.

ذاك الذكاء الذي يجعل من الآخر اكسسوار الحياة وليس الحياة هو عبث وليس حبا ، يمكنني أن أتفهم دوافع الحكم لكنني لا أقبل الحكم تحديدا ، أن لا نجد أشياء و أشخاص حقيقيون يوقعنا ذاك في مأزق العبثية لإن القيمة تغيب تماما نرى أنفسنا حينها معذورون و أننا أذكياء عندما نتجاوز إعطاء التقدير لأحد ، لكن عندما نصطدم يوما ما بمن يعيد لنا الإحترام المسلوب لكل هذا نكتشف كم كنا مخطئين في الحكم على الناس والحياة ..

آه ثم إن هناك أمرا آخر .. الوصول لمرحلة متقدمة من الإدراك لا تجعلنا نبدأ بإشهار اللامبالاة في وجه الأشياء بل ذاك يحدث في أولى الخطوات ، الإدراك المتقدم على العكس تفقد فيه الرغبة في إشهار أي شيء ، يورثك التواضع المطلق تبدأ فيه بالتغيير تبدأ فيه باكتساب الإحترام لكل شيء كنت قد ازدريته في الماضي ، المعرفة تعطيك الثراء الإيجابي / المتفهم / المغير ، هذا التمرد وضع مفهوم تماما هي أول إشارات الوعي ، فكل ثورة يبدأ بعدها التغيير ، هناك شخص سيء وهناك شخص يحاول إثبات أنه سيء لكن في داخله يحمل شخصا رائعا العيب في بيئتنا المعلبة التي لا تتنفس الوعي ولا تسمح له بالتنفس ،
هل يلامون عندما يجنون ؟ سيكون الجنون وقتها أشبه بانتقام والفعل ليس مقصود لذاته إذن هم ليسوا سيئين حقا ، قد أكون مصيبة في رأيي وقد أكون مخطئة إنما حاكموا الأفعال و لا تحكموا على الأشخاص هذا هو المهم

.

كيف تكون دهشتك وشغفك بكتاب أتى في وقته المناسب ؟
لم أبحث عنه وُضع في يدي كهدية لكنه كان ما أبحث عنه بالضبط

.

متى شعرت أن الدوام اليومي ألغاك ؟
متى شعرت أنك وسط هذه الأعمال منتهك ومنهوك و خارج نفسك ؟
قد تسطح فكرك و جف عمقك وأنت تعيد كل يوم نفس العرض لحياتك وتعاد بلا إضافة جمالية
تدور و تدور تصادف الجميع ولا تصادفك !
و مهما بحثت عنك يراودك إحساس أنك كمن فقد بصره وأخذ يبحث عن عنوان يعرفه كل المعرفة لكنه عاجز عن إيجاده هكذا شعرت في الأشهر الماضية قاربت الجنون من هذا الوضع أنا ممن لا يعيش بلا طقوس و بلا كينونة تتحسس وجودها بخصوصيتها مساحتها الملونة بتفرد الأنا لا الضياع وسط الكل و ارتداء نفس ملامح الجميع لا أعلم لمَ الفعل الجمعي يلقى الترحيب عندنا إنه يشعرني بالموت كرهي للدوام بدأ يتعملق حتى صار كالأزمة ، أزمتي بالمختصر أني بدأت أشعر أني أداة .. مضحك هل لكم أن تتخيلوا أنفسكم مجرد أدوات تفعلون ما يطلب منكم فقط بنفس الكيفية والوقت والمنهج ! .. أنت تفعل كما الجميع يفعل دوما هناك كلمة الجميع في السطر ..

أعود للحديث عن هذا الكتاب في بدايته يناقش هذا الأمر وهناك مصطلح جديد استخدمه الكاتب وهو :
" الإنسانية الآلية " .. أطلقها على أولئك الأشخاص الذين يستيقظون كل صباح لأداء نفس الوظيفة وظيفتنا المعتادة منذورة حياته لمرتب آخر الشهر ، حينما تتوقف عن أداء العمل المطلوب منك لتعمل العمل الذي تحب بصورة خلاقة تمحو لقب الموظف وتضع لنفسك لقب الفنان ..
لازلت في أول 50 صفحة .. لم أنهيه بعد

.

شكرا أنيقة لكل من بعث لي بتقييم فيه الكثير من الحب / من تابع بصمت ومن أبدى رأيا
:eh_s(21):

.

آمل أن تكون هذه المدونة عند حسن ظنكم دائما
شكرا لهذا التقدير ، ممتنة كثيرا