منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-23-17, 01:14 PM   #13
حسين سلطان

الصورة الرمزية حسين سلطان

آخر زيارة »  10-15-23 (07:46 AM)
المكان »  البحرين
الهوايه »  القراءة والكتابة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الفصل الثالث والثلاثون

















ليان



























لابد وأنكم سعدتم لغيابي وتخلصتم من ثرثرتي أو أنكم افتقدتموني وتساءلتم عما
حدث لي لقد كنت أعلم أن حظي لن يبتسم لي دائما وأنه لن تتركني تعاستي أبدا
ما حدث في ذلك اليوم أنني سمعت طرقا على الباب ولأن وسيم حذرني من فتحه
لأي شخص فلم أفتح ولكن بعد وقت جاءني صوت رجولي قائلا
" هل أنتي زوجة المدعو وسيم إنه في المستشفى بسبب حادث وحالته خطيرة
جدا أنا جاركم المجاور لكم "
ففتحت الباب مذعورة مما سمعت فدفعني للداخل ودخل وحينما رأيته وعلمت
أنه شاهد ركضت للداخل فسمعته يغلق الباب من ارتباكي نسيت أين كان هاتفي
فأصبحت اركض كالمجنونة بحثا عنه واتصلت بوسيم فأخذه مني وحطمه فتوجهت
بسرعة ناحية الغرفة وأغلقتها خلفي فبدأ بضرب الباب بقدمه وهوا يصرخ بغضب
" أخرجي أو كسرت الباب عليك يا قدرة لن أفوت لك ما فعله بي أخرسك ذاك افتحي الآن "
كنت ابكي وارتجف خوفا توجهت للنافذة لأنها كانت الحجرة الأقرب للشارع وبدأت بالصراخ
والاستنجاد بالناس وكنت اصرخ واصرخ دون توقف لوقت طويل وأنا أسمع صراخهم في الخارج
وما هي إلا لحظات وفتح شاهد الباب بالمفاتيح الاحتياطية التي كانت في المنزل فصرخت به
" ابتعد عني يا شاهد واتركني وشأني "
أمسكني من يدي وجرجرني للخارج وهوا يصرخ قائلا
" عليك الإيفاء بالدين أنتي وزوجك الحقير ذاك "
قلت بغضب " إنه اشرف منك ومن أمثالك "
صفعني على وجهي حتى وقعت أرضا ثم رفعني من شعري وصفعني ثانيتا وأخرى
وأخرى حتى انفتح الباب ورأيت وسيم يدخل منه ورفع مسدسه وصوبه جهة شاهد ورماه
بالرصاص ولحظتها رأيت رجال شرطة يدخلون كلها كانت في نفس اللحظة ونفس الثانية
وأدركت حينها أنني انتهيت ولم أرى أو اسمع بعدها شيئا سوى الصمت والظلام الدامس
استيقظت بعد وقت لا أعلم كم كان وأنا أسمع صوت سيدة تقول لي
" هل أنت بخير هل تسمعينني "
رفعت رأسي ونظرت جيدا فكانت امرأة غريبة تجلس بجانبي وأنا مرمية مكاني على
الأرض ورجال يقفون عند الباب في الخارج فقلت
" من أنتي "
قالت " أنا جارتكم هنا وزوجي مع الواقفين هناك خارجا هل لك أقارب
تودين الذهاب إليهم أم ستبقي هنا "
جلست بتعب ثم قلت وأنا متوجهة لغرفة النوم " لا ليس لدي أحد "
أخذت حجابي وعباءتي ولا أعلم أين سأذهب ولا ما سأفعل فوسيم انتهى كما انتهت
غيره من أحلامي كما انتهت والدتي ومنزلي وعمي وعملي وكل شيء فحتى هذا
المنزل لن يكون لي عاجلا فخرجت تقودوني قدماي للمجهول لحيت لا أعلم وليس
لي أين أذهب ركبت سيارة أجرى وتوجهت لمنزل شروق فلم أجدها وتذكرت يومها
أخبرتني أنها ستغادر المدينة فغادرت سيرا على قدماي لمسافات طويلة دون وجهة أو
دليل وعندما تغلب عليا التعب جلست مستندة على أحد الجدران وعيناي تنظر للفراغ
في حزن ودموع ومرارة وكان بعض المارة يلقون لي بالدراهم ضننا منهم أنني متسولة
فضحكت على نفسي بل على حالي وما ألت وما سوف أءول إليه بعد الآن
نمت تلك الليلة مكاني حيث رست بي آخر محطات تعاستي ولأول مرة في حياتي أنام في
الشارع ولا أعلم غدا أين سأكون
" يا آنسة استيقظي , سبحان الله سبحان الله "
فتحت عيني فوجدت سيدة في الخمسين من العمر تقريبا توقظني فنظرت لها بحيرة وقلت
" ماذا هناك "
قالت بابتسامة حنونة " لما تنامين هنا "
عدلت في جلستي وقلت " أعتذر لو كان هذا جدار منزلك وسأغادر حالا "
قالت وهي تساعدني على الوقوف " تعالي معي لأحكي لك من أكون "
أدخلتني للمنزل الذي نمت على جداره وأحضرت لي الماء والطعام فرفضت بشدة
فجلست أمامي وقالت " سبحان الله أنا لا أصدق عينيا "
قلت بحيرة " ما بك تسبحين الله منذ رأيتني "
ابتسمت وقالت " لأنني رأيت حلما يخصك البارحة "
نظرت لها بصدمة ثم قلت " يخصني وهل تعرفينني "
قالت " لا لا أعرفك ولكني كنت اتحدت وصديقتي بالأمس عن المتسولين فقلت لها أنه لم
يعد يوجد من يخفي حاجته ويتعفف عن طلب المال وأنني لا أحب الانضمام للجمعيات الخيرية
لأن من يساعدونهم يملكون المال ويخفونه عن الجميع ويمدون أيديه لغيرهم وتناقشنا كثيرا في
الأمر والبارحة جاءتني أمي رحمها الله في المنام وكانت غاضبة مني وتقول
( كيف تفعلين ذلك يا حياة المرأة تنام على جدار بيتك وهي لا تسأل إلا الله وأنت ترمين
المحتاجين لك بالباطل )
فاستيقظت من نومي توضأت وصليت ثم عدت للنوم بعد صلاة الفجر فعادت لي أمي في المنام
من جديد وقالت لي بحدة
( حياة هل ستنتظرين أن تطرق بابك هي لن تفعل ذلك )
فصحوت مفزوعة وخرجت ووجدتك كما قالت والدتي في منامي وعندما رفضت الطعام مني
تأكدت من ذلك فما الذي جاء بك إلى هنا وما قصتك أخبريني أرجوك "
تنهدت بحزن وألم وحكيت لها كل ما مررت به يوم أمس فقالت بأسى
" يا لها من قصة حزينة وأين زوجك الآن "
قلت بحسرة " أين سيكون في السجن بالتأكيد "
قالت " وماذا عن أهله "
قلت " لا أعلم عن أهله شيئا ويبدوا أنهم لا يعلمون عني أو لا أهل لديه "
قالت " ما أسم زوجك لنسأل عنه وعما حدث معه "
تنهدت وقلت " وسيم فقط ولا أعلم غيره "
نظرت لي بصدمة وقالت " كيف تتزوجينه ولا تعلمين عنه غير اسمه "
قلت وأنا أقف " آسفة على إزعاجي لك ولكن عليا المغادرة "
وقفت وأمسكتني من يدي وقالت
" اقسم أنك لن تذهبي من هنا قبل أن تجدي زوجك أو عائلته "
قلت معترضة " يا سيدة حياة أرجوك أن تتركيني أذهب في حال سبيلي "
ولكن ما كان من جدوى لكل محاولاتي معها فقد رفضت كل الحلول التي اخترعتها
بأنني سألجأ إليها ما أن أغادر من عندها وأخذتني بنفسها لقسم الشرطة بعد يومين وسألنا
عن اسم وسيم لديهم وقالوا أنه لا يوجد لديهم هذا الاسم فخمنت أنه تم نقله لسجن العاصمة
وتجنبنا سؤالهم بأن لو كان لديهم شخص قتل رجلا كي لا أنجر في الأمر كما اقترحت
حياة ثم ألحت على مساعدتي فبقيت معها شريطة أن أقوم بخدمتها وابنها وزوجته وأولادهم
المقيمين معها ثمنا لبقائي بمنزلهم وهي لم تخبر عائلتها عن قصتي وقالت أنني صديقة لها
في محنة ستزول قريبا
فكرت مرارا أن أعود لعملي في الشركة ولكن كرامتي المهانة لم تسمح لي , لقد صرت
الآن في الشهر السابع من حملي وازداد التعب والإرهاق والسيدة حياة تعاملني معاملة
طيبة جدا حتى أنها كانت تبحث جاهدة عن أي معلومات عن وسيم وحتى في الشركة
سألت شخص يعرف مدير الشركة فأخبره أنه لا وجود لهذا الاسم لديهم , هكذا هم دائما
إن تخلوا عن خدمات أحدهم رموه كما ترمى القمامة ولا يذكرونه حتى التذكر , وأبقت
حياة أمري مخفيا عن الجميع خوفا من بحث عائلة شاهد عني وعشت معهم سجينة الغرفة
والمطبخ كي لا أحتك بابنها













أنيس











" نعم تكلم ماذا لديك "
قال بهدوء " خبر الصفقة المشبوه وصل للجرائد سمعة المصنع في الحضيض الآن "
قلت صارخا بغضب " متى حدث ذلك وكيف "
قال باستياء " ليلة البارحة "
قلت بغيض " سحقا له سيندم على ذلك "
أغلقت الهاتف في وجهه من غضبي الحقير صهيب إذا يهدد وينفذ
دخل حينها والدي قائلا " ماذا هناك صراخك يصل للشارع أنت في شركة وليس مدرج كرة قدم "
قلت بغيض " إنه ابن شقيقك سيرى ما سأفعل به "
قال " صهيب مجددا مصائبه لا تنتهي دعك منه فعلاجه لدي "
قلت بحدة " إن لم تأخذ منه بالحق سأقتله دون تراجع "
























غيث

















"رنيم ألم يتأخر ابنك هذا "
ضحكت وقالت بنفس متعب " لما الاستعجال لازال الوقت مبكرا "
وضعت أذني على بطنها ثم طرقت عليه فقالت بتألم
" آآآآآآي غيث ماذا تفعل "
قلت بتذمر " عليه أن يخرج أو يجيب "
أبعدت يدي عن بطنها وقالت
" أبتعد عن ابني ودعه يفعل ما يريد أليس هذا ما علمته إياه تحمل إذا "
تنهدت بضيق وقلت " ألم تدخلي شهرك التاسع من المفترض أن يشرفنا بطلته البهية "
سمعنا طرقا على باب الجناح وهمت رنيم بالوقوف فقلت " ابقي مكانك سوف أفتح أنا "
تساندت بالعكاز وفتحت الباب كانت والدتي وقالت بقلق " هل رنيم بخير "
قلت بابتسامة وأنا أحثها على الدخول " ومن قال أنها ليست بخير هيا تفضلي "
قالت وهي تدخل معي " ولكنها من يفتح الباب دائما هل هي نائمة "
دخلنا غرفة الجلوس وقلت " لا ها هي ذي لقد قررت أن أدعها جالسة علها تنجب فيبدوا أن الحركة
هي سبب تأخرها "
قالت رنيم بضيق " خالتي بالله عليك تنقديني من ابن زوجك هذا "
ضحكت وقالت " أخبريني ما فعله ولن تكوني إلا راضية "
قلت واضعا يدي وسط جسدي
" هل تتفقان علي , أمي ألم تتأخر رنيم في الولادة سوف أغير تلك الطبيبة منذ الغد "
ضحكت وقالت وهي تجلس بجانبها " وما دخل الطبيبة في ذلك "
قلت بضيق " لا أعلم ليس هناك شيء غيرها ألقي باللوم عليه "
ضحكتا سويا ثم قالت والدتي " لا يزال الوقت مبكرا بني "
قلت بسخط " آه أمي هل أنتما متفقتان على هذه الجملة أم ماذا "
تنهدت أمي بضيق وقالت " هلا وقفتي وقابلتني يا رنيم "
وقفت وقالت ضاحكة " هل ستجرين مقابلة تلفزيونية معه "
ضحكتا سويا ثم قالت " يبدوا لي بطنك قد انخفض للأسفل أليس كذلك "
نظرت لنفسها ثم قالت " نعم لاحظت ذلك أيضا ما يعني هذا "
نظرت لي والدتي وقالت " يعني قربت ولادتك "
قلت مباشرة " متى "
ضحكت وقالت " هذا أمر لا يعلمه غير الله بني صبرك قليلا فهي لم تنهي شهرها بعد "
اقتربت من رنيم أجلستها وجلست بجانبها فقالت والدتي " لدي موضوع سأتحدث معك فيه "
قالت رنيم وهي تهم بالوقوف " حسننا اعذراني ..... "
قاطعتها والدتي وهي تمسك يدها " لا داعي للذهاب يا ابنتي ابقي معنا "
قلت " إن كانت أخبار سيئة فدعيها تذهب رجاءا "
ضحكت وقالت " ألا تعلم أن الأخبار السيئة تجعل المرأة تلذ على الفور "
فتحت عيناي على اتساعهم وقلت " حقا إذا اجلسي يا رنيم "
ضحكت رنيم وقالت " يالك من أناني يا غيث "
قالت والدتي بابتسامة " لدي خبر سار لكما وأمور علينا مناقشتها بخصوصه "
قلت بابتسامة مماثلة " أتحفينا به بسرعة لقد اشتقنا للأخبار السارة "
ضحكت وقالت " لقد أصاب هذه العائلة مرض اسمه الخوف من المجهول "
قالت رنيم " يبدوا بخصوص أديم "
تنهدت بحزن وقالت
" لا ليس بخصوصه وكم أتمنى ذلك , إنه بخصوص صهيب وميس "
ضحكت وقلت " هل وافقت تلك الشرسة أخيرا "
ضحكت والدتي وقالت " أسكت لا تسمعك الآن "
قالت رنيم بضيق " ما الذي لا يعجبك في ميس إنها فتاة رائعة في كل
شيء , أنتم الرجال لا يعجبكم العجب "
قلت ضاحكا " معك نعم رائعة أما مع صهيب فلا قطعا "
ثم وجهت حديثي لوالدتي قائلا " وكيف أقنعها بذلك أجزم أنه قد هددها "
ضحكت وقالت " لا أعلم يبدوا لي ذلك لقد قال أنها وافقت على عقد القران
بأعجوبة والزواج لن يكون الآن "
قالت رنيم بسرور " كم هذا رائع حقا , إنهما يليقان ببعض كثيرا "
قلت " وماذا خططتما بشأن ذلك "
قالت بهدوء " لا شيء حتى الآن صهيب يقول نقيم حفلا كبيرا وميس ترفض
ذلك وتركتهما فجر اليوم يتخاصمان في الموضوع "
قالت رنيم بحيرة " ولما ترفض ميس ذلك "
قالت والدتي بحزن " هي لم تقل السبب ولكني أعلم جيدا لما "
قلت " من أجل الموضوع ذاته أليس كذلك "
قالت " نعم من أجل ما شاع عنها وهوا ذاته السبب الذي يجعل صهيب مصرا على ذلك "
قالت رنيم بحزن " يا لها من فتاة مسكينة أتمنى أن يكون
زواجهما حلا للمشكلة ولا يعقدها أكثر "
قلت بجدية " على أحدهما أن يقتنع برأي الآخر فكلاهما على حق "
قالت رنيم " أنا أرى أن نأخذ برأي ميس فخبر الزواج سيشاع بين الجميع على أية
حال وسيصل للجميع في بيوتهم أما حضور النساء إلى هنا ورميهم لها بالكلام القاسي
والجارح فهذا شيء سوف نجلبه نحن لأنفسنا ولن تستحمله ميس وسنفسد عليها تلك
الليلة , وما أن يتزوجا نقيم حفلا لهما سيكون الخبر عاديا بالنسبة للناس حينها "
قلت " معك حق أراه رأيا سديدا , ما قلتي يا أمي "
قالت " نعم هوا عين الصواب سنتحدث مع صهيب إذا فيبدوا لي مصرا وأنت تعرفه جيدا "
قلت ضاحكا " لا أعلم كيف ستكون حياتهما معا "
ابتسمت والدتي وقالت " ستكون مليئة بالمشكلات على ما يبدوا فكلاهما حاد
الطباع سريع الغضب وعنيد يفعل ما في رأسه مهما كانت النتائج "
ضحكت وقلت " صهيب يحتاج لواحدة جليدية كرنيم "
توقعت أن تهاجمني بشراسة ولكن ما حدث لم يكن بالحسبان فقد شهقت بعبرة
ونزلت دموعها ثم طأطأت برأسها للأسفل ضممتها بذراعي وقلت
" لا حبيبتي لا تبكي لم يكن ذلك إلا مزاحا "
ولكنها لم تزدد إلا بكاء ثم وقفت وقالت بعبرة
" أنت هكذا يا غيث لا تحبني ولم تحبني يوما ولا ترى إلا عيوبي ولست
تراني سوى شيئا قد فرض عليك "
ثم غادرت لغرفتنا وأغلقت الباب خلفها بقوة نظرت لوالدتي فقالت بضيق
" ما هذا الذي فعلته يا غيث لقد جرحتها حقا "
قلت بتذمر " ولكني لم أقل شيئا يغضبها كنت أمزح فقط ثم هي الحقيقة "
قالت بحدة " إن قالت هي شيئا حقيقيا عنك هل كنت ستغضب أم لا "
لذت بالصمت فقالت " من المفترض أنكم تجاوزتم الماضي فلا داعي لذكره من جديد "
قلت بعبوس " أمي يبدوا أنكم شكلتم حزبا نسائيا خاصا بكم "
قالت بضيق " لا تبحث لك عن مبرر فلو كانت هي من أخطأ في حقك لكنت وقفت
في صفك , يا لكم من متعبين صغارا كنتم أم كبار , سأذهب الآن عليا أن أنهي مشكلة
صهيب وعليك إرضاء زوجتك حالا فهمت "
قلت بقلة حيلة " حاضر أمرك سيدتي "
ثم وقفت ونظرت لي بعتب وقالت
" يبدوا لي أن رنيم تعاني من أمر يضايقها في علاقتكما "
قلت بحيرة " مما أنا لا أفهمك "
قالت مغادرة " فكر في كلماتها الأخيرة وستفهم ما كنت أقول "
فكرت مطولا فيما قالت ثم توجهت لغرفتنا طرقت الباب ودخلت كانت تجلس
على السرير وفي بكائها المستمر اقتربت منها ثم جلست بجوارها وقلت
" رنيم ها هي العكازة خذيها واضربيني بها "
ولكنها لم تجب يبدوا أن الأمر لم يجدي نفعا وعليا أن أغير من الطريقة قلت بهدوء
" أنا آسف "
فلم يجدي ذاك نفعا أيضا يا إلهي ما العمل الآن قلت في محاولة أخيرة وأخر ما تبقى لدي
" رنيم سوف أشتري لك طقما جميلا من أجل حفل ميس وصهيب هيا سامحيني "
ولكنها لم تزدد سوى في البكاء والعبرات حككت رأسي في حيرة ثم تذكرت مسلسلا
كانت تشاهده رنيم البارحة كان سخيفا بالنسبة لي ولكنها تحبه كثيرا فقررت أن أفعل
كما فعل بطل المسلسل اقتربت منها أكثر ضممتها بيدي وشددتها لحضني بقوة قبلت
رأسها وكتفها وقلت بهمس
" رنيم حبيبتي إن لم ترضي عني فلن أنام الليلة ولن أتناول العشاء ولن أتكلم أيضا أنتي
كل عالمي وبدونك سيفقد ألوانه ومتعته "
ماذا قال ذاك الأحمق أيضا أنا حقا لا أذكر , قلت
" رنيم سامحيني لن يتكرر ذلك حسننا "
توقفت عن البكاء أخيرا ما أغرب النساء لم يرضها كل ذلك ورضت بهذه الكلمات
البسيطة والمسروقة أيضا , يبدوا أنه هذا ما كانت تعنيه والدتي من كلامها
مسحت دموعها بأصابعي وقلت
" رنيم توقفي عن البكاء أرجوك ودعينا نتحدث في أمر مهم "
نظرت لي بحيرة فابتسمت وقلت
" لقد وبختني والدتي كثيرا لأجلك يبدوا أنكم متفقات علينا "
قالت بحزن " أهذا هوا الأمر المهم "
عدلت جلستي ثم نظرت للأسفل وقلت
" رنيم أهناك شيء ينقصك ولا أوفره لك , أعني لا تجدينه معي "
نظرت لها فنظرت هي للأسفل في صمت إذا كما توقعت
قلت بهدوء " رنيم لما الصمت "
ولكنها لم تجب أيضا فقبلت خدها وغادرت الغرفة في صمت
خرجت بحثا عن أي أحد فقابلت في طريقي صهيب آه لا صهيب قد لا ينفع
لذلك , عليا البحث عن زبير أو بحر ولكن زبير ليس لديه سوى السخرية هل
أتصل بأديم لا يبدوا لي ذلك مجديا بحر أفضل
خرجت للحديقة واتصلت ببحر فأجاب فورا " مرحبا غيث "
قلت بابتسامة " مرحبا بالبحر "
ضحك وقال " يبدوا لي ورائك شيء مهم "
حمحمت قليلا ثم لذت بالصمت فقال " ما بك يا أخي هل من مكروه "
قلت مباشرة " لا ولكن أردت سؤالك عن بعض الأمور "
قال بهدوء " كلي أذان صاغية "
قلت بعد صمت " أردت أن أعلم عن تلك الأمور السخيفة التي تحبها النساء "
ضحك كثيرا ثم قال " سخيفة , يالك من رجل يا غيث أنا لا أحسد زوجتك عليك "
قلت بضيق " بحر هل ستساعدني أم ستسخر مني "
قال بهدوء " بل أساعدك إن كانت زوجتك طبعا "
قلت بحدة " ومن ستكون يا أحمق , هيا أخبرني "
قال " من أي نوع تريد "
قلت بصدمة " وهل هناك أنواع "
ضحك وقال " حسب المناسبة والوقت والمكان "
قلت بنفاذ صبر " قلها جميعها وسآخذ منها ما يناسب "
قال " لن يجدي ذلك نفعا "
تنهدت وقلت " إنها غاضبة مني وترى أيضا أنني لا أحبها "
قال بهدوء " حسننا سأعطيك برنامجا كاملا هذا الأسبوع وسترى كيف
ستكون النتائج فقط لا تفسد شيئا "
قلت بدهشة " أسبوع لا لا هوا شيء واحد فقط يكفي "
قال بحدة " لا تكن جافا وقاسيا يا رجل إنها ليست مثلك هي امرأة لا تنسى ذلك "
قلت بتذمر " حسننا اختصر قدر الإمكان "
تنهد وقال " عليك أن تكون مقتنع بذلك أو لن ينجح الأمر "
قلت بضيق " ولما الاقتناع هل هي معادلة ثم أنا أحبها حقا وأكثر من كل هذه الأمور التافهة "
قال " أنت تراها كذلك ولكنها تعني كل ما تحمله لها في قلبك في نظرها "
قلت بهدوء " حسننا ولكن إن لم ينجح الأمر فسوف أريك "
ضحك وقال " إن لم ينجح ذلك فقم بذبحي عند باب جناحكما حسننا "
ضحكت وقلت " أنت قلتها فلا تتراجع وقتها "
ضحك وقال " وأنا عند كلمتي , اسمع أولا عليك أن ترسل لها رسالة غرامية حالا "
قلت " رسالة ولما يا لها من فكرة فاشلة "
قال بضيق " غيث لا تتعبني معك سوف أرسل لك واحدة ترسلها لها وفي المستقبل
أنت من عليه فعل ذلك بنفسك "
قلت " ولكن ليس لدى رنيم هاتف "
قال " أرسلها لها على هاتف والدتي وسوف تراها ستكون فكرة أفضل "
قلت بقلة حيلة " حسننا وغيره "
قال بهدوء " وتأخذ لها الليلة وردة جميلة وواحدة فقط وليس باقة وسأعطيك قرصا لأغنية
رومانسية وجميلة تسمعها إياها وعليك مقابلتي الآن بعد ساعة , هناك ما سأخبرك به لتفعله
فتبدوا لي بحاجة لإعادة برمجة من جديد "
قلت بضيق " يا لك من شقيق ومساعد هل تراني جهاز حاسوب "
ضحك وقال " نعم ومعطل أيضا أراك بعد ساعة حسننا "
قلت بهدوء " حسننا "

يا لها من أمور تافهة فإن كانت مهمة لرنيم حقا فأنا لا أفعل شيئا يعجبها أبدا لذلك
هي ترى أنني لا أحبها ولكن هل كل ما أفعله لا يجدي أبدا يالا سخافة النساء يغفلن
عن الأشياء المهمة ويحببن زهرة لا تكلف شيئا من النقود وتذبل بسرعة أيضا
































سماح





























خرجت من عند غيث و رنيم مستاءة جدا فأنا اعلم أي الأنواع يكون غيث إنه
صارم وجدي ويأخذ الأمور بمنطقية وعقلانية دائما ولا يولي للأشياء الصغيرة المهمة
للمرأة أي بال ويراها تافهة أتمنى أن يجدا مخرجا من ذلك وأن يكون فهم ما صبوت
إليه فالمرأة ترى أن الرجل لا يحبها مدام جافا في تعامله الخاص معها أنا لا أحسد سوى
زوجة بحر فستكون في عالم مميز معه , آه هذا إن فكر أن يتزوج بعد أن تحطم قلبه وحلمه
" أمي ستصطدمين بالجدار تبدين لي بحاجة للتصليح "
نظرت له بغيض وقلت " لو كان زبير لتوقعت هذا منه فهوا مجنون ولسانه قد تبرأ
منه منذ زمن أما أنت يا صهيب فليست عادتك "
ضحك واقترب مني وقبل رأسي ثم قال " أمزح معك أيتها الفاتنة ما بك "
دخل حينها زبير وقال بعبوس " من هذا الذي يذكرني بالسوء "
قلت بضيق " أنا ولم أكذب طبعا "
قال بتذمر " أمي أيتها العنصرية أنتي هكذا دائما سوف أرفع عليك قضية في المحكمة "
ضحكت حتى تعبت هذا الولد سيقتلني قبل يومي مر بجانب صهيب ضربه على كتفه وقال
" لا تؤدي أمي أو يتمتك الآن "
غادر وضحكنا كلينا فقلت وأنا أنظر لصهيب " لا أستبعد ذلك منك "
قال غامزا لي " أنتي ملاكي كيف أؤذيك "
قلت بمكر " تبدوا لي مسرورا هل اتفقتما على الزواج اليوم "
تنهد بضيق وقال " إن كان هناك من سيصيبني بالجنون فستكون ابنة عمي تلك "
ضحكت وقلت " من أراد الورد عليه أن يتحمل وخز الأشواك "
قال بضيق " أمري لله "
قلت بهدوء " لو كان هذا من أجل شعورك بالذنب لما حدث ومسؤوليتك اتجاهها
ووالدتها فستكون مخطأً في قرارك بني "
قال بجدية " بل أريدها لي أقسم يا أمي أني أحب ميس وأردتها زوجة "
قلت براحة " إن كان كذلك فلا بأس ولكن خفف من عنادك وحدتك قليلا يا صهيب "
قال بعتب " آه أمي أنتي لا تعلمي كم أكون رقيقا ومتساهلا معها إنها تصيبني بألم في الرأس "
قلت مغادرة " ولكن هذا لن يدوم فما أن تتزوجا فستكثر المشكلات ولن تستحملها مطلقا
انتظرني في غرفة الجلوس ولا تهرب قادمة إليك حالا "

توجهت للمطبخ فوجدت ميس وجود يتناقشان في آخر المطبخ عن أمر ما وحور تجلس
وأمامها صحن الخضار وفي يدها السكين وشاردة الدهن تماما , كم ستستحمل هذه
الفتاة لو كان الأمر بيدي لطلبت من زبير أن يعيش بها بعيدا عن هنا ابتسمت وقلت
" ما بكما ستتشاجران عما قريب "
قالت جود بضيق " اسمعي ما تقول ميس لا تريد حفل زواج يا لها من غبية "
ضحكت وقلت " النتيجة واحدة بالحفل أو بدونه المهم أن يكونا متفقين على ذلك "
قالت ميس بحدة " إن كان هناك حفل فلن تكون هناك عروس انتهى الأمر "
قالت جود بضيق " هذا عقد قران وفعلتي هكذا فما ستفعلين في يوم الزفاف يالك من متعبة "
ضحكت وقلت " تعالي يا ميس أريدك في أمر "
خرجت متوجهة لغرفة الجلوس وميس تتبعني دخلت حيث صهيب
ودخلت هي خلفي ثم جلست وقلت " تعالي واجلسي يا ميس "
قالت بضيق " ولكن .... "
قاطعتها قائلة " ميس أنتي في مقام أبنائي وعليكما احترامي كليكما "
جلست في صمت فقلت " سوف أتحدث ولن يقاطعني أحد "
كان جوابهما الصمت فتابعت " أنتما مقدمان على أمر ليس لعبا ولا ثوب تملان منه فترميانه
إنه زواج ومستقبل وأبناء فلا تستهينا بذلك وعليكما أن تجدا سبيلا لحل نزاعاتكم وتخالف
أفكاركم وتجدا طريقة تتخذان بها قراراتكما معا أو لن تنجح حياتكما أبدا "
ثم نظرت لميس وقلت " ميس أنتي لا تريدين الحفل بسبب الكلمات والنظرات
التي ستوجه إليك صحيح "
نظرت للأرض في حزن وصمت فتابعت
" كان عليك التحدث مع صهيب عن ذلك بكل صراحة وكان سيتفهمك
ولم يكن للحدة والعناد أي داعي "
ثم نظرت لصهيب وقلت " وأنت فكرت في رأي الناس وموقفك أمامهم ولم تعر مشاعر
ميس أي أهمية أليس كذلك "
قلت بجدية " لن يكون هناك حفل كبير وسوف نحتفل بزواجكما لاحقا "
قال صهيب بضيق " ولكن ..... "
قاطعته بحدة " يبدوا أنه ليس لي عندك رأي أو اعتبار يا صهيب "
قال بهدوء " آسف أمي لم أقصد ذلك , حسننا كما تريدين سنفعل "
ثم وقفت وقلت مغادرة " عليكما الاتفاق الآن على موعد عقد القران ولا تتشاجرا مفهوم "
وخرجت وتركتهما معا كم أخشى على حياتهما مستقبلا وأتمنى أن لا يصلا للانفصال يوما
فالمتضرر الوحيد حينها سيكون ميس











































الفصل الرابع والثلاثون





















































رنيم












































لقد أغضبني غيث بما قال حقا ثم جاء ليصلح الأمر بإفساده هل هكذا يرضي امرأة ولكنه
كاد يضحكني عندما سرق سيناريو المسلسل وهذا يثبت أنه لا يملك شيئا مما أنتظره منه
بعد وقت خرجت من جناحي وتوجهت حيث البقية ابتسمت جود ما أن رأتني وقالت
" مرحبا بالحامل والمحمول "
ضحكت وقلت " ومرحبا بالناظر والمنتظر "
ثم جلست في صمت كانوا جميعهن يتحدثن عن عقد قران ميس وصهيب وما سيعدون له
سيكون حفلا عائليا بسيطا قالت خالتي
" رنيم يجب علينا دعوة والدتك "
قلت بهدوء " ما من داعي لذلك خالتي سوف تتعبها الرحلة "
قالت " المشكلة أن غيث لم ينزع الجبيرة بعد لكان سافر لإحضارها
وبحر أيضا عليه إحضار والدته وشقيقه "
ثم نظرت لحور وقالت " وعائلة عمك أيضا مدعوة يا حور وسأطلب من زبير إعلامهم
وسندعو علياء وزمرد ووالدتهم وزوجة جسار وابنة عمي هذا فقط بالنسبة لنا نحن النساء
والرجال سيكونون قليلين أيضا المقربون من أبنائي فقط "
قلت " ومتى سيكون ذلك "
قالت " لا أعلم حتى الآن ميس وصهيب سيقرران ذلك "
ثم وقفت مغادرة فنظرت لي حور وقالت
" رنيم ماذا سترتدين مع هذا البطن المنتفخ أنتي مشكلة حقيقية "
قلت بابتسامة " هناك ملابس للحوامل فلا تشغلي بالك حوريتي "
تغيرت ملامح حور وكأن الكلمة أصابتها في قلبها فقلت
" آسفة حور هل أغضبك ما قلت "
قالت بدمعة محبوسة " لا لم يغضبني أبدا "
ووقفت مغادرة يبدوا لي أن الكلمة الأخيرة السبب ولكن لما
نظرت لي جود وقالت " هنالك محال رائع لبيع ملابس المناسبات الخاصة
بالحوامل ما رأيك أن نذهب معا "
قلت " أنا متعبة جدا ولن استطيع أن أسير شبرا واحدا سوف أعتمد عليك في ذلك حسننا "
بعد لحظات دخلت خالتي وخلفها ميس وقالت خالتي
" رنيم غيث طلب مني أن أعطيك هاتفي اتركيه لديك يبدوا أنه سيتصل بك "
ثم غادرت أمسكته وأنا انظر إليه بحيرة غريب لم يفعلها سابقا هل من أمر مهم يا ترى
" هيه رنيم ستصيبين الهاتف بعينك هههههه "
كان هذا صوت ميس نظرت لها بضيق وقلت
" وما يضايقك في الأمر لو لم تكوني عروس لضربتك الآن "
ضحكت وقالت " سأشتكيك لصهيب حينها "
نظرت لها بصدمة وقلت " ميس هل أنتي طبيعية "
قالت بعبوس " عليا أن أتأقلم مع الوضع يبدوا أمرا لا مفر منه "
قلت " آه ميس لن تجدي أفضل منه صدقيني إنه رائع وله مواقف شهمة معنا "
نظرت لي بنصف عين وقالت
" سوف أخبر زوجك بما قلتي للتو لن أرضى لابن عمي أن تتغزل زوجته بغيره "
ضحكت وقلت " غرتي من أجل غيث ولم تغاري على صهيب يالك من فتاة "
سمعت حينها صوت رسالة وكان مصدره هاتف خالتي هممت بالوقوف لإخبارها
ففوجئت بأنها من غيث فقلت " إنها من رقم غيث "
قالت ميس بحماس " لابد أنها لك افتحيها "
قلت " ومن قال ذلك قد تكون لوالدته "
يستحيل أن يفعلها أعرفه جيدا
قالت جود " ولكنه طلب إعطائك إياه يعني أنها لك "
معها حق ولكن لماذا لابد وأنه يريد شيئا ما , فتحتها فكان فيها
" بعض الأشخاص نحبهم وبعض الأشخاص نشتاق لهم والبعض لا نحيا
بدونهم مثلك أنتي حبيبتي رنيم "
لقد كادت عيناي تخرج من مكانهما وأنا أقرأ وأعيد وقرأت اسمي ألف مرة
لأتأكد منه ضحكت جود وقالت " رنيم ألم تنتهي الرسالة بعد "
خبأت الهاتف خلف ظهري وقلت " هذا لا يخصكما "

قفزت ميس وأمسكتني وجاءت جود خلفي لتأخذ الهاتف وأنا أصرخ مستنجدة بحور
ولكنهما أخذاه مني فوضعي لا يسمح لي بالمقاومة ضحكت جود وقالت
" انظري يا ميس لكل هذه الغراميات و الرومانسية "
أخذت ميس الهاتف وقالت بصدمة " هل كل هذا يخرج من تلك الصخرة الغيثية "
أخذت منهما الهاتف وقلت بضيق " لا تسخرا من زوجي يا وقحتان "
وغادرت للمطبخ وعيناي لا تفارقان الرسالة أشعر أنني في حلم , هل أخطأ غيث في
إرسالها يا ترى ولكنها باسمي آه رنيم يالك من عطشى حقا
عند العشاء دخل غيث وجلس بجانبي على الطاولة وأمسك يدي وقبلها أمام الجميع وقال
" رنيم أنا آسف حقا وأحمق وأستحق العقاب "
نظرت له بصدمة وكان هذا حال الجميع فنظر لهم وقال بابتسامة
" ما بكم لما لا تأكلون الطعام "
قال صهيب بابتسامة
" آه جيد ظننت أنك نسيت أنها طاولة الطعام وظننت نفسك في غرفة النوم "
شرقت خالتي باللقمة في فمها فقالت ميس بهمس وغيض
" صهيب هل جننت استحي من والدتك ووالدتي "
ضحك وقال " لو كنتي زوجتي لفعلت أكثر من ذلك "
غادرتا حور وجود من فورهما فهذه الجلسة تحولت لغراميات على ما يبدوا ثم
لحقت بهم خالتي وبقيت والدة ميس التي لا تفهم من الأمر شيئا
وحمدت الله أن بقية أخوتهم ليسوا هنا سحبني غيث من يدي وأخذني لجناحنا دخل وأنا
خلفه ويدي في يده أدخلني الغرفة وأخرج لي زهرة رائعة الجمال ومغلفة بطريقة مبهرة
من سعادتي أخذتها وحضنته بقوة لم أكن أصدق ما رأت عيناي لقد نسيت كل الزعل
طوقني بيديه وقال
" رنيم أنتي كل حياتي مكانك في قلبي وبين أضلعي حتى آخر العمر حبيبتي "
بكيت من التأثر يالا العجب من أين جاء كل هذا , تابع قائلا
" أنا لم أتعلم الحب إلا منك ومعك وهوا فقط لك أنتي ووحدك تستحقينه "
غصت في حضنه أكثر وقلت " غيث أنت أجمل ما حدث لي "
ضحك وقال " رغم كل ما كان في الماضي "
قلت " رغم كل شيء حتى في المستقبل "
قبل رأسي وقال " رنيم لا تفاولي لنا بالشر قولي لا قدر الله "
ضحكت وقلت " أحبك رغم كل شيء "
ومرت تلك الليلة من أروع بل هي أروع ليلة في عمري وكأن من كان معي ليس
غيث أبدا وكأن جنيا رومانسيا قد سكنه

























حور































هذا الأسبوع مر حافلا بسبب التحضير لحفل عقد القران على الرغم من أن
الحفل سيكون بسيطا جدا وشبه عائلي والكل كان سعيدا إلا قلبي المحطم رغم
سعادتي من أجل ميس وصهيب ولكني أموت حزنا لأني لم أحضا ولا بحفل
صغير كهذا ولم أحضا بما هوا أهم وهوا الزواج بمن أحب كيف كان سيكون
حينها حالي يا ترى
نزلت الدموع من عيني عندما عاش خيالي شيئا ليس له ولا يحق له مسحت تلك الدموع
الغبية بكم توبي وأزحت تلك الأفكار الساذجة من دماغي فلست سوى للحزن والهم وليس
غيرهما لي سمعت خطوات خلفي مباشرة فنظرت للخلف فزعة فكان بحر , لما يظهر دائما
في هذه الأوقات بالذات عدت مولية ظهري له فقال بهمس هادئ
" ما يبكيك يا حور "
عادت دموعي للسقوط من جديد وقلت " لا شيء "
قال " دائما لا شيء ولكني أعلم ما يكون ألا شيء هذا , حور اسمعيني وتأكدي مما أقول ما
أن تصيري حرة ستكونين لي ولو بعد عشرين سنة ولو كان لك من الأبناء ما سيكون , وهذا
الذي ترينه خلفك مُحَرم على غيرك حتى يموت "
ثم غادر وتركني خلفه كالرماد بعدما أشعلني وأحرقني حتى انتهيت ارتفع بكائي وزادت شهقاتي
فلم اشعر إلا بيد تمسك بذراعي وتوجهني ناحيتها وجسد يحضنني برفق وعطر هوا عطر زبير
بكيت في حضنه كثيرا ودون توقف أو مبالاة كان يمسح على ظهري ويقبل رأسي ويقول
" يكفي يا حور نحن لا نريد أن نخسرك سوف تموتين على هذا الحال "
ابتعدت عن حضنه فقال " ما بك يا حور صارحيني "
قلت بحزن " لقد تذكرت يوم زواجي وكيف لم أحضا بحفل ولم يكن والداي معي "
أمسك وجهي وقال " أهذا هوا السبب "
هززت رأسي وقلت " نعم اقسم على ذلك "
حضنني مجددا وقال " أقسم أن أعوضك عنه بحفل أكبر حتى من هذا يا حور "
صُدمت لما قال كيف يعوضني وماذا يعني وفيما يفكر أيضا ولكني شعرت حقا حينها أنه
صادق فيما قال وأن لي من يعنيه حزني وألمي أجلسني على الكرسي وقال
" حور كنت أود الحديث معك في أمر ولكن يبدوا لي ليس وقته "
مسحت دموعي وقلت " لا هوا وقته تحدث أرجوك "
ابتسم وقال " يالك من فضولية "
ضحكت وقلت " لم يكن ذاك ما قصدت "
ضحك وقال " أعلم أردت فقط أن تبتسمي قليلا "
عدل جلسته ثم قال
" حور ابنة عمك الكبرى يبدوا لي أنها صديقتك المقربة وتحبينها كثيرا "
نظرت له بحيرة وقلت " نعم ولكن لما "
قال مبتسما " أريد أن أخطبها "
نظرت له بصدمة ثم ضحكت حتى شرقت وقلت
" زبير هل أنت جاد حقا "
قال بضيق " نعم ألا أعجبك "
قلت بضحكة " بالتأكيد , ولكن ألا ترانا في شيء أشبه بالمسرحيات "
قال بابتسامة " لدي صديق يبحث عن زوجة هل تشجعينني على ذلك "
قلت مرحبة بالفكرة " بالطبع فمرام رائعة حقا وقد أنهت دراستها منذ أشهر قليلة فقط
وخطابها منذ كانت تدرس كثر ولكن عمي يرفض تزويجها قبل أن تتخرج "
قال " رائع إذا خذي رأيها ولكن بعد عقد القران حسننا "
قلت بابتسامة " حسننا ولكن من يكون "
قال " اسمه جبير توفي والده تاركا له شقيق وشقيقة صغيران من زوجته
الثانية وهوا يهتم بهما الآن "
قلت بحزن " يا إلهي تلك مسئولية كبيرة على رجل "
قال " نعم لذلك أريد له زوجة تحمل عنه ذاك العبء هل تنفع ابنة عمك لذلك "
قلت بابتسامة " مرام هي من ربت شقيقها الأصغر وهي تحب الأطفال كثيرا "
قال وهوا يقف مغادرا
" إذا خذي رأيها فيما بعد فلن أخبره عنها حتى أعلم ما ستقول "



















زبير
















لقد كنت غاضبا من جود طوال الفترة الماضية وأعصابي متوترة ومشدودة لأنها لم
تخبرني بأمر عوف وأنا لا أعلم إن كانت ستوافق عليه أم لا ولم يهنأ لي بال حتى
قال لي صهيب أن عوف صرف نظره عن الموضوع ولكن لم يقنعني ذلك فكيف
يصرف نظره عنها وهوا مصر عليها لدرجة أنه تحدث معها خصيصا , وبعد إلحاح
وجهد كبير علمت منه أنه تحدث معها ووعدها أن لا يعلم أحد بذلك فكم أسعدني وأراحني
ما علمت , وأخيرا ابتعد عوف عن ألماستي نهائيا ولكن قد يأتي غيره في أي وقت ومثلما
ترددت في شأن عوف سيحدث ذلك مع الآخر فكيف السبيل ليثني أستطيع شيئا
دخل حينها بحر وجلس مقابلا لي وفي عينيه نظرة حزن غريبة عن كل حزنه السابق
فقلت بقلق " ما بك يا بحر هل هناك شيء يحزنك "
قال " إنه والدي "
قلت بحيرة " والدك .... ما به "
قال بأسى " لقد تم القبض عليه هوا ورأس الأفعى ذاك وهم يحاولون إدخال المخدرات للبلاد
وحكموا عليه بالسجن سبع سنين "
يا إلهي ما هذه المصيبة ولكن مهلا مهلا هذا يعني أنه سيأخذ جود من هنا وسوف احرم من
رؤيتها كل يوم بل كل حين ولن أراها بعد الآن .... آه زبير يالك من تافه
قلت بهدوء " إنها مشكلة كبيرة حقا "
تنهد وقال " لعل حاله ينصلح بعد هذا "
قلت " إذا ما الذي يحزنك في الأمر "
قال بحزن " إنها جود "
قلت بصدمة " ما بها "
تنهد وقال " لن توافق على الزواج أبدا بعد اليوم أعرف مدى حساسيتها تجاه الأمر "

آه سحقا لتلك المصيبة المسماة وصية ولي ولحظي العاثر , قلت بهدوء يعاكس ما بداخلي
" سوف توافق عندما تجد الرجل المناسب الذي يستحقها ولا يعير لواقعها أي اهتمام "
ابتسم بسخرية وقال " من سيكون ذاك ومن سيتزوجها ولا يعيرها بوالدها , جود معها
حق فيما تفعل لقد بث مقتنعا برأيها "
قلت بحزم " سيحدث ذلك يوما تأكد يا بحر وسيتزوجها من يرى أنها أثمن
من أن ينظر لحقيقة والدها "
خرجت للخارج وجربت الاتصال بها ولم تجب لقد أصبحت هي غاضبة مني الآن لأنني
غضبت منها بدون سبب كما ترى وترفض الرد على اتصالاتي فأرسلت لها
( إن لم تجيبي على اتصالي الآن أقسم أن أذهب لشقيقك فورا وها قد أقسمت )



















جود





















لماذا الرجال أنانيون هكذا عندما يغضبون يحق لهم ذلك وبدون أي سبب وعندما يرضون
عنا فعلينا أن نرحب بهم وكأن شيئا لم يكن لن أجيب على اتصالاته مهما حدث
وصلتني منه رسالة صدمت لدى رؤيتي لها ثم تجاهلتها فمن أين يعرف شقيقي ليتكلم معه
بعد قليل وصلت أخرى وفيها ( أقسم أن أفعلها فلا تستهيني بكلامي )
شعرت بالجدية في كلامه فأجبت عليه في صمت فقال
" هل كنتي تحتاجين للتهديد لتجيبي عليا يا قاسية "
قلت ببكاء " هل أنا أصبحت القاسية الآن "
قال " لما البكاء حبيبتي هيا توقفي عن ذلك "
ولكن بكائي زاد أكثر فقال
" إن لم تتوقفي الآن كنت عندك و كنتي في حضني حالا "
ضحكت من بين دموعي وقلت " لم أعلم أنك سوبر مان قبلا "
ضحك وقال " بل لو كنت سلحفاة لوصلت فورا "
صدمت من كلماته التي لم أفهم منها شيئا يهدد بكلامه مع شقيقي ثم يقرب المسافة
بيننا هكذا هل علم من أكون يا ترى
قلت بحيرة " هل علمت من أكون قل الحقيقة "
قال " لو علمت لسرقتك وهربت بك أحبك يا ألماستي "
قلت بعتب " كاذب ولن أصدقك بعد الآن "
قال بصدمة " لماذا "
قلت بضيق " لماذا !!!! وتسأل لماذا يالك من متحجر "
قال بهدوء " اعذريني حبيبتي لقد رأيتك في منامي تتزوجين بغيري
ولم تخبريني فغضبت منك هذا ما حدث "
قلت بحدة " وهل تحاسبني بمنام لما كل هذا الظلم "
قال بحزم " أليس ذلك حقيقة , منامي لا يكذب يا بلسم "
تنهدت وقلت " ألم نتعاهد أن انتظرك فلما تكترث لتلك الأمور "
قال بحزن " بلسم لا تقتلينني يوما أرجوك "
قلت بخوف " لما تقول ذلك إنك تخيفني بهذا "
تنهد بأسى وقال " لو تزوجتي بغيري فسوف أموت من فوري "
ضحكت وقلت " كنت ستقتله ثم تقتلني والآن تموت أنت "
قال بضيق " بلسم كم مرة سأخبرك أن لا تسخري مني "
قلت بهدوء " حسننا لن أسخر منك , ولكن أخبرني كيف رأيت ذاك في المنام إنك مخيف "
ضحك وقال " احذري من مناماتي إنها تفشي بكل شيء "
قلت بابتسامة " مشكلة فلن أستطيع التسلي مع غيرك إذا "
قال بجدية " افعليها وستري ما سأفعله بك "
ضحكت وقلت " لن أفعلها أبدا اطمئن ولكن لا تغضب مني هكذا ثانيتا
لقد كدت تصيبني بالجنون "
تنهد وقال " وما حيلتي أنا , أقسم أنني أموت كل ليلة "
قلت بعد صمت " عليا الذهاب الآن فأنا مشغولة كثيرا "
قال " ما لديكم ليشغلك "
قلت " مناسبة سعيدة لأشخاص يهمني أمرهم كثيرا "
قال بحدة " ذكور أم إناث "
ضحكت وقلت " الاثنين معا "
قال بغضب " من هم هؤلاء "
قلت بهدوء " إنهم عائلتي الثانية وداعا الآن "
أغلقت الهاتف فدخل بحر جلس بجواري وقال بعد صمت وبهدوء حزين
" جود والدي في السجن "
نظرت له بصدمة وقلت " السجن "
قال " نعم والتهمة خطيرة وحكم عليه بسبع سنين "
نزلت دموعي رغما عني فقال " جود ما يبكيك في ذلك "
قلت بشهقة وبكاء " وهل سأفرح , كم تمنيت والدا أفخر به أمام الناس "
تنهد وقال بحزن " ذلك هوا قدرنا ولا مفر لنا منه , جود ستعودين لوالدتي ولمازن
ولدراستك أيضا ألا يسعدك ذلك "
نظرت له مطولا ثم قلت " دراستي "
ابتسم وقال " أجل دراستك فقد كنت أفكر في تسجيلك في الجامعة هنا ولكن عدم معرفتي بوقت
مكوثك هنا كان يجعلني أتردد في الأمر أما الآن فلن يمنعك شيء من إكمال دراستك هناك "
نظرت للأرض بحزن وقلت " لقد فات الأوان يا بحر أي دراسة سأدرسها بعد أن صرت ابنة
المجرم المسجون إنسا الأمر أرجوك "
قال بضيق " جود ما بك لا تكوني غبية هكذا وتضيعي مستقبلك "
وقفت وقلت " عليا مساعدة حور و خالتي من أجل الليلة معذرة منك يا بحر "

























ميس

























تأففت رنيم وقالت بتذمر " ميس توقفي عن العناد "
قلت بضيق " لما كل هذه الألوان سوف أبدوا وكأنني مهرج "
تنهدت وقالت بحدة " هذا ضروري يا ميس أنتي لستِ في أيرلندا الألوان الصاخبة
في الماكياج هي الموضة هنا "
قلت " يا لا عقولكم الصغيرة "
قالت ببرود " قولي ما شئتي فلن أغضب وأوقف عملي حتى ننتهي "
قلت بضيق " رنيم لما اخترتِ أنتي أن تزينينني ولم تتركي المتخصصة بذلك تأتي "
قالت بحدة " لأني أعرف جيدا ما ستطلبينه منها , هيا توقفي عن الحركة ودعينا ننتهي بسرعة "
قلت بضيق " هل فعلتي ذلك بنفسك أيضا عندما تزوجتي بغيث "
تنهدت وقالت " لا تذكريني بذلك أرجوك فلم تتكحل عيناي يومها إلا بالدموع "
قلت بحيرة " هل كنتي تكرهينه لهذا الحد "
قالت " نعم وأكثر مما تتصوري "
قلت بهدوء " والآن هل تحبينه "
قالت بابتسامة " نعم جدا "
قلت " وأنا لا أشعر أنني عروس أو أنه اليوم عقد قراني وكأنني في مسرحية "
قالت بحذر " ميس لما وافقتِ إن كنتي غير مقتنعة به "
لويت شفتاي وقلت " كنت سأتزوج برجل ما على أي حال فلن يختلف الأمر "
قالت بحيرة " تفكيرك غريب حقا يا ميس "
اتكأت على الكرسي وأغمضت عينيا لتتابع تجهيزي وقلت
" آخر ما كنت أتصوره أن أتزوج أحد أبناء هذه العائلة لقد كنت أكرههم كرها لو وزع
على البشرية أجمع لكفاهم ولكن هذا قدري "
قالت " ميس أنتي تضرين نفسك إن كنتي تكرهين صهيب "
فتحت عينيا وقلت " لم أعد أكرهه بعد الأشياء الكثيرة التي فعلها لأجلي ووالدتي
رغم أني كرهته دوننا عنهم جميعا لتهوره ولكني كما قلت لك سأتزوج ثورا ما يوما
فهذا خير من غيره "
ضحكت وقالت " سأخبره بهذا وسترين "
نظرت لها وقلت " يالك من حسودة تريدين إفساد ليلتي لأصبح مثلك "
تنهدت وقالت بحزن " كم تمنيت ليلة زفاف جميلة ومميزه كباقي الفتيات ولكن الأحلام
تبقى أحلاما أحمدي الله أنك تتزوجين شخصا يحبك "
قلت بهدوء " أنا آسفة يا رنيم لقد كنت أمزح "
ابتسمت وقالت " لا عليك يا ميس ولكن كل شيء تغير الآن , هيا توقفي عن الكلام
ودعينا ننهي هذا بسرعة "
أمضت وقتا طويلا وهي تلوي لي رأسي في كل اتجاه حتى كادت تكسر عنقي ليكون وضع
جلوسي مناسبا لها ولوضعها ونسيت أنني مخلوق بشري ولست دمية وبعد جهد كبير قالت
" جميل لقد انتهيت هيا قفي مقابلة لي "
وقفت وقابلتها فقالت بدهشة
" وآآآآو ميس كم أنتي مبهرة تصورتك ستكونين جميلة ولكن ليس لهذا الحد "
قلت بضيق " يالك من وقحة هل تعني أنني قبيحة "
قالت " بالعكس أنتي جميلة حقا ولكني لم أتوقع هذا تعالي وانظري لنفسك في المرآة "
قابلت المرآة وقلت بصدمة " هل هذه أنا "
ضحكت وقالت " رأيتِ أنه معي حق "
قلت بضيق " أبدوا مهرجا سقطت عليه الأمطار "
ضحكت وقالت " كاذبة بل رائعة والدليل سيكون على لسان صهيب "
نظرت لنفسي مطولا في المرآة كان الفستان زهري اللون وهوا لون صهيب المفضل وكأنه
هوا من سيرتديه وليس أنا وأصر أن تقوم مصممة مشهورة بتصميمه خصيصا وكأن الجميع
سيحضر ليراه الماكياج وتسريحة الشعر مع هذه الخصلات العريضة والبنية الغامقة التي
صبغتها رنيم في شعري الأشقر جعلت مظهره غريبا وجميلا وتسريحة الشعر كانت
عبارة عن لفات أمسكتها وجمعتها معا للأعلى لتنسدل على ظهري وكتفي الأيمن بحرية
نظرت لظهري في المرآة وقلت
" صهيب الأحمق ذاك هذا الفستان عاري من جميع الجهات "
ضحكت رنيم وقالت " عرف كيف يضعك في الأمر الواقع "
طرق أحدهم الباب ثم دخلت حور وأغلقت الباب بسرعة ثم شهقت وقالت
" ميس كم أنتي فاتنة تبدين كنجوم السينما "
ابتسمت وقلت " هل لفتاة بجمالك أن تقول هذا "
اقتربت وأمسكتني من يدي ولفت بي حول نفسي وقالت
" وفيما تنقصين جمالا عني "
ثم غمزت بعينها وقالت بهمس " صهيب في الخارج "
قلت بفزع " ماذا !!!! أغربي عن وجهي الآن وخذيه معك حالا "
ضحكت وقالت " لا أستطيع "
سمعنا طرقا على الباب فقلت بخوف " رنيم لا تتركيه يدخل أرجوك "
ابتسمت وقالت " لا أستطيع أيضا فهذا كان اتفاقنا منذ البداية "
ثم خرجت تتبعها حور وتركاني وحدي يا لهما من وقحتان لقد كانوا متفقين إذا , رأيت
مقبض الباب يفتح ببطء فكاد يغمى علي , صهيب المجنون هذا ما يريده بي الآن فكرت
أن أهرب للحمام ولكن لا يمكنني ذلك مع هذا الفستان فاختبأت خلف الستار في صمت
سمعت باب الغرفة يفتح وخطوات تقترب مني لقد كاد قلبي يتوقف وكأني مجرم سيتم
القبض عليه , بعدها دخلت أصابعه داخل الستار وأمسكته ببطء فخبأت وجهي بين
يداي سمعت الستار يفتح بقوة ثم شعرت بيديه يمسكان يداي ويبعدانهم عن وجهي ببطء
وأزاحهما بعيدا
كان رأسي في الأرض وقلبي لحظة ويتوقف من التوتر والخوف رفع وجهي بأصابعه نظر
لي مطولا ثم قبلني على شفتي قبلة صغيرة ثم أبعد يده ثم عاد وامسك ذقني قبلني ثانية ثم
ثالثة ورابعة فوضعت يدي على صدره ودفعته بعيدا وقلت
" صهيب توقف عن هذا "
قال بابتسامة " ليس بيدي فكلما قلت أنها الأخيرة رغبت بغيرها "
أخفضت رأسي خجلا فأمسك بيدي وأزالها عن صدره وشدني لحظنه وقال
" مبارك لنا ميس يالك من فاتنة ما كل هذا الجمال "
قلت بخجل " جيد أنك تذكرت أن تقول ذلك "
أبعدني عن حضنه وأمسك يدي وقبلها وقال
" ما أن رأيتك حتى نسيت نفسي فما عساي أفعل "
نظرت لملابسه وضحكت ضحكة خفيفة فوضع يده في وسطه وقال بحدة
" ما الذي يضحكك في ثيابي "
قلت بابتسامة " أين وجدت ربطة عنق ضخمة مثلك هكذا "
قال بضيق " ميس يالك من زوجة هل هذا ما تقولينه لي ليلة عقد قراننا "
قلت بضحكة " أنا لم أرك سابقا باللباس الرسمي وربطة العنق تبدوا مختلفا "
قال بحدة " وماذا أيضا "
قلت بخجل " ووسيما "
أمسك ذقني مجددا فقلت " صهيب أرجوك أنا أخجل من ذلك يكفي هذا "
رن عندها هاتفه تأفف وأخرجه من جيبه وفتح الخط قائلا
" ماذا تريد "
ثم قال بضيق " حسننا قادم يالك من مزعج "
قبلني بسرعة من جديد كي لا أعترض وخرج مسرعا ودخلت رنيم بعده مباشرة فقلت لها بغضب
" سأريك يا رنيم لن أنسى لك هذا أبدا "
ضحكت وقالت " علينا تعديل أحمر الشفاه مجددا "
أدرت ظهري لها في ضيق فاقتربت مني وقالت
" ميس لا تغضبي مني هوا من أراد ذلك إنه مغرم بك حقا يالك من محظوظة به "
ولكني لم أجب فقالت " حسننا هيا علينا النزول الآن "
قلت بغضب " لن أنزل انزلي لهم أنتي "
قالت بصدمة " ميس هل جننتي أم ماذا "
قلت بضيق " قلت لن أنزل يعني لن أنزل "
قالت بحدة " ستنزلين الآن أم أتصل بصهيب ليأتي لإنزالك حالا "

نزلت للأسفل كان المدعوين قليلون جدا ولا أحد غريب سوى والدة بحر وعائلة عم
حور أما أفراد العائلة الكريمة فلم يحظر منهم أحد طبعا غير علياء وصلت لهم فبارك
الجميع لي واحدا واحدا كنت غاضبة من رنيم ولم أقبل منها أي كلمة فقالت بضيق
" ميس هيا لا تغضبي مني هذا عوض أن تشكريني على اللحظات التي لا تنسى "
قلت هامسة بحدة " رنيم ابتعدي عني خيرا لي ولك ولابنك "
تبادل الجميع الأحاديث والفرح وكانت والدتي لا تتوقف عن مسح دموعها وهي تنظر
لي كل حين أعلم أنها مطمئنة البال الآن , توجهت ناحيتها جلست بجانبها وحضنتها بحب
وبقيت بجوارها طوال الحفل بعد ساعات خرجت خالتي ثم عادت وقالت
" صهيب سيدخل الآن "
ماذا يريد بي مجددا يا إلهي كم هوا موقف محرج حقا , بعد أن تحجبن جميعهن وغطين
وجوههن بسبب الزينة دخل صهيب وخالتي بجانبه وتنظر له بابتسامة وسعادة يبدوا لي
أن والدته ووالدتي الأكثر سعادة اليوم وقف أمامي أمسك وجهي وقبل جبيني ثم همس في أذني
" مبارك لنا حبيبتي يا لي من غبي هل كان عليا أن أوافقك على أن يكون عقد
قران فقط كيف سأنام الليلة "
ضربته بقبضة يدي وضحكنا كلينا اقتربت خالتي وقدمت له صندوق الحلي ليلبسني إياهم
لقد كان طقما رائعا وراقيا ألبسني إياه ثم ألبسني خاتم الزواج وأعطاني خاتمه لألبسه له
فنظرت للخاتم في يدي ثم له وابتسمت فضحك وقال
" أعلم فيما تفكري كيف وجدت خاتما ضخما مثلي هكذا "
رغبت أن ألطف الجو قليلا بدلا من جفافي التام فقلت بهمس
" بل رائعا مثلك "
نظر لي بصدمة ثم حضنني ضاحكا فضحكن جميعهن بصوت منخفض فقلت
" صهيب ابتعد هيا لقد فضحتنا "
همس في أذني قائلا " أقسم أنني لا أرى غيرك هنا "
ثم ابتعد عني وسلم على والدتي وباركت له وغادر فضحكن جميعهن
بصوت مرتفع فقلت بضيق
" ما المضحك أنتن "
قالت جود " ما الذي قلته له يا ميس كاد يهرب بك من هنا "
قلت بحدة " اخجلي من والدتك على الأقل يا وقحة "
قالت ابنة عم حور الصغرى " ياله من وسيم وطويل وعريض و..... "
ضربتها شقيقتها على رأسها وقالت " اصمتي يا سليطة اللسان "
ضحكنا جميعنا وانتهى الحفل المتعب على خير أخيرا , ولم يتوقف صيب تلك الليلة عن
الاتصال بي ولكني لم أجب عليه فأرسل يهددني أنه قادم لغرفتي فهربت منه ونمت مع
والدتي بحجة أني اشعر الليلة باحتياجي لقربها ولا تسألوا عن موقف صهيب حين علم بذلك

































الفصل الخامس والثلاثون

















































مرام







































هل تسمحوا لي أن آخذ حيزا صغيرا من حكايتكم , لقد تم دعوتنا اليوم لحضور عقد قران شقيق زبير وابنة
عمه كان قصرهم فخما جدا وضخما رغم عددهم القليل منزلنا من المنازل الراقية والفخمة ولكن هذا القصر
شيء خيالي حقا , وعائلتهم متواضعة ورائعة تعرفت على والدة زبير وزوجة شقيقه وابنة عمه ووالدة العروس
كلهم رائعون جدا وحتى زوجة والد بحر سارق قلب ابنة عمي كانت بسيطة ورقيقة كابنتها وحتى شقيقي أحمد
وجد له طفلان جميلان ليلعبان معه
همست لحور " أين والدة هذان الطفلان "
قالت " إنهما شقيقا صديق زبير ولا عائلة لهما غير شقيقهم "
قلت بحزن " يا لهما من مسكينان كم هما رائعان "
ضحكت وقالت " كل الأطفال بالنسبة لك رائعون "
قلت بابتسامة " ومن لا يحب الأطفال فهم زهور هذه الحياة كم كنت أتمنى أن أمي لم تتوقف عند
شقيقي أحمد وأنجبت المزيد منهم "
ضحكت وقالت " وهل ستمضين عمرك كله تربي وهي تنجب ألن تنجبي أطفالا لنفسك "
تنهدت وقلت " لن تصدقيني لو أخبرتك أني لم أعتبر أحمد يوما شقيقي كنت أراه ابني "
ثم نظرت لميس وقلت بابتسامة " كم تبدوا هذه العروس جميلة وملامحها غربية كثيرا وطفولية وكأننا
في حفل مدرسي "
ضحكت وقالت " لو تسمعك ستغضب منك أي مدرسة وأي حفل "
قلت " لم أقصد ذلك ولكنها حقا كالطفلة تبدوا لي صغيرة جدا "
قالت " إنها في السابعة عشرة "
نظرت لها بصدمة وقلت " إنها صغيرة ولم تنهي دراستها الثانوية بعد "
قالت بحزن " وما فعلنا نحن بالدراسة غير أنها حطمت أحلامنا "
لذت بالصمت فمعها حق لولا الدراسة لكانت زوجة لبحر منذ سنين ولكن هذا قدرنا ولا مهرب لنا منه
" مرام هل نخرج للحديقة "
قلت بضيق " أحمد هذا ليس منزلنا فلا تتسبب لنا بالمشكلات "
قالت الفتاة الصغيرة بابتسامة ومرح " هيا نخرج ... هيا نخرج "
كم هي فاتنة هذه الصغيرة قال أحمد " لن نبتعد أبدا أعدك "
وقفت وقلت " سوف أخرج معكم فأنا أعرفك جيدا "
خرجت بهم للحديقة الجانبية مبتعدة قدر الإمكان عن أبواب القصر كانت جميلة ومرتبة وخالية أيضا من
العاملين وهذا ما زاد جمال أجوائها كنت الحق بهم في كل مكان وأرجعهم كي لا يبتعدوا الأطفال مليئين
بالنشاط كالنحل لا يتوقفون أبدا , ركضت الطفلة ناحيتي وأمسكت ساقي وقالت " احمليني "
حملتها بين ذراعي فقالت بابتسامة " أريد تلك الزهرة "
قلت بحب " حبيبتي الجميلة هذه ليست لنا ولا يحق لنا قطفها "
نظرت لي قليلا ثم قالت " هل لديك أم "
قلت بحيرة " نعم "
قالت بحزن " أنا ليس لدي "
شددتها في حضني ونزلت من عينيا الدموع وقلت " ماذا لو كنت أمك "
قالت " هل ستأخذينني معك "
صدمت من سؤالها ولم أملك جوابا عنه
" أمجد ملاك هل أنتما هنا وأنا ابحث عنكما "
ركض الطفلان باتجاه الشاب وهما يضحكان فنظرت للأرض وقلت
" أنا آسفة لقد طلبوا الخروج للحديقة وأصروا على ذلك "
حمل الطفلة وقال " لا بأس يا آنسة لا داعي للاعتذار وآسف لما سبباه لك من إزعاج "
قلت " لا أبدا إنما لطيفان جدا "
ثم أمسكت أحمد من يده وأعدته للقصر



























رنيم



















لقد كان الأسبوع الماضي قبل زواج صهيب من أجمل أسابيع حياتي هنا كانت مفاجئات غيث فيه لا تنتهي
وعوضني عن کل ما فات وکل جفافه الدائم رغم حسن معاملته لي ولكن في ذاك الأسبوع كان شخصا آخر
لا أعرفه ولم أعرفه قبلا , حتى أنه أصر علي خروجنا مرارا ولكني كنت متعبة ورفضت لقد أصبح غيث
شيئا مهما في حياتي ولا يمكنني الاستغناء عنه ولا التفكير في أن يكون بعيدا عني أو لغيري يوما وکم أخشى
من عواقب هذه المشاعر ولكنه يحبني أيضا وحتى شكوكه أصبحت الحظ أنها في النقصان
سيقوم بنزع الجبيرة هذا الأسبوع ويعود كما كان , يحزنني حقا أن يرجع لأعماله التي لا تنتهي فكم
كان قربنا من بعض طوال تلك المدة رائعا ومفرحا لي واعتدت على وجوده بقربي طيلة النهار حتى أنني
كنت أطعمه بيدي
فتح الباب ودخل مبتسما وقال " ما بها حبيبتي اليوم لم تغادر السرير "
قلت بابتسامة " أشعر ببعض التعب "
جلس بجانبي قبل يدي وقال " هل آخذك للطبيبة أو نجلبها هنا "
قلت " لا يحتاج الأمر سوف أکون بخير "
وضع يده في جيبه وقال مبتسما "هناك مفاجئه لأم شامخ في جيبي "
آه يبدوا أن ذاك الأسبوع الأسطوري سيتكرر ثانيتا قلت بلهفة
" وأم شامخ في الانتظار ‏‎"‎‏
ضحك وأخرج من جيبه هاتفا محمولا وقدمه لي كادت عينيا تخرجان من مكانهما من
الصدمة في صمت فضحك وقال " يبدوا أنها لم تعجبك "
قلت بدهشة " قل أنه حقيقة يا غيث وليست مزحة منك "
قال بضيق " رنيم ما بك هل أنا مجرم لهذا الحد "
حضنته بكلى ذراعيا وقلت بدموع " کم أحبك يا غيث أنت أروع ما في هذه الحياة "
ضحك وقال " هل كل هذا من أجل الهاتف "
ضربته بقبضة يدي على صدره وقلت " يالك من خالي من الرومانسية يا غيث فلم يكن هوا
سبب سعادتي بل أنك غيرت نظرتك لي أخيرا "
رن هاتف غيث فنظر له بحيرة وقال " إنه بحر "
أجاب على الاتصال ثم قال " بحر يريد رؤيتي الآن "
وقفت وقلت " إذا سأفتح له الباب وأذهب هل تريد شيئا "
قال بابتسامة " قبلة صغيرة فقط "
أقسم أن جنيا سكنه فتحت الباب لبحر وخرجت من جناحنا وصادفت ميس مستاءة فقلت
" ما بك ميس عابسة هكذا "
قالت بضيق " ذاك الوقح صهيب إنه يعاقبني سيرى ما سأفعل "
ضحكت وقلت " ما بكما هكذا كالأطفال ماذا حدث "
قالت بتذمر " لقد قبل خدي وعانقني مرغمة أمام والدتي أعلم لما لأنني هربت منه صباح الأمس وأغلقت هاتفي "
ثم تأففت وقالت " وقح إنها ليست المرة الأولى "
ضحكت وقلت " لا أصدق أنك تخجلين كل هذا القدر "
نظرت لي بصدمة وقالت " رنيم ما تعنيه بذلك "
قلت بجزع " لا لا ميس لا تفهمي الأمر خطأ أقصد أنك عشتي في مجتمع منفتح أكثر من مجتمعنا وأنتي فتاة
قوية رغم صغر سنك لذلك استغربت "
نظرت لي بنصف عين وقالت " آه الآن فهمت كدتي تفقدين حياتك على يدي لو لم تشرحي لي "
وقف صهيب خلفها ضاحكا بصمت ويؤشر لي بأنني خفت منها فنظرت له بضيق ثم قلت لها
" ميس ما رأيك بصهيب صراحة ولن أخبر أحد "
قالت وهي تضع إصبعها على فمها وتنظر للأعلى " أمممممم متهور وعنيد وجريء حد الوقاحة "
ثم رفعت يديها وشكلت أصابعها كمخالب نمر وقال " وشرس "
اقترب منها وأمسكها من خصرها بذراعيه رافعا لها للأعلى فصرخت بذعر
" لاااااااااااا رنيم يا مخادعة سأريك "
قال صهيب ضاحكا " هكذا تقولين عني إذا , هذا بدل أن تدافعي عن زوجك إن تحدث عنه أحد يالك من زوجة "
قالت بضيق وهي تضرب بقدميها ساقيه ويديه بقبضة يديها
" صهيب أتركني أنزلني الآن ماذا لو رآنا أحد إخوتك "
قال مغادرا وهوا يحملها " بل سالف بك القصر عقابا لك كي لا تعديها "
ياله من شاب وكأنه لا يوجد أحد غيرهما هنا وهي عكسه تماما يبدوا أنه يفعل ذلك لأغاظتها






























بحر

































بعدما مضى على زواج صهيب أسبوع وسجن والدي أكثر من عشرة أيام كان عليا التفكير جديا في إعادة جود
لمنزلها فما من داعي لوجودها هنا بعد اليوم ولا لوجودي الدائم من أجلها فيكفيني مرارة لقد فكرت جديا لأكثر
من مرة أن أترك كل شيء وأهاجر من البلاد علي أرتاح وترتاح حور وتعيش حياتها الجديدة وتقتنع بواقعها
ولكن إخوتي هم من يعيقون أي فكرة لي للفرار ولكن هذا ما سوف يحدث يوما بالتأكيد وبث أراه قريبا جدا
اتصلت بغيث لأستأذنه للدخول له وبعد وقت قصير فتحت رنيم لي الباب قلت بهدوء وعينيا للأرض
" مرحبا يا رنيم كيف حالك "
قالت بابتسامة " بخير هيا تفضل غيث في الداخل وأنا مغادرة حالا "
قلت " شكرا لك واعذريني لإزعاجي لكم "
قالت وهي تخرج من جناحهم " لا تعتذر يا بحر أنت على الرحب والسعة "
دخلت لعند غيث وقلت مبتسما " مرحبا "
قال بذات الابتسامة " مرحبا بالبحر كيف أنت "
ضحكت وقلت " عدت لمناداتي بالبحر لم تقلها منذ سنوات "
ضحك وقال " لأنك كنت تكرهها عند صغرك وكنت أقولها لإغاظتك "
جلست وقلت " سوف آخذ جود من هنا فما عاد لبقائها من داعي شكرا لك يا غيث فلن أنسى وقوفك
معي في هذه المحنة "
قال مبتسما " ولما تشكرني يا بحر ما الذي فعلته أنا "
قلت بهدوء " بلى فعلت الكثير أنا أعلم أنك ترفض وجود الخادمات هنا لأنك لا تريد نساء غريبات عن
العائلة لا أعلم السبب ولكنها الحقيقة وعلى الرغم من ذلك استقبلت شقيقتي بكل سرور ولم تمانع ولا تسأل
عن شيء غير الذي قلته لك لقد أسديت لي معروفا لن أنساه "
قال " إن كنت تود رد المعروف لي فأعدل عن التفكير الجنوني الذي تحدثت عنه سابقا "
ابتسمت بألم وقلت " سأكون مجنونا لو فعلت ما تقول ولكن لا تقلق فقد أطر لذلك يوما "
قال بعد صمت " بحر علينا أن نحكم العقل عن العواطف بعض الأحيان "
قلت بحزن " هذا لأنك لم تجرب الحب يوما على ما يبدوا لي ويبدوا أنك لم تحب رنيم بعد أو أنك لم
تكتشف ذلك حتى الآن "
ثم وقفت وقلت " سآخذها الآن من هنا بعد أن مضى على سجن والدي بضع أيام كي لا يشك أحد بالأمر
وأعتذر عن أي إزعاج قد تكون شقيقتي تسببت به "
خرجت وعبرت بجانب غرفة الجلوس بحثا عن والدتي فسمعت صوت حور وزبير يضحكان فعذلت
عن الفكرة وخرجت خارج القصر فورا يبدوا لي أنك لن تكوني لي يوما يا حور ولكني لن أكون إلا للموت
إما أنتي أو لا أحد وإما معك أو للنفي عن هذه البلاد




















حور






















سوف تغادر جود اليوم کم أحببت هذه الفتاة وکم عانيت من وجودها أمامي طوال الوقت كانت مقربة جدا
مني وها هي سترحل الآن وها هوا بحر سيعود لغيابه التام الذي لم يغير وجود جود منه إلا القليل ولست أعلم
إن كان ذلك سيريحني أم سيتعبني أکثر
يعز علي قلبي فراقك يا جود فكم أنتي رائعة حقا استغرب أن زبير لم يرشحها هي للزواج بصديقه , آه
ويحي لقد نسيت أن أفاتح مرام في الأمر جيد أن زبير لم يسألني حتى الآن اتصلت بها فأجابت علي الفور قائلة
" مرحبا حور "
قلت بهدوء " مرحبا مرام کيف حالك "
قالت " بخير کيف حال زبير وعائلته "
قلت " الجميع بخير شكرا لاهتمامك ، مرام لقد کلفني زبير أن أتحدث معك في أمر "
قالت باستغراب " معي !!! ولكن هل زوجك يعرفني "
قلت " يعرفك من خلالي "
قالت " لم أفهم "
قلت " دعينا من ذلك الآن ولنتحدث فيما هوا أهم لقد تحدث معي زبير منذ أسبوع في أن أسألك عن رأيك في
الزواج من صديقه المقرب هوا يبحث عن زوجة وزبير رشحك أنتي وطلب أن آخذ رأيك فهوا يعرفك من حديتي
معك دائما "
قالت بعد صمت " صديقه !! وأنا !! ويرشحني , أنا لا أفهم شيئا "
قلت بتذمر " مرام ما بك أصبحت غبية هكذا فجئه أتذكرين الطفلين اللذان رأيت هنا "
قالت بهدوء " في الحفل "
قلت " نعم إنه شقيقهما الذي يقوم برعايتهم وهوا يبحث عن زوجة تقبل بشقيقيه سألني زبير عنك فشجعته
لعلمي بحبك للأطفال هم يحتاجون لواحدة حنونة ومحبة مثلك "
لاذت بالصمت فقلت " مرام ماذا قلتي "
قالت بحيرة " لا أعلم لقد فاجأتني وأنتي تعلمين أن والدي لم يرفض أو يوافق على أحدا حتى الآن "
قلت " سأقول أنك موافقة ويتحدث مع عمي مباشرة الطفلان يحتاجانك يا مرام وشقيقهم کذلك ولقد مدحه زبير
أمامي مرارا "
ضحكت وقالت " أراك فكرت وقررت عني يا حور"
ضحكت وقلت " هذا لأني أعلم أنه لا شخص معين تنتظرينه ثم عمي سيزوجك قريبا علي أية حال "
قالت بهدوء " أنا حقا لا أعلم ما أقول ‏‎"‎‏
قلت " الأمر محسوم يا مرام "
ضحكت وقالت " أمري لله ما عساي أقول "
















زبير














لو أن بحر الصامت ذاك يريحني ويقول إن كان سيأخذ جود من هنا أم لا ولكن هذا ما سيحدث
بالتأكيد ستذهب ألماستي الحبيبة عني ولن يكون بإمكاني رؤيتها متى أردت رن هاتفي فرفعته وأجبت
من فوري " مرحبا يا قاطع حبال الأفكار أقسم أنك تقرب لوالدتي "
ضحك وقال " بل أنا من يقسم علي أنك لا تتوقف عن التفكير فيما لا أعلم وتخفيه عني "
تنهدت وقلت " أترك ما في القلب في القلب وقل ما الذي جعلك تتصل بي في هذا الوقت المتأخر "
قال " لقد فارق النوم عيني يا صديقي "
قلت " يبدوا أن لديك شيء جديد "
قال " وجدت ضالتي يا زبير "
قلت باستغراب " وهل أضعت شيئا من قبل "
تأفف وقال " زبير عن الزوجة أتحدث ما بك يا رجل "
ضحكت وقلت " وأخيرا أين وجدتها "
قال مباشرة " في قصركم "
قلت بحيرة " قصرنا !!! متى "
قال " في الحديقة يوم عقد قران صهيب إنها جميلة بل فاتنة ورقيقة وساحرة وتحب الأطفال كما أريد "
قلت " مهلك مهلك قليلا من تكون هذه "
قال " لا أعلم هذا ما أريد معرفته منك , لقدر رأيتها تركض خلف الأطفال وتهتم لبقائهم بقربها وتتحدث
معهم برحابة صدر وحب وبكت من كلمات شقيقتي البسيطة جدا ومنذ ذاك اليوم لم أتوقف عن التفكير
فيها أريدها يا زبير هي وليس سواها "
قلت بضيق " جبير قد تكون زوجتي أو أحدى زوجات إخوتي أو شقيقة بحر ولن تحلم بإحداهن فهمت "
قال بحزن " لا تقلها يا زبير أرجوك "
قلت بنفاذ صبر " صفها لي أو ما كانت ترتدي "
قال " لا أذكر غير أنها جميلة جدا ولون عيناها سمائي فاتح "
يبدوا أنها حور قلت " هل توجد نقرة عند ذقنها "
قال بعد تفكير " لا "
قلت " هي ليست من عائلتنا إذا "
قال بارتياح " الحمد لله كدت تصيبني بالجنون يا رجل , من تكون يا ترى "
قلت بعد وقت " لم يتبقى أحد سوى بنات عم زوجتي لقد تحدث معها للتحدث مع الكبرى عن
رأيها في الزواج بك قبل إخبارك "
قال مباشرة " وماذا قالت "
ضحكت وقلت " يبدوا أن الأمر أخطر مما أتصور يا صديقي "
تنهد وقال " أرح قلبي يا زبير فأنا لم أتوقف عن التفكير فيها منذ أسبوع "
قلت " لو كانت هي ولا أحد غيرها بالتأكيد فحربك ستكون شديدة فقد أخبرتني زوجتي أن خطابها
كثيرين ووالدها يرفض بسبب الدراسة وهي لم تنهها إلا من أشهر قليلة "
قال مباشرة " ولما أنت صديقي تكلم معه فأنت صهرهم "
ضحكت وقلت " مهلك يا جبير لنعرف رأيها أولا ثم سأكون معك حين تذهب بكل تأكيد "
قال " أوقظ زوجتك واسألها ما قالت لها "
قلت بابتسامة " صبرك حتى الصباح هيا وداعا "
قال بتذمر " أمري لله وداعا "
وعند الصباح الباكر اتصل جبير كما توقعت يبدوا أنه لم ينم البارحة فأجبت ضاحكا
" بالله عليك هل نمت البارحة "
قال بهدوء " أقسم أنه لم يغمض لي جفن ها ما الذي حدث "
ضحكت وقلت " أصبر حتى نلتقي "
صرخ غاضبا " زبير أقسم إن لم تتحدث كنت عندك الآن "
ضحكت كثيرا ثم قلت " لقد وافقت أيها العاشق المتيم "
تنهد براحة ثم قال " لقد أرحتني يا زبير كم خشيت أن ترفضني سنذهب لوالدها اليوم "
تنهدت بحزن وقلت " ليس اليوم فلدي وداع مؤلم عليا حضوره "
قال بحيرة " وداع من !!!! "
قلت بهدوء " لا تكترث لكل ما أقول غدا سنكون في منزلهم حسننا "
قال " حسننا وداعا الآن "
أنهيت المكالمة وجربت الاتصال بجود كثيرا لأتحدث معها قبل خروجها ولكنها لم تجب هي منشغلة
بتوديعهم بالتأكيد لقد قتلتني حور اليوم عندما قالت أن جود ستغادر , آه عليا أن أنزل لرؤيتها للمرة
الأخيرة هنا , سحقا للوصايا ولمخترعيها
















جود















كان عليا اليوم مغادرة هذا القصر الذي عشت فيه لأشهر وتعرفت فيه على أشخاص ينذر وجودهم ومررت
هنا بأحداث كثيرة وغريبة بل وعشت معهم همومهم وحزنهم وسعادتهم وكأنهم عائلتي وها قد آن الأوان لأن
أعود لحضن والدتي لوطني الأصلي لضحكة أخي مازن ومرحه الدائم لغرفتي ومنزلي وليس لمشاكل والدي
التي لا تنتهي بالتأكيد , فلعله بهذا يتلقى درسا قاسيا يغيره ولعلنا نرتاح ويرتاح بحر من عنائه قليلا
ودعت الجميع بدموع وشهقات حضنت رنيم بحب وشكرتها على كل شيء
" شكرا لك يا رنيم وسامحيني على كل مضايقاتنا ومزاحنا الدائم معك "
قالت بدموع " وفقك الله يا جود لا تنسينا وقومي بزيارتنا دائما "
حضنت حور بدموع أكثر فهي كانت المقربة لي هنا فقد شعرت دائما بقربي لها بسبب حزنها وهدوئها وبعدها
عن الاحتكاك بالآخرين فهي كانت تحتاج من يجتاح عالمها ليكسر عزلتها الدائمة
" حور لو كانت لي شقيقة ما كنت أحببتها مثلك وداعا يا صديقتي "
قالت ببكاء " يعز عليا فراقك يا جود لقد اعتدت على وجودك معي لما الأشخاص الذين أحبهم يتركوني دائما "
قلت بدموع " تعالي لزيارتي يا حور أرجوك أطلبي من زوجك أن يأخذك لمنزلنا "
هزت رأسها بالموافقة دون كلام ثم حضنت ميس وقلت
" ميس أيتها الصغيرة العنيدة المشاكسة أتمنى لك حظا سعيدا حافظي على زوجك يا متهورة إنه شخص ينذر
وجوده وأكملي دراستك كي لا تندمي فيما بعد "
حضنت والدة بحر ووالدة ميس مودعة وقلت " سأكون على اتصال دائم بكم أتمنى لكم السعادة من قلبي , خالتي
اعتذري لأبنائك عن إزعاجي لهم جميعهم "
مسحت دموعها وقالت " وهل مثلك تزعج أحدا إنك كنسيم الهواء العليل لا يضر أحد "
وضعت يدي على جيبي وقلت " لقد نسيت هاتفي في المطبخ عليا أخذه عن إذنكم "
اقتربت من المطبخ وكنت اسمع رنينه المتواصل دخلت هناك فوجدت بحر ممسكا به نظر لي بحيرة بل
بصدمة وقال " من هذا يا جود "
وقفت مصدومة كالدمية لا ترمش ولا تتحرك يا إلهي لابد أنه ذاك الشاب ياله من موقف ومع من مع
بحر قال بحزم " تكلمي يا جود من هذا الذي يتصل بك ومسجل عندك باسم الـ..... "
" هذا الرقم يخصني أنا "
التفتت لمصدر الصوت فكان ......


 


قديم 02-23-17, 01:16 PM   #14
حسين سلطان

الصورة الرمزية حسين سلطان

آخر زيارة »  10-15-23 (07:46 AM)
المكان »  البحرين
الهوايه »  القراءة والكتابة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الجزء السادس والثلاثون



















جود













التفتنا لمصدر الصوت فكانت رنيم تقف عند الباب وتنظر لبحر بجدية فقال
" يخصك أنتي !!! إنه رقم رجل "
قالت " نعم أنا من يتحدث معه من هاتف جود فلا هاتف لدي كما تعلم "
قال بصدمة " ولكن ..... "
قاطعته قائلة " إنه رقم ابن خالتي يمكنك الاتصال به لتتأكد بنفسك "
وضع الهاتف على الطاولة وقال " هل غيث يعلم بهذا "
قالت " لا ... ولا تخبره أرجوك "
تنهد بضيق وقال " ولما تتحدثين معه بدون علمه وموافقته "
قالت " إنه أمر شخصي "
قال مغادرا " هيا يا جود ولا أريد رؤية هذا الرقم في هاتفك ثانيتا "
خرج من المطبخ وسمعته يتحدث مع أحد إخوته في الخارج ثم ابتعدا نظرت لرنيم وقلت
" لما فعلت ذلك يا رنيم "
ابتسمت وقالت " لا أريد أن تخسري شقيقك يا جود وها أنتي رأيت بنفسك أن الأمر لن يجلب لك إلا
المشكلات وأخشى أن لا تنتهي على هذا "
قلت بحزن " يبدوا لي معك حق شكرا يا رنيم لن أنسى لك هذا أبدا ولكن بحر سيضن بك سوءا "
ابتسمت وقالت " لا عليك سوف أتدبر الأمر بمعرفتي "
خرجت للخارج لنغادر فوجدت زبير يقف مع بحر فقلت بحياء
" أعتذر منك دوننا عن الجميع يا زبير وأتمنى أن لا يكون في قلبك أي شيء سيئ اتجاهي "
نظر لوجهي مطولا وكأنه يرسم ملامحي بمقلتيه ثم قال
" أبدا يا جود لا تفكري هذا التفكير الخاطئ وأنا من عليه الاعتذار منك عن كل ما بدر مني "
قلت بابتسامة " إذا متصافيان ولا أحد غاضب من الآخر "
قال بذات الابتسامة " متصافيان جدا , أتمنى لك التوفيق والسعادة الدائمة "
قلت وأنا أفتح باب السيارة " أحظر حور لزيارتي دائما أرجوك يا زبير "
نظر لي نظرة غريبة ثم لبحر ثم ابتسم وقال " سوف أفكر في الأمر "
استغربت من جملته وصراحة لم افهمها ركبت السيارة وغادرنا على بركة الله





















زبير













وقفت عند سيارة بحر كي أتأكد من أنني سوف أراها وما فاجئني هوا اعتذارها مني والكلمات التي قالتها لي
يالك من فتاة يا جود رغم كل شيء تعتذرين مني ثم ركبت وعينيا يتبعانها كمن أخذوا منه روحه بعدما نزعوها
من جسده انتزاعا ولا شيء بيدي سوى الصمت والتحديق ولم تفارقهم عيناي حتى توارت سيارتهم عن ناظري
تنهدت بحزن وما أن التفتت للخلف عائدا للقصر حتى سمعت صراخا من الداخل فركضت مسرعا ودخلت
فوجدت الجميع مجتمعين أمام باب جناح غيث وصراخه و رنيم خارج من هناك أمسكت يد أمي وقلت
" ماذا هناك يا أمي "
قالت بصياح " غيث يضرب رنيم في الداخل "
طرقت الباب بكل قوتي وصرخت به ليفتح ودون جدوى كان صراخه كالمجنون وبكائها ولا أفهم
مما يجري ويقولان شيئا نزل حينها صهيب راكضا وقال " ماذا بكم "
قلت بصراخ " أحضر إحدى مسدسينا بسرعة يا صهيب "
أمسكت بي أمي وقالت " ماذا ستفعل به "
قلت " لا تخافي لن أقتل أحدا "
ثم صرخت به " بسرعة يا صهيب علينا فتح الباب قبل أن يقتلها تعلم أنها حامل "
ركض كالبرق للأعلى وأحضر مسدسه فضربت قفل الباب ودخلت وهوا معي وأمسكنا غيث
وأبعدناه عنها قبل أن يقضي عليها ففك نفسه منا وخرج غاضبا دون كلام ودخلت حينها والدتي
وحور وميس وحتى والدتها فخرجت أنا وصهيب














سماح














يبدوا أن الفرح هنا لا يدوم فما أن تحسنت أحوال غيث وزوجته حتى عدنا من حيث بدأنا أنا لا أصدق أن
غيث يضرب امرأة كانت من تكون , دخلنا مسرعين فوجدناها ملقاة أرضا وغائبة عن الوعي تماما حاولنا
إيقاظها ولكن دون جدوى فصعقت وأنا أرى النزيف ينزل منها بشدة خرجت مسرعة وصرخت بهما
" إنها تنزف علينا أخذها للمستشفى قبل أن تموت هي وابنها "
جاءت سيارة الإسعاف في لحظات لأخذها وأصررت على الذهاب معها وركضت حور خلفي
قائلة " خالتي خدي معك حقيبة الطفل قد تحتاجونها "
آه يا لها من فكرة سديدة قلت مغادرة " شكرا لك يا حور جيد أنك تذكرتها "
وصلنا المستشفى وأدخلوها حجرة الولادة ومرت بنا الساعات ننتظر
" صهيب ألم يجب شقيقك بعد "
تنهد بضيق وقال " لا , وأغلق هاتفه أيضا "
قلت بحزن " يا رب سلمها يا رب "
قال " ماذا حدث يا أمي ألا تعلمي شيئا "
قلت بحيرة " لا لقد كانت أحوالهم على أحسن ما يرام مؤخرا لا أعلم ما حل بهما فجئه "
خرج حينها الطبيب فركضنا نحوه ثلاثتنا وقال زبير " ماذا حدث أيها الطبيب طمئنا عنهما "
قال بهدوء " لقد أجرينا لها عملية قيصرية لإنقاذ الطفل فهي في نهاية حملها "
قلت بخوف " وهل هما بخير "
قال " حمدا لله على سلامتهما إنه مولود ذكر وبصحة جيدة ولكن والدته نزفت كثيرا وتحتاج لنقل الدم "
قال صهيب " أنا جاهز "
قال زبير " وأنا كذلك "
قال الطبيب " ما هي فصيلتكما "
قال صيب " أي سالبة "
قال " جيد ضننت أننا لن نجد هذه الفصيلة بسهولة تعاليا معي "
وبعد قليل اتصلت حور فأجبت في الفور " نعم يا حور "
قالت بلهفة " ماذا حدث معكم "
قلت بسرور " حمدا لله لقد أجروا لها عملية وهي والمولود بخير "
قالت بدموع " حمدا لله على سلامتهما لقد خفنا عليها كثيرا , هل رأيتها "
قلت " لا ليس بعد فلم تستفق حتى الآن "
قالت " طمئنيني عنها حينما تستفيق , وداعا الآن "
وبعد ساعات استفاقت رنيم مسحت على شعرها وقلت
" حمدا لله على سلامتك يا ابنتي هل تشعرين بشيء "
قالت بتألم " ماذا حدث لي "
قلت بابتسامة " لقد اجروا لك عملية لإخراج الطفل حمدا لله على سلامتكما يا رنيم "
قالت " أين هوا ابني "
قلت " إنه في الحاضنة سيكملون بعض الإجراءات ويحضرونه لك "
نزلت من طرف عينيها دمعة عبرت طريقها فمسحتها ونزلت تلحقها الأخرى فأمسكت
بيدها وقلت " رنيم ما الذي حدث بينكما يا ابنتي "
قالت بعد صمت " لا شيء يا خالتي مجرد مشكلة بسيطة "
قلت بضيق " وأي مشكلة هذه التي تجعل غيث يضربك فلم يربي شامخ أبنائه على ضرب النساء أبدا "
قالت ببكاء " ابني يا خالتي أحضروه لي لا تدعوه يأخذه مني "
قلت وأنا أمسح على كتفها " لن يأخذه منك أحد يا رنيم ارتاحي الآن فأنتي لازلت متعبة "
سمعت طرقا على الباب فخرجت وكان صهيب فقال
" أمي عليك العودة للمنزل الآن وسوف أحضر ميس أو والدتها يجب أن ترتاحي "
قلت " سأبقى معها أنا لست متعبة "
قال بنفاذ صبر " أمي أرجوك لا تعاندي "
قلت بقلة حيلة " حسننا فعلينا إحضار بعض الثياب من أجلها كيف هوا الصغير "
ابتسم وقال " يشبه غيث كثيرا وبصحة جيدة لقد أنهينا الإجراءات وسيحضرونه لها حالا "
قلت " حمدا لله وهل جاء غيث "
قال " لا لم نره منذ الصباح لقد قمنا نحن بكل شيء لقد أتعبونا كثيرا معهم هيا يا أمي بسرعة "




















صهيب


















كان هذا اليوم مرهقا ومتعبا ومليء بالمفاجئات ولكن حمدا لله أن الطفل ووالدته بخير عليا الآن اخذ والدتي
للمنزل لترتاح وجلب ميس لتكون معها حتى نرى ما سنفعل إما نعلم والدتها أو نذهب لجلبها ولا أعلم ما ينوي
غيث فعله فقد خرج كالإعصار صباحا وها قد حل الليل ولم يرجع ولم يفتح هاتفه وزبير خرج للبحث عنه منذ
وقت ولم يجده
" صهيب ماذا بشأن البقية هل أخبرتهم "
قلت بهدوء " ما من داعي لذلك يا أمي فبحر غادر اليوم وسيسافر في الغد خارج البلاد وأديم كما تعلمين لا يمكنه
المجيء حتى نهاية الأسبوع فما من جدوى من أخبارهم مادامت رنيم والطفل بخير "
تنهدت وقالت " ولكن غيث مختفي منذ الصباح قد يكون به مكروه ما "
قلت " ذهب زبير للبحث عنه وسألحق به أنا أيضا , ولكن هل قالت لك رنيم شيئا عن سبب شجارهما "
قالت بحزن " قالت مشكلة بسيطة ولكن أي مشكلة تلك التي تجعله يضربها هكذا فلازالت أثار صفعاته لها
واضحة على وجهها والكدمات في جسمها "
قلت بضيق " لقد كادوا يفتحوا لنا تحقيقا لولا صديق لزبير طبيب هناك "
تنهدت وقالت " لا أعلم متى سنخرج من مصيبة ولا تلحقها أخرى "
وصلنا القصر ونزلت من السيارة مسرعا قبلها دخلت وكانت ميس ووالدتها وحور مجتمعات وينتظرن
فقفزت ميس راكضة نحوي وأمسكت بيدي وقالت " كيف هي الآن يا صهيب "
قلت متوجها للأعلى وممسكا يدها " إنها بخير لا تقلقوا ستذهبين معي للمستشفى الآن بدلا عن والدتي "
دخلت لغرفتي أمسكت وجهها وقبلتها وقلت " ميس هلا أخرجت لي ثيابا من غرفة الملابس عليا
الاستحمام سريعا "
قالت بابتسامة " بالتأكيد ولكن أيها تريد "
قلت وأنا آخذ المنشفة وادخل الحمام " لا يهم أي شيء تجدينه أمامك وجهزي ملابس لرنيم لنأخذها معنا "
غادرنا القصر وفي الطريق اتصل بي زبير وأخبرني أنه وجد غيث ولكنه رفض المجيء معه وأخبره أنه سيقوم
بتسجيل ابنه بنفسه وغادر , حمدا لله هذا غيث وجدناه وضننت أنها المشكلة الأخيرة لهذا اليوم حتى وردني اتصال
آخر فأجبت من فوري " نعم يا عصام هل من جديد "
قال بتردد " عمك جسار كما توقعت يا صهيب "
قلت بصدمة " ماذا !!! كيف ذلك "
قال " إنه متورط معهم والأخبار أكيدة "
قلت بحيرة " ولكن ما علاقته بهم وبتلك الأعمال "
قال بهدوء " إنها عصابة "
قلت بغيض " سحقا علمت أنه سيكون وراء ذلك "
قال " كيف ونحن لم نتأكد من مسئوليته عن ما حدث لعمك بعد "
قلت بجدية " سوف نتأكد وسيكون كما ظننا وسترى , حسننا وداعا "
نظرت لي ميس وقالت " ماذا هناك هل أحد إخوتك به مكروه "
قلت بضيق " ليس من أخوتي إنه عمي جسار "
قالت بصدمة " ما به "
قلت " سنتحدث فيما بعد حبيبتي دعيني أعلم كل شيء أولا "
قالت " هوا وراء كل شيء أليس كذلك "
قلت " لم أتأكد بعد ولكن وجدت الطريقة التي سوف أعلم بها وسيرى كان من يكون "
وصلت المستشفى دخلت ميس عند رنيم ووجدت زبير هناك فغادر زبير وبقيت أنا بالمقربة منهم
















غيث
لا أصدق أن رنيم تفعل بي هذا لقد وتقت بها لقد ....... لقد أحببتها حقا
لماذا يا رنيم لماذا كنتي مثلهن ما كان عليا الوثوق بك يوما ولا قبولك في حياتي لقد اثبتي لي صدق
نظريتي خائنات كلكن هكذا ولا تختلفن عن بعض لم ألقى في حياتي نموذجا مختلفا أبدا إلا الخيانة






الماضي







" ابتعدي عني ماذا تريدين , سوف أشتكيك لوالدتي سمعتي "
ابتسمت بسخرية وقالت " حسننا تعالى لترى والدتك "
تبعتها أخذتني لغرفة في الملحق الخارجي وقالت لي " انظر من هناك في الغرفة تعالى "
نظرت هي من فتحة الباب ثم قالت " انظر من هنا "
نظرت فكانت والدتي مع زوج هذه .... مع زوج الخادمة
نظرت لها بصدمة فابتسمت بسخرية فتحت الباب بسرعة وهي تحاول منعي نظرت لي
والدتي بصدمة وقالت " غيث ماذا .... "
قلت بصراخ " أمي ماذا تفعلان هنا "
وقفت وتوجهت ناحيتي ومدت يدها وقالت " غيث تعالى "
لكنني ركضت مسرعا للخارج فلحقت بي أمسكتني من يدي وقالت بحدة
" غيث انتظر قلت لك "
قلت بغضب وبكاء " ماذا كنتي تفعلي ماذا "
قالت " غيث هذا شيء عادي ماذا فهمت أنت "
قلت " إنه ليس زوجك "
قالت " هوا خادمنا "
قلت " الخادمة تضايقني لا أريدها اطرديها "
قالت " لا استطيع ولا تكترث لها لن تؤذيك "
قلت بغيض " لماذا لا تستطيعي وأين هوا زوجك أين ذهب "
قالت بحزن " لقد رحل ولن يعود "
قلت " أريد والدي لا أريدك "
قالت بغضب " بل ستبقى معي والدك لا يريدك سمعت "
قلت " كذب والدي كان يحبني دائما لم أره ينام مع امرأة غيرك ولا يتحدث في الهاتف مع غرباء مثلك
لماذا أنتي تفعلين ذلك ولما هوا لا ينام مع الخادمة "












الحــاضر











هه كم كنت مغفلا وطفلا ساذجا وكم كنتي خائنة وحتى حسام صديقي المقرب الذي لم أنساه يوما قتل نفسه
بسبب خيانة زوجته له لم أنسى يومها حين كان يبكي ويقول لي
( أحبها يا غيث كيف لي أن أنساها وكيف لي أن أغفر خيانتها لي ومع من مع صديقي )
وبالرغم من كل ذلك وثقت بك وأحببتك يا رنيم يا خائنة ومع من مع ابن خالتك استغفلتماني وضحكتي
عليا أنتي وهوا يا خائنان ولكن ابني لن تريه ولو طلت النجوم والسحاب ولن تربيه خائنة ليعيش طفولة
والده من جديد
ابقي هناك مع ابن خالتك واشبعي به وأنا وابني سنعيش بعيدا عنكم جميعا لا أريد منهم ثروة ولا شيء ولن
أضحي من أجل أحد بعد الآن هي مدة قصيرة انهي فيها كل شئون الشركات ليستلمها إخوتي ولن اربط نفسي
بك بعد اليوم
















أديم
















لم أذهب الإجازة الماضية لعائلتي بسبب ظرف حدث لصديقي لقد مر أسبوعان على ولادة رنيم وصار غيث
أبا ولم يزدني ذاك إلا شوقا لابنتي وزوجتي يبدوا أنني سوف أنتظر حتى آخر العمر ولن أراهم لقد بدأت افقد
الأمل حقا دخلت المنزل الخالي الذي لا يملأه إلا الغبار من كثرة فتح بابه ووجدت سيدة تقف بالداخل شبه مولية
ظهرها لي لم يكن يظهر عليها أنها حامل فليان الآن ستكون في نهاية الشهر السابع فتحت شفتاي لأسألها من تكون
فالتفتت قبل أن أفعل وكانت ............ ليان
ركضت ناحيتي فحضنتها بقوة ونزلت الدموع من عيناي الواحدة تتبع الأخرى لم أكن مصدقا أن ليان تقف أمامي
وبين ذراعاي الآن كنت أشدها لحظني بقوة وأبكي وهي تبكي بمرارة وعبرات متتابعة وتقول
" وسيم هذا أنت أمامي هنا لا أصدق ذلك أبدا "
كنت احضنها بقوة وأقبل رأسها وأمسح على ظهرها في صمت وصدمة يصعب معها الاستيعاب والتصديق تنهدت
تنهيدة طويلة مرة حارقة ومريحة ذات الوقت ثم تذكرت أن بطنها لم يكن كبيرا هل ماتت طفلتي يا ترى ولكن المهم
أن ليان عادت لي أخيرا , أبعدتها عني نظرت لجسمها فابتسمت وابتعت قليلا وعادت بقطعة قماش ملفوفة ومدتها
لي نظرت غير مصدق للوجه الصغير للغاية الذي كان يوجد في فتحة من تلك اللفافة نظرت لليان في دهشة فابتسمت
وقالت " ابنتك يا وسيم كما كنت تريد إنها فتاة "
أخذتها من يديها وحملتها بين ذراعي أنظر لها غير مصدق ثم غمرت وجهي في وجهها الصغير استنشقت رائحتها
الطفولية الجميلة وقبلتها على خدها وبين عينيها ونزلت دموعي تتساقط فوق وجهها وخرجت مني عبرة أسمعها للمرة
الأولى جلست على الكرسي وفتحت اللفافة عنها وأخرجت يدها الصغيرة الحجم وكأنها يد دمية كانت ناعمة وبيضاء
قبلتها مرة واثنتين وثلاثة وعشرة حتى تغيرت ملامح وجهها دليل الضيق وفتحت عيناها الجميلتان ببطء كانتا كعيني
ليان كبيرتان جدا وعسليتا اللون كعيناي شعرها كلون شعري تماما وتبدوا صغيرة للغاية وكأنها لم تكمل نموها بعد
نظرت لليان التي كانت تقف مكانها تنظر إلينا وتمسح دموعها مددت يدي لها فاقتربت وأمسكت بيدي وجلست
بجواري فطوقتها بها والأخرى تمسك ابنتي وحضنتهما لصدري كليهما وحمدت الله في قلبي كثيرا
بعد قليل وصلت رسالة عبر هاتفي فأخرجته وفتحتها فكانت من صديقي خيري وفيها
" هل وصلتك الأمانة "
ابتسمت بحب وأعدت الهاتف لجيبي نظرت لليان ومررت أصابعي في شعرها وقبلتها بعمق ثم حضنتها فقالت
بدموع " كم اشتقت لك يا وسيم وافتقدتك كثيرا وضننت أنني لن أراك أبدا وأني فقدتك كما فقدت كل شيء يالي
من حمقاء لو أني عدت إلى هنا لوجدتك في المنزل , لا تتركني ثانيتا أرجوك "
أعطيتها الصغيرة ودخلت الغرفة أحضرت الدفتر والقلم ومددتهما لها فضحكت من بين دموعها وقالت
" هل سأكتب لك ما حدث خلال كل هذه الأشهر "
ثم أخذت مني الدفتر والقلم وكتبت كلمات قليلة وناولتني إياه فكان مكتوب فيه
( أحبك يا وسيم أحبك وهذا كل شيء )
حضنتها مطولا ثم كتبت لها ( كيف أنجبتها الآن )
كتبت لي ( لقد مرضت كثيرا وأنجبتها في بداية الشهر السابع ونجت من الموت بأعجوبة )
كتبت ( هل صحتها جيدة هل هي بخير )
هزت رأسها بنعم دون كلام فكتبت ( كيف علمتي أنني هنا )
كتبت ( بعد ولادتي وبعد أن تعافيت توجهت للسجل المدني لتسجيل الطفلة فطلبوا مني عقد الزواج الموثق في
المحكمة حاولت معهم جاهدة وحكيت له قصتي فقال أعطني اسمك كاملا وعندما رآه اتصل من فوره بشخص
يعمل ضابطا في المخابرات فحضر وتحدث معي وقال لي أن أعود للمنزل عند هذا الوقت تحديدا وسوف
أجد الأوراق ولكنني وجدت ما هوا أهم وهوا أنت )
رميت الدفتر وحضنتها مجددا أذا هي أيضا لم تكن تعلم أنني هنا لقد لعبها خيري بشطارة كيف لم يخطر
في بالي أنها ستلجأ للسجل المدني لتسجيل الطفلة يا لا سعادتي بهما ويا له من يوم لا يضاهيه أي يوم , أخذت
الطفلة منها وحضنتها بقوة أستشعر وجودها أمسكت كتفي وقالت بابتسامة
" وسيم سوف تبكيها رفقا بها فهي لم تكمل نموها بعد "
دخلت الغرفة أخرجت جواز سفري وجوازها وأوراقنا ثم خرجت كتبت لها أن تبقى مكانها ذهبت وسجلت طفلتي
الحبيبة باسمي ( ميسم أديم شامخ آل يعقوب ) كاملا لا ينقصه أي حرف وكما أردته دائما , حجزت تذاكر لنا
فغدا إجازتي وعليا أن آخذها هناك وتعلم كل الحقيقة أعلم أنها مهمة صعبة للغاية ولكن لن أعيش معها على الكذب
بعد الآن اتصلت بصهيب وطلبت منه استقبالنا عند المساء في المطار وشرحت له أن لا يتحدث بشيء أمامها

عدت للمنزل وجدتها كما توقعت تحاول تنظيف الغبار أمسكت يديها قبلتهما ثم أجلستها وقضيت باقي اليوم وهما
في حضني غير مصدق لما حدث معي , خرجت لجلب الطعام وعدت من فوري وكأنني أخاف أن ارجع ولا أجدهما
وعند الثامنة مساء حملت حقيبة ابنتي على كتفي وحملتها وناولتها لها خرجت بهما وفتحت باب سيارتي فنظرت
لي بصدمة ثم للسيارة وقالت
" نركب هذه ولكن كيف تحصلت عليها ممن استعرتها "
ابتسمت وحثتها على الركوب وركبنا الطائرة كله في صمت وصدمة على وجه ليان من كل ما يجري ولكني لم
أتحدث معها في شيء وكنت ممسكا ابنتي طوال الرحلة وعيناي لا تفارقانها وكأنها حلم تحول فجئه لحقيقة























سماح





















" خالتي إنه لا يتوقف عن البكاء "
تنهدت وقلت " لا حل لدي يا ميس فعلت كل شيء وبلا فائدة "
قالت " لقد مر على ذهاب رنيم أكثر من أسبوع والطفل على حاله يبكي طوال الوقت "
آه لو أعرف فقط ما جرى بينهما فكلاهما لا يريد الكلام و رنيم جاء زوج خالتها وأخذها من المستشفى مباشرة
أنا حقا لا أفهم شيئا , ولما يحرم غيث الطفل من والدته لما كل هذه القسوة ترى ما حدث ليتحول غيث لقاسي معها
هكذا كالسابق , خرجت حور من المطبخ متجهة جهتنا وهي ترج رضاعة الحليب الخاصة بشامخ الصغير وقالت
" لقد غيرت نوع الحليب ثانيتا أحضره زبير للتو قد يتقبله "
قلت بقلة حيلة " هاتي لنجربه ناوليني الطفل يا ميس "
تحسس الحليب بلسانه ثم أمسك رأس المرضعة بشفتيه ورضع ببطء
قالت ميس بسرور " حمدا لله وأخيرا "
ضحكت وقلت " ميس يبدوا أنك كنتي متضايقة منه جدا "
دخل صهيب قائلا " كنت استغرب أنها لم ترمه خارجا "
قالت بضيق " ما تضنني متوحشة لهذه الدرجة "
اقترب مني قبل رأسي وقبل الطفل ثم جلس بجانب ميس قبلها على خدها فوكزته
بمرفقها في ضيق فضحك وقال " يا لي من محضوض بك يا ميس "
ميس تخجل كثيرا من جنون صهيب الذي لا يعرف الخجل رغم شراستها وحدتها إلا أنها تستحي منا كثيرا
قلت بهدوء " ميس تعبت معي كثيرا لقد أمضت البارحة كلها تحاول إسكاته "
همس لها شيئا في أذنها فنظرت له بصدمة ووقفت مغادرة في ضيق وهوا يضحك فقلت
" صهيب خف على زوجتك قليلا إنك تزودها أحياننا "
قال مبتسما " دعيني آخذ حقي منها فيما فات "
تنهدت وقلت " أخشى أن يتحول الأمر لمشاحنات ميس تخجل مني ومن والدتها كثيرا وأنت لا ضوابط
لديك أبدا "
قال بضيق " أمي إنها زوجتي ماذا في ذلك "
قلت " لست المتزوج الوحيد هنا لما غيث وزبير لا يفعلان ذلك "
قال بتذمر " وماذا في الأمر لما تعقدونها هكذا ما ذنبي إن كانا لا يحبان زوجاتهم "
هززت رأسي بيأس ونظرت لشامخ وقلت بسرور " ها قد نام أخيرا الحمد لله "
قال " هاتي دعيني أحمله "
قلت معترضة " لا هل تريد إيقاظه بعد أن نام بأعجوبة "
دخلت حور وقالت بسعادة " هل نام أخيرا ياله من مسكين لم ينم منذ يومين "
وقفت برفق وقلت " سوف آخذه لسريره وسنتناوب على مراقبته , آه لن أتخلص من تربية الأطفال أبدا "
ضحك صهيب وقال " أحمدي الله أنه معك مساعدات هذه المرة "
قلت مغادرة بابتسامة " أجل فلولاهن لتركت لكم القصر منذ أول يوم "
تلقى صهيب مكالمة غادرت وعدت فقال لي بابتسام " أمي لدي لك خبر يساوي الملايين "
قلت " ليس لدي شيء أعطيه لك "
ضحك وقال " أديم قادم اليوم مع زوجته وابنته "
قلت بفرح وأنا أركض ناحيته وأجلس وأمسك بيده " قل أنك لا تمزح قل قسما أنها حقيقة يا بني "
قال " أقسم أنه تحدث معي للتو لقد وجدهما يا أمي "
قلت بدموع وفرح غامر " حمدا لله ما أسعدني بهذا الخبر "
مد يده وقال " هيا هاتي مليونا واحدا فقط "
ضربته على يده وقلت " هذا الخبر لا تضاهيه النقود متى قال أنه قادم "
قال بابتسامة " عند المساء "
جلست وقلت ببكاء " أخيرا أقر الله عينه برؤيتهما وطمئن قلبي عليه وعليهما حمدا لك يا رب على كل
ما تعطي , سوف اتصل به "
قال معترضا " لا أمي لقد قال أنه لم يخبرها حقيقته بعد فعليكم أن تكونوا حذرين من الأمر حين مجيئها هنا "
مسحت دموعي وقلت بهدوء " حسننا ولكن أخبرني هل تحدثت مع غيث هل قال شيئا "
هز رأسه وقال " لم يترك لي مجالا حتى للحديث في الأمر أنا خائف مما قد يقدم عليه "
نظرت له بصدمة وقلت " هل تقصد أن ينفصل عن رنيم ويتركنا "
تنهد وقال " تحركات غيث في الأملاك لا تعجبني أخشى انه يفكر في ذلك "
شعرت بالأرض تتحرك بي فوضعت يدي على راسي وقلت " يا لا المصيبة "
قال " أمي ما بك إنه مجرد تخمين مني ولا شيء واضح حتى الآن "
مرت ميس فقلت لها منادية " هلا تفقدت شامخ يا ميس "
قالت بابتسامة " لا تخافي فصوته يشق الجدران ويصل إلينا بسهولة "
وغادرت ضاحكة فضحك صهيب وقال " لا اعلم كيف ستربي أبنائنا عليا جلب مربية منذ البداية "
ضحكت وقلت " تزوج عليها حينها "
نظر لي بصدمة ثم قال بصوت مرتفع " ميس تعالي واسمعي ما تقول زوجة عمك "
قلت بخوف " صهيب هل جننت لا توقع بيني وبينها يا محتال "
ضحك وقال " سأقول الحقيقة واعدك أن لا اكذب في شيء "
وقفت ميس بعيدا وقالت " هل ناديتني "
نظر لي بمكر وأنا أهدده بيدي ثم ضحك وقال " أديم وزوجته وابنته أيضا قادمون الليل "
اقتربت وقالت بسرور " حقا "
ثم احتضنتني وقالت " حمدا لله على سلامتهم يا خالتي "
قال صهيب بتذمر " أنا من نقل لك الخبر وليس أمي "
نظرت له بضيق وقالت " هل تعرف ما هوا اكبر أخطائي "
ضحك وقال " اعلم , انك وافقت على الزواج بي ... قديمة "
قالت بضيق " خالتي جدي لي حلا مع ابنك هذا "
قلت بابتسامة " ليس لدي حل يمسح الحب من القلوب "
قال بابتسامة " عاشت والدتي "
تركتنا ومضت فتبعها جهة المطبخ هذا الفتى سيجعلها تكرهه بالتأكيد , أتمنى من الله أن يوفقهما



















بحر




















" لقد قررت وانتهى يا صهيب هي مسألة وقت فقط "
قال بحدة " هل جننت يا بحر بما تهدي الآن "
تنهدت وقلت " لا خيار أمامي يجب أن تعيش حور حياتها كالبقية عليا أن أفكر بها أيضا وأتوقف عن التفكير
في نفسي فقط , انظر كيف أن حياة الجميع تسير للأفضل غيث أصبح أبا وأديم تزوج ولديه ابنة وأنت تزوجت
بمن أردت وحده زبير من يسير للخلف بينكم وانظر كم من الأشهر مضت وحور ليست لي ولا له سوف تنسى
وتتعايش مع واقعها يوما "
قال بهدوء " وأنت "
قلت بحزن " أنا حُرِمت عليا النساء بعدها سوف آخذ شقيقاي بعد أن أصبحا تحت وصايتي ووالدتهم أيضا وأسافر
وأعمل هناك وتنهي شقيقتي دراستها ويبتعدوا عن همز الناس لهم إنه الخيار الأفضل للجميع من أجلهم وليس من
أجلي فقط "
قال بأسى " ونحن يا بحر ووالدتك ألم تفكر بنا "
قلت بحزن " أنتم عائلة ستكونون سعداء معا ووالدتي لديها غيري أما أخوتي فليس لديهم غيري وليس لي غيرهم
بعد الآن "
قال بغيض " اقسم أنك جننت يا بحر جننت وستحطم قلبك وقلبها وقلوب الجميع "
قلت بألم " وماذا تريد مني أن أفعل أن أموت كل يوم وأقتلها معي وهي لن تكون لي أو أن أطلب من زبير أن يترك
عائلته وثروة والده من أجلي وأجلها أقسم لو كان الأمر بيدي لحاربت كل شيء لأحصل عليها فقد تعلمت درسا قاسيا
يجعلني أفكر مليا قبل ترك الأشياء التي بين يدي "
قال بضيق " وما الذي تفعله الآن أليس تخلي "
قلت بابتسامة سخرية " تخلي عن ماذا فهي ليست بين يدي الآن لأتخلى عنها لقد ضاعت للأبد لو كنت مكاني ما كنت
ستفعل يا صهيب أخبرني صراحة "
قال بحزن " لا أعلم ما أقول ولكني لا أريد أن نخسرك يا بحر لا أريد "
قلت بهدوء وأنا أنظر لعرض البحر " لا تخبر أحدا بما قلت لك فلم يعلم بما أفكر غيرك "
























الفصل السابع والثلاثون
















زبير




















كان عليا اليوم زيارة عم حور برفقة جبير لقد أجل الأمر كل هذا الوقت من أجلي ومن أجل ظروفي كم أصبح
عالمي كئيبا دون وجود جود ودون رؤيتي لها والقصر أصبح أشبه بالخراب دون ضحكاتها وصوتها وزد عليه
أنها تغلق هاتفها منذ غادرت القصر أكاد أجن ولا أعلم كيف أصل لها فلم تعد تحت نظري لكي أبعد كل من يقترب
منها وبحر شبه مختفي ولا أخبار لدي عنها
" ألم نصل بعد "
قلت بتذمر " أعطني شجرة عائلتك يا جبير في أقرب وقت "
ضحك وقال " لا تتعب نفسك فوالدتك لا تقرب لي "
تأففت وقلت " ها قد وصلنا أصمت الآن "
نزلنا وكان السيد راجي في استقبالنا فقال مرحبا " مرحبا زبير لم نعد نراك "
قلت بابتسامة " مشاغل الحياة وأنت تعرف الأعمال والسفر , أقدم لك صديقي جبير عسلاني "
مد يده له مصافحا وقال " هل أنت صاحب محلات العسلاني لقطع الغيار "
قال مبتسما " نعم تشرفت بمعرفتك سيد راجي "
قال بذات الابتسامة " ولي الشرف أيضا وقد نصبح شركاء عمل فمحلاتكم سمعتها كبيرة وطيبة بين الجميع
ونحن نحتاج لمثلها في شركتنا "
قلت ضاحكا " هذه ليست زيارة عمل فدعونا ندخل أولا "
قال راجي " لنجعلها اثنين في واحد هيا تفضلا "
دخلنا وجلس جبير وبدأ بالتوتر وهوا ينظر لي وكأنه ينتظر أن أتحدث ياله من مخادع هل أحضرني لأتحدث
أنا , ثم بعد صمت قال راجي " تفضل يا بني قال زبير أنك تريدني في أمر "
قال بتوتر " نعم , لقد جئت طالبا التقرب منك فأنا لا والد ولا إخوان لدي وزبير هوا صديقي المقرب وصهركم
فطلبت منه المجيء معي "
قال بهدوء " التقرب مني أنا ولكن في من "
قال " في ابنتك الكبرى لقد سمعت عنها طيبا ولدي شقيقان صغيران أنا من يقوم برعايتهم حاليا وأريدها زوجة
لي إن وافقت على أن يكونوا معها وتحت رعايتها "
قال بحيرة " شقيقاك طفلان "
قال " نعم هما شقيقاي من والدي أصغرهما ملاك في الثالثة وأمجد في الخامسة "
لاذ بالصمت فقال جبير " خد وقتك في التفكير وسأكون من يدك هذه لتلك وكل ما تشترطونه أوافق عليه
فيما عدا أمر شقيقاي "
قال بهدوء " بارك الله فيك يا جبير وفي من رباك لكن ابنتي خطبها حتى الآن ثلاثة خلال هذا الشهر ولم أعطي
الرد لأي منهم وأنا سأترك الخيار لها فلا شيء يعيبك ويعيبهم ومن اختارته هي وافقت أنا عليه فلا تلمني في
ذلك مهما كان قرارها "
قال " وأنا في انتظار ما تقرر ولن يغير رأيها شيئا فيما تحدثنا عنه "
وقف جبير ووقفت بعده فقال راجي " مهلكما فلم تشربا شيئا "
قال بابتسامة " في المرة القادمة "
ضحكت وقلت " قهوة الموافقة من العروس "
ثم غادرت و جبير وأوجع رأسي طوال الطريق وهوا يصر على أن تتحدث حور معها كي توافق , بعد أن
أوصلته لمنزله فسيارته هناك توجهت لمكتب الشركة واتصلت بجود وكان هاتفها للمصادفة مفتوحا ولكنها لم
تجب حاولت مرارا ودون جدوى فأرسلت لها
( لا تجعليني أجن وأفعل ما لا يحمد عقباه )
بعد وقت أجابت فقلت بغضب " ما معنى الذي تفعلينه معي الآن "
قالت بهدوء " لقد وجد أخي رقمك يتصل بي وكدت اخسره للأبد "
قلت بصدمة " متى "
قالت " لا يهم متى ولكنه وجده ولولا أن أحدهم عرض نفسه ساعتها للخطر لأجلي لكبرت المسألة "
قلت " حسننا والحل "
قالت بحزن " عندما تنتهي ظروفك فأوفي لي بعهدك وأنا سأكون عند وعدي وانتظرك فأعذرني عن مواصلة
المشوار أحبك أكثر من نفسي ولكن حتى هنا يكفي "
قلت بصدمة " ماذا تعني بذلك "
قالت ببكاء " الأمر ليس بيدي أعذرني "
قلت بغضب " كيف تتخلي عني الآن كيف "
قالت والعبرة تخنقها " أنا لا أتخلى عنك أخبرتك أني سأكون عند وعدي "
قلت بأسى " وتحرميني منك ومن الحديث معك لماذا "
قالت " أنا أخطئ بما أفعل وأدمر علاقتي بالأقربين لو كنت بدل شقيقي ما كنت ستفعل ولو كنت شقيقتك كيف
كانت ستكون ردة فعلك حين تعلم "
صرخت بغضب " الآن تقوليها يا جـ.... الآن الآن بعد كل هذا الوقت "
قالت ببكاء " لا تضع اللوم علي فأنت من تحدث معي إن كنت ستتخلى عن وعدك لي فأخبرني "
قلت بهدوء ممزوج بالضيق
" يبدو أنه لا يمكننا التحدث الآن فكري مليا فيما تقولين وهدئي من روعك وسنتحدث لاحقا حسننا وداعا "
وأغلقت الخط على صوت شهقاتها , ما الذي تهدي به يا جود ما هذا الهراء الذي تقولينه كيف تتركينني حتى
تنتهي ظروفي بل ومتى ستنتهي ولكن معها حق يا زبير أنت نفسك لا تعلم متى ستنتهي مأساتك آه منك يا جود
فقد زدتني فوق همومي هموم وها قد عادت لغلق هاتفها من جديد
رن هاتفي فكان المتصل عم حور استغربت أن يتصل بي وأنا كنت معه منذ قليل هل وافقت ابنته يا ترى أجبت
فجاء صوته هادئا " أعذرني يا زبير ولكن ثمة أمر مهم عليا التحدث معك فيه "
قلت بتوجس " لا عليك خد راحتك "
قال " أخاف أن تغضب مني حور لأنني خيرت ابنتي وفرضت عليها هي الزواج بك "
قلت بعد صمت " ولكن حور تعلم أن الأمر خارج عن إرادتك "
قال بجدية " تحدث معها يا زبير لا أريد أن تأخذ على خاطرها مني فلو كان الأمر بيدي ما أجبرتها "
قلت بهدوء " حسننا سأتحدث معها هل تأمرني بشيء آخر "
قال " شكرا لك يا زبير لا شيء غيره وداعا "
لقد ظلمناك يا حور ظلمك الجميع من والدك لوالدي لعمك لي أنا , أنا الذي لازلت أكمل مأساتك ومأساتي ولكن
ما بيدي حيلة فرسالة والدي لي لازالت تعيق أي فكرة تخطر ببالي , أريد ترك كل شيء الثروة وحور والفوز
بمن أحببت لأرتاح وترتاح هي ويرتاح شقيقي ولكن كيف أخيب ظن والدي بي , أنا من لم ارفض له طلبا أبدا
وهوا على قيد الحياة فكيف بعد موته وكلماته المكتوبة لازالت نصب عيني
( لا تترك شرط الوصية حتى اقتسام الميراث يا زبير أنا أعتمد عليك )
آه منك يا والدي ومن وصيتك فليست حور الخاسر الوحيد فبحر وأنا أيضا معها



























صهيب











ياله من هم حملني به بحر اليوم , أنا أعرف شقيقي جيدا لا يفكر في أمر إن كان غير مقتنع به وغيث أنا متأكد
من انه ينوي على ذات الشيء فهل سأخسر إخوتي واحدا تلو الآخر يا ترى
" صهيب هلــ ..... "
بترت كلماتها ثم قالت بصدمة " صهيب ما بك تبدوا حزينا جدا "
تنهدت وخفضت بصري للأسفل وقلت " لا شيء حبيبتي "
اقتربت مني جلست بجواري وأمسكت يدي وقالت " لا ليس لا شيء ماذا هناك "
قلت بحزن " إنهم أشقائي يا ميس بث أخشى بل أرى فقدنا لهم واحدا واحدا سيكون قريبا "
ثم نزلت من عيني دمعة وكأنها تريد رواية ما كنت أكبته منذ أيام مرة حارقة لا اعلم كيف سقطت مني
, دمعة لم أرها يوما تسقط من عينيا , ضمتني ميس بذراعيها واتكأت برأسها على كتفي وقالت
" صهيب لا تبتئس ولا تحزن , من أجلي أرجوك "
قلت " رغما عني كيف لي أن لا أحزن "
قالت بحزن " وكيف علمت بذلك هل هم من أخبروك "
قلت بأسى " لا يحتاج الأمر أن يخبروني إنه واضح تماما "
لازال هناك أديم فقد لا تقبل زوجته عيش عالمه هذا ويتركنا من أجلها ومن أجل ابنته أخشى أن لا يبقى غيري
في النهاية , تنهدت وقلت " أخشى أن أفقدك أنت أيضا ذات يوم يا ميس "
قالت بدموع " لا تقل ذلك أرجوك نحن لن نفترق أبدا "
طوقتها بذراعي وقبلت رأسها وقلت " أتمنى أن لا يحدث كل ما أتوقعه "
جلست مقابلة لي فمسحت دموعها بأصابعي وقلت " لا أريد رؤية هذه مرة أخرى حسننا "
ابتسمت بحزن وقالت " وأنا لا أريد أن أراك حزينا أبدا "
حضنتها وقلت " ما رأيك لو تزوجنا الآن لتبددي بعض حزني "
ضحكت وغمرت وجهها في صدري أكثر وقالت " يالك من محتال "
ثم ابتعدت عن حضني وقالت " ماذا عن عمك جسار لم تحكي لي ما حدث "
تنهدت وقلت بضيق " إنه متورط في تجارة مشبوهة وأفكر في تهديده بذلك "
قالت بصدمة " تجارة مشبوهة "
قلت " نعم ومتورط فيها حتى القاع وله صلة بالرجل الذي دبر تهمة والدك هناك "
قالت بغيض " إذا كما توقعت هوا من وراء ذلك "
ثم نظرت لعيناي وقالت " لكن قد تعرض نفسك للخطر بذلك أنا أتنازل عن شرطي "
ضحكت وأمسكت وجهها بكلى يدي وقلت " هل تخافين علي يا ميس "
قالت ودموعها عادت للنزول " أحمق لا أخاف عليك طبعا "
قبلتها على شفتيها وقلت " يالك من كاذبة , تم ألم أقل أني لا أريد رؤية دموعك "
هزت رأسها بالنفي ولم تتكلم فقلت بحزم
" ميس أنا لن أتخلى عن حقكم وبراءة عمي نبيل ولو كلفني ذلك حياتي "
ارتمت في حضني وقالت " وما نريد بكل ذلك لو فقدت حياتك "
مسحت على رأسها وقلت " وما أريد بحياتي وعمي يموت مجرما وهوا بريء وحقكم يضيع وأنتم أحياء "
طرق حينها أحدهم باب الغرفة ابتعت ميس عن حضني ودخلت أمي وقالت بعد صمت وهي تتأملنا
" ما بك تبكي يا ميس هل تشاجرتما "
نزلت دموع ميس من جديد في صمت فقلت بابتسامة
" لا شيء يا أمي فقط زوجتي تريد إفراغ خزاناتها الممتلئة منذ سنين "
قالت ميس بابتسامة " أحمق "
ضحكت وقلت " ما أجملها من شفتيك "
ثم حضنتها فابتعدت عني وهربت خارجا في خجل فضحكت وقلت
" أعرف كيف أتخلص منها في وجودكم "
قالت أمي بضيق " صهيب توقف إن إحراجها أمامنا لما تتعمد فعل ذلك "
قلت " أحبها أمي ما عساي أفعل "
قالت " أحبها برفق بني , ألم يخبرك أديم متى سيصل يبدوا لي تأخر "
نظرت للساعة في يدي وقلت " بعد قليل عليا الذهاب لاستقبالهم الآن أمي لا تنسي ما أوصيتكم به لا تتحدثوا
أمامها بشيء "
قالت " نعم أعلم وكن مطمئننا "





















ليان




















ظننت أنني نسيت السعادة وأن السعادة نسيت أن لي وجود حتى اليوم حين ذهبت للمنزل الذي ظننت طويلا
أنه ضاع كما وسيم وصدمت حين اخبرني ضابط المخابرات ذاك أن المنزل ما يزال مفتوحا منذ غادرته
واقترح عليا أن آتي لأبحث فيه عن أوراقي دخلت ووضعت ابنتي في أنظف مكان فيه فقد كان مليء بالغبار
ويبدوا لي أن بابه لم يغلق كما قال
كان ثمة أكياس للطعام استغربت وجودها وخفت أن يكون احدهم يعيش هنا هممت بالخروج عندما سمعت
خطوات ورائي التفتت فكان وسيم أمامي كالحلم بل كالمعجزة فلم تسعني الدنيا من فرحتي وركضت مرتمية
في الحضن الذي كان ملاذي لأشهر طويلة والذي فقدته لأشهر أيضا ولم اشعر بالأمان إلا وأنا أغوص فيه الآن
قضيت اليوم غير مصدقة لما أنا فيه يوم كأيامنا الجميلة تلك مع فارق بسيط وهوا وجود ابنتي الحبيبة معنا
الطفلة التي طالما تمناها وسيم وانتظرها كثيرا ثم عند أول المساء خرجنا من المنزل وركبنا سيارة لا أعلم من
أين لوسيم بمثل هذه السيارة الفاخرة جدا فراتبه كله ما كان يكفي لاستئجارها
والأغرب من ذلك أنه أخذني للمطار وركبنا الطائرة أيضا وهوا لم يقل شيئا لا أين سنذهب ولا لما ولا شيء
كانت الرحلة قصيرة لم يفارق خلالها ابنته وعيناه لم تتحول عنها وها قد نزلنا مطار دولتنا ذاتها كما يبدوا
من الأعلام واللافتات لذلك كانت الرحلة قصيرة كنا في المطار حين توجه ناحيتنا شاب تشابه ملامحه
لوسيم بعض الشيء وثياب لا تقل عنه أناقة بل قد تكون أرقى توجه وسيم ناحيته صافحه بحرارة ثم تعانقا
من يكون يا ترى هل هوا شقيقه ولكن لم يكن له أشقاء وما يدريني وهوا رفض الحديث عن عائلته قد يكون
ابن عمه أو ما شابه ابتعدا قليلا ثم عاد وسيم أخد ابنته وحملها إليه أخذها ذاك الشاب منه وقبلها بحب وداعب
خدها بأصابعه على ما يبدوا لي فالمسافة كانت بعيدة بعض الشيء ثم اقتربا مني في صمت وضع وسيم
ذراعه حول كتفاي حاثا إياي على السير معهم ولكن أين لا اعلم ومادمت مع وسيم فلن أخاف شيئا ركبنا سيارة
لا تقل فخامة عن تلك يبدوا لي الأمر مريبا جدا ما سر كل هذه التغييرات في حقيقة وسيم هل كان هذا المكان
الذي يأتيه أوقات الإجازات هل يكون صديقه آآآآه رأسي سينفجر من كثرة التحليلات فلنرى إلى أين سننتهي
سرنا مسافة لم يتحدث خلالها ذاك الشاب سوى رادا على بعض المكالمات التي وردته بعضهم صرخ في وجههم
غاضبا هكذا هم الأغنياء دائما كم أبغضهم وإحدى المكالمات كانت من امرأة نادها بحبيبتي يبدوا أنها زوجته
وكانت وكأنها تستعلم عن وقت وصوله ما كل هذه المتاهات اشعر أنني في لغز أو ما شابه
ثم توقفنا أمام سور ضخم جدا لا يكاد يرى ما خلفه ثم عبرنا بوابته الضخمة ودخلنا إلى مبنى أشبه بقصور
التلفاز الذي أحضره وسيم سابقا حديقة خيالية نافورات ومراجيح فخمة ومسبح وأضواء تزين كل المكان
وكأنني في الجنة نزلا ثم فتح لي وسيم الباب وأخذ الطفلة ومد يده لي لأنزل معه نظرت له بحيرة فابتسم
ومد يده أكثر وبإصرار فأمسكت بيده ودخلنا ذاك المكان وقفت عند الباب انظر بصدمة وحيرة وتساؤل
كانت الفخامة بالداخل أكثر من الخارج وهناك سيدة وشابان وفتاتان يقفون بعيدا فتوجه وسيم والشاب ناحيتهم



























أُديم


























كان لابد لهذا اليوم أن يأتي وأن تعرف ليان بحقيقتي قررت سابقا أن لا اخبرها وأن يبقى وسيم هوا عالمها
وهي عالمي المخفي والجانب الغير مرئي من حياتي ولكن كل ذلك قد تغير بعدما أحببتها وصارت تحمل
طفلتي في أحشائها وبعد أن فقدتها تعلمت معنى أن تكون حياتي من غيرها
اعلم أنها لن تكون بالمهمة السهلة ولكن لا خيار أمامي فعلى وسيم أن يموت كما ولد فسافرت بهما وصلنا
, نزلنا , ركبنا سيارة صهيب ودخلنا حتى القصر وليان على غير عادتها صامتة تماما لا اعلم هل هي الصدمة
بعد أن خمنت من سأكون أم هي الدهشة والحيرة لما يجري أمامها فمن عادة ليان أن تتحدث حتى إن كانت موقنة
أن من أمامها لا يمكنه سماعها اقتربت من والدتي والبقية احمل بين ذراعاي صغيرتي الحبيبة التي انتظر الجميع
قدومها وإيجادها وما أن وصلت لهم حتى أخذتها مني أمي والدموع بدأت ترسل مراسيلها من عينيها فقلت هامسا
" أمي لما البكاء الآن "
قالت بعبرة " لا اصدق أننا وجدناهم أخيرا حفيدتي الحبيبة الجميلة , ماذا سميتها "
قلت مبتسما بهمس " ميسم "
قالت ميس بابتسامة " دعوني أراها ياااااه كم هي جميلة وصغيرة جدا تبدوا أصغر حجما من شامخ بكثير "
قلت بهمس " لقد أنجبتها في شهرها السابع فهي لم تكمل نموها بعد لذلك هي نائمة اغلب الوقت "
ضحكت ميس وقالت " يعني لن تصدع رؤوسنا بصراخها "
نظرت لها بضيق وقلت " صهيب أنقذ زوجتك مني "
ضحك وقال " لو لمست زوجتي بسوء يتمت ابنتك ثم من حق غيث أن يغضب وليس أنت "
قال غيث ببرود " إن لم يصرخ الرجال فمن سيصرخ "
قالت حور " لما زوجتك مبتعدة عن الجميع هل أخبرتها بشيء "
قالت أمي بهمس " أديم يبدوا لي زوجتك مصدومة أو تائهة ألا تعلم شيئا !!!! لما لا تعرفها علينا "
قلت " ليس بعد سأتحدث معها أولا "
تركتهم وتوجهت ناحيتها أمسكتها من يدها وسحبتها معي للداخل وتخطيت الجميع في صمت تام وصعدت
بها للأعلى كنت أصعد السلالم حين انطلقت الكلمات الأولى منها قائلة
" وسيم أين تأخذني , يا إلهي أين نحن وما الذي يجري لا افهم شيئا هل هم عائلته أم ماذا "
وهاهي ليان عادت لطبيعتها أخيرا ويبدوا أنها تجاوزت نصف الصدمة وصلت لجناحي في الأعلى فتحت الباب
وأدخلتها للغرفة التي خصصتها لميسم غرفة أطفال جاهزة ومهد فخم وجميل والمئات من الألعاب والثياب نظرت
ليان لكل شيء بحيرة فقلت بهدوء " ليان "
نظرت خلفها وكأنها تتوقع أن من ناداها من عند الباب ثم نظرت لي بصدمة وقالت
" وســ وسيم "
هززت راسي نفيا وقلت " ووسيم أيضا ليس أسمي "
شهقت بصدمة وعادت بضع خطوات للوراء وقالت " مستحيل هل ..... هل أنت تتحدث معي "
نظرت للأسفل وقلت " نعم "
ثم نظرت لها وفتحت ذراعيا مشيرا لكل شيء حولي وقلت " وهذا هوا عالمي الحقيقي "
هزت رأسها نفيا بصدمة وقالت "لا اصدق أنت لست أخرس ولست ..... ولكن "
اقتربت منها أمسكتها من ذراعيها وقلت "نعم لست اخرس أسمع وأتحدث ووسيم ليس اسمي "
قالت بصدمة " من أنت إذا "
جئنا هنا للحظة الأصعب والموقف الأشد تنفست بقوة عدة مرات ثم قلت بهدوء
"أديم شامخ آل يعقوب "
رمت بيداي عنها وصرخت " لاااااااااااا ..... غير ممكن "
قلت مهدئا إياها ومحاولا إمساكها من جديد " ليان اهدئي حبيبتي دعيني ..... "
قاطعتني بغضب وهي تبتعد قائلة " ابتعد عني لا تلمسني فهمت ولا تقل حبيبتي "
قلت " ليان أرجوك استمعي إلي "
قالت وقد بدأت بالبكاء " كاذب يالك من محتال وكاذب لو كنت ثريا فقط ما قبلت بك كيف وأنت أديم الذي
أهانني ومسح بكرامتي الأرض "
قلت " ليان توقفي عن البكاء واسمعيني "
قالت بصراخ " لا أريد أن أسمعك كيف طاوعتك نفسك أن تكذب علي لأعيش معك طوال الشهور الماضية
على الكذب , بسببك فقدت عملي ثم منزلي ثم تشردت وابنتي في الشارع كله بسببك يا هذا "
تنهدت وقلت " دعيني اشرح لك أسبابي "
قالت ببكاء وهي تمسك رأسها " أديم ... أديم ابن آل يعقوب , الأبناء الذين يتحدث عنهم كل موظفات الشركة
ويتمنينهن وأنا وحدي من كنت أبغض الحديث عنهم وانعتهن بالسخيفات ... أنا أكون زوجة لأحدهم لا اصدق
, كيف كيف ذلك "
قلت بهدوء "هذا لأنك تستحقين الحياة الكريمة "
قالت بغضب " بل لأني أستحق الذل والمهانة والاستصغار قل كيف ستقدم زوجتك هذه للعائلات الثرية النبيلة
كيف سينظر لي الناس "
قلت بضيق " لا يهم ما يقولون فأنت في نظري ..... "
قاطعتني قائلة " توقف عن قول الحماقات ليتك لم تتحدث ليتك بقيت أخرسا بقيت وسيم الشاب الذي فعل الكثير
من أجلي وأجل عمي "
ثم شهقت بعبرة وقالت " ليثني لم أجدك اليوم بل ليثني لم ألتقي بك يوما ليثني تزوجت بشاهد أو شقيق شروق أو
حتى صاحب العقارات على الزواج بك أنت ... أنت أنت أنا لا اصدق "
قلت بغضب " توقفي عن إهانتي يا ليان أنا كنت رهنا لظروفي وهي من فرضت عليا أن أكون هناك وأن التقي
بك وأتزوجك أيضا ولمعرفتي كرهك الأغنياء لم أتحدث ولم أحكي لك عن حقيقتي "
قالت بأسى " ومادمت تعرف أنني أكره الأغنياء لماذا تزوجتني لماذا "
قلت بحدة " لأحميك من شاهد ومن أخوتك ومن كل شيء "
ابتسمت بسخرية وقالت " لا أصدق أن من أهانني يقوم بذلك هلا شرحت لي هذا الأمر "
قلت بضيق " لأنك كنتي تهينينني على مرأى ومسمع مني هل كنت سأسكت لك "
قالت بأسى " إن قلت أن الأغنياء يستصغرون الناس أكون أهنتك اعترف بغير ذلك إن كان كلامي غير صحيح "
تنهدت وقلت " ليان دعينا نجلس ونتحدث بروية "
قالت بضيق " لا لن أشوه لكم كراسيكم بملابسي المتسخة "
صرخت غاضبا " ومن قال ذلك يا ليان وحدك من يعتقد هذا أنتي لم تتعرفي عائلتي بعد لتحكمي عليها "
فتحت باب الغرفة وقالت مغادرة " لن أعرفهم ولن أتعرف عليهم ولن أنسى لك إذلالي وتعريضي للمهانة "
وخرجت وأنا اتبعها محاولا ردعها ودون جدوى وصلت للأسفل توجهت حيث البقية أخذت ميسم من والدتي
وقالت " عذرا فهذه لن تشرفكم ابنة الفقيرة الدونية المعدومة "
وخرجت فتبعتها وأمسكت بها وقلت غاضبا " ليان هل جننتي أين ستذهبين في هذا الليل وليس لك أحد هنا "
قالت بدموع " للشارع فليست المرة الأولى "
قلت بصراخ " ليان أنا زوجك ومن عليه أمرك وعليك طاعته وتوقفي عن هذا الجنون "
قالت بصراخ أكبر" لا لست زوجي , زوجي مات منذ نطق بما سمعت "
خرجت حينها والدتي اقتربت منا وقالت " ليان يا ابنتي أديم كان خائفا عليك وبحث عنك كثيرا هوا ابني
وأنتي من مقامه عندنا , الوقت متأخر وخروجك فيه خطر عليك وعلى ابنتك "
أشاحت بنظرها وقالت بضيق " لن أبقى هنا ولا للحظة أخرى بعد "
قلت بهدوء " أين تريدي الذهاب وسوف آخذك "
قالت " أعدني من حيث جئت بي "
فتحت باب السيارة وقلت " هيا اركبي "
قالت والدتي بصدمة " هل ستذهب للجنوب الآن "
قلت بحدة " وما تريدي مني فعله يا أمي اتركها تخرج للشارع وتنام فيه لا لن يحدث ذلك "
ركبت ليان في صمت ما أشرس هذه الفتاة عندما يتعلق الأمر بالغنى والأغنياء وهذا هوا الوجه الذي لم أره
لليان طوال بقائي معها , توقعت أن تثور وتغضب ولكن ليس لهذا الحد توجهت والدتي لنافذتها وقالت
" ليان أنا في سن والدتك إن كنتي لا تعتبرينني في مقامها الوقت ليل وبرد والمسافة طويلة وابنتكم صغيرة
دعي الأمر للصباح وافعلي ما تريدين "
نزلت ليان وأعطت ميسم لوالدتي في صمت وتوجهت للطاولة في الحديقة وجلست هناك تبكي في صمت
فأشرت لوالدتي براسي أن تدخل بالصغيرة وتوجهت ناحيتها جلست وقلت بهدوء
" ليان أدخلي ودعينا نتحدث "
قالت ببكاء وهي تخفي وجهها عني " لن أدخل هناك ولو قتلتني "
قلت بضيق " أنا لا أفهم لما كل هذا الموقف منا يا ليان "
اكتفت بالبكاء في صمت فقلت بهدوء
" أنا لم أكذب عليك في حقيقتي أخبرتك أن لا تسأليني شيئا عني ولكنني لم أكذب "
قالت بأسى " بل حاولت الانتقام مني وإهانتي ثم شعرت بالشفقة علي بسبب ما صنعت بي أليس كذلك "
صدمت من تفسيرها للأمر ثم قلت " بلى هوا كذلك ولكنني أحببتك حقا وكدت اجن لفقدي لك عندما اختفيتي
صدقيني يا ليان هي الحقيقة لقد غيرتي بي أشياء كثيرة وصرت أنظر للفقر والفقراء من منظور مختلف تماما "
قالت بضيق " ولكن نظرتي أنا لم ولن تتغير "
تنهدت وقلت " هل رأيت شقيقي الذي أتى بنا إلى هنا زوجته أحدى الموجودات في الداخل هي ابنة عمي وجاءت
من الفقر ولا أحد يشعرها بذلك "
قالت بتذمر " هي ابنة عمكم على كل حال "
قلت بضيق " شقيقي الأكبر أيضا زوجته ليست من طبقتنا , ليان لا تتعبيني معك أكثر "
قالت بغضب " ها أنت ذا بنفسك تعيرهن بفقرهن وأنكم تصدقتم عليهن بالزواج بهن ماذا سيقولون عنك وعني
ها هوا أخونا المبجل تزوج بمعدومة من الشارع فما في الأمر "
قلت بنفاذ صبر " والحل الآن "
قالت ببكاء " أعدني من حيث جئت بي هوا وحده الحل "
قلت بغضب " وأنا ألم تفكري بي وابنتنا أنا أريدكما يا ليان "
قالت بعبرة " لن أنسى لك ما قلت لي لن أنسى إذلالك لي ما حييت كل ذلك لأنك السيد والمالك والكل في الكل
ولأني المحتاج الفقيرة كان عليا السماع دون رد إهاناتك عن نفسي يا لكم من مغرورين "
مر وقت طويل وهي تجلس مكانها وتبكي ولا شيء سوى الصمت ثم قالت
" لا تتعب نفسك بالجلوس هنا فأنا لن أدخل ولن ابقي "
دخلت بعد وقت فكانت أمي وحور وزبير على حالهم توجهت ناحيتهم فوقفت والدتي وقالت
" ماذا حدث معك "
قلت بيأس " لم يحدث شيء إنها غاضبة مني حد الجنون وترفض الدخول "
قالت بحيرة " كيف لامرأة أن تكره أن تكون زوجة احد الأثرياء أنا لا أفهم "
قلت بأسى " كما أخبرتكم عنها هي تكرههم بشدة وزاد الأمر سوأ أنها تكره أديم خصيصا كرها خاصا به "
نظرت لصغيرتي وقلت " هل استيقظت "
قالت حور التي كانت تمسك بها " لا إنها نائمة منذ وصلت هل علينا إعطائها الحليب يا ترى "
قالت أمي " آه كيف نسينا ذلك كان يجب إطعامها منذ مدة "
أخذتها منها وقلت " سوف آخذها لوالدتها لترضعها لقد أعماها غضبها حتى عن التفكير في ابنتها "
قالت والدتي معترضة " الجو بارد في الخارج إنها طفلة "
قلت بغضب " وما في يدي لأفعله هل سنتركها تموت جوعا "
فتحت حينها عينيها وبكت فقالت أمي " أديم لما الصراخ لقد أفزعتها "
خرجت حينها ميس بشامخ يبكي بشدة وقالت " لقد استيقظ يا خالتي "
وأصبح الصراخ على نوعين ونبرتين مختلفتين فقال زبير ضاحكا
" ها قد وجد له مساعدا "
قلت بضيق " لا نفع لك سوى في السخرية "
قال بغضب " لا تفرغ غضبك بي ليس ذنبي إن أنجبتم الأبناء وتخلصتم من الأمهات "
قلت بحدة " زبير لا تدفعني للشجار معك الآن واحترمني فأنا اكبر منك "
خرج مغتاظا وترك القصر بمن فيه تلك أفضل عادات زبير فبقائه سيؤدي لمشاحنة أكيدة
















بحر
















عائلتي اليوم يستقبلون أديم وزوجته وابنته اتصل بي صهيب لأكون معهم ولكن أي مكان لي هناك يكفيني
عذاب وحزن وألم ولهفة واشتياق هكذا أفضل لي ولها وللجميع فلست سوى سببا لدموعها ولتعاستي
آآآآه ما أشد ذلك وأقساه أن تترك شيئا هوا قطعة من قلبك لغيرك وترحل للبعيد لحيت لا شيء سوى أحلامك
الميتة وذكرياتك المتوجعة
" بحر "
نظرت له وقلت بهدوء " نعم يا حامد "
قال وهوا يبحث عن الكلام في عينيا قبل لساني " ما بك "
أبعدت نظري عنه وقلت بحزن " لا شيء سوى الموت البطيء يقترب مني وأنا أركض إليه "
قال بحيرة " أنا لم اعد أفهمك أبدا "
ابتسمت بألم وقلت " ولا أنا أفهم نفسي هل جربت يوما الموت حيا "
قال بعد صمت " لا "
قلت بحسرة " أتمنى أن لا تجربه فهوا أقسى من الموت ذاته , أخبرني ماذا حدث فيما طلبته منك "
قال بهدوء " سأسافر قريبا وكل شيء سيكون كما تريد "
















رنيم


























" افتحي هذه حبيبتي وانظري "
ابتسمت وقلت " أتمنى أن لا تكون فخا "
ضحك وقال " لم يخطر ببالي هذا لكنت جربته "
ضربته بقبضة يدي ثم نمت على صدره وقلت " كم احبك يا غيث "
ضحك وضمني بيديه وقال " ألن تفتحيه "
جلست وقلت بابتسامة " بلى "
ثم فتحته فكان سلسال به الماسة مرسوم بداخلها أول حروف اسمي نظرت له وقلت
" أمتأكد انك غيث ذاته ولم تتغير "
قال بضيق مصطنع " هل هذا شكرك لي على الهدية "
حضنته وقلت بحب " ما أسعدني بك "
مسحت دمعة نزلت حارقة على خدي وأنا اجلس أمام نافدة غرفتي أشاهد الشارع والمارة وضحكات الناس
وتلك الذكريات لا تفارق مخيلتي كم أخطأت يوم قررت أن أصهر الجليد والغي الفجوة التي كانت بيننا فما
كان حالي سيكون هكذا حينها .... آه من الذكريات
صرخ بغضب " خائنة ووثقت بك يا رنيم تبيعينني من أجل ابن خالتك "
قلت ببكاء " لم أخنك يا غيث لم يحدث اقسم لك "
قال بصراخ أكبر " وماذا تفعلين به تسألينه عن الأحوال أم عن الطقس هناك "
قلت " ليس الأمر كما فهمت "
قال بغضب " كيف إذا كيف وأنتي تطلبي من بحر أن لا يخبرني وتتحدثين معه من ورائي لقد سمعتك
بأذني تقولينها "
قلت بتألم " ولكني لم أخنك أقسم لك فلا تفهم الأمر خطأ "
قال بسخرية " وكيف أفهمه "
قلت " كان بخصوص والدتي فقط فخفت أن تغضب مني لذلك ..... "
امسكني من شعري وقال بغضب " وتكذبين عليا يا رنيم هل تضنينني طفلا لأصدق هذا "
قلت بتألم " آه غيث إنك تؤلمني "
ثم انهال عليا بالضرب حتى فقدت الوعي
آآآآه من تلك الذكريات فبعضها من جمالها تتمنى أن تعود وبعضها من قسوتها تحاول حذفها من عقلك
ما الذي كنت سأتوقعه منه بعد ما سمعه مني ولكن ابني لما يحرمني من ابني أنا والدته ومن حقي أيضا أن
يكون معي , طرقت أمي الباب ودخلت اقتربت مني وقالت " رنيم ارحمي نفسك يا ابنتي "
قلت ببكاء " أريد ابني أريده إنه من حقي فغيث لم يرد الأبناء أبدا وتضايق حين علم به لما يأخذه مني الآن "
حضنتني وقالت بحزن " ما الذي حصل بينكما يا رنيم أخبريني "
قلت بعبرة ودموع " لا شيء لا شيء "
قالت بحدة " وكيف سننهي المشكلة ولا أحد منكما يريد التحدث "
ابتعدت عن حضنها وقلت " لما أنا من يخسر كل شيء لما , تحدثي معهم يا أمي أرجوك "
قالت بيأس " لقد تحدثت مع زوجة والده أكثر من مرة وقالت أنه يرفض حتى الخوض في الأمر ويثور
ويغضب من ذكره "
قلت بحزن " أطلبي من زوج خالتي أن يتحدث معه "
قالت بيأس " منذ اتصل به غيث وأنتي في المستشفى وقال له ابنتكم تعالوا لتأخذوها وابني لدي علمت أن
الأمر ليس طبيعيا حاولت معه أن لا يذهب لجلبك عل الأمور تنحل بينكم هناك ولكنه رفض بشدة وقال أنه
لن يرضى على نفسه أن تنهاني ويسكت وقال لن يراها ولو طال النجوم وهذا ما سيعقد الأمور أكثر "
قلت بحزن " هوا لن يفكر في إرجاعي على أية حال ولكن ابني ..... "
تنهدت وقالت " رنيم إن لم تخبريني ما حدث فلن أستطع مساعدتك في شيء "
قلت بهدوء " هوا يضن أنني أخونه "
قالت بصدمة " ألم تنتهوا من الموال القديم "
قلت بأسى " ظننت ذلك ولكن شيء ما أعاد كل شيء كما كان بل أسوأ مما كان "
قالت " ما هوا "
قلت " لا أستطيع يا أمي لقد أقسمت أن لا أقول ذلك لا أستطيع "
قالت بضيق " وهل ظنونه حقيقة أم ماذا "
قلت بصدمة " أمي هل تصدقي ذلك بي "
قالت بحدة " رنيم لقد حيرتني معك يا ابنتي "
اكتفيت بالصمت فقالت " ولكن بينكما وصية ما سيحل بها "
قلت " لا اعلم لابد وأنه يفكر في ترك كل شيء أعرفه جيدا "
وقفت وقالت مغادرة " ابن خالتك جاء اليوم أيضا لرويتك وأنا صرفته "
قلت بضيق " لا أريد رؤية احد أمي أرجوك "
غادرت دون تعليق فأمسكت بالهاتف الذي اشتراه لي غيث ذاك الصباح الذي لم أجد فيه الفرصة حتى
لفتحه ولم افتحه من يومها فتحته فكانت خلفيته صورة لي وأنا نائمة ومكتوب عليها ( حبيبتي للأبد )
نزلت دموعي وأغلقته دون أن افعل أي شيء


































الجزء الثامن والثلاثون





























حور























أحوال هذه العائلة سيئة دائما لما لا تنتهي مشاكلهم أبدا وبكاء الأطفال يزيد
التوتر هنا قلت متسائلة
" ترى ماذا فعل أديم وزوجته "
تنهدت وقالت بضيق " لا أعلم فمنذ غادرا لم يتصل بنا ولم يجب ولست أعلم شيئا "
قلت بهدوء " هل سيتركها هناك وابنتها هنا "
قالت بأسى " أبنائي سيصيبونني بالجنون بالتأكيد لقد تعبت منهم جميعهم "
دخل حينها بحر ملقيا التحية فقالت بضيق " حمدا لله أننا رأيناك ظننتك مت "
قال بهدوء ممزوج بالضيق " أمي ألن ننتهي من هذا الأمر "
قالت بتنهيدة " فوضت أمري لله فيكم "
اقترب وقال " كيف تعيشون مع كل هذا الصراخ ما بهما "
قالت بتذمر " ابنة أديم معدتها ليست بخير بسبب الحليب وابن غيث لا يحتاج أن تسال
لما يبكي فهوا يبكي دون سبب "
ضحكت رغما عني لما قالت فنظرت لبحر ووجدته ينظر لي بحزن نظرة لم أفهمها ثم قال
" أعطني الفتاة سآخذها معي علها تسكت "
قالت " لا خذ شامخ ودعها هي "
قال باعتراض ملوحا بيده " لا لا لا كل شيء إلا هوا أعطوني الفتاة أو لن آخذ أحدا "
ضحكت وقالت " لما لا يحبه أحد هنا سوى ميس "
قلت بابتسامة " لا يبدوا لي ذلك قد تكون مجرد مساعدة منها "
ضحكنا كلينا ونظرت له فكان على ذات النظرة لا أفهم ما يدور في رأسه وما سر هذه
النظرة الحزينة أخذ مني الطفلة وما أن حملها حتى سكتت فورا فقالت خالتي
" لما لا تحمل هذا يبدوا أن الأطفال يسكتون بين يديك "
غادر من فوره مسرعا وقال " لا تورطيني يا أمي فلن أخذه ولو قتلتموني "
وغادر حاملا عينيا معه وهما تراقبانه حتى خرج , كم يغيب عني وكم اشتاق إليه
" أسأل الله أن أرى أبناءه يوما فبحر تعب في حياته كثيرا "
نظرت لها بصدمة فتابعت في حزن وعيناها على مكان خروجه
" بعدما طلقني والده وكبر قليلا تشرد بيننا ولم يشعر بالاستقرار يوما وكان يلومني دائما على
تفكك عائلتنا ويقارن نفسه بأصدقائه وزادت همومه عندما كبر أخوته وها هوا الآن ينهار أمام
عيني ولا املك من أمري شيئا كم أخشى أن أخسره للأبد "
نزلت من عينيا دموع دون شعور وقلت " خالتي لما تقولين ذلك "
قالت بحزن " لأنني أم وشعور الأم لا يخطئ "
زاد بكائي رغما عني لتصوري ما قالته أن يحدث حقيقة فنظرت لي وقالت بهدوء
" حور هل أنتي الفتاة التي كان بحر يريد الزواج بها "
نظرت للأسفل في صمت وبكاء ولم أجب
ربتت على كتفي وقالت " توقعت ذلك , سامحك الله يا شامخ سامحك الله "
دخل حينها زبير وقال بدهشة " ما بك تبكي يا حور "
ثم قال بضيق " وما به هذا لا يسكت أبدا "
وقفت خالتي مغادرة بشامخ في صمت وجلس زبير بجانبي حضنني وقال
" حور توقفي عن البكاء هيا "
مسحت دموعي وقلت " حسننا "
أبعدني عن حضنه وقال " جبير سيصيبني بالجنون تحدثي مع ابنة عمك وأريحيه ليرحمني "
قلت باستغراب " فيما سأتحدث معها أيضا "
قال " والدها قال أن الخيار لها فيمن تقدموا لخطبتها "
نظرت للأسفل بحزن فضمني لحظنه من جديد وقال " أعلم أنك حزنت لذلك ولكنك
تعلمين ظروف زواجنا جيدا وعمك طلب مني التحدث معك خشية أن يغضبك الأمر "
قلت ببكاء " وسيقيم لها حفلا أيضا وستتسوق كالأخريات فهل طلب والدي منه حرماني من كل ذلك "
زاد من احتضاني وقال " سأعوضك عن كل ذلك أقسم لك يا حور أن تأخذي كل ما حرمتي منه "
دخل حينها بحر قائلا " أين أمي لقد نامت الـ ..... "
نظر لنا بصدمة فابتعدت عن زبير ونظرت للأسفل في صمت ولم أرى سوى خطواته تقترب ووضع
الصغيرة في حجري ثم قال بهدوء " أتمنى أن أرى أبنائكما قريبا "
وخرج من فوره مخلفا ورائه بقايا زلزال بعد أن ضربني به بما قال فشهقت بعبرة دون بكاء فوقف زبير
وغادر في صمت حضنت الطفلة وبكيت بمرارة وألم وأنا أشتم رائحة عطره في ثيابها بعد قليل دخلت ميس
وركضت نحوي بصدمة وقالت " حور ما بك "
قلت بتعب " ميس خذيها مني لم يعد بإمكاني التحمل "
ركضت جهة الباب نادت خالتي بصوت مرتفع ثم عادت نحوي أخذت الطفلة فاستندت بيدي
على طرف الكرسي ودخلت خالتي مرعوبة وقالت " ما بكما ماذا هناك "
قالت ميس " إنها حور تبدوا متعبة تعالي لها بسرعة "
ثم ركضت خارجا حاملة الطفلة وجاءت خالتي نحوي مسرعة أمسكتني وقالت
" حور ما بك يا ابنتي ماذا حدث لك "
قلت بصوت متعب " خذيني لغرفتي رجاء ليس بإمكاني الجلوس "















زبير












ركضت مسرعا خلف بحر لقد جن هذا الفتى بالتأكيد هل ينقص حور صفعات ليصفعها عمها ثم هوا
لحقت به أمسكته من ذراعه وقلت " بحر أين أنت ذاهب "
نظر لي مطولا ثم قال " ولما السؤال "
قلت بعد تردد " أنت لم تصل إلا الآن فأين ستذهب "
ابتسم بسخرية وقال " سوف أترك البلاد كلها سآخذ أخوتي ووالدتهم وأغادر للأبد "
نظرت له بصدمة وقلت " ماذا !!! تغادر "
قال وهوا يركب سيارته " نعم أغادر , أتمنى لك السعادة يا أخي "
وغادر من أمامي وأنا جامد في مكاني من هول ما سمعت ليقل لي أحدكم أن ما قاله حقيقة وليس كذبا ولست
أتوهم أو أتخيل نظرت للخلف وفكرت في القابعة بالداخل حين ستعلم , وجود أجل جود سوف يأخذها معه
ويمضي أخرجت هاتفي اتصلت بها وهاتفها على حاله مقفل
ولم تنتهي المأساة هناك فقد لازمت حور الفراش من جديد كم أخشى أن تموت هذه الفتاة بسببنا فكل هذا وهي
لا تعلم بما دار بيني وبينه ولكن ما باليد حيلة فلابد وأن تتأقلم مع الوضع يوما فيبدوا أنه علينا الرضا بالواقع
والتعايش معه











بحر




















أعلم أن الهروب ليس حلا ولكن الوجود هنا أسوء وأشقى منه فهل سأبقى كل حياتي أراها تضيع من بين
يدي شيئا فشيئا , عليا الرحيل من أجلها وأجلي ومن أجل زبير فمن حقه أن يحيا حياة سعيدة , رفعت هاتفي
واتصلت بصديقي احمد
" مرحبا احمد كيف أنت "
قال بهدوء " مرحبا بحر أنا بخير وأنت "
قلت بأسى " لست بخير طبعا ماذا بشأن ما تحدثنا عنه "
قال " هل قررت ألن تغير رأيك "
قلت بحزن " أجل قررت وسأطلب من غيث أن أسافر هناك لأتم كل شيء وأستأجر منزلا , فقط أنت تحدث
معهم "
قال بهدوء " بالتأكيد فمكانك جاهز فقط تعال وأتم وضعك وأوراقك "
قلت بامتنان " حسننا شكرا لك يا احمد "
أنهيت الاتصال واتصلت من فوري بغيث الذي أجاب من فوره
" مرحبا بحر كيف حالك "
قلت بأسى " لست بخير "
قال بتوجس " بحر ماذا بك "
قلت " لا شيء مهم أريد منك طلبا "
قال " بالتأكيد أنا في الخدمة "
قلت بعد صمت " أريد أن أسافر شهرا خلال الأيام القادمة لأمر شخصي ومهم "
قال " هل من مكروه "
قلت " لا ولكن تكتم عن الأمر فأنت تعرف والدتي ستضع ألف تحليل "
قال بعد صمت " حسننا كما تريد "
قلت " شكرا لك يا غيث وداعا "
ثم رميت الهاتف وتوجهت لصديق همومي الوحيد البحر
















صهيب














توجهت اليوم لشركة عمي جسار طلبت سكرتيرته إذنا فأدخلني على الفور وهذا ما كنت أتوقع , دخلت
بخطى ثابتة فوقف ونظر لي بحدة وقال " ماذا تريد مني يا صهيب "
قلت بجدية " تعلم ما أريد "
جلس وقال " سوف أعطي الفتاة بعض النقود وانتهى الأمر "
قلت ببرود " ليس هذا كل شيء "
قال بحدة " ماذا بعد "
قلت " نصيبها كاملا وبراءة عمي "
قال بغضب " هل تهدي أنت وأنصحك أن لا تعبث معي كي لا تخسر "
قلت مغادرا " إذا السجن ينتظرك ولن أتوانى لحظة في فعلها "
خرجت من عنده متوجها للقصر دخلت غرفتي أخذت الأوراق من خزانتي وتوجهت لغرفة ميس دخلت
ووجدتها تمسك شامخ فقلت بابتسامة " يبدوا لي أنه لن يفارقك أبدا لقد بدأت أشعر بالغيرة منه "
وضعته على السرير وقالت بابتسامة
" وما عساي أفعل عليا مساعدة والدتك المسكينة فهي تتعب كثيرا وحقيقة الأمر أنا لم أحب الأطفال يوما "
اقتربت منها جلست بجوارها وقلت " ومن سيحب أبناءنا إذا "
ضحكت وقالت " أنت تكفي "
نظرت لها بضيق فقالت " ما هذه الأوراق في يدك "
مددتها لها وقلت بجدية " ميس أسمعيني جيدا ما سأقوله لك إن حدث لي أي مكروه فهذه الأوراق ستكون
طريقك الوحيد لتبرئة والدك والدليل على قاتلي "
أمسكت قلبها بيدها وقالت بخوف " ماذا تقول يا صهيب "
قلت " ميس أرجوك أسمعيني عمي جسار وراء كل شيء ولن يتوانى في فعل المزيد "
نزلت الدموع من عينيها وقالت "لا , لا تقل ذلك إنك تخيفني كيف تتركني وترحل "
حضنتها وقلت " تخافين عليا إذا "
قالت ببكاء وهي تشد بيديها علي " بلى أخاف عليك ألست زوجي "
أبعدتها وقلت " زوجك فقط "
قالت بحياء " وحبيبي أيضا فلا تعرض نفسك للخطر أرجوك "
قبلتها وقلت " لا تخافي يا ميس فلا يموت أحد قبل أوانه "
هزت رأسها نفيا وقالت " ولكني لن أتوقف عن لوم نفسي حينها "
ثم غطت وجهها بيديها وقالت بنحيب " لا أريد أن أفكر في ذلك ولا مجرد التفكير "
حضنتها وقلت " هيا يا غبية لم أعرفك ضعيفة هكذا سابقا "
بكى حينها شامخ فابتعدت عني وأمسكته محاولة إسكاته فقلت بضيق " أقسم أنني بدأت أغار "
ضحكت بهدوء فقلت " نعم هكذا أريدك دائما ولا تحزني يوما يا ميس مهما كان "
دخلت حينها والدتي وقالت " عذرا ظننتك وحدك متى أتيت أنت "
قلت بتذمر " منذ أن أصبحت زوجتي مربية خاصة لابنكم "
ضحكت وقالت " دعها تعتاد على الأمر لتكون أم صالحة "
ضحكت وقلت " إذا كان الأمر كذلك فلا بأس "
ثم وقفت وقلت " حبيبتي لا تنسي ما تحدثنا عنه وخبئي هذه جيدا حسننا "
قالت بدموع تملأ عينيها " ولا تنسى ما قلت لك "
قبلتها على خدها وقلت مغادرا " أمي لقد أصبحت أموت من الغيرة من طفلكم هذا فجدوا له حلا "
ضحكت وقالت بصوت مرتفع لأسمعه " جد لك عقاقير ضد مرض الغيرة فلا أحد لدي الآن سوى ميس "
غادرت ضاحكا وخرجت متوجها لحيت سيبدأ اللعب الحقيقي مع الموت




















أُديم





















كان عليا أخذ ليان من هناك صباح اليوم التالي فقد قضت تلك الليلة في الحديقة ورفضت كل محاولاتي لإدخالها
ولو للملحق الخارجي , توجهت صباحا لوالدتي لأخذ ميسم معنا فأصرت على إبقائها حتى ننظر ما سنفعل حيال
الأمر وفي رأيي هوا عين الصواب فليان كالبركان ولا تفكر في أحد الآن ويبدوا أنها ستكرهها هي أيضا فهي ابنة
أديم عدوها اللدود , غادرنا القصر وركبنا الطائرة وليان في صمت تام ولا تنظر ناحيتي حتى, تحدث كثيرا حاولت
شرح أسبابي حكيت لها كل ما يخص وصية والدي وهي لا جواب وها قد انقلبت الأدوار وصرت أنا ليان وهي وسيم
وصلنا للجنوب توجهت لشقتي نزلت فقالت أخيرا " أين سنذهب "
قلت " هذه شقتي هنا "
قالت بحدة " لن أنزل هنا "
قلت " نذهب لمنزلنا إذا "
قالت بضيق " ولا هناك "
قلت بغضب ونفاذ صبر " ليان ما هذا بحق الله "
قالت ببكاء وغيض " لا تصرخ بي يا هذا فلست أرفع مني في شيء "
قلت بأسى " لا حول ولا قوة إلا بالله "
ثم قلت بهدوء " ليان أنا لا أراك اقل مني في شيء صدقيني "
قالت " أعدني من حيث أتيت لمنزل السيدة التي عملت لديها خادمة هوا مكاني ومكانتي ولن تشرفك أبدا "
قلت بصدمة " خادمة "
قالت بألم " وما تضن سأكون وقد تركتني للشارع هل ستجدني وزيرا أم رئيسا نعم خادمة هوا خير لي
من أن أعيش عالة عليها فلم أرضى أن تتصدق علي بمالها "
قلت " ليان لما كل هذا فأنت من المفترض أن تخدمك الخادمات لا أن تكوني خادمة "
قالت بغضب " خدني هناك أو ذهبت لوحدي وأحضر لي ابنتي "
قلت بأسى " وأنا لمن تتركاني أنا أريدكما وهي ابنتي أيضا "
نزلت من السيارة وقالت " إذا خدها وأحرق قلبي عليها لكن لا تنسى إخبارها حين تكبر عن حقيقة
والدتها كي لا يفاجئها الناس وتكرهني "
غادرت سيرا على قدميها فتبعتها وأمسكت بيدها وقلت " إلى أين ستذهبين "
قالت " لقد أخبرتك إلى أين "
سحبتها جهة السيارة وقلت " حسننا سوف أخذك إلى هناك فأنتي تحتاجين لأن تفكري مليا "
ركبت السيارة في صمت متجاهلة لكل ما قلت ونزلت عند منزل تلك السيدة في صمت أيضا أيعقل أن تكره
الأغنياء لهذه الدرجة , لدرجة أن تتخلى عن ابنتها على العودة معي أم أن كرهها لي هوا السبب عدت لشقتي
ومرت بي أيام الأسبوع أحاول التحدث معها ولكنها كانت ترفض الخروج إلي , عليا الذهاب لإحضار ميسم
لها نهاية الأسبوع القادم فلن أحرمها من ابنتها مهما كان , آه ولكني سوف أحرم منها أنا ولكن لا بأس فأنا سأكون
هنا وسأزورها يوميا لعل رأس ليان يلين يوما















ليان




















أشعر أنني في حلم بل في فلم لا في كابوس فحقيقة أن وسيم ليس بأخرس وحدها كفيلة بجعلي أجن من الصدمة
فكيف وهوا ليس أسمه وليس فقيرا وأديم أيضا وهذه أبشع الحقائق ها قد مر أسبوعان على عودتي بعد أن عرفت
كل تلك الحقائق البشعة القاسية وابنتي بعيدة عني والمدعو والدها لا يتوقف عن محاولة التحدث معي ما يضن نفسه
هل سأنزل نفسي له ليدلني هوا وعائلته وطبقته المترفة تلك , كيف أكون أنا زوجة ابن شامخ آل يعقوب مالك كل تلك
الشركة وكل تلك الأملاك كيف وأنا من رفضت من يملك بعض العقارات فقط , هل هوا انتقام الله مني لأني رفضته
لأنه يملك المال آه ما أقسى الواقع وما أسوءه , طرقت حياة الباب ودخلت تحمل ابنتي بين ذراعيها فركضت ناحيتها
وأخذتها منها وضممتها لصدري بحب وقلت " كم اشتقت لك يا حبيبتي "
ابتسمت حياة وقالت " زوجك قال أنه سماها ميسم وقد أحضرها لتبقى معك "
نظرت لها بصدمة فقالت " وقد جلب معه ما لا يكفي منزلنا لاستيعابه وحتى أبناء ابني لم ينسهم ولولا إصرارنا كان
يود دفع المال لأجل بقائكم هنا ووافق شريطة أن لا تعملي شيئا "
غمرت وجهي في وجه ابنتي وقبلتها بحب وفي صمت فأجلستني حياة وقالت بهدوء
" ليان أنا سأكون سعيدة ببقائك معي طوال العمر ولكن هل من حقك أن تحرمي زوجك أو نفسك من ابنتكما هل
ترضي أن تكبر وتجد نفسها مشردة بين والدين كل منهما في أرض "
تنهدت وقلت " حياة إن كان وجودنا يضايقك .... "
قاطعتني قائلة " أخبرتك منذ البداية أنني أتمنى أن تبقي معي كل العمر يا ليان تأكدي من ذلك ولكن فكري
في ابنتك وفي والدها الذي كان بإمكانه حرمانك منها بكل سهولة ولكنه رفض إلا أن تكون معك لقد حدثني
ابني عن أبناء شامخ فهوا عمل في العاصمة لسنوات وقال أن أديم هوا الأكثر غرورا بينهم ومع هذا أنظري
كيف يتمنى رضاك عنه ولو مرة وقد قال بنفسه لابني أنك غيرتي فيه الكثير "
نظرت لها مطولا في صمت فقالت " اخرجي للحديث معه هذه المرة من أجلي يا ليان "
مسحت دموعي وقلت " لن تفهمي ما اشعر به أبدا يا حياة "
قالت بحنان " بل أشعر وأشعر بما يشعر به زوجك وما ستشعر به ابنتك في المستقبل "
قلت " ولكن ..... "
قاطعتني قائلة " ليان تذكري أن من فعل كل تلك الأشياء من أجلك هوا أديم فهوا نفسه من تزوجك ليحميك من
شاهد ومن أخوتك أيضا و قتله لأنه اقترب منك وهوا من بحث عنك لأشهر وفعل كل ما فعل وهوا يعلم من يكون
ومن تكونين "
ثم وضعت يدها على كتفي وقالت
" هيا يا ليان أعطني الصغيرة واذهبي للتحدث معه جربا التحدث فقط ولا تغادري معه مادمت لا تريدين ذلك "
ترددت كثيرا ثم وقفت أعطيتها الصغيرة وخرجت ببطء متوجهة لمجلس الضيوف فتحت الباب ودخلت كان
جالسا في الداخل لوحده فوقف ونظر لي بصدمة وكأنه غير مصدق ثم اقترب مني وحضنني بحب فنزلت دموعي
مباشرة , آه ليتك وسيم وليتك أخرس ليتك الشاب الذي فعل كل ذلك من أجلي ولست أديم لقد اكتشفت الآن أنني أشتاق
لك حقا اشتاق لهذا الوجه ولهذا الحضن لوسيم وليس للآخر شهقت ببكاء وقلت
" وسيم "
أبعدني عن حضنه وامسك وجهي بيديه وقال " ليان ارحميني أرجوك "
أبعدت يديه وهززت رأسي بالنفي وقلت " لماذا تحدثت الآن كنت تركتني أحلم قليلا "
ثم أمسكت قميصه بقبضة يدي سحبنه جهتي وغمرت وجهي فيه وقلت بألم
" أريد وسيم أعده إلي أعده مثلما سرقته مني "
قال بأسى " أنا وسيم يا ليان أنا هوا وسأكون هوا إن أردتي وسأترك حتى ثروة والدي ووصيته إن كنتي تريدين
ذلك لكن عودي لي ولابنتنا لنعيش معا كما في السابق فقراء ومعدومين إن أحببتي "
أنزلت رأسي للأسفل دون كلام فقال " إذا هذا هوا جوابك , حسننا يا ليان اعتني بنفسك وبميسم جيدا وإن
احتجتما شيئا فاتصلي بي "
ثم غادر خارجا من الغرفة ومن المنزل كله




















غيث





















لقد تركتي لي مكانا شاغرا تعودت على وجودك فيه يا رنيم لماذا كنتي مثل الجميع خائنة وبلا مشاعر
" غيث ألن تأخذ الصغير لوالدته خذه لتراه وأعده "
قلت بضيق " أمي لن نتحدث في نفس الموضوع دائما "
قالت بحدة " تذكر أن ما تفعله ستحاسب عليه فالله لا يرضى بذلك يا غيث "
ثم غادرت من فورها لأنها كانت واقفة أمام الباب ودخل بعدها بحر جلس بجواري وقال بهدوء
" غيث أريد التحدث معك في أمر "
لذت بالصمت فتابع قائلا " سوف أغادر البلاد وأخذ عائلتي معي "
نظرت له بصدمة وصمت فقال " لم أراك تعترض "
ابتسمت بسخرية وقلت " حالي ليس بأفضل منك وأنا سأترك كل شيء أيضا "
نظر لي مطولا بصدمة ثم قال " تترك كل شيء "
قلت " نعم آخذ ابني وأرحل فالوصية ستعيد رنيم وتربطني بها لقد حسمت أمري وانتهى كل شيء "
قال بعد صمت طويل وعيناه لا تفارق ملامحي " وأين ستذهب "
قلت بهدوء " لقد جمعت بعض المال من رواتبي وسأتدبر أمري به "
تنهد وقال " أما أنا فلم يترك لي والدي مالا لأدخره وسأبدأ من الصفر واعمل بشهادتي , متى ستغادر "
قلت " سوف أبلغ المحامي عن قراري الأسبوع القادم , يعز عليا فراق الجميع لكن هذه هي الحياة لا يأخذ
الإنسان منها كل ما يريد "
قال بهدوء " أحيانا يكون الهروب أفضل حل للنسيان "
نظرت له وقلت " لم يكن هذا كلامك عندما كنا عند البحر "
ابتسم بألم وقال " ومن قال أن كلامي تغير أنا لازلت مصرا عليه فلن أتزوج بغيرها ما حييت "
هززت رأسي بيأس وقلت " الوصية وآه من الوصية بسببها عرفت رنيم وتزوجتها وصار لي ابن منها "
ثم ابتسمت بسخرية وتابعت
" وبسببها أحببتها واكتشفت أنها ليست تختلف عن غيرها وبسببها أنا مطر للرحيل "
ثم نظرت له وقلت " وكما ترى فما فعلته الوصية بك ليس بأقل مما فعلته بي "
دخلت حينها والدتي ونظرت لنا بصدمة ثم قالت " هل ما سمعته صحيح أم أنني أتخيل "
نظر بحر للأرض وقال بهدوء " بلى صحيح "
صرخت قائلة " هل جننتم يا أبناء شامخ هل فقدتم عقولكم بسبب النساء "
ثم أشارت بأصبعها لي وقالت " أنت تترك عائلتك هربا من امرأة "
ثم أشارت لبحر وتابعت " وأنت تهرب من حب امرأة وها هوا أديم يقول أنه مستعد أن يترك كل شيء
من أجل أن ترضى عنه امرأة أخبروني هل رباكم رجل لتفرقكم النساء "
لذنا بالصمت فقالت بحدة " وحتى متى كنتم تودون إخفاء الأمر عني "
قال بحر " كنتي ستعلمين على أية حال "
ثم وقف وقال مغادرا " لقد قررت وانتهى الأمر "
وخرج وخرجت تتبعه صارخة به " إن فعلتم ذلك فلستم أبنائي ولا أعرفكم "
وقد غضبت بعدها من الجميع وسجنت نفسها في غرفتها , سوف تعتاد على الفكرة هوا ابنها أما أنا فلم
يعد لدي شيء أخسره ولا أحد يخسرني


 


قديم 02-23-17, 01:17 PM   #15
حسين سلطان

الصورة الرمزية حسين سلطان

آخر زيارة »  10-15-23 (07:46 AM)
المكان »  البحرين
الهوايه »  القراءة والكتابة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الجزء التاسع والثلاثون























رنيم















لقد مر قرابة الشهرين على تركي تلك البلاد لم أرى خلالهم أحد من تلك العائلة ولا حتى
ابني ما أقسى قلبك يا غيث وها هوا يقترب وقت مهلة تركي هنا حسب شروط الوصية فما
سيفعله غيث يا ترى , آه ليته كان القرار بيدي لما كنت تركته هوا من يقرر ذلك طرقت والدتي
الباب ودخلت قائلة
" رنيم هناك امرأة تريد رؤيتك في الأسفل "
نظرت لها بحيرة وقلت " من هي "
قالت " لا أعلم لم تخبرني من تكون وتصر على رؤيتك "
وقفت وقلت " حسننا سأنزل لها حالا "
نزلت للأسفل فكان هناك سيدة في نهاية الخمسين من العمر تقريبا ويبدوا على
ملامحها المرض والتعب وصلت عندها فابتسمت ومدت يدها قائلة
" مرحبا يا ابنتي هل أنتي رنيم "
صافحتها وقلت " نعم ومن تكونين أنتي "
جلسنا فقالت " أنا والدة غيث "
نظرت لها بصدمة ولم ترمش عينيا فقالت
" كنتي تضنين أنني ميتة أليس كذلك "
قلت بدهشة " نعم ولكن كيف "
تنهدت بحزن وقالت " لقد كنت في السجن لسنين وخرجت منه منذ سنتين فقط "
فتحت فمي من الصدمة وقلت " السجن ... ولكن لما "
لاذت بالصمت ثم بدأت دموعها بالنزول وهي تحكي لي ماضيها منذ كانت شابة حتى
تزوجت وأنجبت غيث وطلقها والده وما حدث بعدها حتى اليوم وأنا في صمت من الصدمة

ثم تنهدت وقالت " وهذه هي حكايتي لقد عشت طفولة جعلت مني فتاة فاسدة جدا تزوجني شامخ
مرغمة بسبب والدي ولكن الزواج لم يردعني عن شيء كان ينقصني الحنان طوال عمري وكنت
أبحث عنه دائما عند الرجال ولم أجده لذلك كنت أتنقل بينهم كالتائهة حتى خسرت نفسي وابني
وكل شيء لقد أخبره والده أنني مت بعد أن دخلت السجن وكانت صديقة لي تأتيني بأخباره دائما
وبعد خروجي علمت أنه تزوج وعلمت الآن أن لديه ابن بسببي كرهني غيث مند صغره
وبسببي خسر دراسته وكرهها رغم تفوقه "
قلت " وحسام من يكون "
قالت بحزن " إنه صديقه المقرب منذ طفولته لقد انتحر بسبب خيانة زوجته له مع صديقه "
ثم قالت ببكاء " دعيني أرى ابنه ولو لمرة في حياتي قبل أن أموت لأنني أعرف جيدا أنه لن
يسمح لي برؤيته لو علم بي "
قلت بأسى " لست أفضل حالا منك فقد حرمني غيث من ابني ولم أره منذ ولدته لقد قمتي
بتدميره لقد صنعتي منه حطام رجل يكره النساء ولا يتق بهن وهذي أنا ادفع ثمن أخطائك "
وقفت وقالت " أنا آسفة لإزعاجي لك واعتبري أنك لم تريني "
خرجت من فورها دون أن تترك لي حتى رقم هاتفها ولكن ما سأفعله لها وحالي ليس بأفضل
منها ترى هل سيأتي يوم يتزوج فيه ابني وينجب ولا أراه ولا أرى أبنائه ولكني لست مثلها
فهل سيخبر غيث ابني أنني خائنة وأني كنت أخونه , لهذا إذا كان غيث يتصرف هكذا , معه
حق فمن رأى ما رآه في حياته لن يكون أحسن حالا من هكذا وعلى الرغم من ذلك وتق بي
مؤخرا , لماذا صنعت به والدته هكذا لماذا ولماذا أنا تزوجت به دونا عن غيره

سجنت نفسي في غرفتي طوال اليوم والدموع لم تفارق عيناي لست أعلم هل ابكي حالي
أم حال غيث أم حالنا معا , علمت الآن لما رفض غيث أن يترك ابننا لأربيه أنا هوا يرى أن
ماضيه سيتكرر مع ابنه أمسكت بهاتفي الذي أهداه لي فتحته وبحثت في الأرقام المخزنة فيه
فكان رقما واحدا فقط تحت اسم ( أبو شامخ ) نزلت دموعي وقلت بشهقة
" رغم كل شيء مررت به يا غيث وثقت بي "
اتصلت به مرارا ولم يجب هوا يعرف انه رقم هاتفي لذلك يرفض الإجابة ولكن عليا التحدث
معه أرسلت له رسالة كتبت فيها ( غيث أرجوك أن تجيب على اتصالي ولو تكون المرة الأولى
والأخيرة أجب هذه المرة ولن اتصل بك ثانيتا )
ثم اتصلت به فأجاب فقلت " غيث اسمعني أرجوك ولا تغلق الخط "
قال بضيق " ماذا تريدي مني ابني لن تريه ولا شيء آخر لدي "
قلت ببكاء " غيث ارحمني إنه ابني أيضا وأنت تذكر جيدا حين قلت أنك لا تريد أبناء "
قال بغضب " إن كان هذا ما اتصلت لأجله فالمكالمة انتهت ولا نقاش في الأمر "
قلت بعبرة " غيث أنا لم أخنك اقسم لك لقد كانت ..... "
قاطعني قائلا بحدة " وفري على نفسك الكلام يا رنيم وأحب إعلامك أنني سأترك كل شيء
وأطلقك وآخذ ابني وأرحل فاشبعي بابن خالتك وأنجبي لك غيره "
قلت " أنا لا أريد ابن خالتي ولا غيره أنا ...... أنا أريدك أنت وأريد ابني "
قال بهدوء " كاذبة "
ثم أغلق الخط في وجهي وتركني لدموعي وحزني اللذان لا ينتهيان























جود

























لقد كانت كلمات رنيم طوال الفترة الماضية تدور في راسي إنها محقة فانا لم أفكر في غيري
أنا فكرت في نفسي فقط فماذا لو علم بحر يومها أنني أتحدث مع شاب عبر الهاتف , نحن دائما
نحتاج لصفعة لنستفيق ولكني لا استطع نسيانه وأكاد أحترق شوقا لسماع صوته وأخباره سحقا
لي فأنا السبب في كل ما يحدث معي هل كان عليا الاستماع له من أول مكالمة هل كان عليا أن
أحبه وأتعلق به , لقد أغلقت هاتفي منذ غادرت قصر عائلة بحر وانقطعت عن كل العالم الخارجي
لعلي أنسى وليس لي سوى الحزن والتفكير والنظر بشغف لهذا الهاتف المغلق مانعة نفسي من فتحه
سمعت طرقا على الباب فقلت بهدوء " تفضل "
انفتح الباب ودخل بحر فارتميت في حضنه باكية وقلت
" سامحني يا بحر سامحني على كل أخطائي في حقك "
مسح على ظهري وقال
" لا أذكر أنك أخطئت في حقي يا جود هيا توقفي عن البكاء واجلسي سنتحدث في أمر "
جلست فقال بهدوء " جود سوف نترك البلاد ونسافر "
نظرت له بصدمة وقلت " لماذا "
تنهد وقال " هكذا حكمت الظروف ولهذا سافرت طوال الشهر الماضي سوف نعيش في بلد
آخر وسأعمل هناك وستدرسين , لن استطيع توفير الحياة التي كنتم تعيشونها هنا ولكن كل
شيء سيتحسن بالتدريج "
نظرت له في حيرة وقلت " ولكن لماذا , أنا لا افهم "
وقف وقال مغادرا
" أخبرتك أنها الظروف من حكمت بذلك سنسافر نهاية الأسبوع القادم فاستعدوا "
خرج وتركني كالبلهاء لا أفهم شيئا مما يجري كيف يترك بحر عائلته ووالدته وكل تلك الثروة
وحتى عمله ويرحل لماذا يا ترى , أخرجت هاتفي وفتحته اتصلت بحور كثيرا ولم تجب فاتصلت
بوالدة بحر فكان هاتفها مقفلا فلم يبقى أمامي سوى ميس اتصلت بها فأجابت على الفور قائلة
" مرحبا يا جود أين أنتي لقد اشتقت لك "
قلت بهدوء " أنا بخير ما هذا الصراخ لديك "
قالت " إنه ابن غيث سيصيبني بالجنون ولا أحد غيري ليهتم به وبالمطبخ لما
تركتموني وذهبتم جميعكم "
قلت بصدمة " من الذين ذهبوا وتركوك "
قالت بحزن " أنتي لا تعلمي ما حدث بعدك لقد مرضت حور كثيرا وأخذها زبير
لمنزل عمها وقد تشاجر غيث و رنيم وضربها وأنجبت طفلها ذاك اليوم وها هوا
هنا وهي عند والدتها وخالتي تسجن نفسها في غرفتها بعدما علمت أن بحر وغيث
سيتركان القصر نهائيا "
قلت بصدمة " يا إلهي ولكن لما كل هذا "
تنهدت وقالت " لا اعلم فحور ترفض الحديث عما أتعبها و رنيم وغيث لا يريدان
قول حقيقة ما حدث يومها وأنا بقي لي هذا الصغير الذي لا يتوقف عن البكاء ولا
مساعد لي سوى والدتي وهي مريضة كما تعلمي "
قلت " ولما سيغادر بحر وغيث "
قالت " لا أستطيع قول أكثر من ذلك يا جود "
قلت " حسننا ولما تشاجر غيث و رنيم ومتى "
قالت " أخبرتك أنهم لم يخبرا أحدا عما حدث فبعد أن غادرت وشقيقك
سمعنا صراخها وهوا يضربها "
وضعت يدي على فمي من الصدمة هل علم بما حدث يومها في المطبخ يا ترى هل
أخبره بحر ولكن بحر خرج أمامي ولكنه تحدث مع أحدهم في الخارجي يا إلهي يا لها
من كارثة قالت ميس " جود أمازلت معي "
قلت " نعم يا ميس هل لديك رقم رنيم "
قالت " لا فأنتي تعلمي أنه لا هاتف لديها لقد طلبت مني عند بقائي معها في المستشفى
أن احضر لها هاتفا كان موجودا في جناحها ولا أعلم إن كان لها أم لا ولا أعلم رقمه
أيضا , خالتي تملك رقم والدتها ولكنها تسجن نفسها ولا تتحدث مع احد "
قلت بأسى " يا لها من مشكلة وداعا الآن يا ميس "
أغلقت هاتفي وخرجت باحثة عن بحر ولم أجده فعدت لغرفتي واتصلت به فأجاب بعد
حين فقلت " بحر هل غادرت المدينة "
قال " لا ليس الآن خلال يومين تقريبا "
قلت " أريد الذهاب معك لقصر عائلتك في أقرب وقت "
قال بحيرة " لماذا "
قلت بجدية " لأمر مهم جدا يخصني أرجوك يا بحر "
قال بهدوء " عليا الذهاب بعد الغد لوحدي لا يمكنني أخذك معي لأمر مهم في القصر وبعدها
سوف آخذك قبل سفرنا حسننا "
قلت " أريد الذهاب سريعا بحر أرجوك "
تنهد وقال " سأرى "
قلت " شكرا لك يا بحر ولكن لا تتأخر رجاءا "
رنيم لماذا تحملتِ كل ذلك عني لماذا , لقد دمرتِ نفسك وعائلتك من أجل أن تتكتمي على
سري يا لي من مغفلة هاهي نتائج خطئي تظهر وتضر بغيري بدل أن تضرني أنا
في اليوم التالي أخذني بحر لقصر عائلته تحت إصرار مني وسيعود بي ليرجع وحده غدا
وصلت هناك ودخلت فوجدت ميس احتضنتني بحب وقالت
" جود مرحبا بك ما هذه المفاجأة السعيدة "
قلت لها بهمس " ميس أين غيث عليا رؤيته حالا "
قالت بحيرة " غيث ولكن لما "
قلت " إنه أمر خاص وضروري جدا "
قالت بهدوء " لا أعلم متى سيأتي إنه متغيب أغلب الوقت "
ثم ابتسمت وقالت " تعالي يا جود ألن تري ابني بالتربية "
ضحكت وقلت " لا أصدق أنك تربين طفلا فأنتي لازلتِ طفلة "
قالت بضيق " طفلة في السابعة عشرة "
قلت بابتسامة " بل تبدين أصغر من ذلك بكثير "
توجهنا حيث غرفة الصغير كان نائما بسلام ياله من طفل جميل سامحني على ما
فعلت لك ولوالديك نظرت لميس وقلت
" هيا لنخرج عليا انتظار غيث حتى يأتي "
خرجنا ومر بعض الوقت ثم دخل غيث نظر لنا في صمت ثم تخطانا وغادر وقفت ولحقته
حتى صعد للأعلى وأنا اتبعه ثم قلت " غيث "
التفتت وقال ببرود " ماذا هناك "
قلت بهدوء " أود التحدث معك في أمر "
قال بحدة " لا حديث بيننا عن شيء يا جود لقد قبلتك هنا من أجل بحر ورأيت فيك
فتاة محترمة ولم أكن أتوقع أن تساعدي النساء على خيانة أزواجهن "
إذا كما توقعت قلت برجاء " اسمع الحقيقة مني يا غيث أرجوك "
قال مغادرا " لن اصدق الأكاذيب "
قلت وأنا اتبعه " أنا من كانت تتحدث مع ذاك الشاب و رنيم لا تعرفه لقد حكيت لها عنه
مرة وطلبت منها أن لا تخبر أحدا وهي أقسمت لي أن لا تفعل وعندما أكتشف بحر الأمر
قالت أنها هي من تتكلم بهاتفي وأنه ابن خالتها لقد نهتني كثيرا عن فعل ذلك ولكني لم استمع
لها حتى وقعت الفأس في الرأس "
التفت ونظر لي بتشكك فقلت
" اقسم أنها الحقيقة وها هوا رقمه لدي سأتصل به أمامك لتتأكد "
فتحت هاتفي واتصلت به وفتحت مكبر الصوت فأجاب من فوره قائلا
" هل تذكرتي أنني موجود أخيرا "
نظرت لغيث ثم قلت " من أنت وما هوا اسمك فأنا لا أعرف حتى من تكون "
قال " هل هذا فقط ما يغضبك "
قلت " لقد أخبرتك أن شقيقي رأى اسمك وقامت أحداهن بإنقاذي من الموقف وها هي
تذمرت حياتها بسببي وسببك أنت "
قال بهدوء " ولكنك تعلمين جيدا أنني أحبك وأريد الزواج بك ما أن تنتهي
ظروفي لماذا تفعلين هذا بي "
ثم أغلقت الخط وناولته الهاتف وقلت " يمكنك التأكد من تواريخ المكالمات والرسائل لتعلم
أنني أتحدث معه منذ وقت طويل وقبل مجيئي إلى هنا وليست لعبة مني وحتى اتصاله بي
ذاك اليوم مدون بالتاريخ والوقت "
أخذ الهاتف مني فتش فيه قليلا ثم نظر بصدمة ونظر بعدها لي وقال
" من أين تعرفت على هذا الرجل "
قلت " إنها قصة طويلة لقد حدث الأمر بالمصادفة اقسم أنني لست من هذا النوع ولم
أعرف في حياتي غيره "
هز رأسه بحيرة وقال " لماذا فعلت رنيم ذلك "
قلت بحزن " فعلته من أجلي كما أخبرتك "
قال " ولما لم تخبرني حين واجهتها بالأمر "
قلت " لأنها وعدتني وأقسمت لي سابقا أنها لن تخبر أحد ولا حتى أنت "
ضرب بقبضة يده على الجدار وقال " وهل يعلم ذاك الشاب من تكونين أنتي "
قلت ونظري للأرض
" لا فأنا لم أخبره اقسم أنني ندمت على تهوري فلا تحرم رنيم من ابنها بسببي "
ثم قلت ببكاء
" أنا من يستحق العقاب وليس هي لقد ضحت بكل شيء لأجلي وتكتمت على مساوئي أيضا "
تنفس بضيق وبقوة عدة مرات ثم قال من بين أسنانه
" لماذا فعلتي ذلك يا جود لماذا ولكن اللوم ليس عليك وحدك بل على ذاك النكرة الذي جرك معه "
أعطاني هاتفي وقال مغادرا
" أتمنى أن تكوني تعلمت الدرس جيدا يا جود فما حدث دمر الكثيرين "
ثم غادر وتركني لندمي وحسرتي , نزلت للأسفل وجدت بحر داخلا فغادرت معه على الفور



























حور






















" توقفي عن البكاء يا حور فستموتين من بكائك المتواصل "
قلت بنحيب " يريد تركي والرحيل يا مرام هذا فقط ما يستطيع فعله دائما "
قالت بضيق " حور أنتي متزوجة ولك حياتك وهوا يفعل الصواب فإلى متى ستستمران
في هذا سوف تنسيه وتعيشي حياتك فزبير شاب رائع جدا "
قلت بصراخ " لا أريد أحدا , أريد الموت فقط أريد الموت الذي أخذ والداي أن يأتي ليحملني
ويريحني ويريح الجميع "
ثم شهقت ببكاء وقلت " حتى إن كان لا يفكر بي فلما لا يفكر بوالدته التي تسجن نفسها أو بأخوته "
ربتت على كتفي وقالت
" حور هوا ليس بأفضل حالا منك وما كان ليختار الابتعاد عن أهله إلا لأنه يتعذب "
قلت بأسى " دعيني وشأني يا مرام أخرجي واتركيني وحدي "
وقفت وغادرت في صمت وبعد وقت طرق أحدهم الباب ودخل فكان عمي راجي
سويت من جلستي ومسحت دموعي فاقترب وجلس بجواري وقال بحزم
" حور ما بك أخبريني الآن "
قلت " لاشيء يا عمي "
تنهد بضيق وقال بجدية " لن أخرج قبل أن اعلم ما بك إن كنتي غاضبة مني بسبب خطبة
مرام ألغيث كل شيء وزوجتها كما زوجتك "
قلت بنفي " لا ليس ذلك أبدا فلا ترفض جبير أرجوك فهم يحتاجونها وهوا يريدها "
قال " إذا ماذا بك "
لذت بالصمت فتنهد وقال " غدا عليك الذهاب مع زوجك لقصر عائلته لأمر مهم "
نظرت بصدمة فقال " تعلمين أن شقيقاه قد قرروا التخلي عن شرط الوصية والمحامي
طلب حضورك معهم من أجل إتمام الإجراءات "
قلت " وما علاقتي أنا بالأمر "
وقف وقال " تلك إجراءات قانونية نحن لا نعلم عنها شيئا لابد أن يحظر الجميع كل شيء
ويوقعوا أيضا إنها محكمة وليست لعبا "
قلت بدموع " لا أريد الذهاب يا عمي أرجوك "
قال مغادرا " ليس الأمر كما نريد ستذهبين وتعودي فور إكمال كل شيء "
ولكني لا أريد رؤيته الآن لا أريد فيكفيني ما حل بي لا أريد أن أراه أبدا بعد اليوم
















زبير




















هاهي الأمور تتراجع للأسوأ فالأسوأ بحر وغيث والكارثة التي فاجأنا بها لا اصدق أن يذهبا
ويتركانا ليثني أستطيع تركها لك يا بحر لأرتاح وترتاح فأنت لا تعلم انك تأخذ قلبي معك مثلما
تترك قلبك معي فأنا بين نارين لا استطيع الكلام ولا السكوت ليثني استطيع مخالفة وصية والدي
ولكن يستحيل ذلك فالموت أهون عندي من مخالفة أوامره لي وهوا على قيد الحياة فكيف بعد موته
ووالدتي سوف يجن جنونها إن فعلتها أنا أيضا عليا التصرف فور تخليهم يجب أن أجد طريقة
وحل , خالف والدك يا زبير ما بك هكذا أحمق
وها هي حور قد وصلت لأسوء حالاتها بعدما سمعت بقرار بحر , وغيث يريد إحراق قلب رنيم
بأخذه لابنها وتطليقها وأديم ليس أفضل حالا منا وحتى صهيب يواجه الخطر مع أعمامي
سحقا للوصايا وسحقا لي
كنت كمن تاه في متاهة ولا يعرف لها مخرج فدخل غيث عليا المكتب ووجهه لا يبشر بخير وقفت
فتوجه ناحيتي وأمسكني من ثيابي وقال بغضب
" جود يا زبير شقيقة شقيقك تتلاعب بها وتعدها بالزواج "
نظرت له بصدمة فقال
" تكلم لما فعلت ذلك لما وأنت متزوج ألم تفكر في زوجتك وأنت تخونها "
أبعدت يده عني وقلت " لا شأن لك بي يا غيث "
قال بصراخ غاضب " بلى لي كل الشأن لأنك دمرتني معك يا غبي "
قلت بحدة " وما علاقتي بك فأنا لم أطلب منك أن ترمي زوجتك وتترك ثروتك "
قال بغضب " أنت تعلم من يكون شقيقها الذي أخبرتك أنه رأى اسمك في هاتفها ولكنك
لا تعلم أن من أنقذتها من الموقف ودمرت حياتها تكون رنيم "
نظرت له بصدمة وقلت " رنيم "
قال بحدة " أجل رنيم فقد قالت لبحر أنها من تتحدث معك بهاتف شقيقته من ورائي وطلبت
منه أن لا يخبرني وأنا سمعت ما دار بينهم بالمصادفة عند دخولي للمطبخ وضننت ما سمعت
ولولا أن جود جاءت لإخباري لما علمت أبدا "
قلت بدهشة " جود أخبرتك "
قال بغضب " نعم وهي لا تعلم عن أكاذيبك شيئا ولكنها قالت بالحرف الواحد أنها ندمت على
ما فعلت فلعلك تستفيق أنت وتندم على تهورك "
قلت بضيق " ولكنني أحبها حقا وأريد الزواج بها "
نظر لي بصدمة ثم قال " وحور "
قلت مشيحا بنظري عنه " سأنفصل عنها ما أن يتم اقتسام الإرث "
صفعني على وجهي وقال بغضب " هل هذا ما تستحقه منك يا زبير "
قلت بصراخ ممسكا وجهي بيدي " كيف تتجرأ على ضربي هكذا "
قال بحدة " لعلك تستفيق لنفسك وجنونك أنا اكبر منك ولي الحق في ردعك عن التهور فهمت "
قلت بأسى "أنت لا تعلم شيء يا غيث لا تعلم "
قال بحدة أكبر " بلى أعلم , من أجل بحر أليس كذلك ولكنه يريد تركها والرحيل
فهل تتخلى عنها أنت أيضا "
قلت بسخرية " وها أنت تريد الانفصال عن زوجتك وتركها دون سند ولا حتى ابن
فكيف تلومني على ترك حور وأنت تعلم أنها تريد غيري ولها عمها وثروته وإرث
والدها وليس لدينا أبناء ولم المسها يوما "
قال بغضب " لا تقارن يا زبير فذاك شيء وهذا شيء ولا مبرر لاستغفالك وخيانتك لها "
قلت مغادرا " لن يفهمني أحد مهما قلت سحقا لك يا غيث فلن أنسى صفعك لي أبدا "
وخرجت كالبركان يحتاج مكانا لينفجر فيه وليس لي من أحد فحتى جود لم تعد تستمع
لي وتغلق هاتفها ولا تريد الاستمرار معي وستترك البلاد أيضا مع شقيقها وبقيت وحدي
الخاسر الأول والأخير دائما ما أن ينفصل غيث وبحر عن هذه الوصية المشئومة سأتحدث
مع المحامي عارف























ميس


















في الغد سيكون على الجميع الحضور هنا وحتى محامي عمي شامخ رحمه الله فلما
يحضر الجميع لا أفهم فهذه الأمور القانونية معقدة ولو سألت لتهت أكثر فعلى زوجات
الجميع الحضور أيضا وحتى ليان التي لم تذكر في الوصية
" ما بها جميلتي "
تنهدت وقلت " لما علينا الحضور جميعنا غدا "
جلس بجواري وقال " لأنه علينا أتبات وجودنا وشهادتنا "
ثم تنهد بحزن وطأطأ برأسه للأسفل أعلم علم اليقين كما الجميع ما هوا سبب حزنه الآن
فهذا القصر تحول لسحابة من الكآبة والحزن رغم خلوه من اغلب ساكنيه فليس هناك سوى
صهيب وزبير يدخلان ويخرجان ويتأففان طوال الوقت والضيق الشيء الوحيد البادئ على
ملامحهم طوقته بيداي عند خصره واتكأت برأسي على كتفه وقلت
" عليك أن تكون قويا هذا هوا قدركم واختيارهم "
لف ذراعه حولي وقال بحزن " ما أشد ذلك يا ميس بث أخشى أن يلحق بهم البقية "
غمرت وجهي في صدره وقلت " ابق لي يا صهيب لا تتركني يوما أرجوك "
تنهد بحزن ثم قال " ليثني أستطيع منعهم نحن لم نفترق يوما أبدا "
قلت بهدوء " يمكنكم التواصل معهم دائما هم لن يموتوا "
تنهد بحزن واكتفى بالصمت فقلت " لقد ظلمكم عمي حقا هل كان عليه فعل ذلك "
أبعدني عنه أمسك بوجهي وقبل شفتاي وقال بابتسامة حزينة
" أين هوا ابنك المزعج ذاك كيف لم يفسد علينا جلستنا "
قلت بحزن وعينيا امتلأتا بالدموع
" سوف أشتاق له كثيرا لقد اعتدت حتى على صراخه "
ضمني لحظنه وقال
" سننجب واحدا لنا ولكن ليس مزعجا مثله فارأفي بحالنا ودعينا نتزوج رسميا "
قلت بهدوء " ليس قبل أن تخرج من الخطر الذي تقحم نفسك فيه "
ثم ابتعدت عن حضنه وقلت وأنا انظر لعينيه
" إنسا الأمر كله فلم أعد أرغب بشيء ولا تعرض نفسك للخطر وسنتزوج حالا "
أمسك وجهي وقال بجدية
" لا يمكنني ذلك يا ميس فلن يرتاح لي بال مالم تظهر براءة عمي ويرجع حقكم "
هززت رأسي بالنفي ودموعي بدأت بالنزول وقلت " لا أريد منهم شيئا جدك لم يعطنا شيء
ليكون حقا لنا ووالدي لو كان على قيد الحياة ما رضي أن تعرض نفسك للخطر من أجله "
قال بحزم " انتهى الكلام في الأمر يا ميس "
وقفت وقلت بحدة وبكاء
" أنت لا تفكر بي أبدا لا تفكر في أحد لا والدتك ولا أخوتك ولا حتى أنا ووالدتي "
قال بهدوء " ميس توقفي عن البكاء وأجلسي "
قلت بضيق " لن أجلس وأنا غاضبة منك ولن أرضى عنك مالم توقف كل شيء "
قال بانزعاج " ميس ما بك لقد كان هذا شرطك فما تغير الآن "
قلت بغضب " كان ولم يعد يهمني أنت صرت أهم بالنسبة لي لما لا تريد أن تفهم ذلك لماذا "
وخرجت راكضة وصعدت لغرفتي ابكي بحزن ولم أتحدث معه طيلة النهار ونفذت تهديدي
ولم أنم تلك الليلة وأنا أفكر في شيء ليس إلغاء شروط الوصية بل في صهيب وما أن جاء
الصباح وحضر أديم حتى توجهت ناحيته وقلت
" مرحبا أديم جيد أنك جئت قبل الجميع "
قال بحيرة " ماذا هناك يا ميس "
أخرجت له الأوراق وقلت " صديقك ضابط في المخابرات أليس كذلك "
قال بتوجس " نعم ولكن لما "
قلت " إنه صهيب يبدوا لي يواجه خطرا كبيرا "
قال بقلق " وكيف علمتِ "
أعطيته الأوراق وأخبرته بكل شيء , صحيح أن صهيب أمنني عليها ولكنني لست على
استعداد لأن أخسره من أجل النقود أو حتى براءة والدي , نظر لي بصدمة مما قلت وقال
" عليا التصرف سريعا سأعود اليوم مباشرة للجنوب وأتحدث مع خيري شخصيا لا تخبري
صهيب أنني علمت حسننا "
هززت رأسي بالموافقة وقلت " ولا تخبره أنني أخبرتك سيغضب مني بالتأكيد "
نظر للخلف وقال " تعالي ادخلي يا ليان "
دخلت زوجته تحمل ميسم وكان باديا على وجهها كرهها للتواجد هنا أنا أفهمها فقد سبق
وشعرت بما تشعر الآن وأذكر أول دخول لي جيدا كنت أسوء حالا منها ولكن هذه العائلة
غيرت منظوري لهم اقتربت منا فقال أديم
" هذه ابنة عمي ميس وهي زوجة شقيقي صهيب "
كانت ستقول شيئا يبدوا لي سيئا جدا ثم أغلقت شفتيها وأشاحت بنظرها وقالت
" لقد سررت بلقائك "















ليان


















كان عليا الذهاب اليوم لقصر تلك العائلة لم أشأ أن أذهب لولا برقيات محامي العائلة
مصرا على قدومي وإقناع حياة المتواصل لي , لم أرى أديم منذ ذاك اليوم كان يأتي
دائما لرؤية ميسم ويحضر معه من كل شيء الكثير حتى أصبح قدومه يوم عيد لتلك
العائلة يبدوا أن الله كان يكافئهم لإيوائهم لي ولابنتي سابقا حتى أنني صرت أخجل من
بقائي معهم وهم يرون بأعينهم زوجا يملك كل شيء وينتظر أن أرضى للرحيل معه
فأصبحت أرى نفسي شخصا لا مبرر لوجوده معهم ولكن أين كنت سأذهب فلا أحد لي

لقد زارتني شروق وبمساعدة أديم طبعا فلكم أن تتخيلوا كيف كانت ردة فعلها حين
علمت مني أن وسيم ليس أخرسا وأنه أديم أيضا من صدمتها تلكأ لسانها وأصبح يخرج
حروفا مبعثرة ثم ضحكت عليا تلك الحمقاء كثيرا لأنه كان يسمعني وأنا أناديه بالوسيم
وكذلك عندما أسخر منه على أنه أديم ثم قضت وقتا طويلا تسترجع ما كنا نقوله أمامه
وكأنه شيء غير موجود كان ثمة أشياء سخيفة جدا وأشياء محرجة للغاية
لقد تعلمت درسا جيدا وهوا أن أحسب حسابا لمن هوا أمامي ولو كنت موقنة كل اليقين
أنه لا يسمعني أو لا يراني وبث أشك أن عمي كان يرى أيضا ويخفي ذلك عني ولو كان
حيا لأخبرني كم كنت أنام بحضن وسيم ونتبادل القبل أمامه دون اكتراث له
خرجت اليوم باكرا برفقة وسيـــ آه لا أقصد السيد أديم وركبنا الطائرة في صمت تام سوى
من صوت ملاعبته لابنته طوال الرحلة وهي تبتسم له باستمرار أعلم أنني أحرمه من وجودها
معه ولكنني لا أستطيع أن أستوعب ذلك ولا أن اقنع نفسي بشيء عشت كل سنين عمري مقتنعة
بعكسه أقسم أنني أحتاج لوسيم لحضنه لابتسامته لوجوده ولكن كيف لي أن أدمج الشخصين معا
فكلما سمعت في منزل حياة أنه حضر أشعر برغبة عارمة أن أركض حيث يكون وارتمي في
أحضانه ولكن فكرة أنه أديم ومن يكون تجعل تلك الرغبة تموت في مكانها

وصلنا العاصمة واستقبلنا عند المطار شقيق آخر له اسمه على ما أذكر زبير وأقلنا
في سيارته , الحزن والاستياء كان باديا جدا على ملامحه يبدوا أن قرار أخوتهم ذاك
يؤثر في الجميع لقد حكا لي أديم كل شيء عن الأمر عند خروجنا من منزل حياة وها
قد دخلنا قصرهم بعدما وضعنا شقيقه هنا وغادر فقدمني لابنة عمهم كنت أود أن أقول
( آه أجل هذه الفقيرة التي قلت أنكم زوجتموها ابنكم )
ولكنني تراجعت كي لا أجرحها فلابد أنهم يدلونها بما فيه الكفاية تحدثت معه عند وصوله
وأعطته أوراقا يبدوا أنها مهمة جدا فقد طلب مني وضعها في حقيبة ميسم والاهتمام بها
جيدا أخذتني الفتاة لجناح مخصص للضيوف كما قالت بعدما غادر أديم لحيت لا أعلم ولم
يخبرني , غابت لوقت ثم عادت تحمل بين يديها طفلا وجلست بجواري وقالت بابتسامة
" انظري هذا ابني الذي لم أنجبه "
ثم قالت بحزن " وسوف يغادرنا اليوم مع والده للأبد "
رفعته قليلا ثم قالت " هيا يا شامخ انظر هذه ابنة عمك الجميلة ميسم "
لا أعلم لما شعرت حينها بالحزن على هذه العائلة فقلت
" ألا يوجد غيرك هنا "
تنهدت وقالت " والدتهم تسجن نفسها منذ علمت بما سيقوم به ابنها وابن زوجها
وزوجة أحدهما التي هي والدة هذا الطفل عند والدتها ويريد الانفصال عنها وأخذ
ابنه والرحيل أما زوجة زبير فمتعبة وأخذها لمنزل عمها فلم يعد هنالك غيري هنا
ووالدتي وهذا الطفل "
قلت بهدوء وحيرة " لما يحدث كل هذا معهم "
قالت بحزن وهي تنظر للصغير
" الناس الجيدون هم من يخسرون دائما لو كانوا أشرارا لبقوا معا طوال عمرهم "
ثم نظرت لي وقالت " أعلم بما تشعرين به فأنا عند قدومي إلى هنا كنت أكرههم كرها
جنونيا وتعاملت مع الجميع بقسوة وكره وبرود لأنهم تخلوا عن والدي جميعهم الجد وأبنائه
وتركونا نعيش الذل والفقر وما هوا أبشع من ذلك اكتشفته فيما بعد ولكن كل ذلك تغير عندما
عرفتهم جيدا وعشت معهم وأحببتهم وأحبوني وعلمت ما فعله عمي شامخ لأجلنا لقد رحبوا
بي وبوالدتي ويعاملونا كفردين من العائلة واعترفوا حتى بحقنا في مالهم كورثة لمال الجد
الذي اقتسمه بين أبنائه متجاهلا والدي وها قد صرت زوجة لأحدهم ومن كنت أكرهه أكثر
من الجميع وأصبح يعني لي الكثير "
ثم وقفت وقالت " عليا أخذ شامخ لوالدتي فهي لن تحظر معنا وهذا الصغير لو تواجد هناك
فلن يستمع أحد لأحد بسبب صراخه الدائم "
صاح حينها الطفل فقالت بابتسامة
" الم أخبرك بذلك ولن يسكت الآن إلا بعد وقت طويل "

وغادرت به وتركتني وابنتي هناك كم أرأف لحال هذا الصغير سيعيش بعيدا عن والدته
كم سيؤلمها ذلك نظرت لابنتي وتخيلت أن يأخذها مني والدها للأبد ولا أراها حمدا لله انه
لم يفكر في ذلك





















غيث























لم انم ليلة البارحة ولم يغمض لي جفن كيف يحدث كل ذلك الآن لما لم تأتي يا جود
منذ البداية لتخبريني فما سأقول لهم ( غيرت رأيي وأريد زوجتي ) هل سأتصرف
كالأطفال أمسي برأي وأصبح بآخر
كنت واقفا في الخارج انتظر قدوم المحامي لقد قال أنه قادم ولكن يبدوا لي تأخر كثيرا
دخلت حينها سيارة لم تكن له بل لزوج خالة رنيم التي تجبرها شروط الوصية على القدوم
وقفت سيارتهم ونزلت رنيم أولا توجهت جهة باب القصر لتدخل فتخطتني في صمت وهي
تنظر للأرض فقلت بهدوء " رنيم "
التفتت إليا فقلت " لما لم تخبريني بالحقيقة لماذا تكتمت على جود "
نظرت لي بصدمة ثم نزلت من عينيها دمعتان وقالت
" حاولت إخبارك عندما اتصلت بك ولكنك كالعادة لا تصدقني ولا تعطني أي فرصة للحديث "
قلت بهدوء " لقد علمت البارحة فقط من جود لماذا فعلتي ذلك بنفسك "
اقترب زوج خالتها وقال بحدة
" رنيم أدخلي للداخل وأنا انتظرك ما أن يخرج المحامي تخرجين بعده على الفور "
نظرت له وقلت " هي زوجتي ويحق لي التحدث معها كيف شئت "
قال بحزم " رنيم أدخلي "
دخلت في صمت فنظر لي وقال " لن تكون كذلك بعد قليل وليكن في علمك أن ابنتنا ليست
لعبة بيدك ترميها متى شئت ثم تعود للتحدث معها بصفتها زوجتك أي زوجة هذه التي ترمي
بها لشهرين دون أن تسال عنها وتحرمها من فلذة كبدها لا وتتصل بي لآتي لأخذها وكأنها
فاجرة في قسم الشرطة , لن تحلم بها بعد اليوم يا غيث ولا أعتقد أنها تهمك وما نحن فيه
اليوم أكبر دليل "
قلت بغضب " هي شاركت في ذلك أيضا لما أخفت الحقيقة فما كنت سأضن بها بعدما سمعت "
قال بحدة " لا دخل لي بما حدث ولا أفهم مما تقول شيئا ولا يعنيني سأركب سيارتي وما أن
يخرج المحامي تخرج بعده أو دخلت لإخراجها رغما عنك وعن الجميع ويا حبذا لو أنهى
محاميكم معاملات الطلاق أيضا واختصرنا الوقت "
فتحت فمي لأتحدث فدخلت حينها سيارة زبير ومعه حور وخلفه صهيب وبحر خلفهم أيضا
وحتى المحامي عارف وكأنهم متفقون على المجيء سويا
غادر السيد هاشم لسيارته وركبها دون أن يتحدث مع احد نزلت حور ودخلت وكان
باديا على وجهها التعب والمرض فها هي جاءت لتحتفل معنا بنهاية هذه العائلة
اقترب أخوتي وما هي إلا لحظات ودخل أديم أيضا وصرنا خمستنا نقف في الخارج
كنت أود قول أي شيء ولكن ما لدي لأقوله لقد حسم الأمر وانتهى ولن أحلم برنيم
كما قال والتراجع عن الأمر سيجعله يجبرها على ترك القصر والوصية ويصير
الجميع إلى الشارع فهل عليا التضحية يا ترى























رنيم























لقد كان خبر قرار غيث وقعه عليا كالجحيم رغم أنني كنت أتوقعه ولكن هذا يعني
شيئا واحدا أنني لن أرى ابني ما حييت وانتهى من حياتي شيء اسمه غيث وشيء
اسمه ابني منه
كان عليا اليوم السفر لقصر العائلة وها هوا التاريخ يعيد نفسه من جديد ولكن بقلب
محطم وحلم ضاع مع الريح لأصبح بعد حين مطلقة ومحرومة من ابني ومن الرجل
الوحيد الذي أحببت وتركني ما الذي أريده بثروتهم فانا لم أردها يوما ليعطوني ابني
ويأخذوها كلها
لقد رفض زوج خالتي قدومي بشدة وأحضرني مكرها فهوا يرى أنه لا داعي لقدومي
هنا ثانيتا وكان طوال الطريق يتحدث بغضب عن تحكمهم في مصيري ويسألني أسئلة
كثيرة عن سبب مجيئي هنا وما يجري وكنت أحاول تضليله قدر الإمكان فلا يمكنني
البوح بالحقيقة حسب الاتفاق بيننا يوم فتح الوصية
عند دخولنا القصر وقعت عيناي على الواقف أمام بابه الرجل الذي تزوجني بفرض
وصية والده وسيطلقني بملأ إرادته , ما أن رايته حتى قفزت كل تلك الذكريات أمامي
بجمالها وبشاعتها وحتى يوم التقيت به هنا
أول مرة وها هوا ذا اليوم الأخير الذي سأراه فيه ولكن استيقافه لي كان كالصدمة بالنسبة
إلي فقد توقعت أن يدخل ويترك المكان ما أن يراني أدخل أو حتى أن يضربني من جديد وما
كان اشد صدمة بالنسبة لي هي كلماته ولكن كيف علمت جود بما حدث بيننا هل خمنت ذلك
يا ترى لقد حاولت الاتصال بها سابقا بهاتف والدتي وكان هاتفها مقفلا على الدوام
دخلت وتركته بعدما رأيت الغضب والحدة على ملامح زوج خالتي ودرأ للمزيد من المشكلات
توجهت للداخل فوجدت ميس حضنتها بحب ودموع وأنا أحاول استنشاق رائحة طفلي فيها
ثم نزلت خالتي وكان باديا عليها الوهن والتعب أنا لا ألومها فما تمر به لا يمكن استحماله
فإن كنت أنا أكاد اجن لفراق ابني الذي ولد حديثا فكيف بها هي
اقتربت مني تعانقنا بشدة وقالت بدموع
" سامحيني يا رنيم لقد حاولت قدر استطاعتي ولم أفلح "
قلت بحنان " لا عليك يا خالتي أنا أتفهم موقفك "
كنت أود السؤال عن ابني أين هوا دعوني أراه ولو للحظات ولكنني اكتفيت بالصمت فذلك
سيزيد ناري اشتعالا بدل إطفائها , بعد قليل خرجت زوجة أديم من جهة جناح الضيوف متوجهة
ناحيتنا وتمسك طفلتها بين ذراعيها وفي ذات اللحظة دخلت حور بوجه متعب ومرهق مسكينة يا
حور فلا أسوء مني ومن الجميع إلا أنتي ويبدوا أنها كانت في منزل عمها فلا مفر لها من هنا إلا
هناك , تعانقنا ببكاء مرير وبكت حور حتى ضننت أنها ستموت حينها , كنت أتمنى مواساتها بشيء
ولكن لا يمكنني فعل ذلك أمامهم حتى أن ليان بكت معنا رغم جهلها للسبب وما هي إلا لحظات ودخل
المحامي وأبناء والدي شامخ جميعهم متوجهين لمكتبه قديما المكتب الذي رفضت العائلة تغييره أو
إعطائه لأي منهم ولحقنا بهم حيث محرقة القلوب والمصائر ذات المكان وذات الموقف مع اختلاف
عدد الأشخاص وأقدارهم التي آلوا إليها


























الجزء الأربعون

































عارف





























أعلم أنني مصدر إزعاج لكم جميعا وأنني لا أظهر إلا في المواقف السيئة من الحكاية ولكن
لا حيلة لدي في ذلك وها أنا أزور مكتب صديقي العزيز شامخ بعد قرابة العامين من زيارتي
السابقة أحمل ذات الحقيبة
وذات الأوراق وهذا ما توقعته أن تدمر تلك الوصية أفراد العائلة , وصلت والجميع كان يدخل
أمامي أعلم أنهم يرونني اليوم كابوسا يتمنون زواله ولكنه قرارهم وليس بيدي شيء نزلت من
السيارة تصافحنا وكانت ملامح كل واحد منهم لا تقل حزننا عن الآخر فقلت بجدية
" دعونا ندخل الآن "
دخلنا جميعنا ولحقن بنا نساء العائلة كان ذات المكتب لم يتغير ولكن ليس نفس اليوم والتاريخ
ومع اختلاف في عدد الأشخاص , توجهت جهة المكتب وضعت حقيبتي وجلست جلسوا
جميعهم وجلست رنيم في ذات مكانها السابق وكأنها تسترجع ذكرياتها السابقة وجلست زوجة
أديم وقد عرفتها من الطفلة التي تحملها وحور أيضا مبتعدتان عن الجميع السيدة سماح اتخذت
مكانا متطرفا عن البقية وتبدوا لي ملامحها متعبة للغاية أعانها الله على ما أتاها
وحده صهيب كانت تجلس بجانبه فتاة ويبدوا لي أنها ابنة عمهم التي تزوجها وحضرت
عقد قرانهم , كما يبدوا أنهما الوحيدان على وفاق , حور كانت اشد تعبا من والدتهم ويبدوا
أنها ستنهار أرضا بعد قليل حتى أنها كانت تتنفس بصعوبة وقف زبير توجه ناحيتها وتحدث
معها بكلمات فـأشارت برأسها نفيا فعاد مكانه
وضعت الأوراق على المكتب وقلت
" سأقول أسماء الجميع وستوقعون على حضوركم كما في السابق تلك هي القوانين "
لاذ الجميع بالصمت فأمسكت الورقة وقلت " غيث أديم صهيب وزبير شامخ آل يعقوب
سماح عاكف وبحر جابر رنيم حيان ميس نبيل آل يعقوب حور علام وأخيرا ليان سعد
عبد القادر الجميع هنا "
استلم الجميع الورقة ووقعوا أمام أسمائهم حمحمت قليلا ثم قلت
" أطلب منكم كما في السابق أن يلتزم الجميع الصمت حتى ننهي ما بدأنا "
وضعت الأوراق مرتبة أمامي ثم نظرت لهم وقلت
" نحن هنا اليوم بطلب من شخصين من أفراد هذه العائلة والملزمين بإتباع الوصية
لأجل الانفكاك من شروطها والخروج من هذا المكان خاليا الوفاض محرومان من
كل شيء كما اختارا ليتحول نصيبهم لرنيم كما اشترطت الوصية ولا يحق لهم
التراجع بعد الآن فإن كان لديكما ما تقولان فأنا في الانتظار "
لاذ الجميع بالصمت سوى من دموع والدتهم نظر بحر للأسفل في حزن وصمت
وغيث نظر باتجاه رنيم التي نظرت للأرض أما حور فقد سندت يدها بطرف
الكرسي محاولة إمساك نفسها عن السقوط أرضا ولاذ البقية بالحزن والصمت
أخرجت إحدى الأوراق ونظرت لهم مجددا وقلت
" هذه الأوراق طلب السيد شامخ فتحها حين يكون يوم كهذا اليوم فأحب إعلامكم أنه كما
علمتم سابقا وقت اقتسام الإرث حدده بسرية وربطه بقرار كقراركم اليوم فلم تكن هناك سنة
معينة لاقتسامه ولا عدد معين من السنين أيضا "
نظر الجميع لي بصدمة وعدم استيعاب فتابعت
" أي أن وقت إبطال الوصية السابقة مرهون بكم فلو أن أحدكم طلب أن يخل بشرطه يوم فتحها
منذ قرابة العامين لألغيت من فورها "
نظروا لبعضهم بصدمة فقال زبير " ماذا تعني بذلك "
قلت " أعني ما سمعتم فالوصية كانت ستلغى ما أن يطلب أي منكم ما طلبه بحر وغيث
اليوم وفي أي وقت كان , فوالدكم ما كان ليرضى أن يصير أحد أبنائه للشارع "
قال صهيب بصدمة " مستحيل ما هذا الذي أسمعه "
أمسكت بإحدى الأوراق وقلت " وبما أنه تحقق الشرط لإلغاء الوصية الأولى فعليه سنقوم
اليوم بفتح الوصية الجديدة لتقسيم الإرث ولن يكون هناك مطرود من هذه العائلة "
بدا السرور جليا على وجه والدتهم وكأن الحياة قد عادت لها من جديد أما أبنائها
وزوجاتهم لم يخرجوا من الصدمة بعد فيما عدا زوجة أديم التي كانت وكأن الأمر
لا يعنيها أو لا تفهم منه شيئا
نظرت لهم وقلت " سنقرأ الآن ما ترك لكم والدكم في هذه الأوراق "
نظرت للورقة وقلت بتبات " أبنائي غيث بحر أديم صهيب زبير زوجتي العزيزة
سماح وبناتي ميس رنيم حور وليان "
وهنا صدم الجمع لذكر شامخ لليان ونظروا لها بصدمة و أنا الوحيد لم أصدم للأمر
لأني على علم باستدعائها في كل الأحوال ثم تابعت
" لا اعلم كم سيكون مر من الوقت بين فتح الوصية الأولى وهذه ولكنني موقن أنكم
ستعذرون قسوتي عليكم أتمنى وقت فتحكم لها أن تكونوا بصحة جيدة وأحياء جميعكم
لقد اتفقت مع صديقي المحامي عارف على أن يكون وقت اقتسام الميراث وفتح الوصية
الثانية مرهون بكم ففي حين تعايشتم مع واقعكم لن تطروا لفتحها فيما عدا بعض الأمور
التي تناقشت فيها والمحامي وفي حال لم يحدث ذلك فلن أظلم منكم أحدا وسأتحدث معكم
الآن على مسمع من الجميع وعلى لسان المحامي فلا رسائل أتركها لكم بسرية هذه المرة "

أبعدت الورقة الأولى وأمسكت بالأخرى وقرأت
" منذ اثنين وعشرين عاما دارت في بلادنا رحى الحرب وفقدت فيها أغلى وأعز أصدقائي حيان
والد رنيم الذي تعرفت عليه في الحرب ومن ضحى بحياته لأجلي وعلام والد حور وسعد والد ليان
أصدقاء طفولتي وشبابي رغم أنهم يصغرونني ببضع سنين من ماتوا أمام عيني وأوصوني بفلذات
أكبادهم وحملوهن أمانة في عنقي
ابني غيث لا تغضب لما وضعتك فيه أنت وحدك من كان يمكنني الاعتماد عليه لحماية
رنيم فعند موت والدها كان خائفا على عائلته من طالبي الثأر منه فكان يوصيني بها
ووالدتها حتى انقطعت أنفاسه
رنيم لا تغضبي مني يا ابنتي فأقسم لو أنجبت ابنة ما أحببتها وراعيتها مثلك فأنت
الوحيدة من بنات أصدقائي من ساعدتني الظرف لأن أقوم برعايتها بنفسي وقد
اخترتك لغيث لأنه وحدك من ستكسر الحديد الذي يغلف قلبه فأنا أعرفك جيدا
كما أعرف ماضيه الأسود وطفولته السيئة التي أكرهته في النساء كما أن غيث
وحده من سيحميك ممن يشكلون خطرا على حياتك وها أنا أضع اليوم الخيار
بين يديكما في تحديد مصيركما ولكن اعلما أنني لن أطمأن إلا إن كنتما معا
حتى آخر العمر فلا تترك رنيم تواجه الخطر وحدها يا غيث مهما كان قراركم

ليان يا ابنتي أنتي من اختفيت ووالدتك بعد الحرب مباشرة لأنكم انتقلتم من الجنوب
بسبب الحرب ولم يهنأ لي بال حتى وجدتكم بعد عودتكم للجنوب من جديد بعد أن
هدأت الحرب بسنين حاولت مساعدتكم بشتى الطرق بعد أن علمت عن أفكارك
وقناعاتك ورفضك لأي مساعدة من أي كان ولم أترك وسيلة واتبعتها لأساعدكم
وقد باءت كلها بالفشل حتى أن السبب الرئيسي لبنائي شركة الجنوب أن تعملي أنتي
بها وقد عملت على قبولك فيها على الفور ووضعت قرارا يلزم عدم فصلك تحت
أي ظرف كان وعدم الخصم من راتبك لأكثر من يوم واحد وألزمت أديم في الوصية
أن لا يطرد الموظفين كي لا يطردك
الجميع ضن أن والدك خائنا وأنه خان وطنه ولكنه مات أمام عيني وهوا يدافع عنه وقد
غادركم ولم يخبر أحد إلى أين ذهب وقد قال لي بلسانه
( فليتهموني كما أرادوا ولأكون شهيدا عند الله فقط وليس على ألسن الناس لذلك لم أخبر
حتى زوجتي عن مجيئي إلى هنا ) لقد كان يدعوا الله طالبا الشهادة كل ليلة وكل صلاة
لقد كان والدك يشدد عليا لأرعاك لعلمه بحالكم ولأنه ليس لكم سوى شقيقه الضرير ولكنك
ما تركتي لي مجالا لأفعل ذلك لهذا وضعت أديم معك لأني أردتك لأحد أبنائي فغيث لرنيم
وبحر لا يحق لي فرضك عليه زبير لحور وصهيب لديه مهمة سيبعده الجنوب عنها بقي
الذي يلي الأكبر وهوا أديم ولكن كان يلزمني أن أغير قناعة كل منكما قبل أن أفكر في
تزويجكم مرغمين كما فعلت مع البقية فكان الحل أن أقرب أديم من عالمك فإن
تزوجك حصل ما أردت والحمد لله وإن لم يحدث ذلك فأنا متأكد من أنه سيحميك
من مخاوفك أوقد تتغير أفكاره على الأقل
أديم ليكن بعلمك بني أنني ما وضعتك هناك لكرهي لك أو لما تفكر به من معتقدات
ولكني أردتك زوجا وحاميا وسندا لليان أعرفك شهما ولا ترضى أن يهان أحد أمامك
وليان تواجه ظلم إخوتها وستكون عند ظني بك فإن كانت زوجتك الآن فأحفظها
وأرعاها وبيض وجهي أمام والدها يوم ألقاه فهي أمانتك سواء نفذتم الوصية أم ألغيت
من حينها
ليان يا ابنتي إن لم تكوني زوجته الآن فأريحي قلبي في قبري وتزوجي به ليحميك منهم

بحر أنت ابني الذي لم أنجبه ولم أراك يوما ابن غيري أو مختلفا عن أبنائي يمكنك
الآن فعل ما تريد وأنا متأكد أنك ستكون ممن يطلبون اليوم الفكاك من الوصية وإن
كان واحدا فسيكون أنت لأني قسوت عليك كثيرا أعلم أنك أردت حور زوجة لك
وأنك طلبتها من عمها ورفضك مرارا "
نظرت له فكانت عيناه ستخرج من الصدمة وقال " ولكن لماذا "
تابعت دون تعلق " لقد علمت بذلك من صديقي راجي بعد ذلك بعامين فلم أجده إلا حينها
وقد فقدته منذ كان في الخارج وعلمت أنه عاد للوطن وبحتث عنه طويلا دون فائدة وقد
علمت منه بعد لقائي به وطلبي منه إيفائي بكل أخبار حور أن شابا قام بخطبتها كثيرا وقد
أثنى عليه دونا عن خاطبيها جميعهم وأنه رفضه لتكمل دراستها ولأنها كانت صغيرة حينها
فقط وليس لأي سبب آخر وأنه ما أن تنهي دراستها سيعطيها إياه إن تقدم لخطبتها مجددا
وحين سألته من يكون قال أن اسمه بحر جابر جبران فطلبت منه بنفسي أن لا يزوجها بك
ولا بأحد حتى أقرر ذلك حسب وصية والدها لي ولعلمي بأنك ستستهتر وتضيعها من بين
يديك كما تفعل بأشيائك دائما
حور يا ابنتي لا تغضبي من والدك شامخ لقد عملت جهدي لأخرجك من ظلم
وجبروت أعمامك ولكني لم استطع وفور توصلي لمكان عمك راجي تواصلت
معه لأخبره ما يحل بك فعاد سريعا لأخذك وفقدته حتى التقيت به بعد انتقاله للعاصمة
لدينا , حور والدك أكثر من كان منشغلا لأمرك يبدوا لعلمه بما سيفعله أشقائه بك وبورثتك
منه فالزمني ليس بحمايتك أو رعايتك ماديا بل أن أجعل لك سندا يحميك لآخر العمر كان
يمسك يدي ويقول بإصرار
( لا أريد لابنتي زوجا أو رعاية منك أريد من يسندها حتى تموت )
وكانت هذه كلماته التي يكررها حتى خرجت روحه فعند عودتي من الحرب كنتي حديثة
ولادة فلقد علم والدك بولادتك وهوا هناك وكان ابني زبير في العام والنصف من العمر
فطلبت من والدتك أن ترضعه ليكون شقيقك "
وقف حينها الجميع من الصدمة فيما عداي أنا وليان وزبير كان هذا الخبر الأعنف الذي
تلقاه الجميع فوقفوا ينظرون لها بصدمة ثم لزبير الذي اكتفى بالنظر للأرض في صمت فيبدوا أنه
على علم بالأمر منذ الوصية الأولى ومن خلال رسالته له ولم يكن حال حور بأحسن منهم فقد
ظننت أنها تحولت لصورة أو لتمثال حجري ولكنني أعذرها فهي عاشت لقرابة العامين مع رجل
تضنه زوجها لتكتشف الآن أنه شقيقها
خرجت من صمتي وقلت " هلا جلستم رجاءا لأكمل "
جلسوا جميعهم ولازالت الدهشة تعتلي ملامحهم وكأنهم يجبرون أنفسهم على عدم
الحديث عما سمعوا للتو
شربت بعض الماء وتابعت قائلا " حور يا ابنتي سامحيني فما أردت أن يتزوجك بحر
ليرميك بسهولة ما كنت ارضي لك ذلك فأنا أعلم أن عيب بحر الوحيد استهتاره بما بين
يديه ولا يعرف قيمته إلا حين يفقده وكان هذا أكبر مخاوفي وقد طلبت مني والدتك أن
أجعل أمر إرضاعها لزبير سرا خوفا من أعمامك حتى تكبري ويكبر زبير ويشد بيدك
ويحميك وحمدا لله أني لم أعمل بفكرة أنني سأطلب من زوجتي سماح إرضاعك ليكونوا
جميعهم أشقائك لأني بذلك سأكون ارتكبت جرما كبيرا بحقك وحق بحر حينما ستعلمان
حقيقة الأمر فالله كان رحيما بنا جميعا
ولم يعلم أحد بالأمر إلا عمك راجي بعد لقائي به هنا وزبير يوم فتح الوصية السابقة
في الورقة التي تركتها له والمحامي عارف من أجل المحكمة
زبير بني أنا متأكد أنك لم تثني كلمتي ولم تتخلى عن شرط الوصية كما طلبت منك ولم تخبر
أحدا من عائلتك فأنا أعرفك لا ترفض لي طلبا ولا تبوح بسر أبدا وقد طلبت أن لا تتزوج في
وصيتي الأولى مع حور كي لا تتزوج بزمرد فتظلم الأخرى حور وتتعبها لأني أعرف ابنة
شقيقي جيدا فاعذرني لأني حرمتك الزواج بها ويمكنك الآن الزواج بمن تريد وأرعى شقيقتك
مادمت حيا فأنت تنفيذ وصية والدها لي
بحر هاهي ذي حور حرة طليقة الآن إن تزوجتها أتمنى أن تكون علمت قيمتها ولن
تفرط فيها يوما فقد فعلت ما فعلته باتفاق مع راجي وزبير لأجل هذا لكي تقدر قيمتها
ولا تتركها يوما وما كنت لأستكثرها عليك وأعطها أحد أبنائي لأنك مثلهم في نظري
صهيب أنت من لم ألزمك بشرط لتنفذ ما طلبت منك لأنني أعلم جيدا من يكون ابني
صهيب وأنك ستخرج بحق ميس ووالدتها ووالدها من ظالميهم مهما طال بك العمر
فأحفظ ابنة عمك وأرعاها وجميعكم كذلك ولا تتخلوا عنها يوما وعن والدتها ويا حبذا
لو كانت زوجة لأحدكم
ميس يا ابنتي وابنة شقيقي التي لم تسعفني الحياة لأراها ولو لمرة وأعتذر منها لظلمنا
لها ووالدها ووالدتها لقد حفيت بحثا عنكم حتى أنني أسست جمعية خيرية في دبلن لعلي
بذلك أساعدكم وإن بالمصادفة
ولم أجدكم إلا وأنا على فراش الموت فكلفت من يكمل المهمة عني فسامحي قلة حيلتي
واغفري لي
وأخيرا زوجتي الغالية سماح سامحيني على ما فعلت لأبنائك ولكن ها قد علمت
الآن أنني ما فعلت ذلك إلا لمصلحتهم ومن أجلهم ومن أجل أصدقائي الذين عاهدتهم
عهدا تحت القصف والموت وخفت أن يُخل أبنائنا به ويفسدوا كل ما بنيت أتمنى أن
تعذروني جميعا ولا تنسوني من دعواتكم "
شربت باقي كوب الماء ثم قلت " والآن سأقرأ عليكم ورقة اقتسام الميراث "
أخرجت الورقة الأخيرة الموقعة باسمه والموثقة في المحكمة وقلت
" أولا مجمع المصانع في المنطقة الساحلية نصفه خارج أملاكي لأنه لصديق لي لقد
بدأنا به مصنعا صغيرا فكبر خلال السنين الماضية ليصبح مجمعا لمصانع وعليكم
إعطاء صاحب الحق حقه فنصف ذاك المجمع بعائداته وأرباحه كله لليان "
هذا هوا يوم الصدمات العالمي لهذه العائلة وأول ما كان هي شهقة قوية من ليان
ونظرات مصدومة لها فنظرت للورقة وتابعت
" ذاك المكان نصفه من حقك يا ليان خالصا مخلصا , وحتى تطويره ليصير مجمع
مصانع كان من أرباح المصنع أي أنني لم أزد عليه قرشا واحدا من جيبي فلك النصف
وللورثة النصف وليس لأحد الحق أن يمن عليك به فهوا حق والدك والأوراق كلها
موجودة وموثقة فقد كان تحت الركام لسنين بعد أن فشل مشروعنا أنا ووالدك وقمت
بتطويره خلال العامين الماضيين ورفضت تسليمه لك خوفا من أخوتك كي لا يأكلوا
حقك مرغمة ظلما وجورا
باقي تركتي فستقسم كالتالي الثلث لميس كاملا فهوا حقها من ورثة والدها التي لم يعطه
والدي إياها فكل واحد منا أنا وأخوتي يملك نبيل رحمه الله الثلث من ثروته والباقي يقسم
بين أبناني ووالدتهم حسب الشرع وبحر من ضمنهم وله ما لهم فإن أردتم الاستمرار معا
كما كنتم دائما فلكم ذلك وإن أراد كل منكم نصيبه فله ذلك أيضا وأكرر وأقول اعذروا لي ما
فعلت فأنا أردتكم أن تكونوا كما صنعت لسنين رجالا وليس أشباه ظلال رجال وأوصيكم خيرا
ببنات أصدقائي وبأن تراعوا حق الله في أنفسكم وفي المحتاجين "
جمعت الأوراق وقلت " انتهى كل شيء والإجراءات سنقوم بها حال يقرر كل واحد
منكم البقاء مع البقية أو الانفصال عنهم الورقة الأخيرة موثقة في المحكمة ولا جدال
في حق ليان وميس فيها أما البقية فكما قلت لكم الخيار وكل من احتاج الاستفسار عن
شيء أو قرر ما يريد عليه الحضور إلي أو الاتصال بي "
جمعت أوراقي في حقيبتي وغادرت تاركا وجوه لا تزال تعيش الصدمة وأعين وعقول تائهة
وحائرة فيما سمعت أذانهم























الجزء الواحد والأربعون






















سماح





























يوم فتحنا الوصية الأولى هالني ما سمعت ولم أتوقعها بكل ذاك السوء واليوم لم
أتوقع أن يكون أقل سوءا من ذاك اليوم وكنت اجزم أنني في الغد سأصبح دون
غيث وابنه و رنيم وبحر ولم أتوقع أن ينقشع ذاك الكابوس الذي يسمى وصية فكم
كرهتها وكرهت اليوم الذي عرفناها فيه أما اليوم علمت ما كانت تحصد من منافع
ونحن لا ندري ظننتها دمرت حياة غيث وحتى رنيم ولكنها كانت سببا لحمايتها ولتزوج
غيث الذي لم يكن ينوي الزواج يوما بل وجعلته يحب امرأة رغم كرهه الشديد للنساء
وأنا مع شامخ في أنه لو كانت غير رنيم ما كانت كسرت حواجز قلبه فليس هناك امرأة
تتقن الصمت والصبر مثلها كما ضننت أنه بسبب تلك الوصية تحطم قلب بحر وفقد حلمه
وبهجته ولكنها كانت تعلمه درسا ليتخلص من أكبر عيوبه وهوا إهماله لما بين يديه
ضننت أن بسببها سجن أديم ونفي للجنوب لكن كله كان من أجل حماية ليان من المقتول
ومن كل مشاكلها بل وجعلت أديم شخصا مختلفا
وبفضل الله ثم الوصية جاءت ميس ووالدتها وأصبحت زوجة لصهيب , بقي زبير هوا
من أخشى أن تأتيه بزمرد وأتمنى أن تكون كشفت حقيقتها له
سبحان الله كيف يكون الشيء شرا ظاهره وخيرا باطنه فما أن سمعت أولى كلمات
المحامي عن إلغاء تلك الوصية حتى شعرت أن الحياة دبت في جسدي من جديد
وكأنني كنت في كابوس وصحوت منه , كيف لعب شامخ لعبته تلك ببراعة وحقق
ما يريده وهوا غير موجود معنا يالك من رجل يا شامخ
وكل شيء كان سيستوعبه عقلي إلا أن يكون حور وزبير شقيقان, لأجل هذا إذا كان
يقول لي إنسي أمر الأطفال لأنه يعرف جيدا أنه أمر مستحيل ولهذا كان يعاملها برفق
ومودة وكأنها شقيقته وليست زوجته , كم تحملت يا زبير وأنت ترى أنك تسرق حلم
شقيقك وتراهما ينهاران أمامك وليس بيدك شيء لتفعله
ما أن خرج المحامي حتى كان الجميع كتماثيل بأعين حية لاشيء يتحرك فيهم سوى
أحداق أعينهم وكأنهم لازالوا تحت تأثير الصدمة وأول من تحرك كان زبير وقف
وتوجه ناحية حور التي كانت تتكئ برأسها على يدها تنظر للأرض وصل عندها
أمسك يدها وأوقفها فنظرت له ونزلت دموعها مباشرة وارتمت في حضنه فطوقها
بيديه يشدها لصدره بقوة ويقبل رأسها ثم قال
" يكفي يا حور يكفي يا شقيقتي هل تريدي أن تموتي وتحرميني منك من الأخت التي لم
أحضا بها يوما , أقسم أنني سأكون سندا لك ما حييت ولن تتزوجي إلا من تختارينه ومتى
أردتِ أنتي ذلك وسأقيم لك حفلا يتحدث عنه الجميع وستتجهزين من كل دول العالم ولن
أسمح للنسيم أن يجرحك "
بكينا جميع النساء الموجودات هنا وحتى ليان ثم تحدثت حور بصوت متعب ومبحوح قائلة
" خدني لمنزل عمي يا زبير "
فغادر بها من فوره وخرجا لافا ذراعه حول كتفيها مسندا إياها وغادرا وعينا بحر
تتبعانهم وكأنهما استلا أحشائه وغادرا بها فنظر لنا جميعا ثم خرج خلفهم ووقفت
رنيم بعده مباشرة فوقف غيث وقال
" انتظري يا رنيم "
قالت مغادرة " عذرا فزوج خالتي سيغضب مني إن تأخرت "
ثم وقفت عند الباب ونظرت له وقالت " فلم يعد لدي أحد غيره "
قال بهدوء " ألن تري ابنك "
ابتسمت بألم ثم خرجت فلحق بها مسرعا ووقفت ميس واضعة يديها وسط
جسدها وقالت موجهة كلامها لصهيب بضيق
" ألم تجد مكانا تجلس فيه إلا بجانبي ألست تعلم أنني غاضبة منك "
قال صهيب بتذمر " آه حبيبتي لما الغضب لا أفهم "
قالت بحدة " بل تفهم ولن أرضى حتى تترك ذلك "
تنهد وقال " ألم ننتهي من ذلك ميسونتي "
قالت بقرف " ما هذا الاسم السيئ ألم تجد أفضل منه لا تنادني به ثانيتا "
ضحك وقال " وما عساي أفعل فابن غيث سرقك مني وابنة أديم سرقت اسمك ولم
يجد والدها إلا اسمك ليزيد عليه حرفا ويسميه لابنته "
خرجت غاضبة تردد " كم تحب الضحك حين تراني غاضبة يالك من زوج "
وخرج خلفها مناديا " ميس انتظري لنتفاهم "
ساد الصمت المكان حتى ضننت أنني وحدي فيه ثم سمعت صوت مناغاة لطفل
نظرت يمينا فكانت ميسم بين يدي والدتها ثم نظرت يسارا فكان أديم لا يزال
جالسا مكانه وقفت وتوجهت ناحيتها وقلت
" هل تسمحين لي بحملها قليلا أنا مشتاقة لرؤيتها "
نظرت لي بصدمة ثم قالت " بالتأكيد "
أخذتها منها وخرجت بها كم هي هادئة ووديعة وجميلة للغاية خرجت فقابلتني والدة ميس
تحمل شامخ وهوا في صيحة واحدة فقلت بتذمر ملوحة بيدي "
أبعديه كي لا يعدي ميسم "
ثم ضحكت كم أحب هذا الطفل لو أنه فقط يتوقف عن البكاء نظرت لي باستغراب فقلت لها
" ميس ميس "
لتفهم أن تأخذه لها فوحدها من تجيد التعامل مع هذا الطفل المزعج المتعب















زبير















كنت أتوقع ردة فعل الجميع حين سيعلمون بالأمر لأني لم أكن أقل منهم صدمة يوم
قرأت رسالة والدي وعلمت بالأمر وعلمت ما يريد مني فعله فلو كان شخصا آخر
غيره ما كنت رضيت بذلك ولو ذبحني
أخرجت حور لآخذها لمنزل عمها كما أرادت فلو طلبت مني الذهاب بها للقمر حينها
لفعلت وصلنا السيارة فتحت لها الباب فخرج بحر و نادى بهدوء
" حور "
التفتت له ثم نظرت للسيارة وقالت
" ارحل لحيت كنت تريد الرحيل أليس ذاك اختيارك "
ثم ركبت وأغلقت الباب فركبت أيضا , اقترب منها وقف عند النافذة وقال
" حور إنــــ ..... "
أغلقت النافذة ونزلت من عينيها دمعتان مسحتهما بكفها وقالت
" هيا يا زبير ماذا تنتظر "
انطلقت خارجا من القصر , حور معها حق فذلك الأمر كان جارحا لها وبحر معه
حق أيضا فما كان لشخص أن يحتمل كل ما تحمله
قلت بعد صمت " حور سامحيني على كل شيء فلم أكن أستطع مخالفة أوامر والدي "
قالت بهدوء " لا بأس "
ولم تزد عليها شيئا فقلت
" لا تقولي لا بأس وكفى قولي ما لديك يا حور مهما كان قاسيا وجارحا فسأستحمله "
قالت بحزن ونظرها على يديها " لقد حدث ما حدث وانتهى فما سيجدي الكلام الآن "
ثم نظرت لي وابتسمت بحزن وقالت
" لن أغضب من شقيقي أبدا هل سأخسره وهوا وحده شقيق لي "
ابتسمت لها بارتياح وقلت " ولن أخيب ظنك بي ما حييت يا حور "
حمدا لله فقد خفت كثيرا من ردة فعلها حيال الأمر
نظرت ليديها مجددا وقالت " ولكنكم دمرتموني لأشهر طويلة ألم تعوا ذلك "
قلت بهدوء " أعلم وليس لدي سوى الاعتذار منك "
لذنا بالصمت لوقت ثم قلت " حور لا تغضبي من بحر فله أسبابه "
نظرت جهة النافذة وقالت " ذلك لأنه شقيقك "
قلت بجدية " لا يا حور ليس لأنه شقيقي بل لأني موقن من أنه يحبك "
قالت بعبرة مكتومة " لقد فعلها مرتين وتركني دون أن يفكر بي أو يعطني تبريرا
واضحا ويأخذ رأيي في الأمر هل هذا تسميه حبا "
قلت " حور أنا لازلت عند وعدي ولن تتزوجي إلا من اخترته ولو حاربت عمك من
أجل ذلك لكن اعلمي أن بحر ...... "
قاطعتني بحدة " لننهي الحديث في الأمر أرجوك يا زبير "
وصلنا حينا فنزلت ونزلت واقفا خارج السيارة فقالت " ألن تدخل "
قلت بابتسامة " في وقت آخر بلغي سلامي للجميع فهم عائلة عمي مثلك الآن "
ابتسمت وقالت " وكأنه ينقصك أعمام فهناك اثنين آخران أيضا "
ضحكت وقلت " لا فلا ينقصني أمثالهم وداعا الآن يا شقيقتي وسأراك قريبا وإن
احتجت أي شيء فأخبريني على الفور "
قالت بابتسامة عذبة " بالتأكيد وقم بزيارتي دائما "
قلت وأنا أركب السيارة " سترين كيف ستملين من رؤيتي في كل وقت "
ركبت سيارتي وغادرت وحور تلوح لي مودعة وها هوا الجبل انزاح عن أكتافي
أخيرا فلم أربح من تلك الوصية سوى أنني اكتشفت حقيقة زمرد وتعرفت على جود
وهذه الأخت الرائعة طبعا


























ليان























شعرت أنني أشاهد فيلما لا أعرف أصفه من أي نوع من الأفلام هوا , كيف يفعل
والدهم كل ذلك ويضعهم في تلك المواقف وكيف لأقدار الله أن تسير كما تمنى هوا
آخر ما كنت أتوقعه أن يكون صديقا لوالدي كنت ألحض المساعدات الغريبة التي
تقدم إلينا من أشخاص مجهولين وكل واحد منهم بحكاية مختلفة لكنه لم يخطر في
بالي أن يكون هوا وراء ذلك وكنت علمت من والدتي سابقا أن لوالدي مشروع
قديم جدا فشل وخسر فيه كل ما ادخره ولكنني لم أتصور أن يكون تحول لمجمع
مصانع ونصفه ملك لي وكله في كفة وأن يكون والدي توفي في الحرب في كفة
لوحده كم ظلمك الناس يا والدي وكم جرحونا بعدك
لا اعلم ما الذي أصدقه وما لا أصدق وفيما أفكر وأحلل وما أترك لكن ما زاد من
مفاجأتي طلب والدتهم وهي تستأذنني أن تحمل ميسم , غريب أن تطلب مني ذلك
وكأنها امرأة غريبة وليست ميسم حفيدتها
خرجت بها ونظري يتبعهما فوقف أديم وتوجه ناحيتي فوقفت وعينيا أرضا فقال بهدوء
" ليان أنا مازلت عند كلمتي لن أجبرك على شيء ولن أحرمك ابنتك ولكني الآن لم أعد
مطرا للعمل في الجنوب فهل سأسافر دائما فقط لأجل رؤيتها وهل ستبقي طوال عمرك
في منزل الغرباء , ليان أنتي الآن صاحبة ثروة ولم تعودي من الفقراء المعدومين كما
كنتي تقولين دائما فها نحن تساوينا ولو بعض الشيء ولن يناديك أحد بالفقيرة ,ليان
حبيبتي ارحميني من بعدكما عني "
لذت بالصمت مطولا ثم ارتميت في حضنه وبدأت في البكاء فمسح على
ظهري وقبل رأسي وقال
" كم اشتقت لهذا الحضن "
قلت بعبرة " لماذا أهنتني وجرحتني لماذا "
قال وهوا يشد من حضنه لي " لأني مغفل وغبي ومغرور أرى نفسي أفضل من الغير
ولكن أقسم انك غيرتي بي أشياء كثيرة يا ليان حتى أنني بث أصادق الفقراء واكتشفت
أنهم عالم رائع بل أروع من الأثرياء بكثير فهم لا يتحدثون عن الصفقات والمشاريع
والنقود والسيارات بل كل همهم ما سيأتي لهم به الغد من الجديد فيتحدثون عن قرارات
الدولة وزيادة الرواتب والتسهيلات والتخفيضات وأمور كثيرة لا تشغل بال الأغنياء
أبدا لقد بث أحبهم بسببك "
قلت بصوت مبتسم " ولكنني لن أحب الأغنياء أبدا ولو صرت منهم "
قال ضاحكا " لن تكوني ليان لو فعلتها "
ثم أبعدني عن حضنه وقال بابتسامة
" بماذا ستنادينني الآن وسيم أم أديم "
قلت بابتسامة حزينة " بل أديم الوسم "
طوقني بيديه وضحك وقال
" لقد كدت تصيبينني بالتخمة من الغرور سابقا "
قلت " محتال كنت ممثلا بارعا تستمع لكل ما أقول "
ثم ابتعدت عنه وقلت " بث أخشى أن يكون عمي كان يرى "
ضحك كثيرا وقال " ستكون مصيبة حينها "
خرجنا وصعد بي لجناحه أو جناحنا كان عالما آخر كل شيء فيه كالخيال لازلت
لا استوعب أن هذا بيته وعالمه وأن هذا هوا زوجي كنت انظر في حيرة وضياع
وصمت فأمسك يدي وقبلها وقال
" ليان حبيبتي أعلم ما تشعرين به الآن ولكن ..... "
نزلت دموعي فحضنني وقال " ليان لما البكاء الآن أخبريني "
ولكني اكتفيت بالبكاء في صمت وهوا يمسح على ظهري ويقبل رأسي كل فترة وفي
صمت كيف سأستوعب ذلك لا أعلم





























رنيم























خرجت من فوري قبل أن يغضب زوج خالتي مني وينفذ تهديده بل وهربا من رؤية ابني
الذي أحترق شوقا لأراه كي لا ألتقيه ويزداد تعلقي به فهوا لن يكون معي حتى إن سمح لي
غيث برؤيته متى أشاء ولا أعتقد أنه سيفعلها وما أن خرجت من باب القصر حتى سمعت
صوت غيث يناديني التفتت فقال متوجها نحوي
" رنيم انتظري أود التحدث معك "
نزل حينها زوج خالتي من السيارة واقترب مني أمسكني من يدي وقال وهوا يسحبني معه
" علينا المغادرة فورا ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه "
أمسكني غيث من يدي الأخرى حتى أوقفه وقال بحدة
" هي لا تزال زوجتي ويحق لي التحدث معها بل ومنعها من الذهاب معك "
قال بغضب " سوف تطلقها يا غيث شئت أم أبيت فلِما لم تتذكر أنها زوجتك يوم رميت بها
في المستشفى ولو لم يكن لها أهل لكانت في الشارع "
قال غيث بغضب " أنا لازلت أقدرك وأحترمك يا سيد هاشم فلا تجعلني أخطأ في حقك "
سحبني من يد غيث بقوة وفتح باب السيارة ركبت وأغلق الباب خلفي بقوة ثم توجه ناحية
بابه ونظر لغيث وقال بصراخ غاضب
" لن تعيدها إلا على جثتي يا ابن شامخ "
وركب السيارة وغادرنا القصر بسرعة جنونية وخرجنا من فورنا من البلاد وقال بغضب
" سيرى ذاك المتحجر المغرور , من يظن نفسه ليرميك متى شاء ثم يفرض عليا أن يتحدث
معك بصفتك زوجته هل يسخر مني ويعتقد أني طفلا يرميك لي ثم يتجاهلني وكأنه لا يراني
سوف يطلقك رغما عن انفه وسنأخذ منه ابنك أيضا وبالقانون , ماذا يضن بك ليس لك
من يردعه عنك أم ماذا , لقد رضيت بادئ الأمر حين قالت والدتك أنها وصية الرجل الذي
رباك ورعاك وحماكم من طالبي الثأر لكن أن تنذلي وتنهاني فلن أرضى بها ولو كنت
مجرد زوج لخالتك وعمك من الرضاعة "
ومرت الرحلة كلها على ذاك المنوال يصرخ ويزمجر ويتأفف بعصبية ويخرج كل
ما في قلبه من غل وأنا أستمع في صمت , قد يكون غيث يستحق ذلك بالرغم من علمي
من والدته عن كل ما مر به ولكن عليه أن يعلم أنني لست شيئا مملوكا له يرميه ويعيده
متى شاء وليعلم أنه ما كان عليه أن يفكر في فعل ذلك بي منذ البداية
وصلنا المنزل ونزل معي وأكمل باقي توعده وتهديده على مسمع من والدتي وأقسم إن
خالفناه أننا سننسى أن لنا عائلة خالة ما حيينا , هذا ولم يعلم باتهاماته وضربه لي فما كان
سيفعل حينها ومرت بي الأيام اسجن نفسي في غرفتي ولا شيء سوى البكاء وقد اتصل
غيث وخالتي بوالدتي مرارا ولكنها اعتذرت منهم وأخبرتهم أن زوج خالتي يمنعني من
التحدث معهم فقد اقسم إن علم أنني تحدثت لشخص منهم أن ينفذ تهديده
طرقت والدتي باب غرفتي ودخلت تحمل لي مفاجئة ما كنت أتوقعها ابني شامخ بين يديها
أخذته منها واحتضنته بحب وبكيت بمرارة وأنا أضمه لصدري , ابني الذي حرمت منه
لأشهر ولم أره منذ ولادته ها هوا بين يداي الآن
نظرت لوجهه وقبلته عشرات القبل ثم عدت أحتضنه من جديد كم كبر وتغير شكله رغم
أنها ثلاثة أشهر فقط قلت من بين دموعي
" لقد تغير عن ولادته "
ابتسمت أمي وقالت " لقد أخذ لون بشرتك وشكل عينيك وباقي ملامحه كوالده تماما "
ثم خرجت وجلبت معها حقيبة كبيرة وحقيبة أطفال نظرت لها بحيرة فقالت
" لقد أحضره غيث ليبقى معك "
قلت بصدمة " يبقى معي أنا "
قالت " نعم معك أنتي يا رنيم وقال بأنه سيتكفل بكل مصاريفه "
نظرت له بسعادة ثم حضنته بشدة توقعت أنه أحضره لأراه وسيأخذه معه ولم أتوقع
أبدا أن يرجعه لي قالت بهدوء
" رنيم غيث في الأسفل ويصر على رؤيتك أو يذهب لزوج خالتك فورا "
قلت بعد صمت " لقد اقسم علينا عمي هاشم فكيف سنكسر يمينه "
تنهدت وقالت " إذا ليس عليا إلا إبلاغه بهذا وأتمنى أن لا ندخل في مشاكل نحن في
غنى عنها فغيث غاضب جدا لعلمه بالقضية التي رفعها هاشم ويريد إعادتك حالا "
قلت برجاء " أمي حاولي تهدئته كي لا يكبر الموضوع أكثر "
قالت " وهل سنحرم نحن غيث من ابنه , سيكون عليه السفر كلما أراد رؤيته نحن لم
نرضى بهذا لك فكيف سنرضى بها له , كل ما أستطيع فعله أن أحاول إقناعه أن يتحدث
معه بلين ليصلوا لحل يرضي الجميع "
ونزلت وتركتني مع الحلم الذي تحول لحقيقة دون محاكم وقضايا ومشاكل فما أسعده من يوم
يومي هذا توجهت للنافذة أراقب غيث يركب سيارته ويغادر ثم قبلت ابني وعدت به جهة
سريري وضعته عليه وفتحت الحقيبة لأرتب ملابسه في خزانتي وكأنني أريد أن أتأكد من
أنني لست أتوهم ذلك وأول ما وقعت عليه عيناي موضوعا أعلى الحقيبة البذلة التي أعجبت
غيث في محل ملابس الأطفال الخاصة برجال الجيش , رفعتها فسقطت منها ورقة نظرت لها
باستغراب ثم وضعت البذلة من يدي وأخذت الورقة وفتحتها فكانت رسالة مكتوب فيها
( رنيم أعتذر عما بذر مني أقسم أنني نادم وأنتي تعلمي أن أي رجل كان في موقفي ما كان
سيفعل أقل من ذلك عودي لي وإن تكرر وأخطأت في حقك فاتركيني للأبد أقسم أن حياتي خالية
بدونك ولم أتوقع يوما أن يكون حب أحدى النساء شيئا لا يمكنك التخلص منه هكذا ولم أكن أتوقع
أنني سأجرب ذلك إلا بعد أن أحببتك سوف أتحدث مع زوج خالتك وسأتقاتل معه إن لزم الأمر
ولن أطلقك ولو ذبحني .... أحبك رنيم )
طويت الورقة وحضنتها وبكيت وقلت
" وأنا لم أكن أتوقع أن حب رجل سيجعلني أتحمل على نفسي وكرامتي "
طرقت والدتي الباب ودخلت فقلت " ماذا حدث يبدوا غاضبا جدا وهوا خارج "
قالت وهي تحمل شامخ من على السرير
" سيذهب لمقابلة هاشم لا يبدوا الأمر مبشرا بالخير أبدا "



















ميس















" ميس حبيبتي ما بك توقفي عن البكاء الآن "
قلت بعبرات " سأشتاق له كثيرا أنت لا تعي ما أشعر به "
جلس بجانبي وقال ممسكا بيدي
" أعلم أنك من اعتنى به طوال الفترة الماضية ولكنها والدته وهي أحق به "
شهقت ببكاء وقلت " أعلم ولكنني أحببته وأريده معي دائما "
قال بضيق " ميس عليك أن تراعي مشاعري فأنا أغار منه جدا "
نظرت له بصدمة فقال بغضب " نعم فحتى الوالد يغار من أبنائه فكيف بي أنا "
دخلت حينها خالتي وقالت " ما بك بني صوتك في الخارج ألن تتوقفا عن الشجار "
نظر صهيب للجانب الآخر بضيق فنظرت لخالتي وقلت
" ابنك متضايق من حبي لشامخ "
نظرت له بصدمة وقالت " هل هذا صحيح بني "
قال بغضب مشيحا بنظره عنا " نعم صحيح "
ضحكت خالتي كثيرا وقالت " معه حق والخطأ عليك يا ميس "
نظرت لها بصدمة وقلت " أنا "
قالت " نعم فأنتي تغدقين شامخ بحنانك طوال النهار وتتشاجرين مع زوجك دائما "
قلت بضيق " هوا يعلم لما وعليه أن يعدل عن أفكاره ومخططاته "
وقف وغادر غاضبا دون كلام فجلست خالتي بجانبي وقالت بهدوء
" ميس بنيتي عليك مراعاة مشاعره فهوا يحبك والرجال كالأطفال تماما "
قلت بحزن " وأنا أحبه أيضا وأخاف على سلامته لما هوا لا يفكر بي "
قالت بحيرة " أنا لا أفهمك يا ميس ما الذي يفعله صهيب يجعلك تغضبين منه دائما "
قلت ببكاء " يريد أن أخسره للأبد "
قالت بخوف " ماذا تعني بذلك يا ميس "
مسحت دموعي وقلت " لا شيء يا خالتي قد تكونين محقة "
وقفت وقالت " هيا عليك إرضاء زوجك حالا صغيرتي "
تنهدت وقلت " هل ذلك ضروري "
قالت بجدية " بلى ضروري جدا لا أعلم كيف تقولين أنك تحبينه "
قلت بقلة حيلة " حسننا "
ثم نظرت لها وقلت " ألن نرى شامخ ثانيتا أبدا "
قالت بحزن " أتمنى أن لا يحدث ذلك "
ثم قالت بحزم " هيا اذهبي إليه وحاذري أن تقولي هذا أمامه "
خرجت بحثا عنه فوجدته في غرفة الجلوس بالأسفل وما أن رآني حتى نظر للجانب
الآخر بضيق يبدوا أن المهمة لن تكون سهلة جلست بجانبه وقلت
" صهيب أنا آسفة لا تغضب مني "
ولكنه لم يجب فقلت " صهيب هل تسمعني "
فلم يجب أيضا طوقته بيداي وقلت " لن يتكرر ذلك أقسم لك ولا أريد شامخ ولا غيره
هيا صهيب ما بك قاسي هكذا "
فلم ينطق الحجر ولم يتحرك فابتعدت عنه وقلت ببكاء وأنا أمسح دموعي
" صهيب أنت لا تحبني أبدا "
نظر لي وقال " ولما البكاء الآن يا ميس "
قلت ببكاء أشد " لأنك لا تريد أن ترضى عني "
ضمني إليه بذراعه وقال " هيا توقفي عن البكاء يا طفلة "
جميل نجحت الخطة قلت بحزن " هل أنت راض عني ولم تعد غاضبا "
قال " لا لم أعد غاضبا على أن يتوقف شجارنا الدائم "
طوقته بيداي وقلت بدموع " لا أريد أن أخسرك يا صهيب لما لا تفهمني "
" جميل يبدوا أنكم تراضيتم بسرعة "
كان هذا صوت خالتي فابتعدت عنه وركضت مسرعة للخارج فسمعت صوت صهيب ي
ضحك قائلا " أمي جدي لي حلا مع هروبها منكم "
قالت " الحياء زينة النساء بني "
فركضت مبتعدة عنهم وصعدت لغرفتي ولم استطع صبرا فاتصلت بوالدة رنيم وسألتهم
عن ابني , لما كل هذا الظلم فعندما توقف عن بكائه الدائم عندي أخذوه مني هكذا بسهولة
ولكنني سعيدة حقا من أجل رنيم


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع : أشباه الظلال
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أشباه رجال حسين سلطان ابداعات أقلام الاعضاء الحصريه للمنتدى ( أقلامُنا ) 26 02-07-17 02:12 PM
..خيــــوط الظلام.. برنس وصاب مواضيع إسلاميه - فقه - أقوال ( نفحات ايمانيه ) •• 4 12-30-16 09:04 PM
جبل الظلام general قصص - روايات - Novels stories - روايات طويله •• 9 01-27-16 09:57 PM
كن بشراً وليس أشباه البشر الامير قسم العام للمواضيع العامه •• 2 12-29-13 03:15 PM
في الظلام ذات ليله سيبوهـ خواطر عذب الكلام ( أنَّات الخواطر ) •• 5 09-26-13 11:57 PM


| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 05:21 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا