منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-18-16, 07:54 PM   #7
general

الصورة الرمزية general

آخر زيارة »  اليوم (03:22 PM)
المكان »  في ظل سلمان الحزم
الهوايه »  قصص العالم الاخر ( الجن )

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحلقة السابعة

بقيت احدق في عيون غادة اصغي الى كلماتها وأنا يخالجني شعور بتانيب الضمير، لاني في لحظة اللقاء نسيت ان كلماتي مست مشاعرها، وانانيتي جعلتني لا افكر الا بما اريده ، كان يجب ان لا احكم على الامور بطريقتي الخاصة، فما اراه سخيفا قد تراه هي مهما، وهي

التي حافظت دائما على مشاعري رغم تصرفاتي السخيفة، وعلى الفور اعتذرت لها وقلت:

غادة حبيبتي انا آسف.

فردت علي كعادتها:

لا عليك يا حسن، فلننس الموضوع ولنفكر بغد خال من الهموم والاحزان ….

تسامرنا وضحكنا، وشعرنا بسعادة لا توصف حتى قالت :

يجب ان اغادر الآن، وسوف اعود اليك باقصى سرعة ممكنة..

واختفت.وكالعادة لم اعرف السر الكامن وراء اختفائها بهذه السرعة التي تفوق لمح البصر …وبدات اعد الايام في انتظار انتهاء الثلاثين يوما لاحقق حلمي في الزواج من غادة،بقيت تسعة وعشرون ، ثمانية وعشرون ، سبعة وعشرون ، ستة وعشرون يوما ، وللحقيقة

فأنه مع انتهاء اليوم الرابع على رحيلها عني ، اعتراني شعور غريب وقوي بان شيئا يحدث من حولي، احساس بالخوف يلفني، اشعر بأن هناك من يراقبني، ولا ادري كيف خلدت الى النوم هربا من شيء لا ادري ما هو، ولا ادري كم نمت حتى شعرت ان احدا يضع يده

على وجهي ورأسي المليء بالافكار، افقت مذعورا لاجد غادة تجلس بجانبي وتداعب شعري وتقول:

لا تخف يا حبيبي..

وبدأت تهدئ من روعي . امسكت يدها بقوة وكاني اريد ان اطرد خوفا من داخلي لا اعلم مصدره، شيئا غريب اراه في عيون وعلى ملامح غادة، علامات حزن وقلق بدت واضحة على محياها .قالت:

افق يا حسن، واجلس اريد ان اتحدث اليك قليلا …

قمت من السرير وجلست بجانبها وهي ترمقني بنظرات حزينة ترافقها ابتسامة مصطنعة، حاولت ان تظهرها طبيعية لتزيل اثار القلق الذي خيم علينا وقالت بصوت هادىء:

حسن حبيبي لقد علم الكاتو ..

وقلت مستغربا :

الكاتو… وما هو هذا الكاتو ….

الكاتو هم الذين يحكمون عالمنا يا حسن.

غادة انا لا افهم، هل تقصدين ان الكاتو هم الجن …

حسن، الكاتو هم السلطة الحاكمة في عالمنا وهي المسؤولة عنا يا حبيبي، لا اريد ان اخوض معك في نقاش حول المسميات، باختصار الكاتو اسم يطلق على السلطة في عالمنا وهم مجموعة افراد مثلنا، ولا يختلفون عنا في شيء..

قلت لها:

وكيف علم الكاتو بعلاقتنا، وكيف علمت انهم علموا يا غادة …

وتنهدت غادة:

لقد قلت لك بانه عاجلا ام اجلا سيعرفون، ولا يمكن اخفاء شيء لفترة طويلة دون ان يكتشفه الكاتو…فقبل ايام استدعوني …ولم اتوقع بانهم عرفوا بهذه السرعة، وطلبوا مني ان اقطع علاقتي بك،الى ان يحين موعد محاكمتي، وقد وصلوا اليك وعلموا كل شيء عن علاقتنا

منك انت يا حسن…

فقلت متعجبا :

مني انا، وكيف؟ .وانا لم احدث احدا عن علاقتنا …يا غادة انا لم ار ولم اجلس ولم اتحدث مع جن او كاتو او غيرهم …

اسمع يا حسن الامر بسيط، ويكفي ان يجلس معك احد افراد الكاتو دون ان تعرف، ويتحدث معك باي موضوع أيا كان فحواه، واثناء الحديث لا بد ان يمر بذهنك شيء يذكرك بعلاقتنا، وبما ان الكاتو يستطيعون قراءة افكارك فأن الذي يجلس معك منهم سيعرف بالذي تفكر

به، وما سيعرفه سيساعد على ان يبني طريقة الحديث معك التي تجعلك تفكر بما يريد ان يعرفه وهكذا يستطيع معرفة كل شيء ….

ولكن يا غادة انا فعلا لم اجلس ولم اتحدث مع جن او كاتو …

يا حسن وكيف تستطيع ان تميز ان كان الذي يجلس معك هو من الانس او من الكاتو…انا آسفة يا حسن لم اتوقع ان يعرفوا بهذه السرعة وكان يجب ان اعلمك كيف تستطيع التمييز بين الانس والكاتو…

ودار عقلي وطار وانا احاول ان اتذكر كل الذين جلست معهم دون ان ادري، ولكن دون جدوى، فقد جلست مع الكثيرين…وسالتها:

بأي شكل يظهر الكاتو يا غادة ؟

الكاتو يظهر بشكله الطبيعي ان كان رجلا ام امراة وبالصورة التي ترسمها له أنت بخيالك.

واحاول ان اضبط اعصابي واطرد الخوف من داخلي…وسألتها:

وماذا يستطيع الجن ان يفعلوا لنا يا غادة ..

انا يا حسن صغيرة، ولن يستطيعوا عقابي حتى ابلغ السن القانوني وعندها فقط يتم عقابي….

قلت لها مستغربا …

انت صغيرة ؟

نعم انا صغيرة يا حسن.

وكم عمرك يا غادة ؟

مقارنة باعماركم انا ابلغ من العمر خمسة وعشرين عاما .

خمسة وعشرون عاما وتقولين صغيرة !

اه، في عالمنا انا صغيرة .

وكم يجب ان يكون عمرك حتى يستطيع الجن عقابك يا غادة ؟

انا ابلغ السن القانونية فور زواجي او حينما يصبح عمري ثلاثون عاما ….

هل افهم ان سلطة الجن ستنتظر خمس سنوات اذا لم تتزوجني حتى يستطيعون عقابك …؟

كلا يا حسن، فهم لن ينتظروا خمس سنوات ولا حتى عاما واحدا …وانا متاكدة من ذلك، فهم يخططون لزواجي من احد افراد الكاتو…وبعدها يستطيعون عقابي..

وهل يستطيعون ان يزوجوك رغما عنك ؟

طبعا لا يا حسن ,فيجب ان اوافق انا اولا، ولكن الكاتولديهم مائة طريقة للتحايل على قوانين عالمنا، وهم لن يعجزوا عن ايجاد طريقة لايقاعي بشراكهم، ومهما عرفت عن طرقهم واساليبهم فاني لا اعرف الا القليل …. واردفت تقول :

بالمقارنة مع مئات الحالات المشابهة التي حدثت في عالمنا ,لم يحدث وأن استطاع احد النجاة من قبضةالكاتو,وبزواجي منك يا حسن اكون قد بلغت السن القانوني، ولكن الامور ستزداد تعقيدا بالنسبة للكاتو فهم لن يستطيعوا عقابي الا بعد ان ينتهي هذا الزواج، لانك لست

من الكاتو، ولا سلطة لهم عليك ,ولكنهم سيعملون أي شيء لانهاء هذا الزواج اولا، حتى يستطيعوا معاقبتي، وهنا كل شيء يعتمد عليك وعلى قدرتك الصمود امامهم، فان استطاع الكاتو ان يفرق بيننا ,فهذا معناه نهايتي ونهايتك، ولن ييأس الكاتو حتى ينجز هذا الهدف حتى

لا نكون مثلا قد يقلده افراد اخرون من عالمنا ….

لا تخشي يا حبيبتي فلن يفرق بيننا احد، وثقي بانني قادر على صنع المثل الحقيقي لهزيمتهم، ولا داعي للخوف او التفكير بهم

حسن يا حبيبي ، فعلا سأكون سعيدة وانا اراك واثقا من نفسك الى هذه الدرجة ,ولكن يا حبيبي يجب ان لا تصل ثقتك الى حد الغرور ..نعم انا لا اريدك ان تخاف من الكاتوولكن ايضا لا اريدك ان تستهتر بقوتهم …

غادة يا حياتي، لقد علمت عن الجن ما يكفيني فأني استطيع ان اواجههم الآن، ولا اعتقد بانه من الممكن ان يخيفوني بعد اليوم …

واخذت غادة ترمقني بنظرات اشعرتني بالغرور الذي تملكني …وقالت :

اتظن بانك علمت شيئا يذكر عن الكاتو وقوتهم ؟اوتظن فعلا انهم لن يخيفوك ؟…

قلت لها:

نعم..

وما ان خرجت الاحرف من بين شفتي، حتى اهتزت الارض من تحت اقدامي ..واذا بضوء لا ادري من اين مصدره يبهر بصري…وصوت عظيم …الغرفة تتحرك، كل شيء يتارجح ويتساقط على الارض ويتحطم لم يبق شيء الا وسقط …البيت بدا بالانهيار


 


قديم 01-18-16, 07:56 PM   #8
general

الصورة الرمزية general

آخر زيارة »  اليوم (03:22 PM)
المكان »  في ظل سلمان الحزم
الهوايه »  قصص العالم الاخر ( الجن )

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحلقة التاسعة ..

الارض

تتحرك بقوة.. وأنا لا استطيع الحراك، لا ادري.. هل هو زلزال؟ او بركان انفجر تحت بيتنا. …احاول ان اخرج من باب الغرفة لانجو بنفسي، ولكني لا اجد باب الغرفة…الخوف شل حركتي وظننت بأني هالك لا محالة…كل الافكار التي لها علاقة بالموت تجمعت في

رأسي…اهلي ماذا حدث لهم؟ هل قتلوا ، هل نجا احد منهم…شعرت بان هذه نهايتي…وما هي الا لحظات حتى توقف كل شيء ..توقفت الارض عن الحركة ، اختفت الاضواء وظهر باب الغرفة من جديد وبحركة لا ارادية سريعة، ولانجو بحياتي …اذ لم يعد يهمني شيء

غير ذلك ,ركضت نحو الباب محاولا فتحه…وعندها سمعت صوتا يناديني …

حسن عد ولا تخف، لم يحدث شيء..

التفت الى مصدر الصوت لاجد غادة في مكانها وهي تنظر الي وتضحك ، وبنظرة سريعة تفقدت كل ارجاء الغرفة لا تفاجأ بان كل شيء في مكانه ولم يتغير أي شيء .

وقلت لغادة وهي تنظر الي وتواصل الضحك:

ماذا حدث يا غادة ؟

واجابتني بسخرية …..

هل انت خائف يا حسن ؟.

استفزتني اللهجة الساخرة التي حدثتني بها وقلت لها بغضب:

وكيف لا اخاف وانا ارى البيت ينهدم فوق راسي وراس اهلي…هل تريدين ان ارقص من الفرح لذلك ؟

وبسخرية هادئة قالت :

ولم لا، دعني ارى ان كان رقصك جميل يا حسن …

يا الهي كم استفزتني كلمات غادة الساخرة .حاولت ان اضبط اعصابي وقلت لها :

من فعل هذا يا غادة ؟

وبلا مبالاه وكان شيئا لم يحدث .قالت :

انا فعلت هذا يا حبيبي ,ما حدث هو مجرد مزحة صغيرة امزحها معك..

يا الهي ,اكاد انفجر، اذا كان هدم البيت فوق راسي مزحة فكيف يكون الجد اذا..!!

قلت لها:

غادة الم تقولي لي بان الجن لا يستطيع ان يتسبب للانس باي اذى مادي مباشر وملموس …الم تقولي ذلك يا غادة ؟

يا حسن، الا تلاحظ انك تتصرف كالاطفال، انظر حولك، هل حدث شيء ملموس يستدعي منك هذا الغضب والخوف الكبير الذي تملكك وافقدك القدرة على التفكير بتعقل ، انظر حولك من جديد، هل تهدم البيت فعلا؟ هل حدث شيء…ليكن هذا درس صغير لك، ان استطعت

ان تفهمه تكون قد علمت سرا اخر من اسرار قوة الكاتو،فالكاتو يستطيع ان يجعلك تظن ان كل البلد ستنهار فوق راسك …..لهذا حذرتك بان معركتك مع الكاتو هي فعلا من اصعب المعارك…وما تعلمته حتى الان هو شيء لا يذكر…والان يا حسن وقبل ان اتركك واعود الى

عالمي، هل فهمت ان ما حدث معك لم يكن الا وهم وخداع، فلو انك لم تتفاجأ وتخف عندما سمعت الصوت ورايت الضوء، لما كان لهذا أي تاثير عليك، ولو اعدت العملية لك الان مرة اخرى وانت مستعد، لضحكت من نفسك على خوفك الذي لم يكن هناك ما يبرره، والان يا

حسن ساذهب واتركك وساعود اليك في الموعد المتفق عليه لنكمل مراسيم زواجنا… الى اللقاء يا حسن ….

اختفت غادة لتعود من حيث اتت بعد ان لقنتني درسا لن انساه طوال عمري ، وما كان يدهشني فعلا هو قدرة الجن على فهم عقولنا نحن البشر بصورة اكثر منا ، وفعلا لو استطعنا ان نكتشف الطاقات الموجودة في ادمغتنا ربما لتغيرت امور كثيرة في عالمنا.

كم انت عظيمة يا غادة !وكم احبك ، احب غضبك واعشق هدوءك وسخريتك ,كم انا سعيد يا حبيبتي..

لا ادري باي كلمات اصف حبي واعجابي بهذه المخلوقة الرقيقة الذكية الصغيرة في عالمها، الكبيرة في عالمي …فارقتني منذ لحظات والشوق يشتعل في صدري وكاني لم ارها منذ سنوات …اعد اللحظات ليحين موعد زواجي منها، كم ستكون الايام المتبقية لموعد زواجنا

ثقيلة اني لا اعرف كيف ستمضي…وتمضي الايام بطيئة وثقيلة، اليوم تلو اليوم، ولا ابالغ ان قلت العام تلو العام…وتمضي الايام ولا يتبقى على يوم اللقاء الكبير سوى يوم واحد …يوم احلم فيه في كل لحظة، يوم احيا من اجله…يوم غد ستصبح غادة زوجتي، يوم غد تكتمل

الايام الثلاثون. ,وعندها استطيع ان اتزوج من هذه الجنية الصغيرة … من غادتي وحبي وروحي وحياتي…اي يوم سيكون هذا، وكيف اصف شعوري، فغدا يوم زفافي من حبيبتي الجنية….

يا لسعادتي وفرحتي وشوقي رغم قساوة الانتظار، فهل هناك اقسى واطول من ان تحصى لحظات انتظار الحبيب، وهل في الدنيا اجمل من لحظات تعلم انها ستمضي ليحين موعداللقاء ,وما اصعب وما اجمل عد الثواني والدقائق في انتظار عودة الروح …

وتقتحم افكاري طرقات خفيفة على باب غرفتي، التفت،لينشق الباب وتدخل امي، لتجلس بجانبي وتقول :

وبعدين معك يا حسن، الا تلاحظ انك زودتها شوي، ولا فكرك اني هبلة ومش فاهمة شو بصير؟ انا امك يا حسن ,احك لي وانا بساعدك وصدقني اني عارفة كل شيء بصير معاك .

ابتسمت فقد كنت اعلم بان امي كانت دائما تتساءل ، تتخيل بأن هناك شيئا ما , ترتاب من اي تصرف غريب لاي منا، حتى ولو لم يكن هناك شيء، فكيف حينما يكون هناك شيء؟ حتى انني استغربت بانها في الاونة الاخيرة تتحاشى ان تسألني عن أي شيء او التدخل في

شؤوني، مع ان تصرفاتي بالنسبة لها لا بد ان تكون شديدة الغرابة. اني على يقين باني لم استطع ان اخدعها حين اخبرتها بأن مكوثي في الغرفة لفترات طويلة جدا كان بسبب الدراسة ،وبالرغم من كل هذا قلت لها :

ماذا تريدين ان احكي لك يا امي؟

فقالت لي …

احكيلي كيف شكلها؟ حلوة كثير لدرجة انها ماخذة عقلك يا حسن؟.

فضحكت ،واخذت اتساءل بيني وبين نفسي ..من تلك التي تقصدها امي ,اهي الجارة ام …

فاخذت امازحها ,وقلت لها :

حلوة كثير كثير يا امي ..

فقالت لي :

اكيد انها حلوة وقوية كثير ، تلك التي لها القدرة بان تسيطر على عقلك وحياتك ، صف لي اياها يا حسن..

يبدو الآن أني قد تورطت مع امي، ولا اعتقد بانها ستتركني دون ان تعرف ابنة من هي، واين تسكن، ومن امها، ومن أي عائلة هي ، فامي لن تستسلم بسهولة…فقلت لها:

انا بمزح معك يا امي ..

رمقتني بنظرة جادة وقالت :

حسن انت ما بتمزح ، وانا عارفة.. طيب ، انا رايحة اجيب لك كاسة عصير ولما ارجع راح تحكيلي كل شيء بالتفصيل ، اتفقنا يا حسن ؟….

وخرجت امي وانا افكر كيف ساخرج من هذه الورطة وما هي الا لحظات حتى عادت وبيدها كوب كبير من العصير لعلها كانت حضرته مسبقا استعدادا لهذا النقاش.

اعطتني العصير وقالت:

اشرب العصير واحكيلي ، اخذت كوب العصير وضعته امامي، وسالتها عن احد الاقارب ,ولكنها قاطعتني وقالت :

لا تحاول تغيير الموضوع ,تفضل احكيلي …

وضعت كوب العصير على الطاولة وقلت لها:

لا مزاج لي لشرب العصير يا حبيبتي..

فقربت كاس العصير مني وقالت :

مابدك تشرب من ايدي يا حسن ….

فابتسمت وقلت وانا اتناول الكأس من يدها :

من ايدك انا مستعد اشرب السم يا ست الحبايب

وما ان لفظت هذه الكلمة والتي لم اقصد بها الا المجاملة حتى فوجئت بيد امي تر تجف وتلقي بالكاس بعيدا ليتحطم على الارض واخذت تبكي..

ماذا اصابك يا امي ,هل انت مريضة ؟؟

واخذت تقول :

مش عارفة يا حبيبي …

اخذت اهدؤها وانا لا ادري لماذا تصرفت هكذا ، اخذت تقول:

انا خايفة عليك يا ابني …

خائفة ومم يا امي؟

واصابني الذهول حينما قالت :

من الجنية اللي (لابستك )وبتطلعلك كل يوم يا حسن ….

ورغم المفاجأة مما قالته والدتي الا انني غمرني حب الاستطلاع ان اعرف كيف بنت امي استنتاجها، وبدات امي تروي لي قصة غريبة من نوعها . فمنذ فترة جاءتها امراة الى البيت لتبحث عن بيت لابنها، وصادف ان كان اسمه حسن ، وبعد ان جلست وتحدثت مع امي

احبتها ونشات بينهما صداقة ,تكررت الزيارة وكثرت الاحاديث ,اخذت امي تحكي لها عن تصرفاتي الغريبة واخذت هي تنصح امي ماذا تفعل وتحلل لها تصرفاتي، وقد اقنعتها بان هناك جنية ما لبستني، واقنعتها كذلك بانني سافقد عقلي قريبا، وان لديها طريقة لشفائي من

سحر الجنية، فاخذت تعد وصفة طبية من الاعشاب وتطلب من امي ان تحضرها، وطلبت ان تسقيني اياها مع عصير البرتقال دون علم مني، وحين جلبت امي كوب العصير وهممت بشربه القت امي بالكوب على الارض دون شعور منها، انها حاسة الامومة القوية تلك التي

دفعتها بأن تفعل ذلك في اللحظة الاخيرة .

سألت امي عن الزيارات التي قامت بها تلك المراة وهل صادف وجود احد اخر معها؟ فاجابت امي ان زياراتها كانت كثيرة ولم يصادف وجود احد اثناء تلك الزيارات . من حديث امي عن تصرفات تلك المرأة، علمت انه لا بد وان تكون من الجن وان الله نجاني من كيدهم .

اقتنعت امي بان هذا الموضوع سخيف وان هذه المراة لا تختلف عن بقية المشعوذات. وعدت بذاكرتها الى الوراء، حيث كانت تتعامل مع الفتاحين الذين ثبت دجلهم وكذبهم في جميع الامور التي ذهبت اليهم فيها…خرجت امي من عندي وكان يبدو انني قد نجحت في اعادة

الطمانينة الى قلبها، فجلست وحدي افكر: ماذا كان سيحدث لي لو اني شربت العصير وكيف استطاع الجن ان يسخر امي للقضاء علي. وهذا ما لم يكن يخطر لي على بال وتذكرت كلام غادة عن اساليب الجن الجهنمية . كانت عقارب الساعة تشير الى التاسعة، ولم يبق على

موعد لقاء روحي الا ساعات قليلة ، واذا بقمري يظهر قبل موعده، وما ان رايتها حتى زالت كل همومي ، فهل ارى هذا الملاك ويبقى لي شيء في الدنيا افكر فيه غيرها…قالت لي غادة:

حسن يا حبيبي لقد علمت ما حدث فقد كنت موجودة اثناء حديث امك معك …ولقد فوجئت انا ايضا .

سألتها :

قولي لي يا غادة ماذا كان سيحدث لو شربت العصير الذي اشرفت على اعداده الجنية …

قالت غادة:

انا لا اعرف ما نوع الاعشاب التي استخدمتها وما هي التركيبة. فهناك مئات الطرق لاستخدام الاعشاب ومئات التركيبات للاعشاب، والتي تترك تاثيرها على الذي يتناولها ،

ولكنني ساعرف قريبا وساجد لك الطريقة التي تستطيع بها ان تكتشف أية خدعة من هذا النوع . اما ان يستخدم الكاتو من حولك من البشر للنيل منك فهذه مسالة متوقعة، ولا اعلم انا كل الطرق التي يستخدمونها للسيطرة على البشر ,وعلى ذلك فأنه يجب علينا ان نتوقع كل

شيء في المستقبل

…ولقد فاجأني طريقة الوصول لأمك واعدادها للقيام بهذه المهمة كما فوجئت انت ، وانا سعيدة بان ما حدث لم يترك عليك تاثيرا كبيرا كما كان يحدث في السابق، وهذا مؤشر على استيعابك الجيد لكل جديد قد يفاجئك به الكاتو في المستقبل ,ونظرت الي ونظرت اليها، وفي

نفس اللحظة نطقنا معا بنفس الكلمات:

لن نجعلهم يفسدوا علينا هذا اليوم…

وضحكنا معا لهذا الاستقراء الواحد للأفكار…

وضحكنا لننسى كل الدنيا …قالت غادة :

حبيبي حسن، بعد ساعات في نهاية اليوم وبداية الغد سنكون قد حققنا اجمل فكرة مجنونة في عالمنا ، لقد جئت مبكرة لاقول لك بان تهيء نفسك، لاني سانقلك معي لعدة ايام الى مكان لم تطأه قدم انسان من قبلك، المكان الذي لم اكن مع احد فيه سواك ,ولن اكون فيه الا معك

فاستعد لذلك.

سيبدأ عهد الارتباط بيننا قبل نهاية اليوم، وليكتمل ذلك مع بداية الغد … في لحظات التقاء اليوم بالغد وعناق الحاضر للماضي، لنبقى معا، لا فراق بيننا ما دام الحاضر يلتقي بالماضي.سيكون ذلك في حديقة منزلكم، فاستعد لذلك ولا تفكر الا في هذه المناسبة وفي هذه

اللحظات، وارجوك ان لا تفكر بالوقت وتبدا تعد الدقائق.وارجو ايضا ان لا تهتم بالامور الاخرى والتي بدات التفكير فيها، فان تصادف وجود احد في الحديقة او مرور احد او اي امر طارىء فانا ساتولى امره بطريقتي .. وانت لا اريد منك الا ان تستعد ولا تفكر الا اننا

معا ولا تفكر من فضلك يا حبيبي كيف واين ساخذك معي .. حسن ساذهب الان وسأعود قبل الموعد , لا تنسى ما قلته لك يا حسن ..

واختفت غادة في سرعة البرق ، وبدأت انا بالبحث عن طريقة او سبب اقوله لابرر بها غيابي عن البيت لاهلي، وحتى لا اثير حالة من القلق بسبب غيابي المفاجىء …قلت لهم بان اصدقائي يقومون برحلة لعدة ايام وقد دعوني ان اذهب معهم قبل طلوع الفجر…وانهيت

الحديث دون اسئلة ولم ادر ما اذا كان حديثي مقنعا ام لا. خرجت وجلست في الحديقة..يغمرني شعور رائع، شعور جميل لم اشعر به من قبل …

وبعد فترة قصيرة حضرت امي اصبت بالارباك لوجودها معي ولكن ما ان جلست بجانبي وبدات بالحديث عن الرحلة حتى راحت تتثائب وقد اصابها النعاس، انهت الحديث وذهبت للنوم…

وما هي الا لحظات حتى جاءت اختي ايضا ورايت في عيونها كلاما كثيرا…ولكن ما ان دخلت الحديقة حتى بدات هي الأخرى تتثاءب وعادت للبيت لتنام…حالة من السكون والهدوء في بيتنا، وحتى في البيوت المجاورة لم اعهدها من قبل في مثل هذه الساعة . حتى نباح

الكلاب لا اسمعه…لم ادر بكل صدق ان كان هذا حدث بالصدفة، ام انه كان من تدبيرغادة…تركت لخيالي العنان، وبدأت روحي بالهيام حتى انني بدأت اشعر باقترابها، اغمضت عيوني، اكلمها في خيالي دون ان احرك شفاهي …احبك يا غادة، اراها قادمة من بعيد في خيالي

وعيوني ما زالت مغمضة، اراها بوضوح…بعيدة بعد الافق تتأرجح بالهواء وتطير كعصفورة ….

وكان شعرها الاسود الطويل يتطاير الى الخلف واليسار ليحفظ توازنها …ترتدي ثوبا اراه ممزوجا بالاحمر والزهري والاصفر والارجواني ,يتماوج في الهواء بلون لا مثيل له، اخاطبها بخيالي، وما زلت اراها بوضوح تسبح في الهواء ..تقترب وتهبط في الحديقة كطائر

نزل من السماء ,افتح عيوني واراها امامي، وتنظر الي وهي منشغلة باعادة ترتيب وتنسيق شعرها غادة يا عمري لقد رايتك وانت تحلقي في الفضاء قادمة نحوي من بعيد. اعلم ذلك يا نور حياتي، وانا سعيدة بأنك استطعت ان تراني، سعيدة بهذا الحب الكبير الذي لولاه لما

استطعت ان تراني من هذه المسافة وتعلم بقدومي قبل ان اصل اليك .

اقتربت مني وامسكت بيدي واخذنا نسير في الحديقة وننتقل من شجرة الى شجرة ، تارة نجلس وتارة نقف، احدثها عن حبي لها وتحدثني عن حبها لي ,ونظرت غادتي الى القمر واشارت بيدها نحوه وهي تقول : هل هناك في الوجود اجمل منه يا حسن؟

وقلت لها : انت يا حياتي اجمل منه..

ابتسمت غادة وقالت : هل هناك اجمل من القمر ليكون شاهدا على زواجنا هذه الليلة يا حبيبي. انظر اليه وقل لي هل ترضى ان يكون شاهد زواجنا هذه الليلة ؟ نظرت الى القمر وقلت لها : ما ترضي أنت به يا حياتي ارضاه …

قالت : انظر الى النجوم واختر من بينها نجمة. وهل سنصعد اليها؟ ضحكت غادة وضربتني بكفها مداعبة وقالت : هذا مستحيل يا حبيبي ولكن اختيارك .النجمة. كان حتى تكون دليلك الي، ورمز اتصالنا معا ,افهمت؟ هيا اختر واحدة منها وسمها باي اسم تريده انت … بحثت

بين النجوم واخترت واحدة استطيع ان اميزها واشرت اليها وقلت: سأسميها غادة.

فضحكت وقالت: شكرا يا حبيبي، ولكن هذا لا يجوز يجب ان تختار اسما اخر غير اسمائنا…

قلت لها : لنسمها مرح، حتى تبقى حياتنا كلها سعادة ومرح . اتفقنا،و بعد زواجنا كلما اردت ان تتصل بي، انظر فقط الى .مرح .، ولا تفكر الا بي. قدمت لي اسوارة مصنوعة من القماش الاسود، وقد نقشت عليها كلمات بلغة لا اعرفها، وطلبت مني ان ارتديها على يدي

اليسرى، وارتدت هي واحدة مشابهة على نفس اليد .اقتربت مني وقفت امامي لا يفصل بيننا الا خطوة واحدة وابتسمت وقالت: والان يا حسن …انظر في عيوني … نظرت في عينيها السوداوين اللتين لم ار اجمل منهما ولم ارهما بهذا الجمال من قبل، وبدأنا نتحدث بدون

كلمات وبصمت حتى انني بدات اشعر بما تفكر…وبدأت افقد الشعور بأي شيء حولي، حتى جسدي. وخاطبتني بعيونها لتوصلني افكارها دون كلام …..

حسن، لم يبق الان الا ان نتلو .عهد الارتباط . لنصبح زوجين.وكلمات عهد الارتباط ليست مجرد كلمات عادية تلفظها لمجرد انه يجب ان تقولها، بل هي كلمات .عهد. يجب ان تحس بها لتخرج من اعماقك ممزوجة بمشاعر الصدق والقناعة، والا اصبحت دون معنى، والان يا

حسن، لقد اقتربنا من موعد وداع اليوم …ولقاء الغد…وسأبدأ اليوم وتبدأ بالغد…فهيا نتلو عهد الارتباط لنوصل اليوم بالغد ونلتقي.

أنا غادة ابنة نازك،

ابنة الجن ….

بشهادة القمر احلق

بروحي وخيالي وجسدي

مدركة مجلة معاني

الارتباط، اعاهد حسن

ابن صفية ابن الانس

ان اخضع له مطيعة وفية،

واكون له روح جسده

ولهيب ناره، والالف

والياء ، والبداية

والنهاية اضيء له الحياة

اذا اقترب ليلها، واظلها

اذا سطعت شمسها،

واكون له الشاطىء اذا

هاج البحر وماج.

ازيل الغم

اجلب السرور واكون

له ثمر الروح، واحبه حبا

لا يزول، حب الارض

للمطر، والعتمة للقمر،

والنفس للذات، اهبه

جسدي وروحي متى شاء

كيف شاء الى ابد الابدين

اضع يدي اليسرى

بيدك اليسرى، وهذا

عهدي لن انقضه، وانا

زائلة والعهد باق

انا حسن ابن صفية

ابن الانس …

بشهادة القمر احلق

بروحي وخيالي وجسدي،

مدركا مجلا معاني

الارتباط، اعاهد غادة

ابنة نازك ابنة الجن ان

اخضع لها مطيعا وفيا،

واكون لها روح جسدها

ولهيب نارها، والالف

والياء، والبداية والنهاية

اضيء لها الحياة اذا اقترب

ليلها، واظلها اذا سطعت

شمسها، واكون لها

الشاطىء اذا

هاج البحر وماج

ازيل الغم، اجلب

السرور، واكون لها ثمر

الروح، واحبها حبا لا

يزول، حب الارض

للمطر والعتمة للقمر،

والنفس للذات، واهبها

جسدي وروحي متى تشاء

وكيف تشاء، الى ابد الابدين

اضع يدي اليمنى

بيدك اليمنى، وهذا

عهدي لن انقضه وانا

زائل والعهد باق

وبعيونها السوداوين الممتلئتين بالسعادة خاطبتني غادة : انا لك مثلما انت لي فضمني اليك وقبلني ,انت زوجي لك ما تريد. وضممتها الى صدري متلهفا وقبلتها لحظات … شعرت باني ارتفع عن الارض، وأن الارض فقدت جاذبيتها، او أن روحي خرجت تحلق من جسدي،


 


قديم 01-18-16, 07:56 PM   #9
general

الصورة الرمزية general

آخر زيارة »  اليوم (03:22 PM)
المكان »  في ظل سلمان الحزم
الهوايه »  قصص العالم الاخر ( الجن )

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحلقة العاشرة

وبقيت غارقا في قبلة لا اريدها ان تنتهي، وما ان افقت من نشوة القبلة، حتى وجدت نفسي في مكان لم اسمع عنه ولم اشهد مثيلا له حتى في الخيال.

وإبتسمت غادة وقالت : نحن يا حبيبي في روضتنا الجميلة . سبحان الله ما اجمل هذا المكان.!! سبحان الله …سبحان من خلقه وسواه…جميل في صنعه بديع في خلقه . اخذت اتفحص المكان الخلاب بعيني مدهوشا بحسنه، مفتونا بظلال اشجاره الوافرة الظلال والدائمة

الخضرة، ذات العلو الباسق والجذوع الضخمة الكبيرة والعتيقة، انها تبدو للناظر موغلة في عمق الزمن، وانها هنا منذ الاف السنين. حقا هي غوطة خضراء مظللة بالاغصان المتشابكة ,ولما نظرت نحو السماء ,رايت النجوم وكأنها “ثريات” من ذهب تدلت من

اغصانها…امسكت غادة بيدي فصحوت على صوتها وهي تقول: تعال يا حبيبي لأريك ما لم تره في حياتك كلها..

سرنا نشابك ايدينا، وكنا كلما خطونا خطوة واحدة كنا نشاهد ما يذهل العقل ويجعله يسرح ويتفكر، فيقنت ساجدا لعظمة الخالق، وللسر الذي وهبه للورود وللازهار التي نمت وكان يدا خفية لها انامل مبدع قد خطتها برتابة مشكلا بها اشكالا هندسية عديدة لا يقوى على

رسمها اعظم المهندسين .لم اكن اتخيل ان هناك شيء يمكن ان يشغلني عن التفكير في حبيبتي غادة، حتى فاجأني هذا المكان بروعته التي شغلتني تماما عن غادة. ما زلت غارقا في جمال هذه التحفة، ولم اصحو عليها الا عندما توقفت غادة وقالت : “والان يا حسن …اغمض

عينيك وهيء نفسك للمفاجاة القادمة …واستعد” اغمضت عيوني، واخذت بيدي وسارت بي مسافة لا اعي اتجاهها، وكلما كنا نسير مسافة قصيرة كنت أسألها : الم نصل بعد ؟هل افتح عيني؟ ..فترد قائلة : “اصبر قليلا” وما هي الا لحظات حتى توقفت وامسكت بكتفي

بدلال وقبلتني قبلة لحظة عاشقة، وقالت بعدها: “الان يمكنك ان تفتح جفنيك ..” يا الهي ماذا ارى …!!ايعقل ان تكون هذه هي الجنة ..جنة عدن التي وعد الله الصالحين بها…؟

وما هذه البحيرة التي يتصاعد من منتصفها بين الفينة والاخرى بخار ينتشر وكانه سحب كثيفة تغطي السماء، وحول هذه البحيرة الصغيرة تفجرت من الارض سبعة ينابيع تصب فيها من كل الاتجاهات، وتشكل جميعها عند نقطة الملتقى، أي في منتصف البحيرة، نافورة

ترتفع منها المياه إلى عدة امتار، وعند سقوطها تبدو وكانها مظلة مائية، ومن وسط المظلة يخرج بخار…قفزت الى عقلي فكرة…لماذا لا اقترب وانزع ملابسي واغوص في البحيرة فالمكان عبق والمنظر مغر جميل وفتان.. اقتربت فعلا ومددت يدي لتلامس الماء، وكدت المس

الماء حتى شدتني غادة صائحة : “احذر والا حرقت يدك..” اعدت يدي. وبعد فترة لم اصدق ما قالته غادة، وبحركة سريعة لا ارادية في نوع من التحدي مددت يدي الى مياه الينبوع، وما كدت الامسه، حتى سحبتها بسرعة فائقة، لقد كوى الماء الحار يدي …صرخت باعلى

صوتي من شدة الالم : يا الله اين وضعت يدي ؟!!هل وضعتها في نار جهنم…؟! وبدأ البخار يتصاعد من جلد يدي من شدة الحرق …؟!

؟! نظرت الي غادة نظرة شماتة وقالت : “تستاهل يا حبيبي، كان لازم تصدقني”.. وسحبتني من يدي نحو ماء الينبوع في الاتجاه الاخر وقالت لي: ضع يدك في الماء ولم اجرؤ ان اضع يدي في ماء الينبوع خشية ان يكون هو الاخر مثل ينبوع جهنم ذاك، نظرت الي غادة

وانا كالطفل اتردد في وضع يدي لتلمس مياه الينبوع الاخر …سخرت مني وضحكت وقالت: “ضع يدك في الماء يا حبيبي “… لم اكن ساعتها املك الشجاعة لاضع يدي في ماء الينبوع هذا من شدة الالم الذي اصاب يدي من ماء ذاك الطرف من الينبوع ، لم اجرؤ، فقد خشيت

ان يكون كسابقه تتدفق منه مياه جهنم…

وصرخت غادة : “ايها الانسان الغبي الشكاك في كل شيء، أين فضولك ؟ الا تحب ان تجرب لتفحص صحة كلامي …؟ انظر الى يدك وقرر بسرعة قبل ان يفوت الاوان على شفائها”. ضرب العناد اطنابه في عقلي وبقيت مترددا خائفا لا اجرؤ على مد يدي نحو الماء

ثانية حتى فاض صبر غادة، واذا بها تقفز باتجاهي وتضمني الى صدرها بكلتا يديها، التصقت بي تماما، واقتربت شفتيها من اذني وقالت: “ايها الحبيب الشكاك الجبان، الان سأرغمك على النزول في الماء”. وبدفعة رشيقة خفيفة منها غصت تحت الماء، وغادة معي ما زالت

تمسك بيدي وضعتها في مياهه الباردة، شعرت ان الدم بدأ يتجمد في عروق يدي .. يا الله ما اشد برودة هذه المياه…!! ما هذه المتناقضات. بدات غادة تمسح بيدها على يدي، ومع لمستها شعرت بأن الآلام تنسل من جلدي كما تنسل الشعرة من عجينة غضة، فشفيت يدي ولم

يعد هناك الم اشعر به … قالت غادة : “انظر يا حبيبي،تلك ثلاث ينابيع يتدفق منها ماء يغلي، وتلك الينابيع الاربع يتدفق منها ماء بارد.

اغرب ما في امر الينابيع هذه انه حينما تلتقي سوية تندمج مياه الينابيع في البحيرة لتصبح مياه البحيرة دافئة وتتجمع تلك المياه في منتصف البحيرة لتخرج من فوهة في منتصفها لتصب في مركز الكرة الارضية ثم تتوزع الى اطرافها…”

سألت باستغراب :وهل نحن الان يا غادة على الكرة الارضية …؟ اين تظننا نكون ..!!نعم يا حبيبي نحن على الكرة الارضية.. لقد كان يخالجني شك باننا لسنا على الكرة الارضية، وكل ظني اننا في عالمك يا حبيبتي… ان ظنك في محله، نحن على جزء من عالمنا …

ولكنك تقولين باننا على الكرة الارضية … لا تدعني يا حسن اصفك بالغباء … وضحكت وقالت : ان عالمي يا حبيبي على الارض، وليس على كوكب اخر …وكل ما هناك اننا في اماكن لم يصلها البشر، ماذا تظن الكرة الارضية؟ انها كبيرة جدا، وكل الذي عرفه الانسان

عنها هو شيء بسيط وصغير جدا، ولو بحثتم قليلا لوجدتم واهتديتم للحياة الحقيقية …اما بالنسبة للكواكب الاخرى فانا ايضا لا اعلم عنها شيئا، غير اني اسمع من المطلعين العارفين من عالمي بأن هناك عوالم اخرى غير عالمي وعالمكم على تلك الكواكب .واعلم كذلك ان

هناك اتصال بين تلك العوالم وعالمي، ولكنني لم ابلغ من العمر ما يكفيني لاتمكن من معرفة المزيد عن هذه العلاقة…يا حسن انا قنوعة، كفاني ما اعرفه عن عالم زوجي وحبيبي الانسان حسن، هذا العالم الصغير البدائي الذي لم يتطور الا نحو الاسوأ.. ثم ضحكت وقالت :

رغم كل ما فيك من مساوئ فقد احببتك، واحببت عالمك، وتزوجت احد اغبيائه،اليس كذلك يا حسن…!! غادة كفاك اهانات … كلا يا حبيبي انا لا اهينك انما هي الحقيقة … فما كان مني الا ان اخذت بكفي حفنة من الماء ورشقت بها غادة .. اسبلت غادة عينيها بدلال وقطرات

الماء تزين وجهها، مدت يدها نحوي، دفعتني برفق، فقدت توازني وسقطت مرة اخرى في مياه البحيرة ,القت بنفسها في الماء معي…ثم سبحت مسرعة خارجة من البحيرة واستلقت على الاعشاب…ما اروع جسدها الممدد فوق بساط الاعشاب الخضراء وبين الازهار، وهي

ترتدي فستانها الابيض المبتل الذي التصق بجسدها تماما، بدت وكانها درة ..بل كقمر مكتمل في ليلة حالكة السواد. خرجت من الماء خلفها في صمت ,اقتربت منها واستلقيت بجانبها. اشارت بيدها نحو نخلة صغيرة مزروعة بين الاشجار العالية الباسقة. بدت كالطفلة المدللة

في عائلة جميع افرادها بالغين، وقالت : هل ترى تلك النخلة يا حبيبي ,اتعلم من زرعها في هذا المكان؟! انا زرعتها ,وكان ذلك قبل عشر سنوات…

لماذا يا حبيبتي في هذا المكان ..؟!! ان لهذا المكان في حياتي قصة بدات عندما كنت في الثامنة من عمري. فاكتشفت هذا المكان عند اول مرة هربت فيها من البيت..كنت صغيرة جدا …اخذت اتنقل من مكان لاخر، حتى وصلت الى هذا المكان، وكان ذلك بمحض الصدفة..مكثت

هنا عدة ايام واتخذت بيني وبين نفسي قرارا بان تكون هذه الجنة لي وحدي، لا ابوح لاحد عن مكان وجودها..فاحتفظت بها وكانها سر دفين، لا اطلع عليه احد..ولما قررت مغادرة المكان عائدة الى اهلي ..ضللت الطريق فلم اعد اعرف في أي البلاد أنا ولا على أي ارض

اسير، وفجاة وجدت نفسي في عالمكم، عالم البشر..فاخذت اتنقل من مكان الى مكان والرعب والخوف يملآن نفسي، وانا امشي حائرة لا اعلم من هم هؤلاء الذين يسيرون من حولي، غير آبهين بي ولا بوجودي، رغم انني كنت قريبة منهم، فلم استطع ان افهم لماذا لم

يشاهدوني؟ وكانت دهشتي كبيرة عندما اطلعت على تصرفاتهم الغريبة، وشاهدت لباسهم الغريب العجيب..لقد كنت خائفة جدا ..حثثت نفسي على السير، فمشيت ومشيت…واذا بي اجد نفسي امام ما تسمونه بسجن عسقلان، رأيت النخلة جلست بجانبها عندما انهكني المسير،

وبكيت من شدة الخوف، وخاصة عندما شاهدت من في داخل السجن، وشاهدت تصرفاتهم الغريبة التي لم افهم منها شيئا، بسبب جهلي وعدم معرفتي بعالم البشر، وبقيت بجانب النخلة دون حراك، حتى اشرقت الشمس، صحوت لانني لا اعلم في أي الاتجاهات سوف

اسير..طال بي المكوث لعدة ايام ,كنت اقضي اوقاتي تارة في اللعب وتارة اخرى في البكاء…وكثيرا ما كنت اضحك اذا شاهدت بعض تصرفات بنو البشر الغريبة…بقيت على هذا الحال، العب والهو بجانب النخلة حتى فاجأني احد الاشخاص، وكان قد اقترب مني قائلا :لا

تخافي يا صغيرة…اهدئي يا بنيتي …وراح يتحدث معي ويسالني عن اسمي…وعن سبب وجودي في هذه المنطقة…حكيت له قصتي كاملة من لحظة هروبي من البيت حتى لحظة جلوسه معي… سألته:اين انا ؟! قال : في عالم اخر هو عالم البشر ، ولا يستطيع احد منهم

رؤيتك، لانك من عالم اخر…وسوف تعرفين الكثير عن هذا العالم عندما تكبرين .اما الان فسوف تعودين الى موطنك والى اهلك. ..وبدون سابق انذار ,وقف على قدميه، واذا به يسير مع هؤلاء البشر غريبي الاطوار، وكنت واجمة،اراقبهم وانظر اليهم بتعب…وفجاة ودون

شعور مني نظرت حولي واذا بي في داخل بيتنا وجميع افراد اسرتي ينظرون الي بغضب…وما كان من ابي الا ان عاقبني على فعلتي تلك بعزلي ومنع الاطفال الذين هم من سني من الاختلاط او اللعب معي، ولما تكرر عزلي عن باقي الاطفال، كنت اهرب الى هذا المكان

العب فيه وحيدة، واسبح في مياهه ,ثم اعود الى البيت وانا اعرف ما هو عقابي…دارت الايام ومرت السنون …فكبرت وتعلمت واكتشفت اسرار الكون، وكل ما يدور من حولي ,وما علمته انه ممنوع على كل صغير من عالمنا لم يتجاوز سن العشرين ان يعلم بوجود عوالم

اخرى .

..في ذلك الوقت كنت قد بلغت سن الرابع عشرة، وعرفني الجميع بتمردي، ودفعني فضولي الزائد لازداد تمردا واتعلم خلال فترة وجيزة كيف اشق طريقي الى عالم البشر…ونجحت بذلك واكتشفت الطريق الى ذلك العالم، واخذت ازوره بين الحين والآخر، وزرت نخلة

عسقلان .دفعني الفضول ان ابحث عن ذلك الشخص الذي جاءني عند النخلة في المرة الاولى، ولكنني لم افلح في العثور عليه، وكان كل ما فعلته انني استطعت ان انقل بعض بذور النخلة فزرعتها في جنتي..واستمرت زيارتي لنخلة عسقلان وفي كل مرة كنت ازورها، كنت

اتعلم شيئا جديدا عن عالم البشر، وبعد سنوات علمت بان ذلك الشخص الذي تحدث معي كان من عالمكم، وعلمت كذلك ان امثال هذا الشخص تقولون عنه انه مجنون فاقد لعقله. ولكنني لم استطع حتى الان معرفة سر اختفائه، ولم استطع كشف السر الذي دفعه للحديث معي

وبنفس لغتي… بقيت يا حبيبي على هذا الحال، اكرر زيارتي للنخلة حتى شاءت الاقدار والتقيت بك يا حسن، احببتك وتزوجتك متمردة متحدية كل قوانين عالمي… وها انا انتقل بك الى مخبئي الخاص الذي لا يعلم بوجوده أي مخلوق سواك…ها انا يا حبيبي قد حكيت لك كل

ما وعدتك به سابقا، وعن سر علاقتي بالنخلة …وماذا تريد بعد…؟!!. وانهت غادة حديثها وابتسمت وقالت : الست جائعا يا حبيبي ؟ فعلا …انا جائع جدا سرنا معا بجانب البركة، واخذت تقطف لي بيدها من ثمار الجنة وتقدمها لي، وتحثني على تناول ما لذ وطاب من الثمار.

ما اسعد تلك اللحظات !!وما الذ هذه الثمار، وخصوصا عندما كانت غادة تضع الثمرة في فمها وتقترب مني وتطعمني اياها من بين شفتيها، وكأننا طيور الحب ,لم احلم في حياتي ان اعيش اهنأ من هذه الحياه، ولا أن اتذوق اطيب من هذه الثمار!!؟ . مرت ساعات طويلة ونحن

نضحك ونلعب وننتقل من شجرة الى شجرة، ومن ينبوع الى ينبوع، وشوقي لها يزداد… استلقيت بجانب البركة، واستلقت بجانبي، وبعيونها بريق وعلى شفتيها يرتسم الشوق، مالت الي بجسدها المكتنز، تاركة لنهديها الاستقرار على صدري، تقرب شفتيها من شفتي.. وقبل

ان تلتقي الشفاه.. تعود بشفاها الى الخلف، تاركة شعرها الحريري يدغدغ وجهي.. بحركات مثيرة تقترب بشفتيها ثم تبعدهما.. تمسك بين اصابعها ثمرة توت حمراء كبيرة ناضجة، يسيل منها سائل كنبيذ احمر معتق، تقربها من شفتيها، تمتص منها النبيذ الاحمر بطريقة

تفجر بداخلي العطش لشفتيها .. تقرب فمها الممتلئ بالنبيذ، تقبلني لأشرب من ذاك النبيذ النابع من شفتيها، تعيد الكرة مرة اخرى، نفذ صبري، ملت بها الى جانبي، واحاطتني بذراعيها واخذت اشرب النبيذ من فمها ولا ارتوي، وتسيل قطرات من النبيذ الاحمر من بين فمي

وفمها، فالاحق بشفتاي القطرات السائلة من فمها على ذقنها، الى عنقها والمارة من بين النهدين لتستقر بمركز البطن الرخامي، حيث بها التقي لأرتشفها وابحث بكل ثنايا ذلك اللوح الرخامي عن اي قطرة عائدا من حيث مرت شفتاي متوقفا بين النهدين الثائرين المتحديين

لشفاهي الملتهبة بنار الشوق ان ابقى.. وبقيت هناك ابحث عن سر الكون وجنون الطبيعة، ونادتني شفتاها بهمس الآهات، وصعدت واعدا بالعودة بعد لحظات، مررت بالعنق.. وعبر ذقنها.. لتلتقي شفتاي بشفتيها عائدا من حيث بدأت لأروي الظمأ الذي يستبد بي، وارتشف

شهد الشهد ضاغطا بجسدي عليها، تاركا ليداي العبث بذلك الجسد الذي يتلوى بين ذراعي كسمكة عائدة من البر الى الماء، تدفعني، وقبل السقوط تشدني وتميل علي.. وهمس آهاتها، وجسدها الذي لا يكف عن الحراك، متحديا صمودي داعيا ان انهي المقدمات، ولكن شوقي

الحبيس منذ سنوات دفعني لأطيل الضم والعناق، واوقع على عنقها وصدرها علامات الحب والاشتياق.. لتلتهب وتلهبني.. بضم وعناق على أنغام التنهد والآهات.. وبأظافرها وشفتيها خطت نهاية لحظات… وافيق على زقزقة العصافير المتمسكة بأغصان الاشجار حولي،

وكأنها تعزف لحن الخلود، وامد يدي الى جانبي باحثا عن زوجتي غادة، فلا اجدها، وانظر حولي فأراها تخرج من الماء كحورية بحر لا يغطي جسدها الابيض الا قطرات الماء العالق عليه، وشعرها الطويل الاسود المبتل بالماء يغطي مفاتن جسدها. تقترب مني ومازلت

مستلقيا، وعيوني ترقبها، وتميل الي وتقبلني وتقول : هل افقت يا حبيبي؟ هذا يومك الاول في جنتنا. فهل انت سعيد؟ واضمها بذراعي الى صدري واقبلها، آه… كم انا سعيد بقربها، وتضع راسها على صدري وتمر لحظات صمت وتأمل، مع اصوات العصافير وصوت ماء

الينابيع التي اضفت على هذه اللحظات روعة على روعة .وتنظر الي غادة وتبتسم وتقول : هيا يا كسول كفاك نوما.. فتقف وتشدني نحو البركة والمياه الدافئة، وتبدا بالتنقل من ينبوع الى اخر، بعيدا عن الينابيع الثلاث الحارة، تارة ترشقني بالماء، وتارة تدفعني لاغوص

تحت الماء، وتهرب مني والاحقها حتى امسكها، والوقت يمضي. وخرجنا من البركة، وقطفنا واكلنا ما لذ وطاب من الثمار التي لم اعهدها من قبل على الارض، وخاصة بعض الثمار العجيبة ذات الاشكال العديدة، وحينما يتم فتحها يكون بداخلها ما هو اشهى من الشهد،

ويختلف لونها من ثمرة الى اخرى، واخذت الايام تمر، اليوم بعد الاخر، تغمرنا السعادة في جنتنا، لا يكدر صفونا احد، وكلما مر يوم اكتشف شيئا جديدا في هذا المكان . اشجار جديدة، طيور جديدة وحيوانات جديدة، منها ما اعرفه ومنها ما لم اره من قبل، واكثر ما كان

يشدني رؤية الارانب البيضاء، واتخيل احدها مشويا على النار وانا التهمه، وخاصة انه مرت عدة ايام لم اذق فيها طعم اللحم، وفكرت باعداد وليمة شهية من واحد من الارانب، وقررت ان اقوم بذلك، وفي هذه الاثناء كانت غادة تسبح وتلعب كعادتها قفي البركة وبين

الينابيع. توجهت نحو الارانب ولم اجد صعوبة في امساك احدها لانها لم تهرب مني كالارانب التي عهدتها، احضرت احد الارانب السمان وبدات افكر كيف سأشعل النار وكيف ساطهو. حملت الارنب ومشيت نحو غادة وانا حائر… وما ان راتني غادة حتى احمرت وجنتيها

وبدا الشرر يتطاير من عينيها وانا لا ادري ما السبب.صرخت بي: ماذا تريد ان تفعل به ؟ ادركت بحاستي انني ارتكبت خطأ جسيما …فقلت لها: لا شيء، جئت لاريك اياه.. وسارت نحوي واخذت الارنب من يدي، وضمته الى صدرها بحنان، واخذت تداعبه، ونظرت الي

وقالت بغضب:… انت متوحش وكذاب كبقية البشر، الم تكتف بكل الثمار الموجودة؟ الم تكتفي بهذا الطعام.لماذا تريد ان تقتله؟ وضعت الارنب على الارض ليذهب الى حال سبيله، وانا مشدوه لا أقوى على الكلام واشعر بالخجل.. واقتربت مني وضعت راسها على صدري

وقالت: انت زوجي وحبيبي ..لماذا تفعل هذا ؟لماذا تريد ان تقتله.. واخذت تؤنبني …

واخذت اعتذر لها واقول : ان هذا امر طبيعي لدينا، ولم اعلم بانه سيغضبك … كان ما قلته قد زادها غضبا حتى خلت انها ستضربني.

وقالت: اتقتله وتقول هذا امر طبيعي، ماذا فعل لك …

واخذت تنعت البشر بكافة الاوصاف،ولم تترك غادة وصفا الا وصفت به البشر، واستفزتني بكلماتها وشتائمها التي تنم عن حجم الكره والحقد الذي تحمله بداخلها للبشر.

شعور سيء راودني تجاه هذه المخلوقة الصغيرة…لماذا تحمل في داخلها كل هذا الحقد لبني جنسي..؟ ولماذا احبتني.. وانا منهم؟؟ وحدقت غادة بي بعينيها والتقت عيوني بعيونها ,واشاحت عيونها عني ونظرت الى الارض بخجل وكأنها شعرت بحجم الاهانات التي الحقتها

بي وقالت : حسن انا آسفة …انا آسفة …لم اكن اقصد الاساءة اليك. وكان علي ان اقدر طبيعتك البشرية، نعم يا حسن، انا لا اتذكر اننا تطبعنا على كره البشر واحتقارهم، ولكن صدقا يا حسن، انا احبك اكثر من أي شيء في هذه الدنيا التي ادركها والتي لا ادركها .

وسألتها وانا احاول ان اتغلب على الجرح الذي تركته في نفسي، والحزن يعتصر قلبي… لماذا يا غادة تكرهون البشر وتحتقرونهم لهذه الدرجة …؟ وحاولت غادة ان تتهرب من الاجابة على سؤالي، ولكن اصراري على السؤال جعلها تقول : اننا لا نكره البشر لاننا نريد

ان نكرههم، ولا نكرههم لانهم بشر يختلفون عنا، اننا نكره طباعهم وعاداتهم واعمالهم السيئة لا تلمني على ذلك ارجوك ,ان ما نراه وما نعرفه من اعمال البشر يدفعنا رغما عنا الى كرههم ,فالبشر يقتلون الحياة، البشر يدمرون كل شيء، وسيدمرون عالمنا وعالمكم, وستتدمر

الارض بكاملها بسببهم…لماذا يفعلون هذا؟ لا لشيء…فقط لانهم يعشقون الدمار .

وسالتها باستغراب : وما دخل عالمك بما يفعله البشر ؟

فأجابت باستياء … عالمي على الارض يا حسن، وبقاء عالمي يعتمد على بقاء عالم البشر، واي دمار شامل للارض هو دمار لعالمي، ولا تستغرب ان قلت لك بان عالمي حريص على عالمكم اكثر من حرصكم انتم بني البشر عليه …اسفة يا حبيبي فهناك امور كثيرة ما زلت

لا تعرفها وهي التي تدفعني احيانا للغضب على البشر…اسفة يا حبيبي.. واقتربت مني وقبلتني، ورجتني ان اعتبر ما قالته وكانه لم يكن وقالت: حبيبي حسن .. يلا اضحك وتعملهاش قصة … وهل لقلبي اسير حبها خيار الا ان يرضخ لهذا الملاك ! وامسكت بيدها واخذنا

نتمشى بين الاشجار، احضنها واقبلها، واداعبها ,وتمازحني وتلقي علي الثمار وتهرب والاحقها وامسكها ونضحك ونلهو، والوقت يسير بسرعة, الساعة تصبح لحظة، واللحظة لا تحتسب ,ونسير والسعادة تغمرنا …واثناء سيرنا بين الاشجار، لفت انتباهي قط اسود اللون

يرمقني بنظرات اثارت فضولي، واضحكتني في نفس الوقت ,ولكزت غادة بطرف يدي وهي منشغلة بقطف ثمرة من احدى الاشجار وقلت لها: غادة.. انظري الى هذا القط ونظراته المضحكة. والتفتت غادة والابتسامة تعلو شفتيها ,وما ان رات الجنية غادة القط الاسود

حتى انقلب حالها وكان كارثة سقطت على راسها، وارتعبت بطريقة غريبة وتسمرت مكانها من الخوف وامسكت بي بقوة وهي ترتجف وكانها تريد ان احميها. لم ارها بهذا الضعف منذ عرفتها، وانا لا افهم لماذا كل هذا الخوف، امعقول ان مجرد قط اسود يرعبها كل هذا

الرعب ,ويقترب القط الاسود منا ببطء ولايبدو عليه ما يخيف، وغادة تلتصق بي اكثر واكثر، خائفة ترتجف كالطفلة الصغيرة التي شاهدت وحشا ضخما، تركض وتسحبني خلفها، وانا اجاريها واركض معها، تركض واركض، ومن التعب جلست على الارض، فسحبتني

من جديد وهي تقول لي: اسرع …ارجوك … وكنت ارى الدموع في عيونها , نهضت راكضا خلفها وهي ما زالت تمسك بيدي كطفل صغير تسحبه خلفها، ولكني لم احتمل الركض من غير سبب كالاحمق، وبغضب سحبت يدي من يدها وصرخت فيها: كفى يا غادة …كفى

…قولي لي ماذا جرى لك ؟.. واقتربت غادة وهي تبكي وامسكت بيدي وقالت : هيا اسرع …اسرع يا حسن . ولكني رفضت ان اسير قبل ان افهم …وغادة تبكي وتصر على ان اسرع، وبلفتة مني نحو الخلف رأيت ان القط ما زال يسير خلفنا. انظر حولي وارى قطا اسود

آخر، وقطا آخر، وقطا آخر …من اين جاءت هذه القطط؟ لا ادري، وكلها تنظر الي، هنا دب الرعب في قلبي انا ايضا، وانساني كل تعبي، واخذت اركض مع غادة وانا خائف و لا ادري لم انا خائف، مجرد شعور بان شيئا غير طبيعي يجري حولي، وكلما قطعنا مسافة

اخرى ازداد عدد القطط السوداء حولي، لأرى ما لا يصدقه العقل …الاف بل عشرات الالاف من القطط السوداء تحيط بنا من كل جانب ,كل شيء حولي لونه اسود…الارض الاشجار، لأن القطط السوداء تغطي كل شيء من حولي، وهنا ادركت باني أتجه نحو هلاكي،

وسحبتني غادة من يدي باتجاه الماء، ودفعتني تحت الماء بقوة وحثتني على الغوص وانا اكاد اختنق، وتقترب مني وتضع فمها على فمي وتمدني بالاكسجين، فاشعر بالراحة، اغوص معها وكلما غصنا تحت الماء اكثر، تتوقف وتقترب مني وتمدني من جديد بالاكسجين …

واخذت تسحبني، احيانا تهبط عدة امتار لنعبر من نفق ثم نسبح عدة امتارا الى فوق عبر قناة يمينا وشمالا، وفي كل الاتجاهات ,وكانت غادة تعرف طريقها جيدا ،لا ادري كم من الوقت مر علينا ونحن نغوص تحت الماء او كم هي المسافة التي قطعناها، وغادة لم يكن يصعب

عليها ان تزيل عني الارهاق وتمدني بالاكسجين تحت الماء. واستمرينا في السباحة حتى صعدنا عبر فجوة ضيقة الى كهف، وما ان صعدت من الماء حتى استلقيت على اليابسة لاستريح، واستلقت غادة بجانبي وضعت راسها على صدري فاخذت اداعب شعرها بيدي

واسألها: غادة زوجتي الحبيبة، ماذا حدث ؟

وتتمتم غادة وبنبرة حزينة : انهم الكاتو يا حسن …لقد اكتشفوا مكاننا، وجاءوا للقبض علينا، والقطط السوداء التي رأيتها مسخرة لهم، وهي تساعدهم في كل شيء، واينما وجدت تدل على وجودهم، وانت تستطيع ان ترى القط الاسود ولكنك لا تستطيع ان ترى فرد الكاتو (

الجن) الذي يصاحبه.ولكل فرد من افراد الكاتو قط اسود ،ونحن نسميها عيون الكاتو، ولو امعنت النظر في عيونها لاستطعت ان ترى صورة الكاتو الذي يصحبها، وايضا يوجد بعيون كل قط اسود قوة تعادل قوة فرد الكاتو الذي يرافقه ,ومن اخطر الامور النظر بعيون القط

الاسود لفترة طويلة، وهذا ما لا يدركه بنو البشر، ويتواجدالقط الاسود في كل مكان في عالمك وعالمي، ولا يستطيع ان يكشف القط الاسود الا اشخاصا معدودين من البشر، وهم اصحاب القوى الخارقة، وعلامة واحدة فقط هي التي تميزهم عن البشر، وهذه العلامة توجد

عادة باحدى ايديهم، ولو دققت النظر بعيونهم لوجدت التشابه بين نظراتهم ونظرات القط الاسود، وهؤلاء فقط من بني البشر من يملكون القوى المباشرة لهزيمة الكاتو…ولكنهم ليسوا الا نوادر من بني البشر … اين نحن يا غادة …؟ نحن الان يا حسن تحت سطح الارض

بالاف الامتار … وماذا سنفعل الان يا غادة …؟ يجب ان نسير حتى نصل سطح الارض لاتمكن على السطح من اعادتك الى عالمك حيث يوجد البشر، فربما ستكون هناك في امان اكثر، ويكون اصعب على الكاتو النيل منك ,اما هنا في عالمي فيسهل السيطرة عليك وسجنك

في عالمهم ليكون مصيرك مثل مصير الاف البشر الذين وصلوا الى عالمي…والمصير هو حفر القنوات والصخور الى ان تموت. وانت يا غادة، وحينما اعود الى عالمي ماذا ستفعلين …؟ انا يا حسن اخترت مصيري بنفسي، وسابقى هاربة منهم حتى يتم القبض علي ,

وبعدها ساواجه مصيري، ولا ادري الى متى سأستطيع الهرب منهم يوم ..عام ..عشرة، ربما اكثر وربما أقل. غادة حبيبتي …لا تهمني الحياة كثيرا، اريد ان ابقى معك لنواجه مصيرنا معا، وليحدث لي ما سيحدث لك … كلا يا حسن …هذا مستحيل، فلو بقيت معي فما هي الا

ايام وسيتم القبض علينا معا، لأن تحركي معك صعب جدا، فانا استطيع ان انتقل من مكان الى اخر في لحظة واحدة. ولكن معك لا يمكنني ذلك، فلا تتسرع في مواجهة مصيرك، فانت ايضا في عالمك لن تكون في امان ,وستبقى في خطر دائم الى ان ينال الكاتو منك، او ان

تجد طريقة للخلاص، وانا ساحضر اليك دائما بعد ان تعود الى عالمك. وضحكت غادة ضحكة حزينة وقالت : انا لا اريد ان يعتقلوك هنا، لانه لو حدث فستقضي عمرك بحفر الصخور وشق القنوات في باطن الارض. يجب ان تتحرك بسرعة حتى نصل الى سطح الارض

,وامامنا مسافات طويلة لنصل. ومن هناك يا حسن سانقلك الى بيتك بنفس الطريقة التي احضرتك بها الى عالمي ,وليتني كنت استطيع ان انقلك من هنا لوفرت عليك كل هذا التعب ولا داعي لتضييع الوقت لان القطط السوداء ستعود لتجد اثرك … واخذنا نسير في باطن

الارض في كهوف معتمة وفي اماكن يصلها النور، واماكن نمت فيها الاشجار والورود، لا ابالغ اذا قلت بأني مررت في اماكن تتسع لبناء مدن، واماكن اخرى لا فرق بينها وبين سطح الارض، الا انها معتمة، حتى انني مررت بنهر وحوله غابات من الاشجار، وسرنا

وسرنا …وفي طريقنا بدأت اشعر بحرارة عالية جدا لم احتملها، ونظرت الي غادة والعرق يتصبب مني وقالت : هل تريد ان ترى المدمر وسبب كره وعداء عالمي للبشر..حاول ان تحتمل الحرارة وتعال لترى . واقتربنا ومن بعد مسافة تزيد عن ثلاثمائة متر، رأيت فعلا

سحرا…رايت ما بهر بصري …قناة ضخمة يجري فيها سائل اصفر لزج يجري ببطء وينبعث منه نور متوهج ينير ما حوله…وابتسمت غادة باستياء وقالت : لن تحتمل الحرارة والا لكنا اقتربنا اكثر لترى عن قرب. واشارت بيدها نحو القناة وقالت : هذا هو ساحر عقول

البشر ..كما تسمونه معدن الذهب اما نحن فنسميه المدمر ،فهذه القناة التي تراها ويجري بها سائل الذهب واحدة من عدة قنوات ضخمة لا نهاية لها ,وهي في حركة مستمرة دائما تشق طريقها في كل الاتجاهات في جوف الارض، وكلما التقت قناة بأخرى تصطدم القناتان

ببعضهما ليصبا في نفس المكان، وبسبب هذا التصادم يتكون تجمع ضخم من الذهب، ومن هذا التجمع تتفرع عدة قنوات اخرى، وتبدا بشق طريقها بكل الاتجاهات وتبدوهذه القنوات صغيرة ثم تكبر مع الوقت وتتكرر نفس العملية من جديد، تصادم …تجمع ضخم…قنوات

جديدة …علماء عالمنا يقولون بانه مع الوقت ستكثر التجمعات الذهبية وانه اذا بلغ عددها الثلاثين تجمع فسيدمر كوكب الارض بالكامل، وان عدد التجمعات قد بلغ حتى يومنا هذا ثلاثا وعشرين تجمعا ولم يبق الا سبع تجمعات حتى تفقد الارض توازنها، وتدمر من داخلها دمارا

كاملا .وان حدث هذا فسيدمر عالمنا وعالمكم …ولكن الاغرب من هذا ان علماء عالمنا مع كل ما يملكونه من قدرة وقوة تفوق قوة البشر بمئات المرات يقرون بانه لا يستطيع منع هذه الكارثة الا البشر، لانهم الوحيدون الذين يستطيعون تغيير مجرى القنوات حتى لا تصطدم

ببعضها، وهذا بحكم قدرتهم المادية المباشرة والتي لا يملكها غيرهم، والاغرب من هذا.. ان احد الاسباب الرئيسة التي تمنع الاتصال بالبشر وكل من يتصل بهم يلاقي العقاب هو وجود هذه القناة، خوفا من ان يساعد أي فرد من سكان عالمنا البشر بالوصول اليها او

اكتشافها. علماء عالمنا حريصون كل الحرص منذ الاف السنين على ان لا يكتشف البشر هذه القنوات الذهبية، بالرغم من قناعتهم بان البشر يجب ان يعرفوا بها حتى يعملوا على تغيير مجراها لتفادي الكارثة التي ستقع وتدمر الارض، والسبب الذي يبرره علماؤنا انه لو

اكتشف البشر هذه الكمية من الذهب فستكون السبب في دمار عالم البشر، لان الذهب يسحر البشر ولن يتصرفوا بالطريقة الصحيحة، بل ستشتعل الحروب ويحل الدمار بسبب طمع وجشع البشر، وعلماؤنا يعملون كل جهدهم للمحافظة على عالم البشر، بل ان السبب الحقيقي

هو ان عالمنا مرتبط ببقاء عالم البشر وكلما تطور وتقدم البشر فهذا ربما ساعد بان ينقذوا الارض من الدمار .ولو لم يكن هذا الترابط والمصير الواحد موجودا لدمر الكاتو عالمكم منذ الاف السنين وبسهولة. وعلماء عالمنا يا حسن يعملون بكل جهد من اجل مساعدتكم على

ايجاد مادة اثمن من الذهب، حتى يفقد الذهب قيمته، ويصبح مثله مثل بقية المعادن الاخرى، وعندها فقط تستطيعون الوصول للذهب، وفهم الخطورة التي يشكلها في باطن الارض، يدفعكم للعمل من اجل تغيير مجرى القنوات وانقاذ الارض من ساحر عقول البشر الذهب

المدمر . وانهت غادة حديثها عن المدمر، وحثتني على السير، وبصراحة؛ لا اخفي بان للذهب سحره الخاص؛ فانا رغم الظروف التي امر بها الا انني لم استطع ان امنع عقلي من التفكير ولو للحظة باني لو ملكت هذا الذهب لاصبحت اغنى رجل في العالم؛ بل ولملكت العالم

.فعلا هذا هو جشع البشر. فعلا لو ان البشر اكتشفوا هذا الذهب لانقلب العالم راسا على عقب بسببه . وطردت هذه الافكار من راسي وسرت مع غادة وكلما سرت ارى اشياء غريبة جدا ..

غريبة جدا علي مألوفة لها، وسرنا، ولا ادري كم سرنا وكم من الوقت مضى علينا، ولم ادر او افهم أي شيء، فعقلي فقد القدرة على التصور والتعقل ,فانا اتنقل من شيء غريب الى شيء اغرب، حتى انني اصبحت على قناعة بانه ليس من الغريب حتى لو اني رايت حمارا

او كلبا او أي حيوان اخر ينادي علي باسمي. بدات اتخيل بانه ربما بعد قليل سأرى خنزيرا او حمارا يقول لي كيف حالك يا حسن …واخذت من ثقل التفكير اتخيل اشياء سخيفة ,وغادة كعادتها لم تعجز عن قراءة افكاري، وابتسمت ابتسامة ناعمة لا تخلو من الاحزان على

المصائب التي حلت بها بسببي وقالت: “حبيبي …الحيوانات لا تتكلم اطمئن فانت لن ترى هنا ايضا حمارا او خنزيرا يناديك باسمك ,ويسالك عن حالك وعن صحتك ولكن قد ترى بعض الحيوانات التي لم ترها من قبل، والتي تعيش في باطن الارض وفي الكهوف وطبعا هي

ايضا لن تسألك عن صحتك وانما ستقوم بافتراسك لترى ان كان طعم لحمك لذيذا ام لا، وانا متاكدة بانك ستكون الذ وليمة مرت عليها في باطن الارض”. وضحكت غادة ،وابتسمت انا واخذت انظر حولي وانا افكر..فعلا هذا ما ينقصني ان اصبح وليمة لحيوانات لا اعرف

شكلها.

الا يكفي الجن الذي يطاردني والقط الاسود الذي يراقبني. اتلفت حولي بخوف وانا اتخيل في كل لحظة بانه سيقفز علي حيوان ويفترسني، نظرت الي غادة نظرة سريعة ثم قالت:

"لاتخف فانا معك واستطيع ان احميك". واستمرينا بالسير لساعات طويلة، واثناء سيرنا توقفت غادة فجاة وابتسمت وقالت ساخرة : "حسن ..اتحب ان ترى احد الحيوانات التي يسعدها ان تاكلك" ولم لا، فانا يسعدني ان اتشرف بمعرفتها . وضحكنا معا . وقالت : " تعال

ورائي”.. واخذت طريقا جانبية وسرنا بها قليلا ثم وقفت ثانية وقالت : ” انظر الى اسفل” .. فنظرت ولكني لم استطع ان ارى شيئا، فقط سمعت اصواتا رهيبة. دبت القشعريرة في بدني، وقلت لغادة: انني لا ارى شيئا .. فامسكت غادة بيدي وسارت بحذر لأكثر من خمسين

مترا، حينها بدأت أرى بوضوح اكثر، فنظرت حولي وكانني قد خرجت من كهف في راس جبل، ونظرت منه الى واد سحيق ,وكل هذا في باطن الارض، أرى حيوانا يشبه (الحرذون ) في شكله،اما الحجم فلا مجال للمقارنة ,فحجمه بلامبالغة يعادل حجم بناية مؤلفة من عشر

طوابق ,وانا وعشرون مثلي ربما نكون له مجرد لقمة واحدة لا اكثر. قالت لي غادة بأنه من اضخم الحيوانات الموجودة في باطن الارض, وبانهم يطلقون عليه اسم(ربدا) لانه من الغباء بحيث يلتهم ابناءه ظنا منه بانها حيوانات اخرى، واحيانا يطعم ابناءه لحيوانات أخرى

ظنا منه بأن تلك الحيوانات هي أبناؤه. وهو ايضا من شدة غبائه حينما يتحرك ولضخامة جسمه يرى ذنبه يتحرك فينقض عليه ظانا بانه حيوان اخر ,فيغرس اسنانه بذنبه وبعدها يبدا بالصراخ من شدة الالم ,وهذا هو (ربدا )الحيوان الاشد غباء في باطن الارض ,والذي

يعيش منذ الاف السنين، ولم يتعلم حتى الان ان يعرف ذنبه ,او ان يميز بين ابنائه وبين الحيوانات الاخرى ,ويكبر ابناؤه ليكرروا نفس العملية ويبقى ربدا، وعندنا حينما يكرر احدنا الخطا نفسه للمرة الثانية يهزأ منه الاخرون ويطلقون عليه اسم (ربدا)حتى اصبح هذا

الاسم من الامثال الشائعة في عالمنا مثل:”لما تفهم ربدا “،”وعد ربدا “الخ … وايضا في عالمي فهو احد الاسماء التي تطلق على بني البشر،وانا متاكدة بانهم الان حينما يتحدثون مع بعضهم بموضوعي فهم يطلقون علي اسم (ربدا )… شدني حديث غادة عن (ربدا )وغبائه

وعن حياته ,وكلما تذكرت مصائبي اتذكر (ربدا )واخذت اخاطب نفسي باسم (ربدا )واقول لنفسي : ليش يا “ربدا” ما تعلمت من اولها …؟؟

وسرنا واخيرا بدأت اشعر بالنور حينما وصلنا الى نهاية الكهف، وحينما وصلت الى بوابته رأيت السماء ورأيت الشمس وشعرت بالدفء الحقيقي ,وشعرت بالحنان والراحة ..انا الان على سطح الارض..ولكن اين ..؟وفي اية بقعة من الكرة الارضية؟ انا لا اعرف ..

المهم انني في عالمي وعلى سطح الارض . وجلست غادة على الارض حزينة مهمومة كئيبة، واقتربت منها وضممتها الى صدري، ولا ادري هل أواسيها ام أواسي نفسي، فكلانا ينتظر المصير المجهول ولكن حبيبتي غادة فقدت كل شيء، فقدت الاستقرار والامان وحكمت

على نفسها بان تبقى مطاردة، تهرب من مكان الى اخر ,وحيدة، حزينة، واشد ما كان يؤلمني هو ضعفي وعدم قدرتي على مساعدتها، فأنا لا استطيع ان افعل لها شيئا. وبكلمات هادئة وحزينة قالت لي : “لا عليك يا حسن، فانا استطيع ان اتدبرامري، واعتاد على هذه

الظروف، ولكن ارجوك اهتم انت بنفسك جيدا. وبعد ساعات سينتصف الليل وسأعيدك الى بيتك”. وبأجواء مشحونة بالحزن والالم والقلق مما يخبئه لنا القدر انتصف الليل. وقفت غادة وامسكت بيدي ونظرت بعيني، فبدأت افقد توازني وقدرتي على التركيز ,وشعرت باني

اطير بدون جسد، وما ان بدات استعيد توازني حتى نظرت حولي لاجد انني بقرب البيت ولا ابعد عنه الا عدة امتار، وغادة ما زالت تشد يدي وكانها لا تريد ان تتركني ,وبقينا للحظات لا نتكلم، كنا ننظر الى بعضنا البعض وحسب…

عودة حسن الى بيته

وقالت غادة بنبرة حزينة جدا : يجب ان اتركك يا حسن لتعود الى اهلك ,وساعود اليك بعد ذلك . وامسكت بيدها بقوة وانا لا ادري ماذا اقول لها ,وبدات تسحب يدها من يدي وهي تبكي ,لتحرقني بدموعها..فلم اتمالك نفسي وبدأت ايضا بالبكاء ,واختفت غادة وجلست ابكي

وقلبي يتمزق من الحزن على هذه المخلوقة التي كتب عليها ان تبقى مطاردة ,اي مصير هذا …ومشيت وصلت الى البيت . فتحت اختي لي الباب وما ان راتني حتى تغير لونها وشحب وجهها ولم تتكلم كلمة واحدة ,جلست على الاريكة لارتاح قليلا فرحت أغط في نوم عميق .

وحينما افقت جاءت الي اختي وقالت لي : سأحضر لك الطعام، وقد أحضرت لك ملابسك لتستحم،فتوجهت الى الحمام وحينما نظرت الى المراة لم اعرف نفسي ,فهذا ليس شكل حسن ,ذقني طويلة ,وملامحي طرأ عليها تغير كبير واضح، والمفاجاة الحقيقية هي ان شعري

الذي لم اعتد على ان يكون طويلا قد اصبح طويلا بشكل مميز ,وقد ارتديت ملابسي وبدات ابحث عن امي في انحاء البيت ,فلم اجدها. فسالت اختي عنها فقالت لي بانها قد خرجت وستعود بعد قليل. تناولت الطعام واختي ترمقني بنظرات غريبة ,وما ان انتهيت حتى سألتني

بهدوء

-: ماذا حدث لك يا حسن ؟اين اختفيت كل هذه المدة ؟؟ فسالتها باستغراب : لماذا ؟كم مضى على غيابي ؟؟ فقالت لي : اكثر من اربعين يوما. صمت قليلا وبدات استعيد ما حدث معي منذ لحظة خروجي مع غادة، ومع هذا لم يكن مفاجئا لي ان اكون قد قضيت اربعين يوما او

حتى سنة، فهذا الامر اصبح عاديا لي بالنسبة لما رايت، فعادت وسالتني: هل نظرت الى نفسك في المراة ,ماذا حدث لك وما كل هذا الشيب الذي في راسك ؟؟ ام انك ستقول لي بانك صبغت شعرك باللون الابيض يا حسن ,نظرت اليها واخذت اضحك واضحك…وهي

تنظر الي باستغراب وقلت لها وانا اضحك كالمجنون واتذكر غادة ومصيرها المجهول وابكي واضحك : هل انت مصرة على ان تعرفي اين كنت ؟ نظرت الي باستغراب وقالت : نعم يا حسن …فقلت لها وانا اضحك : لقدكنت في عالم الجن …مع زوجتي الجنية غادة ,كنت

هناك كل هذه المدة فهل عرفت الان اين كنت ام انك تظنين بانني اصبت بالجنون. ولا ادري لماذا قلت لها، ولكني بحاجة الى ان اتحدث مع انسان، بحاجة لان يعرف شخص بقصتي، ويكفيني الم وحزن ونظرات الريبة والاستغراب ممن حولي، يكفيني الجن ومطاردتهم لي

,فلست بحاجة لان اطارد ممن هم حولي بنظراتهم المريبة …نعم كنت بحاجة لأن اتحدث ,اريد ان يسمعني أي شخص، لا استطيع الاحتمال فانا انسان ولا استطيع ان احتمل كل هذا … نظرت الي اختي في هدوء وبدون انفعال، بل انه لم تبد عليها المفاجاة، ربما لانها

تصدقني ,او لانها تتعامل معي وفقا للحالة المرضية وتطبق علي ما درسته في الجامعة. لا ادري ولكنها لم تبد أي انفعال لما قلت ,بل على العكس قالت لي بهدوء : حدثني عن زوجتك الجنية يا حسن … فقلت لها : اتسخرين مني؟ هل تظنين باني مجنون وتريدين مجاراتي على

جنوني. كلا يا حسن، انا اختك واقسم بحياة امي اني اصدقك واصدق كل كلمة قلتها ,اريد ان اسمع منك . ولم اشعر بنفسي الا وانا احدثها عن قصتي منذ البداية وحتى لحظة دخولي الى البيت ,حدثتها عن غادة وعما حدث ,وعما سيحدث لي ولها ,وعن المستقبل المجهول حتى

لمست وشعرت بانها قد تاثرت ولم تستطع ان تمنع الدموع من السقوط من عيونها,واخذت تسالني عن “غادة ” وانا احدثها بحرارة وتسالني عما سيحدث لها واجبتها. وحين سالتني اين هي الان يا حسن، اغلقت عيوني لأراها تجلس وحيدة حزينة مهمومة، ولم احتمل ما رايت

واخذت ابكي، واخذت اختي تبكي معي، وهذه المرة لم اخجل من بكائي بل استمريت بالبكاء لحاجتي لان انفس عما في داخلي من هموم وحزن وضعف ,وفي تلك اللحظات شعرت بحنين إلى أمي ، اريد ان اضمها ..اريد ان تاخذني بحضنها ,اريد ان اشعر بالامان .فسالت

اختي: اين امي ولماذا تاخرت حتى هذا الوقت ؟؟ ونظرت الي اختي وقالت بنبرة حزينة والدموع تملا عيونها : حسن.. امي متعبة قليلا، وهي الآن في المستشفى . صرخت بها غاضبا: لماذا لم تقولي لي هذا منذ البداية ؟ ما بها ماذا حدث لها ؟ لا شيء يا حسن . وقفت

وقلت: سأذهب لاراها .. وقالت اختي: ارجوك يا حسن اذهب واحلق ذقنك ,وانا سابدل ملابسي لاذهب معك. ,لم يكن لدي الصبرلاحلق ذقني فقط اريد ان ارى امي . وما هي الا دقائق حتى خرجنا من البيت مع احد الاقارب وتوجهنا الى مستشفى في القدس، وقريبي المحترم

يمطرني بالاسئلة طوال الطريق ,ولم يكتف بهذا بل قال لي : “الله يسامحك يا حسن هيك بتعمل بامك ,كل اللي صار لها بسببك يا حسن..” وصلنا الى المستشفى وركضت باتجاه الغرفة التي ترقد فيها امي ,وجلست بجانبها واخذت اقبلها، واخذت تبعدني عنها … ابعد …ابعد

…انت جني جني .. امي ,ما بك يا امي فامسكت بي اختي وقالت لي : لا تخف يا حسن فقط اصابتها بعض الهلوسة . وجاء الطبيب وسالناه عن حالتها فقال : امك بخير وكل الفحوصات اثبتت انها سليمة وتستطيع الخروج من المستشفى اليوم . وعلمت من اختي بان امي قد

اصيبت بشلل بيديها ورجليها منذ حوالي عشرة ايام، وهي تهذي طوال الوقت بان الجن اخذك، لقد اصيبت بالشلل حتى لا تستطيع احضارك من عندهم . والاطباء اكدوا بان الحالة التي تمر بها امي غير ناتجة عن علة جسدية . انهينا اجراءات المستشفى واحضرت سيارة

واخذنا امي الى البيت وهي تهذي وتهلوس ,وتارة تقول لي: هل عدت يا حبيبي. وتارة اخرى تبدا بالصراخ علي وتقول انت جني …انت جني . جلسنا انا واختي نتناقش في حالتها، وهل فعل الجن بها هذا ام ماذا حصل ؟وقالت اختي : كل ما يحدث يثبت بان ما حدث مع امنا

هو من فعل الجن ,وهو امتداد لما يحدث معك ,ولا ندري ماذا سيحدث ايضا يا حسن … نعم هذا بسببي انا ,الله يلعن الجن واليوم الذي عرفت فيه الجن ,امي المسكينة ما ذنبها ليفعلوا بها هذا ولم تقف الامور عند هذا الحد فقط بل لا ادري ان البلدة كلها بدات تتحدث عن بيتنا

بانه بيت منحوس ,وان الجن يسكنه ,والكثيرون من اهل البلدة يتحاشون الاقتراب من بيتنا، والاشاعات تزداد ..فلان راى “عفاريت على سطح بيتنا”,”وفلان راى دجاجة سوداء تتكلم امام بيتنا “,”والحجة فلانة رات حمارا ينبح”,”وحتى جارتنا العمياء قد رات عفاريت

قرب منزلنا”،”وقريبتنا الطرشاء ايضا اخذت تروي بأنها سمعت اصوات جن”. فاهل بلدتنا النشامى بعد ان ملوا الحديث عن بنت فلانة الحامل بشهرها السادس من فلان وطبعا بعد ان قام اخوتها النشامة بقتلها لغسل عارهم ,ولم يهمهم ان يمضوا بقية حياتهم بالسجن ,ولم

يقتنعوا براي الطبيب الذي اثبت بانها ليست حاملا وانها عذراء ,وهل الطبيب يعرف اكثر من اهل البلدة؟ …طبعا من غير الممكن ,لان اهل البلدة قالوا بانها حامل فهي حامل ,وبعد ان قتلها اخوتها الابطال في نظر اهل البلدة، تغير نوع الحديث .مسكينة .. المجرمون قتلوها

…ليش قتلوها وهي اشرف بنت في البلدة ..الله يرحمها والله كانت كافة خيرها وشرها ,والله كانت تخجل من خيالها . طبعا هذه القصة انتهت وجاءت مكانها قصة بيت الجن والعفاريت، واهل البلدة فعلا يستطيعون ان يروا الدجاجة تتكلم والحمار يغني، فليس من الغريب ان

يرى اعمى عفاريت في بيت ابو حسن ,او ان يسمع اطرش اصوات الجن فكل شيء جائز في بلدتنا ,ولكن الغريب فعلا في كل هذا هو ما هي الاسباب التي دفعت اهل البلدة للحديث عن الجن وعن بيتنا ,وهل هي مجرد مصادفة ام ماذا ,قد اصدق انا بأن ما حدث لامي هو من

تدبير الجن ,ولكن من المحال ان اصدق أي شيء يرويه اهل بلدتنا..وقصتي انا مع الجن لا يعلم بها احد من البشر سوى اختي، مصادفات غريبة وانا لا ادري ماذا افعل. لا اريد ان يصاب اهلي بسوء بسببي، وامي المسكينة ما ذنبها هل انتحر حتى احافظ على اهلي ؟؟لا

ادري ماذا افعل …؟؟ واختي صامتة وحائرة بامري وبما يحدث لي .وقالت : حسن الا تستطيع الجنية غادة ان تساعد امي ؟ فقلت لها : مسكينةغادة، فمصيبتها اكبر من مصائبنا، وحينما اراها سأسألها. وفي المساء خرجت للحديقة لعلي استطيع الاتصال مع غادة بالطريقة

التي علمتني اياها ,وبعد عدة محاولات حضرت غادة واقتربت مني وقالت : حسن ,انا اسفة لما حدث لامك ,تعال معي لارى ماذا يمكن ان افعل. اختي تجلس معها . “مش مهم، فهي لن تستطيع ان تراني ,وساجعلها تنام فورا”. دخلنا غرفة امي وكانت اختي قد نامت، كانت امي

هي ايضا تنام، واقتربت غادة من امي , وقالت لي : “ايقظها يا حسن وتحدث معها “. فايقظت امي واخذت احدثها: كيف انت يا امي ,ما هي اخبارك … واثناء حديثي مع امي وضعت غادة يدها بلطف على جبين امي ولادري ان كانت امي قد شعرت بها ام لا، قالت لي غادة :

يكفي يا حسن دعها تنام. ورفعت يدها عن جبين امي لتنام امي فورا وسألت غادة : ماذا فعل الجن لامي يا غادة ؟ فقالت : لم يفعل بها احد شيئا ,وحتى انه لم يقترب منها احد من “الكاتو” او من البشر، وكل ما تقوله امك غير صحيح ,وما هو الا هذيان وهلوسة . فقلت لها :

ولكنها مشلولة يا غادة . حسن، قلت لك بان “الكاتو” او غيرهم لا دخل لهم بما حدث لامك . هل تستطيعين مساعدتها يا غادة ؟ “في هذه اللحظة لا استطيع يا حسن ,ومن اجل معالجتها يجب ان اعود الى عالمي لمعرفة بعض الامور التي ستساعدنا في علاج امك مما اصابها”.

ولكن يا غادة اليس من المخاطرة العودة الى عالمك و”الكاتو” يتربص بك في كل مكان … “نعم يا حسن هناك مخاطرة، في كل شيء توجد مخاطرة، لكني سأتدبر امري. لا تخف ساذهب واعود اليك بسرعة…”


 


قديم 01-18-16, 08:00 PM   #10
general

الصورة الرمزية general

آخر زيارة »  اليوم (03:22 PM)
المكان »  في ظل سلمان الحزم
الهوايه »  قصص العالم الاخر ( الجن )

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحلقة ١٢

وبدا يروي لي حكايته.. منذ عدة سنوات ظهرت لي في المنام فتاة جمالها لا يفوقه جمال، شعرها اسود طويل وناعم كالحرير، عيناها سوداء واسعة، جسدها عجزت عن وصفه الكلمات ولغات كل كتاب وشعراء العالم ، وافقت من منامي، ولو خيروني ان ادفع عمري واعود

الى حلمي لما رفضت، واخذت تظهر في منامي حتى كرهت ان افيق من منامي ولو للحظة . اخذت تحدثني واحدثها، وقالت لي ان اسمها غادة، وهي من عالم غير عالم البشر، واحبتني واحببتها بجنون ,وبدات تظهر بصحوتي وتناديني ..يا عمر ..عشقت اسمي لان حبيبتي “

غادة” تلفظه من شفتيها. قبلتني وقبلتها لانسى بين احضانها عالم البشر، اشعلت بداخلي كل شهوات البشر، ولم تسمح لي بالاقتراب منها، لتبقي النار كالبركان مشتعلة بداخلي ,اخذت تاتي الي وتختفي، ولا تظهر الا بعد ان تحرق دموع الاشتياق وجنتي ,تفننت في اغرائي

واشعال نار شهوات الحب والاشتياق، وكانت خبيرة بعالم البشر ,فقلت لها: “فداك انت ابي وامي وعالمي وروحي يا اجمل حلم وحقيقة مرت علي”، وعلى البشر عرضت عليها الزواج.. وقالت: “انت مقدم على الجنون او الانتحار يا عمر، فاهلي وسلطة عالمي سيلحقون بي

وبك الدمار “..علمتني من الحب والحكمة ما فاق تصور البشر “تزوجتها” كما ارادت ونقلتني الى عالمها لاراى الغرابة والعجب . وسارت الايام وفقدت كل من حولي بلمح البصر، فشاب شعري وهرمت، وشاءت الظروف ان اكتشف بعد فوات الاوان اني “ضحية” وقد

وقعت في شرك من تبحث عن “الخلود” بدماغ البشر ، فغادة التي كنت اظن انها تحبني ما كنت لها الا ضحية، انتقتها من بين الاف البشر تنتقل من شخص الى اخر، ولا تتركه، تسيطر على دماغه وتتغذى عليه، ليزيدها قوة بقوة، ولكن حظي التعيس جعلني اكتشف هذه

الحقيقة بعد ان فقدت شبابي ،واحلى ايام عمري ,انقذت نفسي لاكتشف بانه لم يبق لي ما يستحق ان ابقى من اجله وها انا اسير من قرية الى اخرى ابحث عن مكان هادىء لم يزره احد من عالمي لاقضي فيه ما تبقى لي من ايام، وانسى همومي واحزاني..افهمت الان سبب

احزاني وهمومي، ام انك ستظن بانني مجنون وعجوز خرفان ؟ لا باس ان ظننت هذا فلن الومك، فما انت الا من البشر ولن يقنعك الا المنطق والعلم، ولكن انت الذي صممت ان تعرف قصتي، فدعني اذهب بسلام.

وبدأ العجوز الشاب يسير بخطى واهنة وقد اعياه التعب … وتجمدت انا في مكاني ولم اتكلم من هول المفاجاة التي عصفت بي، نعم لقد عصفت بي كما تعصف ريح الخريف بشجرة لوز هرمة.انه يتكلم عن غادة، انه يتكلم عن حبيبتي، انه يتكلم عن روحي وحياتي، اني

اصدقه في كل كلمة. و كيف لا اصدقه، وهذا يحدث معي …هل من الممكن ان تكون الجنية غادة…هكذا ؟؟هل من الممكن ان تكون قد خدعتني كل هذا الوقت…وهل سيحدث معي مثل ما حدث مع عمر … بدأت استعيد ذكرياتي مع غادة لحظة بلحظة، من لحظة رؤيتي لها في

السجن حتى اخر لحظة رايتها فيها…اتذكر واتذكر واتذكر …لقد كانت حياتي تسير بشكل عادي مثلي مثل البشر…اريد ان اعيش ولي احلامي التي احيا من اجلها …ولكن ظهرت غادة، وقلبت حياتي راسا على عقب، فما عدت اميز الليل من النهار، ولا السعادة من الحزن، ولا

الحقيقة من الخيال.نسيت اهلي واصدقائي، وبقيت وحيدا. سجين لقياها، تتحكم بابتسامتي ودموعي، وتفعل بي ما تريد، حتى شعري الاسود قد ظهر الشيب فيه قبل الاوان…نعم لقد صدق عمر فيما قاله الجن لا يعرف الحب …يالي من غبي تعس .الم تقل لي هي منذ البداية ان

الجن يكرهون البشر؟ الم تظهر هي نفسها في لحظات غضبها كرهها واحتقارها للبشر…؟ واتذكر كل اللحظات التعيسة التي عشتها مع غادة ولكن ماذا تريد مني، الا يكفيها ما فعلت بي حتى الان …؟واتذكر كلمات “عمر “عن انها تزداد قوة في السيطرة وإتلاف دماغ

البشر. هذا صحيح فهي تتحكم بدماغي كيفما شاءت وكيفما ارادت…وبمقدار حبي الذي لا يفوقه حب لها …اشعر بكراهية كبيرة تجاه تلك “السفاحة ” التي تتسلى بعقول البشر وما زالت الافكار تراودني وانا اقف مكاني مشدوها لا اقوى على الحراك وقلبي وعقلي اضعف

من أن يتحمل هذه الصدمة ,والتفت حولي واتذكر عمر، واسير خلف عمر واركض واركض لعلي استطيع اللحاق به .وارى عمر من بعيد يسير واهن الخطى وكانه يزحف زحفا…واصرخ عليه : عمر ارجوك قف ارجوك … ويلتفت الي لارى كل باس الدنيا وبأسي في

عيونه الحزينة وبصوت حزين هامس يقول لي : ماذا تريد مني؟ ارجوك اريد ان احدثك . ويجلس عمر على الارض ويبدو ان قدميه لم تعودا تقويان على حمله، واجلس بجانبه واقول : عمر ان ما حدث معك يحدث معي، فانا ايضا عرفت الجنية غادة . وما ان قلت هذه

الكلمات حتى بدت الدموع في عينيه واشاح وجهه عني وقف على قدميه واخذ يسير بعيدا عني ولحقت به

وقلت له : ارجوك ساعدني.. ولكنه لم يهتم بكلامي وتوسلي وصرخت فيه: ارجوك اسمعني.. والتفت الي والدموع بعينيه

وقال لي : ارجوك ان لا تسخر مني فيكفي ما اصابني وابحث عن غيري ان اردت ان تتسلى … واخذت ابكي واقسم له انها الحقيقة: ارجوك يا عمر اسمعني، انا لا استطيع ان اثبت لك هذا.. ويبدو ان كلماتي الاخيرة استطاعت ان تترك اثارا في نفس عمر فجلس يصغي

الي، واخذت اروي حكايتي مع غادة ،وصفتها له وقصصت عليه اشياء لم يروها هو لي، وبدت على ملامح عمر المفاجاة، وما ان انتهيت من حديثي حتى قال عمر واثار المفاجاة على وجهه الهرم : ويلي عليك فانت ما زلت في بداية الطريق وما ستراه من غادة يفوق كل ما

رايته حتى الان انت ضحية غادة الجديدة، لم اكن اعتقد بان غادة ستختار ضحيتها من هذه البلاد . احرص على نفسك ولا تدعها تدمرك. ولكن كيف، ارجوك ساعدني؟ وقال لي مشفقا على حالي : ليتني استطيع، فغادة دمرت كل قدراتي، ولم تبق لي الا الذكريات. تركتني

عاجزا حتى عن مساعدة نفسي، ياليتني استطيع ان افعل لك شيئا. ولكنك ياعمر تقول لي باني ما زلت في اول الطريق .. قل.. ماذا استطيع ان افعل؟ كيف يجب ان اتصرف؟ قل لي شيئا ارجوك. ونظر عمر مشفقا على حالي وكانه نسي همومه وغرق في همومي..

وقال : في الحقيقة.. لا يوجد لدي ما اقوله لك فانا عاجز عن كل شيء ولو عرفت الطريق التي تمكنني من مساعدتك لساعدت نفسي اولا… وصمت قليلا ثم قال: اسمع يا حسن ربما ان هناك طريقة قد تكون ناجحة ولكنها تعتمد عليك …ان سيطرة غادة عليك هي بمقدار

سيطرتها على دماغك وقدرتها في السيطرة عليه هي بمقدار قدرتها بالاتصال بك…فان استطعت ان لا تجعلها تتصل بك فهي لا تستطيع السيطرة عليك، فحاول أن تبذل كل جهودك في أن لا تجعلها تستطيع الاتصال بك، فان امتلكت الارادة نجحت وان لم تنجح…فما استطيع

ان اقوله لك هو اني ساتواجد في ذلك الجبل الذي تراه …وسيحدث لك ما سيحدث معي وبعدها ستشعر بالحاجة الى الهدوء، فتعال عندي لاني انا وانت لن نجد من يصدق قصتنا وما حدث معنا …وسنقضي ما تبقى لنا من الايام في البكاء ما لم تجف الدموع وسنظل نعيش

حسرة حظنا التعيس . وقف عمر وسار واخذ يصعد الى الجبل، وادرت وجهي وعدت ادراجي الى البيت وانا مصمم ان لا يكون مصيري كمصير “عمر”…وشعور

احرص على نفسك ولا تدعها تدمرك. ولكن كيف، ارجوك ساعدني؟ وقال لي مشفقا على حالي : ليتني استطيع، فغادة دمرت كل قدراتي، ولم تبق لي الا الذكريات. تركتني عاجزا حتى عن مساعدة نفسي، ياليتني استطيع ان افعل لك شيئا. ولكنك ياعمر تقول لي باني ما زلت

في اول الطريق .. قل.. ماذا استطيع ان افعل؟ كيف يجب ان اتصرف؟ قل لي شيئا ارجوك. ونظر عمر مشفقا على حالي وكانه نسي همومه وغرق في همومي..

وقال : في الحقيقة.. لا يوجد لدي ما اقوله لك فانا عاجز عن كل شيء ولو عرفت الطريق التي تمكنني من مساعدتك لساعدت نفسي اولا… وصمت قليلا ثم قال: اسمع يا حسن ربما ان هناك طريقة قد تكون ناجحة ولكنها تعتمد عليك …ان سيطرة غادة عليك هي بمقدار

سيطرتها على دماغك وقدرتها في السيطرة عليه هي بمقدار قدرتها بالاتصال بك…فان استطعت ان لا تجعلها تتصل بك فهي لا تستطيع السيطرة عليك، فحاول أن تبذل كل جهودك في أن لا تجعلها تستطيع الاتصال بك، فان امتلكت الارادة نجحت وان لم تنجح…فما استطيع

ان اقوله لك هو اني ساتواجد في ذلك الجبل الذي تراه …وسيحدث لك ما سيحدث معي وبعدها ستشعر بالحاجة الى الهدوء، فتعال عندي لاني انا وانت لن نجد من يصدق قصتنا وما حدث معنا …وسنقضي ما تبقى لنا من الايام في البكاء ما لم تجف الدموع وسنظل نعيش

حسرة حظنا التعيس . وقف عمر وسار واخذ يصعد الى الجبل، وادرت وجهي وعدت ادراجي الى البيت وانا مصمم ان لا يكون مصيري كمصير “عمر”…وشعور بالقوة ينبع من حقدي على الجنية غادة التي تريد ان تدمرني يهاجمني ، فأقول لن اسمح بذلك، فلتذهب غادة

وكل الجن الى الجحيم، فلن اسمح لنفسي ان اكون دمية لغادة او لغيرها …..فانا على استعداد بان انهي حياتي …وافسد على الجنية الحقيرة غادة متعتها في القضاء علي. انا الآن املك الحقد والتصميم والقوة على الانتصار… وصلت الى البيت وجلست …وحضرت اختي الي

وجلست بجانبي وهمست في اذني لكي لا تسمع امي ما تقول : “حسن قوللي شو اخبار مرتك الجنية .؟..”.

فقلت لها غاضبا : لا اريد الحديث عنها ولتذهب الى الجحيم هي وكل الجن معها دعينا من هذه السيرة التي تشعرني بالاشمئزاز…وفوجئت اختي من كلامي وقالت: حسن ماذا حدث لك؟

فقلت لها: لا شيء يا اختي ولكني اشمئز من هذه السيرة، ولهذا لا اريد ان اتحدث عنها ولا اريد ان اتذكرها فكل شيء انتهى، وكل لحظة تمر هي ماض، وانا لا اريد الا ان افكر بالغد، لا في الماضي … ويبدو ان اختي فوجئت من كلامي ، او من طريقتي في الحديث معها عن

الجنية غادة ، التي كنت بالامس اعشقها واقدسها اكثر من روحي وحياتي… وتوجهت الى غرفتي … ونمت وانا مصمم وبقوة ان لا افكر فيها حتى مجرد التفكير …استيقظت في الصباح …وصممت ان اذهب للبحث عن عمل…وخرجت من البيت وعدت في ساعات الظهيرة ،

جلست في البيت وقبل الغروب بقليل جلست لوحدي ….وشرد ذهني قليلا نحو الايام التي مضت…وسمعت صوت غادة، ورايتها، يحن قلبي اليها رغم الحقد الكبير الذي احمله في داخلي…واخذت غادة تقترب مني وتقول لي: ” حسن ,حسن …”. ولكني تذكرت نفسي بسرعة،

نظرت اليها..وبدأت اشغل فكري باشياء كثيرة ولا استمع اليها…وتحاول الاقتراب اكثر..ولكن تصميما قويا، رغم الحنين الى ان احضنها، جعلني اقول لها: ابتعدي عني ..ابتعدي عني. واشغل فكري باشياء كثيرة .وتلاشى صوتها وبدات تختفي تدريجيا

وهذه المرة الاولى التي لم تختفي فيها كلمح البصر…واشعر بحزن وحنين وضعف وقوة وحقد …ولا ادري ما الذي اشعر به فقد امتزجت احاسيسي جميعها معا، ولا ادري ماذا يحدث، اشعر بحنين لها وبحزن لفراقها، اشعر بحقد عليها وبقوة بداخلي باني استطعت ان

اطردها ….اتذكرها وهي تختفي من امامي تدريجيا واثار الحزن والالم بادية على وجهها فتكاد الدموع تسقط من عيوني …اتذكر عمر. يتملكني شعور بالقوة . عمر ابحث عنه فلا اجده ابحث عنه في جنون او كشخص اصابه مس من الجنون، اراه يجلس على صخرة كمن

يترقب اجله اقترب منه بعزة وشموخ وقوة …واقول له يا عمر لن تدمرني غادة كما فعلت بك فانا استطعت اليوم ان اطردها واقول له وكاني اتحدى نفسي وضعفي وينظر الي ويسالني بضعف :كيف حدث هذا يا حسن كيف ؟فاروي له …وازداد ثقة وقوة وانا ارى علامات

الدهشةو والاعجاب بادية على ملامح وجهه ..ويقول لي : ولكن يا حسن هل ستصمد وتنجح في مواجهتها انا لا اظن ذلك فلست الا انسانا ضعيفا ,مصيرك مثل مصيري وتستفزني كلماته …

واصرخ فيه: انت ضعيف وهذا مصير الضعفاء، اما انا فلا ولن اكون لعبة لاي كان اتركه وكاني اشتاق الى ان اخوض حربا لاثبت لنفسي باني قوي ولست ضعيفا …واعود الى البيت وشعور بالفخر والثقة يملا نفسي وانا اردد بيني وبين نفسي : ليذهب الجن ولتذهب

غادة الى الجحيم فانا لست دمية لاحد. اشغل نفسي باي شيء ، اقضي كل وقتي وحتى وانا نائم وكاني في حرب مع كل شيء ،مع الجن ومع البشر، مع نفسي ومع قلبي الجريح، مع كرامتي وكبريائي، ابكي وابكي …على نفسي وعلى كل لحظة حب صادقة احببت فيها الجنية

غادة، اتذكر زوجتي غادة، اسخر من نفسي، كيف تكون زوجتي؟ احقد عليها، احقد على نفسي، احقد على الجن، احقد على البشر، فلا اريد شيئا من هذه الدنيا بعد ان فقدت احلامي، فكيف يحيا الانسان بدون احلام؟ كيف اريد ولا ادري ما اريد،اريد ان اضحك.. اريد ان

ابكي، اريد ان اموت لانتهي وتنتهي متاعبي، اريد ان انسى كل شيء حتى نفسي، اريد ان اثار لكبريائي…لضعفي، احقد، اكره، ليتني استطيع ان ادمرها…كما ارادت ان تدمرني، الحقيقة انها دمرتني،فمجرد انها ليست في حياتي هو الدمار، فكيف يحيا الجسد بلا روح،

وكيف تكون الدنيا بلا شمس او قمر …؟اسمع صوت غادة ضعيفا، اشتاق اليها، اخاف، اريد ان اقفز لاحضنها، لاقبلها.. حبيبتي غادة اين انت؟ اين انت،

وتظهر غادة حزينة وتقول لي.. “حسن ما بك ..”. اتذكر عمر، اتذكر ضعفي .اصرخ بها اصرخ بنفسي.. انا لست ضعيفا، انا لست دمية، اذهبي الى الجحيم … وتتمتم غادة ولا اسمع صوتها …وتتلاشى ببطء وهي تمد يدها نحوي، ولكن شيئا كان يسحبها الى الخلف وتسقط

الدموع من عينيها…وتختفي…واصرخ واشتمها واشتم نفسي، ولا ادري هل لانها ذهبت قبل ان اقبلها، ام لاني احقد عليها؟ لا ادري، ابكي ولا استطيع ان امنع نفسي من البكاء، اتذكر “عمر “واتذكر ضعفي ويطفو الحقد على الحب. واخاطب نفسي بصوت عال: انا لست

دمية لاحد، انا لن اكون ضعيفا . وتستمر الايام وتمر الاشهر، وغادة تحضر، فما ان اراها حتى اطردها من قلبي وفكري وخيالي..واتذكر دموعها وتوسلاتها لي ان لا افعل بها هذا…فيهدني الحزن والاشتياق لها..واكره نفسي لما فعلت …واعود واتذكر ضعفي واتذكر حبي

لها وحقدي عليها، كرهت الدنيا وما فيها، حتى اهلي كرهتهم، فلم اكن اريد ان اكلم احدا ولا ان ارى احدا، حتى الطعام كرهته، حتى نفسي، اذهب لارى عمر فارى ضعفي واحقد على نفسي وعلى غادة وعلى البشر، اشتم واسخر ، واستمتع وانا اشتم …واشعر بالراحة

وكاني اشتم نفسي، وتختفي غادة ولا تظهر ويمر يوم واسبوع وشهر ولا اراها …اجلس وانتظر ان تاتي لاطردها من جديد، ويبدو لي اني اصبت بالجنون …اريد ان اموت، اريد ان اموت …تمر الايام وانا لا ارى غادة…واتوجه الى عمر …اتحدث معه، واشعر بضعفي

وبعجزي وأخشى ان اصبح مثله ضعيفا…واشعر بدافع قوي يدفعني …لان انهي حياتي حتى ارتاح من هذه الدوامة، وكلما مر يوم اشعر بانني ضعيف وان الحياة يجب ان تنتهي، واستسلمت لآلامي وقد هدني التعب، واخذت اسهر الليل بين الاشجار بعيدا عن البشر …وقد

فقدت كل قواي ولم اعد اشعر بنفسي ولا بجسدي… ولا اتمنى الا ان ارى غادة للحظة واحدة، وبعدها لا يهمني ان احيا او اموت .ويبدو ان امنيتي قد تحققت وبدات ارى من بعيد ذلك الجسد المتناسق والشعر الاسود الطويل الذي يتطاير في كل الاتجاهات، وثوبها الخمري

الذي يزيدها جمالا على جمال… وتقترب.. واشعر بان هناك شيئا غريبا، اظن نفسي احلم. اغلق عيوني وافتحها من جديد اراها تقترب مني، تتوقف بعيدة عني عدة خطوات، ولكن هناك شيء غريب …اقول: غادة هل عدت …؟ انظر الى وجهها وارى جمالا لا يفوقه جمال،

انظر اليها لكن هناك شيئا غريبا لا استطيع ان اميزه، ولكني ارى ولا اشعر بان التي اراها هي غادة، وتقول لي: “انا لست غادة يا حسن.” واقف على قدمي ,واقترب منها ارى الحقد والكره في عينيها وتقول لي بغضب: “لا تقترب مني ايها الحثالة !” واسالها: من انت بحق


 


قديم 01-18-16, 08:01 PM   #11
general

الصورة الرمزية general

آخر زيارة »  اليوم (03:22 PM)
المكان »  في ظل سلمان الحزم
الهوايه »  قصص العالم الاخر ( الجن )

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحلقة ١٣

الله ؟ تقول باشمئزاز: “انا من دمرت روحها وحياتها وحرمتها من اغلى ما لديها، انا التي ساريك نفسك على حقيقتها ,انا التي ساعذبك مثلما عذبتها ,انا التي ساجعلك تتمنى الموت في كل لحظة ..”. قلت لها متوسلا

: ارجوك قولي لي من تكوني، هل انت جنية …؟ ونظرت الي بحقد لا مثيل له ,وكاني قتلت احد افراد عائلتها.وتقول: “انا من اكون !انا التي ساعذبك في كل لحظة .انا التي ساجعلك ترى وتعيش العذاب الذي سببته لغادة ,انا التي ساجعلك عبرة لكل البشر ,وان استطعت ان

تهرب من التي احبتك وضحت بكل شيء من اجلك ,فلن تستطيع ان تهرب مني …انا التي كرهتك بمقدار حب غادة لك ,انا التي سخرت نفسي لاعذبك مثلما عذبتها، قسما بحياة اختي غادة اينما كنت لاجعلنك تتمنى الموت ولا تناله .” واختفت في لمح البصر وتركتني في

حيرتي ,ماذا يحدث ؟ربما اني جننت…وفي دوامة افكاري راودني شعور غريب لاذهب وارى عمر ,فربما اجد لديه تفسيرا لما يحدث …توجهت الى عمر حيث تعودت ان القاه في الجبل ,وبحثت عنه واخذت انادي عليه : عمر …اين انت يا عمر ؟ وظهر عمر وقال لي : انا

هنا يا حسن . اقتربت منه وهو يبتسم ,وقبل ان ابدا حديثي معه بادرني هو

وقال: هل اشتقت الى زوجتك غادة يا حسن؟ وفاجأني كلامه الذي لم اتعود عليه بهذه اللهجة من قبل ,وصمت افكر فيما قال …ولكنه استمر بحديثه وقد بدت في عيونه ملامح قوة ونصر ,تخيف من يراها .. لن تستطيع ان ترى غادة يا حسن .شكرا على المساعدة التي قدمتها

لنا ,اتمنى لك اتخاذ القرار المناسب لانهاء عذابك ,فربما الموت افضل لك يا حسن …!

صرخت في عمر: من تكون ؟من تكون …؟ ضحك عمر ضحكة مجنونة ,وخيل لي ان اهل الارض جميعا قد سمعوها ,وقال : نحن من لم يصمد امامنا احد ,نحن الكاتو …يا ابن البشر واختفى عمركلمح البصر وبدأت انا اضحك واضحك …ولا ادري لماذا اضحك …هل

جننت حتى اضحك، ام ان شر البلية ما يضحك ,ولماذا لا اضحك وعمر من الجن وقد استطاع ان يتحكم بي كما يشاء كيف حدث ذلك انا لا ادري كيف لم استطع ان اكتشف بان هذا الشخص المسمى بعمر هو من الجن، لا ادري كيف خدعني، لا ادري فانا فعلا اما مجنون، او

الاصح، انسان تافه ومن اليسير خداعه، اين غادة الان، لا ادري من تكون الجنية الاخرى؟ هل هي غادة ام اخت غادة كما قالت لي، لا ادري، وكم من الوقت مر علي وانا افكر في كل هذا لم استطع التحديد، لم استطع ان احدد ان كنت فعلا مجنونا ام عاقلا، اسال نفسي

واجيب: انا عاقل ومدرك لكل ما يحدث حولي، وهذا دليل على اني لست مجنونا، واعود واقول لنفسي ولكن المجانين ايضا يظنون انفسهم عقلاء في داخلهم ولا يدركوا كونهم مجانين …ومن هول الصدمة التي مرت علي وخاصة ان عمر هذا العجوز المسكين …ما كان الا

جنيا جاءليخدعني ونجح في ذلك ولهول ما مر علي …بقيت عدة اسابيع وانا عاجز عن فعل أي شيء، عن التفكير، عن الطعام، عن الحديث، ولا اشعر بنفسي الا وانا اضحك دون سبب …وتيقن اهلي باني فعلا قد جننت وبدأت امي بالتحرك باتجاه الفتاحين والمشعوذين

لانقاذي من السحر ومن الجن لايمانها بانه لا يوجد طريقة اخرى لانقاذي مما انا فيه. وقامت اختي بعرضي على طبيب نفسي ليعالجني مما اصابني ليخرج الطبيب بقناعة بعد دراسة حالتي باني مصاب بانهيار عصبي حاد . بعد عدة جلسات علاجية رحت اتحسن شيئا فشيئا،

وبدأت اعود لطبيعتي، وادرك ما يدور حولي وما حدث معي، واتذكر الجني المسمى عمر هذا المخادع الخبيث، وكيف استطاع خداعي، واعود لنفسي واقول لها : فعلا ما انا الا بشر وما انا الا انسان ضعيف، والحمد لله على كل حال ان انتهت الامور عند هذا الحد، ولكني

اعود واتذكر غادة حبيبتي، هذه المخلوقة الرقيقة وما فعلت بها لاشعر بضيق مما فعلته ، ولا ادري ما هو مصيرها او اين هي، واحدث نفسي بعقلانية: ان ما حدث قد حدث ولا يمكن ان يعود الماضي والندم والبكاء لن يغير في الامر شيئا، وربما هذه مشيئة الله ارادها ان

تنتهي على هذه الحال، ولا يسعني ان اعترض على شيء، فما حدث قد حدث. احاول ان انسى واتغلب على الامي وجراحي لاحيا الواقع الذي ابتعدت عنه كثيرا، وباراده وتصميم اشق خطواتي الاولى نحو مستقبل واقعي يخلو من الجن، تاركا الماضي خلفي…وعدت لاسرتي

ولاصدقائي ولعملي ولحياتي مثلي مثل بقية البشر، وكلما كان ىسرح خيالي بذكريات الماضي مع غادة والجن وما حدث، الهيت نفسي باي شيء حتى لا اسمح للذكريات بان تتسرب لنفسي من جديد، سارت حياتي طبيعية عمل …اصدقاء …اسرة … وطبعا كان من المستحيل

ان تخلو حياتي من جراح والام الماضي، ومرت عدة اشهر على ما حدث معي …وامي الحبيبة التي عانت بسببي الكثير والتي استمرت بالالحاح علي بالزواج وكانت ترجوني احيانا بان اتزوج حتى ترى حفيدا قبل ان تموت استطاعت ان تؤثر علي لاوافق على فكرة الزواج،

ولم اوافق على الزواج الا لارضاء امي وتحقيق حلمها .ولم يكن يهمني من هي التي ساتزوجها او من تكون، المهم ان اتزوج لانه لا مفر من الزواج عاجلا ام اجلا، وبدأت امي تعرض علي اسماء واوصاف فتيات البلدة وتمدح جمال احداهن وعقل الاخرى، واهل واقارب

فتاة اخرى، لتسهل علي عملية الاختيار وعلى رأي امي فهي ديمقراطية ولا تريد التاثير علي .لان هذه حياتي الخاصة، وتريدني انا ان اختار زوجة المستقبل .ولكنها تعود وتعرض علي عشرات الفتيات المرشحات للزواج، وتضع كل الاوصاف الرائعة في واحدة من

قريباتها وفهمت من كلام امي غير المباشر بانها ستكون سعيدة جدا اذ ا اخترت قريبتها، وبصراحة لا فرق عندي بين قريبتها فلانه او أي فتاه اخرى …ولكن ما دامت امي ستكون سعيدة بهذه الاختيار فقد وافقت على الزواج من قريبتها، وفرحت امي وبدات اتصالاتها

السريعة مع ام العروس وخالة العروس .لحسم الموقف والبدء باتخاذ خطوات رسمية من طلبة وخطبة وزواج. وتم تحديد الموعد للذهاب الى بيت العروس لشرب القهوة وقراءة الفاتحة . وفي مساء اليوم الذي يسبق يوم قراءة الفاتحة في بيت العروس بدات افكر بجدية اكثر

واشعر بقلق من الغد، ربما لاني مقدم على شيء جديد وربما ان هذا امر طبيعي يحدث مع الجميع… ولكن فكرة الزواج اعادت

لي ذكريات زواجي من الجنية غادة واعادت الي كل الذكريات التي حاولت ان اطردها من راسي، ولكن عبثا، ذكرتني بغادة وطريقة زواجي منها، والهبت الذكريات في داخلي نار الاشتياق لزوجتي الجنية غادة، وعبثا احاول ان اطرد الماضي من دماغي، وجدت نفسي

تواقة لبعض الذكريات مع التي كانت وما زالت اغلى من روحي وحياتي مع التي كانت كل شيء، ولا طعم لشيء دونها، مع زوجتي الجنية غادة …واسبح في بحر من الذكريات لارى امامي دخانا ابيض كثيفا لا ادري من اين مصدره ينقشع شيئا فشيئا لتظهر من وسطه ايه

جمال بكل معانيها، فتاة ترتدي ثوبا خمريا وشعرها الاسود الطويل منسدل عليه، غادة بكل اوصافها الا بتلك النظرات الغريبة، فهي تشبه غادة…في كل شيء، ولكني موقن من انها ليست هي ,ان تلك النظرات التي رمقتني بها لا يمكن ان تكون نفس النظرات التي كانت

لحبيبتي غادة… واقتربت الجميلة مني بخطى واثقة وقوية واقتربت منها، ولم يبق بيننا الا عدة اقدام وتوقفت، واخذت ترمقني بنظرات لا افهم ما وراءها ، وابتسمت وقالت لي: انا جئت لاهنئك مسبقا على الزواج من قريبتك وطبعا هذا اقل واجب أستطيع القيام به، وشكرا

لأنك سمحت لي بالظهور لاقدم لك تهاني الحارة، فلو انك لم تفكر بطرق الاتصال مع عالمي لما استطعت انا الظهور، وخاصة اني اترقب هذه الفرصة منذ فترة طويلة، وها قد تحققت لي بفضلك…. وقلت لها : لكن من تكونين انت؟ ولما هذا الاهتمام بي؟ وهذا التشابه

الكبير بينك وبين زوجتي الجنية غادة .هل هذا لان بنات الجن كلهن يشبهن بعضهن بعضا ؟ انا سعيدة بانك يا حسن ما زلت تتذكر ان غادة هي زوجتك، واما بنات عالمي فلكل واحدة منهن شكلها، ان كانت جميلة ام قبيحة، والتشابه الذي تراه بيني وبين زوجتك غادة ليس

بالتشابه الكبير الذي تتصوره، فلو امعنت النظر قليلا لوجدت انني اجمل منها بكثير،

الا تلاحظ هذا يا حسن …. من تكونين ؟وماذا تريدين مني ؟؟ انا قدرك الذي لا مناص منه، انا التي سلبتها اغلى ما لديها، ا انا اخت زوجتك غادة التي بسببك انت يا حسن فقدت نفسها وفقدتها أنا ,انا مرح، اتذكر هذا الاسم يا حسن؟ ام اذكرك به، هذا الاسم يا حسن هو

الذي اخترته انت قبل زواجك من غادة، ليكون إسما لاحدى النجمات التي تعطيك القدرة على الاتصال بغادة وتكون رمزا بينكما…وبما انك لم تعرف في ذلك الوقت لماذا يجب اختيار اسم أحدى النجمات فانا ساشرح لك هذا.. من المتعارف عليه في عالمنا انه قبل ان يتم عهد

الارتباط ،اي الزواج، فانه يجب على العروس ان تطلب من عريسها ان يختار نجمة من بين النجوم ويسميها باسم اغلى شيء تحبه العروس وان يقوم بالمحاولة سبع مرات في ان يعرف الاسم الغالي والذي تحبه العروس دون ان تخبره هي الاسم، وان فشل العريس باختيار

الاسم بعد محاولات سبع فلا يتم الزواج، وان نجح يتم الزواج، اما ما هو سر هذا التقليد الذي تصر عليه العروس قبل زواجها، فمعناه ان العريس حينما يقوم باختيار نجمة من بين النجوم فهو يعلن انه لن يحب غيرها ولن يتزوج غيرها مهما حدث الا اذا استطاع ان يزيل

النجمة من بين النجوم، وطبعا هذا من المستحيل. اما لماذا يجب ان يطلق عليها اسم اغلى شيء لدى العروس دون ان تبلغه العروس بهذا الاسم؛ فمعناه الموافقة المطلقة على انه يكون صاحب الاسم وصيا بالمحافظة على عهد الارتباط والزواج ما دام صاحب الاسم موجودا

أي انه لم يمت وانت يا حسن من حسن حظك انك اخترت الاسم الذي ارادته غادة من المحاولة الثانية، فقلت في المحاولة الاولى لنسمي النجمة غادة وبعدها مرح لتبقى حياتنا مرحا في مرح، وانا يا حسن اقسمت بحياة اغلى مالدي، اقسمت بحياة اختي غادة ان احافظ على هذا

العهد ما دمت حية واذا نظرت الى النجوم يا حسن فستجد النجمة التي اسميتها مرح ما زالت موجودة في مكانها، واذا نظرت الي سترى مرح ما زالت موجودة، وعلى فكرة، ساجعل حياتك مثلما قلت كلها مرح في مرح في مرح يا حسن . وانهت مرح كلامها بابتسامة وكلي شوق

لسماع أي شيء عن زوجتي غادة وسالتها

ما هي اخبار غادة يا مرح؟ اين هي الان؟؟؟ وقالت لي بلهجة ساخرة : هي تحت امرك وبتستنى اشارة منك، تتيجي وتركع تحت رجليك …؟ ارجوك قولي لي ما هي اخبارها؟ اين هي ؟؟ ورمتني مرح بنظرة مليئة بالحقد والغضب وقالت لي

: ماذا تريد منها ومن اخبارها ؟الا يكفيك ما فعلته لها ؟الا يكفيك انك دمرتها ؟هل نسيت انها ترجتك ان لا تدمرها بنفسك، الم ترجوك وانت بغرورك وغبائك تخليت عنها وتركتها وحيدة لتلاقي مصيرها الذي هي فيه الان ؟؟؟وتسالني عنها وعن اخبارها؟. وصرخت

فيها.. ارجوك كفى.. واشعر ان قلبي يتمزق وانا اتذكر دموع غادة وهي ترجوني ان لا اتركها وحيدة .وانا بغبائي وغروري وانانيتي وحبي لنفسي خضعت لرغبة هذا الجني الحقير عمر ولبيت له كل ما طلب مني بعد ان طغى على تفكيري واستطاع ان يثير بداخلي الغرور

والكبرياء والانانية والخوف، نعم كيف انسى او اسامح نفسي على ما قلت لها وتوسلت لمرح ان تخبرني عن مصير غادة واين هي الان

وقالت لي : ساخبرك يا حسن، ليس شفقة مني على حالك ، لانك فعلا لا تستحق الشفقة، ولكن لغاية اخرى..غادة التي استطاعت ان تهرب من الكاتو كل الفترة التي مضت، كنت تستطيع ان تساعدها من خلال قدرتك على اكتشاف مصيدة الكاتو الاسطورية تفاجأت

غادةبذلك اليوم المشؤوم انك تقوم بقطع الاتصال بها بشكل جنوني …وبقيت غادة تحاول ان تعيد الاتصال معك وانت ترفض هذا باصرار كبير ،حتى وجدت غادة نفسها وحيدة يائسة بعد ان تخلى عنها الذي تخلت من اجله عن عالمها، وعن كل شيء لديها ، ولم تجد ان هناك

شيئا يستحق ان تستمر بالهرب واستسلمت لمصيرها الذي لا مفر منه. وقام الكاتو بالقبض عليها وسجنها في قبة النور لتبقى هناك الى ان تنتهي ولتكن عبرة لكل من يفكر ان يخطو خطاها من عالمي… وانت يا حسن لو ركزت قليلا فستستطيع رؤيتها ورؤية العذاب الذي هي

فيه لتعلم حجم ما اقترفته بحق هذه المخلوقة التي احبتك وضحت بكل شيء من اجلك …حاول يا حسن وحتما انت قادر على رؤيتها، ولكن هل ستكون قادرا على الاحساس بالعذاب الذي هي فيه …هل تعلم ما هي قبة النور ،وهل لعقلك الصغير ان يكون قادرا على تصور

العذاب الذي يلاقيه كل من حكم عليه ان يكون في داخلها…نعم لهو فخر لك ان تكون السبب في ادخالها قبة النور . وقاطعتها وقلت لها

: ماذا استطيع ان اعمل من اجلها يا مرح ، كيف لي ان اساعدها…. وضحكت مرح بطريقة حتى الجماد يستفز منها …وقالت: وهل امثالك يقدرون على عمل شيء سوى البكاء والهرب والخوف . ولكن لا باس ربما هناك طريقة واحدة قد استطيع انا ان اساعدها بها باستخدام

دماغك القذر ولا داعي ان اتعب نفسي باخبارك بالطريقة لانك لن تكون سوى اداه لاتساوى شيئا، احركها كيفما اريد والى ان يحين ذلك الوقت فلا مانع لدي ان اتسلى بك قليلا، واعتقد باني ساجد بك مايسليني، وحاذر يا حسن ان امل منك بسرعة، لاني ان مللت فساعود

لافكر بعذاب اختي غادة داخل قبة النور، وبما انها اختي واغلى ما لدي ولا قيمة لشيء عندي بدونها، فساشعر بعذابها. وحينما أتذكر فسأجعل حياتك مرح في مرح في مرح هل فهمت يا ابن البشر ؟!. واستفزني كلام هذه الجنية الحقودة المغرورة

وقلت لها: اسمعي يا مرح، لقد مللت حياتي ومللت كل شيء في هذا الوجود بعد ان فقدت غادة، فصدقيني انه لم يعد هناك شيء يخيفني او يهمني، فان كانت غايتك مساعدة اختك غادة، فانا لن اتوانى حتى بالتضحية بكل شيء املكه من اجلها، وحياتي فداها، وسافعل أي شيء

تطلبينه من اجلها …وان كانت غايتك الانتقام والتسلية من دافع الحقد فصدقيني ان عذابي يفوق عذابك، ولن تجدي شيئا تفعلينه لي اكثر مما حدث، ومهما بلغت قوتك يا مرح، فلن تستطيعي ان تقتلي ميتا .. واشارت الجنية مرح باصبعها نحوي وقالت: انت اخر من يعرف

التضحية، وانت اخر من يعرف العذاب، ومن هذه اللحظة انت اخر من يتكلم، فانت لن تكون لي سوى دمية، آمرك كيف اشاء، تتكلم حينما اريد انا لك ان تتكلم، وتنام اذا اردت لك النوم وتفيق اذا قررت ان تفيق، وتضحك اذا كان مزاجي يسمح لك بالضحك، وتبكي لان

دموعك ستروي ظمأي، وحتى نوع العذاب فلا خيار لك فيه، ومن اجل كونك زوج اختي غادة فساترك لك الخيار بالتفكير بالطرق التي تسليني حتى لا املك بسرعة، وانا الآن بدأت اشعر بالملل.. فحاذر يا حسن .. فجر كلام مرح بداخلي بركانا من الغضب، صرخت فيها..

من تظني نفسك؟ انت لست سوى جنية مغرورة، وانت لا تستحقين مني الا كلمة واحدة اقولها لك ..اذهبي الى الجحيم.. وادرت وجهي لأبتعد عنها، وبدات اطردها من تفكيري بعزم حتى انساها، ولا ادع لها مجالا لتؤثر علي. واحاول طردها وقطع الاتصال معها بعزم

وبقوة، الا انها بدأت تضحك وتضحك وتضحك بطريقة هستيرية، وصدى ضحكاتها يمزقني، وعبثا احاول ان ابتعد عنها


 


قديم 01-18-16, 08:01 PM   #12
general

الصورة الرمزية general

آخر زيارة »  اليوم (03:22 PM)
المكان »  في ظل سلمان الحزم
الهوايه »  قصص العالم الاخر ( الجن )

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحلقة ١٤

وتقول لي ساخرة: الى اين تهرب هذه المرة لا اظن انك ستجد مكانا تهرب اليه، ولا تنسى، انا قدرك، وانتم لا تهربون من القدر، فلا مجال لك ان تهرب من مرح،وان كنت استطعت ان تهرب من التي احبتك ..فالهروب من الحب سهل ولكنك لن تستطيع ان تهرب من التي

كرهتك لان الهروب من الكراهية صعب يا ابن البشر. والى ان يحين الوقت تذكر شيئا واحدا فقط، تذكر مرح..وتذكر ان مرح تمل بسرعة هل فهمت يا حسن.. نظرت اليها نظرات متواصلة برغم استفزازها لي، الا ان الهدوء عاودني ، حتى نظراتي لها كانت هادئة مسالمة

,وتساءلت في سري ، كيف يمكن لهذا الجسد الجذاب صاحب القد المياس والوجه الملائكي والعيون الساحرة ,كيف يمكن لهذا الجمال الشفاف ان يحمل بداخله كل هذا الحقد …انظر اليها تداعب شعرها ,وارى البراءة تشع من كل جزء في جسدها ,تلتفت الي وانا اتفحصها

لتلتقي عيوني بعيونها لأرى بريقا اخاذا يحمل في اشعاعه حقد وكراهية وخبث ودهاء وقسوة شيطانية ,واسال نفسي من جديد كيف يلتقي النقيضان؟ عيون ملائكية يعجز عن وصفها اكبر الشعراء والفنانون يشع من وسطها بريق شيطان…

اتساءل: ماذا استطيع ان افعل مع هذه الجنية التي تحمل بداخلها كل هذا الحقد، وكيف الومها وانا السبب في ضياع غادة…ولكن هل تدري هي ان غادة بمثابة الروح والجسد والحياة بالنسبة لي؟ لقد هربت من الحب..وها انا وسط جو من الكراهية، واشرت الى الجنية مرح

بيدي وقلت لها

: ـ “مرح” افعلي ما شئت يا مرح …اشتميني ,اكرهيني، العنيني، واقسم باني اقولها بصدق ، لا شيء يهمني ، حتى ولو قتلتني . ابتسمت مرح وقالت : ـ اسمع يا حسن، الامر الاول الذي اصدره لك هو الغاء فكرة الزواج من راسك الى ان تموت او اموت انا …ولا تخالف

اوامري، وان نسيت تذكر انني مرح …انا ذاهبة الان يا حسن ولكني ساكون معك في كل لحظة وفي كل خطوة يا ابن البشر…”. واختفت “الجنية مرح ” كلمح البصر …واخذت انا اضحك من هذه الجنية المغرورة . في اليوم التالي ذكرتني امي بانه يجب علينا ان نذهب الى

بيت العروسه لقراءة الفاتحة…وتذكرت تحذير الجنية مرح لي من الزواج وضحكت…قررت باصرار وبسعادة داخلية ان اتحدى هذه الجنية المغرورة …وللحقيقة فأني قبل تحذيرها، لم اكن متحمسا للزواج … وتوجهنا انا وامي واختي في المساء الى بيت العروس. فاستقبلنا

ابوها وامها وشقيقها وعمها وخالها.. اكثر من ثلاثين شخصا اصطفوا لإستقبالنا ، مع ان الموضوع لا يتعدى قراءة الفاتحة، ولا يحتاج الى هذا الحشد من اهل العروس، ولكن هذا ليس مهما، او ربما يكون نوعا من انواع الاستعراض من اهل العروس…دخلنا البيت وجلسنا

وكانت امي على حد قولها “طابخة الطبخة ومجهزتها “. بدأنا نتحدث في امور سخيفة وغير مهمة “اي كلام “المهم حكي والسلام …حتى تلك اللحظة انا لم ار العروس ، ولم اعرف كيف تبدو الا من خلال الوصف الذي وصفته لي امي واختي، ولكن قالت لي امي بانها اجمل

الفتيات في المنطقة،حتى أنها أجمل من “صبحة” ، وبالمناسبة لم اكن اعرف من تكون “صبحة” حتى اقارن جمال “امينة” عروس المستقبل “بصبحة” ملكة جمال المنطقة على حد قول امي …المهم انني اجلس وانتظر بشوق حتى تشرف “عروس المستقبل ” وهي تحمل “

صينية ” القهوة ,ولكنها لم تحضر، همست باذن امي

وقلت لها: ـ يمكن العروس من الفرحة ماتت . “لكزتني” امي بيدها

وقالت بصوت منخفض جدا: ـ قاعدة بتتزوق ,هلا بتيجي . وما هي الا لحظات حتى ظهرت من بين الجمع الذين يحيطون بي من كل الجوانب ,شقت طريقها من بينهم برشاقة وخفة وكانها تسير خطوات بناء على ايقاع موسيقي ,ترتدي ثوبا فلاحيا اسوداً عريضاً خفيفاً

وناعماً مطرزاً بلون الفضة والذهب، وكأن مصممي الازياء في العالم كله قد اجتمعوا ليصمموه، وقد ربطت على وسطها حزاماً عريضاً ذي لون أصفر، ليظهر وهو مشدود من فوق الثوب مفاتن جسدها وتناسقه، وشعرها الاسود كسواد الليل، من طوله تعدى حزامها، وكان

قريبا من الركبة، اقتربت مني والخجل يبدو على وجهها وعيونها مغمضة، لدرجة ان الجميع كانوا ينظرون اليها باستغراب، وقفت واقتربت قليلا منها بحجة اني اريد ان اخذ “صينية” القهوة من بين يديها ,مددت يدي ولم استطع ان امنع اطراف اصابعي من ملامسة يدها

وانا امسك “بصينية” القهوة ,فتحت عيونها السوداء الواسعة ليظهر من خلالها بريق اخاذ وابتسمت ابتسامة ساحرة اقسمت في تلك اللحظة بانها لو لم تكن من البشر لقلت انها الجنية مرح …ادارت وجهها وعادت ادراجها بعد ان ابتسمت وغمرتني بطرفي عينيها .وضعت

"صينية" القهوة على الطاولة التي امامي، ونظرت حولي لارى ان الجميع ينظرون الي باستغراب وبعضهم لم يستطع اخفاء ابتسامة ظاهرة على شفتيه …جلست "ولكزتني" امي بطرف يديها وهمست بصوت غاضب: ـ "شو يا حسن اللي بتسوي فيه , فضحتنا يا حسن "

واخذت امي تتكلم وكانها تريد ان تزيل الارباك الذي حدث…همست في اذن امي وقلت لها: ـ جميلة جدا يا امي . نظرت الي امي وقالت باستغراب: ـ من هي ؟ نظرت امامي على الطاولة ولم اجد “صينية” القهوة ,وسالت باستغراب وبدون تفكير . ـ من اخذ صينية القهوة ؟

والجميع ينظرون الي باستغراب ,وكأن بي شيئاً غريباً، ومن وسط النظرات ظهرت الحسناء الفاتنة واقتربت مني لتشدني اليها من جديد.ولكنها فاجاتني واربكتني بان جلست على ركبتي واخذت تداعب خصلات شعري وتقبلني بخفة ولا تابه بنظرات الجميع.اخذت احاول ان

ابعدها برقة لاتخلص من ذلك الارباك الذي سببته لي، ولكنها طوقت عنقي بذراعها وتمسكت بي بقوة واخذت تضحك وتضحك , ولامست بشفاهها اذني وهمست: ـ هل تشتهيني مثلما اشتهيك يا حسن ؟ واخذت تداعبني بطرق شدتني رغم الارباك ونظرات الجميع.عبثا

حاولت ان ابعدها عني ,حتى وقفت هي وقالت : ـ “يكفيك هذا يا مجنون !”. واستدارت وذهبت والجميع ما زالوا يرمقونني ,اما انا فاخذت ابتسم مرتبكا واقول معللا تصرفات ابنتهم بانها عادية ..

ـ جميل ان يتصرف الانسان على طبيعته .. والجميع ما زالوا ينظرون الي باستغراب وسالني اكثر من واحد مرة واحدة : ـ “مالك يا حسن ؟شو مالك ؟”. وامي تلكزني ووجهها احمر .واختي اخذت تقول: ـ حسن يمزح دائما ،ووين ما بروح بحب يمزح ويفاجىء الجميع

بتغيير الجو وتلطيفه.. ونجحت اختي بتلطيف الاجواء، واخذ الجميع يضحكون وانا اضحك معهم، وانا لا أفهم لماذا أضحك. ولماذا هم يضحكون!. اقتربت مني اختي وقالت : ـ شو انت انجنيت يا حسن ,شو هالفضايح اللي عملتها ؟

قلت لها : ـ ما ذنبي انا هي التي جاءت وجلست في حضني ؟ نظرت الي اختي بغضب وقالت : ـ “مين هي يا حسن ؟”. وهنا اصابني مس من الجنون، وادركت ما حدث وايقنت ان التي حضرت هي الجنية “مرح” ولم يرها احد غيري, وكل من راني ظن انني مجنون ،لانه

رآني لوحدي اقوم بحركات “مجانين” .في تلك اللحظة تمنيت لو ان الارض انشقت وابتلعتني . من الخجل اصبح لون وجهي احمر …وفي داخلي اشتم والعن “مرح” التي جعلت مني اضحوكة امام الجميع. وعاد الجو في بيت العروس الى طبيعته .وطلبت امي من ام العروس

ان تستعجلها تحت حجة انها تشعر بوعكة صحية ,ولكن يبدو لي ان السبب الحقيقي هو خوف امي من تصرفاتي واعتقادها انني جننت، فربما خطر ببالها انني ساقوم بالرقص او النباح ,او اضرب او اعض احد الموجودين ,وهي لا تنقصها الفضائح . وما هي الا لحظات

حتى دخلت ام العروس بصحبة العروس ,لتسلم علينا انا وامي واختي، وجلست بجانب امها بخجل، وحينما رايتها تسمرت في مكاني من الخوف ,ولكني تمالكت اعصابي ,ونظرت حولي لاتاكد بان كل شيء على ما يرام ,وان ما اراه يرونه هم ايضا، وان العروس التي امامي

هي من البشر ولا دخل للجنية مرح بما ارى، همست باذن اختي لاتاكد وقلت لها : ـ هل هذه هي العروس التي سلمت علينا ,والان هي تجلس بجانب امها؟ ابتسمت اختي وقالت : ـ نعم وما ان قالت نعم ـ اذ كنت انتظر ان تقول لاـ حتى كاد يغمى علي من هول الصدمة . يا الهي

,ماذا يحدث ؟كيف استطيع ان اتزوجها ,كيف اصفها..”دراكولا”؟ ولكن “دراكولا” جميل بالمقارنة بها، اقسم انه لا يوجد فرق بينها وبين القردة، الا انها ترتدي فستانا . يا لي من غبي ,كان يجب ان افهم هذا من رؤيتي لأمها التي تشبه سيارة “الفولزفاچن “بعد حادث

تصادم مع شاحنة، وابوها الذي يشبه برميل الزفتة “المطربق ” على بعضه البعض . اذا من الطبيعي ان تكون ابنتهم كالغوريلا ,اختلست نظرة خاطفة نحو العروس وامها وهن يتهامسن معا, وسبحان الله، عندما ارى العروس بجانب امها تكتمل الصورة ,ولو ان “داروين

"شاهدهن معا لاستطاع ان يؤكد نظريته ان اصل الانسان قرد ,ويبدو لي انه يجب ان اكون "طرزان". اضحك على مصيبتي ولكني بصراحة كنت سعيدا جدا ,سعيد لان امي لم تزوجني "صبحة "وعلى راي امي: هذه احلى من صبحة بكثير ,فإذا كانت هذه من فصيلة

القردة ؟فمن أي فصيلة ستكون “صبحة”؟ انا اعتقد انها ستكون سلحفاة ترتدي بنطلون جينز .

وهنا صمت وبدأت افكر بهذه المشكلة بجدية، لقد جئنا لقراءة الفاتحة اذ لا مجال امامي للتراجع، تقاليد منطقتنا تحتم علي ان اتزوجها حتى ولو كانت “شمبانزي “..انظر ناحية امي وهي مشغولة بتوزيع نظراتها بيني وبين العروسة (الشمبانزي )بسعادة غامرة وكان علي ان

اقرر بشكل سريع . خطر ببالي فكرة مجنونة نوعا ما وهي ان اجعل اهل العروسة هم الذين يرفضون. وهكذا اتخلص من الاحراج وفورا بدأت ارقص واصفق. وكان امامي ابريق ماء، فحملته وسكبته على راس العروسة وبدأت اضحك واضحك وفعلا كنت اضحك من كل

قلبي وهي تصرخ: ـ امسكوه.. هذا مجنون . وذهب اهل العروسة وامسكوا بي ,وكان معظمهم يضحك، حتى اختي لم تتمالك نفسها واخذت تضحك . ارسلوني الى البيت داعين الله ان يشفيني من مرض الجنون الذي اصابني، ورفضت امي ان تكلمني ,ودخلت البيت تبكي على

حظها. اختي جلست بجانبي وقالت لي وهي تضحك : ـ “شو اللي اعملتوا عند الجماعة ؟” فقلت لها : ـ وانا اضحك يقولوا عني مجنون وانا عاقل احسن من ان اتزوج الشامبنزي “ابنتهم “واصاب بجنون حقيقي . ابتسمت اختي بهدوء وذهبت الى المطبخ وعادت بفنجان قهوة

وسالتني عن اوصاف العروسة وما حدث معي؟ في المرة الاولى حكيت لاختي القصة ,ذهبت اختي الى غرفتها وعادت وفي يدها صورة وقالت لي: ـ انظر الى هذه الصورة !اليست جميلة؟ القيت نظرة خاطفة على الصورة وقلت لها : ـ فعلا انها جميلة .

فقالت لي : ـ انها من تصفها بالشامبنزي . ذهلت قليلا ,وتركتني اختي وذهبت الى امي لتواسيها ,وسمعت ضحكة تأتي من خلفي، ونظرت نحو مصدر الصوت فرايت الجنية مرح وهي سعيدة، واشارت بيدها نحوي

وقالت : ـ” اضحك يا مجنون ,لقد وعدتك ان اجعل حياتك مرح في مرح في مرح، وهذا الدرس الاول لك ,وما عرفته عن قدرتنا السابقة هو لاشيء يذكر ؟ هذه المرة جاءت الامور بسيطة ومجرد نوبة من الجنون، ولكن يا حسن في المرة القادمة ان خالفت اوامري ، سيكون

الثمن غاليا وكما وعدتك، سأجعلك تتمنى الموت ولن تناله خليك شاطر يا حسن واسمع كلام “مرح” .”. قبل ان اذهب اذكرك باني ساكون معك في كل خطوة حتى في احلامك …الى اللقاء يا مجنون.. تجمد عقلي عن التفكير ,انا لا اريد ان افكر في شيء …لا اريد!! كيف

استطاعت ان تتحكم في الاشكال التي اراها .لا اريد ان اكابر وان استهين بقوتها فهي “جنية “تملك من القوة مالا يملكه البشر . توجهت الى غرفتي للنوم لانسى ما حدث ,استلقيت على الفراش وبدأت اغط في نوم عميق ,واذا بي اشعر بانامل تداعب شعري بخفة ورقة،

واستفقت من نومي لارى الجنية مرح تجلس بجانبي وتداعب شعري بيديها بحنان ورقة وخفة ,

وقالت لي : ـ كيف انت يا حسن ؟ هل انت غاضب مما حدث بالامس ؟انا اسفة، انت الذي اجبرتني على التصرف معك هكذا …هيا يا حسن، حان الوقت لاقول لك الخطوة الاولى ان اردت انت ان تنقذ زوجتك وحبيبتك اختي غادة !الا تريد ان تحررها من اسرها لتعود

وتحيا معك الى الابد .هيا يا حسن .. يجب عليك ان تبدا بالبحث عن شخص ليس من البشر ولكنه يعيش بينهم، ترونه وتكلمونه ولا تميزونه عن البشر، هو فقط الوحيد الذي يستطيع انقاذ زوجتك “غادة “من الاسر لدى “الكاتو”. هذا ما قالته لي الجنية مرح، فنظرت اليها

مستغربا وقلت : ـ المخلوق الوحيد الذي يستطيع انقاذ “غادة” ليس من البشر ويعيش بين البشر ؟ فاسترسلت قائلة : ـ “نعم هو الوحيد الذي يستطيع انقاذ “غادة” وانت الانسان الوحيد الذي يجب ان تجده .”. زاد استغرابي من هذا الحديث فتابعته قائلة : ـ “انا سأساعدك على

ايجاده يا حسن ,هيا استعد لنبدأ البحث عنه .”. لم يرق لي حديثها، نعم فهذه مرح الحقودة الشريرة التي لا تعرف معنى الحب، والتي كانت تهددني منذ ساعات قليلة، ها هي تمارس الاعيبها علي باسلوب رقيق حنون واملس كافعى، حتى ذاك البريق الشيطاني الذي يميز عيونها

اختفى وحل مكانه بريق ملائكي خلاب وساحر .يا للعجب كيف تستطيع هذه الجنية ان تحول مشاعر الكره في داخلها الى مشاعر الحب والحنان بلحظات قليلة ,هل المطلوب مني ان اصدق مشاعرها؟ ثم من هو ذلك المخلوق العجيب ….؟

وقبل ان يكتمل السؤال في مخيلتي راتني اسالها بأستهجان استنكاري: ـ كيف يكون يا مرح بشرا وجنيا في نفس الوقت ؟من هو وكيف يستطيع ان ينقذ زوجتي وحبيبتي “غادة”؟ فقاطعتني بلهجة جافة وقالت : ـ “يا حسن ,لا داعي لكل هذه الاسئلة ,المهم ان تجده وبسرعة

حتى ينقذ “غادة” فقد حان الوقت، ولا داعي لإضاعة الوقت على الاسئلة واجاباتها التي لا تفيد بشيء ,هيا يا حسن لا تتباطأ .” نثرت يدها -التي لا زالت تداعب شعري برقة وحنان -وابعدتها عني ورمقتها بعيون جارحة، قلت بنبرة جافة وشديدة : ـ اسمعي يا مرح ,صحيح

انني على استعداد للتضحية باغلى ما املك من اجل “غادة” ولكني لن اتحرك من مكاني قبل ان اعرف وافهم الموضوع واستوعب تفاصيله ,ولا يهمني ما ستفعلين ,فافعلي ما شئت، اسحريني، سيطري على عقلي، ولكن ما دمت في وعيي فلن اطيعك في شيء لا افهم تفاصيله

. لم يعجبها حديثي ,ولكنها نظرت الي وهزت برأسها وقالت : ـ لك ما شئت ,ساشرح لك ماتريد فهمه واتمنى ان يستوعب عقلك الصغير ما ساقول”. واستطردت

قائلة : ـ يحاول علماء عالمنا منذ الاف السنين امتلاك القوة المادية التي يمتلكها البشر ,وضمن اطار تلك المحاولات ارسل هؤلاء العلماء العديد من افراد عالمنا للاتصال مع افراد من البشر بهدف السيطرة على ادمغتهم، ومن ثم الاندماج الكامل بهم بشخصية واحدة في جسد

واحد ,ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل الكبير في معظمها، واما الحالات القليلة جدا التي نجحت نوعا ما، تمرد الذين نفذوها من عالمنا على سلطة”الكاتو “، ورفضوا الانصياع لاوامرهم بعد ان شعروا بانهم امتلكوا قوة مميزة وخارقة نتيجة اندماجهم مع مخلوقات بشرية.


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع : الحب الاسطوري
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإنسان قبل (الحب) وبعد (الحب) وعند (الحب) تراب الحياة ملتقى تواصل الأعضاء - فعاليات - تهاني ومناسبات . . ◦● 30 04-27-16 02:22 PM
فندق أوبروي يوديافيلا الاسطوري الهندي صمتي جوابي السياحه والسفر حول العالم •• 7 07-08-14 09:22 AM
اقدم لكم الاسطورى Microsoft Office 2010 Professional Plus (x86/x64) – Final M.ahmad قسم البرامج العامه ( تقنية الكمبيوتر والانترنت ) •• 0 08-22-10 08:40 AM


| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 08:44 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا