتي من الطعام والشراب لفت انتباهي ان مرح لم تمد يدها الى شيء، بل التفتت الى الاتجاه الاخر شاغلة نفسها بالعبث بشعرها، وكانه لا يهمها احد او شيء، فالتفت اليها برصاد وقال : ـ “كلي يا “كونته” هذا الطعام الذي اعتدت عليه بعالمك، انا اعلم انك بحاجة اليه”.
رفعت مرح حواجبها وزمت شفتيها وحركت عيونها باستخفاف كبير “ببرصاد” ، تنهد برصاد وقال: لست الا حشرة مغرورة … ووجه حديثه لنا الاثنين : ـ “هل تريدان شيئا قبل ان اذهب “؟ قلت له :
ـ اريد ان اعرف الى اين تصل حدود ظل السور ؟
قال لي : ـ ” اعرف بنفسك “!!
قلت : ـ نريد سيارة نقطع بها المسافة. ضحكت مرح من كلامي بطريقة استفزت برصاد، وعلمت فورا ان طلبي سخيف، فنظر الي وقال: ـ ” لا توجد سيارات “. قلت : ـ اذا مظلات وماءاً وطعاماً وملابس تلائم المكان .. والتفتت الي مرح لفتة سريعة فهمت منها انها تريد ان
اطلب لها شيئا حتى لا تطلبه هي منه .
قلت : ـ وشيء يقي عيون مرح من الشمس .
ابتسم برصاد وقال: ـ “ساحضر ما طلبته ولكن لن تحتاجونه”. قلت : ـ بأي اتجاه يجب ان نسير ؟ قال: ـ “بأي اتجاه معاكس للسور سيروا”. قلت : ـ هل مسموح ان نطلب جمالا نركبها؟ ضحكت مرح مرة اخرى من طلبي …وقال برصاد: ـ “هل هناك شيء اخر “..؟
فكرت قليلا وقلت له: ـ “لا تنسى ان تحضر علبة سجائر وولاعة”. ضحكت مرح بصوت عال، استفزت برصاد، فقال كاتما غيظه: ـ “ساحضرها لك”. قلت له لا شعوريا : ـ ” مارلبورو ” اذا سمحت. ولكن كلمتي التي لم اقصد بها شيئا جعلت مرح لا تتمالك نفسها من
الضحك، حتى كادت تسقط من على الكرسي ، ووقف “برصاد” على قدميه .. وقد خيل لي انه سيمسك مرح من شعرها ويرفعها عن الارض، ثم يلقيها ثم يدوس عليها بقدميه، لكنه تمالك اعصابه وغضبه، وتعمدت مرح ان تستمر بالضحك اكثر واكثر. قال “برصاد”: ـ “الان
ساذهب، واتمنى ان القاكم مرة اخرى “… سار “برصاد” باتجاه السور ومرح لا تزال تضحك وترفع صوتها. وما ان اقترب من السور حتى نادت مرح عليه وقالت : ـ لا تنسى ” المالبورو” … ـ مصاحبة الكلمة بضحكة متواصلة ـ والتفت “برصاد” الى مرح والشرر يقدح
في عينيه، ودخل البوابة التي ظهرت من السور، وبعد دقائق خرج من السور عدة اشخاص، واحضروا ما طلبناه، وعادوا دون كلام، الا ان مرح قالت لهم وهي تضحك :
ـ “سلموا لي على “برصاد”“. والتفتت الي مرح وقالت:
ـ “انت اشفيت غليلي منه، لأول مرة من معرفتي بك بدأت احب هبلك واسلوبك في الكلام “…
ـ ليش ما انا كنت احكي عادي، وهو الي حكى: اطلبوا أيش بدكم.
ـ ” وبتروح تطلب سيارة… انت بتفكر حالك وين”.. واخذت تضحك . ـ ولكن الم تخافي من غضبه وانت تقومين باستفزازه .
ـ “اردت ان ارد اليه الاهانة، ولم تكن لدي طريقة اخرى، ولو كان مسموحا له ان يؤذينا لفعل ذلك دون الحاجة لاستفزازه “.
ـ هيا اذا، لنسرع ونخرج من هنا، قبل ان ينتهي الوقت ونعطي الفرصة الى “برصاد” ليفعل بنا ما يشاء. ـ “لا تستعجل فلن تستطيع التحرك قبل ان تبدأ الشمس بالغروب، والا فقدنا قوتنا، وهو قد لمح الى ذلك حينما طلبت الاغراض وقال انكم لن تحتاجوها، فلن نحتاج الى
المظلات بعد غروب الشمس. وبدأت مرح تاكل وتشرب من الطعام الذي رفضت ان تمد يدها اليه امام “برصاد”، وكأن كبرياءها منعتها من ذلك. استبدلت ملابسي وحذائي بالملابس التي احضروها، وكانها فصلت لتلائمني، وخلعت مرح ملابسها واستبدلتها امام عيوني التي
ترقب جسدها الفاتن، الذي كاد ان ينسيني ما كنت فيه وما انا مقدم عليه، فقلت لها مازحا: ـ “ها انت قد خلعت ثوبك ولم تجدي بذلك مشكلة ولا اهانة، فلم يا مرح رفضت ان تفعلي ذلك حينما طلبت منك ان نستظل بثوبك من الشمس، ام انك خفت على جسدك ان يسمر من اشعة
الشمس”. فابتسمت وقالت:
ـ ” لو شرحت لساذج مثلك فلن يفهم، وجسدي لا اكشفه الا اذا اردت انا ذلك “. رددت مازحا : ـ لو رددت علّي، لكان “برصاد” قد رآك ونسي السور ونسي نفسه . ـ “ليذهب الى جحيمكم قبل ان يرى “برصاد” وامثاله جسدي”.. بدأت الشمس تميل الى الغروب، ووقفت مرح
وقالت: ـ “هيا يا حسن لنسرع ونستغل الوقت، الجو الان ملائم للسير”.. واردت ان احمل معي بعض الماء والطعام، لكنها طلبت ان لا افعل حتى لا تثقل حركتنا، واننا لن نكون بحاجة اليها، ويجب ان نحتمل، وسرنا على اقدامنا مسرعين ،وحل الظلام ونحن نخطوا مبتعدين
عن السور، وكانت مرح تحثني على ان اسرع اكثر، حتى تعبت، وطلبت منها ان استريح، وقلت لها: ـ الا تتعبين ؟
ـ “لا وقت لدينا يا حسن، لو كانت المشكلة مشكلتي لقطعت هذه المسافة في لحظات، ولكن مصيري مرتبط بمصيرك، ويجب ان تحتمل، ارجوك اسرع” .. اسرعت في مشيتي اكثر من السابق، وكانت مرح في كل حين تنظر الى السماء وتطلب مني ان اسرع، فقلت لها: ـ
اعتقد اننا ابتعدنا بما فيه الكفاية، وان ظل السور لا يمكن ان يصل الى هنا ..
قالت : ـ ” لا يا حسن ربما لم نقطع نصف المسافة، فارتفاع السور كبير وظله سيكون عشرات الاضعاف”. وقفت مرح وطلبت مني ان اجلس واستريح، ففعلت ذلك، وجلست واستراحت هي كذلك،
وقالت: ـ ” الان يا حسن يجب ان نركض بكل قوانا، وان لا نتوقف حتى تنشر الشمس اشعتها” .. ففعلت ما امرتني به، وركضت وركضت بسرعة جنونية، حتى بدأ النور يظهر وتتلاشى معه ظلمة الليل، ووقفنا، وظهر ظل السور منبسطا على الارض ونحن نبعد عنه مئات
الامتار، فجلسنا والفرحة تملأ صدورنا. علمنا اننا الآن نجونا من قبضة وبطش “برصاد”، وارتحنا قليلا، وسرنا لنصعد هضبة لنرى انتصارنا على ارض الجحيم وتلك البقعة الجرداء، وان كل ما نراه امامنا الان هو الخضرة والاشجار والازهار.. سمعنا صوت هدير بين
الاشجار، بدا صوته كشلال كبير، فسرنا نحوه، ودخلنا غابة كثيفة من الاشجار، وصدق ظننا، لقد وجدنا انفسنا امام نهر تحيط به الاشجار من كل جانب، وتحوم فوقه الطيور والعصافير،وهدير الشلال الذي ينساب من اعلى النهر يصدر اصواتا تطرب لها الاذان، وتفرح
لها القلوب، وصفاء ماء النهر وانعكاس زرقة السماء فيه تبعث على الراحة والطمأنينة، وتشد ناظره لان يسبح فيه، جلسنا بجانبه ومرح تتامل النهر وما حوله، والقلق باد في عيونها.. خلعت ثيابي ونظرتني مرح
وقالت: ـ “ماذا ستفعل”؟ قلت لها : ـ اود ان اسبح قليلا. ـ ” ان صفاء النهر وجماله يبعث على القلق فلا تقترب منه حتى نتبين حقيقته، وان صدق ظني فان هذا هو النهر الملعون الذي كنت اسمع عنه الحكايات في عالمي “. ـ وكيف تعرفين، ولماذا تظنين ؟ ـ “انظر الى
الطيور التي تحوم فوقه.. لا يعكس النهر صورتها، وكذلك الاشجار، فما سمعته ان النهر الملعون لا يعكس صورة شيء حي “. ـ وكيف تتأكدين من ذلك ؟ ـ “سنقترب منه، وان لم يعكس صورتنا فهذا إذن هو النهر الملعون”.. واقتربنا من النهر ببطء، وما ان وقفنا بجانبه
حتى عكس النهر صورتنا مثله كباقي الانهار .
قلت لها : ـ خاب ظنك يا مرح، فالحكايات تبقى حكايات. واقتربت انا اكثر لاسبح قليلا دون أية معارضة من مرح، ولكن صوتا هتف من الخلف وقال: ـ ” لا تفعل ذلك”. التفت باتجاه الصوت، ورأيت فتاتين توأمين، وكأن صورة احداهما وحركاتها انعكست بمرآة، لتبدو
اثنتان من حوريات الاساطير ، اقتربن منا وقالت الاولى: ـ “انه النهر الملعون فعلا..” وقالت الثانية: ـ “صدقت يا “كونته”“. واكملت الاولى: ـ” ولكن ما تعرفينه عن هذا النهر شيء بسيط، فلهذا النهر اسرار لا يعرفها احد”. واكملت الثانية: ـ ” وما لم تعرفيه ان هذا النهر
يعكس الصورة التي يريدها”. وتكلمت الاولى وقالت: ـ “انا فاده”.. وقالت الثانية: ـ ” انا ناده “..
قالت فاده: ـ ” نحن حارستا هذا النهر، ومنذ عهدنا بمسؤولية حراسته لم يطفو عليه أي كان، ومن أي عالم كان”.
واكملت ناده : ـ “ومجرد التفكير بالاقتراب منه كان كاف لتكون نهاية من فكرفي ذلك، وسنسمح لكما بالمرور منه، ليس لاننا نريد ذلك، ولكن لان الاوامر صدرت بأن نسمح لكما بالعبور، ولكننا نحذركما بانه ان غربت الشمس وكانت اذناكما تسمعان صوت هذا الشلال، فان
لنا الحرية ان نفعل بكما ما نشاء”.
وقالت فاده: ـ ” ونتمنى ان لا نلتقي بكما حتى لا تعرفا ماذا يمكن ان نفعل بكما” قالت ناده: ـ “ومن كل قلبنا نتمنى لكما النجاح وان لا نلتقي ثانية” قلت وما زلت مبهورا بجمالهما: ـ والى أي مدى يصل صوت الشلال فقالت فاده : ـ” اعرفوا بأنفسكم” ؟
سألت : ـ والى اي اتجاه يجب ان نذهب ؟ اجابت ناده: ـ “إلى أي اتجاه تريدان من خلف النهر وعكسه اذهبوا”
وقالت فاده: ـ “والان، انت مر من هنا على هذا الجسر، وانت من على هذا الجسر، وستلتقيان معا في النهاية “. لم اكن ار أي جسر فسالت: ـ اني لا ارى أي جسر.. ولم اكمل كلامي حتى كنت ارى الجسرين حيث اشارت بيدها، ولم اكن ارهما في السابق . قالت ناده: ـ ” هيا
اذهبوا “.. لكزتني مرح بيدها كي نتحرك، ولم تكن مرح تتفوه بكلمة واحدة.. ولكني توقفت ووددت لو اني اقضي بعض الوقت في الحديث مع هاتين الحوريتين، وقلت موجها كلامي لهما: ـ والله اني اتمنى ان لا انجح حتى القاكما ثانية.. فأجابت فاده: ـ “لا تتمنى ذلك”.. وكانت
مرح تحثني وتشدني على ان أمضي بسرعة وفي عيونها قلق، ولكني اكملت حديثي وقلت لهن: ـ هل يمكن ان نتصافح؟ وكم كنت اود في قرارة نفسي بان المس يد احداهن . قالت ناده: ـ ” لا اظن انك تود ذلك”.
وقرصتني مرح قرصة اوجعتني وقالت بهمس:
ـ “هيا تحرك ايها الغبي ولا تمازحهما اكثر”.
قلت لمرح : ـ لا تغاري.. وخطوت باتجاه الحوريتين. وامسكت بيدي مرح وقالت لا تفعل ذلك فسحبت يدي وانا اضحك واقتربت اكثر .
قالت فاده : ـ “ماذا تريد” ؟ قلت مبتسما : ـ اود ان اقبلك قبلة الوداع واشكرك على مساعدتنا .!! قالت ناده : ـ “اتريد ذلك فعلا” ؟ قلت : ـ نعم اود ذلك قالت فاده : ـ “أتريد أن تقبلني أم تقبل ناده”؟ فقلت: ـ كلاكما معاً.. قالت ناده: ـ “لك ذلك.. إقترب وأفعل”. وما ان اقتربت
خطوة واحدة الى الامام حتى تحولت فاده امام عيوني الى افعى سوداء، إقشعر بدني وعدت الى الخلف مذعورا، وانا لا اعي ما حدث، واسرعت باتجاه الجسر، ونظرت خلفي وانا على الجسر ورايت فاده وناده تضحكان، وتشيران بيدهما نحونا وكانما تقولان: “مع السلامة”.
لحظات وكنا بالاتجاه الاخر للنهر
وقالت مرح: ـ “بتستاهل يصير فيك اكثر من هيك، واحد “حمار” مثلك ما بسمع النصيحة” . قلت وما زال الخوف يعتريني: ـ كيف انقلبت هذه الحورية الى افعى بهذه السرعة ، كيف عرفت يا مرح فانت كنت خائفة منهما ولم تكوني خائفة من “برصاد” بهذا القدر. قالت: ـ “
لقد عرفت من اللحظة الاولى، ولم استطع ان اخبرك فانت كنت مبهورا مجذوبا بجمالهما وتوأم بهذا التشابه الكبير معروف في عالمنا بانه لا يكون الا للافاعي، فلايغرنك جمال لا تدري ماذا يخفي خلفه، فهيا نسرع لنصل قبل غروب الشمس، فلو وقعنا بقبضتهما لذقنا من
اصناف العذاب ما يميتنا الف مرة في المرة الواحدة”. واخذنا نسير ونشق طريقنا من بين الاشجار وصوت الشلال يلاحقنا، وما كادت الشمس تبدأ بالغروب حتى تلاشى صوت الشلال، ولم نعد نسمعه، وشعرنا بالامان وسرنا قليلا، لم تكن الشمس قد غابت بعد . لنجد انفسنا
وسط ارض واسعة، كلها زهور وورود من كل الاصناف على مدى رؤية العين، تفوح منها روائح زكية تنعش الروح وتنشطها، ومددت يدي لاقطف وردة، وكذلك فعلت مرح، ولكن صوتا اتى من الخلف قال:” لا تفعلوا ذلك..”. التفتنا الى مصدر الصوت وكان صادرا عن
شيخ كبير في السن، يتوكأ على عصا ويجلس تحت اقدامه نمر لم ار اضخم منه، ولم اكن لاتصور ان نمرا يكون بهذه الضخامة. قال العجوز: ـ انا اسمي “نيركا.”. واشار الى النمر.. ـ وهذا مساعدي “نار”، منذ الف عام وانا احرس هذه الحدائق، ولم يكن ليستطيع أن يشم
رائحتها احد، ومجرد التفكير في ذلك كان يكفي لتكون نهايته، أيا كان ومن أي عالم كان، ولكن امر من لا يعصى لهم امر صدر لاسمح لكما بالمرور من وسط هذه الزهور، ولكني احذركم بانه لو اشرقت شمس الغد وما زالت انوفكم قادرة على شم رائحة ورود هذه الارض،
فاعلموا ان “نار” سيستقبلكم بطريقته، هيا اغربوا عن وجهي، واتبعوا الورد ذو اللون الابيض لتستطيعوا الخروج من هذه الارض.”. واشار بيده الى شجرة وقال: ـ” ان احتجتم الى طعام وماء، فتحت هذه الشجرة تجدون ما تحتاجونه.”. ووضع العجوز يده على راس النمر،
وهب النمر واقفا، وسارا مبتعدين عنا، وتوجهنا الى الشجرة فوجدنا الطعام والشراب، واكلنا وسرنا وتبعنا الورد الابيض، وكنا قد خرجنا من ارض الورود قبل شروق شمس اليوم الثاني بكثير، ولكن رائحة الورد ما زلت تفوح، وابتعدنا اكثر حتى اننا لم نعد قادرين على شم
رائحة الورود، وجلسنا نستريح قليلا، واخذت قسطا من النوم ولم افق الا على اشعة الشمس تداعب وجهي، لارى حولنا اسراباً من الحمام لا تعد ولا تحصى، وترى على مدى رؤية العين، وظهرت امامنا امراة كبيرة مسنة ، لا يبدو عليها الهرم، تسير بخطى واثقة نحونا
وكانها ملكة، ويحلق الحمام من فوق راسها ، حنان وحب العالم باسره في عيونها، اقتربت وقالت: ـ ” يا ابنائي اهلا وسهلا بكم، انا اسمي الام “نرامارا”، وانا المسؤولة عن هذه الاسراب من الحمام، فيا اولادي لم اكن لامنع احد بالمرور لو اراد ،ذلك، بالرغم من حزني
وقلقي عليه من ان لا يصل في الوقت المناسب، حتى لا يحدث له مكروه،فيا ابنائي قبل ان ترحلوا بسلام ساعطيكم هذه النصيحة:
" لا تبحثوا عن شيء ليس لكم، والان ارجوكم ان تسرعوا وتبتعدوا عن هذا المكان قبل غروب الشمس، فلو غربت الشمس وما زالت عيونكم قادرة على رؤية حمامة واحدة في السماء من هذا الحمام ، فسيلحق بكم اذى لا اتمناه لاحد."
ارجوكم اسرعوا الان واذهبوا من هذا الاتجاه، ولا تبطئوا حتى يختفي الحمام عن ناظريكما.. هيا اذهبا بسلام .”. انهت الام “نرامارا” حديثها، وكم كان جميلا وحنونا ودافئا صوتها، اسرعنا بقدر استطاعتنا لنبتعد عن المكان عملا بنصيحة الام “نرامارا “
واستطعنا ان نصل، وان يختفي الحمام عن أنظارنا في وقت ما بعد الظهر بقليل ، وبذلك نكون قد وفرنا الكثير من الوقت، واخذنا راحتنا، وأكملنا السير الى الامام وانا اجد متعة عظيمة بهذه المغامرة العجيبة، ومن بعيد ظهرت امامنا مدينة كبيرة بيوتها متواضعة . فسرنا ما
يقارب الساعة حتى وصلنا مدخل المدينة، وكان يحيط بالمدينة سور لا يتجاوز ارتفاعه المتر، وكان لمدخل المدينة قوس كبير من الحجر .منظره مألوف، وتصميم البيوت ومنظرها من الخارج كالبيوت القديمة في عالم البشر . دخلنا القوس ، وكان هناك عدة اشخاص، جميعهم
يرتدون اللون الابيض وباعمار مختلفة، يتحادثون مع بعضهم البعض، ولا احد يلتفت الينا ,انتظرنا ان يظهر لنا احد ويكلمنا لنعرف اين نحن، وما يجب علينا ان نفعله، كما حدث في المرات السابقة، ولكن لم يأبه بوجودنا احد، فسرنا على اقدامنا ,نتجول في شوارع المدينة
المليئة بالاشخاص من كافة الاعمار، سرنا بينهم نسترق السمع احيانا لنعرف بم وعم يتحدثون، ونتفرج على البيوت المتواضعة جدا والمتشابهة، ولم يظهر لنا احد ولم يهتم بوجودنا احد، مرت ساعات واقتربت الشمس على الغروب ونحن كما نحن . قلت لمرح : ـ “اين نحن
؟”
ـ “علمي علمك، لا اعرف .
وماذا يجب ان نفعل؟ فالشمس اقتربت على الغروب ولا احد يأبه لوجودنا ,هل نحن في مدينة اموات و اشباح لا يرونا، او نحن الاشباح وهم الاحياء ولهذا لا يرونا .”
كلا انهم يرونا جيدا، ويشعرون بوجودنا، ولكنهم لا يأبهون بنا، او ان وجودنا لا يعنيهم.”. ـ “ولم لا نسالهم ؟”.
ـ” وعن ماذا سنسألهم ؟”. ـ “عن الطريق للخروج من هنا ..”. ـ اسال كما تشاء . اقتربت من احد الاشخاص وسالته : ـ “اخبرني اذا سمحت، اين نحن ؟” فرد : ـ “انت هنا، في المدينة .”.
قلت : ـ “ولكن ما هي؟ وما اسمها؟ وكيف نخرج منها ؟”. قال : ـ “من دخل إليها يعرف ما هي، وما اسمها ،ولا يخرج منها.”. احترت بامره، وتوجهت لشخص آخر، وسألته، وأعطاني نفس الاجابة، فغمزت مرح وأشرت بيدي… لتفهم بأننا وصلنا إلى مدينة مجانين. وكررت
سؤالي لاكثر من شخص , وكان سؤالي هو الجواب لسؤالي، . قالت مرح: ـ ” اسمع يا حسن يجب ان تفكر بسؤال يوصلنا الى نقطة نبدأ منها اساله كيف يمكن ان نلتقي بكبير هذه المدينة ؟” سألته,فأجاب: ـ “اذهب الى بيته فتلقاه!! .”. سالته : ـ” واين يقع بيته ؟”. رد : ـ”
بيته في المدينة هنا !!.”. قلت لمرح : ـ “هؤلاء الناس مجانين، فكري بسؤال يوصلنا الى بيت كبير المجانين ..”. تكلمت مرح وسألت بنفسها: ـ “هل بيته بعيد من هنا ؟؟”. اجاب : ـ” لمن يعرفه فهو قريب، ولمن لا يعرفه فهو بعيد …”. قالت : ـ “وهل هو قريب منك؟ وهل
تراه في عيونك ؟”. قال : ـ “نعم قريب مني، ولا اراه حيث اجلس، فشدتني مرح وسارت الى مجموعة من البيوت التي تقع خلف الرجل الذي سالناه، ودقت على باب احد البيوت ,وخرجت لنا امراة!! وسالتها مرح :ابيت كبير المدينة هو احد البيوت التي على يسار بيتك
؟؟”. فردت المراة : ـ” لو اردت ان يكون على يساري لكان !!!”.
سالتها مرح : ـ “وهل البيت الخامس على يمينك هو بيت كبير المدينة .”.
قالت : ـ لو سألت جار جاري لكان سؤالك هو الجواب . قالت مرح : ـ” هيا يا حسن لقد عرفته ..”. وتوجهنا الى البيت السابع على يمين بيت العجوز .وطرقنا على الباب، وخرج لنا شخص ملتح وقال : ـ اهلا وسهلا تفضلا.. واجلسنا على مقاعد مريحة جدا، وكان بيته غاية
في التواضع ومريح جدا ,مليء بالكتب، منظم، بغاية الدقة.. ودون ان يسالنا اي سؤال احضر لنا طعاما وماء وتركنا ناكل ونرتاح، وعلمنا اننا قد وصلنا غايتنا.. وبعد ان انتهينا وارتحنا ،
قال لنا : ـ انا اسمي “جيجار” ، وانا المسؤول عن هذه المدينة الكبيرة التي لم يدخلها احد وفكر بالخروج منها، بل فضل البقاء فيها لما يتوفر فيها مما لا يتوفر في أي مكان اخر، لن تفهموا معنى كلامي، او ما يوجد في هذه المدينة، فهذا لن يهمكم، ولكن ماعلمته عنكم بانكم يجب
ان تخرجوا منها وأنا سأساعدكم قدر استطاعتي..لهذه المدينة عشرات الابواب .وانتم دخلتم من الباب الذي لم يدخله احد منذ توليت مسؤولية هذه المدينة، ولهذا لايمكن ان تخرجوا الا من باب واحد او تعودوا من نفس الباب الذي دخلتم منه، وانتم تعلمون ما معنى دخولكم
وخروجكم من نفس الباب…الاوامر التي صدرت لي ان اعطيكم ثلاثة ايام من لحظة وصولكم الى بيتي للخروج من المدينة، وان انتهت الايام الثلاثة، فسيتم اخراجكم من نفس الباب الذي دخلتموه…والان ان كانت لديكم اسئلة فاسألوها وارحلوا ولا تضيعوا وقتي ووقتكم.”.
سألت : ـ “ما اسم هذه المدينة ؟”. اجاب : ـ “انها (درب الحكمة )، ويسكنها من يبحث عن الحكمة من أي عالم كان …”. وسألناه عشرات الاسئلة، وكان يجيب عليها مباشرة ,حتى انتهينا .فوقف ورافقنا الى الباب، وقال: ـ “لا تنسوا ان اهل هذه المدينة لن يكذبوا عليكم في
جواب أي سؤال تسالونه، وسيجيبون على أي سؤال ً و لن يجيبوكم، والان توجهوا الى الحديقة، وهناك ستجدون من يساعدكم.”. سألته قبل ان نذهب : ـ “واين تقع حديقة المدينة؟”. فابتسم وقال: ـ” انها تقع في المدينة…” خرجنا انا ومرح نسير في طرقات المدينة …
قالت مرح: ـ ” لن نجد الحديقة لو بحثنا عنها طوال العمر .وحتى نصل اليها يجب ان نسال اهل المدينة عنها، ففكر معي بالطريقة التي يجب ان نسال بها حتى نصل الى الحديقة .”. وسرنا بطريق لا ندري إلى اين تصل .واستوقفت احد المارة وسألته: ـ ” في أي اتجاه يجب
ان نسير لنصل الى حديقة المدينة !!!” قال : ـ كل الاتجاهات توصل في النهاية الى الحديقة . قالت مرح : “والاتجاه الذي يوصلنا اسرع ؟؟”. قال : ـ” ان كان لديكم وقت، سيروا حيث اسير.”. وتركنا وذهب، واردت ان اسير خلفه، فهم لا يكذبون كما قال الحكيم “
جيجار”..لكن مرح شدتني من يدي وقالت: ـ ” يا اهبل، لقد قصد الاتجاه المعاكس .فنحن لا يوجد لدينا وقت لنضيعه بالسير خلفه…”. وسرنا بالاتجاه المعاكس لسير الرجل ووصلنا لمفترق ذو ثلاثة طرق، واوقفت احدهم وسالته: ـ “حديقة المدينة الى الخلف ام الى الامام ؟”.
اجاب: ـ “الى الخلف والى الامام..”. واحترت بجوابه ، وضحكت مرح وقالت : ـ يا غبي لقد اجابك بالنسبه له ولك، وانتم احدكم يقف امام الاخر، ولا تستطيع ان تحدد بهذه الطريقة، فلا داعي لان تستهلك ذكاءك الزائد،و وفره للحاجة …”. وسارت مرح حتى وقفت على
احدى طرق المفترق، وانتظرت حتى مر احدهم من الطريق الاخر المعاكس للمفترق وسألته من بعيد.بصوت عال: ـ ” من اقرب منا الى حديقة المدينة انا ام انت .”. فرد : ـ “للذاهب اليها اقرب، وسار في طريقه ..” ضحكت وسخرت من مرح .وقلت: ـ ” لقد سخر منك ولم
تنجحي بالحصول على جواب .” قالت لي : ـ” الم اقل لك وفر ذكاءك ,فانا التي سألت اذا انا التي ستذهب ، والمسافة من حيث اقف أنا إلى الحديقة مقارنة بالمسافة حيث يقف هو للذاهب اليها أقرب، اذا هذه هي الطريق، هيا بنا.”. وسرنا، وكان الليل قد انتصف ،ووصلنا
الى نهاية الطريق وكانت بلا مخرج، وفي نهايتها عشرات البيوت، تأفأفت من القهر، وفي الحقيقة كنت سعيدا بداخلي لفشل مرح في تحديد الطريق الصحيح، ولم يكن احد يقف في الشارع لنسأله . لكن مرح اقتربت من احد البيوت وطرقت الباب واطل علينا رجل .
فسألته مرح : ـ هل يوجد من هذا الشارع مخرج يوصلنا لحديقة المدينة ؟.
رد علينا الرجل ,وقال : ـ” نعم يوجد ولا يوجد..”. واغلق الباب . قالت لي مرح : ـ “ان احد البيوت يوصل للحديقة ،ولكن بيته لا يوصل، وهذا ما قصد بنعم ولا .”. قلت لها : ـ “تعالي نطرق جميع الابواب حتى نصل الى الباب الصحيح .”. قالت : ـ عظيم وكيف سنعرف
الباب المقصود؟ وافرض اننا طرقنا على احد الابواب وكان هو الباب المقصود، ولكنه لم يخبرنا بذلك فماذا نفعل يا عبقري زمانك؟ اصمت انت ودعني اتولى حل هذه المشكله .”. اخذت مرح تعد الابواب، ووقفت عند احد الابواب في المنتصف وطرقته ,وخرجت لها
امراة، واشارت مرح لاحد الابواب وقالت: ـ “هذا الباب الاول من اليمين وذاك الباب السادس عشر من اليسار، اي الابواب تدخل الى الحديقة اذ لم يكن بابك ؟”.
قالت المراة: ـ ” الثالث والاخير دونه الاول .”
صمتت مرح قليلا وقالت : ـ” الباب التاسع هو المقصود.” وتوجهنا الى الباب التاسع واطل علينا رجل .وسالته مرح : ـ “امن بيتك ندخل الحديقة ام من بيت جارك ؟”. فرد علينا: ـ ان سالتني فلا تسألي جاري .
قالت : ـ “اندخل اذاً ؟؟؟”. فرد : ـ اهلا وسهلا، وصلتم بأسرع مما كنت اتوقع . دخلنا البيت من باب، وخرجنا من باب آخر الى حديقة كبيرة جدا، تختلف في كل شيء عن الحدائق السابقة التي رايناها . جلسنا في طرف الحديقة القريب الى بيته …وقال لنا : ـ ان اردتم ان
تستريحوا وتناموا الى الغد ,فتستطيعون ان تفعلوا ذلك، وان احتجتم الى شيء فانا في البيت وسألبي ما ستحتاجونه ,وان اردتم ان ترحلوا الان او في أي وقت فلكم ذلك…تستطيعون التوجه إلى ينبوع الماء وهناك ستجدون من يساعدكم بالخروج من المدينة. بامكانكم الوصول
اليه بسهولة .والان ساترككم ,وان قررتم الخروج فاخرجوا من ذلك الباب.”. واشار اليه بيده وهو بالاتجاه المعاكس، وذهب وتركنا . نمنا، وخرجنا مع اشراقة الشمس نبحث عن ينبوع الماء ، واخذت مرح تسأل المارة عنه بذكائها المميز، وما ان مرت ساعة واحدة حتى
وصلناه. ووجدنا بالقرب منه رجل استقبلنا ورحب بنا ,واسقانا من ماء الينبوع. وشربنا منه حتى ارتوينا . ووجدنا انه يتميز عن كل ماء عرفناه، لم نعرف السبب او كيف يوصف، ولكنه قال لنا : ـ “لم يشرب احد من ماء هذا الينبوع.”. واراد مفارقتنا وطلب منا ان نتوجه
الى ساحة المدينة، وهناك سنجد من يرشدنا، ونجحنا بالوصول ومن ساحة المدينة طلب منا الشخص الذي انتظرنا ان نتوجه الى مكتبة المدينة، ومن المكتبة الى البرج ,ومن البرج الى ساعة المدينة، ومن الساعة الى قلعة المدينة، ومن قلعة المدينة الى مجلس المدينة، ووصلنا
المجلس، وكان قد انقضى يوم ونصف اليوم بين هؤلاء العقلاء المجانين الذين ضيعوا علينا كل شيء، وارهقونا بالغازهم اللامتناهية، ورغم سرعة بديهتهم بالاجابة، وذكائهم المميز، الا ان ذكاء مرح الذي لا يوصف استطاع التغلب على كل الصعاب، وفي مجلس المدينة،
استقبلنا احدهم ,وادخلنا الى قاعة كبيرة مبنية من الحجر القديم، وسقفها عبارة عن قبة كبيرة، وفي وسطها طاولة عريضة، وحولها مقاعد كثيرة، من النظرة الاولى تعلم انها تتسع ليجلس حولها اكثر من الف شخص، وكان يجلس على طرف الطاولة ما يقرب من عشرين
شخصاً من كبار السن وكلهم يرتدون نفس الملابس . رحبوا بنا واجلسونا معهم على الطاولة ,
وقال احدهم لنا : ـ لقد احببنا ان نجلس معكم قبل ان تغادروا المدينة .لا تخافوا من اضاعة الوقت، تستطيعون اعتبار انفسكم منذ هذه اللحظة خارج المدينة، ولستم ايضا مجبرين على الجلوس معنا ،ان شئتم تستطيعون الرحيل الان، فلا احد يمنعكم، فهل توافقون ان نتحدث
قليلا قبل رحيلكم.”. قلت بالنيابة عني وعن مرح : ـ “اذا كان الامر بيدنا فنحن لا نمانع ولكن هل نستطيع ان نفهم ؟.”. قال اخر من الجالسين : ـ “الامر بيدكم فعلا، وشكرا لعدم ممانعتكم .المدينة التي انتم متواجدون فيها هي مدينة “درب الحكمة”، شيدت قبل عشرات الاف
السنين على اطول حدود لمملكة الشر، التي تسعون للوصول اليها منذ بداية رحلتكم.واغلب من يعيش في هذه المدينة هم من كبار السن كما رايتم، والذين انتقلوا من مدن كثيرة وعوالم مختلفة، وحتى ان بعضهم جاء الى هنا من مملكة الشر، ويعيش في مدينتنا ايضا الكثير من
ابناء البشر، ومن الكونيين “الجن” …هذه المدينة شيدت وحافظت على طرازها بعيدا عن الاختراعات ورفاهيات الحياة المتجددة يوميا، وكل من سعى للسكن في هذه المدينة سخر وقته وحياته للدراسات والبحوث في شتى الامور، من هذه المدينة يتخرج الحكماء في كل
المجالات , ونحن في هذه المدينة نضع الدراسات للسنوات القادمة، ويتم اعتمادها وتطبيقها في شتى نواحي الحياة، ولكننا لا نتدخل في أي قرار او سياسة مهما كان نوعه للنظام المنفذ ، وحتى انتم لا دخل لنا بما فعلتم او ما تنوون ان تفعلوا في المستقبل.ودخول مدينتنا امر
سهل وغير معقد، وبالامكان الوصول الينا بسهولة.وعبر مداخلنا الكثيرة، وبوابة واحدة فقط هي التي لا يمكن الدخول لمدينتنا منها وهي البوابة التي دخلتم انتم منها، والتي تاتي من اتجاه بوابة الشر .هذا شرح بسيط ومختصر عنا وعن مدينتنا.”.
قاطعته مرح وقالت : ـ” عفوا، ولكني اعلم ان مجلس الحكماء في عالمنا لديه من الصلاحيات الكثير، ويتدخل في كل نواحي الحياة لدينا .”. ابتسم آخر من الجالسين ورد عليها قائلاً: ـ ان ما تقولينه صحيح ,مجلس الحكماء في عالمك شيء وهنا شيء اخر.صحيح ان اعضاء
المجلس من الحكماء قد عاشوا سنوات طويلة في هذه المدينة ,ولكن بعد خروجهم منها والالتحاق بالهيئات المختلفة والمجالس الاخرى، يرتبطون بسياسة هذه الهيئات والمجالس، وليس بسياسة مدينتنا ,ومدينتا هي جزء من عالمك يا “كونته”، وليست عالما اخر، قد تكون
جغرافية الموقع اقرب الى عالم البشر منها الى عالمك من حيث البيئة وامور كثيرة، الا انها تعود في النهاية الى عالمك .”. قالت مرح : ـ ” ولكني علمت ان المناطق خلف بوابات الشر لا تخضع لعالمنا من بعيد أو قريب .”. فرد عليها قائلا :جغرافياً قد يكون هذا صحيحاً،
وليس من الضروري ان تكوني قد علمت كل شيء ولكن كما تعلمت انت ومن خلال عملك السابق في سلطة “الكاتو” فان عالم البشر لا يعود ولا يخضع لنا لامن بعيد ولا من قريب، ولكن يتم التدخل في شؤونه بالصغيرة والكبيرة، اليس كذلك يا “كونته” ؟ فردت مرح، او
كونته كما يقولون : ـ “تدخلنا في عالم البشر هو وقائي للحد من اخطار مستقبلية ستجلب الدمار لعالمنا بسبب الارتباط المصيري بين عالمنا وعالم البشر، و ليس لكونه عائداً الينا .”. رد عليها : ـ يا “كونته” كل فرد من عالمك ان كانت له نفس خواصك، او خواص اقرب،
وارتبط بعالمك فهو عائد لقانون عالمك، وهذه البقعة تخضع وتعود لقانون عالمك، وليست عالما مستقلا بحد ذاته، اما عالم البشر فانا قلت انه يتم التدخل في شؤونه، ولم اقل انه عائد اليكم، ما قصدته من حديثي وحديث زملائي، هو ان اشرح لكم عن المكان الذي تتواجدون
فيه . اما نحن واهتمامنا بالحديث معكم فهو ليس من اجل مناقشة كلام وقوانين وانظمة…نحن قد اطلعنا على قصتكم منذ البداية بتطوراتها ومفاجآتها الكثيرة التي لم نتوقعها وخاصة انت يا “كونته” . فقاطعته كونته : ـ “هل يزعجكم لو خاطبتموني باسم مرح ؟”. رد عليها
احدهم وقال: ـ “اعذرينا، نفضل ان نناديك باسمك الاصلي.”. واكمل حديثه: ـ هناك امور كثيرة لم نفهمها في تصرفاتك يا “كونته”، وخاصة الانقلاب الكبير والسريع من حارسة الى متمردة، وانت يا حسن، لم نفهم ولم نفسر تقلباتك السريعة من خط الى اخر، واستعداداتك
للتضحية في سبيل عدة اهداف مختلفة، واصرارك للتضحية من اجل هدف اخر، انتم الاثنان من عالمين مختلفين في الخواص والتفكير والاسلوب، واشياء كثيرة يطول تعدادها…خضتم مغامرة متهورة ومجنونة والاغرب من كل هذا ان كل واحد منكم كان يعلم في داخله ان
نسبة النجاح هي ضئيلة جدا !!! وانتهت مغامرتكم قبل ان تبدأ، وتم القضاء عليكم، ولم ينفذ القرار ,واصبح مع وقف التنفيذ.وصدر قرار بالسماح لكم بالدخول من نفس الطريق التي قررتم الدخول منها ,في وقت ازيلت من امامكم كل المخاطر ,ولم تبذلوا الا الواحد بالمئة من
الجهد الذي كان من الممكن ان تبذلوه لو حدثت المعجزة ودخلتم بمجهودكم الخاص.طبعا اقول معجزة، لان ابواب الشر لم تصمم كمداخل وانما كمخارج والمجهود الذي كان من الممكن ان تواجهوه هو مجهود مئات الالاف من الاشخاص مقابل قدرتكم المتواضعة والضئيلة،
والسؤال هو:الى ماذا تسعون؟ وهل يستحق الشيء الذي تبحثون عنه كل هذه التضحية والعناء ؟؟؟”. صمتنا نحن الاثنين ولم ندر بما نجيب..
ولكنه قال : ـ” اجيبوا اذا امكن عم تبحثون، والى ماذا تسعون، اجب انت يا ابن البشر ,اجب يا حسن؟؟؟”.
قلت : ـ” ساقول لكم باختصار وبكلمة واحدة، انا ابحث عن الحب !!!”. ابتسموا لأجابتي وقال احدهم موجها كلامه لمرح : ـ ” “الحب “؟!! وانت يا مرح عم تبحثين ؟” هزت مرح راسها واعتدلت في جلستها وقالت : ـ انتم سالتم وانا ساجيبكم، واجيب نفسي معكم بكلمة واحدة،
وبالف كلمة، انا ابحث عن اجابة، نعم انا ابحث عن جواب، انا مثلكم ومثل هذا ، (مشيرة بيدها نحوي ) الذي لم يستطع ان يعبر عما يدور بداخله. ما الفرق بيننا جميعا؟ انتم فلاسفة وحكماء تحللون كل شيء وتبحثون عن اجابات لاسئلة كثيرة، في الماضي والحاضر، وحتى
في المستقبل، ان لم تكن هناك اسئلة اخترعتم اسئلة وبحثتم لها عن اجوبة، واختلفتم فيما بينكم حول صحة الاجوبة، مع احترامي لكم، فنحن لانختلف عن بعضنا بشيء، كلنا نبحث عن اجوبة ,مادامت هناك اسئلة فسيكون دائما هناك من يبحث عن اجوبتها، ما دامت هناك “
اسرار” فجميعنا سنبحث عنها، كل بطريقته واستعداداته، اليست هذه طبيعتنا جميعا؟ اسالوا انفسكم وبصدق، لا تجيبوني لانكم ستكابرون ولن تقولوا الحقيقة .الم يفكر كل واحد منكم، لو كان بمقدوره الحصول على “قوة الشر “وان يصبح هو الوحيد القادر على التحكم في
الامور، لو كنتم خارج بوابة الشر الن تفكروا بدخولها ومعرفة ماذا تخفي؟ انا لم اصنع بوابة الشر، انا سمعت عنها مثلي مثل غيري، منذ صغري وانا اسمع ان هناك أبواباً تسمى بابواب الشر، وخلفها قوة لا يستهان بها، ومن يدخل هذه البوابات يملك هذه القوة التي تميزه
عن الاخرين، دون استثناء كنت مثل غيري، اود ان اكون الافضل، واسعى ان اكون الافضل، فان كان دخول البوابة سيجعل مني الافضل فانا على استعداد للسعي خلف الافضل، اذا “فقوة الشر “هي ما كانت ستميزني لو اني حصلت عليها ،كذلك انتم لو كان بمقدوركم ذلك،
وجوابي لكم باختصار . ابحث عن “جواب “. ضحك احدهم وقال : ـ كان الاجدر بك ان تسعي لتكوني حكيمة يا “كونته”، انت بارعة في الحديث، ولو لم نكن نعرفك جيدا لاقنعتنا وجعلتنا نبحث معك يا “كونته”، انك عجيبة فعلا، الا تغيرك الظروف؟ الا تتراجعين ابدا؟ .لم
تصدقي معنا فيما قلت، انت قادره على صنع الكلمات، ولديك الكثير، ولكن لم أفهم ما قاله ابن البشر بانه يبحث عن “حب “، هذا غير صحيح ولكنه كان صادقاً في اجابته, فقد اراد ان يجيب بصدق واول ما فكر فيه قاله لانه اعتقد ان هذا ما يريده وما يبحث عنه وايضا لو
قال شيئاً اخر لكان صادق لانه لا يدري فعلا ما الذي يريده ، اما انت فتبحثين دوما عن الجواب المقنع لمن يسمعك ولا يهمك ان كان هذا ما تريدي ام لا المهم ان يكون جوابك مقنعا ,ولكننا سنكون صادقين معك ولن نكابر.. ما قلته من حيث المنطق والعقل صحيح.فكل منا قد
فكر ولو للحظة بانه لو ملك قوة يحكم فيها الدنيا باسرها ماذا كان سيفعل وربما شرد يخياله لاكثر من ذلك بكثير وفي النهاية عاد الى ارض الواقع … وانتهى الحلم ولا احد يمنع الاحلام او يحرمها ولكن هم قلائل الذين كانوا على استعداد ان يفعلوا ما فعلت يا كونته , وحول
اشارتك باننا لو كنا خارج بوابة الشر لفكرنا بدخولها…نحن لسنا بالداخل حتى تقولي لو كنا بالخارج وحتى ما هي قوة الشر؟ لا نعرفها، ربما لدينا تخمينات متوارثة حولها ولكننا لا نعرف ما هي ,ولا نسعى ولا نفكر بالحصول عليها، ربما الاكبر منا والاقدم لديهم المعلومات
حولها ولكن ما هي؟ لا نعرف، ومروركم من مدينتنا لا يعني اننا عقبة او حاجز بالطريق الى قوة الشر ولكن هكذا سارت الامور ولو انتم سعيتم للوصول الى مدينتنا لاستطعتم الدخول بسهولة، وببساطة دون الحاجة الى كل هذا العناء والمخاطرة فابواب مدينتنا كثيرة،
وبامكان أي كان دخولها والخروج منها وهذا ليس بمحرم، ولكن انتم دخلتم البوابة التي لا يدخلها احد لهذا اصبح الخروج من هنا صعبا، واي كان من عالمك او من عالم البشر يستطيع الدخول الى مدينتنا بسهولة ودون الحاجة الى اذن، ما دام يسعى من اجل شيء ما يوجد
بالمدينة، وليس من اجل شيء اخر او من اجل المرور من هنا الى مكان اخر…وانتهى من حديثه ليتحدث اخر موجها كلامه الي ؟؟؟ ـ” وانت يا حسن أي حب هذا الذي يجعلك تخوض كل هذه المخاطر؟؟”. قلت : ـ “حبي لزوجتي “غادة “وفي سبيل اعادتها الي لأنها كل
شيء في حياتي..” فرد علي : ـ ” حبك لغادة عن أي حب تتحدث وما هو مفهومك للحب؟ ولماذا غادة؟ وما نعرفه نحن انك تخليت عنها من اجل امل بسيط في الحصول على قوة الشر اليس كذلك يا حسن !!! فقلت :”ربما ان ما تقوله صحيح من وجهة نظركم ولكن هل هذا
صحيح من وجهة نظري انا..فانا كنت اعلم بان الامل في حصولي على قوة الشر سيمنحني القوة لمساعدتها، اليس هذا سبب كاف للسعي خلفها .وأنا ما قلت اني تخليت عنها، اليس من الممكن ان يكون تعلقي بأمل ضئيل خير من ان افقد كل الامل؟ فما الخيار الاخر الذي كان
امامي؟ وماذا كان من الممكن ان افعل ,وانا في وسط حروب ومؤامرات لانهاية لها، يقودها اثنان من دهاة عالمكم.”. قال اخر من الجالسين حول الطاولة : ـ “ولكن انت كان بامكانك الانسحاب لو اردت ذلك، ولو انك لم تجد المتعة والمغامرة بما يرضي غرورك لفعلت ذلك،
اليس كذلك؟”. اجبته بالنفي مبررا ما حدث، وسالني اخر، واجبت، ومضت عدة ساعات وانا ومرح نجيب على اسئلتهم والتي كانت في اغلبها استفزازية وصريحة للغاية، واستمر هذا النقاش حتى اشار احدهم واختتم الحديث قائلا : ـ باسمي واسم زملائي اشكركم على
اعطائنا الفرصة للحديث معكم، واتمنى ان تتفهموا اننا لم نكن نسعى لاستفزازكم، وانما اردنا ان نفهم ونحلل بعض الامور التي كان من الصعب ان نفهمها الا بالحديث معكم، ونقول لكم مرة اخرى اننا لا نتدخل بالسياسة التي تم رسمها لهذا العالم، ولا نحاول ان نثنيكم عن
هدفكم او نشجعكم عليه ، فنحن على قناعة باننا لا نستطيع ان نعرف بالكامل ماذا سيحدث في المستقبل، او ما هي النهاية التي ستصلون اليها انتم او غيركم …ولكن من خلال دراستنا قد نستطيع في المستقبل ان نقضي على الاسباب التي ستدفع باخرين للقيام بمثل هذه الخطوة
التي هي في الواقع تضر بمصلحة عالمينا، وربما كان هذا السبب الذي جعل المسؤولين يسمحون لكم بالاستمرار في هذه الطريق، والان سنرافقكم الى الطريق التي تخرجكم من مدينتنا وبصدق ودون اية اسباب شخصية لنا متعلقة بشخوصكم..نقول لكم وداعا ..ولا نتمني
لقاءكم من جديد تحت كل الظروف، وانهى المتحدث كلامة ووقف الجميع ووقفنا نحن ايضا …وابتعد جميع من كان يجلس على الطاولة عنها عدة امتار ،وكذلك طلب مني ومن مرح ان تفعل وما هي الا دقائق حتى بدأت الطاولة تتحرك بصورة عجيبة وغريبة تثير الدهشة،
وكأن قوة خفية تحركها وتحرك المقاعد معها بنظام وهدوء …وظهر حيث كانت الطاولة سرداب ضخم لم ار منه الا بوابة …واشار الينا احد الواقفين بيده وقال :


 


قديم 01-18-16, 08:15 PM   #28
general

الصورة الرمزية general

آخر زيارة »  05-02-24 (02:57 PM)
المكان »  في ظل سلمان الحزم
الهوايه »  قصص العالم الاخر ( الجن )

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



- الحب الأسطُوري ٣٠
ـ “هذه هي البوابة اخرجوا منها ولا تعودوا .ولا تسألونا الى اين تؤدي لاننا نحن ايضا لا نعرف، ولا نريد ان نعرف ..ووداعا …”.
سرنا باتجاه بوابة السرداب ,وحينما اقتربنا رأينا الادراج، وبدأنا ننزل الادراج ,وما أن كدنا نمر عن عدة درجات حتى اغلقت بوابة السرداب بطريقة سريعة وظهر امامنا ضوء بلون اخضر خافت…بدأنا نسير في السرداب ، وكنا نسير من نفق الى اخر، وكل نفق مرتبط مع الذي قبله، وكنا نميز انتهاء النفق وبدء النفق الذي يليه من خلال تغير لون الحجارة والاضاءة وطريقة التصميم واختفاء النفق الذي مررنا فيه حينما كنا نلتفت الى الخلف …وقطعنا اكثر من خمسين نفقا الواحد يختلف عن الاخر اختلافا كليا من جميع النواحي وحتى الطول. فواحد لا يتجاوز العشرة امتار واخر الاف الامتار . ومن بعيد بدأ يظهر لنا نور في نهاية النفق ، وما ان وصلنا حتى تبين انه نور الشمس مع ان تقديرنا للوقت منذ ان انطلقنا وحتى وصلنا الى نور الشمس ,لا يدل على ان هذا موعد شروق الشمس .
خرجنا من النفق وكانت نهايته تؤدي الى كهف في وسط جبل..كهف عادي وطبيعي كالكهوف التي عرفناها في عالم البشر، وحينما تبينا مكاننا حيث نقف اذهلنا ما راينا ,فالكهف الذي ادى اليه النفق في قمة جبل يبلغ ارتفاعه الاف الامتار عن مستوى الارض، والشمس كانت في وسط السماء مما يدل على ان الوقت ما بعد الظهر، وليس الفجر، والغريب الذي لم اجد له تفسيرا اننا كنا نسير في انفاق مستوية ومستقيمة، فكيف وصلنا الى هذا الارتفاع ولم يكن في طريقنا أي انحدار او صعود . لم يكن يبدو على الجنية مرح اي استغراب او دهشة
وسالتها: ـ كيف حدث ذلك ؟؟؟
قالت : ـ “لا تتعجب هذا امر طبيعي جدا ولكني انا ايضا لا ادري كيف يحدث او كيف اشرحه ,فشرح هذا الموضوع يحتاج الى اشخاص تخصصوا في دراسة (الازمان ).”. قلت لها : ـ “انا لا افهم واجابتك تحتاج الى اجابة .”. ابتسمت وقالت : ـ مثلا لو ان احدهم سالك هل يمكن للبشر ان يصعدوا الى القمر، فستجيب انه امر طبيعي …ولكنك لن تستطيع ان تشرح كيف يتم ذلك لانه ليس من اختصاصك .وما استطيع ان اشرحه او ما اعرفه بصورة عامة بانه هناك مساحات على الارض متصلة مع مساحات زمنية ,اي مساحات من عالمنا ومساحات من عالمكم..ويبدو ان الممرات التي عبرناها كان جزءاً منها من عالم البشر والاخر مساحات زمنية، وكلها متصلة مع بعضها، ولهذا لا يمكن ان نميز الانحدار من الصعود او الوقت الا اذا عرفت طول المسافة (الزمنية) لتقدر طولها مقارنة بالمساحة الارضية .ولو اني قلت لك الان بانه ربما، ولست متاكدة مما اقول ولكن اعتبره مجرد كلام.ان المساحة التي قطعناها وشعرنا انها اخذت منا من الوقت عدة ساعات لا اكثر ,قد تكون اخذت منا من الوقت ايام او اشهر كايام واشهر البشر . قلت لها : ـ “لم افهم أي شيء، اشرحي لي (شوي شوي حتى يدخل هالكلام مخي).”.
قالت : ـ “انا نفسي لا افهم بعلم الازمان ولكنه بالنسبة لنا امر طبيعي. وحتى أستطيع ان اشرحه لك يجب ان أكون على اطلاع واسع في هذا الموضوع وكذلك انا (فالازمان موجوده)ولكني لست على اطلاع بعلومها .”
قلت لها : ـ “لقد فهمت اني لن افهم ، (انسي الموضوع )،والاهم من هذا اين نحن الان والى اين سنتجه…”.
قالت : ـ اولا يجب ان ننزل من الجبل ومن ثم نسير طريقنا الى الامام وان كانت خطتهم تقضي بان نستمر في طريقنا فلا بد انهم اعدوا لنا من يرشدنا , او ان لم يكن فقد وصلنا نهايتنا، وفي كلتا الحالتين سنعرف بعد ان ننزل الجبل ماذا سيحدث .ولمعلوماتك، البيئة التي نحن فيها هي بيئة طبيعية لك كبيئة عالمك وعليه فسيحتاج جسدك الى طعام وشراب فلا ترهق نفسك كثيرا. ونزلنا من الجبل وما ان وصلنا حتى اصابني الارهاق والتعب والجوع والعطش، ومر على غروب الشمس عدة ساعات، سرنا طريقنا تاركين الجبل خلفنا، وبدأنا نمر من بين اشجار طبيعية كتلك الموجودة في عالمنا، وبعد وقت وصلنا الى ينبوع ماء سال من بين الصخور، اغتسلت وشربت واكلت من بعض ثمار الاشجار المحيطة بنا . قالت مرح : ـ “انه من الافضل لنا ان ننام ونمضي ليلتنا هنا، حتى شروق شمس الغد، ومن ثم نكمل طريقنا باتجاه المجهول الذي لا ادري اين سيوصلنا .”.
نمت والتعب والارهاق انساني على ماذا نمت او كيف نمت … ولم أستيقظ من شدة التعب إلا على أشعة الشمس وهي تسقط على وجهي ,فركت عيوني، وكانت مرح جالسة بجانب الينبوع تلعب كالطفلة بالماء، ربما استيقظت قبلي او انها لم “تنم من اصله !!!”. وسرنا بين الجبال والسهول والوديان والاشجار وينابيع الماء التي لا تعد، وقد حولت الارض الى مروج خضراء ,تشرق الشمس وتغرب علينا، ويطل القمر …ولم يمر علينا شيء يلفت الانظار، كل شيء عادي وكاني اسير في براري بلادي .مرت اربعة ايام ولم يتغير شيء، اصابني الملل وكذلك مرح التي حاولت ان تخفيه، فنحن بانتظار شيء جديد، رؤية شخص يرشدنا ويدلنا على الطريق، ولكن هذا لم يحصل .”.
سالت مرح : ـ” الى اين نحن ذاهبون والى متى سنبقى على هذا الحال؟ ولماذا لا نرى احدا ولا يظهر لنا احد؟ هل اللعبة انتهت؟ واين نحن ؟
هل في عالم الجن ام في عالم الانس “.
قالت : ـ انا مثلك استغرب هذا الهدوء، وقد مللت الانتظار ،كان لا بد وان يظهر احد، ولا اعتقد ان اللعبة انتهت.اما اين نحن في عالمك ام عالمي ,ارى ان هذه البقعة هي جزء من عالم البشر في كل شيء، بطبيعتها ومياهها ومناخها، والغريب ان هذه البقعة قديمة، اي انها ان كانت جزءاً من عالم البشر فهي لا تعود لهذا الزمن، يجب ان ننتظر فهل هناك خيار اخر لدينا.”. قلت لها : ـ لكن انت لديك الخيار ولديك المقدرة على التنقل السريع وقطع المسافات الطويلة دون جهد او عناء، فافعلي ذلك واكتشفي ماذا يوجد، والى اين سنصل، الست جنية وكنت تفعلين ذلك في السابق.
قالت : ـ نعم انا استطيع ان اقطع المسافات في وقت قصير ودون عناء، ولا حاجة لي لمجاراتك والسير معك بهذا البطء ,ولكن لقد ارتبطنا معا ومصيرنا واحد، واخشى ان فعلت ذلك لتوفير بعض الوقت ان افقد اثرك ولا استطيع ان اجدك ، لانه لا خبرة لي في هذه الاماكن، وما يحدث بها .وخوفي الاكبر ان فعلت ذلك ان امر باحدى الممرات الزمنية التي لا عودة منها الى نفس المكان، وعندها سافقدك، ولنفترض اني لا استطيع العودة من نفس الممر، فالوقت بالنسبة لي سيكون دقائق او لحظات، ولك سيكون اشهرا وسنوات، لذلك دع الامورتسير كما هي دون ان نتعجلها ولا تنسى اننا لا نتحكم بما يحدث . مرت ثلاثة ايام اخرى، حتى لمحنا من بعيد باننا نقترب من شواطئ بحر… مياهه اختلطت بزرقة السماء، لا نهاية ولا حدود لها، اقتربنا من الشاطئ وجلسنا ننظر الى البحر اللامتناهي، ومياهه الصافية التي لا يعكرها أي موج .
قلت لها : ـ “مرح” اعتقد انها النهاية الا اذا احببت ان تقطعي هذا البحر ان لم يكن محيطاٍ سباحة او نقوم بجمع الاخشاب وصناعة سفينة وبما انك تقولين باننا في جزء هو اقرب الى عالم البشر فربما اكتشفنا قارة جديدة واطلقنا عليها اسمينا !!!”. ضحكت مرح وقالت : ـ يجب ان نجلس الان وننتظر (اذا مش عاجبك، اشرب مية البحر ).
سالتها : ـ “هل يوجد في عالم الجن بحار مثلما يوجد عندنا .”. ـ اكيد يوجد في عالمنا بحار . ـ “اذا لماذا لا نكون الان في عالم الجن .”. ـ” من الممكن ان يكون ذلك، ولكني لست متاكدة وهذه الاجواء اقرب الى عالمكم .”. وقلت: ـ اذا كان ذلك … “وقبل ان اكمل وفي اقل من رمشة عين، ظهرت على الشاطئ امامنا مباشرة لا تبعد عنا الا امتار سفينة زجاجية مثلثة الشكل ..وكانها موجة امتزج لونها بلون البحر .هل ظهرت من اعماق البحر، وهل كانت موجودة في الاساس ولم نرها لكونها زجاجية، ولونها لا يميز عن لون البحر ,ام انها ظهرت بفعل قوة سحرية، لا ادري كيف ولكني اراها تطفو فوق الماء رغم تناقض ذلك مع قوى الطبيعة، الا اذا كان ذلك النوع من الزجاج او ما اراه يشبه الزجاج مصنوع من مكونات الاخشاب .”. السفينة صغيرة وهي اقرب الى قارب صغير لا يتسع الا لشخص او اثنين . قلت لمرح التي ما زالت تراقب تلك السفينة العجيبة …وربما كانت تسال نفسها مثلي نفس الاسئلة او اسئلة مختلفة . ـ” الا ترين ان ظهور هذه السفينة معناه انه يجب ان نركبها لتنقلنا الى مكان ما؟فوجودها لم يكن بمحض الصدفة .هيا يا مرح لنركبها وسنرى اين ستقودنا .”. قالت مرح : ـ “انها ليست سفينة يا حسن، واعتقد انها نهايتنا واللعبة قد انتهت ولا احد يركبها بمحض ارادته؟؟؟”. قلت وقد اذهلني كلامها : ـ “ماذا تقصدين ؟”. فقالت : ـ انها وسيلة نقل ضوئية والسفن على هذا الشكل مخصصة لنقل المحكوم عليهم الى سجن “قبة النور” ، فالحكم قد صدر ضدي، واعتقد ان رحلتي قد انتهت ؟؟”.
قلت : ـ “وهل انا سأسجن ايضا في سجنكم هذا ؟”
قالت : ـ كلا فسجن “قبة النور” ليس للبشر، ولكن قد يكون مصيرك من مصيري “. ضحكت مرح ضحكة غيظ وقهر وقالت : ـ” لقد كان بامكانهم ان يبيدوني ، ولكنت انتهيت وتنتهي المشكلة معي…ولكنهم ارادوا لي ان ابقى في عذاب دائم واكون مثلا للجميع.انا مرح ساصبح سجينة في “قبة النور”، انهم جبناء لقد خافوا حتى من موتي لقد خافوا ان اموت حتى لا اصبح لغزا او قصة،، تتكرر من جديد، فلو (مت)لاصبحت جزءا غامضا من هذه البوابة اللعينة ولكنهم يريدون ان يحولوني الى مجرد سجينة، انهم جبناء لقد خافوا حتى من اللعبة التي يريدونها، لقد خافوا ان يفقدوا السيطرة على اللعبة، وان املك قراري من جديد.”. “واخذت تصرخ باعلى صوتها ,وبكاؤها يحرك موج البحر، أو قسماً من القضاء …”. ـ” ايها الجبناء انا مرح، و الذي صنعته مرح لم تصنعوه انتم، وحتى “قبة النور” ساحولها الى قبة مرح، لن اهزم لن اهزم حتى في هزيمتي ساصنع النصر ايها الجبناء، لماذا لم تفعلوا هذا منذ البداية …لماذا انتظرتم حتى الآن….”. اخذت مرح تبكي والدموع تنهمر من عينيها، وما هي الا لحظات واخذ المثلث الزجاجي او السفينة الزجاجية او ما تسميها مرح النقالة الضوئية بالارتفاع عن سطح الماء، وانبعثت هالة ضوئية ضخمة من داخلها غطتنا وغطت جزءا كبيرا من المكان الذي نقف فيه … وكيف حدث هذا او باي طريقة حدث لا ادري، الا اننا اصبحنا داخل تلك السفينة الغريبة، ويحيط بنا دخان كثيف، لا نستطيع او لا استطيع انا ان ارى من خلاله أي شيء …مضى وقت قصير لا يزيد على دقائق معدودات، حتى وجدت اننا خارج تلك السفينة العجيبة، وجدت نفسي في صحراء قاحلة لا حدود لها والسفينة تقف خلفنا . قلت لمرح : ـ” هل هذه الصحراء هي “سجن قبة النور “، وقبل ان تجيب مرح خرج من السفينة العجيبة رجل واقترب منا واخذ يتكلم، علمت انه ذو شأن كبير، حيث ان مرح احنت راسها امامه تلقائيا ,اشارة للاحترام . قال موجها كلامة لنا الاثنين: ـ “هيا يا “كونته” يا ابنة “الكونتيين”، ويا حسن يا ابن البشر انتم الان في المحطة الاخيرة التي توصلكم الى “بوابة الشر”فلا يوجد بعدها مكان اخر تصلون اليه .هيا تفضلوا ابحثوا عن “القوة” التي قتلتم من اجلها، فقد حصلتم على الفرصة التي لم يحصل عليها احد ووفرنا عليكم الوقت، وقصرنا المسافات، فمئات السنين جعلناها لكم ساعات .ابحثوا عن حلمكم وحققوه ان كنتم فعلا تعرفون عما تبحثون، فمن يدري فربما لم يجد التاريخ اتفه منكم لتغيروه . فانتما معا تشكلان نموذجا متكاملا من عالمين، لاسوأ مستقبل للاجيال القادمة فكل منكما يكمل ما ينقص الاخر من ميزات سوء…دعونا نرى ان كان ما تبحثان عنه يستحق كل هذا، وقبل ان اترككم في محطتكما الاخيرة، اود ان الفت انتباهكما بانه لا يوجد ما نساعدكم به كما حدث في السابق، فانتما لوحدكما ، وما نستطيع ان نفعله لكم هو ان نمنحكم بعض الوقت لتجدا ما تسمياه “بقوة الشر “. وبعد ان ينتهي الوقت الممنوح لكم .انت يا “كونته” خاصة. ستجدين “الناقلة “في انتظارك لتقلك الى مصيرك، فقد صدر ضدك حكمان ,احدهما تعرفينه مسبقا، والاخر سنبقيه مفاجاة لك، وانت يا حسن كذلك فإن لك من المفاجات الكثير هيا اذهبا فلا يفصلكما عن مدينة الجحيم سوى خطوات ودارت آله الضوء واختفت كما ظهرت تاركة ايانا في صحراء لا نهاية لها… سالت مرح : ـ من يكون هذا ؟ فتاففت مرح من سؤالي وقالت: ـ “هو من الاشخاص اصحاب النفوذ في عالمنا .” قلت لها: ـ هو من ” الكاتو” ام من الحكماء ؟” قالت : ـ انه من المستشارين ,وهم اعلى مرتبة ونفوذا من “الكاتو”، والحكماء…ودعنا من هذا الحديث الذي لن يفيدك في شيء . قلت لها : ـ الا تجدين ان هذه اللعبة سخيفة نوعا ما، فنحن نبحث عن “قوة الشر”ونبذل جهودنا بالرغم من علمنا اننا مسيرين لا مخيرين، فلا خيار لنا فكل طريق نسيرفيها قد رسموها لنا وساعدونا على الوصول اليها، اعلمي اني اشعر باننا لسنا الا فئران تجارب لهم، اطلقوها واخذوا يراقبون تصرفاتها، الا تشعري بذلك.وبالرغم من كل هذا فنحن نبحث عن شيء هم يجب ان يمنعونا من الوصول اليه، ولكن ما يحدث هو العكس، أخبريني، ماذا يعني هذا …هل يوجد لهذا تفسير ، نحن لهم تجربة حيه والذي نبحث عنه ان كان له وجود اصلاً ، فلا يمكن ان نحصل عليه، فلما نستمر بهذه اللعبة الغبية.
قالت: ـ “كل ما تقوله صحيح .ولكن هل هناك خيار اخر امامنا سوى ان نمضي الى الامام .اعلم ومتاكدة مثلك باننا ومنذ اللحظة الاولى التي الغي قرار إبادتنا ..وسهلوا لنا الطريق وتركوا لنا الجزء الذي كانوا متاكدين من مقدرتنا على تجاوزه والجزء الصعب ازيل من امامنا من تلك اللحظة تحولنا لتجربه ما يتحكموا هم بها.هناك هدف ما يسعون اليه، انهم لا يضيعون وقتهم من اجل التسلية فعلينا ان نستمر حتى ولو كنا كما توصف فئران تجارب، فحتى فئران التجارب لديها فرصة للنجاه، فلنسعى خلفها حتى لو كانت ضئيلة .”. فقلت لها :
ـ” ولكن الان أي نمضي ومن اجل ماذا .واين هي قوة الشر التي تحدثت عنها ,انا لا اريدها ولا اريد أي شيء آخر ولا يهمني ان انجو، او اموت فقط اريد ان اعرف النهاية وما هي قوة الشر المزعومة وانا على يقين بانك ايضا لا تعرفين شيئا وإلا لما تورطت بهذه الورطة.
لقد اردت انت ونور ان تتجاوزا المستحيل بدخول بوابة الشر وحتى حجم المستحيل الذي تصورتيه كان نقطة في بحر مما راينا وعرفنا، فأي امل هذا الذي تتحدثين عنه؟ اهناك امل واحد على مليار ان نصل الى قوة الشر”. قالت بغرورها المعتاد : ـ “ولم لا “. اثار غرورها اللا متناهي غضبي واستفزني: ـ ” مرح، كفاك غروراً ايه انسانة انت .”. قاطعتني وقالت : ـ “هل نسيت بأني لست إنسية؟”.
قلت : ـ كلا لم انس بأنك جنية، ولم انس انك قبل اقل من ساعة، كنت تبكين، حينما رأيت (نقالة الضوء)،وظننت انهم سيأخذونك الى “قبة النور”. قاطعتني مرة اخرى وقالت : ـ “ماذا افعل؟ قل لي انت ماذا افعل؟ كيف تفكر انت، ولماذا لا تفهم ولا تميز بين الغرور وغيره .هل أنا مغرورة؟؟ لماذا تظن ذلك ,اعترف اني خسرت ,اعترف اني فشلت، اعترف انهم هزموني واعترف اني لا شيء يذكر امامهم. في أقل من لحظة يستطيعون الغاء وجودي، كما اعترف باني ارتكبت عشرات الاخطاء، وان تقديراتي حول بوابة الشر كانت خاطئة، وان الذي قمت به انتحار؟؟ ماذا افعل ؟ مصيري واضح ومعروف، ولا يمكنني ان اغيره مهما حاولت، هكذا هي القوانين. اعرف كل هذا منذ اللحظة الاولى التي فقدت فيها السيطرة على الوضع، كما وعلمت دون ان تدلني انت او تخبرني ان المعلومات التي اعرفها شيء لا يذكر امام الحقيقة،وان كل منا مهما علم فهو لا يعرف الا القليل . ماذا افعل؟ خسرت كل شيء، ولا يوجد ما اخسره ان حافظت على كبريائي، لقد فعلت شيئا اردت ان افعله وخسرت، انا الملامة ولست غاضبة على احد، استحق العقاب واستحق الموت، ولكن كل القوى الموجودة في هذه الدنيا مجتمعة لن تستطيع ان تحطم هذا الكبرياء، وسأبقى فخورة حتى اللحظة الاخيرة بأني مرح، وسأبقى مرح .في بدايتي ونهايتي، في ربحي وخسارتي، فلا خيار امامي الا المضي قدما، واللعبة مكشوفة، ولم يعد هناك شيء أخفيه انا او هم ,نحن نعرف اننا مجرد تجربة، ويعرفون هم اننا نعرف ذلك، لقد قالها المستشار لنا بوضوح، ولم يخف شيئاً.نحن نموذج سيء، اجتمع من عالمين، انت من البشر وانا من الكونيين.فلو كنا صادقين وبحثنا في اعماق انفسنا، لوجدنا ان ما قاله صحيح…انت من البشر، وقد دست على كل شيء: الحب ,المشاعر ,العائلة ,الماضي، وحتى الحاضر ,من اجل ذاتك فقط. وكل ما حدث، يثبت انك على استعداد لأن تضحي بكل شيء مهما كان من اجل نفسك، على الرغم من انك تقنع نفسك بعكس ذلك، فالحقيقة هي في اعماقك، لا ما تظهره وتصدقه احيانا …اذن انت النموذج السيء للبشر، فالجاهزية التي لديك ستعطيك الضوء الاخضر لعمل كل شيء ,فما لم تفعله من سوء لو سنحت لك الفرصة لفعلته.”. تفاجأت من كلامها الصريح.وأخذت أصرخ وأقول: ـ كذبت يا مرح، هذا ليس صحيحا، ولم يحدث أبداَ . قالت مرح بكلمات واثقة هزتني من اعماقي : ـ “لا تكابر يا حسن، فانا لست افضل منك، وانا النموذج السيء الاخر “للكونيين”، نعم نحن نموذج سيء من عالمين مختلفين، وكما قالها “المستشار ” بوضوح: كل منا يكمل الاخر.ولم يعد هناك مجال للتراجع خطوة واحدة الى الخلف، نحن بالنسبة لهم تجربة فريدة يسعون من ورائها لمعرفة شيء ما، او التأكد من شيء ما.ومن اجل ان ينجحوا في تجربتهم، منحونا الحرية للتصرف والتفكير على طبيعتنا .اذا لا بد من اننا سنجد ثغرة نفلت من خلالها من سيطرتهم، ولم لا ، فقد تنقلب الموازين لصالحنا. أضافت قائلة: ـ ” حسن انا اوسع منك تجربة، واسرع منك تفكيرا ..فثق بي ونفذ ما اطلبه منك دون خوف، وثق بأني خيارك الوحيد، ونحن في وضع لا يسمح لنا بان نكون خصوما، ولا تسال كثيرا فلن تفيدك اسئلتك كما لن تفيدك إجاباتي !!
قلت لها : ـ وكيف افهم دون ان اسأل، والسؤال هو ما بقي لي، اذهبي الى الجحيم، وانا سأسيرخلفك ولكن أن اصمت ولا اسأل فهذا مستحيل .
قالت : ـ “اسأل ولكن ليس في كل شيء، فانا لم اعد احتمل اسئلتك عن كل صغيرة وكبيرة “. قلت لها : ـ سأسأل حول الشيء الذي لا افهمه . ضحكت وقالت : ـ ” إذاً ستسأل عن كل شيء، فأنت لا تفهم شيئاً”. قلت : ـ كلا لن اسأل الا في الاشياء المهمة فقط .ولكن لاتقولي لي اننا سنبحث في هذه الصحراء العظيمة عن “قوة الشر “، او اننا سنبقى فيها اياما، فالموت ارحم .
قالت : ـ “اولا ان هذه الصحراء العظيمة والتي تراها لا متناهية ,لا تزيد مساحتها عن مئات الامتار فقط، وما نراه من عظمتها ما هو الا تكرار وانعكاس لنفس الصورة بسبب وجود حواجز (زمنية )”حجب ” تفصل بين مكان واخر .ولا يمكن رؤية “الحاجز” بالعين، وما تستطيع العين ان تراه هو فراغ تنعكس من خلاله صورة المساحة التي تسبق الحاجز، وتتكرر على مداه، ولو كانت لك تجربة في هذه الامور لعرفت ما ترى ببساطة، المهم اننا امام “حاجز” طبيعي يفصل بين خواص مختلفة ولا توجد صعوبة في دخوله لاي كان، ولكن امسك بيدي بقوة حتى ندخل معا ولا يترك احد الاخر، وتعال لنرى ماذا يوجد خلفه”؟؟؟ امسكت بيدها وسرنا على رمال الصحراء عشرات الامتار نخطو خطوة خطوة بتقارب شديد، حتى يبقى جسدي ملاصقا لجسدها، وخطواتي متوازيةمع خطواتها، بحيث لا يسبق احدنا الاخر.وسالت مرح: ـ اين الحاجز؟ الم نصله بعد؟.
قالت: ـ ” انه لا يرى بالعين ولكن قد ندخله في أية لحظة..”. ولم تكمل كلامها حتى كانت الخطوة التي خطوناها ما بين سؤالي وجوابها كافية لنقلنا من صحراء قاحلة الى حضارة زاهرة ..عالم ..وهم .. سراب..خيال..جنون..كل شيء جائز في تلك اللحظة، فبسرعة انتقال النائم من حلم الى حلم وبمسافة خطوة لا اكثر انتقلت من دنيا الى دنيا. كل اللغات..والكلمات..وسعة الخيال، في عجز كامل عن وصف ما نرى امامنا ، وعلى ماذا نطل، هل وصلنا الى بلاد العجائب ، وقفت مشدوها مبهورا ؟كيف لا وعيوني ترى الماضي والحاضر مجتمعين معاً في تناسق ونظام؟؟ حدثت نفسي وكأن ريحا قد اصاب دماغي بمس ما، وجعله يرسم امامي اسطورة وابداعا لا يفوقه ابداع، كل ما مر علي من عجائب وغرائب وجنون وعقل، كل تلك الخوارق التي مررت بها في عالم الجن، لا شيء امام ما ارى، فبوابة الشر بعظمتها والنهر الساكن الغامض ومهارب وممرات الزمن وباطن الارض واسرار الذهب واختفاء الجن وظهورهم.والجميلة التي تتحول في لحظات الى افعى، واعمدة الدخان والعقرب والوحوش والظلال.عجائب العجائب مرت علي منذ لحظة التقائي بغادة وزواجي منها ، كل هذا شيء لا يذكر امام ما ارى، فاللحظات والايام والاشهر والسنوات التي مرت واحداثها التي لا يصدقها عقل، كلها ضاعت وتبخرت في اقل من لحظة ومع خطوة واحدة فقط وانقلب كياني. و سخرت من الذين يلحدون واستغربت ممن قالوا ان الصدفة صنعت القمر والنجوم وان الانسان قرد تطور, وان وجود خالق للكون فكرة صنعها عقل مجنون، وان الانسان بعد الموت لن يكون، وان الانسان هو المعجزة والاسطورة بغزوه الكواكب والقمر ووصل الانسان بالانسان من اول الدنيا الى اخرها بلحظات ازال الجبال وحول الانهار وانار الدنيا ليل نهار وشرّح الجسد واستبدل القلب والرئة وقال ان الشجرة وجدت صدفة ونمت الثمرة صدفة والجبل والنهر والبحر صدفة والشمس والقمر صدفة وعقل الانسان صدفة سبحانك ربي سبحانك فوالله لم نعلم الا القليل وكابرنا والحدنا واعمينا بصائرنا عن رؤية ملايين الايات لخالق عظيم، فكيف وجدت هذه العقول الجبارة التي صنعت ما ارى ان لم يكن لها خالق اعظم واقوى ,عيوني لا تدري الى أي جهة تنظر ,نظرات خاطفة هنا وهناك، الاف الصور اراها ومع كل صورة يدور الف سؤال وسؤال اين انا؟ في أي عالم انا؟ في أي دنيا انا؟ هل انا في الماضي ام الحاضر؟ هل انا على كوكب الارض ام على كوكب اخر؟ لا شك اني لست في الماضي فعالم الحاضر هنا ممزوج بعالم الماضي بتناسق. حضارة تاريخ ماضي وحاضر نظام دنيا جديدة . سألت الجنية مرح: ـ اين نحن؟ في أي عالم؟ أنحن في الماضي ام في الحاضر… في عالم الجن ام في عالم البشر .اين نحن يا مرح ان لم اكن احلم . مرح مذهولة مثلي، شاردة الذهن، لم تصغ. اعدت السؤال فالتفتت الي واجابت بكلمة واحدة: ـ “لا ادري “. قلت ـ نحن لسنا في عالم البشر . قالت ـ “ولا في (عالم الكونيين )”. قلت ـ ولكن كل ما اراه يخص البشر. قالت ـ ” وكذلك الكونيين “. قلت لها : ـ اني في حيرة من امري مما ارى . قالت : ـ”وكذلك انا “. لم يكن لمرح ما يمكنها ان تجيب به او عليه، ولم يعد لسؤالي الموجه اليها جدوى، واخذت اتامل ما ارى من حيث اقف: طرق عريضة، مرصوفة، مبلطة بقطع صغيرة من الفسيفساء الملونة “مبلطة” باشكال هندسية عجيبة، تشكل معا رسومات وكتابات ابداعية يحتاج الشخص الواحد الى الف الف عام ليمر عنها ويراها ، وعلى جوانب الطرق اعمدة مضاءة، مزخرفة يصعب وصف جمالها وتنسيقها، وبين كل عمودين مجموعة من الاشجار، وقبلها مئات الزهور المصفوفة بعناية وبنظام غريب، وفي وسطها نافورة ماء، يصعد الماء منها وينزل بطريقة عجيبة ،وبجانب كل نافورة لوحة حجرية من الرخام، خطت عليها رسومات وكتابات لم اكن اتبينها الا حين تجرأنا واخذنا نتجول بينها، الاشجار من بين الاعمدة تتشابك فروعها مع فروع الاشجار بالاتجاه المعاكس، لتشكل مظلة متناسقة تستطيع معها ان تحجب الشمس ولاتحجبها في نفس الوقت. مقاعد حجرية ايضا بين الاعمدة تشدك بل تناديك للجلوس عليها، ومصابيح حجرية فوق كل عامود ينبعث منها نور خافت بالوان عديدة لا تكاد ترى، ربما لأن نور الشمس يطغى اكثر على جوانب الطرق وعلى طولها متكررا الى الاف الاعمدة والاف نوافير الماء والاف اللوحات المنقوشة بكل اللغات .عرفت منها العربية والفرنسية والعبرية والانجليزية واليابانية ومئات اللغات الاخرى التي لم اعهدها، هذا ما كنا نراه عن قرب ويبدو انها كانت عبارة عن طرق خارجية تحيط بالمدينة التي تبعد عن هذه الطرقات، وبالرغم من المسافة الا اننا نرى بوضوح الاف البيوت، التي بنيت بطريقة هندسية في غاية الروعة، منها القديم ومنها الحديث وقد اصطفت في انتظام عجيب وعلى سطوحها حدائق مليئة بالازهار والنباتات، التي عهدتها والتي لم اعهدها، تأسر العيون بجمالها . كل هذا لا يذكر امام البرج الدائري العملاق والذي اختفت قمته بين السحب حتى يحال ان أرى الى اين ينتهي. شلالات الماء تنساب من كافة جوانبه من القمة الى الاسفل، لأرى قوس قزح يخرج او ينبعث من وسطه، كل هذا استطيع ان اراه رغم المسافة البعيدة الكائنة بيني وبينه واعتقد اني بحاجة الى ساعات للوصول اليه، ولكنه لضخامته يرى بوضوح…اما الذي حيرني وابهرني منذ اللحظة الاولى، فهو وجود الاهرام او نسخة طبق الاصل عن الاهرام المصرية بجانب البرج، وكذلك عشرات الآثار المشهورة في عالم البشر.. سرنا قليلاً.. رويداً رويداً في تلك الطرقات المدهشة العجيبة، وبعدها….
‏جلسنا على مقعد حجري < وخلفنا نافورة ماء < وحول المقعد عدة اشجار غرست في ترتيب ونق ونظام يدعر للاعجاب < بحيث ان ظلالها ارتبطت بحركة الشمس < ليبقى المقعد تحت الظل أينما كان موقع الشمس .
‏مياه النافورة ارتفعت عدة امتار من فوق المقعد .وللوهلة الأولى يسرد الاعتقاد بان المياه متقط فوق رؤوس الجالسين على المقعد . . تنعكس ظلال الأشجار على المياه المندفعة من النافورة لينعكس على المقعد ظل الظل < لوحة غاية في الفن والروعة < يصعب ومنمها بهولة . المقعد هو واحد من ألاف المقاعد المنتشرة على طول الطريق < لا يفصل بين الو احد والأخر سوى امتار قليلة < وبخيل لي انه لوتم بناء مقعد واحدكهذا في عالمتا < لأمبح حدث الساعة ومحطة للسواح < ولنال مصممة جواثزعالمية في فن التصميم والابدع . الا ان هذا المقعد لا يلفت انتباه احد غيري < وحقى مرح فهي لم تكترث به < ربما كان ذلك لأنها اعتادت رؤية مثل هذه الأشياء … الجنية مرح متكئة على كتفي < علامات الإرهاق والتعب بادية على وجهها ولأول مرة ارا ها )اتتثاءب اا من النعاس … قلت لها مداعبة :
‏_هيك بتتثاوبي مثل البشع ؟؟؟
‏ابتعت وا غمضت عيونها بدلال ولم تعلق . . كان الناس يمرون من حولفا < مفهم من يجلس على المقعد المجاور .ومتهم من يبر< ولم يكن احد ليأبه بوجودنا_ربما لم يشعروا بأننا غرباء عن هذه المدينة < وربعا كان ذلك ببب التشابه بينتا وبينهم من حيث الأشكال_ بدأت انكر بؤال الحرحه على احد هم لأعرف شيئا او عنوانا نذهب اليه … اسكت بطرن يد مرح وفغطت عليها وقلت لها :
‏_مرح هيا < استخدمي عقلك ودهاءك وفكري في سؤال لنصل الى كبير المدينة ونكمل لحريقنا … رفعت رأ سها عن كتفي قليلا وقالت بغنج ودلالى :
‏_~~ اسأل انت < انا تعبة ~~ ! ! !
‏اعادت رأ سها من جديد .فأخذت انكر بؤال أسأله لأحد المارة … انتظرت قليلا ولم يمر احد < فقر رت ان اتوجه الى مجموعة من الأشخاص الجالسين على المقعد المجاور لأسالهم .
‏طلبت من مرح ان ترفع راسها عن كتفي لأذهب < وفعلة ذلك < خسرت واقتربت من المقعد المجاور .ركان الجالسون عليه رجل وامرأتين يتحادثون معا … قلت لهم :
‏_مرحبا . في أي اتجاه يجب ان نير لنصل الى كبير هذه المدينة ؟؟؟
‏ابتعت المرأة وحاول الرجل ان يخفي ابتمامته وا جاب :
‏_ ~~ لا نفهم ما تقصد ~~ ! ! !
‏قلت :
‏_ نريد ان نصل الى بيت المسؤول ؟ قال :
‏_ ~~ اي سؤول فيهم تريد؟ وعن أي شأن هو سؤول لأمتطع ان ادلك ~~ ؟ ! !
‏شعرت اني في مأزق < فالاشخاص هنا يختلفون عن الأشخاص في المدينة السابقة < وأنة لا ادري ماذا اسأل . . قلت :
‏_ المسؤول عن هذه المدينة . . المسؤول عن كل شيء . . )ااكبر واحد فيهم اا .
‏بدا على وجوههم الاستغراب من سؤالي وا خفوا ابتما متهم بلباقة حتى لا يحر جوني .وباد رت المرأة الثانية وسألت :
‏_ ~~ من اين انت؟ يبدو عليك انك من الجنوب ~~ ؟؟
‏قلت :
‏_كلا < انا لست من هذا العالم < انا من عالم اخر … .
‏اخذوا ينظرون في وجوه بعضهم البعض < وار تسمت على شفاههم ابتسامة ساخرة ظهرت وغما عنهم < وبيدو ان حديثي شدهم < فقالت المرأة :
‏_ ~~ ربما نحن لا نفهم ماذا تريد بالضبط < ولكن بأمكانك ان تأخذ أية عربة لتوملك الى العنوان الذي تر يده ~~ …
‏قلت لهم :
‏_شكرا .
‏وجدتها فرصة لأهرب من هذا الأحراج . عدت الى مرح وبادرتني بالسؤال :
‏_~~ أه < شو ممار معك ~~ ؟؟؟
‏_هذه المدينة ليست كالمدينة السابقة < واقاربك من الجن هنا يجيبون على الاسثلة دون تعقيد او الغاز …
‏_ ~~ اشك ان هؤلاء من اقاربي انا < واعتقد انهم من اقاربك انت … المهم ماذا فعلت والى اين وهلت ~~ ؟؟
‏_ توملت الى ان المسؤولين في هذه المدينة كثيرون < وانه يجب ان نركب عربة لتوملنا الى العنوان الذي نريد !
‏قالت ساخرة :
‏_ ~~ شالحر يا حسن .لقد إستنتجت ما لا يكن ان يتنتجه أحد غيرك < اكاد اجن اعجابا بذكاثك . . )االمسؤولون كثيرون ويجب ان نركب عربة اا الأن أيقنت كم أنت ذكي . . لقد عرفت كل شيء ولم يبق شيء لتعرفه ~~ ! !
‏في هذه الا ثناء ومرح ما زالت تتحدث بسخرية < توقفت عربة سوداء تجرفا مجموعة من الخيول … فتح الباب وخرج منهد رجل واقترب منا وتال :
‏_مرحبا < انا اارابياا < جثت لامحبكم الى مجلس الأميرة … ان لم يكن لديكم مآغ < تخضلوا ! ! !
‏سعدنا معه العربة دون جدال .ننحن بحاجة لتوفير الجهد والتعب في البحث عن عنوان . . واي عنوان ! !
‏المضول بدأ يدفعني لاسأله عن المدينة … ولكنة اعتذر بلباقة وأدب وافر وتال :
‏_ اعذ روني < فأنإ مكلف فقط بايصالكم .ولا يمح لي بخوض أي حديث معكم! ! ! جوا به كان كافيا لا سكاتي .فلم اطق .
‏اخذت العربة تشق لحريقها في شوارع المدينة التي هي من عجائب الزمان < وطوال الطريق التي سرنا فيها لم يلفت انتباهي أي اثار لتكنولوجيا او ما شابه .كل ما اراه يدل على ان هذه المدينة قد عممت بعيدا عن اشكال التكنولوجيا … ولولا رؤيتي لهبان ودثار مشابهة لتلك الموجوذة في عالم البشع .والتي تم بناؤها منذ عشرات السنين < لاعتقدت اني قد عدت للماضي قبل الاف السنين … توقفت العربة امام برج عال او مبنى ذا ثري .تحيط به الحدائق من كل الجوانب .كيفما اراه من الخارج! فهو برج عملاق تصميمه بيط ومتوافع < لا يبدو عليه البذخ او المبالغة في أي شيء < وكل ما يحيطه يبعث على الراحة النفسية < ويمنح الانمان شعورا بانة امام متحف تاريخي قديم … اقتربت من العربة فتاة .ورحبة بنا وطلبة ان ترافقنا قائلة :
‏_ ~~ جثت لارافقكم ان لم تمانعوا ~~ ! ! !
‏نقلت لها مازحا لا اكثر :
‏_نعم < نحن نصاغ …
‏رذت :
‏_ ~~ لكم الحرية في ذلك .هل تخضلون ان يرافقكم احد اخر .ام اذ لكم على الطريق وتسيرون وحاكم ~~ ؟
‏فرأيت انهد اخذت الموضوع بجدية ! نقلت :
‏_كلا < فقط ارذت ممازحتك < نحن لا نصاغ ان ترافقينا . قالت :
‏_ااثمصلوا…
‏قلت :
‏_هل استطيع ان اسألك ام انك ايضا ممنوعة من الحديث معنة ؟
‏اجابت بأذب :
‏_ ~~ كلا لست ممنوعة من الحديث معكم .ولكني افضل ان لم تمانعوا ان تنتظروا لحظات < وستجدون من يجيبكم على كل امثلتكم ! ! !
‏سرنا برفقة هذه الفتاة < التي كانت غاية في الترافع والاذب . . مرح بقية صامتة تضم شفتيها على بعضهما علامة على عدم الرضة او انهد تشعر بان هذا الاستقبال لا يليق بها .
‏ذقاثق فقط وامبحنا ذاخل هذا البرج . فوجئت بما رايت < فقد رسمت في خيالي باني سارى العجائب ذاخل هذا البرج كما حدث في البيوت السابقة < والتي لا يعكس خارجها ما بداخلها < ولكني أرى ان هذا البرج يختلف عن خارجة في كل شيء .فالبماطة واضحة وهاذية على كل شيء فيه. وبالرغم من بساطة الاثاث والديكور والمحتويات الا انفي انبهرت من التناسق والنظام في كل شيء . . فتحت لنا الفتاه المرافقة بابا من الصالة وقالت :
‏_~~ ارجو منكح ان لم تمانعوا ان تتنظ وا قليلا في مكتب الأميرة < وبعد ذقاثق ستكون هي في محبتكم …
‏جلسنا وا غلقت المرافقة الباب وذهبت .واخذت مرح تجول بعيونها في كل ارجاء الغرفة والكتبة
‏المليئة بالكتب القديمة أو الجديدة < ولكني ارا ها تديمة . . سألت مرح :
‏_ الا تتغرين ان يكون هذا سكن ومكتب مسؤولة المدينة: ترى كيف سيكون ثكلها:
‏ومقتني بنظ ة وكأن سؤالي لم يعجها وتالة : _ ~~ هلأ بتعرف ~~ ! ! !
‏لحظات ونتح الباب < ودخلة منه تناه تحمل ين يديها (مينية) عليها كأسين من الماء .
‏اتتربت من مرح وتالة لها :
‏_ ~~ تفضلي …
‏هزت مرح رأ سها بتكبرمشيرة بانها لا تريد . تقدمة الفتاة نحوي وتد مت لي الماء وتالة :
‏_´´ثمصل … .
‏تناولت الكوب وثكرتها . . ووفقت العينية على الطاولة وتالة لمرح :
‏~ ~~ ان هذا اشهر مشروب ني المدينة وتقديمه عادة متبعة للترحاب ء ولكن ان اردت ان احفر لك شيا أخر< نأنا على استعداد ~~ .
‏تناولت مرح الكوب من العينية < ركان يدو انهد تريد اختمار الحديث او إنهاءه .وتالة :
‏. ند 0 ‏. .
‏التفتت الفتاة الي وتالة :
‏_ ~~ هل تو 0 ‏ان احضر لك شيئا اخر ~~ ؟
‏تلت :
‏_ان كان يوجد ني مدينتكم هز. شيء اسمة ااتهوة اا نسأكون شاكرا
‏لكم ؟
‏تالت :
‏_ ~~ ني هز. المدينة يوجد كل شيء .كيف تثربها لاحضرها لك ~~ ؟ تلت :
‏_حلوة شوي ان أمكن . .
‏تالت :
‏_ ~~ حافر< ساحضرها حالا . .
‏وخرجت الفتاة . . والتخت الى مرح وتلة لها :
‏_ الن تكفي عن حركات التكبر< رغم كل ما حدث لم يتغير ني طباعك شيء .لا تنسي انفا بحاجة اليهم يا …
‏رفعت حوا جبها وقالت بحدة :
‏_ ~~ انا لست بحاجة لأحد < وهؤلاء ينقذون الأوامر الصادرة اليهم < ولن يتغير في الرفع شيء سواء جاملنا هم ام لم نجاملهم < ولو كانت الأوامر ان يعاملونا بطريقة مختلفة لفعلوا < وهم لا يفعلون هذا احتراما لنا < وإنما لانهم مرغمون على ذلك< ولسة مضطرة ان اجار يهم على تفاهاتهم. انا انتظر حتى ينهوا تمثيليتهم ويقولوا لنا ماذا يريدون.ونذهب في حال سبيلنا …
‏قلت لها :
‏_مرح < متى ستحفر الأميرة ؟ قالت بغضب :
‏_ ~~ لماذا تألفي؟ هل قالوا لك باني وميفتها؟ اسأل خدمها لتعرف !
‏قلت لها بامتعاض :
‏_ ليشر انت زعلا نه .انا بذلك علشان انت صاحبة القوة الخارقة التي بتعرف كل شيء ! ! ! ردت ساخرة :
‏_ ~~ لا ياحبيبي متسألنيشر < القوة الخارقة خلست زمان .رانا بطلت اعرف اشي .اعرف انت واحكيلي …
‏توقفنا عن الحديث مع انفتاح الباب ودخول الفتاه .وقد احضرت لي القهوة … قالت : _ ~~ اهلا وسهلا بكم .انا اسمي اابندارااا .ان لم تمانعوا سأجلس لأتحدث معكم ~~ .
‏توقفت الفتاة عن الحديث وذلك ببب فحكة مرح التي جعلتني اضحك وغما عني < خمن نظ اتهد أدركت انهد قرأت انكاري بس عة < وخامة ان اسم ~~ بند ارا ~~ ذكر ني بالبندورة . فأرات ان اقول لها )اانا اسمي خيار(ا ولكني لم افعل < ان قراءة مرح السريعة لأفكاري جعلها تضحك وتضحكني معهد .وا مبح الموقف محرجا امام الفتاة التي لا بد انهد ظنت انفا نخر منهد … اعتذرت للفتاة بسرعة وقلت لها :
‏_ ان اسمك غريب نوعا ما وهو …
‏قاطعتني قائلة :
‏_ ~~ لا داعي للتبرير< لا يوجد ما يسي ء .ان لم تمانعوا سأكمل حديثي
‏قلت لها : _ تفضلي . .
‏ومرح ما زالت تبتم بخبث < وهي تتعمد ان تضحكني لتحرجني < كانت تتكى، يبدها وراسها على الكتب تداعب شعرها ولا تبالي بحديث الفتاة < مظهرة التكبر . كان واضحا ان الفتاة تعمل على ان لا تظهر أي تأثر يتجاهل مرح المهين .
‏قالت الفتاة :
‏_~~ انا على استعداد لأجيبكم على امثلتكم < وان لم تمانعوا فتفضلوا يطرح الاسثلة التي تريدون مني الإجابة عليها ~~ ؟
‏غمزتني مرح بطرن عينها < فهمت انهد تريد مني ان اسأل … فسألت الفتاة : _متى ستحفركبيرة المدينة ؟
‏قالت :
‏_ اا لا توجأ لهاه المدينة كبيرة حتى تحضر اا . قلت :
‏_ اقصد المسؤولة او الرئيسة لهاه المدينة : : :
‏قالت :
‏_ اا ايضا لا يوجأ مسؤولة لهاه المدينة «يرجا الكثير من المسؤولين والمسؤولات في مجالات مختلفة في المدينة < وليس على المدينة اا …
‏اعتدلت مرح في جلستها باستنفار< وبطريقة مستفزة خيل لي انهد ستضربها وقالت بلهجة تهكم :
‏_ اا بيقصا يقلك الأميرة : : : اا الست اا الأميرة بتاعتك الي جابونا
‏عناها مطولة تتيجي اا )
‏رمقت الفتاة مرح بنظرة استخفاف وقالت :
‏_اا ان لم تمانعوا < أنا هي التي تتحاث معكم اا .
‏اشارت مرح باصبعها وقالت : _اا انت الأميرة اا ) :
‏ردت الفتاة :
‏_ اا ان لم تمانعي . .
‏وغزة علامات الاستغراب والمفاجأة وجه مرح < وعادة لتميل بجلستها مستخفة ومخير أبهة بما يحدث .
‏اردت ان انقا الموقف < نقلت للاميرة :
‏_نعتدر لك «لم نميز انك الأميرة المقصودة < والا لكنا … خانتني الكلمات ولم اعلم ماذا اقول : :
‏ردت الأميرة :
‏_ اا لا يوجأ دع للاعتاار «لم يحدث شيء سيء < وكوني الأميرة لا يتطلب منكح معاملتي معاملة خاصة اا .
‏قلت لها :
‏_عفوا ايتها الأميرة «لماذا نحن هنا < وعناك انت بالاات ))
‏قالت :
‏_ اا تستطيع ان تناد يني باسمي … من مهمتي كأميرة للماينة «ان ارحب بالقادمين اليها < وا شرح لهم تعاليمنا والشروط المفروضة لبقاءهم في هاه المدينة اا .
‏قلت لها :
‏_ولكنتا لستا مجرد قادمين الى المدينة < ووضعنا يختلف بعض
‏الشيء .
‏قالت :
‏_ ~~ لا اجد أي اختلاف بينكم ربين أي قادم اخر ~~ . قلت :
‏_نحن لم نأت لهذه المدينة من اجل البقاء فيها .
‏قالت :
‏_~~ بقاؤكم أو خروجكم موضوع سابق لأوانه .رما يهمني هو انكح الأن في المدينة < وبما انكح دخلتموها < بالصدفة او عن قصد < خمن واجبي ان اشرح لكم ااالتعاليم اا … اولا < هذه المدينة : من يدخلها لا يتطيع ان يخرج منهد قبل انقضاء عام كامل على دخوله اليها . ثانيا : ان قرر القادم اليها ان يبقى فيها < فان قر اره هذا يكون بحاجة لموافقة )االمجلس اا عليه .ليتى السماح له بالبقاء < والا يتم اخراجه منهد بعد انقضاء العام . ثالثا : إن ااتعاليم اا هذه المدينة مقدسة ولا يمح بمخالفتها لأي كان .وان تمت مخالفتها عن قصد < فمجلسي له الحق بأبعاد المخالف الى مدينة الشمس ليمضي هناك بقية العام < وبعد ها يعود من حيث اتى …
‏ثم أردفت بالقول :
‏_ ~~ في هذه المدينة لن يتدخل احد في شؤونكم < ولن يمح لكم بالتدخل في شؤون الآخرين < كما ان للجميع هنا حرية الاختيار في كل شيء < ولا يمح بمخالفة التعاليم . وهنا توجد فوارق بين الأشخاص في طبيعة العمل والمهمات < مكانة الشخص يحد دها بنفسه بناء على ما يقدم للاخرين وللمدينة < ولا يوجد احد افضل من الآخر … ان قدمتى اخذتم وان لم تقدموا لن تأخذوا شيئا ! !
‏تأفأفت مرح وقاطعتها قائلة :
‏_~~ اسمعي يا بند ارا < نحن لا يهمنا ان نمع عن تعاليم مدينتكم < ولا عن اشخامها < ولا نخطط للبقاء فيها .لقد سرنا بارادتنا او وغما عنا لنصل الى هنا من قبل من هم اعلى منك واهم < فلا تضيعي وقنتا با مور لاتهمنا ولن تهمنا . لقد جئنا من اجل هدف معين < وامبحنا جزء من لعبة نلعبها مع كبار كم .وان لم يبلغوك < فانا التي ستبلغك : نحن جئنا هنا للحمول على )اقوة الشراا < فان كان لديك ما تقولينه حول هذا الموضوع فتفضلي < والا فلا داعي لاضاعة الوقت بحديث سخيف . انهت مرح حديثها < وار تمت على شفاه بند ارا ابتسامة منمرا، < وقلت أنا في نفسي : )االله يستر من حروب الساءاا .
‏قالت بند ارا :
‏_~~ اسمعوا جيدا < من واجبي ان اشرح لكم عن تعاليمنا حتى لا تخالفوها .وان كان حديثي سخيف ولا يهكم فهذا شأنكم … انتم الان في مملكة الشر< رانا اميرة هذه الجزء من المملكة < رانا المسؤولة عنكم < شئتم ام ابيتم .وقد قلت لكم سابقا انكح بالنبة لي قادمين < وقد تصبحون مواطنين < ولا فرق لدي بينكم ربين قادم اخر< ما يهمني هو انكح موجودون الان في المملكة < وستكونون تحت سؤ وليتي لمدة عام . . قامت لكم الاحترام الذي يليق بكم .وا تشرف ان سنحت لي الفرصة بتقديم المزيد من الاحترام .ان لم تمانعوا < سأشرح لكم تعاليمنا حتى تتكيفوا معهد … قاطعتها مرح باستخفاف :
‏_ ~~ نحن نصاغ ~~ ! ! !
‏ابتعت بند ارا وقالت :
‏_ ~~ هل تريدون ان استدعي شخمأ اخر غيري ليشرحها لكم ~~ . . تالت مرح :
‏_ ~~ لا داعي نتعاليمكم لا تهمتا ~~ . .
‏تالت باندارا :
‏_ ~~ ربما تريدون الحصول عليها مكتوبة لتقرأوها بلغاتكم الا ملية
‏تالت مرح :
‏_ ~~ وايضا لا يوجد لدينا وتت لنقرأ ~~ . .
‏تالت باندارا :
‏_ ~~ هل لديكم اتتراح لطريقة ما لنومل اليكم تعريفا بتعاليمنا : ~~ . ردت مرح :
‏_ ~~ نعم < نقترح ان لا تفيقي ونتنا ~~ . . تالت باندارا :
‏_ ~~ هل هناك ما استطع ان اتدمه لكم ~~ ؟ تالت مرح :
‏_ ~~ نقط ألينا على الطريق لقوة الشرونكون شاكرين لحفرتك ~~ . تالت باندارا :
‏_ ~~ عن اية ااتوة شر 11 ‏تتحدثين ~~ ؟
‏تالت مرح :
‏_ ~~ توة الشر الموجودة ني مملكة الشر< والتي نحن نيها الان < ومن اجلها جئنا < رانت تقرنين ذلك جيدا والا لما وهلنا اليك ~~ .
‏تالت باندارا :
‏_ ~~ ان لم تمانعي نصيفي سؤ الك بطريقة اخرى نربما نهمته ~~ . .
‏تالت مرح بلهجة نيها بعض السخرية : _ ~~ ان لم تمانعي ندلينا على الطريق ردت باندارا :
‏_ ~~ انا اصاغ ~~ ! !
‏تالت مرح :
‏_ ~~ وهل من تودين اللعبة ان لا تدلينا ~~ ؟ تالت باندارا :
‏_ ~~ انا لا تهمتي تودين لعبتك < وما يهمني هو تعاليمنا ~~ … تالت مرح :
‏_ ~~ اذا سنبحث عن غيرك ليدلنا < وثكرا لضيافتك ~~ ! ! ! تالت باندارا :
‏_ اا رافقتكم السلامة اا . .


 


قديم 01-18-16, 08:16 PM   #29
general

الصورة الرمزية general

آخر زيارة »  05-02-24 (02:57 PM)
المكان »  في ظل سلمان الحزم
الهوايه »  قصص العالم الاخر ( الجن )

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



- الحب الأسطُوري ٣١
‏وهزة مرح كتفها علامة على الاستخفاف واللامبالاة < وتوجهنا الى الباب وقالت : _ اا هيا يا حسن لناهب اا . .
‏نظرت انا الى بناارا < محاولا تلطيف الجو وقلت لها : _اا لا تؤاخاينا ايتها الأميرة اا . .
‏ابتسمت الأميرة < ورمقتني مرح بنظرة حاذق وقالت وهي تمسك بمقبض الباب : _ اا تفضل قادمي اا .
‏وجأت نفسي بلا قرار< فانا بين نارين .نار الأميرة الهاذثة المتواضعة < ونار مرح < التي بالت كل ما في جهاها لاستفزازها … خرجت منساقا خلف مرح < لنخرج من البرج < ونسير في الحديقة < ونصل الى الشارع لنصبح وحانة < وحينها وجأت الفرصة لانفس عما با اخلي .نقلت لها :
‏_ اا لماذا تصرفت معهد هكاا ) والى متى متبقين متعجرفة مع الآخرين اما كان من الأفضل ان تنصرفي بطريقة اخرى) الم تتحاث معك اابناارااا بمنتهى الاذب والاخلاو والاحترام) سوف تصيبني تصر فاتك بالجنون < الا تجيدين الا اهانة الآخرين واستفزاز هم .كفى يا مرح ارجوك كفى . . اين ذهب ذهاثك في التصرف …
‏قالت مرح :
‏_ اا هل بقي لايك شيء اخر لتقوله يا استاذ الاذب والاخلاو .انا اتصرف كما يحلو لي < وبما اراه مناسبا < وآتا لا احب هاا النوع من النساء < ولا احب اهل هاه المدينة .وكلمة )اان لم تمانع اا اجاهد من الكلمات السخيفة التي لم تاكرولن تاكرفي قاموسي < فانا مرح وان ارذت شيئا احصل عليه < ماح الآخرون ام لم يمانعوا … فلم النفاو) اميرتك المتواضعة بانا ارا تعلم جيدا ماذا تريا < رانا اعلم انهد تعلم < وهي تعلم انفا نعلم انهد تعلم ماذا تريا .اذا لا ذاعي للنفاو ولعبة التوا ضع المبالغ فيها : . .
‏قلت لها :
‏_ تفضلي يا مرح يا ابنة الجن < يا فريدة زمانك وقولي لي ماذا يجب ان نفعل الان ))
‏قالت :
‏_ اا سنسير في خطين < الخط الأول يتمثل في البحث عن )اقوة الشراا بكل الطرو الممكنة حتى نجاما .والخط الثا ني وهو الاهم والآي يجب ان لا يشك به احا < يتمثل في ايجاز مخرج يعيانا الى عالم البشع بسرعة < فان نجحنا نكون قا افلتنا من قبضتهم.وخرجنا من هاه اللعبة القارة < التي يتحكمون بصغيرتها وكبيرتها .وان وصلنا الى عالم البشع< فامتطع ان احميك وا حمي نفسي < رانا بارعة في ذلك .وحقى تسنح تلك الفرصة < فسنبقى (فئران تجارب) شئنا ام أبينا اا .
‏سرنا من شارع الى اخر< وفي كل شارع اعجوبة واعجوبة < هاه المدينة في صغيرتها وكبيرتها < اعجوبة من عجائب الزمان < ان اللغة بكل تعابيرها لم تخلق لتصف اسطورة هاه المدينة …
‏ارهقنا السير على الاقاام ودخانا الوقت وحل الظلام واصابنا النعاس < اكلنا وشربتا من الأشجار المصطفة على مجانبي الطريق < والتي تحمل الاف اتوع الثمار< وشربتا من الواحات المنتشرة < ونمنا تحت احدى المظلات حتى أشرقت الشمس من مجديا < وعدنا للسيربلا هاف نبحث عن لا
‏شيء . . كانت في لحريقنا عشرات العربات الجميلة المزخرفة والتي تجرفا خيول بيضاء تقف على جوانب الطرقات حيث اعد لكل منهد مكان خاص معمم من اجلها .
‏لمعة برأ سي فكرة : لماذا نرهق أنفسنا بالسير على الأقدام < ونحن بامكاننا ان نركب احدى هذه العربات . لم تمانع مرح < فاقتربنا من احدى العربات ووكبنا فيها < وانطلقت الخيول تير على الطرقات المرصوفة يقطع الفسيفساء الصغيرة الملونة < والتي تثكل عثات المرسومات المتتابعة < ووقع اقدام الخيول عليها كايقاع موسيقي .ولكن تلك المرتابة لم تستمر طويلا < فشرعان ما انطلقت الخيول بمس عة تسابق الريح < لا ابالغ ان قلت انهد طارت .لم ندر كيف نوقفها أو لماذا جن جنونها … قلت لمرح :
‏_ اوقفيها ارجوك ستقتلنا ! ! ! !
‏قالت مرح :
‏_ ~~ في عالمي لا يوجد مثل هذه العربات .اما في عالم البشع. فتوجد . . اوقفها انت . .
‏وفي اقل من دقائق توقفت العربة في حديقة برج الأميرة اابندارااا. لتطل علينا الأميرة وتقول :
‏_ ~~ احد تعاليم مدينتنا التي رفضتم ان تعرفوها : اا لا تأخذوا شيئا ليى لكم اا . . اذهبوا رافقتكم السلامة ان اردتم .
‏خرجنا من العربة وعدنا نير على اقد امنا من نفس الطريق مرة اخرى < رضاع تعب يوم كامل .سرنا ومرنا ساعات طويلة وتوقفنا امام لوحة حجرية كبيرة جدا < نقشت عليها رموز ورسومات وكلمات بلون الذهب الممزوج باللون الاحمر …
‏سألت مرح :
‏_هل هذه مكتوبة بلغة الجن ؟؟
‏قالت مرح :
‏_ ~~ كلا انهد ليت من لغات عالمي < ولا تشبه ايه لغة من عثات اللغات للبشر القديمة والجديدة .انهد لغة غريبة لم اعهد ها من قبل ~~ .
‏بجانب اللوحة كانت اشجار في غاية الجمال .تحمل ثما رأ بأشكال مختلفة تشبه قليلا ثمر ااالتين اا …
‏مددت يدي واكلت واحدة < وكذلك فعلت مرح .رما هي الا ثانية حتى اصابني دوار رهيب < ورأيت مرح تسقط امامي على الأرض < حاولت ان ارفع رأسي < ولكن دون جدوى < فقد
‏سقطت أرفأ < اغمضت عيني .وبدا الدوار يزول تدريجيا … نتحت عيوني لأجد نفسي بجانب مرح < وحولنا مجموعة من الآشخاص ني حديقة الأميرة بند ارا .
‏اطلت الأميرة بند ارا ميتمة كعادتها وتالة :
‏_ ~~ حنكى انفا نراتبكم وتمنا بانقاذكم والا لكنتى بقيتى نا تدي الوعي والادراك ما حييتم … احد تعاليم مدينتنا والتي رنضتم ان تعرنوها : ااتعاليم الشركثيرة وثمار ها لذيذة .ابتعدوا عتها ان لم تمانعوا اا .
‏والان رانقتكم السلامة ان اردتم ~~ …
‏وعدنا نير من حيث بدأنا انظ ني وجه مرح المكابرة وا تول لها : _تعالي نعود ونطلب من الأميرة بند ارا ان تشرح لنا عن تودين مدينتها .
‏لكن مرح رنضت بكبرياءها المعهود …
‏سرنا نبحث عن لا شيء < واكلنا من الثمار التي نعرنها وابتعدنا عن تلك الثمار التي لا نعرنها تحبا لاية مفاجأة .
‏حل الطلام وغشي النعاس عيوننا < وجلستا لنأخذ تسعلا من الراحة تحت احدى المظلات المضاءة بفوانس ينبعث منهد لون احمر خانت < امتزج لونه مع نور القمر ليثكلا معا لونا تثمل له العقول < واخذنا نفحك على ما حدث معنة < اجواء المكان والافماءة اثارت بد اخلي الشهوة لجما مرح
‏الذي امتزج لونه بضوء الفوا يس الاحمر مع شعاع القمر .وتبل ان اتترب منهد .اتتربت هي وتبلتني تبلة انتني ما حدث ني الصافي وما ميحدث ني المستقبل < تبلتها وتبلتني < عانقتها وعانقتني وبندر الشهوة الهبتها والهبتني …
‏ازدادت حدة النور الاحمر المنبعث من الفوا نيس اكثر وا كثر< ليحول كل شيء الى اللون الاحمر.اتترب القمر اكثر وا كثر ليكمل امتزاج الألوان ولتميبنا حالة من الهستيرية … ابدأ بخلن ملابها < وكذلك هي .اممابتني حالة من الهلوسة وكأن مسا تد اصاب عقلي .لا ادري ماذا نعلت وماذا حدث لم امحو الا وتد عبق انفي برواثح شذية لم اعهد ها من تبل .وو جدت نفسي وتد اشرتت الشمس ومرح تتلقي على الأرض الى جانبي < لم تصح بعد .والجزء الا كبر من جممدها ماز ال مكثونا
‏نظ ت حولي لا تفاجأ انفا ني حديقة الأميرة بند ارا .ولكن لا احد حولفا … ايقظت مرح نقامت مذهولة .جلسنا مذهولين لا نتكلم < وني عقولتا عثات الا شلة . . ماذا حدث ! ! ! وبعد ما يقارب النصف ساعة حضرت الأميرة بند ارا ميتمة كعادتها < واثقة ني خطافا < ني عينيها بريق جذاب < اتسامتها ساحرة .جمد ها يشبه جسد مرح نوعا ما < شعرها تصير< وبرغى ان مرح اجعل منهد بكثير الا ان جمال الأميرة يتميز بجاذية تشد الفظ والعقل …
‏كان وا فحا انهد تعمدت الا تحفر حتى نصحو ونلملم انفسنا لكي لا تحرجنا .اما مرح نفور رؤيتها لبندارا اخذت تقوم ببعض الحركات لتظهر مفاتن جسدها < متظاهرة بأنها لا ترى الاميرة.وبما انفي اصبحت خبيرا بتصرنات مرح < نهمت انهد تحاول ان تغيظ الأميرة < وتظهر لها انهد اجعل منهد بكثير …
‏وبيدوا ان الأميرة بند ارا فطنت لما تحاول مرح ان تظهره < نار تمت على شفاهها اتسامة ماكرة وتالة :
‏_ ~~ من حسن حنكى انفا اخرجنا كم من داثرة القمر الاحمر في الوقت المناسب والا لفقدتم عقلكم الى الأبد … احد تعاليم مدينتنا والتي رفضتم ان تعرفوها < أنه حيث يمتزج نور القمر بالنور الاحمر يتحول النور الى ظلام < فابتعدوا ان لم تمانعوا … والان رافقتكم السلامة ان اردتم ~~ .
‏وقفت مرح على قدميها وسارة بسرعة وقالت بنبرة الأمر الحا
‏سم .
‏_ ~~ هيا يا حسن ~~ ! !
‏علمت انهد لا تريد ان تمنحني اية فرصة للبدء بأي حديث مع الأميرة . . سرنا من حيث بدأنا < فاخذت اضحك وشر البلية ما يضحك .وقلت لمرح :
‏_هل يكن ان احدثك (ان لم تمانعي )؟؟؟
‏ابتعت مرح وقالت : _ تفضل )اانا لا اصاغ )ا؟؟
‏_هل يمكن ان تخبريني ماذا متفعلين الان )اان لم تمانعي اا؟ _بصراحة ان لم تصاغ فانا لا اعرف ؟؟
‏_ لدي اقتراح < لماذا لا نبقى في حديقة الأميرة بدلا من ان نعود اليها مرغمين )اان لم تمانعي اا .
‏_ ~~ هل يكن ان اطلب منك ان تخرس )اان لم تصاغ اا ~~ … _لدي خطة )اان لم تمانعي(ا اعود أنا الى الأميرة < فربما استطع ان اكشف بعض الأسرار ؟؟
‏قالت مرح ساخرة :
‏_ ~~ اي نوع من الأسرار تريد ان تكشفه لدى الأميرة .اخبر ني )اان لم تصاغ اا ~~ ؟
‏_كل اتوع الأسرار وخامة تلك الأسرار البارزة والتي اتوق لكشفها طبعا ان لم تمانعي ؟
‏_ ~~ اكيد باندارا لن تمانع ان تكشف اسرا رها البارزة والنير بارزة . . هيا عد اليها يا )احسن يا ابو النسران اا وان لم تمانع ساقصف رقبتك ~~ .
‏_وا لان يا مرح ماذا منفعل؟ هل سفير في لحرقات المدينة (ان لم تمانعي) الى ما لا نهاية .
‏_~~ وعلى ماذا تتعجل .فلدينا عام كامل نقضيه في هذه المدينة كما قالوا < خدعنا نرى ماذا سيحدث ~~ .
‏سرنا من حريق الى اخر< واخذنا نحذو كل شيء .ونتخيل ان كل شيء في هذه المدينة مسحور< ويعيدنآ الى حديقة
‏روبتي من الجن
‏الأميرة …
‏اقتربنا من احدى الطرقات العريضة المرصوفة بالذهب < وعلى جانبي الطريق لوحات رخامية سوداء مغيرة وكبيرة تحوي كتابات بعثات اللغات خطت بلون الذهب إمتدت على مسافة عثات الأمتار< والعجيب انفا استطعنا قراءة الكتابات من حيث نقف …
‏قلت لمرح :
‏_هيا ندخل هذه الطريق فهي حتما سحورة < وستعيدنا الى حديقة الأميرة …
‏فحكت مرح وقالت :
‏_ ~~ لدي نفس الشعور< ان دخلنا هذه الطريق فسنعود الى سمو )اان لم تمانعوا اا ~~ .
‏واتفقنا ان لا ندخلها ومرنا من حريق اخر ولكن بعد مرور نا بعشرات الطرقات تكر رت رؤبتنا لطرق )امذهبة اا مشابهة لتلك الطريق التي رايناها في السابق .
‏فحكت مرح وقالت :
‏_هيا يا حسن لنعود الى بند ارا
‏دخلنا الطريق ونحن نضحك . . ولكن دقائق مرت دون ان يحصل شيء . . ومرنا اكثر وا كثر .واد ركنا ان الطريق فعلا مسحورة فهي لا تنتهي .
‏مرت ساعة ونحن نير< ولكن دون جدوى . يبدو ان الطريق تيرمعنا < او انفا لا نيرونظن انفا نير .وبدات الشمس تنحب معلنة موعد الغروب .رما ان مال قرص الشمس الى الاحمرار حتى عكست الطريق عمورة قرص الشمس لنصبح نحن داخل قرص الشمس اوان الطريق تحولت الى شمس < لم نحتمل اقتراب الشمس منا ولم نتطع ا ن نخرج من الطريق < وبد أنا نشعر ان الشمس تاخذنا معهد … .
‏دوار< مماع < هلوسة .لم نقاوم < خيط رفع من الأمل وهو الذي تبقى لدينا . . ان تتدخل الأميرة بند ارا لتخرجنا ولكن الأميرة لم تتدخل … .
‏ازداد العذاب ومر الوقت < وا نتهى الكابوس ولا ادري ماذا حدث وكيف وهلنا الى حديقة الأميرة < وا طلت الأميرة من جديد وقالت :
‏_ ~~ من حسن حنكى انفا اخرجنا كم في الوقت المناسب والا لذهبتم مع الشمس ~~ .
‏خمن تعاليم مدينتنا والتي رفضتم ان تفهموها : اا أنه حيث يلمع بريق الذهب بغروب الشمس ينعكس الشر< فابتعدوا عنه ان لم تمانعوا(ا . والان وقبلى ان اقول لكم مثل كل مرة اارافقتكم السلامة ان اردتم اا < اذكر كم بانكم خرقتم تعاليم مدينتنا أرح مرات < وربعا لم يبق امامكم الا فرصة اواثنتين < وربعا عشرة اوالف < وعندما ستجدون انفسكم في مدينة الشمس .وربعا لم يعد هناك مجال لخطأ جديد < او ربما كان .فهذا يعود اليكم الان … رآفقتكم السلامة ان اردتم .
‏وعادة الأميرة من حيث اتت < والتخت الى مرح لأجدها ما زالت في دوار< وخامة انهد لا تحتمل الشمس ولم تعتد عليها من قبل .وقلت لمرح :
‏_اعتقد انفا وهلنا الى النهاية < وبجب ان نواجه الحقيقة < فكل الطرق تعيدنا من حيث بدأنا . فلا داعي لمزيد من التيه وتجربة الشمس الأخيرة كافية لي ولك واثارها ما زالت على محياك < انه من الجفون ان نتمر بهذه الطريقة .
‏فقالت مرح وقد بدى على سوتها الإرهاق والتعب :
‏_ ~~ حسن < لقد دخلنا لعبة خطرة منذ البداية < رانت وافقت على ان تير خلفي وتترك لي معالجة الا مور بالطريقة التي ارتأيها < فدعني افعل ذلك بطريقتي وثق أني اعلم ماذا افعل وماذا سأفعل ~~ .
‏نقلت لها :
‏_ مرح . . ولكن …
‏قاطعتني وقالت : _ ~~ بدون ولكن ~~ ! !
‏_افعلي ما شئت < فوالله لن تقود ينا الا الى الجحيم يا مرح … _ ~~ ان لم تصاغ . . سأفعل ~~ .
‏_ لا اصاغ يا مرح …
‏سرنا من جديد< وحضنا تجارب جديدة في هذه المدينة الفريدة < التي اصبحت اشك نيكل شيء فيها < فما نكاد نقترب من شيء < حتى نجد انفسنا قد عدنا دون ان نأري .وبعد ان تلقنا درسا < الى
‏حديقة الأميرة بند ارا < لتطل علينا وتقيد الموشح المعروف < وتختمه بكلمة اخيرة . . رافقتكم السلامة .
‏عشرات المرات عدنا الى حديقة المدينة < وبد أنا من جديد . . انعكاس النجوم في الماء وتكرار ها )اشر اا .
‏كثرة الظلال للشيء الو احد )اشر اا < الصوت المتقطع وصداه شر< ومخير ذلك الكثير في عالم الغرائب هذا . .
‏تعاليم المدينة التي تحرم الاقتراب من هذه الأشياء وتترك لشخص حرية الاقتراب منهد .ان هو شاء … برغم المحاولات الفاشلة التي استمرت اكثر من ثلاثة اسابيع الا ان مرح لم تمل المحاولة من جديد والأميرة بند ارا ايضا لم تمل من استقبالها لنا يوميا < لتعيد علينا نفس الكلمات < وبيدو لي ان ما يحدث ما هو الا نوع من تحدي الكبرياء بين الأميرة بند ارا .ربين الجنية مرح … لم اعد اقوى على احتمال المزيد من هذا الجفون < وهنا قررت ان اتوقف < وان لا استمر في هذه اللعبة … قلت لمرح : _لن اتحرك من هنا < لا تحاولي ان تقنعيني .لقد تعبت وكناني ما حدث .
‏حاولت مرح ان تقنعني بضرورة الاستمرار حتى النهاية مهماكلف الثمن < لكني اغلقت اذ ناي حتى لا اسمع < وحاولت مرح ان تقنعني اكثر من مرة < ولكني رفضت ورفضت < حتى يشت مرح من محاولة اقناعي < وقالت لي بلهجة حزينة :
‏_ ~~ حسن ارجوك < اسمعني جيدا < انا بحاجة اليك مثلما انت
‏:وبت. ~. البر.~
‏بحاجة الي < ان توقفت الان فستدفع الثمن غاليا .يجب ان نحاول ونحاول حتى نجد شيئا .افهمني ارجوك ~~ …
‏_لن اتحرك من هنا ما ذمت سأعوذ الى هنا < وقد تعبت من مجاراة غر ورك وكبرياثك … _~~ اذا ماذا تقترح ان نفعل ايها المجنون ~~ .
‏_نجلس مع الأميرة بند ارا ونعتذر لها لتعرفنا على قوانين هذه المدينة < بدل اضاعة الوقت والجهد وما ستعانيه من الم …
‏_ ~~ ان كنت تصر< نتعال نقوم بمحاولة اخيرة < واذا فشلنا فافعل ما شئت ~~ . _رغم قناعتي انهد اضاعة للوقت الا اني أوافق .
‏بدأنا نير لحريقنا من جديد < الا ان مرح هذه المرة لم تعد تبحث عن حريق جديدة < بل عاذت الى المواقع القديمة والتي جربناها من قبل < وكانت تعيدنا الى الحديقة < واخذنا نتجول في نفى المواقع عدة مرات رانا لا افهم ما الذي يدور في خاطر مرح ولما ذا تفعل هذا …
‏توقفت مرح وقالت لي :
‏_ ~~ حسن لا اعتقد انك ستسحب لتعطيها فرصة لتشمت بي < منكرر المحاولة عدة مرات حتى ننجح ~~ .
‏_ لقد اتفقنا < مرة واحدة ومن ثم تتنازلين عن غر ورك .
‏_ ~~ لست انت الذي يقرع .ستفعل ما امرك به < ااوخليك شاطر علشان ما ازعل منك اا ~~ . _ لن يحدث هذا يا مرح …
‏_ ~~ سترى من الذي يقرع في النهاية < انت يا ابن البشع ام انا مرح ~~ . قلت لها رذا على استفزا زها وغرورها :
‏_لقد قررت وسأعوذ الان الى الحديقة وا فعلي ما شئت ايتها المغرورة … فحكت ساخرة وقالت :
‏_ ~~ تفضل عد ايها المهزوم ~~ ! ! !
‏قلت لها :
‏_ اذهبي الى الجحيم . .
‏وعدت اذراجي الى الحديقة . واخذت تصرخ علي :
‏_ ~~ حسن لا تفعل < لا تدعها تشمت بنا ايها الغبي الحقير< لا تفعل ~~ .
‏وهلت الى الحديقة وهي ما زالت تشتم وتطلب مني التراجع < وان لا اترك فرصة لبندارا لتشمت بنا < توقفت والتخت الى الحلف وقلت لها :
‏_مرح . . غر ورك وكبرياءك وعجرفتك ستدمرنا …
‏_ ~~ حسن < اتريد ان تعتذر لها .لا تكن مجنونا < ستشمت بنا ان فعلنا ~~ …
‏_ لا تعتذري حتى لا تشمت بك < سأعتذر انا عني ومحنك < فانا لا يهمني < هيا فلا خيار اماسك لقد قررت ولن اعوذ في قراري …
‏وبيدو ان مرح استلمت للامر الواقع وذخلت معي البرج < واستقبلتنا الفتاة واذخلتنا لمكتب الأميرة < وبعد لحظات ذخلت الأميرة وجلسة وقالت :
‏_ اهلا وسهلا بكم < يشرفني انكح عدتم .
‏قلت لها :
‏_ ايتها الأميرة … قاطعتني وقالت : _ ~~ نا ذني باسمي . .
‏قلت لها :
‏_عني وعن مرح نعتذر لك عما بدر منا من خرق لتعاليم مدينتكم< ونتمنى ان تقبلي اعطاء نا فرصة جديدة لنتعرف على تعاليم مدينتك حتى لآ نخالفها .
‏ابتعت الأميرة وقالت :
‏_ ~~ تبلت اعتذارك انت < ولكني اوز ان اسمع منهد ان كانت موافقة على هذا الاعتذار ~~ ؟
‏قلت :
‏_نعم هي موافقة . قالت الأميرة لها :
‏_ ~~ امحيح انك موافقة ~~ ؟
‏اشغلت مرح نفسها بمداعبة شعرها واللعب باظافرها ذون مبالاه < وهي تتظاهر بانها لم تمع . .
‏كروت الأميرة كلامها لمرح عدة مرات < وبقية مرح تتجاهل ما يحدث بطريقة استفزازية . .
‏صرخت بمرح :
‏_مرح . . مرح . . الا تقعين ! ! !
‏التفتت الي مرح وهي تبتم وقالت : _~~ مالك يا حبيبي على شو زعلان ~~ ؟؟
‏قلت :
‏_الأميرة تألك ان كنت توافقين على الاعتذار ؟ قالت باستخفاف :
‏_ ~~ أنا اعتذر؟ شو الي بتحكيه يا روحي ~~ ؟ قلت بلهجة هاذثة محاولا ان الطف الجو :
‏_ الاعتذار للاميرة لأننا خالفنا تعاليم مدينتها !
‏قالت :
‏_ ~~ شو ممار لك يا حبيبي؟ انت بتعرف ان مرح ما بتعتذر لحدى مين ما كان يكون ~~ .
‏هنا علمت ان مرح خدعتني … وابتمت الأميرة وعيونها تشع غيظا وقالت :
‏_ ~~ كونتة يا مغيرتي < كانت لديك الفرصة لأن تنتصري علي
‏ولكنك خسرت < فلا تكابري . .
‏قالت مرح باستخفاف اكبر :
‏_ ~~ يا حبيبتي . . هيك شالحرة وبتعرفي اسمي < ليشر ما ناديتيني فيه من الأول < بى يا ريت تناد يني باسم مرح علشان بيلبقلي اكثر ~~ .
‏سخرية مرح من الأميرة بهذا الثكلى انذرت بحدوث حرب لا بد منهد < ولا يكن تفاديها < ولم يكن با مكاني عمل شيء سوى الانتظار والترقب . .
‏ردت الأميرة ركان واضحا انهد ستفزة :
‏_ ~~ يا كونتة < لقد خسرت وما زلت مغيرة < ودهاؤك وذكاؤك لن يعفاك هذه المرة < غر ورك قادك الى الهزيمة < لقد كانت اقامك الفرصة لتنجحي بالخروج من مدينتي < ولكن ها انت تعودين مهزومة ~ي ~~ .
‏ردت عليها مرح :
‏_ ~~ انا لا اعرف الهزيمة < ولن اعرفها < وايضا حينما اهزم .لا اخجل من الاعتراف بالهزيمة < شريطة ان يكون الذي سيهزمني افضل مني .رانت لست بشي، لتهزميني < ولن تنالي هذا الشرف الذي كنت ستفخرين به طوال عمرك < ومعلشر يا حبيبتي < آنت الي طلعت مغيرة ~~ .
‏قالت الأميرة :
‏_ ~~ او ما زلت تكابرين بعد ان عدت الي < ألا تدرين ما تفعلين ~~ ؟
‏قالت مرح :
‏_~~ لا يا حبيبتي .انا لم اعد اليك .وإنما ابن البشع هذا اراد ان يعود ليحضر الفصل الأخير من تمثيلك الكشوف (يا متواضعة انت ) ~~ .
‏وقفت الأميرة بند ارا على قدميها وسارة عدة خطوات واقتربت من مرح ورمقتها بنظرات حادة … مرت دقائق من السمت الرهيب لم تتكلى فيها الأميرة < ولم تتكلى خلالها مرح ركان حوار عنيف يدور بينهما بواسطة الفظ ات .وبعد السمت ابتعت الأميرة وقالت :
‏_ ~~ هل وجدت الطريق يا كونتة ~~ ؟؟
‏ابتعت مرح وبثقة قالت :
‏_ ~~ نعم وجدتها ~~ …
‏فحكت الأميرة وقالت :
‏_ ~~ انت داهية الدواهي يا كونتة . . يا مرح < خسارة انك تمردت < خسارة < لو لم تفعلي لامبحت حارسة الحارسات < خسارة انك في جانب رانا في جانب اخر< والا لامبحنا افضل صديقتين … نعم لقد هزمتني يا كونتة < يا مرح < وبهزيمتي هزمت جيلا باكمله < انت ا_ع من عاصرت بالتمويه والخدع . . لقد استطعت خداعي حتى اللحظة الأخيرة < كان بردي ان اصافحك واعانقك .ولكن بما انك متمردة فلن افعل < رانت تفهمين لماذا ~~ . .
‏قالت لها مرح :
‏_~~ انا لا الرمك < ولكنة كان لي شرف عظيم بلقاثك < وخسارة لي انا ان يكون لقاؤنا الأول في مثل هذه الظروف < وا تمنى لقاءك في ظروف اخرى ~~ .
‏ابتعت الأميرة وقالت :
‏_~~ اتمنى < ولكني لا اعتقد ان هذا سيحدث يا مرح < ولكني لن انساك < ووغم اعجابي بك الا ان واجبي يحتم علي ان اوهي وا طلب من المسؤولين ان يتم القضا 0 ‏عليك في أول فرصة تسنح < وان يوقفوا هذ 0 ‏التجربة ~~ .
‏قالت مرح :
‏_~~ انا اتفهى موقفك هذا < واحترمه ولو كنت مكانك لفعلت نفس الشي 0 ‏~~ .
‏وضعت يدي على خدي مثل ااالاهبل اا رانا اترقب واستمع لهذا الحديث الغريب بين اعجب وا غرب مخلوقتين . كيف تحولتا من قمة العدا 0 ‏والتحدي في لحظة واحدة الى قمة الاحترام وا لوذ والإعجاب؟ !
‏قلت لها :
‏_هل استطع ان افهم ما يجري حولي < من انت ومن هي؟ ومن انا وأين نحن؟ وماذا يحدث وماذا حدث وماذا سيحدث ؟ … فحكت الأميرة ومرح معا < ولاول مرة يضحكن على شي 0 ‏مشترك . قالت الأميرة :
‏_ ~~ انا بند ارا وهي مرح رانت حسن < ونحن في سراب مملكة الشر< والزي يحدث ما ترا 0 ‏< والزي حدث ما رأيت وماذا سيحدث فلا احد يعرف ~~ .
‏ابتسمت وقلت للاميرة :
‏_ شكرا .لم يكن هناك ذع لهذا الشرح المطول < كان بامكانك اختصار الإجابة اكثر . بدلا من هذا العنا 0 ‏والجهد المبذول في اجابتك المفسرة …
‏التفت الأميرة اابندارااا الى مرح وقالت لها : _ ~~ اخشى يا مرح انك تبحثين عن سراب رذت مرح :
‏_ ~~ طريقي باتجا 0 ‏واحد حتى ولو اذت الى سراب ~~ .
‏قالت الآميرة :
‏_~~ اذهبي يا مرح . . ولن انساك …
‏سارت مرح عدة خطوات < والتفتت الى بند ارا واشارت اليها يبدها موزعة . . رذت الأميرة بابتسامة وبحركة هاذثة من راسها … سرنا وخرجنا من الحديقة < وهذ 0 ‏المرة الأولى التي اخرج بها من الحديقة رانا على يقين اني لن اعوذ اليها رغم انفي لا افهم ما يحدث ولا اذري ما هو سر هذا التحول الغريب في العلاقة بين مرح وبند ارا …
‏ارذت ان اسال مرح وقبلى ان اسال قالت لي :
‏_ ~~ اعرف انك ستألني الف سؤال < وا عرف انك ايضا لن تفهم شيئا مهما شرحت لك < )احبيبي حسن بتر جاك ارحمني وما تمال رانا بعدين بحكيلك اا ~~ .
‏قلت متمايلا عليها :
‏_ لن اسألك الا سؤالا وأحدا فقط < ولن اسأل غيره < فقط قولي لي ماذا حدث ؟؟؟ فحكت مرح وقالت :
‏_ ~~ أتمي هذا سؤالا وأحدا؟ انا محظوظة لانك متسأل سؤالا وأحدا فقط < فكيف لو سألت سؤالين < فهذا يعنى اني ساضطر ان احكي لك قصة البشع والكونيين منذ البداية وحقى النهاية .لا تقف كالصنم < سأحكي لك ونحن نير< ولكن لا تقاطعني < وما لم تفهمه لا تمالئي عنه < ولا تعلق . . اتفقنا يا حسن ~~ ؟
‏قلت :
‏_ اتفقنا يا مرح …
‏قالت :
‏_ما حدث هو انفا حينما ذخلنا الحاجز الزمني وو جدنا انفسنا في ذاخل المدينة العجيبة )امملكة الشر اا التي تبهر العقول < اعتقدنا انفا ذخلنا < لكن في الحقيقة نحن لم ندخلها < بل ذخلنا سراب مملكة الشر .اي أن كل ما رايناه لم يكن الا سراب . وهو انعكاس لمملكة الشر< باستثناء الطرق التي كنا نير فيها < وما كنا نلمسه < أي ان الفترة التي امضينا ها كانت على حدوذ مملكة الشر< ولم تكن ذاخلها . وما رايناه من بنايات وأبراج وعجائب < كنا نراه من خلف الحاجز الشفاف < اما الطرقات والعربات والمظلات وقصر الأميرة … فهذه اهور حقيقية ولكنها تقع خارج مملكة الشر < وبند ارا ليت اميرة < ولا يتواجد في هذا المكان سواها ومجموعة من مساعديها الذين ساعدوها على ترتيب كل شيء باتتان حتى نعتقد انفا ذخلنا مملكة الشر< وللحقيقة فهم بارعون في الخدع . .
‏كان من المستحيل لأي شخص < ذون ان استثني نفسي < ان يعرف هذه الحقيقة .فقد اعتقدت انفي في مملكة الشر< وحينما وهلنا الى برج الأميرة بند ارا واستقبلتنا … اذ ركت فورا انفي امام شخصية في غاية الذكاء < قاذرة ان تعرف كل تصرف ساقوم به قبل ان انفذه < من هنا تيقنت فورا اني مهما استخدمت من ذهاثي وذكاثي فسأبقى مكشوفة امام تجربة وزهاء بند ارا اللا محدوذ .وفرصتي ستكون فثيلة جدا ان ذخلت معهد في لعبة ذكاء تتفوق فيها بمعرفتها تفاعيل الكان ومعرفتها المسبقة بتجربتىم وحرق تفكيري < وانآ على العكس من ذلك < لا اعرف من هي < ولا كيف تفكر< ولا اين نحن . ~ .
‏ومعركتي معهد ستكون خاسرة مئة بالمئة ذون اذنى شك < الا بطريقة واحدة < وهي )اتوقع غير المتوقع آا وكل شيء كان من المكن ان يتوقعوه < الا ان تنصرف مرح المغرورة )ابغباء مطلق اا وكانت المفاجأة لبندارا بان كل توقعاتها باءت بالفشل < وان مرح الداهية تنصرف )ابغباء مطلق اا . وعلية كان على بند ارا ان تفكر بغباء هي ايضا حتى تفهم غباء مرح < وطبعا < كان هذا مستحيلا. فهي لم تتعامل مع الأغبياء من قبل < اما انا فقد تعاملت مع الكثير من الأغبياء < وما زلت اتعامل مع احد هم …
‏وهكذا بدأت منذ اللحظة الأولى < أحاول ان لا اخطط لشيء < لم اكن اسجل في ذماغي اية ملاحظات < ولم اسع لتوفير الوقت < ولم اخطط لشيء < واقع في الخطأ ولا يهمني < وا عوذ الى حديقة الأميرة بندارآ عشرات المرات .ولا يهمني < والاكثر من هذا اني استطعت ان اجهد ذماغي حتى لا يتجه للتفكيربطريقة سليمة . وأنة أعلم ما افعل < فقدكنا تحت المراقبة لحظة بلحظة < وحقى تفكيرنا كان تحت المراقبة < وكل ما سجل بدماغنا كان مكشوفا لبندارا < ولم نكن لنتطع ان نخفيه .وكانت المفاجأة التي لم تكن تتوقعها بند ارا … والتي كنت اعيها تماما < وكانت اجابتي لها : االا توجد خطة لدي(ا < االا يوجد في ذماغي اية ملاحظات عن الكان اا < االا انكر في شيء(ا . . وهكذا وحقى اللحظة الأخيرة اعتقدت بند ارا ان شيئا مآ قد حصل لدماغي < وهي لا تلام < فختى الأغبياء لا يتصر فون هكذا < كان من المكن ان تتمر هذه اللعبة عدة اسابيع اخرى < الا انك قررت ان ننهيها ونذهب ونعتذر لبندارا . وهنا عدت انا الى طبيعتي .وحصلت على المعلومات والملاحظات حول ما حدث < وحول المكان من ذماغك الذي سجل الا مور بطريقة طبيعية لا تثير الشك … ومن خلال المعلومات التي لديك استطعت ان اجد الطريق! ! وقعت باستفزازك عمدا .وعدنا للاميرة … ومن خلال قدرة بند ارا على قراءة انكاري < تفاجأت باني حصلت على كل المعلومات التي اربد < وو جدت طريقة للخروج من السر اب والدخول الى مملكة الشر … اما الأميرة بند ارا فهي ليت مجرذ شخصية محاذية وإنما هي احدى حارسات ابواب الشر المتميزات < ان لم تكن الأفضل . وهي من الجيل السابق طبعا < انا لم اعرف انهد )احارسة اا الا اليوم فقط من خلال الحوار الطويل الذي زار بينتا بطريقة اا قراءة الافكاراا . . وكونتا في هذا المكان فلا تفسير عندي لذلك < فهي قد رفضت ان تفصح عن ذلك < وهذا بالنبة لي شيء غريب .ولكن هناك اسرار واموركثيرة اجهلها … هزآ كل ما استطع ان اقوله لك عما حدث .فار جو ان لا تعلق وا تمنى ان تكون قد فهمت شيئا < هيا بنا لنخرج من السر اب < وند خل مملكة الشر …
‏لم اطق على ما روت < ليى لأنها طلبت ان لا افعل < بل لاني لا اريد ان اطق ولا ان اسأل < ولا اريد ان انكر في هذا الموضوع. لأنه من الجفون ان افكرفي أي شيء جديد لا افهمه < وخامة انه في كل لحظة هناك جديد غريب لا يفهم بهولة < نخير لي ان
‏اريح تفكيري . . ما 0 ‏مت برنقة هذه الداهية التي لا تفوتها شار 0 ‏• .
‏مرنا حتىوملنا الى الألواح الحجرية الكبيرة < التي نقشت عليهاكتابات ورموزبالذهب والاحمر< بلغة ليست من لغة الجن ولا لغة الانس .وتخت مرح امام اللوحة وابتسمت وتالة :
‏_ ~~ اتعلم يا حسن ان الرموز والكتابات المنقوشة على اللوحة هي عبارة عن شرح مبسط لكيفية 0 ‏خول مملكة الشر< ولو كان طفل مغير يعرف تراءة هذه اللغة لاستطاع الدخول 0 ‏ون عناء < وهذا يقني ان 0 ‏خول المملكة ليس بالسر ولميس حكرا على احد < نأي كان يتطيع الدخول وفحكت فحكة من اعماق تلبها :
‏_~~ اتعلم ان الثمرة التي اكلنا منهد واممابتنا بالدوار وانقدتنا التركيز والوعي .كتب عتها ما يلي : )اهذه الثمرة تقاعد على التركيزوتمنح النشاط < وتمحو النعاس وتزيل التعب والارهاة < وتغنيك عن الماء والطعام ان اكلت منهد ثلاث خبات .وان اكلت منهد حبة اتل من ذلك او اكثر< نسيميبك عكس ذلك اا .
‏تلت لمرح :
‏_كيف تعلمت تراءة هذه اللغة؟
‏_ ~~ اللغة بسيطة جدا < وحقى تتعلمها يجب ان تعرف الرموز< وان عرنت الرموز نقد تعلمتها < والرموز رموز الشر التي وتفنا بها < والتي كانت السبب ني عو 0 ‏تنا المتكررة لبندارا < نلو عرننا الرموز لما وتفنا بها ~~ .
‏ولو لم نقع بها لما عرنتها < وما كنت ساتعلم اللغة .
‏مدت مرح يدها على نفس الثمرة .واكلت منهد ثلاث خبات < لم اجرؤ انا ان انعل مثلهة < خامة بعدما حدث معي من جراء اكلي لهذه الثمرة < ولكني تطفت ثلاث خبات وحملتها معي حتى اتأكد من ان مرح لم يحمل لها شيء من جراء اكلها للثمار< وبعد ها اجرب انا …
‏مرنا حتى وهلنا الى الطريق المذهبة < والتي انعكس غروب الشمس عليها .وتخت مرح بجانبها وتالة :
‏_المدخل الى مملكة الشر يصرمن هذه الط يق < وبجب علينا ان نتنظ الى ان يحين غروب الشمس وظهور القمر تبل اكتمال الغروب < وعندما نتطيع ان ندخل المملكة …
‏اتنظ نا ولم ندخل الط يق < حتى غريت الشمس < واخذنا ننتظر ظهور القمر .حتى ظهر تبل ان يكتمل الغروب < و 0 ‏خلنا الطريق وما هي الا 0 ‏تاثق معدو 0 ‏ة حتى خرجنا من الطريق < ولم يحمل معنة ما حدث ني المرة السابقة . . وحيتما وهلنا الى نهاية الطريق والتفتنا الى الحلف كان كل شيء تد اختفى < وو جدنا انفسنا ني وسط المدينة التي كنا نراها ني السابق …
‏كان الوتت ليلا < ولكن القمر افاء المدينة لتثعر بأنك ني ساعات النهار .لم نكد نتقدم خطوة واحدة حتى توتفت عربة سو 0 ‏اء تجرفا خيول يضاء < خرج منهد شاب بهي الطلعة وتال :
‏_ ~~ تخضلوا معنة الأميرة ني انتظار كم ~~ …
‏ركبنا العربة وفحكت وتلة لمرح :
‏_ماذا يحدث يا مرح هل منعيا )االفيلم اا من جديد ام انفا عدنا الى الصافي والى نفس المكان ؟ تالت مرح :
‏_ ~~ مننتظ لنرى ~~ …
‏وهلت العربة امام قصركبيروتوقفت ونزلتا منهد واستقبلتنا فتاة < مررنا من حديقة حتى وهلنا الى مدخل القصر وذخلنا .
‏كان القصر غاية في النخامة والروعة .مررنا من بين مجموعة من الصالات المليئة بآلاشخاص حتى وهلنا الى مكتب < ذخلناه < تركتنا المرافقة وقالت :
‏_~~ ستحفر الأميرة بعد لحظات ~~ …
‏قلت لمرح :
‏_يبدو انهد تمثيلية اخرى < ولكنها افحم وتليق بمستواك ولية كالسابق .
‏انفتح الباب < وذخلت امرأة في غاية الأناقة < جميلة < ذات هيبة وو قار< اشعر انهد صاحبة شخصية قوية حتى قبل ان تتكلى < جلست خلف الكتب الزجاجي المذهب < وقالت :
‏_~~ اهلا وسهلا بكم < وأخيرا وهلتم يا كونتة وحسن < كنت اتوقع وصولكم ابكر قليلا < ولكن يبدو ان ااباندارا الخبيثة اا لم ترغب بمفارقتكم . لقد سمعت وعر فت عنكم الكثير مما اثار استفزازي وإعجابي في نفى الوقت < اعرفكم على نفسي : انا اسمي با نده < اميرة )امدينة القمر(ا وهي احدى مدن مملكة الشر الخسة . لقد
‏تابعت رحلتكم منذ اللحظة التي قرر بها اارموزنااا بان لا يبيدوكم امام )امخرج الشراا اوبوا بة الشركما تمونها . في ذلك الوقت بالذات وإمام مخرج الشر قام اارموزنا ااباتخاذ قرار حينما علمنا به بعد ذلك . تفاجانا حتى فهمنا ما المقصوذ منه … لقد كان القرار ان يتم متحكم فرصة حقيقية للبحث عن ما تمونه )اقوة الشراا ومن لحظة ذخولكم الأقواس بدأنا جميعا بالاطلاع على رحلتكم خطوة بخطوة < لم تكن هذه لعبة للتسلية وإضاعة الوقت < بل كانت تجربة فريدة ومثيرة وخطيرة < ولم تكونوا انتم فئران تجارب مثلما كنتم تدعرن < ولم يكن احد يير اموركم او يتدخل في كل مغيرة وكبيرة تخمكم < لقد قمتم بهذه المغامرة بمجهوذكم الذاتي < ولم تتلقوا اية مساعدة < ركان ممكن ان )اتنتهوا اا لو انكح وقعتم في أخطاء … صحيح انه تمت ازالة الكثير من العوائق من امآمكم < والتي كان من المحال ان تتجاوزوها بمجهوذكم الخوافي < ولكن الهدف من التجربة لم يكن ان تصلوا الى هنا < وإنما كان الهدف ذراسة طاقة تحملكم وذرجة تصميكم على العواملة . انا شخصيا لم اكن اتوقع ان بمقدوركم الوصول الى هنا < بل اعتقدت ان رحلتكم متنتهي في المراحل الأولى < وكأن شيئا لم يكن < ولكن ها انتم وهلتم
‏الى مدينتي )امدينة القمر(ا . . طبعا قصدت من هذا الشرح ان تفهموا انه ليسر من زوري ان امنعكم او اساعد كم بشي، < ولا توجد في مدينتي حواجز ولا مخاطر ولا متاهات والغاز .نكل شيء هنا مكشوف وواضح ~~ . .
‏ابتسمت الأميرة لمرح وقالت :
‏_ ~~ كونتة < انت مجنونة بحق < ولكن وبحتى أكبر انا معجبة بجنونك ~~ . رذت مرح :
‏_ ~~ الحقيقة ايتها الأميرة انك لطيفة < وللحقيقة فاني معجبة باسلوبك اللطيف ~~ …
‏ابتسمت الأميرة ومرح لذلك < وابتسمت انا ايضا بيني ربين نفسي قلت : اا الله يستر من نهايتها .فعلاقة مرح بالا ميرة بند ارا اميرة السر اب ابتدأت بعدا، وا نتهت بصحبة وعلاقة مرح بأميرة القمر ابتدأت بصحبة وستنتهي بمصيبة ~~ . .
‏قلت للاميرة بإندة :
‏_ هل نحن حقا في مملكة الشر< ام انفا منكتشف بدننا في مكان اخر …
‏قالت :
‏_ ~~ نعم < انتم فعلا في احدى المدن المبنية على مملكة الشر< واسم هذه المدينة مدينة القمر< وسمية بهذا الاسم نسبة لقرب المسافة بينها ربين القمر< ولان القمر يرى في كل الأوقات من هذه المدينة < رانا اميرة هذه المدينة فعلا ومنذ سنوات طويلة ~~ .
‏قلت لها :
‏_بما انك صريحة وكل شيء مكشوف < هل )اقوة الشراا التي نبحث عتها موجوذة هنا . قالت وهي تضحك :
‏_ ~~ اولا قولوا لي ما هي قوة الشر التي تبحثون عتها؟ قولي لي انت يا مرح ~~ .
‏ابتسمت مرح وقالت :
‏_ ~~ بصراحة < أنا ايضا لا اعرف ما هي او ماهر ومنمها < كل ما اعرفه انهد موجوذة < وهي القوة التي ان امتلكها احد سيطر على كل شيء ~~ .
‏فحكت الأميرة وقالت :
‏_ ~~ اقسم انك مجنونة < أكل ما فعلت من مغامرة وخاطرة من اجل شيء لا تعرفينه < ولانك سمعت عنه < ماذا كنت ستفعلين لو انك كنت تعرفينه ~~ .
‏قالت مرح :
‏_ ~~ اذا قولي لي انت ما هي قوة الشرالتي احاطوها بكل هذه السرية والتعقيدات منذ الاف السنين ~~ . . قالت بائدة :
‏_ ~~ اتصدقينني ان قلت لك اني اميرة هذه المدينة منذ سنوات طويلة وقد ولدة رعشت في هذه المدينة .ولم أسمع بشي، اسمة )اقوة الشراا الا حينما سمعت بقصتك انت < وحقى هذه اللحظة لا اذري ما المقصوذ من هذه التسمية ~~ .
‏قالت مرح :
‏_ ~~ اذا اشرحي لي < لماذا سموا مدينتك بمملكة الشر ~~ ؟؟ قالت بائدة :
‏_ اا اولا اسم مدينتي هوااماينة القمر(ا وهي احدى المان الخسة التي بنية على مملكة الشر وتسمية مملكة الشر هي تسمية قديمة < يعود تاريخها الى ما قبل عشرات الاف السنين .
‏قالت مرح :
‏_اا وما سر هاه التسمية يا باناة اا . .
‏_ ~~ لا احد يعلم القصة بالضبط < ولكنهم يقولون انهد مجرذ تقية < وهناك تصة يتم تداو لها منذ الاف السنين < لا احد يعرف محتها .حيث يقولون انه ذات زمان كان في هذا الكان مملكة كبيرة حكمها ملك شرير< اشعل الحروب وار اذ ان يحكم كل شيء با لقوة < وبعد ذلك تم تدميره < وذمرت مملكته بالكامل ولم يبق لها أي اثر< وعلى انقاضها تم بناء خمسة مدن .ولكنها مجرذ قصة من عشرات القصص التي تروى ولا يوجد أي شيء يثبتها او يؤكد محتها ~~ .
‏فحكت مرح وقالت :
‏_ ~~ قصة جميلة فعلا يا ااباندة اا ولكن اليس من الغريب ان الدخول الى هذه المملكة هو ضرب من المستحيل < وما لاقيناه يؤكد ذلك < رانت قلت انك تابعت رحلتنا بالدخول عبركل البوابات < ومن خلال الكم الهائل من الحراسات < ولا ننسى يا بائدة اني انا كنت اقوم بحراسة احدى بوابات الشر .فلما ذا كل هذا؟ لماذا ان لم يكن هناك فعلا )اقوة ما(ا يخشون ان يقوم احد بالسيطرة عليها ~~ ؟
‏فقالت بائدة :
‏_ ~~ اولا < انا لا انفي انه توجد اسرار هنا وفي كل مكان < ممنوع علينا ان نعرفها < اونأل عنها < وهذا امرنتفهمه جيدا … ولكن هذا لا يقني ان هذه الاسرارتتعلق بما نسيه )اقوة الشراا وخوفهم من ان يبطر عليها احد < لانه في المدن الخسة فوق مملكة الشر اعد اذ لا تحمى من الكونيين < وايضا من البشع< ويد خل هذه المدن ذا ثما اشخاص جدذ من كل مكان لم يدخلوها من قبل < ولم يشعر احد يوما ان هناك شيئا يخافون ان يصل اليه احد .رانت يا كونتة … تعلمين جيدا انهم لو ار اذوا القضاء عليك لفعلوا ذلك بهولة < وما تر كوك لتصلي الى هنا … وشي واحد لا تفهمينه انت < وربعا لا تفهمه كل الحارسات ايضا < ان ابواب الشر المتصلة مع عالم البشع هي ليت مداخل وإنما مخارج < أي انه لاخوف من ان يدخلها احد < لأن ذخولها مستحيل <
‏الخرف هو ان يخرج منهد احد < هذه البوابات عممت كمخارج < أي انه ممنوع الخروج منهد < وكل هذه الحراسات التي تحدثت عنها هي من اجل منع أي محاولة للخروج من مملكة الشر الى عالم البشع< وليى من اجل منع دخول احد من عالم البشع الى المملكة . . ومداخل المملكة هي بالمثات < وأيا كان يتطيع الدخول الى مدن مملكة الشربهولة وببماطة ودون مخاطرة او عناء < اذا عرف مكان المداخل < وأشخاص كثيرون من الكونيين والبشع دخلوا الى هنا بالصدفة ودون قصد < اطفال مغار ايضا دخلوا الى هنا بالصدفة < ولكن المستحيل هو ان يخرج احد من هنا ومن اجل الخروج يجب ان يغامر بالخروج من احدى بوابات إلشر< وبصر عبركل تلك الحراسات والعقبات التي لم ينجح احد بتجاوزها < وا نتم رأيتم جزءا هيطا منهد … افهمت الان لماذا اقول عنك مجنونة < لان المخاطرة التي قمتم بها ما كان لها أي دع من اجل الدخول الى هنا < ولو ان كل ما قمتم به كان من اجل الخروج من هنا الى عالم البشع< لكان الأمر طبيعيا …
‏ابتعت مرح وقالت :
‏_ ~~ بائدة اتصدقيني ان قلت لك ان اصدت كل كلمة تقولينها برغم اني لم اتعود ان اممدق أي شيء بهولة ~~ .
‏ابتعت بائدة وقالت :
‏_ ~~ شكرا لك لانك ممدقتني ~~ …
‏لم اتمالك نفسي وخرجت عن همتي وقلت لمرح : _ اتعنين ما تقولين وهل فعلا ما قالته صحيحا …
‏توقعت ان تنفي مرح ذلك بغمزة من عينها < او با شارة ما من وراء الأميرة < لكن مرح فاجأ تني وقالت :
‏_ ~~ نعم انا متأكدة من ان ما قالته الأميرة صحيح مئة بالمئة < لا اقول هذا من اجل خطة في رأسي < او لأي هدف < ولكن هذه هي الحقيقة . . ممدقني يا حسن ~~ …
‏قلت :
‏_انا لا اممدق ولا اريد ان اممدق < اكل الجفون الذي قمنا به كان بلا دع؟ طفل مغير كان بامكانه دخول المملكة بلا عناء؟؟ ! . . انتم الجن كذابون مخادعون … لا يكن هذا . . قولي لي يا مرح ارجوك . . قولي لي انك تخدعينها كما فعلت مع الأميرة بند ارا … اجثنا الى هنا من اجل لا شيء …
‏قالت مرح :
‏_انا لم اقل انفا اتينا الى هنا عبثا < ولم اقل ان ما قمنا به كان عبثا < كل ما تلته ان ما قالته الأميرة بائدة صحيح حول مداخل ومخارج الشر . .
‏_ اذا هناك )اقوة شردا؟؟؟
‏_ ~~ احساسي يقول لي انه هناك شيء ما < بغض الفظ ان اختلفت تميته < وإحساسي ايضا يقول ان هناك سرمنعهم كل هذا الوقت من ايذاثنا < وايضا انا متأكدة ان بائدة ليت جزء من هذه اللعبة ~~ . . انفرجت اسار يري لكلمات مرح الواثقة < فانا اثق بقدرة مرح اكثر من أي شيء اخر .
‏امتعضت الأميرة بائدة من كلمات مرح الأخيرة بشكل واقح وبدى على ملامحها الامتعاض والانزعاج < ولاحظة مرح ذلك وقالت لها :
‏_اا لماذا تبدين منزعجة يا بائدة اا )) قالت :
‏_ اا بصراحة لا ادري الا انه ينتابني احساس بان شيثأ سيثأ سيحدث بسببك لا ادري ما هوء ولكن هذا ما اشعر به وا تمنى ان اكون
‏محطثأاا..
‏قالت مرح :
‏_اا رانا ايضا ارجو ان تكوني مخطئة < لاني لا اتمنى ان اكون السبب ني حدوث سوء لاي كان< والان ايتهآ الأميرة< الا توجد قوا ين او تعاليم معينة علي ان أعرفها اا . .
‏فحكت بائدة وقالت :
‏_ اا كلا يا كونتة اا . .
‏قاطعتها مرح وهي تضحك وقالت :
‏_اا اتفقنا يا بائدة ان تناد يني باسم مرح اا . . ابتسمت بائدة وقالت :
‏_اا لماذا تحبين هذا الاسم وتتضايقين من اسمك الحقيقي اا . . فقالت مرح :
‏_انه اسم ااالدلع اا الذي تعودوا ان يناد وني به منذ كنت مغيرة . . فقالت بائدة :
‏_ اا اتفقنا< سأناديك مرح … يا مرح< ولكن هل بالمعنى المقصود للاسم بلغة الكوبين او بلغة البشع اا .
‏قالت مرح :
‏_ اا لا ارجوك < بلغة البشع < وايضا ارجوك ان لا تخبري )احسن اا بمعنى الاسم بلغتنا حتى لا يشمت بي < ويستمتع بمناداتي به ليل نهار اا . .
‏وفحكتا معا … أما انا فقد اممريت الا ان افهم معناه< ولكن يبدو ان الجئ يتفقون مع بعضهم البعض بسرعة ولا يبوحون بالا سرار …
‏قلت :
‏_بيطة يا )امرح اابلغتكم < ان لم تخبريني فسأناديك باسم ااكونته اا …
‏قالت مرح :
‏_ اا ما اجعل اسم كونتة حينما تلفظه انت< فادني به كما تشاه < ولا تحلم ان اخبرك بمعنى مرح بلغتنا …
‏ووجهت كلامها الى بائدة :
‏_ اا والان ايتها الأميرة هل هناك اشياء منموعة وأشياء مسموحة
‏يجب ان نعرفها اا … قالت الأميرة :
‏_ )اكلا يا مرح< لا توجد ممنوعات< وهنا لاوجود لصديقتك باندارا وتعاليمها < ولا يوجد سراب< انت على ارض الواقع اا …
‏قالت مرح :
‏_ اا اذا اسمحي لي< فسأذهب لعدة ساعات اا … قالت :
‏_´´لك ماشثث´´..
‏التفتت مرح إلي وقالت :
‏_ ~~ حسن انتظر ني وساعوذ بس عة ~~ ؟؟؟
‏اعتر انى الخضب وقلت : _ الن تأخذ يني معك ؟
‏رذت مرح :
‏_ ~~ لا يا حسن < الأفضل ان تبقى وسأعوذ بأسرع وقت مكن ~~ . فتأفأفت وقلت :
‏_شو يا مرح < هل زوري انتهى ولم تعوذي بحاجة الي < هل هذا هو عهدك الذي عاهد تني به منذ البداية؟ ابتعت … واقتربت مني . هذه الجنية الخبيثة تعرف جيدا انفي لا استطيع مقاومة نظرة من عيونها < وخامة حينما تقوم بتبيلهما . . قالت بغنج وذلال :
‏_ ~~ حسن انت بتجنن < لما بتحرذ مثل لصغار< رانت بتعرف منيع باني لم اكذب عليك منذ البداية < وسأحافظ على عهدي معك < ولكن ان جثت معي فستعطل حركتي < وما استطع القيام به بماعة لو حدي ومن خلال قدرتي على التحرك والتنقل المسرح < سيأخذ منا نحن الاثنين معا الف ساعة < رانت تفهم ماذا اقصد < سأذهب بس عة وسأعوذ بس عة ~~ .
‏واقتربت مني وهمسة بأذني :
‏_ ~~ وبعدين آنت ليشر زعلان يا ابو النسران < ما انا تاركتك مع بائدة الأمورة < ولا تنسى انهد احلى من بند ارا < و بائدة أميرة عن جد < مشر مثل باندارا الملي طلعت أميرة بالكذب . وبدين انو عندما من الأسرار الملي انت بتحبها كثير ~~ .
‏ارذت ان اضحك لخفة ذم مرح < ولكني تمالكت نفسي حتى احافظ على ااكشرتياا وأشارت يبدها وقالت :
‏_ اا باي حسن اا . .
‏واختفت كلمح البصر< ومثلما كانت تفعل بالسابق في بداية معرفتي بها …


 


قديم 01-18-16, 08:16 PM   #30
general

الصورة الرمزية general

آخر زيارة »  05-02-24 (02:57 PM)
المكان »  في ظل سلمان الحزم
الهوايه »  قصص العالم الاخر ( الجن )

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



- الحب الأسطُوري ٣٢
كانت الأميرة باناة تراقب ما يحدث وتبتسم < وشعرة بأحراج من تصرفي وتأثري لذ هاب مرح … قالت الأميرة باناة بصوت ناعم وبكلمات بالكاذ تخرج من بين شفتيها لتصل الى أذني :
‏_ اا اتحبها يا حسن اا ))
‏فاجأ تني بهاا السؤال < ولم اذر بما ذا أجيب . . وقلت :
‏_ بصراحة < لقا اعتدت عليها كثيرا فهي معي منا فترة طويلة < وقا مررنا معا باقسى الظروف ولم
‏تفارقنيولوللحظة< ولهذا حينما شعرت انهد ستذهب احسست بفرغ كبير . .
‏قالت الأميرة :
‏_~~ اتحبها يا حسن ~~ ؟؟؟ قلت :
‏_ربما تعوذت عليها ! ! ! ابتعت وقالت :
‏_اا ربما …
‏وا ردت ان اخرج من هذا الحوار .نسألتها :
‏_هل انت ايتها الأميرة المسؤولة عن هذه المدينة ؟؟؟
‏_ اا كلا< هناك مسؤول أخر عن هذه المدينة < رانا اميرة المدينة< ولا توجد لي سلطة تنفيذية على أي شيء ومهمتي رمزية تنحمى ني الشكليات واستقبال الفيون والاحتفالات … . الخ سألتها :
‏_وكيف اصبحت اميرة ؟؟؟
‏_ اا انه لقب رمزي < وتد حصلت عليه بالوراثة اا . . _ وهل لكل مدينة اميرة مثلك ؟؟؟
‏فحكت وتالة :
‏_اا نعم < لكل مدينة اميرة< وهو تقليد متعارف عليه منذ عشرات الاف السنين اا .
‏_ اذا ابرك ملك هذه المدينة ؟
‏_اا كلا والدي لس ملك ولا يوجد عنانا ملوك اا . _ اذا انت ابنة سؤول المدينة ؟
‏_ اا كلا < لست ابنة مسؤول المدينة اا . .
‏_ اذا انت ابنة احد الكبار ؟
‏فحكت وقالت :
‏_ اا اليس من الا سهل لك ان تسألني ابنة من انت اا ؟ _بصراحة أه< ابنة من انت ؟
‏_اا انا ابنة العالم (سندات ) اا …
‏وفحكت الأميرة حق سقطت دموعها من الضحك وتالة : _ اا انا لا الوم كونتة انو فربت منك اا .ا .ا
‏_ اذا سمحت قولي مرح ولا تقولي كونتة … فحكت الأميرة وتالة :
‏_ اا ااحاضراا والان ما رايك ان تحكي لي انت عن عالم البثر اا …
‏_ولكنكم انتم الجن تعلمون كل شيء عنا … نقالة وهي تضحك :
‏_~~ يبدو انك لا تميز ين الكوبين وين مكان هذه المدينة < على العموم هذا ليس مهما .ولكني ولدة ني هذه المدينة وترية بها ولم اخرج منهد < ولن اخرج منهد مثلي مثل اغلبية مكانها < نلآ احد يخرج من مدن مملكة الشر الا اشخاص محدودين < ولهذا فانا لا اعرف عن عالم البشر< وحقى عن )اعالم الكوبين اا الا القليل مما نمعه ونقر اه < ربما شوة لي ان اسمع عنه منك ~~ . _سأحكي لك عن عالم البثر< ولكن بعد ذلك تجيبيني عن كل امثلتي …
‏_~~ كلا < نأنا بهذه الحالة سأخسر< وخامة ان اسثلتك لا اول لها ولا اخر .ولكني ساعطيك مقابل كل سؤال اوجهه لك عن عالمك < خمسة اسئلة تألها ~~ ؟
‏_مو انق …
‏وبدات احكي للاميرة بائدة عن عالم البثر< وعن لغاتهم < وعن لحريقة عملهم < وحيا تهم وحر وبهم وسلامهم وزواجهم وطلاتهم وتواينهم .وكانت هي تصفي الي باهتمام شديد ودون ملل < وتال اسئلة كثيرة حتى ني الامورالتانهة < ومرالوتت بسرعة < حتى مللت انا وهي لم يسبها الملل . كانت تصفي كطفلة مغيرة تروي لها جدتها حكاية .
‏احضرت الطعام وانتظ تني حتى انتهيت لاكمل لها حكاية البثر . تعبت واممابني النعاس < وطلبة منهد ان ترحمني وتد عني استريح تليلا .نوا نقت على ان توتظني هي بنفسها بعد عدة ساعات … نوا نقت وطلبة من احد مرانقيها ان يمحبني الى غرنة ني القصر< من كبرها ونخامتها كادت ان تنسي تعبي ونعامي . . ونعت وما كدت ان انام حتى مرت ألساعات < رجاء من يوتظي ولكني ايت ان انيق .وببدو انهم تر كوني انام ساعة اخرى او اكثر .
‏اغتلت وخرجت من الغرنة لاجد من يتنظ ني بخارجها وبرا نقني الى حيث تجلس الأميرة بائدة على ارجوحة ني الحديقة . جلست معهد وعدت من جديد < احكي لها عن البثر .وكانت تألفي اشلة كثيرة حتى انا لا اعرف لها اجوبة < ولكني كنت اخدع لها اجوبة من خيالي وتقتع بها < ويمو الوتت وتال وأتن ني تناتضات اخترا عاتي وتتغرب هي وتال :
‏_ ~~ الم تقل لي انت حينما سألتك … .
‏وا خدع لها تصة جديدة لتغطر على كذبي .حتى اني اخترعت لها شعوبا جديدة وعادات جديدة ولغات جديدة ومورث لها البشع من آلرتي والمثالية والمحبة والتآخي والسلام والذكاء والعلم … الخ ولو ووبت ما ووبت لها لمجنون من البثر لتاكد اني مجنون اكثر منه … .ولكن المصيبة الكبرى انهد لا تمل وعلى كل كلمة تعلق وتسال عن كل شيء وكاني ملم بكل شؤون البثر …
‏واحترت كيف اتخلص من هذه الورطة ولكن دون جدوى ناخذت اجاريها .ونجاه سمعت فحكة عالية ردت الي الروح … مرح المجنونة عادت وظهرت كلمح البصرويبدو انهد علمت بط يقة ما بكذبي واختراعاتي اوا نها تضحك على ورطتي … جلست بجانب بائدة على الأرجوحة واخذت تدنعها بقدميها لتتراتص امامي وتالة لي :
‏_ ~~ اكمل يا حسن شرحك عن عالم البثر الواع المثالي المتكامل ~~ . . التفتت الى الأميرة بائدة وتالة لها :
‏_ ~~ كيف رايت عالم البشع يا بائدة بعد ما حدثك به حسن ~~ ؟؟؟
‏قالت :
‏_ ~~ بصراحة هناك اختلاف كبير بين ما سمعت عنه في السابق وما قرا ته في الكتب ربين ما قاله حسن
‏ردت مرح وقالت :
‏_الكتب التي قرأتها قديمة < وما سمعته كان شيئا في الصافي اما الان فعالى آلبشر مختلف .فكلهم يحبون بعضهم ولا احد يقتل الأخرولا توجد حروب عندهم الا للتلية .وهم لا يخونون ولا يكذبون ولا يس قون .
‏ادارت بائدة رأ سها باتجاه مرح وقالت : _ ~~ انت تخرين يا مرح
‏ردت مرح :
‏_ ~~ ولما ذا اسخر … ايعقل ان نخرمن هذه المخلوقات الرقيقة اللطيفة الرائعة المثالية < لا يا بائدة لا تقولي هذا ارجوك ~~ . ابتعت بائدة ووقفة على قدميها < وبلطف حركة الأرجوحة ومرح ما زالت جالسة عليها وقالت :
‏_~~ سادعكما لوحدكما قليلا
‏والتفتت الي وقالت :
‏_ ~~ ولكني ساعود لتكمل لي الحديث عن البشع وعالمكم .فلا تهرب يا حسن …
‏سارت بائدة متجهة الى القصرلتتركنا لو حدنا تاركة خلفها انطباعا اخر عن لطفها واد بها … .
‏قلت لمرح :
‏_ ~~ كلك ذوق يا مرح .دكان هناك دع لتقومي بإحراجي امام هذه ااالهبلة اا … .
‏ردت مرح :
‏_ ~~ وحياتك عندي انك انت ااالاهبل اا.اتطن انهد ممدقت اكاذيبك عن البشع وعالمك .هي تعلم انك تكذب ولا تريد ان تقول لك ذلك وتجاريك على )اقد عقلك اا …
‏قلت لها :
‏_هذا غير صحيح وما يدر بها ان كان ما اقوله صحيح ام كذب < وعلى كل حال هذا ليى ذنبي < فهي افقد تني مموابي باسثلتها الكثيرة < حول كل شيء وكأني ذو علم واسع في شؤون جميع البشع< فما ذا افعل ان قلت لها لا اعرف .فتقول ولما ذا لا تعرف < الست من البشع؟ انهد تتحدث عن عالم البشع وكانهم قرية
‏مغيرة< نكفت اخدع لها الإجابات وهي تحدو ما اتول .حتى جت انت وأخذت تثككينها بكلاي من خلال سغريتك ~~وثقالة 0 ‏مك ~~ …
‏تالت :
‏_يا حس يا حبيي < يقولون ني هذه المدينة اهينما تتكلى ويمني اليك احد ولا يقاطعك نهذا لا يعني انه يمدتك ).وانا بعد مآ تركتكما ومن خلال جولتي ني~~مدينة القمر~~ علمت عن الأميرة
‏بائدة الكير< نعم هي لا تمل ولا تتمنع< نهي تتمرف على طيعتها بكل شيء وصحيح انه لا 0 ‏خل لها بما يحدث .والجميع هنا يعبونها لأنها تتعق ذلك ء وتلقب ايفا اابالاميرة البرية ~~ لان معظ تمرناتها تدل على البراءه ولكنها ايفا ذكية ولماحة وماهبة علم كبير .نلا تتفاجأ ان كانت هي تعلم عن البش اكر مما تعلمه انت .ولمعلوماتك نهي تعيد كل اللغات القديمة والحدية للبش والكوبين ايفا . معيح انهد لم تفرج من المدينة ولم تذهب يوما الى عالم البش وعالم الكوبين .وهذا لا يعني انهد تجهل ما تتمه عليها واراهنك انهد الان تد كونت نكرة عن شخمك من خلال ما تحدثت بة ~~ …
‏تلت لمرح :
‏_شكرا لك على هذه المجاملات الطفة … 0 ‏عينا من هذا المرفوع وتولي لي هل عرنت ك ن ~~توة الش ~~؟؟؟
‏فعكت وتالة :
‏_~~ أه عرنت< وهلأ بنروح بنوخذها وبنرجع على البيت . . س المشكلة ما ني معنة كس نعطها نه ~~ !
‏تلت :
‏_بدون مزاح < ماذا نعلت بغيابك كل هذا الوتت …
‏تالت :
‏_ ~~ لم انعل شيثأ < نقط تجولت ني مدينة القمر لاعرف اين نحن بالضبط < وا حاول ان اجد خيطا نير خلفه < وببدو لي انفا ني مكان غريب نعلا < وسنحتاج الى وتت كثير حتى نفهم طبيعته وخواص.وثيء واحد لا انهمه < أطمثن إليه من ناحية ومن ناحية اخرى أخاف منه .وساحتاج لعدة ايام حتى اتأكد منه … الشي ء هو ان هذه المنطقة لاتخفع االسلطة الكاتواا وتواينها ستقلة ومخير مرتبطة بقوا ين عالمتا …
‏المطمئن ني المرفوع ان كان هذا صحيحا < نهذا يقني انفا هنا بأسان ولا احد يطارد نا < والمخيف ان لم يكن آلامر كذلك نلن نخرج من هنا الى الأبد < والمحير الذي لا انهمه … لماذا تر كونا ندخل الى هنا ؟؟؟وتدكان بامكانهم القبض علينا متى شاؤوا .خامة واننا لم ندخل وغما عنهم بل بارادتهم وموانقتهم < نما هو السر والحكمة ني ذلك ~~ ؟؟؟
‏تلت لها :
‏_ اسمعي يا مرح < ني عالم البثر يقولون )اخذ الحكمة من انواه المجانين اا .ومن الذي مر علينا ومن تجربتي البيطة جدا والمتوافقة اشعر بان هناك ااسركبير خلف ما يحدث معنااا واخشى ان هناك لعبة اكبر مما تصو رنا .ولدي احساس بان كل ما حدث تد خطط له تبل ان يحدث ولكنهم ارادوا ان ييركل شيء على طيعته ولا تنسي يا مرح انك واحدة .وهم الاف الآلاف < يخططون
‏ويد رسون كل شيء < تأكدي يا مرح انهم ار اذوا ان نصل الى شيء ما .او نكتشف شيئا ما < او انهم ار اذوا ان يتأكدوا ان كان هناك من يتطيع ان يصل الى شيء ما < وان كان هناك سر ما يجب ان نجده فهذا السر لابد انه موجوز في الصافي وليى في الحاضر . . لاحظي < نحن نبحث عن )اقوة آلشراا < وهنا يقولون انه كان هناك ملك آاشريراا ذعرت مملكته وحرقة < اذا يجب ان نبحث في الصافي البعيد والزي بببه سميت )امملكة الشراا بهذا الاسم . لنبحث كيف ذعرت )امملكة الشراا . . ما نبحث عنه لن نجده في المدن الحديثة < بل سنجده تحت المدن < ما السر الذي جعل كل من يدخل هذه المدن لا يخرج منهد … ولا حظي ان الأميرة بائدة قالت : )اانه من السهل ذخول مدن المملكة ولكن من المستحيل الخروج منهد … اا . . لماذا لا احد يخرج وان خرج ماذا سيحدث له .الم تتساءلي < انت مرح … عضو في مجلس ااالكاتواا وحارسة لبوا بة الشر منذ سنوات طويلة .لم تعرفي ماذا يوجد خلف البوابات ولم تعرفي عن مملكة الشر .اذا ااالكاتواا جميعا لا يعلمون .وا ذا كان مجلس ااالكاتواا وهوالسلطة التنفيذية في عالمك لا يعرف شيئا عن هذه المملكة … فكيف سيكون له نفوذ عليها . اذا هناك شيء اقوى من ااالكاتواا يجهله حتى ااالكاتواا يا مرح < الم تلاحظي ان الأميرة بائدة تابعت قصتنا من لحظة ذخولنا الأقواس < وكانت في انتظار نا وتوقعت ان نصل ابكر مما وهلنا < هذا يقني ان القوة التي سيطرة على كل ما مر علينا .هي التي تصدر الأوامر الى من في هذا المكان .وان ذل ذلك < فهذا الكان خانع لقوة تد يره …
‏اثناء حديثي كانت مرح تصفي باهتمام .
‏بعد ذلك قالت :
‏_ ~~ لقد ممدقت يا حسن < انك تفاجثني بقدرتك على التحليل … كلامك منطقي وصائب وقد خطرت لي فكرة من خلالها يكن ان ننطلق ذون تخبط … والان يجب ان اتركك وا ذهب وسأعوذ باسرع وقت .ولن اعوذ خالية الو فاض ~~ . انطلقت مرح مسرعة ولم يكن با مكاني ان استوقفها لاسألها متى تعوذ .لم اعلم الى اين ذهبت او الى اين تنوي الذهاب … ومن بعيد لمحة الأميرة بائدة تخرج من بوابة القصر قاذمة نحوي < وبدات ابحث عن حريقي لاتخلص من اسثلتها الكثيرة عن البشع … .
‏اقتربت وجلسة على الأرجوحة من جديد وقالت :
‏_~~ اين ذهبت ممديقتك المجنونة هذه المرة ~~ . .
‏قلت لها مازحا :
‏_ذهبت لتحفر لنا بعض السندويشات فضحكت بائدة وقالت :
‏_ ~~ لم اعلم انك جاع. على كل حال الطعام جاهز< ولكن من الذوق ان تتنظ سندويشات )امرح اا والان هيا اكمل لي الحديث عن البشع من حيث توقفنا ~~ .
‏قلت :
‏_ امري لله … اسألي انت وساجيبك < واخذت بائدة تمال رانا اجيبها ولكن هذه المرة كنت اشرح لها باني لا اعرف ما لا اعرفه < وقد كانت متفهمة ولم تكن تلح علي .ومنحت الفرصة اثناء حديثنا ووضحة لها اني كنت امزح في بعض اجاباتي السابقة …
‏ابدت تفهما ولم تعلق … مرت ساعات ونحن على نفس الحديث < اكلت وشربة وذهبت للنوم < وافقت ومرح لم تعد < والأميرة بائدة لا تمل واسثلتها لا تنتهي .وبعد عناء استكفت الأميرة بما عرفته عن البشع < وتنفست أنا الصعداء وسمحة لي ان اغير الموضوع واخذنا نتحدث في مرافيع شتى .وطلبة منهد ان تشرح لي هي عن مدن مملكة الشر ؟؟؟
‏قالت :
‏_ ~~ ساشرح لك ما اعرفه < أما ما لا اعرفه فلن اخت ع لك اجابات عليه مثلما فعلت انت < )امملكة الشراا اسم قديم يطلق على هذه البقعة < والاسم ليى على سمى وعكس الحقيقة < والامح كان يجب تميتها بمملكة ااالخيروالحب اا ولكن التقية القديمة غلبت على أي تقية اخرى < وا مبح الاسم امرا واقعا لا يمكن تبديله … مملكة الشر تقع في الجزء المنسي من الأرض وفي وسط الحواجز الزمنية بين عالم البشع وعالم الكونيين < أي ان نصفها يقع في عالم البشع والنصف الثا ني في عالم الكونيين < وهي وحدة متكاملة متواصلة غيرمجزأه برغم انهد تقع بين عالمين < لها خوا مها المادية من جميع النواحي . والتي تختلف عن الخواص الموجودة في عالم البشروعالم الكونيين < مداخلها كثيرة وهي ممتدة على طول الحواجز الزمنية … توجد لها عشرات المداخل في عالم البشع وعشرات المداخل في عالم الكونيين . اما ابواب الخروج منهد فهي قليلة وعد دها ( 13 ‏) بابا < وجميعها في حدود عالم البشع .اي ان الخروج من هنا لايتم الا عبر عالم البشع . سميت البوابات او المخارج ببو ابات الشر .ويشرف على حراستها من الخارج السلطة الحاكمة بعالم الكونيين < اما من الداخل فهي تقع تحت سؤ ولية اارموزنااا مباشرة … البشع لا يعلمون بوجودها بشكل تام < ولكن هناك من يعلم وهناك من يتوقع < وايضا هناك من البشع من يعلم بو جود البوابات ولكنة لا يعلم ما يوجد خلفها < وهناك من استطاع ان يعرف ولكنة لم يعرف التوقيت الذي تفتح فيه المداخل للدخول الى المملكة … ومن ناحية اخرى فأن الدخول الى المملكة سهل ان كان من قبل البشع او الكونيين ان استطاعوا معرفة الرموز والتوقيت للدخول < والمداخل تبقى مفتوحة يوميا من غروب الشمس الى شروقها < وقليلون هم الذين استطاعوا الدخول بعد ان فكوا الرموز وعر فوا التوقيت < وكثيرون هم الذين دخلوا الى هنا بالصدفة وبدون قصد < ولاتتغرب ان قلت لك ان طائرات بكامل ركا بها وسفن وسيارات ومركبات متنوعة للبشر وهلت الى هنا عن طريق الصدفة < وتم ذلك بمصادفة المرور النير المقصود بالمساحة المحدودة للمدخل عبر الحاجز
‏الزمني في وقت انفتاح المدخل < وكذلك يحدث ايضا مع الكونيين فهم بهذه المعا ذلة لا يختلفون عن البشع< الا ان وجرذ )االمخارج اا بوابات الشر معروف لديهم ولميس بالسر< طبعا البوابات فقط هي المعروفة < اما ما يوجد خلفها فهو مجهول وا قصد بحديثي العامة .اما المسؤولون هناك فهم يعلمون كل شيء … هذا بخصوص الدخول الى المملكة .اما بخصوص الخروج فهو ضرب من المستحيل < ولا يتم الا عبر (البوابات) والحراسات الداخلية والخارجية المعقدة < والتي لا يمكن حتى تصور ها رانت ومرح خضتم تجربة اجتياز ما يعآذل واحد بالمئة من حجم الحواجز والحراسات الموجوذة . . أما لماذا لا يمح بالخروج من هنا . . فبصراحة انا ايضا لا اعرف < وللحقيقة لا احد ينكر بالخروج منهد حتى ولو للحظة واحدة .ومتعرف انت هذا في الأيام القا ذمة .نكل شيء واي شيء يتصوره عقلك موجوز هنا < وهنا لا يوجد الم ولآ معا ناه لا امراض … هنا يوجد حل لكل شيء .وكل ما تتمناه ستجده < ولكن هذا لا يقني انه سيحفر اليك ذون ان تعمل لتحمل عليه . في مدن المملكة كل فرز يحاذ مكانته من خلال ما يقدم للمدينة وللآخرين < وعلى سبيل المثال هنا لن تستطيع ان تسرق شيئا من احد ولا ان تاخذه با لقوة … وهنا لا يكن ان تدعي انك الأفضل < بل يمكن ان تثبت ذلك ان كنت تتحق < الحظ كلمة لا نؤمن بها هنا < بل نؤمن بالعمل والواقع < لا يوجد هنا ظالم ومظلوم .هنا مملكة الأمان والمحبة والسلام … وبغض النظر عن تميتها اابمملكة الشراا طبعا هنا متجد امورة كثيرة مشابهة لأمور في عالم البشع والكونيين < على سبيل المثال < أنا اسكن قصرا فخما وهناك غيري من يكنون بيرتا متواضعة ومحاذية < في عالم البشع هذا يدل على اشياء كثيرة كما تقولون .مثلا فلان ولد وملعقة من الذهب في فمه .رفلان ولد فقيرا … ربما هذا في عالمكم صحيح ولكن عنانا هذا لا يحدث ابدا .فان كان طموح الفرذ ان يصل الى سترى معين … فلديه الفرصة ليحقق ذلك من خلال مجهوذه وعملة … والفرص هنا متما وبة بين الجميع ذون تمييز بين فرز وآخر … يتطيع أي فرز هنا ان لا يعمل شيئا ولكنة لن يحمل الا على الأشياء الاساسية مثل الطعام والمسكن .اما ان اراز ان يتميزفيجب ان يعمل للوصول الى ذلك .ولن يقيده مركزه او مكانته او اجداذه < وإنما ذوره في المجتمع هو الذي يحاذ. فلا احد يتمد مكانته من الآخرين …
‏توقفت الأميرة بائدة عن الحديث للحظات ثم استرسلت وقالت مبتسمة :
‏_~~ ان كانت لديك ايه اسئلة تستطيع ان تقاطعني وتسأل .انا اتدر ان هناك اهور كثيرة من الصعوبة بمكان ان يتم فهمها بسهولة … . لاتهتم ان اردت مقاطعتني … . . سأعود لمملكة الشرومدنها بعيدا عن التفاعيل الداخلية التي لا تنتهي … ~~ قلت في السابق انه قد تم بناء خمسة مدن على هذه المنطقة المسماه بمملكة الشر .والمدن التي تم بناؤها منذ عشرات الاف السنين وهي مدن متصلة ببعضها ببعض < ولا تفصل بينها حواجز آو اسرار< وهي ايضا تشكل وحده متكاملة .ولا يوجد فرق بين مدينة وأخرى < فهي مجتمعة تشكل )امملكة الخيراا.وقد قلت في السابق ان لكل مدينة اميرة رمزية < ولكن السلطة التي تحكم هي واحدة … المدن هي : مدينة ألقمر وقد سميت نسبة الى القمر .رانا بائدة اميرة هذه المدينة وتلي مدينة القمر المدن التالية : مدينة الشمس واميرتها )ااميرة الشمس اا . مدينة الظلال واميرتها )ااميرة الظلال اا . مدينة الصدى واميرتها )ااميرة الصدى(ا . مدينة النجوم واميرتها )ااميرة النجوم اا .
‏ولم تسم المدن الخسة بهذه الأسماء عبثا < بل اخذت المدن اسماء ها بناء على العواهل التي أثرت فيها . فالقمر مثلا لا يظهر في المدن الأخرى بهذا الوضوح والتواصل مثلما هو في هذه المدينة وعلية تمت تسمية المدينة نسبة الى القمر … وكذلك الشمس فهي تظهر في احدى المدن طوال الوقت < ولكن هدرجات متفاوتة ففي نفس الوقت الذي تغرب فيه تنعكس اشراقتها من جديد عبر الحواجز الزمنية على المدينة مرة أخرى < طبعا ليست بقدر قوة اشراقتها .والسبب معلوم لدينا < فهي لم تشرق على المدينة وإنما اشرقت في جزء ما من العالم . وا نعكس نور ها عبر الحواجز الزمنية ورمل المدينة .وعلية سميت بمدينة الشمس .وكذلك النجوم فهي ترى في احدى المدن طوال الوقت وباستمرار وذلك بسبب الانعكاسات الزمنية … اما مدينة الظلال فالتسمية مأخوذة لأن كل شيء في تلك المدينة تتعاد ظلاله نيكل الأوقات وبتوامل دون فرق بين وقت وآخر .وان مدينة الصدى والتي اعتدنا ان نطلق عليها اسم )االمدينة المزعجة اا … فقد اخذت تسميتها من ممدى الصوت وتكراره .فهناك يجب ان يعتاد الفرد على سماع ممدى كل كلمة وفي كل الأوقات …
‏المدن الخسة من افضل وا جمل وا روع المدن كيفما نعلم بالمقارنة مع جميع المدن في عالم البشع … مع انه لا مجال للمقارنة لا من بعيد ولا من قريب من جميع النواحي دون استثناء . وعلى الوغم ان لكل مدينة خواص مختلفة عن الأخرى الا انهد في النهاية تشكل مدينة واحدة كبرى .ولكل فرد الحرية الكاملة بالتنقل والسكن اينما اراد وكيفما اراد . . ونحن اميرات المدن الخسة تربطنا علاقات وثيقة وحميمة .على الوغم من التنافس الكبير القائم بيننا طوال الوقت للفوز بلقب افضل وا جمل مدينة او اية القاب اخرى . . ففي كل الف اشراقة أي كل ثلاث سنوات يتم اختيار )االمدينة الا جمل اا من المدن الخسة .وقد استطعت ان اجعل مدينتي تفوز بهذا اللقب خمس مرات وبعد اشهر سيخين موعد الاحتفال باختيار المدينة الا جمل من جديد وكلي امل بان افوز بهذا اللقب للمرة السادسة …
‏ابتسمت بائدة بحياء بعد ان كانت متحمسة للحديث عن المسابقة وقالت :
‏_~~ انا اسنة فالحديث عن المسابقة والتنافس ليسر ذو قيمة للموضوع الذي نتحدث فيه .ولكن هذا موجز عن مملكة الشر وبامكانك ان تسأل ما تشاه .فانا مدينة لك بخسة اسئلة مقابل كل سؤال
‏سألته لك اياه … واعتقد اني مدينة لك بالأف الأجوبة … تفضل اسأل كيفما تشاه وتريا
‏فحكت < خمن كثرة الأسئلة التي لدي لم ادر ماذا اسأل او عن ماذا اسأل فقد ادخلتني في الف متاهة .ومن كل كلمة كانت تخرج من فمها يدور فى رأسي الف سؤال … وقلت :
‏_ لا توجد لدي أية اسئلة …
‏وار تمت على ملامح وجهها علامة استفهام واستغراب ساخرة وهي تضم شفتيها وتفلق عينيها قليلا وقالت :
‏_ ~~ معقول يا حسن انة لا توجد لديك اسئلة ~~ ؟؟؟ نقلت :
‏_بصراحة انا اسأل لكي افهم وبما اني على قناعة باني مهما سألت فلن افهم شيئا .فسأربح تفكيري ولن اسأل … اتظينني سأفهم مهما شرحت ما هو الجزء المنسي من الأرض < اعفي ذلك الجزء الذي ذكر ته < او عن الحواجز الزمنية او تداخل العالمين والمخارج والمداخل وموامنمات مدنكم العجيبة … وتناقض اطلالة الشمس وغروبها في الوقت ذاته .كل ماذكرته يا بائدة اصدقة مئة بالمئة ولا ارى فيه الشيء العجيب ففي عالم الجن كل شيء جائز … ولكني لن افهم كيف يكون ذلك ؟؟؟
‏قالت :
‏_~~ الأمر بيط مع انه قد يبدو لك معقدا وغريبا وعجيبا ولكن ان فكرة قليلا ستجده امرا عاديا …
‏تصور الشيء احيانا يكون معبأ ولكن حين يتم نهمه يصبح هيطا … سأشرح لك دون تعقيد . ! ! ! ! قل لي ما هو الشيء الالحثر تعقيدا ولا يمكن لك تصوره من الا مور التي ذكرتها … فحكت وقلت :
‏_كل شيء دون استثناء < فكل امر اعجب من الآخر … . قالت :
‏_ ~~ اختر لي اعقد شيء لا يمكن ان تتصوره …
‏فكرة قليلا وقلت :
‏_مدينة الشمس مثلا كيف تغرب الشمس وتشوق عليها في نفى الوقت < وهذا مستحيل من جميع النواحي ولا يمكن ان يكون … فالشمس واحدة الا اذا كان للجن اكثر من شمس او لهم شموسهم الخامة ! ! ! !
‏فحكت بائدة وقالت :
‏_ لا توجد عنانا وعند كم الا شمس واحدة < وقمر واحد <
‏فالشمس التي تشرق وتغرب في عالم البشع تشرق وتغرب في عالم الكونيين وا نها نفس الشمس هنا .وكذلك ألقمر والنجوم … . انا لم اعتقد انك متأل عن اشراقة الشمس وغروبها في نفس اللحظة < فهذا امر عادي جدا وقد شرحته لك ولما ذا الاستغراب فهذا يحدث في عالم البشع ايضا … لقد قلت لك انه حينما تبدأ الشمس بالغروب تنعكس اشراقتها على المدينة عبر الحواجز الزمنية … اما كيف يتم ذلك < سأشرح لك من جديد < فهي تشرق على جزء أخر اليس كذلك ! ! ! وما يتم في المدينة انه حينما تبدأ الشمس بالشروق في موقع ما بعيد جدا عن المدينة ينعكس نور ها عبر الحواجز الزمنية وير تد من جديد على هذه المدينة بالذات بحكم موقعها وهذا امر بيط ليى بحاجة الى شرح .ان كنت تفهم ما هي الحواجز الزمنية … . ~~ .
‏صمتت قليلا وقالت :
‏_ ~~ اتريد ان اكشف لك سرا ولا تتفاجأ به . . نحن نفوتكم في التطور عثات السنوات < ولكن هل تعلم على سبيل المثال بان البشع استطاعوا الوصول الى القمر ونحن لم نستطع < وربعا انفا لن نتطيع ان نفعل ذلك في يوم من الأيام في هذا المجال وعشرات المجالات الأخرى التي هي بحاجة الى استخدام المادة بشكل كامل …
‏البشع متفوقون علينا بكثير< وهل تعلم بان البشع ميستطيعون في السنوات القادمة الوصول الى الكثير من الكواكب التي لن نصلها نحن ابدا وذلك ببب تمتعهم بالمزايا المادية الكاملة ! ! ! ! خطأ البشرالوحيد انهم لم ينكروا باكتشاف دماغهم واسرارعالمهم على الأرض < وذهبوا لاكتشاف الكواكب الأخرى البعيدة … اتعلم ان علماء عالمنا يمضون سنوات كاملة في توجيه علماء البشع من اجل ان يقوموا باكتشاف بعض الا مور المادية ليحصلوا من خلال هذه الاكتشافات على المعلومات التي يحتاجونها لتطويرالكونيين … إن الارتباط مع البشرهوارتباط مصيري لا فكاك منه < كما ان كل الاكتشافات التي تمت في وقت )االصفرين اا اقصد كل مئة عام كان خلفها علماء الكونيين …
‏قلت :
‏_شكرا لشرحك ولكن بصراحة لم افهم وبصراخة اكثر لن افهم وا كثر من ذلك < لا اريد ان افهم الا شيئا وأحدا … هل ساخرج من هنا يوما ما ؟؟؟؟
‏ردت :
‏_ ~~ غريب . . لم يصل احد الى هنا وفكي بالخروج < وحديثي كان واضحا حول استحالة الخروج من المملكة ولكن بعد ان تتعرف على مدن المملكة لن تفكر بالخروج ابدا …
‏_ فعلا ان هذه المدينة لا بد وا نها اروع ما في الوجود < وخامة انك اميرتها ولينتي استطيع البقاء فيها الى الأبد … ولكن جذ وري وانتماثي ليى الى هنا … وإنما في عالم البشع< حيث عائلتي وأبناء جنسي < ولم احضر الى هنا الا من اجل شيء أخر غيره … .
‏_ ~~ ان هدفك يا حسن هو ما تمونه )اقوة الشراا ~~ ؟؟؟
‏_~~ كلا يا با نده < اقول لك الحق ووغم كل تناقضي وتخبطي باشيا، كثيرة في نفس الوقت الا ان هدفا وأحدا لن يزول من تفكيري وكل الأهداف الأخرى بجانبه ليت بذات قيمة …
‏_ ~~ وما هو هدفك يا حسن ~~ ؟؟؟
‏_هدفي غادة … يا با نده . .
‏اتسمت با نده وتالة بلهجة لا تخلو من الخبث : _ ~~ انت تقصد ااكا 0 ‏انته اا ~~ ؟؟؟
‏_كلا اتصد غا 0 ‏ة …
‏_ ~~ اعلم < انت تتحدث عن الكرية ااكا 0 ‏انته اا التي تخليت عتها < وببيك تم عزلها .لقد تلت لك اني اعرف تصتك بالكامل .ولكن وو نقا لما رايت وسمعة وعرنت بانك تحب اختها كونتة .الا
‏اذا كان للبثرلحرتا للحب لا نعرنها ! ! ان كان هناك نليتك تحكيها لي لاعرف ولا نهم كيف تحب ااكا 0 ‏انته اا وني نفس الوتت تحب اختها كونتة ~~ ؟؟؟
‏_معك حق ني ما تلت وبما تظين < رانا لم اخجل واعترف اني ملي ء بالتناتضات . . نعم انا لست مثاليا ولا نبيا ولا عالما ولا نيلسونا … انا مخلوق نعيف من مخلو تات الله مثلي مثلكم انتم بني الجن او الكونيين كما تسمون انفسكم .نعم هناك تصر نات غريبة ومتناتضات حتى انا لا اجد لها تفسيرا < ولا اطلب من احد ان يتفهمها … لست ألها لأخلو من العيوب والضعف … لن اكذب ولن اكابر واعترف لك يا با نده باني احببت )االجنية مرح اا وامبحت جزءا من حياتي < وا نقدت خلفها ني كل شيء ولم احتمل مجر 0 ‏التفكيربانها متختفي يوما ما من حياتي … سمه حبا ان ار 0 ‏ت < او سمه عشقا او جفونا ان
‏ار 0 ‏ت < نالحقيقة ان هذا تد حدث < كيف ولما ذا رمتى … نهذا لن يغير ني المرفوع شيئا … اخت زوجتي وحبيبتي غا 0 ‏ة < أو ااكا 0 ‏انته اا كما تمينها اصبحت اهم شيء ني حياتي … اعترف بذلك … خيانة .غدر .حقارة . . ايضا هذه الألقاب ان اطقتها
‏على نفسي نلن تغير شيئا < وا نتم يا بني الجن < لقد تعلمت منكح الكثير< وراية منكح المعجب والمستحيل < وا كثر الا مور التي عرنتها عجبا . . ليست الحواجز الزمنية < ولا التفوق العلمي < انما هي نفسي وما تخفيه … نعم انتم تقرنون كل شيء < وشيء واحد لن تعر نوه مهما تطور تم وتفوتتم … ان نفسية البثرستبقى لغزا لن تفكوا رموزه .نحن لا تخطط مثلكم < ولا ننكر مثلكم بط يقتكم < ولا يهمنا ما سيحدث بعد مئة عام < لانتا لن نعيثر العثة عام .حتى لو ا 0 ‏عينا بأننا نهتم بما ميحدث < نستبقى مجر 0 ‏ا 0 ‏عاء < نالعمر تصير< والمحياة يوم يوم وان نكرتا بالغا نلأننا نرى ني الند يومنا هذا ! ! ! حينما ظهرت مرح لي للمرة الأولى < تزامن ظهور ها مع نتداني االغا 0 ‏ة اا ولحياتيكلها … اعلنت مرح منذ اللحظة الأولى بانها جاءت منتقمة … كانت عنوانا للسوء
‏والشر .كنت سعيدا منذ اللحظة الأولى لظهورها < حتى لو اظهرت غير ذلك .لماذا؟ لأنها قالت انهد اخت غادة < او لأني رأيت فيها عقابا قد يريح ضميري لما فعلته مع غادة < وربعا لأنها ايقظت السرء والشربداخلي … اصبحت شيئا مهما في حياتي لأنها اخت غادة < وتذكر ني بها < وستنتقم مني وار يح ضميري . . فرغ كبير تركته غادة في حياتي ! ! ! ملأته بلعبة الكره والشر والجفون التي ادخلتني فيها مرح يوما بعد يوم … انا انسان ولا انكر اني انسقت خلف غراثزي ووقعة في مصيدة مرح الجنية < واستطاعة ان تدفعني كالمجنون الى بعسدها بعد ان هيأت كل الأجواء لذلك … حاجتي وحرماني وجفون الموقف كان كفيلا بأن يجعلني اضعف < لا انكر أني فعفت وضعفت … شعرت بخيانتي لغادة بأحضان اختها < وتعذبت وتألمت لذلك < وحاولت ان اقنع نفسي باني فعلت هذا تحت تأثير قوة مرح الخارقة < ولكني عدت واعترفت لنفسي باني نعيف < وسرة خلف شهواتي التي عمات مرح ان تفجرها … تكرر الموقف عدة مرات من جديد < وتركة للشر الذي نما بد اخلي ان يقود ني < ولم اكن اربد أن اقاوم .حاولت ان اعود الى نفسي < ولم استطع < لأن الياس والاحباط كان اقوى …
‏خيرة فى احد المواقف بين عودة غادة الي < ربين دخول بوابة الشر< فاخترت الشر< لماذا فعلت ذلك؟ لأني علمت بأن قوة الشر ستعيد غادة < ولاني لم اعد اثق لا ببشر ولا بجن في وسط لعبة الدماء والتآمر اللامتناهية < ولكن غادة حبيبتي بقية آلامل والجزء النظيف في حياتي < .لم انهد < ولكني تناسيتها < هذه اللعبة المجنونة حكمت علي ان اتناساها … غادة هي حبي الحقيقي < ومتبقى الى الأبد < قولوا ما تقولون فلن يهمني ما تقولون .وسأقول أنا باني لوخيرت بين كل شيء في عالم الجن وغادة < لا خترت غادة ولا شيء غير غادة < فهذه روحي ونفسيتي ولن تفهمونها … توقفت عن الكلام ورفعة با نده يديها وبدات تصفق وقالت :
‏_ ~~ ها انت تجيد الفلسفة بعكس ما قلت < وما تلته رائع ومقنع حتى اني كدت اقتنع به < ولكن الاهم من كل هذا : هل متقتنع ااكادانته اا بهذه المبررات < هل متقتنع بأن الذي اختار ته زوجا لها وضحة من اجله يخونها مع اختها ! ! يبدو انك لا تعرف عن الكونيات شيئا ! ! ! الكونية يا حسن قادرة ان تتسامح بكل شيء < الا ان يخونها )اشريك العهد(ا . . الكونية لا تقرر الزواج بهولة حتى تتأكد من شريك حياتها < والكونية ان اعلنت عهد الارتباط (الزواج) لا تخونه ابدا < ولا تصفح ان خانة زوجها < رانت خنت ااكادااا مع اختها < ولية اختها فقط وإنما من اختارت اسمها ليكون شاهدا على زواجها ~~ …
‏قلت للاميرة بائدة :
‏_اختها مرح هي التي خانتها < ودفعتني لذلك < وغادة متفهم اني من البشع ولا اخلو من لحظات ضعف …
‏_~~ انت زوجها < واعلنت عهد الارتباط معهد على لحريقة عالمها < ولا فرق ان كنت من البشع او الكونيين < واختها لم تخنها لان لها الحق ان تفعل ما تشاه مع من تشاه حتى لو كان زوج اختها وبمفهوم الكونيات < لا يعتبر هذا الموضوع خيانة < بل هو امر طبيعي … . لا يمكن ان تلوم كونية كونية اخرى عليه < او تغضب منهد < لأنها لا تعتبرها خيانة < بل تعتبرها ارادت شيئا وحصلت عليه وهذا من حقها … والكونية تعتبر خاثنه في نظر الجميع في حالة واحدة فقط < ان كانت )اشريكة العهد(ا قد انتهت )اماتت اا وقامة كونية اخرى با قامة علاقة مع زوجها < فهذه تعتبر خيانة < لان
‏عهد الارتباط لا فكاك منه حتى ان مات احد الشريكين < فيجب على الآخر ان يحافظ على العهد الى ان يموت < ولهذا فأن من المستحيل ان ترضى أي كونية با قامة علاقة مع زوج اخرى قد ماتت .فان ماتت كونية وهي متزوجة فكل الكونيات يحافظن على عهدها < وا لويل ان تجرات واحدة وا قامت أية علاقة مع زوج التي ماتت < فهذه ستعتبرخيانه لكل الكونيات ! ! ! قد تراما قوانين غريبة نوعا ما < ولكنها قوانين مقدسة لدى الكونيات . الكونية تحافظ على عهد الكونية ان ماتت < والكونية تستطيع الحصول على ما تريد < والخائن في هذه الحالة فقط هو الشريك < رانت الخائن يا حسن … لقآ خنت كاذانته زوجتك < ولا فرق في نظركاذانته مع من كان ذلك .فلا تحلم ولو للحظة واحدة بان كاذا متصفح عنك وتخرج عن قانون الكونيات … وتمنى ان لا تعرف بخيانتك < وان لا تلقاها الى الأبد < لانه ان قدر ذلك نستعلم بخيانتك لها < ولعلمك < لو قدر ان يكون لقاء < فستقف اختها مرح بكل فخر وتقول لها : كاذا . . اقام زوجك علاقة معي … انه خاشن … هذا هو القانون يا حسن … كونية لا تشر على خيانة زوج كونية اخرى! ! ! فحكت من اعماق قلبي < وبدا خلي لا اريد ان اصدت هذا الهراء والجفون .لاني ان ممدقت < فهذا يقني ان الأمل المتبقي لي للقاثها قد انتهى < وقلت لبا نده رانا اضحك من القهر والغيظ : _ لا اعتقد بان احدا في عالم الجن يجرؤ على الزواج الا المجانين …
‏_ ~~ على العكس مما تقول < فلا احد يخاف من الزواج … ولكن لا احد يجرؤ على خيانة عهد الارتباط المقدس بعد ان يعلنه ~~ . _انا واثق ان زوجتي غاذة شيء اخر< مميزة في كل شيء < ولا اعتقد انهد ستهتم بمثل هذه السخافات < وهي ستقدر باني من البشع وستتفهم ظروفي … وايضا هي لم تشرح لي قانون الجنيات < ولو كانت تهتم به لشرحته لي حتى لا اتجاوزه < فليى ذنبي اني اجهل هذا القانون؟؟؟
‏_ ~~ آنتم تقولون )احجة اقبح من ذنب اا . . مثل راع < اليىكذلك
‏ما 0 ‏~~ ا
‏حسن 0 ‏.
‏_على كل حال < هذا الحديث سابق لأوانه < سأعمل كل ما في استطاعتي ومهما كلفني من ثمن < لأجد الطريقة لأخراج غاذة من سجن قبة النور< وبعد ها ليحدث ما يحدث < والشيء الوحيد الذي يعجبني فيكم انتم الجن ويطمأنني < ان كل شيء لا يبقى
‏على حالة < وكل ما تقولونه يحدث عكسه … وبنبرة استغراب قالت :
‏_ ~~ عظيم < تعجبني هذه الثقة ان لم تكن تنع عن حماقة … فلا تثق كثيرا بنفسك حتى لا تتحول الى احمق .انت تجهل ما هي )اقبة النور(ا < هل تتصو رها مجرد سجن كتلك الموجودة في عالم البشع … قبة النور هي النهاية التي تبق النهاية الأبدية … اتعلم بما ذا تقطيع ان تقارنها؟ فقط اابالحكم بالاعدام اا عند البشع< فهل حكم على احد بالاعدام وبعد ان تم تنفيذ الحكم تم الغاؤه؟ في عالم الكونيين لا يوجد حكم بالاعدام … يوجد ما هو اسوأ . . )اسجن قبة النور اا … حكم الآعدام مع وقف التنفيذ < وان حكم على احد بد خول هذه )االقبة اا فلا يخرج منهد حتى يموت < ولو اجتمع الكونيون والبشع معا ليحاولوا اخراج احد منهد لما استطاعوا < وتحريك القمر من مكانة ربما كان امهل … أتعلم لماذا؟ لان قبة النور لم يصممها احد < وهي عبارة عن حواجز زمنية وجدت لوحدها < ولم يصمموها ليعرفوا كيف يخترقونها ! ! ! هل فهمت ما قصدته بتولي … ثقتك تنبع عن حماقة < ولكني لن احبطك < وساخبرك بشي، عن قبة النور يزيل الياس من تلبك … اولا قبة النور هي العقوبة القصرى ولا يدخلها الا هؤلاء ألذين فقد الأمل باملاحهم والذين يثكلون خطورة على عالمهم عن دراية ومع سبق الاسمرار … . .
‏قلت :
‏_ماذا تقصدين؟ وماذا يجب ان افهم ؟؟ _ اقصد انك جاهل . .
‏_ لم افهم ؟؟
‏_كادا نته لم تكن مجرمة ولا متمردة < ااكادانته اا خالفت القوانين وهي لا تقصد أبدا ايذاء احد < ولا
‏تعى إلى هدف < ولهذا فهي لا تمى بالمخالفة الخطرة < لأنها لم تؤذ احدا < ولم تقصد او تعى لايذاء احد أيا كان من البشع او الكونيين < ولا تمى )امتمردة اا لأنها لا تشغل أية مكانة او منصب رسمي < ولقب اامتمرداا لا يطلق على أي كان < وكادا نته يا حسن تجهل الكثير من القوانين < حتى ان معرفتها بالقوانين مغلوطة < ربما لأن الكثير من افراد عاثلتها يشغلون مناصب عديدة في هيشات مختلفة < وخامة كونتة < وجوعاثلتها جعلها تتعرف بأشياء كثيرة وربعا عرفتها بطريقة خاطئة لأنها لم تجد من يشرحها لها … والحديث الكثير الذي كان يدور في عاثلتها عن البشع حرك فضولها ودفعها للبحث عن حريق لهذا العالم الغريب < حتى انهد اصبحت ملمة بالكثير من الا مور عن البشع يحتاج غيرها الى سنوات كثيرة ليعرفها …
‏صمتت الأميرة بائدة عن الكلام < ووقفة واستبدلت مكان جلوسها < وقالت :
‏_ طبعا قد تتساءل : كيف اعرف كل هذا؟ عليك ان لا تستغرب ذلك < فقد طلبت كل هذه المعلومات خاصة وا نها تتعلق بشخص اصبح داخل مدينتي وتخت مسؤوليتي < ولهذا يجب ان اعرف عنه كل شيء < وما الذي دفعة للقدوم الى مدينتي < وقصة كادا نته مرتبطة بهذا الموضوع … وعودة الى كادا نته ومغامرتها الطفولية . . فأن كادا نته منذ صغرها كانت تعشق ان يبحث عتها الآخرون < ودائما كان يحدث ذلك < حتى اكتشفت طريقها الى عالم البشع< وبدات تهرب وتختبىء هناك بدافع المغامرة ليبحثوا عتها ايا ما وأيام < حتى يجدوها ويعيدوها الى بيتها وتكرر فعلتها من جديد . وكثيرا ما ضاعت في عالم البشع< ولم يكن من السهل
‏ايجاد ها . . مغامراتها هذه جعلتها تتعلق بعالم البشع . وعاثلتها بدأت بأخافتها من العقوبات ومن قبة النور< وماذا يمكن ان يحصل لها < حتى كفت عن هذه المغامرات المجنونة لعدة سنوات < لتعود اليها من جديد بعد ان كبرت < وتحدث المصادفة وتحبك فعلا .وكمة يقولون )اان عشقت الكونية عقلها يتوقف اا وا اعشق الكونية جنون اا . احبتك كادا نته <
‏وحيتما طلبت منهد الزواج لم تكن لتستطيع ان ترفض لحبيبها طلبا < وجهلها وحبها ساعدا ها على ذلك < الا انهد كانت تحترم وتحب تقاليد عالمها … لا تستغرب يا حسن ان قلت لك ان كبرياء كادا نته لا مثيل له < وذكاء ااكادانته اا جعلها تخدع الجميع
‏وساعدها على ذلك ان اختها كونتة كانت مشغولة < والا لانكشف امر ها … وليته حدث ولكن وقعت المصيبة وتزوجتك < وبزواجها بك خرجت من تحت وصاية عاثلتها ولم يعد من المسكن اعادتها الا اذا تخليت عتها وخاصة انك أصبحت زوجها < وبما انهد خرجت من وصاية عاثلتها بالزواج من بشر وامبحت تحت وصاية سلطة ااالكاتواا • لم يكن ااالكاتواا ليعجز على ان يجعلك تتخلى عتها < وحظك التعس ان اختها كونتة عضو في مجلس الكاتو وهي المسؤولة الأولى عن منع اتصال الكونيين بالبشر< وخبرتها الواسعة في القضاء على المتمردين اصحاب العلم والقوة والخبرة < اافإلمخالفون الصغار(ا ثيءلا يذكر بالنسبة لها < ولم تهتم يوما با مرهم < فاي كان من صغار مساعدي كونتة < يستطيع تولي مثل هذه المهمة< ولكن )االمخالفة اا هذه المرة هي ااكادااا اخت كونتة < وكونتة التي حن جنونها وهي لم تتصور يوما ان اختها الصغيرة سترتكب مثل هذه الحماقة وتتزوج وأحدا من البشع< قامت بنفسها بالاشراف على اعادة ااكادااا الى عالم الكونيين .ولان كادا تعرف الكثير من الامورعن ااالكاتواا < ولان كونتة لم تكن لترغب بالقبض على كادا بطريقه قد تؤذيها وخاصة انهد اختها … ولهذا لم تكن عملية القبض عليها سهلة < بل كانت شاقة وصعبة االكونته اا … وتم القبض على المخالفة ااكادااا وتمت اعادتها الى عالمها ليحكم عليها بان تبقى تحت وصاية ااالكاتواا حتى تبلغ السن القانوني < وبعد ها يتم رفع الوصاية عتها وتعود لها حريتها < ومفهوم الوصايا انهد لا تستطيع اتخاذ أي قرار يخص حياتها الا بموافقة المشرف عليها من
‏الكاتو . وبما ان كونتة تتمتع بنفوذ كبير< فقد وضعت عليها مراقبة خاصة من مساعديها شخصيا على مدار الساعة في البيت والمدرسة وكل مكان .حتى انهد وضعت مراقبة ايضا على اصدقاء كادا … خشية ان تهرب من جديد الى عالم البشع … هذا ما حدث مع الصغيرة كادا . . اما انت ايها المتعوس فلو كنت تزوجت كونية عادية لسا رت الا مور بدون تعقيدات < والقانون ينص بان يتم مسح دماغك من اية معلومات سجلت بذاكرتك < وبعد ها تعود الى حال سبيلك لا يزعجك احد < وا كثر شيء كان يمكن ان يحدث لك هو ان تصاب يهوس < او على الأكثر جنون مؤقت من جراء المسح لدماغك … ولكن حظك الصعب < اوقعك من بين ملايين الكونيات بحب وزواج كادا نته اخت كونتة < حارسة ابواب الشر . .
‏وكونتة لم تكن لتكتفي يمسح دماغ والسلام < رانت قد حرمت اختها من فرصة للزواج الطبيعي من كوني من بني جنسها … فلا بد ان تعاملك معاملة خاصة < كيف لا رانت زوج اختها < وهكذا بدأت باللعب مع واحده من كبار الدهاة في عالم الكونيين .لتجد فيك كونتة تسلية ممتعة في اوقات فراغها < حتى قررت ان تضعك في مخططاتها التي فاجأت الجميع بها من اجل الوصول الى هنا …
‏انهت با نده حديثها < وكم كان بردي ان اقفز من مكاني واحضنها واقبلها < ليس يدافع شهوى لها < وإنما يدافع الثكروالامتنان لأجمل خبرسارسمعته في حياتي … شعوربالراحة والسعادة التي فقدتها منذ زمن … عذاب وألم وتانيب ضميرظل ملازما لي منذ فترة لما حدث االغادة اا < وخاصة اني كنت السبب . . قد زال واختفى بعد ان عرفت الحقيقة < لا سجن ولا قبة نور ولا عذاب ولا يوجد شيء من كل هذا حصل لغادة < فهي تحيا بأسان وسلام < بعيدا عن الأوهام التي زر عتها في دماغي الداهية )امرح اا . .
‏قلت للاميرة با نده فرحا :
‏_ شكرا لك . . شكرا لك يا الطف وا ظرف وا جمل اميرة في الوجود < الان لا يهمني ان تبدأ الحياة او تنتهي بعد ان ااتطمنت اا على زوجتي وحبيبتي غادة …
‏سألت با نده :
‏_من باب الفضولى لا اكثر< غادة ومرح متشابهتان < حتى ان من يراهما معا للوهلة الأولى يشك انه امام توأم < ولا يرى فارقا للسن بينهما ان كانت غادة لم تبلغ السن القانوني < وا نتم تنظرون اليها كطفلة صغيرة < وما اعلمه انه حينما تزوجتها كان عمرها خمسة وعشرون عاما < اذا كم يكون عمر )امرح )ا؟؟؟
‏ضحكت با نده وقالت :
‏_غادة تبلغ السن القانوني حينما تبلغ من العمر تلاتين عاما مقارنة بسن البشع< وااكونته اا عضوة في مجلس ااالكاتواا وحارسة لا بواب الشرولابد انك علمت كم يحتاج الفرد من الوقت للوصول الى هذه المناصب . .
‏اذا لن يتصورعقلك كم يمكن ان يكون عمر ااكونته اا < ان اردت ان تعرف اسألها وهي تجيبك . . والاعصار عند الكونيين ليست مقرونة بالا شكال …
‏فسألت :
‏_ اذا كم عمرك انت ايتها الأميرة ان لم يكن سؤالي محرجا ؟؟؟
‏_ الأعمار لا تحرجنا < بل هي فخر لنا < ولكن ان قلت لك ستخمن كم يكون عمركونته بالمقارنة مع عمري . وبصراخة انا اريد ان تسالها < وحقى لا تتفاجا < فساقول لك انه ربما كان جدك طفل صغير بالنسبة لي < رانا طفلة صغيرة بالنسبة لكونته < وهذا الموضوع بالذات افضل ان تسأل كونتة عنه مباشرة؟؟ إندهشت فعلا :
‏_ يا الهي < ان كان ما اظنه صحيحا < فهذا الخلود بعينه … عدت لحديثي مع الأميرة في مواضيع شتى< وعلمة منهد اعورا كثيرة لم اكن لافهمها بسهولة … وا نقضت عدة ايام ومرح لم تعد < حتى ساو رني الشك بان شيئا ما قد حدث لها … . كانت الأميرة غاية في اللطف < ورتبة لي جولات كثيرة برفقه مساعديها في انحاء مدينة القمر< حتى انهد كانت ترافقني شخصيا في بعض الجولات . مدينة القمر كانت اسما على مسمى .نهي القمر بجماله … ما وصلت اليه من نظام وجمال وتنسيق عجيب لا اعتقد انه يمكن ان يضاف اليه شيء جديد .مدينة متكاملة منجمين النواحي …
‏سكانها ايضا لطفا، وظرفاء < ينجذب الفرد اليهم بسرعة < فهم متعاونون في كل شيء … وكلمة تجولت في المدينة اكثر ازداد تعلقك بها < وآيقنت انه من الجفون التفكير< لمجرد التفكير< بالخروج منهد … ماذا يمكن ان يحصل الإنسان في حياته على اكثر من ذلك …
‏مر اسبوع ومرح لم تعد < وازداد يقيني بأن هناك سرا وراء غيابها … وا ثناء عودتي من احدى جولاتي في مدينة القمر< استقبلتني الأميرة ودعتني لتناول طعام الغداء على ماثدتها الخاصة < وكانت هذه المرة الأولى التي تد عوني فيها الأميرة بطريقة رسمية < فقد اعتادت منذ قاومي ان تعاملني بعيدا عن الرسميات . . جلسنا على مائدة الأميرة الموجودة في الجانب الشمالي من القصر< في صالة متوسطة الحجم < تطل على بحيرة رائعة الجمال < لم اكن أرا ها من قبل < ربما لان الأشجار كانت تحجبها حيث كنت اجلس وا تجول …
‏وا ثناء تناول طعام الغداء … سألت الأميرة عن سر هذه الدعوة
‏وبهذا الثكلى الرسمي فقالت :
‏_ انهد طريقتنا في الترحيب بضيوف هذه المدينة القادمين من خارج المملكة < .طريقة تقليدية نحافظ عليها دائما بعد اليوم العاشر لقدوم الشخص أيا كان … هي طريقة ترحيب وودع
‏في نفس الوقت < وهي نوع من ابداء الاحترام للضيف … حسن < اليوم نكون قد قمنا بو اجب ضيافتك بالكامل .نتمنى ان نكون قد وفرنا لك الراحة < وا عذرنا ان قسرنا في شيء < باسمي واسم اهل هذه المدينة < نرحب بك وندعوك للانضمام الينا لتكون فردا من مكان هذه المدينة ان وافقت < فسنكون سعداء < وان رفضت فهذه حريتك وار جو ان تعذ رنا بأنك لا تستطيع البقاء في المدينة اكثر من هذا اليوم < وستجد من يقوم على ايصالك الى اية مدينة اخرى تختار ها من مدن المملكة الخسة …
‏ابتسمت وقلت بيني ربين نفسي : يبدوا ان اللعب قد بدأ .مرح اختفت والأميرة تطرد ني بطريقة رائعة ومؤدبة < لا خيار امامي < فانا لا ادري ماذا افعل او الى اين اذهب < فكل الوقت اعتمدت على مرح بكل شيء < والان لا استطيع سوى الموافقة على البقاء في مدينة القمر .حتى ينظر الله في امري . . قلت للاميرة :
‏_ انه لشرف عظيم ان اصبح احد سكان مدينتك ايتها الأميرة … ردت :
‏_~~ وشرف لنا ايضا يا حسن < اليوم ميتم نقلك الى بيت مستقل وخاص بك < وسنخصص لك من يرافقك لتتاقلم مع حياتك الجديدة داخل هذه المدينة < وسيساعدك المرافق لا يجاد عمل يناسبك < ولا تنس يا حسن ان هذه المدينة تقدم لك كل شيء < رانت ايضا يجب ان تقدم لها من خلال عملك ~~ ؟؟؟
‏فاجأ ني كلامها قليلا وسألتها :
‏_ رانت < متى استطيع ان اراك ؟؟؟ قالت :
‏_ ~~ لا ادري متى < ولكن لا بد ان يأتي يوما ونلتقي < اكيد انت تقدر ظروفي وحجم المسؤولية الملقاة على عاتتي كأميرة لهذه المدينة ~~ . .
‏صمت ولم اتكلى .فجوا بها كان واضحا ولم يكن بحاجة لتفسير … هي اميرة < رانا سامبح فردا من سكان هذه المدينة < فلن نلتقي الا اذا كان هناك سبب مقنع لذلك …
‏سألتها :
‏_ اين اختفت مرح يا سموالاميرة ؟؟؟ ردت :
‏_ ~~ بصدق لا اعلم < ربما لم ترغب بالبقاء في المدينة اكثر< وفضلة الانتقال الى مدينة اخرى … انا شخصيا لا اعلم أي شيء عتها .ولو حدت لها شيء في مدينتي لكانوا اخبر وني لأنها في ضيافتي . اود ان التقيها لاودعها وان سنحت الفرصة سأفعل ذلك … . .
‏وبعد مآ يقارب الساعة رافقتني الأميرة الى بوابة القصر< ركان في انتظاري عربة وشاب في مقتبل العمر كما بدى لي .ربما كان عمره من عمر اجد ادي هو ايضا < ولكنة يبدو صغيرا . ودعتني الأميرة بابتسامة وا شاره من يدها .صعدت الى العربة < وسارة بنا دون توقف حتى وصلت بجانب احد البيوت صغيرة الحجم ~~ .
‏أعاني مرافقي الشاب للنزول ليريني البيت من الداخل< شارحا لي ان هذا بيتي الجديد … دخلنا البيت < ركان البيت متواضعا < الا انه لا ينقصه شيء . جلسنا وشربتا القهوة معا < وتعرفة على
‏اسمة < ركان ااهمانا اا .
‏خرجنا من البيت وسرة مع مرافقي ااهمانااا وهو يشرح لي كل شيء عن المدينة < وكيف ان احتجت لشيء يمكنني الحصول عليه .ركان ااهمانااا يقرص علي انوع الأعمال <
‏ويناقشني بها < ويشجعني بانة من خلال عملي احظى بحب واحترام الجميع < وابني ألكثير من العلاقات … شعرت ان العمل امر لا بد منه < وآن حياة القصور والراحة قد انتهت من غير عودة …
‏بدأت حياتي العملية < وبدات اخرج في الصباح الباكرللعمل < ركان ااهمانا اا يرافقني < ولكني كنت امل بسرعة < واخذت انتقل من عمل الى اخر لطي اجد عملا يناسبني < كانت جميع الأعمال مريحة ومسلية < ولكن شيئا في داخلي يقول ان مرح لا بد ان تعود < وو جدت في التنقل من عمل الى أخر فرصة لاضاعة الوقت …
‏وبيدو ان مرافقي ااهمانااا شعر بذلك فتال لي :
‏_ انا متأكد انك لن تجد العمل المناسب لانك لا تريد ذلك < لم يبق عمل الا وزر ته ولم يعجبك < ولم يعد با مكاني الا ان اعرص عليك ان تعمل )ااميرة اا لهذه المدينة . .
‏قالها بسخرية … نقلت له :
‏_ ولم لا < ان كان با مكاني ان احيا بذلك القصر الرائع … قال همدنا :
‏_ان كان العوف ع ان تعيثى في قصر.فذلك ليسر بالمستحيل < فهناك الاف القصور الفخمة والجميلة وا فخم وا جمل من قصر الأميرة < ويكنها اشخاص عاديون < لكنهم استحقوا ذلك من خلال عملهم .فاعمل انت وقدم شيئا لهذه المدينة وخز ما تر يده …
‏تجادلنا في هذا الموضوع كثيرا < وتنقلنا اكثر في البحث عن عمل < حتى وجدت ضالتي وقر رت ان اعمل في مجال يسمونه اابالهندسة الماشية اا . كمجرد مساعد . فطالما اعجبت بنوافير الماء المنتشرة على طول طرقات المدينة … ضحك ااهمانااا لقراري هذا وتال :
‏_لو كنت اعلم منذ البداية ان هذا ما تبحث عنه لو جدت لك عثات الأعمال المشابهة < ولم يكن ااهمانة اا يقصد بكلامه العمل < بل كان يلمح عن المسؤولة عن العمل < وخاصة انهد فتاه في غاية الجمال …
‏قلت له :
‏_ صدقني ان طبيعة العمل بالنوافير الماشية هي التي شدتني ولم تشدني الفتاه . . ابتسم وتال :
‏_ ~~ اذا لا تعبث معهد حتى لاااتتبلل اا ~~ … قلت له :
‏_ماذا تقصد ؟؟
‏قال بخبث :
‏_ ~~ اقصد نوافير الماء ~~ …
‏بدأت عملي ني صبيحة اليوم التالي < وكانت طيعة عملي ان اتأم المساعدة ني حمل بعض الأدوات التي تتخدم ني مثل هذا العمل … ركان معي ني العمل عدة اشخاص مفهم ثلاث فتيات < وكآنت اجملهن المسؤولة عن التصميم < والتي لا أنكر انهد السبب الذي شأني الى هذا العمل . مضى اليوم الأول ولم اجد الفرصة للحديث معهد < وفي اليوم التالي جاءت هي وطلبة مساعدتي في ان امسك معهد بعض الأدوات .
‏رحبة بي وقالت انهد لم تستطع بالا مس ان تتحدث معي .لتر حب بي وتتعرف علي بسبب ضغط العمل .
‏عرفتني على نفسها وقالت ان اسمها ااساريزاا .وهي المسؤولة عن تصميم الكثير من نوافير الماء في هذه المدينة < وسالتني :
‏_ من اي مدينة انت؟ فأنت لا تبدو من هذه المدينة .
‏احترت كيف اجيبها < وخفت ان اقول لها اني من عالم البشع ولسة من مدن هذه المملكة < حتى لا تضحك علي وقلت لها :
‏_ انا من مدينة النجوم .ولكن يبدو اني تورطت اكثر< لأنها بدأت تسألني عن مدينة النجوم وتقول لي انهد زارتها اكثر من مرة … سألتني عن اشياء هناك .وتلعثمت في الإجابة < فلم تكن لدي أية اجابة < ولم اكن اريد ان ابدو اما مها كاذبا … وبيدو انهد شعرت باضطرابي < وابتسمت وعيونها تقول انهد عرفت اني كاذب وقالت :
‏_سنتحدث في هذا الموضوع بعد انتهاء العمل .
‏كان واضحا انهد ارادت ان أبقى بقربها من خلال توزيعها للعمل بين الموجودين وابقاء ها لي لمساعدتها .
‏لم تتحدث معي عن أي شيء سوى عن طبيعة العمل .وا ثناء العمل سالتها :
‏_كيف يمكن للمياه ان ترتفع الى فوة كل هذا العلو دون وجود قوة أليه تدفعها < وخاصة ان كل الأدوات المستخدمة بدائية وبعيدة عن التكنولوجيا . .
‏وما ان انهيت ما قلت حتى التفتت الي ااساريز اا وكانت اثار المفاجأة بادية على وجهها وفي عيونها . فحكت بسعادة ووضعت كنها على فمها لتكتم فحكتها حتى لا يسمعها الآخرون … وقالت :
‏_~~ يا الهي انت قادم من عالم البشع ~~ …
‏فرحة وسعادة غريبة ظهرت عليها < وكانها وجدت كنزا … او ما شابه … .


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع : الحب الاسطوري
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإنسان قبل (الحب) وبعد (الحب) وعند (الحب) تراب الحياة ملتقى تواصل الأعضاء - فعاليات - تهاني ومناسبات . . ◦● 30 04-27-16 02:22 PM
فندق أوبروي يوديافيلا الاسطوري الهندي صمتي جوابي السياحه والسفر حول العالم •• 7 07-08-14 09:22 AM
اقدم لكم الاسطورى Microsoft Office 2010 Professional Plus (x86/x64) – Final M.ahmad قسم البرامج العامه ( تقنية الكمبيوتر والانترنت ) •• 0 08-22-10 08:40 AM


| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 01:51 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا