لم أنم في ليلة من الليالي.. كان الأرق يسيطر على نفسي والقلق يخنق أنفاسي، وفجأة انفلق عمود الصباح، وانبلج نور الكون غامراً الأفق بسحر ألوانه وجلال معانيه .
وأحسست بالهدوء يغمر جوانحي واستحضرت في تلك اللحظة أبلغ جملة تصف الصبح ومظاهره، فلم أجد أروع معنى ولا أرحب مقالاً من قوله تعالى في الآية 18 من سورة التكوير :
(والصبح إذا تنفس)

ليس للفرح أيام ! إنما نحن من يجلب الفرح لأيامنا ، ونحن من يضيعها بأيدينا !

نعم أنت اليوم حزين .. والظلام من حولك شديد شديد .. والمصائب تنهال عليك وأنت أمامها وحيد .. ولكن يا صديقي أليس في قلبك شيء دفين .. يخبرك دوما .. ان الشمس انغابت .. فهي لا محالة عائدة يوم غدٍ من جديد !

كنت هائما هنا في تلك اللحظات الجميلة التي لا انساها في يوما ما نفذ مني صبري فقررت الهرب الى مكان ما أجر خطواتي اليه لربما ينسيني أشياء ابت ان تغادرني
هناك بين ذلك الهتان اللطيف وبين تلك الأشجار الشامخة شرد ذهني أخيرا بينها وبين تلك السهول الخضراء التي تزينت بذلك الورد بالوانه المختلفة الجذابة والرائعة كأن شيء ما هنا كأن هنا رسام تلاعب بألوانها لتصبح بهذا المنظر الخلاب يسير بين كل بقعة غدير جاري يسقي كل شيء هنا ليرتوي كل شيء منه وذلك النسيم البارد الذي استنشقة فيسكن داخلي يطفئ كل شيء ينسيني كل شيء فقط انظر لذلك العصفور يتنقل ويلعب بين غصن وغصن وتلك الفراشة تتنقل بين تلك الورود

كم احسدك هنا أيها العصفور

منظر خلاب يحيطني من كل جهة ليس لهُ مثيل ف سبحان الذي رفع السماء بلا عمد وأرسى الجبال الشامخات وبسط الأرض لتكون لنا مستقرا ومتاعاً الى حين

يآ حلو موجك يابحر

رغم قوته التدميرية

لا شيء يقف امامه قررت أنا أن اقف